د.ناجي حجلاوي
محدوديّة المناهج في كتب التّفسير(7) «مآزق القول بالتّرادف» : 207 - 2024/10/04
إنّ اللّغة الّتي تُمثّل أكثر الأشياء التصاقا بحياة الإنسان، مرّت لامحالة بمراحل تشهد بمدى تعلّق الإنسان بها وتعقّله لها صوتا ولفظا ومعنى، حتّى تبلورت في هذه المستويات علوم ونظريّات. وقد انطبعت اهتمامات المسلمين بجانبيْ التّلفّظ والإفادة بطابع الإعجاز إبرازا لقيمة الكلام الإلهي. وفي كلّ الأحوال الّتي تجلّت فيها العلوم اللّغويّة والتّفسيريّة ظلّت ثنائيّة اللّفظ والمعنى هي اللّبنة الأساسيّة الّتي يتمّ منها الانطلاق. وهكذا يجدر بالدّارس قبل الخوض في مفهوم التّرادف وما ينجرّ عنه من مسائل، أنْ يُشير إلى الإطار العامّ الّذي يتنزّل فيه كلّ ذلك، وهو مجال العلاقة بين العلامة اللّغويّة والمعنى الّذي تتضمّنه. وهو ما يُطلق عليه في التّراث اللّغوي بثُنائيّة اللّفظ والمعنى.
اقرأ المزيد
محدوديّة المناهج في كتب التّفسير(6) «أهميّة المدخل اللّغوي» : 206 - 2024/09/06
إنّ اللّغة الّتي تُمثّل أكثر الأشياء التصاقا بحياة الإنسان، مرّت لامحالة بمراحل تشهد بمدى تعلّق الإنسان بها وتعقّله لها صوتا ولفظا ومعنى، حتّى تبلورت في هذه المستويات علوم ونظريّات. وقد انطبعت اهتمامات المسلمين بجانبيْ التّلفّظ والإفادة بطابع الإعجاز إبرازا لقيمة الكلام الإلهي. وفي كلّ الأحوال الّتي تجلّت فيها العلوم اللّغويّة والتّفسيريّة ظلّت ثنائيّة اللّفظ والمعنى هي اللّبنة الأساسيّة الّتي يتمّ منها الانطلاق. وهكذا يجدر بالدّارس قبل الخوض في مفهوم التّرادف وما ينجرّ عنه من مسائل، أنْ يُشير إلى الإطار العامّ الّذي يتنزّل فيه كلّ ذلك، وهو مجال العلاقة بين العلامة اللّغويّة والمعنى الّذي تتضمّنه. وهو ما يُطلق عليه في التّراث اللّغوي بثُنائيّة اللّفظ والمعنى.
اقرأ المزيد
محدوديّة المناهج في كتب التّفسير(5) «سلطة التّرادف» : 205 - 2024/08/02
إنّ اللّغة الّتي تُمثّل أكثر الأشياء التصاقا بحياة الإنسان، مرّت لامحالة بمراحل تشهد بمدى تعلّق الإنسان بها وتعقّله لها صوتا ولفظا ومعنى، حتّى تبلورت في هذه المستويات علوم ونظريّات. وقد انطبعت اهتمامات المسلمين بجانبيْ التّلفّظ والإفادة بطابع الإعجاز إبرازا لقيمة الكلام الإلهي. وفي كلّ الأحوال الّتي تجلّت فيها العلوم اللّغويّة والتّفسيريّة ظلّت ثنائيّة اللّفظ والمعنى هي اللّبنة الأساسيّة الّتي يتمّ منها الانطلاق. وهكذا يجدر بالدّارس قبل الخوض في مفهوم التّرادف وما ينجرّ عنه من مسائل، أنْ يُشير إلى الإطار العامّ الّذي يتنزّل فيه كلّ ذلك، وهو مجال العلاقة بين العلامة اللّغويّة والمعنى الّذي تتضمّنه. وهو ما يُطلق عليه في التّراث اللّغوي بثُنائيّة اللّفظ والمعنى.
اقرأ المزيد
محدوديّة المناهج في كتب التّفسير(4) «القول بالفروق اللّغويّة» : 204 - 2024/07/05
إنّ اللّغة الّتي تُمثّل أكثر الأشياء التصاقا بحياة الإنسان، مرّت لامحالة بمراحل تشهد بمدى تعلّق الإنسان بها وتعقّله لها صوتا ولفظا ومعنى، حتّى تبلورت في هذه المستويات علوم ونظريّات. وقد انطبعت اهتمامات المسلمين بجانبيْ التّلفّظ والإفادة بطابع الإعجاز إبرازا لقيمة الكلام الإلهي. وفي كلّ الأحوال الّتي تجلّت فيها العلوم اللّغويّة والتّفسيريّة ظلّت ثنائيّة اللّفظ والمعنى هي اللّبنة الأساسيّة الّتي يتمّ منها الانطلاق. وهكذا يجدر بالدّارس قبل الخوض في مفهوم التّرادف وما ينجرّ عنه من مسائل، أنْ يُشير إلى الإطار العامّ الّذي يتنزّل فيه كلّ ذلك، وهو مجال العلاقة بين العلامة اللّغويّة والمعنى الّذي تتضمّنه. وهو ما يُطلق عليه في التّراث اللّغوي بثُنائيّة اللّفظ والمعنى.
اقرأ المزيد
محدوديّة المناهج في كتب التّفسير(3) «مفهوم التّرادف وتجلّياته» : 203 - 2024/06/01
إنّ اللّغة الّتي تُمثّل أكثر الأشياء التصاقا بحياة الإنسان، مرّت لامحالة بمراحل تشهد بمدى تعلّق الإنسان بها وتعقّله لها صوتا ولفظا ومعنى، حتّى تبلورت في هذه المستويات علوم ونظريّات. وقد انطبعت اهتمامات المسلمين بجانبيْ التّلفّظ والإفادة بطابع الإعجاز إبرازا لقيمة الكلام الإلهي. وفي كلّ الأحوال الّتي تجلّت فيها العلوم اللّغويّة والتّفسيريّة ظلّت ثنائيّة اللّفظ والمعنى هي اللّبنة الأساسيّة الّتي يتمّ منها الانطلاق. وهكذا يجدر بالدّارس قبل الخوض في مفهوم التّرادف وما ينجرّ عنه من مسائل، أنْ يُشير إلى الإطار العامّ الّذي يتنزّل فيه كلّ ذلك، وهو مجال العلاقة بين العلامة اللّغويّة والمعنى الّذي تتضمّنه. وهو ما يُطلق عليه في التّراث اللّغوي بثُنائيّة اللّفظ والمعنى.
اقرأ المزيد
محدوديّة المناهج في كتب التّفسير(2) «ثنائيّة اللّفظ والمعنى» : 202 - 2024/05/03
إنّ اللّغة الّتي تُمثّل أكثر الأشياء التصاقا بحياة الإنسان، مرّت لامحالة بمراحل تشهد بمدى تعلّق الإنسان بها وتعقّله لها صوتا ولفظا ومعنى، حتّى تبلورت في هذه المستويات علوم ونظريّات. وقد انطبعت اهتمامات المسلمين بجانبيْ التّلفّظ والإفادة بطابع الإعجاز إبرازا لقيمة الكلام الإلهي. وفي كلّ الأحوال الّتي تجلّت فيها العلوم اللّغويّة والتّفسيريّة ظلّت ثنائيّة اللّفظ والمعنى هي اللّبنة الأساسيّة الّتي يتمّ منها الانطلاق. وهكذا يجدر بالدّارس قبل الخوض في مفهوم التّرادف وما ينجرّ عنه من مسائل، أنْ يُشير إلى الإطار العامّ الّذي يتنزّل فيه كلّ ذلك، وهو مجال العلاقة بين العلامة اللّغويّة والمعنى الّذي تتضمّنه. وهو ما يُطلق عليه في التّراث اللّغوي بثُنائيّة اللّفظ والمعنى.
اقرأ المزيد
محدوديّة المناهج في كتب التّفسير : 201 - 2024/04/05
عندما كانت العبارة تشي للقارئ بخلاف ما قصد المؤلّف منها، تأكّد للدّارس أنّ عمليّة التّفسير لا تخرج عن أطراف ثلاثة: النّصّ وصاحبه وقارئه، وبحسب العلاقة القائمة بين هذه الأطراف ينبع المنهج المتّبع وبها ينطبع. وإذا كان المنهج يساعد على المزيد من الفهم من خلال تقصّي مقاصد النّصّ بقدر من التّجرّد، فإنّ صفة التّجرّد تظلّ مطلباً عزيزاً على الدّارسين. فالدّراسة التي تركّز الاهتمام على موضوع من المواضيع دون محاولة استبعاد الذّات منه، تظلّ مهدّدة بمزالق منهجيّة من قبيل الإسقاط والمغالطة التّاريخيّة.
اقرأ المزيد
براءة الشهادة خلاصات البحث : 200 - 2024/03/01
من ميزات الزّمن الثّقافي الرّاهن المعيش أنّه محشوّ بمفاهيم ترسخت في الذّهن وترسّبت بمفعول الإعادة والتعوّد على امتداد أحقاب مديدة، ما جعلها من قبيل المسلّمات المُندرجة في فضاء المستحيل المفكّر فيه. وليس مفهوم الشّهادة في القرآن إلاّ نموذجا ساطع الدّلالة على تشوه المفاهيم تحت وطأة العوامل الثّقافيّة المتوارثة الّتي غذّاها الاستبداد السّياسي خدمة لمصالحه الّتي تتعارض رأسا مع الدّقة العلميّة المُفضية إلى وضوح الرّؤية.
اقرأ المزيد
براءة الشهادة الحلقة التاسعة : الشهيد في المسيحية : 199 - 2024/02/02
اكتسب مصطلح الشّهادة هالة تقديسية في جميع الأديان . ففي اليّهودية نجد عبارة «قيدوش هاشيم» الّذي هو اسم الله المقدّس يطلق بمعنى الشّهيد وهو القتيل في الحرب ضد الرّومان بصفة خاصّة، ثمّ عُمّمت على كلّ قتيل في سبيل الله. وفي فضاء الثّقافة المسيحيّة، نُلفي مصطلح الشّهيد يُطلق على كلّ مؤمن معترف دفع حياته ثمنا وتضحية لنصرة عقيدته. وقد احتلّ الشّهيد مرتبة مرموقة في اللاّهوت الكنسي. وعليه تمّ الاحتفاظ برُفات الشّهداء، وتعظيم ذكرهم باستمرار، لأنّهم من سكان الملكوت السّماوي. وقد ورثت الثّقافة الإسلاميّة كلّ هذه الأفكار حيث تمّ الرّبط بين مفهوم الشّهادة وفكرة الموت وذهب الفقه الإسلامي إلى التّفريق بين صنوف الشّهداء فمنها شهيد الدّنيا والآخرة وهي الشّهادة الحقيقيّة. ومنها شهيد الدّنيا فقط وهو المقتول مدبِرا أو مُرئيا. ومنها شهيد الآخرة كالمطعون أو الغريق. والمفارقة الكبرى، الّتي رام هذا البحث كشف الغطاء عنها(عبر سلسلة من الحلقات المتتالية)، هي أنّ هذه المعاني لا تمّتُ بصلة لمفهوم الشّهادة الوارد في القرآن. وهذا البون يمثّل بوّابة لطرح أسئلة أساسيّة تدور حوْل مصادر الوعي الإسلامي فقها وتفسيرا وأصولا؟ ولمّا كان القرآن هو المصدر الأساسي للوعي الإسلامي، فإنّ الإجابة عن هذا السّؤال لن تكون بديهيّةإذا وقف الدّارس على أشياء تُخالف النّصّ المنطلق، كإدماج الموت في مفهوم الشّهادة، وهو أمر لا أثر له في القرآن. ممّا يؤكّد قيمة البحث والتّنقيب للكشف عن أوجه المعقوليّة في المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في التّعبير عنها، ومن أهمّها مفهوم «الشّهادة».
اقرأ المزيد
براءة الشهادة الحلقة الثامنة : مفهوم الشهادة في العهد القديم (اليهودية) : 198 - 2024/01/05
اكتسب مصطلح الشّهادة هالة تقديسية في جميع الأديان . ففي اليّهودية نجد عبارة «قيدوش هاشيم» الّذي هو اسم الله المقدّس يطلق بمعنى الشّهيد وهو القتيل في الحرب ضد الرّومان بصفة خاصّة، ثمّ عُمّمت على كلّ قتيل في سبيل الله. وفي فضاء الثّقافة المسيحيّة، نُلفي مصطلح الشّهيد يُطلق على كلّ مؤمن معترف دفع حياته ثمنا وتضحية لنصرة عقيدته. وقد احتلّ الشّهيد مرتبة مرموقة في اللاّهوت الكنسي. وعليه تمّ الاحتفاظ برُفات الشّهداء، وتعظيم ذكرهم باستمرار، لأنّهم من سكان الملكوت السّماوي. وقد ورثت الثّقافة الإسلاميّة كلّ هذه الأفكار حيث تمّ الرّبط بين مفهوم الشّهادة وفكرة الموت وذهب الفقه الإسلامي إلى التّفريق بين صنوف الشّهداء فمنها شهيد الدّنيا والآخرة وهي الشّهادة الحقيقيّة. ومنها شهيد الدّنيا فقط وهو المقتول مدبِرّا أو مُرئيا. ومنها شهيد الآخرة كالمطعون أو الغريق. والمفارقة الكبرى، الّتي رام هذا البحث كشف الغطاء عنها(عبر سلسلة من الحلقات المتتالية)، هي أنّ هذه المعاني لا تمّتُ بصلة لمفهوم الشّهادة الوارد في القرآن. وهذا البون يمثّل بوّابة لطرح أسئلة أساسيّة تدور حوْل مصادر الوعي الإسلامي فقها وتفسيرا وأصولا؟ ولمّا كان القرآن هو المصدر الأساسي للوعي الإسلامي، فإنّ الإجابة عن هذا السّؤال لن تكون بديهيّةإذا وقف الدّارس على أشياء تُخالف النّصّ المنطلق، كإدماج الموت في مفهوم الشّهادة، وهو أمر لا أثر له في القرآن. ممّا يؤكّد قيمة البحث والتّنقيب للكشف عن أوجه المعقوليّة في المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في التّعبير عنها، ومن أهمّها مفهوم «الشّهادة».
