الأولى
بقلم |
فيصل العش |
أعمدة «الكيان» وكيفيّة هدمها 4. «الحرب الخاطفة» و «مجمّع استخباراتي قوّي» |
1. العمود السادس : «الحرب الخاطفة خارج الحدود»
من بين الأعمدة الأساسيّة التي يرتكز عليها بنيان الكيان الغاصب، اعتماد جيش الاحتلال استراتيجيّة «الحرب الخاطفة» خارج حدوده. وتعتمد «الحرب الخاطفة» (1) استخدام عنصر المفاجأة والهجوم السّريع الذي يرتكز على استغلال نقاط الضّعف في دفاعات العدوّ، قبل أن يتمكّن من التّعبئة الكاملة أو الرّدّ، ومنعه من تنظيم دفاعاته وبالتّالي استحالة الصّمود لوقت طويل. أمّا بالنّسبة للحرب الخاطفة خارج الحدود، فهي إشارة إلى أنّ العمليّات العسكريّة يجب أن تكون ضدّ أهداف خارج الأراضي التي تسيطر عليها، أي ضرب العدوّ في عقر داره، مستفيدا من سرعة التّنفيذ والتّخطيط الاستراتيجي.
والهدف من هذا النّوع من الحروب الذي يعتمده الكيان الصهيوني توجيه ضربة سريعة وقاضية لخصومه سواء كانوا جيوشا عربيّة نظاميّة أو جماعات المقاومة وذلك في غضون ساعات أو أيّام، ممّا يعطّل قدرتهم على الردّ بشكل فعّال. وبالتّالي تحقيق مطلبين أساسيّين، الأوّل النّصر الكاسح السّريع مع خسائر ضئيلة، والثّاني سلامة الوضع الدّاخلي وضمان سرعة تسريح جيش الاحتياط المتكوّن كما ذكرنا في مقال سابق من المدنيّين الإسرائيليّين(2)، ليعودوا إلى المشاركة في الدّورة الاقتصاديّة. بما أنّ هؤلاء هم صفوة القوى المنتجة في الكيان الصّهيوني، لذلك فإنّ أيّ حرب طويلة، حتّى لو كان النّصرُ خاتمتها، تؤدّي إلى نزيف إقتصادي يُرخي بظلاله على الكيان كلّه.
ويتطلّب هذا النّوع من الحروب تسليحا وتدريبا جيّدين، مع خبرة وتمرُّس في إدارة غرف عمليّات تشارك فيها اختصاصات عسكريّة مختلفة تشمل الدّبّابات والمشاة الآليّة والمدفعيّة والدّعم الجوّي (طيران حربي والمسيّرات)، في نوع من التّكامل يسمح باختراق خطوط الخصم وتعطيل هياكل قيادته بسرعة.
(***)
لطالما اعتمد الكيان الصّهيوني -منذ تأسيسه- هذا النّوع الخاطف من الحروب في صراعاته في المنطقة، لمعالجة نقاط ضعفه الجيوسياسيّة (ضيق الجغرافيا، وضعف الدّيمغرافيا، وقلّة الموارد الطّبيعيّة، وإحاطته بطوق من الأعداء، يُفترض امتلاكهم فائضًا من القدرات المتنوّعة)، والتّعويض عنها ببناء جيش مبادر ومتحرّك، قادر على نقل المعركة، خلال وقت وجيز، إلى أرض الخصم. ويؤكّد الباحث العسكري المصري محمود عزمي ذلك بقوله: «إنّ افتقار إسرائيل لعمق جغرافي – إستراتيجي، كان له أثره الكبير في تحديد معالم الإستراتيجيّة الهجوميّة التي تتّبعها»(3)
وبرهنت حروب جيش الكيان الصّهيوني عن جدوى استراتيجيّته العسكريّة، التي تحتلّ مساحة واسعة من الإستراتيجيّة العليا للدّولة، المسكونة بهاجس الأمن، محقّقًا عبرها، تفوّقًا نوعيًّا في أغلب منازلاته للجيوش العربيّة. وكان يضع دوما نصب عينيه، ضرورة حسم الحرب بالسّرعة القصوى، لأنّه بحسب وصف الكاتب الفرنسي جاك بينودي: «جيش طويل الباع، لكنّه قصير النّفس»(4). ومردّ قصر النّفس يعود إلى خصائص الكيان الصّهيوني، المشار إليها، وإلى اعتماد مبدأ «عسكرة المجتمع» الذي كرّسه مؤسّس الكيان، ديفيد بن غوريون برفعه لشعار «كلّ الشّعب جيش».