اقرأ المزيد
براءة الشهادة الحلقة السابعة: الشهادة في الآثار : 197 - 2023/12/01
اكتسب مصطلح الشّهادة هالة تقديسية في جميع الأديان . ففي اليّهودية نجد عبارة «قيدوش هاشيم» الّذي هو اسم الله المقدّس يطلق بمعنى الشّهيد وهو القتيل في الحرب ضد الرّومان بصفة خاصّة، ثمّ عُمّمت على كلّ قتيل في سبيل الله. وفي فضاء الثّقافة المسيحيّة، نُلفي مصطلح الشّهيد يُطلق على كلّ مؤمن معترف دفع حياته ثمنا وتضحية لنصرة عقيدته. وقد احتلّ الشّهيد مرتبة مرموقة في اللاّهوت الكنسي. وعليه تمّ الاحتفاظ برُفات الشّهداء، وتعظيم ذكرهم باستمرار، لأنّهم من سكان الملكوت السّماوي. وقد ورثت الثّقافة الإسلاميّة كلّ هذه الأفكار حيث تمّ الرّبط بين مفهوم الشّهادة وفكرة الموت وذهب الفقه الإسلامي إلى التّفريق بين صنوف الشّهداء فمنها شهيد الدّنيا والآخرة وهي الشّهادة الحقيقيّة. ومنها شهيد الدّنيا فقط وهو المقتول مدبِرّا أو مُرئيا. ومنها شهيد الآخرة كالمطعون أو الغريق. والمفارقة الكبرى، الّتي رام هذا البحث كشف الغطاء عنها(عبر سلسلة من الحلقات المتتالية)، هي أنّ هذه المعاني لا تمّتُ بصلة لمفهوم الشّهادة الوارد في القرآن. وهذا البون يمثّل بوّابة لطرح أسئلة أساسيّة تدور حوْل مصادر الوعي الإسلامي فقها وتفسيرا وأصولا؟ ولمّا كان القرآن هو المصدر الأساسي للوعي الإسلامي، فإنّ الإجابة عن هذا السّؤال لن تكون بديهيّةإذا وقف الدّارس على أشياء تُخالف النّصّ المنطلق، كإدماج الموت في مفهوم الشّهادة، وهو أمر لا أثر له في القرآن. ممّا يؤكّد قيمة البحث والتّنقيب للكشف عن أوجه المعقوليّة في المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في التّعبير عنها، ومن أهمّها مفهوم «الشّهادة».
اقرأ المزيد
براءة الشهادة الحلقة السادسة: الشهيد الميت، الفضل والمصير : 196 - 2023/11/03
اكتسب مصطلح الشّهادة هالة تقديسية في جميع الأديان . ففي اليّهودية نجد عبارة «قيدوش هاشيم» الّذي هو اسم الله المقدّس يطلق بمعنى الشّهيد وهو القتيل في الحرب ضد الرّومان بصفة خاصّة، ثمّ عُمّمت على كلّ قتيل في سبيل الله. وفي فضاء الثّقافة المسيحيّة، نُلفي مصطلح الشّهيد يُطلق على كلّ مؤمن معترف دفع حياته ثمنا وتضحية لنصرة عقيدته. وقد احتلّ الشّهيد مرتبة مرموقة في اللاّهوت الكنسي. وعليه تمّ الاحتفاظ برُفات الشّهداء، وتعظيم ذكرهم باستمرار، لأنّهم من سكان الملكوت السّماوي. وقد ورثت الثّقافة الإسلاميّة كلّ هذه الأفكار حيث تمّ الرّبط بين مفهوم الشّهادة وفكرة الموت وذهب الفقه الإسلامي إلى التّفريق بين صنوف الشّهداء فمنها شهيد الدّنيا والآخرة وهي الشّهادة الحقيقيّة. ومنها شهيد الدّنيا فقط وهو المقتول مدبِرّا أو مُرئيا. ومنها شهيد الآخرة كالمطعون أو الغريق. والمفارقة الكبرى، الّتي رام هذا البحث كشف الغطاء عنها(عبر سلسلة من الحلقات المتتالية)، هي أنّ هذه المعاني لا تمّتُ بصلة لمفهوم الشّهادة الوارد في القرآن. وهذا البون يمثّل بوّابة لطرح أسئلة أساسيّة تدور حوْل مصادر الوعي الإسلامي فقها وتفسيرا وأصولا؟ ولمّا كان القرآن هو المصدر الأساسي للوعي الإسلامي، فإنّ الإجابة عن هذا السّؤال لن تكون بديهيّةإذا وقف الدّارس على أشياء تُخالف النّصّ المنطلق، كإدماج الموت في مفهوم الشّهادة، وهو أمر لا أثر له في القرآن. ممّا يؤكّد قيمة البحث والتّنقيب للكشف عن أوجه المعقوليّة في المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في التّعبير عنها، ومن أهمّها مفهوم «الشّهادة».
اقرأ المزيد
براءة الشهادة الحلقة الخامسة: مفهوم الشهادة في فضاء المرويات - السيف والقتل : 195 - 2023/10/06
اكتسب مصطلح الشّهادة هالة تقديسية في جميع الأديان . ففي اليّهودية نجد عبارة «قيدوش هاشيم» الّذي هو اسم الله المقدّس يطلق بمعنى الشّهيد وهو القتيل في الحرب ضد الرّومان بصفة خاصّة، ثمّ عُمّمت على كلّ قتيل في سبيل الله. وفي فضاء الثّقافة المسيحيّة، نُلفي مصطلح الشّهيد يُطلق على كلّ مؤمن معترف دفع حياته ثمنا وتضحية لنصرة عقيدته. وقد احتلّ الشّهيد مرتبة مرموقة في اللاّهوت الكنسي. وعليه تمّ الاحتفاظ برُفات الشّهداء، وتعظيم ذكرهم باستمرار، لأنّهم من سكان الملكوت السّماوي. وقد ورثت الثّقافة الإسلاميّة كلّ هذه الأفكار حيث تمّ الرّبط بين مفهوم الشّهادة وفكرة الموت وذهب الفقه الإسلامي إلى التّفريق بين صنوف الشّهداء فمنها شهيد الدّنيا والآخرة وهي الشّهادة الحقيقيّة. ومنها شهيد الدّنيا فقط وهو المقتول مدبِرّا أو مُرئيا. ومنها شهيد الآخرة كالمطعون أو الغريق. والمفارقة الكبرى، الّتي رام هذا البحث كشف الغطاء عنها(عبر سلسلة من الحلقات المتتالية)، هي أنّ هذه المعاني لا تمّتُ بصلة لمفهوم الشّهادة الوارد في القرآن. وهذا البون يمثّل بوّابة لطرح أسئلة أساسيّة تدور حوْل مصادر الوعي الإسلامي فقها وتفسيرا وأصولا؟ ولمّا كان القرآن هو المصدر الأساسي للوعي الإسلامي، فإنّ الإجابة عن هذا السّؤال لن تكون بديهيّةإذا وقف الدّارس على أشياء تُخالف النّصّ المنطلق، كإدماج الموت في مفهوم الشّهادة، وهو أمر لا أثر له في القرآن. ممّا يؤكّد قيمة البحث والتّنقيب للكشف عن أوجه المعقوليّة في المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في التّعبير عنها، ومن أهمّها مفهوم «الشّهادة».
اقرأ المزيد
براءة الشهادة الحلقة الرابعة : مفهوم الشاهد في الفضاء التفسيري : 194 - 2023/09/01
اكتسب مصطلح الشّهادة هالة تقديسية في جميع الأديان . ففي اليّهودية نجد عبارة «قيدوش هاشيم» الّذي هو اسم الله المقدّس يطلق بمعنى الشّهيد وهو القتيل في الحرب ضد الرّومان بصفة خاصّة، ثمّ عُمّمت على كلّ قتيل في سبيل الله. وفي فضاء الثّقافة المسيحيّة، نُلفي مصطلح الشّهيد يُطلق على كلّ مؤمن معترف دفع حياته ثمنا وتضحية لنصرة عقيدته. وقد احتلّ الشّهيد مرتبة مرموقة في اللاّهوت الكنسي. وعليه تمّ الاحتفاظ برُفات الشّهداء، وتعظيم ذكرهم باستمرار، لأنّهم من سكان الملكوت السّماوي. وقد ورثت الثّقافة الإسلاميّة كلّ هذه الأفكار حيث تمّ الرّبط بين مفهوم الشّهادة وفكرة الموت وذهب الفقه الإسلامي إلى التّفريق بين صنوف الشّهداء فمنها شهيد الدّنيا والآخرة وهي الشّهادة الحقيقيّة. ومنها شهيد الدّنيا فقط وهو المقتول مدبِرّا أو مُرئيا. ومنها شهيد الآخرة كالمطعون أو الغريق. والمفارقة الكبرى، الّتي رام هذا البحث كشف الغطاء عنها(عبر سلسلة من الحلقات المتتالية)، هي أنّ هذه المعاني لا تمّتُ بصلة لمفهوم الشّهادة الوارد في القرآن. وهذا البون يمثّل بوّابة لطرح أسئلة أساسيّة تدور حوْل مصادر الوعي الإسلامي فقها وتفسيرا وأصولا؟ ولمّا كان القرآن هو المصدر الأساسي للوعي الإسلامي، فإنّ الإجابة عن هذا السّؤال لن تكون بديهيّةإذا وقف الدّارس على أشياء تُخالف النّصّ المنطلق، كإدماج الموت في مفهوم الشّهادة، وهو أمر لا أثر له في القرآن. ممّا يؤكّد قيمة البحث والتّنقيب للكشف عن أوجه المعقوليّة في المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في التّعبير عنها، ومن أهمّها مفهوم «الشّهادة».
اقرأ المزيد
براءة الشهادة الحلقة الثالثة : مفهوم الشهيد الحي في الفضاء التفسيري : 193 - 2023/08/04
خصّصنا الحلقة الأولى من هذا البحث (العدد 191، جوان 2023) في تتبّع ما أثاره أصحاب المعاجم من معان ودلالات عليقة بمادّة «شَهِدَ» متّبعين التّسلسل التّاريخي رصدا لما يمكن أن يطرأ من تغيّر على المفهوم من زمن إلى آخر ومن لغوي إلى آخر، مبتدئين بابن فارس، ثمّ الرّاغب الأصفهاني، ثمّ ابن منظور. وعمدنا من خلال البحث في المدوّنة التفسيريّة بمذاهبها المختلفة في الحلقة الماضية (العدد 192، جويلية 2023) إلى رصد مفهومي «شَهِدَ» و«الشّهادة»، وقد اتضّح أنّ المعاني المتضمّنة في مادّة «شَهِدَ» تحوم بشكل أساسي حوْل الإقامة والحضور والإدراك الواعي وكلّها شروط للتّكليف وتحمّل المسؤوليّة الواعية. ومن توفّرت فيه هذه الصّفات يعتبر شاهدا مهيّأ للاضطلاع بمختلف الوظائف إنْ كانت اجتماعيّة أو شرعيّة سواء كان أداؤها قوليّا أو فعليّا. أمّا الشّهادة فقد دارت حوْل المشاهدة العيْنيّة والإدلاء بالرّأي والتّصريح بالقول النّابعيْن من العلم العميق بحقيقة الأمر، وهي بالتّالي بريئة من فكرة الموت إذ انحصر مفهومها في الحضور والمعاينة والعلم، فأضحى كلّ من حضر الواقعة شهيدا، سواء من دفع حياته ضريبة لهذا الحضور وهذه المشاهدة، أو من سلم من الموت وظلّ حيّا. وعليه فتسمية الميْت بالشّهيد متأتية مبدئيّا من كوْنه شهد الوقائع، وموته، بدوره، يشهد له بذاك. وفي هذه الحلقة، سنواصل الإبحار في المدوّنة التّفسيريّة بمختلف مذاهبها لنستخرج مفهوم «الشّهيد الحيّ».
اقرأ المزيد
براءة الشهادة الحلقة الثانية : مفهوم شهد و الشهادة في الفضاء التفسيري : 192 - 2023/07/07
اكتسب مصطلح الشّهادة هالة تقديسية في جميع الأديان . ففي اليّهودية نجد عبارة «قيدوش هاشيم» الّذي هو اسم الله المقدّس يطلق بمعنى الشّهيد وهو القتيل في الحرب ضد الرّومان بصفة خاصّة، ثمّ عُمّمت على كلّ قتيل في سبيل الله. وفي فضاء الثّقافة المسيحيّة، نُلفي مصطلح الشّهيد يُطلق على كلّ مؤمن معترف دفع حياته ثمنا وتضحية لنصرة عقيدته. وقد احتلّ الشّهيد مرتبة مرموقة في اللاّهوت الكنسي. وعليه تمّ الاحتفاظ برُفات الشّهداء، وتعظيم ذكرهم باستمرار، لأنّهم من سكان الملكوت السّماوي. وقد ورثت الثّقافة الإسلاميّة كلّ هذه الأفكار حيث تمّ الرّبط بين مفهوم الشّهادة وفكرة الموت وذهب الفقه الإسلامي إلى التّفريق بين صنوف الشّهداء فمنها شهيد الدّنيا والآخرة وهي الشّهادة الحقيقيّة. ومنها شهيد الدّنيا فقط وهو المقتول مدبِرّا أو مُرئيا. ومنها شهيد الآخرة كالمطعون أو الغريق. والمفارقة الكبرى، الّتي رام هذا البحث كشف الغطاء عنها(عبر سلسلة من الحلقات المتتالية)، هي أنّ هذه المعاني لا تمّتُ بصلة لمفهوم الشّهادة الوارد في القرآن. وهذا البون يمثّل بوّابة لطرح أسئلة أساسيّة تدور حوْل مصادر الوعي الإسلامي فقها وتفسيرا وأصولا؟ ولمّا كان القرآن هو المصدر الأساسي للوعي الإسلامي، فإنّ الإجابة عن هذا السّؤال لن تكون بديهيّةإذا وقف الدّارس على أشياء تُخالف النّصّ المنطلق، كإدماج الموت في مفهوم الشّهادة، وهو أمر لا أثر له في القرآن. ممّا يؤكّد قيمة البحث والتّنقيب للكشف عن أوجه المعقوليّة في المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في التّعبير عنها، ومن أهمّها مفهوم «الشّهادة».
اقرأ المزيد
براءة الشهادة الحلقة الأولى: مفهوم الشهادة في الفضاء اللّغوي : 191 - 2023/06/02
اكتسب مصطلح الشّهادة هالة تقديسية في جميع الأديان . ففي اليّهودية نجد عبارة «قيدوش هاشيم» الّذي هو اسم الله المقدّس يطلق بمعنى الشّهيد وهو القتيل في الحرب ضد الرّومان بصفة خاصّة، ثمّ عُمّمت على كلّ قتيل في سبيل الله. وفي فضاء الثّقافة المسيحيّة، نُلفي مصطلح الشّهيد يُطلق على كلّ مؤمن معترف دفع حياته ثمنا وتضحية لنصرة عقيدته. وقد احتلّ الشّهيد مرتبة مرموقة في اللاّهوت الكنسي. وعليه تمّ الاحتفاظ برُفات الشّهداء، وتعظيم ذكرهم باستمرار، لأنّهم من سكان الملكوت السّماوي. وقد ورثت الثّقافة الإسلاميّة كلّ هذه الأفكار حيث تمّ الرّبط بين مفهوم الشّهادة وفكرة الموت وذهب الفقه الإسلامي إلى التّفريق بين صنوف الشّهداء فمنها شهيد الدّنيا والآخرة وهي الشّهادة الحقيقيّة. ومنها شهيد الدّنيا فقط وهو المقتول مدبِرّا أو مُرئيا. ومنها شهيد الآخرة كالمطعون أو الغريق. والمفارقة الكبرى، الّتي رام هذا البحث كشف الغطاء عنها(عبر سلسلة من الحلقات المتتالية)، هي أنّ هذه المعاني لا تمّتُ بصلة لمفهوم الشّهادة الوارد في القرآن. وهذا البون يمثّل بوّابة لطرح أسئلة أساسيّة تدور حوْل مصادر الوعي الإسلامي فقها وتفسيرا وأصولا؟ ولمّا كان القرآن هو المصدر الأساسي للوعي الإسلامي، فإنّ الإجابة عن هذا السّؤال لن تكون بديهيّةإذا وقف الدّارس على أشياء تُخالف النّصّ المنطلق، كإدماج الموت في مفهوم الشّهادة، وهو أمر لا أثر له في القرآن. ممّا يؤكّد قيمة البحث والتّنقيب للكشف عن أوجه المعقوليّة في المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في التّعبير عنها، ومن أهمّها مفهوم «الشّهادة».
اقرأ المزيد
الوعي البيئي في المنظور القرآني (2/2) : 190 - 2023/05/05
تنهض فرضيّة هذا البحث على أنّ القرآن الكريم يتضمّن وعيا بيئيّا حادّا يروم تعمير الأرض بما ينفع الحرث والنّسل والبلاد والعباد. ويرسم علاقة الفرد بالطّبيعة من أجل تنفيذ المقاصد الأساسيّة من الوحي النّازل من السّماء لتنظيم الحياة الإنسانيّة بكلّ جزئياتها حتّى ينمو التّاريخ في حركة ذات اتّجاه تصاعدي. وذلك شرط النّجاة الجالب للسّعادة والازدهار. وقد توخّينا المنهج التّفكيكي البنائي لبلورة العمليّة التّحليليّة الخاصة بمظاهر هذا الوعي في المصحف الشّريف (الجزء الأول/ العدد السابق) وبنفس المنهج سنعمل في هذه الحلقة على تحديد آثار فقدان هذا الوعي في المجالات الاقتصاديّة والاجتماعيّة.
اقرأ المزيد
الوعي البيئي في المنظور القرآني (1/2) : 189 - 2023/04/07
لا مراء في أنّ الإنسان هو سبب المشكل البيئي. ولذلك اهتمّ القرآن بشكل مباشر بصلاح النّفس البشريّة وإصلاحها. والمهمّ أنّ فهم مكوّنات البيئة وسبر أغوار العلاقات القائمة بيْن أجزائها هو المعبر الجوهري للحفاظ على المحيط باعتباره مجالا حيويّا. فلا مناص من اخضرار العلوم وتعميقها. وقد ظهر علم النّفس البيئي والاقتصاد البيئي والتّاريخ البيئي، وكذلك اللّاهوت البيئي وغير ذلك من الاختصاصات العلميّة الحاملة لهموم الفضاء الإيكولوجي.
اقرأ المزيد
من التّفسير إلى التّفكير - سورة الفيل أنموذجا الحلقة الأخيرة: نتائج البحث : 188 - 2023/03/03
إنّ النّاظر في البناء اللّغوي للنّصّ القرآني انطلاقا من سورة الفيل يُلفي أنّ الخطاب يركز على دور المتلقّي «ألم تر». وبغض النّظر عن تحديد هذا المخاطب هل هو الرّسول أم المؤمن في كلّ عصر وفي كلّ مصر. فإنّ الملاحظ هو أنّ المشتغلين بالدّراسات القرآنيّة قديما وحديثا يعكسون الأمر ويركّزون على الباثّ ومقاصده ويهملون المتلقّي، وما يصدر عنه من تصوّرات وإمكانات في الفهم. ولمّا كان الوحي ناهضا على التّصوّر الرّمزي وضرب الأمثال واعتماد القصّة بما هي أداة في التّواصل مع المخاطب، فإنّ هذه الأدوات تحمل أكثر من إمكان تأويليّ. وما الجنوح إلى الاقتصار على مصداق واحد إلاّ تضييق من الآفاق الواسعة الكامنة وراء هذه الشّفرات اللّغوية المتعدّدة.
اقرأ المزيد
من التّفسير إلى التّفكير - سورة الفيل أنموذجا الحلقة 11 : قصّة الفيل في ضوء التّفكير 3/3 المنهج اللّ : 187 - 2023/02/03
يقوم المنهج اللّفظي التّرتيلي على الإمكانات الدّلالية الكامنة في الألفاظ. وإذا كان التّرتيل لغة يعني الجمع ومنه الرّتل، فإنّ صاحب هذا المنهج يعمد إلى الرّبط بين كلّ الأوجه الّتي ورد عليها اللّفظ الواحد ثنيَ النّصّ القرآني، بالإضافة إلى توليد المعاني من كلّ استعمال ورد فيه هذا اللّفظ بعيْنه. ويرتكز هذا المنهج على إثارة المعنى انطلاقا من التّشكيل الصّوتي، ومن خصائص الصّوت من حيث المخرج والصّفات بغضّ النّظر عن اللّسان الجاري به الكلام. ففعل «رتلَ» على سبيل المثال يفيد صوت الرّاء فيه معنى التّكرار ويفيد حرف «التّاء» معنى الضّعف والاستقرار. وأمّا حرف «اللاّم» فيعني التّواصل وإعادة الانتشار. فلفظ «رَتل» حينئذ يحيل على كتلة مكوّنة من عناصر مركّبة ضمن محدّدات معيّنة لتكوين بيان له أثر أكبر من أثر كلّ عنصر وحده في الواقع. والرّتل مفردة تستعمل لإفادة مجموعة من كلّ صنف كالعربات أو الأشخاص. وهي مجموعات تنتظم في نسق خاصّ يربطها رابط معيّن كرتل الدّبابات المصطفّة في انسجام لتحقيق هدف محدّد.
اقرأ المزيد
من التّفسير إلى التّفكير - سورة الفيل أنموذجا الحلقة 10 : قصّة الفيل في ضوء التّفكير 2/3 : 186 - 2023/01/06
يذهب الباحث ناصر بن رجب إلى أنّ قصّة أصحاب الفيل هي عظة عربيّة استخلصت من تاريخ العبرانيّين التي تحدّثت عنها أسفار المكابيين خاصّة السّفريْن الثّاني والثّالث. وهي نصوص استثمرت موروث الشّرق المسيحي بما فيها المسيحيّة السّريانيّة. والسّفران يركّزان على سرد أحداث دارت ضمن محاولات جيش ملكي مشرك استخدم الفيلة في الهجوم على جماعة يهوديّة مؤمنة لغاية سحقها. وفي السّفريْن إشارة صريحة إلى التّدخل الإلهي لإنقاذ المؤمنين به والتّنكيل بقوى الشّرك وهزم فيلة الحرب بهزيمة ساحقة(2).
اقرأ المزيد
من التّفسير إلى التّفكير - سورة الفيل أنموذجا الحلقة 9 : قصّة الفيل في ضوء التّفكير 3/3 : 185 - 2022/12/02
تعدّدت المصنّفات التّفسيريّة المندرجة ضمن التّفسير الموضوعي بتعدّد أعلامه الّذين تميّزوا بمحاولات جادّة في استجلاء مواضيع القرآن العديدة(1). وإذ حظيت أغلب هذه المصنّفات بالدّراسة والشهرة فإنّ هذا البحث يسلّط الضوء على محاولة قام بها محمّد باقر الصّدر تتميّز، على قصرها، بالدّقة والتّركيز.
اقرأ المزيد
من التّفسير إلى التّفكير - سورة الفيل أنموذجا الحلقة 8 : قصّة الفيل في ضوء التّفكير 2/3 : 184 - 2022/11/04
قبل التّبسّط في عرض هذه المحاولات يتوجّب على الدّارس، في مستهلّ هذا الفصل، إبداء بعض الملاحظات الّتي تبدو أساسيّة ومنها أنّ العقل التّفسيري ظلّ ينتهج من الأدوات المعرفيّة ما أنتجه أوائل المفسّرين. فكلّ مفسّر كان يتجشّم مهمّة الكشف عن المعاني القرآنيّة من خلال الشّرح المعجمي للألفاظ والوقوف على مختلف القراءات المتعلّقة بالآية المفسَّرة وما قيل حوْلها من أخبار وآثار عليقة بسبب النّزول وظاهرة النّسخ والإحكام أو التّشابه أو التّعميم أو التّخصيص وصولا إلى المعنى المستفاد. وكلّ ذلك يتكرّر مع كلّ آية من الفاتحة إلى سورة النّاس. والنّتيجة الحاصلة من هذا التّمشي التفسّيري هو ضياع المعنى الكلّي النّاظم للأفكار من جهة والسّقوط في التّكرار من جهة أخرى حتّى أنّ عبارة: «وقد مرّ بنا توضيح هذا المعنى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع»(1)، بالإضافة إلى أنّ هذا التّفسير الخطّي إنْ كان ينسجم مع رؤية ثقافيّة تقول بالموسوعيّة، والأخذ من كلّ شيء بطرف، فإنّه ما عاد منسجما مع ثقافة تنهض على مقولة التّخصص. وعليه فإنّ القرآن بمواضيعه التي تكاد لا تُحصى لا يستطيع المجهود الفردي أن يحيط بها كلّها. والمُزعج، في هذا الإطار، هو الانزياح الّذي شهدته الثّقافة الإسلاميّة والمتمثّل في أنّ القرآن الّذي أراده اللّه مهيمنا على الكتب التي سبقته ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾(2)، قد اُستبدل بالتّفسير الذي استلّ هذه الهيمنة ونُسبت إليه خطأ من المسلمين، فأضحى التّفسير في أغلب الأحيان حجابا حائلا دون الكتاب.
اقرأ المزيد
من التّفسير إلى التّفكير - سورة الفيل أنموذجا الحلقة 7 : دوائر الائتلاف والاختلاف في القصّة : 183 - 2022/10/07
هناك قاسم مشترك بين المفسّرين لقصة الفيل ظلّ يتّسع ويضيق من مفسّر إلى آخر وظلّ الاختلاف في العديد من النّقاط وضبط العديد من المعلومات هو الميسم الغالب بين أغلب الأخبار والآثار المشكّلة للقصّة بدءا من تحديد سبب تفكير أبرهة في شنّ حملته.
اقرأ المزيد
من التّفسير إلى التّفكير - سورة الفيل أنموذجا الحلقة 6 : قصّة الفيل في الموروث التّفسيري 3/3 : 182 - 2022/09/02
في هذه الحلقة نتمّ على بركة الله عرض الآراء التّفسيرية لقصّة الفيل لبعض العلماء المعاصرين وهم الألوسي ومحمد عبده ومحمد الطاهر بن عاشور. لنبيّن كيف سار هؤلاء وغيرهم على سمت الأقدمين من تكرار المعلومات وسرد الأحداث ورواية الأخبار وعرض المرويات.
اقرأ المزيد
من التّفسير إلى التّفكير - سورة الفيل أنموذجا الحلقة 5 : قصّة الفيل في الموروث التّفسيري 2/3 : 181 - 2022/08/05
تحضر قصّة أصحاب الفيل في كلّ كتاب تفسير ولكنها ليست على صورة واحدة وهي وإن حافظت على أكثر مكوّناتها الأساسية فإنّ الاختلاف قد شمل بعض أجزائها وإن كانت هذه الأجزاء في الغالب محدِّّدة ودالّة على تدخّل القاصّ في حبك القصّة وبنائها. وبعد أن تطرقنا في الحلقة السّابقة إلى رواية ابن عباس ومقاتل بن سُليْمان وابن جرير الطّبري للقصّة، نخصّص هذه الحلقة لروايات مفسّرين آخرين من مدارس مختلفة وهم جارالله الزّمخشري والطبرسي وفخر الدّين الرّازي والقرطبي وابن كثير، لنبيّن أنّ جميعها ليست ببعيدة أيضا عن هذه المؤثّرات.
اقرأ المزيد
من التّفسير إلى التّفكير - سورة الفيل أنموذجا الحلقة 4 : قصّة الفيل في الموروث التّفسيري 1/2 : 180 - 2022/07/01
تحضر قصّة أصحاب الفيل في كلّ كتاب تفسير ولكنها ليست على صورة واحدة وهي وإن حافظت على أكثر مكوّناتها الأساسية فإنّ الاختلاف قد شمل بعض أجزائها وإن كانت هذه الأجزاء في الغالب محدِّدة ودالّة على تدخّل القاصّ في حبك القصّة وبنائها. وعليه فإنّنا نسلك في عرض هذه القصّة مسلكا تحليليا ومقارنيا ونقديا بين ثُلّة من المفسرين نزعم أنّها كافية لرسم الخطّ التّطوّري الّذي عرفته قصة الفيل.