استخدم الصّهاينة أسلوب الحرب الخاطفة منذ حرب العام 1948، ضدّ الجيوش العربيّة وجيشي الجهاد والإنقاذ، في جولتَيْ القتال الثّانية والثّالثة. وبرز هذا الأسلوب جليًّا، ضدّ جيش الإنقاذ(5)، في هجومهم على قرى الجليل، ولا سيما معركة «ترشيحا». وكذلك حين عبرت مدرّعاتهم، منطقة مزروعة بالألغام، على محور «صفد – ميرون»، ما شكّل مفاجأة غير متوقّعة للمدافعين العرب.
وفي العام 1967، خاض الكيان حربا متعدّدة الجبهات ضدّ ثلاثة جيوش عربيّة(مصر والأردن وسوريا)، وأنهاها في ستّة أيام فقط، حيث نجح سلاح الجوّ الصّهيوني في القضاء على نظيره المصري خلال ثلاث ساعات، وبأسلوب مشابه، عطب سلاحَيْ الجوّ الأردني والسّوري. لقد وجّه هذا السّلاح ضربةً قاضية للطّيران العربي، بتدميره 416 طائرة مصريّة وسوريّة وأردنيّة كانت غالبيتها جاثمةً فوق مدارج المطارات، بينما اقتصرت خسائره على 26 طائرة فقط. وبالمثل في حرب عام 1973 استمر القتال لمدّة 20 يوما فقط، وهو ما ينطبق أيضا على حربي لبنان؛ الأولى عام 1982 التي استمرت 88 يوما، حيث نجحت طائرات الكيان الحربيّة في التّشويش على بطاريّات الصّواريخ السّورية المنتشرة في البقاع وتدميرها. ولم تقتصر الخسائر السّورية، آنذاك، على تدمير الصّواريخ فحسب، بل فقدت دمشق ما يقارب مائة طائرة، وبضعة آلاف من الجنود في مواجهات غير متكافئة. كما أدّى الاجتياح إلى إخراج منظمة التّحرير من لبنان، والثّانية عام 2006 التي استمرت 33 يوما.
لم يختلف الحال في الحروب الإسرائيليّة على غزّة، بداية من «معركة الفرقان/الرّصاص المصبوب» في ديسمبر 2008 التي استمرت 22 يوما، مرورا بحرب «حجارة السّجيل/عمود السّحاب» في نوفمبر 2012 التي استمرت 8 أيام، وحرب «العصف المأكول/الجرف الصّامد» في جويليّة 2014 التي استمرت 51 يوما، وأخيرا معركة «سيف القدس/حارس الأسوار» في ماي 2021 التي استمرت 11 يوما. جميعها كانت حروبا خاطفة سريعة، دخلتها إسرائيل مستخدمة قوّة جويّة باطشة بهدف تدمير المقاومة في غزّة وتحييدها، مع توغّل برّي محدود بغية تحقيق أهدافها خلال فترة قصيرة.
(***)
ما حدث بعد السّابع من أكتوبر خلق تحدّيا جديدا للآلة العسكريّة الصّهيونيّة، لم تفعله أيّة حرب أخرى في تاريخ الكيان، حيث انتهت، نتيجة استمرار الحرب لمدّة طويلة، استراتيجيّة الحروب الإسرائيليّة السّريعة والخاطفة، كما تهافتت معها فلسفة الحرب خارج الحدود، حيث تحوّلت الأراضي التي يسيطر عليها الكيان سواء في شمال فلسطين المحتلّة أو في غلاف غزّة أو حتّى تل أبيب، إلى ميدان للحرب، وفُرضت على الكيان حربٌ دفاعيّة وهجوميّة متعدّدة الجبهات. وممّا زاد في تأزّم الوضع بالنّسبة للكيان الصّهيوني طبيعة خصومه في هذه الحرب، سواء في غزّة أو محاور المقاومة خارج فلسطين، فهم ليسوا جيوشا نظاميّة يمكن تحييدها ومواجهتها بالقوّة العسكريّة التي يتفوّق الكيان فيها، وإنّما تنظيمات برغم قدراتها المحدودة على مستوى التّجهيزات والأفراد، فهي تستفيد من مبدإ «التّراكم» وصناعة التّأثير من خلال استمرار الحرب. ورغم الخسائر الكبيرة في صفوف المقاومين، فإنّ الكيان فشل في تحقيق ولو هدف واحد من الأهداف التي رسمها في بداية المعركة، بالرّغم من اعتماده سياسة التّدمير والقتل الممنهج واستهدافه لقيادات المقاومة وعناصرها النّشطة بشكل متكرّر.