اقرأ المزيد
من التّفسير إلى التّفكير - سورة الفيل أنموذجا الحلقة 3 : قصّة الفيل في الموروث التّاريخي 2/2 : 179 - 2022/06/03
هذه الحلقة هي تتمّة الحلقة السابقة، وفيها نستعرض إحدى الدراسات الحديثة للأستاذ «محمد المسيّح»(1) الذي يستحضر فيها ما دوّنته كتب التاريخ من قصص عن علاقة الإنسان بالفيلة خاصّة في الحرب. وضمن هذه القصص الحربية الّتي تُستخدم فيها الفيَلة، تتنزل علاقة اليمن المسيحيّة بمكّة وهي علاقة متوتّرة. وهذه العلاقة ستمثّل إطارا ملائما أمام المفسّرين لاستثماره في تفسير سورة الفيل.
اقرأ المزيد
من التّفسير إلى التّفكير - سورة الفيل أنموذجا الحلقة 2 : قصّة الفيل في الموروث التّاريخي : 178 - 2022/05/06
تتناول هذه الحلقة علاقة الإنسان القديمة المتجدّدة مع الطّيور والفيلة واستعمال هذيْن الصّنفيْن من الحيوانات في الطّقوس الدّينية والتّمثّلات الرّمزيّة والاستعانة بها في الحروب ضدّ الأعداء والخصوم باعتبار أنّ سورة الفيل قد أشارت إلى هذيْن الصّنفيْن. والقصد من ذلك البحث عن المصاديق المتعدّدة لهذيْن الاستعماليْن القرآنييْن.
اقرأ المزيد
من التّفسير إلى التّفكير - سورة الفيل أنموذجا الحلقة الأولى: مقدّمة : 177 - 2022/04/08
إذا دار المعنى اللّغوي حول مادّتيْ «سَفَرَ» و»فَسَرَ» حول إزالة اللّبس والخفاء والكشف والبيان، فإنّ المعنى الاصطلاحي الّذي استقرّ في الأذهان هو علم يُفهم به كتاب اللّه المنزّل وبيان معانيه واستخراج أحكامه واستمداد ذلك من علم اللّغة والنّحو والتّصريف والبيان وأصول الفقه والقراءات. وهو علم يحتاج إلى معرفة أسباب النّزول والنّاسخ والمنسوخ، بغض النّظر عما علق بهذيْن المدخليْن من أفهام وما حام حولهما من مرويّات. وقد اُختلف في ضبط العلاقة بين التّفسير والتّأويل هل هما مترادفان أم متطابقان في المعنى أم أنّ التّفسير عليق بالمفردات والتّأويل بالنّص، وهل أنّ التّفسير يكون قاطعا والتّأويل مكتفيا بالتّرجيح اعتبارا أنّ لهذا النّص ظاهرا وباطنا. والمهمّ من كلّ ذلك هو ملاحظة أنّ الفعل التّفسيري يخرج من محض المعرفة إلى المجادلة الّتي يغذّيها التّنافي المذهبي. فمن المذاهب مجسّد ومنزه وقائم على الحرف ملتزم به، ومتجاوز لذلك آخذ بالمجاز. وكلّها طرائق ترغب في الظّفر بمراد اللّه الجاري في الخطاب القرآني.
اقرأ المزيد
الإعجاز القرآني: المفهوم والإشكالات (الحلقة العاشرة :مآزق القول بالإعجاز البلاغي 2-2 ) : 176 - 2022/03/04
اللاّفت للانتباه في حصر الإعجاز القرآني في حدود البيان يجعل التّفكير الدّيني في مضيق يتمثّل في أنّ هذا الإعجاز متعلّق، بطريقة مباشرة، بأصحاب اللّسان العربي دون غيرهم. وهو أمر يتعارض رأسا مع عالميّة الرّسالة الّتي نزلت على محمّد وخاتميّتها. وقد بدت هاتان السّمتان في صريح ما نطق به الخطاب القرآني
اقرأ المزيد
الإعجاز القرآني: المفهوم والإشكالات (الحلقة التاسعة :مآزق القول بالإعجاز البلاغي 1-2 ) : 175 - 2022/02/04
المنطلق الأصليّ الدّاعي إلى القول بالإعجاز في القرآن هو أنّ اللّه صاحب علم مطلق كاشف، وعلم الإنسان نسبيّ، وقدرة اللّه على احتواء الدّلالات والمعاني هي المعجزة لطاقة الإنسان على استنباط هذه المعاني فلا منطق، حينئذ، في تحدّي الخالق لعباده وقد خلقهم وأودع فيهم قدرة محدودة بحدود الزّمان والمكان. ولعلّ المقصد الأوفى، من وراء هذا التّحدّي، هو شحذ الأذهان إلى الإقناع بالطاقة الإيحائيّة والاقتناع بما ورد في كلام اللّه من تعاليم انطلاقا من العلامات اللّغويّة، لأنّ معرفة يرد بها الكلام هي أرقى أنواع المعارف وألطفها، واللّغة هي الضّامنة للوصف والتّعبير والدّفع بالذّهن إلى إدراك المقاصد والمرامي. فالمعاني الّتي تدرك بالعقول هي غالبا ما يتسنّى للمرء أن يعبّر عنها بجلاء ووضوح. أمّا ما تعلّق بالإعجاز، فهو يندّ عن ذلك ولكنّ علامته وإن استحلاها الذّوق فإنّ المرء لا يستطيع تحديدها لأنّها من لطائف الكلام ومحاسنه الخفيّة(1).
اقرأ المزيد
الإعجاز القرآني: المفهوم والإشكالات (الحلقة الثامنة : النَّظم: سنام الإعجاز 2-2 ) : 174 - 2022/01/07
الإيمان بالقرآن معلوم بالعلم الاضطراري لأنّه ممّا لا دليل عليه وإنّما أحواله هي المتعلّقة بالدّليل الّذي عليه يتمّ الارتكاز، فالقرآن دليل على النّبوءة وهو الدّليل الجاري مجرى التّحدّي. وإذا أقرّ المعتزلة ببعض المعجزات المادّيّة والّتي جاء بها الرّسول، فإنّ المعجزة الأساسيّة الّتي جوّزوا الاحتجاج بها مع المخالفين إنّما هي معجزة القرآن.
اقرأ المزيد
الإعجاز القرآني: المفهوم والإشكالات (الحلقة السابعة:النَّظم: سنام الإعجاز 1-2 ) : 173 - 2021/12/03
من خلال ما تعرّضنا إليه في الحلقات الساّبقة حول الإعجاز البلاغي للقرآن، يتّضح أنّ مقولة النّظم، إنّما هي ثمرة طبيعيّة قطفها عبد القاهر الجرجاني، باعتبار تأخّره النّسبي في الزّمن، لأنّها مقولة تجد جذورها في جهود الباقلاّني والرّمّاني، وكذلك القاضي عبد الجبار من خلال قوله: «اعلم أنّ الفصاحة لا تظهر في أطراف الكلام وإنّما تظهر في الكلام بالضّمّ على طريقة مخصوصة ولابدّ مع الضّمّ من أن يكون لكلّ كلمة صفة وقد يجوز في هذه الصّفة أن تكون بالمواضعة الّتي تتناول الضّمّ وقد تكون بالإعراب الّذي له مدخل فيه وقد تكون بالموقع. وليس لهذه الأقسام الثّلاثة رابع»(1). وهكذا تحوّل النّظم إلى ظاهرة أسلوبيّة بها يتمّ التّفاضل بين مراتب الكلام والمتكلّمين.
اقرأ المزيد
الإعجاز القرآني: المفهوم والإشكالات (الحلقة السادسة : نظريّة النّظم ) : 172 - 2021/11/05
تضمّن القرآن الكريم أحسن الحديث والمتشابه منه والمثاني، حتّى أنّ الأبدان تقشعرّ منه. وفي قصّة عمر بن الخطّاب دليل على الفعل القرآنيّ في الوجدان، فقد كان إسلامه علامة فارقة على التّحوّل الخطير من وضعِ المصمّم على قتل الرّسول ﷺ إلى حالة المؤمن به المذعن له تحت تأثير الخطاب القرآنيّ(1). وكذلك حادثة إسلام جبير بن مطعم المتمثّلة في سماعه للرّسول ﷺ وهو يتلو قول اللّه تعالى: «إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ»(2) فقال: «خشيت أن يدركني العذاب(3). وما ذلك إلاّ لما حواه الخطاب القرآنيّ من دفق موسيقي ثاو وراء براعة النّظم وحسن التّأليف، وكلّ ذلك في تعالقِ بين الشّكل والمضمون وقوّة قوليّة نافذة.
اقرأ المزيد
الإعجاز القرآني: المفهوم والإشكالات (الحلقة الخامسة : وجوه الإعجاز وعوالم البلاغة) : 171 - 2021/10/01
ركّز القائلون بنظريّة الإعجاز، أنّ الإعجاز يكمن في أسلوب القرآن ولغته، وإذا كان الرّماني لغويّا ونحويّا ومفسّرا، فإنّه لم يشذّ عن هؤلاء جميعا(1). ومن ذلك نركّز الاهتمام على ثلاثة محاور هي: الصّرفة، وأخبار الغيب، وقوّة البلاغة، أي وضع الكلام في مواضعه، والقصد من المسألة البلاغيّة أن يعجز النّاس عن الإتيان بمثل جماله. وقد ذهب الخطّابي والرّماني بشكل واضح، ولاسيّما الجرجاني، إلى معالجتهم لفكرة النّظم، لأنّها تدور حول الفعل القرآني بجماله وجلاله في النّفوس(2) . وقد ذهب الرّماني إلى أنّ وجوه الإعجاز في القُرآن تظهر في سبع جهات، وهي: ترك المعارضة مع توفّر الحاجة وكثرة الدّواعي، والتّحدي للكافّة، والصّرفة، والبلاغة، والأخبار الصّادقة عن الأمور المستقبلة، ونقض العادة، وقياسه بكلّ معجزة (3) . علما بأنّ البلاغة، بالنّسبة إليه، تتفرّع إلى ثلاث طبقات: منها ما هو في أعلى طبقة، ومنها ما هو في أدنى طبقة، ومنها ما هو في الوسائط بين الأقصى والأدنى. والطّبقة العالية هي موطن الإعجاز القرآني، وهي بلاغة القرآن، وما كان دون ذلك فهو ممكن كبلاغة النّاس. والبلاغة تتجاوز في وظيفتها الإفهام، ومجرّد تحقيق المعنى على اللّفظ لأنّ التّواصل قد يتمّ بين عييّ وبليغ، وقد يقع المعنى على الغثّ من الكلام. ومن ثمّ يتّضح المعنى الأوفى للبلاغة وهو: إيصال المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللّفظ (4). والمهمّ هو معرفة أنّ أعلى طبقات البلاغة معجزٌ لكافّة النّاس عربا وعجما.
اقرأ المزيد
الإعجاز القرآني: المفهوم والإشكالات (الحلقة الرابعة: المجاز في القرآن الكريم) : 170 - 2021/09/03
عُدّ المجاز في الفضاء البلاغي، أداة لغويّة معنيّة بتقويم جمال الخطاب وفنّياته، تعبيرا وتصويرا وتأثيرا، حتّى إذا أثبت المُفسّر، من خلاله، القصد من الخطاب، كما بدا له في مستوى الأذهان، يصبح المعنى المراد وكأنّه متحقّق يُرى بالعيان. والمتكلّم يحقّق تأثيره بواسطة هذه الأساليب وهذا الفعل يُسمّى بالسّحر الحلال(1) . ولئن مثّل المجاز مسألة خلافيّة بين علماء المسلمين باعتبار أنّ المجاز لا يلجأ إليه إلاّ المضطرّ إذا ضاقت العبارة المتّصلة بالحقيقة عنه وبه، واللّه أبعد ما يكون عن ذلك(2)، فإنّ حضوره في النّصّ القرآنيّ حضور مكثّف، ومصداق ذلك الآية 80 من سورة يوسف(3)، والآية 188 من سورة البقرة(4). وقد أشار ابن جنّيّ إلى هذه الظّاهرة بوضوح في قوله: «اعلم أنّ أكثر اللّغة مع تأمّله مجاز لا حقيقة»(5).
اقرأ المزيد
الإعجاز القرآني: المفهوم والإشكالات (الحلقة الثالثة : الإعجاز ومستتبعاته) : 169 - 2021/08/06
عرّف الرّمّاني الإعجاز بكونه: «عملا محالا على البشر ومتعذّرا مع توفّر الدّواعي وشدّة الحاجة إليه وقيام التّحدّي». علما بأنّ ظاهرة الإعجاز تتفشّى ثني مكوّنات البلاغة. وقد ركّز الرّمّاني، في معالجته لقضايا المجاز، على مسألة الإطناب والاختزال والجدل القائم بينهما في مستوى إنجاز الأعمال اللّغويّة. فالمعاني، حسب رأيه، تنوس بين التّصريح والتّضمين، والإشارة والعبارة، فالدّلالة تتأرجح بين الطّرفيْن: الشّكل والمضمون. الشّكل الّذي قد يتمطّط وقد يتقلّص، في حين أنّ المضمون واحد. إنّ المعوَّل، حسب الرّمّاني، إنّما يكون على الإيجاز وهو البيان عن المعنى بأقلّ ما يمكن من الألفاظ. ومقياس الإيجاز والإطناب، لديه، إنّما يكون في المعنى الواحد.
اقرأ المزيد
الإعجاز القرآني: المفهوم والإشكالات (الحلقة الثانية : المعيار الشّعري) : 168 - 2021/07/02
لقد حدت الثّقافة العربيّة الإسلاميّة إلى فهم المعاني القرآنيّة من خلال ما ألفته من المعاني الشّعريّة. وقد اختزل ابن عبّاس هذه المسألة المنهجيّة بقوله:«إذا تعاجم عليكم شيء من القرآن، فانظروا في الشّعر فإنّ الشّعر عربيّ»(1) . ولمّا كان الشّعر يمثّل مبلغ علم العرب، فإنّه كان الحجّة البالغة الّتي تشهد بقوّة اللّسان وبلاغته. فقد استقرّ في الوعي البلاغي، أنّ البليغ هو الّذي يقول، مثل امرئ القيس، قولا نابعا من غير رهبة ولا رغبة، بما في ذلك من قصديّة البلاغة لأهل البلاغة(2). وقد اعتُبر زهير بن أبي سلمى شاعر الشّعراء، لأنّه لا يتّبع وحشيّ الكلام في شعره ولا يعاظل بين القول(3).
اقرأ المزيد
الإعجاز القرآني: المفهوم والإشكالات (الحلقة الأولى) : 167 - 2021/06/03
لقد تنزّلت اللّغة من حياة الإنسان منزلة الضّرورة الّتي تميّزه عن كلّ الكائنات الأخرى في هذا العالم. وهذه القضيّة تعود جذورها إلى زمن جهّز الّله فيه آدم بجهاز التّصويت ونفخ فيه من روحه، فأضحى بذلك قادرا على التّصويت والمحاكاة والفصل بين الدّالّ والمدلول، وذلك بما أوتيه من قدرة على التّجريد. ومن هذا المنطلق، أضحى الاستدلال بالبيان، وإظهار المعاني، حجّة تبرهن عن هذه الميزة المتفرّدة في الإنسان.
اقرأ المزيد
لماذا الشّر؟ ومن أين ينبع؟ : 163 - 2021/02/04
عجّت الصّفحات بتفسيرات عديدة لظاهرة الكورونا، وذهبت مذاهب متنوّعة في الفهم والتّأويل، فمنها ما أشادت بحكمة النّقاب الخفيّة، ومنها ما ذهبت إلى أنّها علاج مناسب للفساد الأخلاقي الذّي ظهر في البرّ والبحر، ومنها أنّ الكورونا جند من جنود اللّه المسلّطة على أعداء الإسلام والمسلمين.
اقرأ المزيد
أيْنَ العَصَا؟ : 162 - 2020/12/31
أيْنَ العَصَا؟ غَنّيْتِ للإِنْسَانِ ألْحَانَا وَسِرْتِ فِي طَرِيقِ المَاءِ أَزْمَانَا زَمَانًا كَانَ فِيهِ القَلْبُ بُسْتَانَا وَكَانَ الكَوْنُ نَشْوَانَا لِمُوسَى مُسْتَعَارٌ لَيْسَ لِي لاَ البَحْرُ يَخْشَى
اقرأ المزيد
الايمان والإسلام : 160 - 2020/11/05
قال تعالى:﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا﴾(1). إنّ اعتبار المفسّرين الأعراب هم سكّان البوادي هو فهم يتضمّن إساءة مزدوجة: لسكّان البوادي أوّلا، وللحساب يوم القيامة ثانيا، إذ يجعلونه تبعا للانتماء الجغرافي. وهو ما لا يقبله عقل. ولمّا كان السّبيل الأمثل لفهم القرآن هو القرآن ذاته، فإنّ دخول الهمزة على بعض الأفعال يقلب معناها إلى المعنى الضّديد، ففعل «قسط» يعني الاحتيال على حقوق النّاس:﴿وَأَمَّا ٱلْقَٰاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾(2). وأمّا فعل «أقسط» فمعناه الإفاء بهذه الحقوق:﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾(3). وكذلك الشّأن مع فعل عَرَبَ ومعناه الحسن والاكتمال والاستقامة ﴿عُرُبًا أَتْرَابًا﴾(4). وكذلك ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾(5). وضده «أعرب»، ومعناه الخروج عن حدود الكمال والحسن والاستقامة. إنّ هذا التّفريق فرضه مطلع الآية من سورة الحجرات، لكنّ القصد هو الإشارة إلى أنّ القرآن حاسم في التّفريق بين الإيمان والإسلام معتبرا أنّ الإيمان نوعان: إيمان باللّه ويعني الإسلام وإيمان بالرّسول محمّد وهو الإيمان الثّاني. ولذلك وهكذا نجد شهادتين:
اقرأ المزيد
جدل التّذكّر والتّفكّر «قراءة في ذاكرة النّار للمولدي فرّوج» : 159 - 2020/10/01
«ذاكرة النّارّ»(1) عنوان حملني لأوّل وهلة على استحضار أمريْن: الأمر الأوّل قولة لغاندي تتمثّل في:«كلّما اعتراني اليأس، تذكّرت أنّ طرق الحقيقة والمحبّة عبر التّاريخ كلّها مملوءة بالانتصارات»(2)، فالتّذكّر حينئذ يمثّل ملجأ آمنا للذّهن، يحقّق فيه توازنه ويعوضّ فيه نواقصه، وشعوره بالضّيق. وعليه فإنّ التّذكّر مساحة شاسعة ضامنة للاستمرار في التّاريخ، ومازالت الذّاكرة تمثّل الأرشيف الحيّ للمرء يعود إليها كلّما اقتضت الحاجة. والذّاكرة نشاط عقلي معرفي يقوم على ترميز المعارف والعلوم المرغوب تحقيقها من الدّماغ، حيث يخزّن فيها ما يحتاج إليه، فيعود إليها في الوقت المطلوب. وهي تفاعلات نفسيّة تُشخصّ وتُسْتحضر عبر أداة التذّكر. وللذّاكرة أشكال متعدّدة منها القصيرة والطّويلة في الأمد، وهي تتأثر بعوامل متعدّدة، منها الذّاتي ومنها الموضوعي، فما يكون مرغوبا يسهل حفظه والمحافظة عليه وتذكره، وما كان غير مرغوب فيه يتلاشى، بالإضافة إلى دور التّكرار والتعوّد وطرق التّغذية وتعاطي الرّياضة.
اقرأ المزيد
التّوراة، الإنجيل، القرآن، أيّة علاقة بينها؟ : 158 - 2020/09/03
تروم هذه الورقة تحقيق الفرضيّة التّالية: بيان أنّ هذه النّبوءات تنبع من مشكاة واحدة، وأنّ الدّين يريد الفهم والإفهام ولكنّ المؤمنين أرادوا الحُكم والإفحام. وأنّ النّور لا يخطئ ولكنّ العين هي التّي تخطئ في الإبصار، وأنّ الفضاء الفكريّ المشترك يجعل التّعارض بين الدّيانات الإبراهميّة مسألة عرَضيّة. ومن أهمّ مقوّمات هذا الفضاء المشترك نذكر النّقاط التّالية: الألوهية والأنسنة والدّفق الرّوحي.
اقرأ المزيد
المطالب العالية «دواعي المبحث وآفاقه 2-2» : 152 - 2020/03/05
حاول هذا البحث تقصّي معالم الجدل الحاصل بين النّقل والعقل في التّفكير الدّيني وتحديد مظاهر الحوار الدّائري بين الرّواية والدّراية ‏عبر تحسّس المرتكزات الفكريّة لكلّ من المفسّريْن الطّبري والجبّائي وما انبثق عنها من توجّهيْن في التّفسير، فبدا التّمايز بين نظاميْن معرفيّين ‏يدرسان عقيدة واحدة، أحدهما يعتمد النّظر، والآخر يعتمد الأثر. فبدا صاحب النّظر معرضا عن التّقليد لأنّ طبيعة النّظر تنهض على الدّليل، ‏وظهر صاحب الأثر متّبِعا لأنّ الأثر يستتبع التّقليد، وقد تضمّن تفسير الطّبري مجهودا كبيرا يتمثّل في استقصاء ما قاله المفسّرون قبله، ‏فاضطلع بدور تجميعيّ وتوثيقيّ، ولذلك نجد آثار النّقلة الّتي خطتها الثّقافة العربيّة من وضع المشافهة إلى حال المكاتبة، إلاّ أنّ هذه النّزعة ‏التّجميعيّة تبدو متضمّنة لبوادر تنبئ بعصر الجمود الّذي ستعرفه الثّقافة العربيّة في عصور تالية حيث يخيّم التّقليد ويُكتفى بالمجهود الأدنى ‏المتجسّد في الموازنة بين الآراء المتوفّرة دون إضافة أو تجديد. في حين أنّ الجبّائي قلّما يأخذ في تفسيره عن غيره أو يحيل عليه.‏
اقرأ المزيد
المطالب العالية : نتائج البحث (2-3) : 151 - 2020/02/06
نواصل في هذا المقال مقارنة المنهج النقلي والمنهج العقلي في تفسير القرآن والتعرّف على خصائصهما من خلال مدرستي ابن جرير الطبري وأبا عليّ الجبّائي، محاولين البحث في نقاط الاختلاف بينهما وكذلك في نقاط الالتقاء والتشابه.
اقرأ المزيد
المطالب العالية : نتائج البحث 1-2 : 150 - 2020/01/02
لا ريب في أنّ كلّ بحث هوّ بالضّرورة عمل غائيّ يهدف عبر شقّيه التّحليلي والنّقدي إلى تحقيق بعض النّتائج البعديّة، وهي النّتائج الّتي تُفضي ‏إليها الحركة التّحليليّة والنّقديّة عبر مختلف فصول البحث. ففي شأن المعرفة الدّينيّة، كما تجلّت في ذهن المفسّريْن الطّبري والجبّائي ، نلاحظ أنّها تميّزت بالإطلاقيّة ‏بمعنى الجنوح إلى التّعالي عن النّسبيّة، وإن تبلورت معالمها تدريجيّا عبر حركة النّسخ والإثبات، وهي نقطة تكشف بوضوح عن قابليّة هذه المعرفة ‏النّابعة من القرآن بالفعل التّاريخي في تشكّله ثني الحركة التّاريخيّة.‏
اقرأ المزيد
المطالب العالية «دواعي المبحث وآفاقه» : 149 - 2019/12/05
يكاد يُجمع أعلام المهتمّين بالفكر الإسلاميّ، أنّ الإسلام يمجّد العقل ويولي إعمال النّظر أولويّة قصوى باعتبار أنّ العقل هو العلامة الجوهريّة الّتي تميّز الجنس البشريّ عن غيره من المخلوقات، إلاّ أنّ النّاظر في بعض آثار هؤلاء الأعلام يلفته الهجوم الحادّ والعنيف على مستعملي النّظر العقليّ في تفسير آي القرآن وتأويلها بدعوى اتّباع الهوى، ومن ثمّة وقع التّشديد على «النّهي عن القول في تأويل القرآن بالرّأي»[1]. واستمـعْ إلى أبي الحسن الأشعريّ[2] وهو يتحدّث عن المعتزلة ناعتا إيّاهم باسم « أهل الزّيْغ والبدعة» في قوله: « إنّ الزّائغين عن الحقّ من المعتزلة وأهل القدر مالت بهم أهواؤهم إلى تقليد رؤسائهم ومن مضى من أسلافهم فتأوّلوا القرآن على آرائهم تأويلا لم ينزّل الله به سلطانا، ولا أوضح به برهانا ولا نقلوه عن رسول ربّ العالمين ولا عن سلف المتقدّمين وخالفوا روايات الصّحابة عليهم السّلام عن نبيّ الله (ﷺ)، وتكلّموا بخلق القرآن نظيرا لـقول إخوانهم من المشركين الّذين قالوا:«إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ» - المدّثّر 74/ 25»[3].
اقرأ المزيد
المطالب العالية «الحاجة إلى التّفسير» : 148 - 2019/11/07
تعدّدت الآراء المتعلّقة بعمليّة إنزال القرآن نذكر منها ما ذهب إليه الطّبري[1] أنّه نزل جملة واحدة إلى السّماء الدّنيا في ليلة القدر ثمّ أُنزل بعد ذلك مُفرّقا، ومنها ما ارتآه الشّعبيّ[2] أنّ أوّل القرآن هو الّذي نزل في ليلة القدر[3]، ومنها ما تفرّد به الجبّائي على حدّ ما ذهب إليه دانيال جيماريه[4] حيـن ارتـأى أنّ الله يُنزِّل من القرآن في كلّ ليلة قدر مقدار ما سيُنزّل على نبيّه في تلك السّنة[5]، وقد اتّبعه في ذلك الحاكم الجشمي[6]. ولقد دامت فترة هذا الإنزال مدّة تنيف على عقدين، ومن آياته ما نزل ابتداء ومنه ما نزل مرتبطا بحوادث جرت في واقع المسلمين مراعاة لسُنّة التّطوّر التّاريخي،
اقرأ المزيد
المطالب العالية (6): الخوارق : 147 - 2019/10/03
يقال تخرّق الفتى في الكرم إذا توسّع فيه، والخرقاء من الغنم الّتي يكون في أذنها خرق وهو الممرّ في الأرض عرضا على غير طريق، وسمّي الثّور الوحشي مخراقا لقطعه البلاد البعيدة، والتّخرّق من الكذب والاختلاق بغير علم، والنّاقة الخرقاء هي الّتي لا تتعهّد مواضع قوائمها والخرق هو الدّهش والبقاء في حيرة من همّ أو شدّة، والأخرق هو الأحمق والحماقة والحمق فساد الرّأي وقلّة العقل[1]. فجماع هذا التّعريف اللّغوي لمفهوم الخرق حينئذ هو التّوسّع اللاّمحدود في المعنى إلى حدّ التّيه والضّياع والادّعاء الكاذب وانعدام العلم ليحلّ محلّه الاندهاش والذّهول بفقدان الأرضيّة الصُّلبة الّتي يقع الاعتماد عليها والانطلاق منها، تلك من أهمّ خصائص الخوارق الّتي توغل في العجيب سعيا إلى تحطيم حدود المنطق والمعقول. ومهمّة هذا العنصر هي تتبّع ظلال هذه المعاني في تفكير المفسّرين.
اقرأ المزيد
المطالب العالية (الحلقة الخامسة) : 146 - 2019/09/04
عندما كانت العبارة تشي للقارئ بخلاف ما قصد المؤلّف منها، تأكّد للدّارس أنّ عمليّة التّفسير ‏لا تخرج عن أطراف ثلاثة: النّصّ وصاحبه وقارئه، وبحسب العلاقة القائمة بين هذه الأطراف ‏ينبع المنهج المتّبع وبها ينطبع. وإذا كان المنهج يساعد على طلب الحقيقة من خلال تقصّي ‏مقاصد النّصّ بتجرّد، فإنّ صفة التّجرّد تظلّ مطلباً عزيزاً على الدّارسين. فالدّراسة التي تركّز ‏الاهتمام على موضوع من المواضيع دون محاولة استبعاد الذّات منه، تظلّ مهدّدة بمزالق ‏منهجيّة من قبيل الإسقاط والمغالطة التّاريخيّة. ‏
اقرأ المزيد
المطالب العالية (الحلقة الرابعة) : 145 - 2019/08/01
نلج عالم أسباب النّزول(1) ‏ من باب ثنائيّة النّظر والأثر، ولا نمتح منه إلاّ بالقدر الّذي يسلّط ‏الأضواء، أكثر ما يمكن، على أثر هذه الثّنائيّة في قبول هذه الأسباب أو رفضها وفي تحديد ‏دورها أو تضخيمه، ملتمسين الإجابة عمّا أشهرناه في وجه هذه الدّراسة من سؤال المؤتلف ‏والمختلف بين تفسير يتوخّى الأثر في مباشرة النّصّ القرآني وآخر يعتمد النّظر، كشفا للمعنى ‏وتبيانا لمراد الله الجاري في الخطاب.‏
اقرأ المزيد
المطالب العالية (3) : 144 - 2019/07/04
نلج عالم النّاسخ والمنسوخ انطلاقا من تعريفيْن الأوّل لابن جرير الطّبري الّذي ‏يقول:« إنّ النّاسخ الّذي لا شكّ فيه من الأمر هو ما كان نافيا كلّ معاني خلافه الّذي كان ‏قبله، فأمّا ما كان غير ناف جميعه، فلا سبيل إلى العلم بأنّه ناسخ إلاّ بخبر من الله عز ‏وجلّ، أو من رسوله صلّى الله عليه وسلّم »(1)‏ ‏. والثّاني للجرجاني في تعريفاته وهو ينصّ على ‏أنّ النّسخ هو الإزالة والنّقل والرّفع، وفـي الشّرع هو أن يرد دليل شرعيّ متراخيا عن دليل شرعيّ ‏مقتضيا خلاف حكمه وهو تبديل بالنّظر إلى علمنا وبيان لمدّة الحكم بالنّظر إلى علم الله.(2) ‏‏ومن خلال هذين التّعريفين يمكننا الخلوص إلـى إبداء الملاحظة التّالية: إنّ تعريف الطّبري ‏لمفهوم النّسخ يحيل على نتيجتين: الأولى هي أنّ حكم النّاسخ يعارض حكم المنسوخ ويناقضه ‏تمام المناقضة، ومن ثمّة ينفي حضور الواحد منهما إمكانيّة وجود الآخر فلا يجتمعان البتّة. ‏والنّتيجة الثّانية تتجلّى في أنّ الفيصل في تعيين هذه المسألة هو الخبر الوارد عن صاحب ‏الشّرع ولا أكثر من ذلك، وهذا العنصر قاسم مشترك يجمع بين تعريف الطّبري وتعريف ‏الجرجاني الّذي ينهض هو الآخر على اعتماد الدّليل الشّرعي المنقول عن الرّسول، فالنّسخ ‏حينئذ هو ثمرة طبيعيّة للمرويّات حيث الأرضيّة الملائمة لانتعاش الأخبار والآثار.‏
اقرأ المزيد
المطالب العالية (2) : 143 - 2019/06/06
ألحّ الوحي المتنزّل على العقل أنّ يباشره بالفهم والتّدبّر باعتبار جدوى التّركيز على ‏علاقة النصّ بقارئه. فهذا التّوجيه من الخالق لمخلوقاته ينمّ عن تقدير وإعلاء لقيمة العقل وتدعيما للثّقة به. وإذا كان الكلام الإلهي يتمتّع بقوّة قوليّة عالية، فإنّ المعوّل حينئذ ما سيثبته الجهد ‏البشري. لقد اجتهد الأوائل في فهم النصّ بالأدوات المتاحة إليهم، فأنتجوا معارف وأدوات توسّلوا ‏بها لتذليل المصاعب الأسلوبيّة والمعنويّة وسمّوا هذه المعارف بعلوم القرآن وهذه العلوم تتمثل ‏في المحكم والمتشابه والخاصّ والعامّ والنّاسخ والمنسوخ وأسباب النزول والاشباه والنّظائر ‏الى غير ذلك من الفروع والتّشعّبات.
اقرأ المزيد
المطالب العالية (الحلقة الأولى) : 142 - 2019/05/02
عندما تنزّل القرآن تلقته العقول بالقبول. تلك العقول التي آمنت به وصدّقت بما ‏احتواه من أنباء وأخبار علما بأنّ الخبر معلومة شهوديّة حضوريّة « يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ ‏أَخْبَارَهَا»(1) وأمّا النّبأ فمعلومة غيبيّة «عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ(1) عَنِ النَّبَإِ ‏الْعَظِيمِ(2)» (2) ولمّا حثّ هذا الوحي المنزّل على التدبّر والتّفكر ‏في أكثر من آية.‏ والملاحظ أنّ هذه الآيات (3) قد تضمّنت فعل «تدبّر» في صيغة المضارع المنفتح على ‏الصّيرورة الزّمانية في كلّ مراحلها إلى يوم الدّين. إلاّ أنّ العقل الدّيني لم يُعر هذه الصّيغة أهميّة ‏منذ القرن الخامس للهجرة. فقد اقتنع القائمون على الشّأن الفكري والثّقافي بضرورة التّقليد و‏الاتّباع لما توصّل إليه الأوائل من مفسّرين وفقهاء وأصوليين. والغريب بالنّسبة إلى الدّارسين ‏هو كيف سقط الفعل الثّقافي في الاجترار والّتقليد والإعادة لما سلف بسهولة والحال أنّ بين ‏أيديهم أقوالا وقرائن تشير إلى عكس ذلك تماما من قبيل أقوال أغلب الفقهاء والعلماء أن ‏آراءهم هي مجرّد أقوال شخصيّة واجتهادات فرديّة تمثّل أحسن ما لديهم وأنّ من جاء بخير ‏منها فهو أولى بالصّواب.‏
اقرأ المزيد
معالم القول الشّعري عند‎ ‎‏ الشّاعر محمّد الطّاهر السّعيدي : 140 - 2019/03/07
‎ ‎لئن تعدّدت التّعريفات المتعلّقة بالشّعر وممارسته من كونه حديث النّفس وأنّه أعذب الكذب ‏وأنّه كلام موزون مُقفّى، فإنّ المعوّل عليه يظلّ مركوزا في التّجارب الحيويّة النّابضة المرتبطة ‏بالمعيش الممزوج بالخيالات، وهو ما يبقى في النّفس بعد الحرائق. ويبدو أنّ الشّاعر محمّد ‏الطّاهر السّعيدي ينتصر إلى هذه الإشارة الأخيرة من خلال قوله: ‏ « أرسم على جبيني راية الرّفض »‏ « يكتبني التّاريخ حفنة من تراب »‏ « يكتبني الشّعر بجمر الكلمات » ( حنين المسافة، ص 74).‏
اقرأ المزيد
الأقنعة الفنّيّة والدّروس التَّاريخيَة في مسرحيَة شمتو لطارق العمراوي(2/2) : 139 - 2019/02/07
‏يظلّ المسرح جهازا ثقافياّ وأداة توعية واتّصال، ووسيلة إعلام لذلك يحتلّ منزلة قصوى تخوّل لنا ‏التّساؤل حول ماهية المسرح ووظيفته، وهل للمسرح التّاريخي بالذّات من الخصائص ما ‏جعله يوازي الحياة الاجتماعيّة والسياسيّة في لحظة حضاريّة تتصارع فيها الاتّجاهات الأدبيّة ‏والفنيّة، آخذة من الأرضيّة الايديولوجيّة مجالا خصبا؟ ولأنّه يتعذَر على ‏الباحث منهجيّا، وضع اليد على كلّ ما عرفته السّاحة الفنّية المسرحيّة من نصوص نُسجت في ‏الفضاء التّاريخي، فإنّه يتعيّن عليه اختيار أنموذجا ممثلا ولو بدرجة مقدّرة بقدرها، لما حواه ‏من توهَج جمالي مؤثر أو توغل في ثنايا التّجربة وعمق الكتابة، وسعة الاطّلاع، وفنيّة ‏الأداء.‏ وفي هذا الصّدد انتخبت مسرحيّة «شمتو حجارة العبيد والملوك» لطارق العمراوي. ولقد تمّ التوسّل إلى ولوج ‏عوالم هذه المسرحيَّة الفنّية بمدخل عرّج على التَّاريخ المسرحي قصد التزوّد بأرضيَّة نظريَّة ‏تؤطّر هذا النّشاط الثّقافي في الصَيرورة الَتي رسمتها عجلة الزمان (الجزء الأول من المقال).‏وسنحاول في هذا الجزء الثاني التطرّق إلى المعمار الذي تنهض عليه هذه المسرحيّة وأهمّ القضايا المطروحة فيها.
اقرأ المزيد
الأقنعة الفنّيّة والدّروس التَّاريخيَة في مسرحيَة شمتو لطارق العمراوي(1/2) : 138 - 2019/01/03
‏إن إثارة قضيّة المسرح العربي الّذي شهد الحياة منذ ما يناهز القرن ولم يحظ بكثير ‏من الاهتمام تأصيلا وبناء واستشرافا، رغم جهود البعض مثل «الظّواهر المسرحيّة عند ‏العرب» لعلي عقلة عرسان و«المسرح العربي من أين وإلى أين» لسلمان قطاية، فإنّ المسرح ‏يظلّ جهازا ثقافياّ وأداة توعية واتّصال، ووسيلة إعلام لذلك يحتلّ منزلة قصوى تخوّل لنا ‏التّساؤل حول ماهية المسرح ووظيفته، وهل للمسرح التّاريخي بالذّات من الخصائص ما ‏جعله يوازي الحياة الاجتماعيّة والسياسيّة في لحظة حضاريّة تتصارع فيها الاتّجاهات الأدبيّة ‏والفنيّة، آخذة من الأرضيّة الايديولوجيّة مجالا خصبا. فكيف سيرسم المسرح طريقه بين ‏التّربية والتّاريخ والواقع بجميع تناقضاته؟ ولعلّ الحركة النّضالية في الحياة الثّقافية تظلّ ‏الميسم الأكبر المتعالق مع النّزعات التّحرّريّة والنّهضويّة، في مواجهة التّهديدات الضّاغطة ‏في كلّ ما يتعلّق بشؤون الهويّة، والثّقافة الوطنيّة والتّنوير، والتّقدم، ممّا يُكسب هذا الجهاز ‏وظائف إضافيّة إلى جوانبه الفنيّة. وماهي حدود المساهمة المسرحية التّاريخيّة في نحت هذا ‏السّبيل المتعدّد الوجوه، لغة وعرضا، نصّا وحركة؟ ‏
اقرأ المزيد
التَفكير البلاغي والفعل التَفسيري أعطاب الفهم وسيادة الوهم(3/3) : 136 - 2018/11/08
نسعى من خلال هذا البحث إلى تشخيص أبرز ما يتخبّط فيه المنهج التّفسيريّ من أعطاب ‏نظريّة ومعايب منهجيّة كانت وراء ركود الفكر الدّيني الحالي، باعتباره امتدادا للوعي ‏الدَيني الموروث وباعتبار غياب ما يجعله يمُتَ بصلة إلى واقعنا المعاصر. وبعد أن تطرّقنا في الجزء الأول إلى العطب المتمثّل في «القول بالتّرادف» وتعرّضنا بالتحليل في الجزء الثاني إلى العطب المتمثّل في «تحكيم الشعر في القرآن»، نختتم بحثنا هذا بالحديث عن العطب الثالث المتمثّل في «القراءة السياسيّة للقرآن وتفسيره في ضوّ هيمنة السلطان» التي أضاعت قيم القرآن الكريم وحجبت أفكار معانيه وصار الإنسان مجرّد وسيلة لتحقيق مآرب الحكّام بعد أن كان غاية الرّسالة.
اقرأ المزيد
التَفكير البلاغي والفعل التَفسيري أعطاب الفهم وسيادة الوهم(2/3) : 135 - 2018/10/04
نسعى من خلال هذا البحث (على ثلاث حلقات) إلى تشخيص أبرز ما يتخبّط فيه المنهج التّفسيريّ من أعطاب ‏نظريّة ومعايب منهجيّة كانت وراء ركود الفكر الدّيني الحالي، باعتباره امتدادا للوعي ‏الدَيني الموروث وباعتبار غياب ما يجعله يمُتَ بصلة إلى واقعنا المعاصر. وبعد أن تطرّقنا في الحلقة السابقة إلى العطب الأول المتمثّل في «القول بالتّرادف» نتطرّق في هذه الحلقة إلى العطب الثاني المتمثّل في «تحكيم الشعر في القرآن».
اقرأ المزيد
التَفكير البلاغي والفعل التَفسيري أعطاب الفهم وسيادة الوهم(1/3) : 134 - 2018/09/06
ما يزال سؤال المنهج في قراءة كتاب الله هو الحلقة الأكثر صلابة واستعصاءً على ‏الذّهن المباشر لهذا النّصّ، ولعلّ التّعويل على الأدوات المنهجيّة القديمة في الوقت الَذي ‏استجابت لمعطيات العصر الَذي ظهرت فيه فإنَها استحالت إلى أمر قاتل إلى هذا المعنى و‏إلى مقص للوعي الدّيني وإبعاده عن عتبات الحياة المعيشة، ممّا يساهم في عزل أصحابه ‏وإقصائهم من حياة النّاس وواقعهم، لأنّ الوعي القديم ليس من جنس الوعي الجديد. وأدوات ‏المعرفة ليست هي هي. وأسئلة العصر ليست هي أسئلة الماضي. علما بأنّ المعرفة هي رهينة ‏الأدوات التي تنتجها. وعليه فإنَ كلّ من أعاد استخدام أدوات المعرفة الَتي كانت في زمن ما ‏فإنَه لا ينتظر إلَا الحصيلة ذاتها. يقول آينشتاين في هذا الصّدد꞉«من الجنون أن تفعل الشَيء ‏نفسه مرّة بعد أخرى وتتوقّع نتائج مختلفة». ومن هذا المضيق توجّب على أصحاب النّظر أن ‏يساهموا في استنباط أدوات معرفيّة جديدة تنسجم مع الغاية الأساسيّة التي نزّل القرآن من ‏أجلها وهي التّدبّر وإعمال التّفكّر في القيل القرآنيّ. ومصداق ذلك بادِ في قوله تعالى: «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ»‏ [1]. وكذلك في ‏قوله تعالى: « ‎أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»‏[2]. وليس خافيا أنّ صيغة ‏الفعل المتعلّق بالتّدبّر قد وردت في صيغة الجمع المنفتح على كلّ عقل وعلى كلّ فرد.‏
اقرأ المزيد
من ثورة الأدب إلى أدب الثورة : 127 - 2018/02/01
إنّ النّاظر في الأدب بما هو ممارسة جماليّة فنّيّة يمدّ جسور العلاقة مع الواقع قبولاً ورفضاً وتعبيراً عنه بواسطة الخرافة والأسطورة. والعلاقة لا تخلو من الأوجه التّالية: السّبر والاستنساخ والانعكاس والمحاكاة والتّحويل والمشاكلة. فما الواقع؟ هل هو موضوعيّ أم ذاتيّ؟ وكيف السّبيل إلى تغييره؟ ويبدو أنّ المعرفة كلّما اتّسعت زادت دوائر الإمساك بالواقع، وزاد الاطّلاع على وجهه الخارجيّ.
اقرأ المزيد
حركة الاعتماد و الوحدة المستحيلة : 125 - 2017/11/30
إنّ المجتمعات نوعان: ثابت ومتحرّك. والحركة بدورها تنقسم إلى اتّجاهين: الأوّل يدور حول ذاته ويسمّيه علماء المنطق والكلام حركةَ الاعتماد، والثّاني حركة إيجابيّة متحوّلة نحو الأمام ويسمّيها المناطقة وعلماء الكلام حركة النّقلة. ومن ثمّ ظلّت حركة الاعتماد علامة المجتمعات الجامدة السّاكنة، وظلّت حركة النّقلة دليل المجتمعات السّائرة في درب الحياة المتطلّعة إلى التّجديد والتّنوير المستمرّيْن.
اقرأ المزيد
إشكالية الالتزام وعلاقتها بالمسألة الأدبيّة : 121 - 2017/08/03
مصطلح الالتزام مصطلح غامض يقتحم عوالم الأدب، وعند البعض هذا الاقتحام يفسد الأدب، فيصبح الالتزام تهمة. وأبرز ما يميّز الملتزم هو وفاء الكاتب بوعوده تجاه الأرض والشّعب، وهو فعل اختياريّ لتحقيق الوجود عبر تحقيق المواقف. وهو يتجاوز السّياسة ليشمل كلّ نواحي الحياة. أمّا الاقتصار على مجال السّياسة، فهو يجعل الأدب نضاليّا (1). وعليه، فإنّ النّصّ الأدبيّ يجد لنفسه مداخل سياسيّة لقراءته. والفرق بين الإلزام والالتزام واضح، إكراه في الأوّل، وحريّة في الثّاني «والإنسان لا يمكن أن يكون حينا حرّا، وحينا آخر عبدا، إنّه حرّ دائما، وإلاّ فإنّه ليس شيئا»(2) .
اقرأ المزيد
المشهد السّردي بتونس : 114 - 2017/01/05
يمثّل السّرد النّمط الأبرز في السّرديات التونسيّة لما يتوفّر عليه من قدرة على التّوثيق والتعبير والتّصوير من أجل التأثير إلى جانب النّمط الشّعريّ، وإذ لا مفاضلة بين الأجناس الأدبيّة، فإنّ السّرد بما أوتي من قدرة على تمثّل القيم الإنسانية ونسج وجوه الحياة من خلال الحبكة القصصيّة إن في القصّة القصيرة أو القصّة أو الرّواية.
اقرأ المزيد
جدول الضّرب : 112 - 2016/11/03
كنْ معتمدا كيلا يسود الذّل... في هذا البلدْ ولتستفدْ من مزنة تهمي ... بلا أيّ بَرَدْ.
اقرأ المزيد
عزّوز الجملي: ابتسامة على فم الموت : 90 - 2015/09/03
ما من شكّ في أنّ التّصدّي إلى معالجة القصيدة الحداثيّة، سواء كانت شعرا موزونا أو قصيدة النّثر يستوجب اتّساعا في الرّؤية الثّقافيّة حيث تتعدّد المداخل لأنّ هذا النّوع من القصائد صعب المراس لا يهب نفسه إلى المتلقّي بسهولة بما تضمّنه من تشظّ في المعنى وتقطّع في أوصال السّهولة اللّغويّة المعتادة إذ تنهض القصيدة الحداثيّة على نموذج غير مسبوق، متوسّلة بالتّعبير لغاية التّصوير. وتوظّف التّعبير والتّصوير لغاية التّأثير. فماهي خيوط القول الشّعري النّاظمة لقصائد «عزّوز الجملي» وإن كانت خفيّة في مجموعته البكر ألعاب المجروح؟
اقرأ المزيد
رجال ونساء ...لاذكور وإناث : 89 - 2015/08/20
إنّ الشّريعة هي أحكام الرّسالة الواردة في كتاب الله، والفقه هو اجتهادات الفقهاء في فهم هذه الأحكام. والملاحظ أنّ المرأة مهضومة الجانب في هذا الفقه نظرا لانتماء هذا النّمط من التّفكير إلى أزمنة متقدّمة كانت فيها المعرفة تقليديّة تخضع إلى أنّ عناصر الوجود أربعة: الماء والنّار والهواء والتّراب، وأنّ الأرض هي مركز الكون. والحال أنّ ماندليف اكتشف 92 عنصرا في الكون. وأنّ كوبرنيك اكتشف مركزيّة الشّمس في الكون. والمعارف كلّها تطوّرت فكيف لا يتطوّر فهم النّصّ؟
اقرأ المزيد
سراب الأرض : 88 - 2015/08/06
هل تبالي؟ بسحاب يكتب الأنواء في قرطاس حالٍ مثل حالي؟ أم تبالي
اقرأ المزيد
خبز الحياة : 84 - 2015/06/11
من سلّة الخبز البَعِيدة يورق الكرم السَّعِيد في كلِّ غصن يسْتَوِي الظّل شهيدا أو شهيــدة أيَّ إنجيلٍ تَلَوْتُــمْ تجدون الخبزَ فوَّاحا
اقرأ المزيد
السّؤال الدّائم في شعر سالم : 77 - 2015/03/06
(أ) مدخل: لماذا سالم المساهلي بالذّات؟ دأبت الحركة النّقديّة على الاحتفاء بالأدباء الّذين قضوْا، جريا على اعتبار أنّ الظّاهرة الأدبيّة قد اكتملت واستقرّت معالمها، وهو إجراء يسيء إلى الأديب من جهتيْن: يبخس حقّه زمن حياته من جهة ويُفوّت فرصة الانتشار على أدبه. وقد عبّر «عليّ الدّوعاجي» عن مثل هذه الإساءة الموجعة في قوله: عاش يتمنّى في عنبه *** مات جابولو عنقود ما يسعد فنّان الغلبة *** إلاّ من تحت اللّحــود وتصدّيا لهذه الإساءة فإنّ الاهتمام بشعر «سالم المساهلي» يندرج في إطار الاهتمام بالأحياء لأنّ الأحياء وحدهم هم القادرون على تغيير الواقع الرّديء نحو الأفضل المُشرق، ولاسيّما إذا كان هذا الأدب فيّاضا بمعاني الالتزام كالهويّة والحرّيّة. زد على ذلك نُلفي هذا الشّاعر ناشطا ثقافيّا مبدعا ومُكْثِرا بشهادة الأستاذيْن: «محمّد القاضي» و«عبد العزيز شبيل»، على سبيل المثال(1)، وللشّاعر من المؤلّفات ما يلي: «أشواق الخيل»، و«ماذا..لو يبوح النّخل؟»، و«حديث البلاد» و«المحكيّات».
اقرأ المزيد
حقول الموت : 67 - 2014/10/16
اخب ينتحب ضيّعته النّقاط على قارعات البرامج فوق فتاوى الهوى وبروج الكذب واستفاق مساءً على نكتة ضيّعتها السياسة في قبة من رماد
اقرأ المزيد
حول التنوير والثورة للدّكتور محمّد الحدّاد : 62 - 2014/08/07
أصدر الاستاذ محمد الحداد كتابا جديدا عن دار التنوير بيروت عنوانه: «التنوير والثورة، دمقرطة الحداثة أم أخونة المجتمع؟» سنة 2014، وله من الصفحات 240 وهو كتاب من الحجم الكبير ويتكون من مقالات نشرها في صحيفة الحياة اللندنية وقد انتظمت هذه المقالات في فصول خمسة: الأوّل: نظريّة الانتقال الديمقراطي. والثّاني: حفريّات في الثّورات العربيّة. والثّالث آفاق الثّورات العربيّة. والرّابع: التّنوير والثّورة. والخامس: القضيّة الثّقافيّة. إن اللافت في هذا الكتاب هو الوحدة الموضوعيّة التي صهرت شتات المقالات بطريقة تحليليّة وتفكيكيّة بارعة نزلت ضمن إطار فكري ومرجعية فكريّة متماسكة حتّى لكأنّه غير مكوّن من مقالات. يعتبر المؤلف أن الثورات العربية تمثّل نقلة نوعية في التاريخ العربي وفي الثقافة العربية أيضا إلاّ أنّ أحداث هذه الثورات مفتوحة على أكثر من احتمال: إمّا أن تنتهي إلى تعميق التنوير وتحقيق الحداثة السياسية والثّقافيّة علما بأنّ التنوير يقصد به الانتقال بالأفكار الحديثة من دائرة النخبة إلى دائرة الرّأي العام وهو المقصود بدمقرطة الحداثة. وإمّا تؤدّي إلى أسر الشّعوب في مكبّلات الطّاعة العمياء ضمن أثقال الجماعة والعبوديّة. وهذا الأمر يؤكّد دور المثقّفين من أجل بلورة أنّ الثّورة ليست غاية في حدّ ذاتها وإنّما هي حالة متوتّرة قصوى تحدث في مسار اجتماعي تنغلق فيه سبل الإصلاح. وإنّ الحداثة تعني القدرة على الممارسة النّقديّة إذ لا يوجد فكر حديث وبجانبه نقد بل الفكر الحديث كلّه نقد على حدّ عبارة عبد الله العروي ثمّ إنّ الحداثة ليست ترفا فكريّا وإنّما هي المشروع المستقبلي لمجتمعاتنا. والثّورة ليست انهيارا للأنظمة الحاكمة فحسب وإنما هي تغيير جذري في أنظمة القيم. ولا سيما أن القيمة الإنسانيّة الكونيّة للرّبيع العربي سرعان ما انحسرت إذ انحرف مساره عن جوهرة الاجتماعي ليسقط في براثن القضايا الهامشيّة أو غير الملحّة مثل القضايا العقائديّة.
اقرأ المزيد
كغزة أو أشدّ : 61 - 2014/07/24
لا عين لي، أبكي بها بذرا تكوّر في التّراب سرّ الجناح أن يظلّ ممدّدا مثل الشّعاع على السّحاب لا عين لي، أبكي بها باب، بَوَاطِنه الشّقاق وظاهره العذاب هذا ارتفاع الماء فوق حسابهم
اقرأ المزيد
ساعة المساء : 57 - 2014/05/29
يا ساعة المساء هل رأيتِ نجمة تسير في سمائي تبحث عن مسافة الألوان في نوافذ الأفعال والأسماءِ من راحة الأكوان ترتوي وتمتطي جواد حزنها وتعلن بكونها تحب جارة ثنت على بزوغها
اقرأ المزيد
أضواء على فجر التنوير العربي : 55 - 2014/05/01
أصدر الأستاذ «حفناوي عماريّة» عن مطبعة الأفـــق ببن عروس كتابا بعنــوان « فجر التنوير العربي الحديث: الصلات الثّقافيّة والفكرية بين تونس وأقطار المشرق 1846-1881.» وهو كتاب يعالـــج قضيّة يعدّها من القضايــــا المهمّة، طارحا السّؤال التّالي للأزمـــة في التّـــراث الأصيــــل أم في الرّافد الثّقافي الدّخيل؟. وإذا جاز لنا أن نشير إلى الطول الوارد في العنوان ممّا يتناقض مع فلسفــة العنوان المقتضية للقصر فإنّنا نشير إلى تنويه المؤلّف بدور تونس الرّيـــادي في إرساء التشّريعـــات وبعث المؤسّسات الجديدة مثل إلغاء العبوديّة بصورة نهائيّـــة في 1846 وبعث النّظام البلـــــدي في 1858 وسنّ دستـــور 1861 وتكوين المجالس التشّريعيّـــة والقضائيّـــة وتأسيس الطّباعــــة وإنشاء الصّحافة 1860 ممّا أثار إعجـــاب الغربيين وشجّعت بعض المفكّريـــن العرب على القـــدوم إلى تونس من أمثال «فارس الشّديـــاق» وقد أصدر كتابـــه « كشف المخبّأ عن فنون أروبا بتونس.» سنة 1864.
اقرأ المزيد
نظرات في كتاب «الجليّ في التّفسير» لأبي يعرب : 52 - 2014/03/20
أصدر أبو يعرب المرزوقي عن الدّار المتوسّطيّة للنّشر سنة 2010 كتابا بعنوان «الجليّ في التّفسير، استراتيجيّة القرآن التّوحيديّة ومنطق السّياسة المحمّديّة» وهو يتكوّن من ثلاثة أجزاء وعنوان الجزء الأوّل هو «الثّمرات الوجوديّة، الحصانة الرّوحيّة ودور النُّخب» وهذا الكتاب يطرح قضايا متعدّدة ومتنوّعة نشير إلى البعض منها كانقسام المسألة الثّقافيّة بين نوعيْن من الطّاغوت طاغوت العلمانيّة وطاغوت الأصوليّة الدّينيّة وهذا الانقسام هو المسؤول عن إفساد التّفكير الإسلامي الحديث. فهما طاغوتان يحرّفان الوجود ومن ثمّ تشّوهت الخيريّة الواردة في الآية «كنتم خير أمة أُخرجت للنّاس» وهي سمة الأمّة الّتي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ومن ثمّ تُضرب الرّسالة الوجوديّة والحصانة الرّوحيّة. أصوليّة أفسدت النّظر والتّفكير وأصوليّة أفسدت الجمال والذّوق. ومن مظاهر الإفساد في الأصوليّة الدّينيّة هو انزياح الفقه من كونه دافعا للعمل وطاقة مساعدة على الإنجاز لا ليصبح عامل تكفير علما بأنّ الّذي كفر حكمه مرجأ إلى الله عساه يتوب أو يجازي عند الله.
اقرأ المزيد
ثنائيّة الصّمت والكلام في مجموعة بحري العرفاوي«نمل ودود» : 51 - 2014/03/06
الكلام هو الجانب المتعيّن من اللّغة وله موجبات. وضدّه الصّمت والصّمت حالة سكونيّة يحلّ بانقطاع الكلام. وله شروط وموجبات. ولهذا وذاك ضروب وأشكال فمنها الصّادق والمراوغ ومنها الدّال على الخوف أو الزّيف وقد يُكلّمك الفرد وهو صامت كما أنّه لو صمت عند الكلام لكان خيرا، فكيف تجلّت ملامح هذه الثّنائيّة في مجموعة «نمل ودود».
اقرأ المزيد
دستور : 50 - 2014/02/20
هل رأيت الماء يجري في شرايين الدّهور ترتوي منه الحروفُ وربيعُ المعنى يُهديه الزّهور مركب الرّيح يُغنّي ويُمنّي كلَّ أهل الكون
اقرأ المزيد
التّربية والدّرس الدّيني : 49 - 2014/02/06
نعمد في مستوى هذه الدّراسة إلى إثارة ما يتعلّق بتعليم الفكر الدّيني من مسائل وما يُثيره من أسئلة من قبيل هل يتمتّع هذا الفكر بخصوصيّة تميّزه عن ضروب التّفكير الأخرى كالأدبي والعلمي مثلا؟ وهل بإمكان هذا الوعي الدّيني أن ينضبط بحدود الاستراتيجيّات التّربويّة من جهة وبضوابط المناهج التّربويّة الحديثة من جهة أخرى؟ أم أنّه ضرب من التّفكير يتمتّع بإطلاقيّة الحقيقة الإيمانيّة الجانحــــة إلى اللاّتاريخيّة؟ وهل هذا النّوع من التّفكير يعاني من معوّقات ذاتيّة تحول دون تطويره ومواكبة المتغيّرات الثّقافيّة؟
اقرأ المزيد
رقصات المعنى في « نافلة الحب» لجودة بلغيث : 63 - 2014/01/21
تتجاوب الأصداء ثني نسائم الفجر ومتعة الغياب الممتدّة إلى أعماق الغياب شوقا وحنينا إلى واحات الظّلّ الموحية بالحلم مقاومة للهشاشة والضّعف فتحاول الشّاعرة الاستقواء بالمحبوب تلتمس منه السّكون فيه حتّى تبدو حالمة بما يليق بالوقت والمواعيد الّتي لا تجيء، فتتزايد الرّغبة في الطّوفان والكفر بالخرائط والمسافات.
اقرأ المزيد
نظرات في كتاب «الرّوابط» لفتحي القاسمي : العدد 46 - 2013/12/27
أصدر، أخيرا، الأستاذ فتحي القاسمي كتابا متوسطّ الحجم يعــدّ من الصّفحات ستّا وعشرين ومائة صفحة، عن الشّركة التّونسيّة للنّشر وتنمية فنون الرّسم وقد اختار له عنوانـــا كالآتي: «روابط الفكر والرّوح بين المصلحين التّونسيّين ونُظرائهـــم مشرقـــا ومغربـــا (ثنائيّة التّأثّر والتّأثير) القسم الأوّل: مشرقـــــا». وأولى الملاحظات تتمثّل في الإشارة إلى طول العنوان الّذي على حدّ ما يُشترط عــــادة في العنوان أن يكون مختصرا ومكثّفا جلبا للانتباه وإحداثا للصّدمــة في ذهن القارئ من خلال الغموض المتعمّد من قبيــــل الاقتصــــار على «بين المشرق والمغرب» أو «التّأثير والتّأثّر مشرقا ومغربا››. وذلك تجنّبا أن يبوح العنوان بمحتوى الكتاب دفعة واحدة فيقتل لذّة القراءة لدى مُطالعه. وإذا كانت التّوطئة تضطلع بضبط ما سيرد في الكتاب والكشف عن فلسفته، فإنّ هذا الكتاب قد أشار منذ البداية إلى الأزمة الفكريّــة الّتي تتخبّط فيها الثّقافة العربيّة رغم غناء المادّة التّراثيّة ممّا يؤكّد رسالة المفكّر إذ هو الكفيل بتخليص الوعي من النّرجسيّة المغلّبة للتّعصّب المذهبي المغذّي للتّصحّر الثّقافي.
اقرأ المزيد
حوار مع كتاب ‘أنوار’ : العدد 44 - 2013/11/29
أصدر الكاتب مصدّق الجليدي كتابا جديدا عن الدّار المتوسّطيّة للنّشر بعنوان «أنوار من أجل رؤى حداثيّة أصيلة»، وهو كتاب يحتوي على ثلاث وثمانين وأربعمائة صفحة من الحجم الكبير وهو كتاب يثير إشكالات فكريّة على درجة كبيرة من الأهميّة وتزداد أهميّة هذا المصنّف لا من خلال ما يُوفّره من أجوبة وإنّما من خلال ما يثيره من أفكار وتساؤلات في ذهن قارئه. فبعد المقدّمة الّتي أثارت الهواجس الّتي أنتجتها الثّورة والأحلام الّتي غذّاها الطّموح والرّغبة في التّغيير يحاول المؤلّف الوقوف مع القارئ على أرضيّة منهجيّة عمادها النّقديّة البنائيّة، وذلك تجنّبا للإسقاط المنجرّ عن القياس (1) ورغبة في تفجير طاقات التّجدّد في توسّط بين الشّعور بعقدة الاستعلاء والشّعور بعقدة النّقص وإبرازا للأصالة المبدعة أو الحداثة الأصيلة. ورغم هذه المبرّرات الكامنة وراء اعتماد المنهج البنائي النّقدي فإنّ السّؤال يظلّ قائما لماذا تمّ الاختيار على هذا المنهج دون التّحليليّة أو التّفكيكيّة أو المقارنيّة؟ علما بأنّ كلّ تركيز على البنية وما فيها من أنساق قد أعلنت موت المعنى، ومن ثمّ موت الإنسان بالرّغم من أنّ المؤلّف قد انتبه إلى كلّ هذه المعاني وعالجها ضمن الفصل الأوّل: في نقد العقل الدّيني اليومي(2)، وضمن الفصل الرّابع: الغرب والإسلام، وبالتّحديد في الورقة الّتي سمّاها بالخلفيّات التّاريخيّة والأسس الفلسفيّة للتّجاذب بين الغرب والإسلام (3). وقد سبق أن أشار صراحة إلى أنّ للمعنى قيمة كبرى في حياة المجتمعات والأفراد (4).
اقرأ المزيد
تقديم كتاب الهويّات القاتلة لأمين معلوف : العدد 40 - 2013/10/04
أمين معلوف أديب وصحافي لبناني ولد في بيروت في 25 فيفري (فبراير) 1949 م، امتهن الصّحافة بعد تخرجه فعمل في الملحق الاقتصادي لجريدة النهار البيروتية. في عام 1976 م انتقل إلى فرنسا حيث عمل في مجلة «إيكونوميا الاقتصادية»، واستمر في عمله الصحفي فترأس تحرير مجلة «جون أفريك»، وكذلك استمر في العمـــل مع جريدة «النهـــار اللبنانية» وفي ربيبتهـــــا المسمــــاة «النهار العربي والدولي». أصدر أول أعماله «الحروب الصليبية كما رآها العرب» عام 1983م عن دار النشر «لاتيس» التي صارت دار النشر المتخصصة في أعماله. ترجمت أعماله إلى لغات عديدة ونال عدة جوائز أدبية فرنسية منها جائزة الصداقة الفرنسية العربية عام 1986م عن روايته «ليون الإفريقي»، وحاز على جائزة «غونكور»، كبرى الجوائز الأدبية الفرنسية، عام 1993 عن روايته «صخرة طانيوس». قام د. عفيف دمشقية بترجمة جلّ أعماله إلى العربية وهي منشورة عن دار «الفارابي» ببيروت. تميّز مشروع أمين معلوف الإبداعي بتعمّقه في التاريخ من خلال ملامسته أهم التحولات الحضارية التي رسمت صورة الغرب والشرق على شاكلتها الحالية.
اقرأ المزيد
من الانتخاب إلى الانقلاب : العدد 37 - 2013/08/23
لا بدّ أن المتأمل في الواقع السياسي العربي يلفته التناقض الحاد بين ما أفرزته صناديق الاقتراع من نتائج عبر عملية الانتخاب التي حرص الجميع أن تكون شفافة ونزيهة وبين ما آلت إليه الأوضاع من محاولات تغيير هذه النتائج عبر القوّة وهو ما يعرف بمحاولات الانقلاب وإذا كان هذا الأمر جليّا في التّجربة المصريّة فهو أقلّ جلاء في التجربة التّونسية ولكن وراء هذا الجانب يكمن سؤال مهم مفاده أين يكمن الخلل؟ هل هو عليق بالعملية الانتخابية؟ أم هو كامن بالمسألة الانقلابية؟
اقرأ المزيد
أسطورة المستبدّ العادل ! : العدد 36 - 2013/08/09
لا يصحّ نعت مجتمع ما بكونه متقدّما أو متخلّفا إلاّ إذا شمل هذا النّعت أو ذاك كافّة مجالاته الحيويّة ونتّخذ هذا المدخل وليجة لمعالجة ما يُنعت به العقل السّياسي العربي من تخلّف، وهو في الحقيقة تخلّف عليق بالقائمين على العمليّة السّياسيّة تنظيرا وتطبيقا، فماهي ملامح هذا العقل من خلال استقراء ما جرت به الحوادث فيما سُمّي بالرّبيع العربي؟ التماســــا للاختصار والوضوح نجمل مظاهر التّخلّف في ثلاث نقاط هي: (1) الخلط الفظيع بين مستويْين من مستويات التّصوّر المتعلّق بالسّياسة: المستوى الأوّل وهو التّفكير بالسّياسة علما ذا قواعد ثابتة خادمة للقيم الإنسانيّة كالحرّيّة والعدالة والبرّ والأخلاق، وهو ما يُطلق عليه لفظ «policy» ، وفي هذا المستوى يتجلّى الاتّفاق بين جميع العقلاء واشتراكهم في العديد من القواسم. وأمّا المستوى الثّاني فهو فنّ تدبير الشّؤون حسب الإمكانات المُتاحة على أرض الواقع وهو ما يُعرف بـ « politics» ، إلاّ أنّ الخلط المُشار إليه آنفًا يتجلّى في أنّ السّائس في واقعنا، في كثير من الأحيان، يتّخذ مواقف حادّة ومبدئيّة فيما يجب أن يكون فيه مَرِنا. خُذ مثال التّهديد بالاستقالة من الوزارة بدلا من تغيير أحد موظّفي الدّولة مراعاةً لمصلحة ما. وفي أحيان أخرى يراوغ رجل السّياسة متدبّرا شأنا من الشّؤون في حال كان عليه أن يتّخذ موقفا مبدئيّـا يجد منطلقه من المستـــوى الأوّل «policy». إنّ هذا الخلط راجع بالأساس إلى ضيق الآفاق النّظريّة من جهة وضمور التّجربة السّياسيّة صنعا للوقائع واستباقا لمجريات الأحداث، وفي حقيقة الأمر تعود جذور المسألة إلى انسداد آفاق الحرّيّة لمدّة طويلة في تاريخنا.
اقرأ المزيد
الوارثون : العدد 35 - 2013/07/26
ورد في صحيح البخاري أنّ العلماء ورثة الأنبياء فما المقصود بالعلماء هل هم الفقهاء ورجال الدّين وحدهم أم هم أصحاب المعارف على اختلاف أنواعها، وماذا ترك الأنبياء قبل ذلك حتّى تتّضح طبيعة هذا الميراث ومن ثمّ طبيعة الورثة؟ لقد ترك الأنبياء كتبا عمادها نصوص تستوجب النّظر وإعادة النّظر تفسيرا وتأويلا، وهو عين المقصود من الاجتهاد، ولا معنى لما روّج له الأصوليّون من أنّه لا اجتهاد مع النّصّ، والحال أنّ الاجتهاد إنّما يكون بالنّصّ وفي النّصّ. إنّ المتأمّل في الآيتيْن 27 و 28 من سورة فاطر 35 واللّتّيْن هما كالتّالــــي: «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَـــــامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُــــورٌ» يجد إشارات متنوّعة إلى علوم عديدة منهــــــا: علم الأنواء وعلم الأرض وعلم الأجنـــــاس وعلم الأنواع وقد أُردفت كلّ هذه العلــــوم بتعليق مفاده أنّ الّذين يخشون الله إنّما هم العلماء وهؤلاء هم الّذين يحسنون علوم الوسائل ويتقنونها ويمتلكون نواصيهــــا وهي معارف لا تقلّ قيمـــــة عن علوم المقاصد الملّيّة والدّينيّة لأنّها علوم تهتمّ بمجريات الحياة الدّنيويّة من أجل اكتناه قواعد الوجود الإنساني والأنظمة المتحكّمــة في الكون وحركـــــات أجرامه هي الكلمات وهي عيْن كلمات الله الّتي لا تنفد لأنّها تتّسع باتّساع الفضاء « وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ» .
اقرأ المزيد
متى يصبح التّجديد مستحيلا؟ : 153 - 1970/01/01
منذ زمن بعيد، تعالت أصوات كثيرة تعلي من قيمة التّجديد للفكر الإسلامي والاجتهاد فيه وعضدتها أصوات شبيهة بها في المقصد والهدف في العصر الحديث(1)، إلّا أنّ صدى هذه الدّعوات في الواقع يكاد لا يُذكر. وفرضيّة هذا البحث تتمثّل في الوقوف على معوّقات التّجديد وكلّ ما يجعله مستحيلا من قبيل التّقليد في الأدوات المنتجة للمعرفة والتّصوّرات المشكّلة للإطار الثّقافي العام.
اقرأ المزيد