هكذا، تحوّلت الحرب التي كان «الاسرائيليون» ومعهم الأميركيون يفضّلون أن تكون «خاطفة وسريعة»، الى حرب استنزاف لم يعد الكيان الصهيوني يستطيع أن يخرج منها بدون إعلان انتصار واضح ليس متوفّراً لها لحدّ الآن. ويحضر هنا قول ونستون تشرشل عن حرب الاستنزاف: «تنتهي الحرب بإرهاق الأمم وليس بانتصارات الجيوش»، وهذا ما سيحصل مع الكيان في غزّة فعليّاً. فاستمرار الحرب لفترة طويلة، بالرّغم من المآسي الكثيرة التي يعاني منها الغزّاويّون، لن يخدم مصلحة الكيان الغاصب لأنّ الضريبة التي سيدفعها ستكون باهضة اجتماعيّا واقتصاديّا.
2. العمود السّابع : «مجمّع استخباراتي قوّي»
من بين الأعمدة التي يرتكز عيلها الكيان الصّهيوني والتي تعتبر خطّ دفاعه الأوّل، مجمّع استخباراتي قوّي يتكوّن من ثلاث أجهزة مختلفة لكلّ منها مهامها، لكنّها متداخلة في بعض الأحيان.
أهمّ هذه الأجهزة (الموساد)(6)، الذي يقع مقره الرّئيسي في تلّ أبيب، وهو جهاز مسؤول عن جمع المعلومات الاستخباراتيّة البشريّة والعمل السّرّي ومكافحة الإرهاب، ويعمل عملاؤه السرّيّون في أغلب دول العالم تحت غطاء دبلوماسي وغير رسمي. ويركّز على الدّول والمنظّمات العربيّة في جميع أنحاء العالم. كما أنّه مسؤول عن النّقل السّرّي للاّجئين اليهود من سوريا وإيران وإثيوبيا.
ويتكوّن من عدّة أقسام منها قسم العمل السّياسي والاتصال المعني بالأنشطة السياسية والاتصال بأجهزة الاستخبارات الأجنبية الصديقة ومع الدول التي لا تربط إسرائيل بها علاقات دبلوماسية طبيعية. وقسم العمليّات الخاصّة، المعروف أيضًا باسم «ميتسادا»، الذي يقوم بإجراء مخطّطات الاغتيال والعمليّات شبه العسكريّة وقسم علم النفس (LAP)، المسؤول عن الحرب النّفسيّة والدّعاية وعمليّات الخداع. ثمّ يأتي قسم الأبحاث المسؤول عن إنتاج المعلومات الاستخباراتيّة، والتّقارير التفصيلية. ثمّ قسم التكنولوجيا، المسؤول عن تطوير التّقنيات المتقدّمة لدعم عمليّات الموساد.
وقد نفّذ الموساد وعملاؤه عمليّات سريّة تمثّلت في اغتيالات قادة ومفكّرين فلسطينيين ولبنانيين وعرب مساندين للقضية الفلسطينيّة (7)، وتعقّبت المسؤولين عن مذبحة الرّياضيين الإسرائيليّين في دورة الألعاب الأولمبيّة في ميونيخ عام 1972 واغتالوهم.
الجهاز الثّاني لاستخبارات الكيان هو «أمان» ويُعرف باسم شعبة الاستخبارات العسكريّة، ويعد من بين أقدم أجهزة الاستخبارات، والتي تم تأسيسها فور تشكيل الكيان. وهو مسؤول عن جمع المعلومات العسكريّة وتحليلها. وتتمثّل وظيفته في توفير المعلومات الاستخباراتيّة للحكومة باستخدام الوسائل التّقنيّة المتطوّرة والأقمار الاصطناعيّة وعبر تجنيد عملاء له خارج أماكن السّيطرة الإسرائيليّة في المناطق الحدوديّة في سوريا ولبنان ومصر وأيضا في الضّفة الغربيّة وقطاع غزّة(8).
أمّا الشّاباك، وهو ثالث الأجهزة الاستخباراتية الصهيونيّة فهو جهاز يتعامل مع شؤون الاستخبارات الدّاخلية في إسرائيل، ويُعتقد أنّه يعادل مكتب التّحقيقات الفيدرالي الأميركي. ويُعرف أيضًا باسم شين بيت. وتتمثّل مهمّته الرّئيسيّة في حماية رئيس وزراء الكيان وكبار القادة الآخرين وأمن الخطوط الجويّة والمواقع الحساسة محليًّا وخارجيًّا.
(***)
رغم ما تمتلكه هذه الأجهزة الاستخباراتية الصهيونيّة من إمكانيّات بشريّة ومادّية وتسهيلات كبيرة حتّى من دول الجوار، فقد شكّل «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر فشلاً ذريعاً لهذه الأجهزة، التي فقدت الكثير من قدراتها في قطاع غزّة خلال العشرية الأخيرة رغم سمعتها المتبجّحة وتقنياتها المتطوّرة. فقد أخفقت أجهزة استخبارات الكيان في رصد عمليّات التّخطيط والتّدريب والإمداد الممهّدة لهذا الهجوم المعقّد براً وبحراً وجوّاً. ذلك أنّ حماس مثّلت استثناءً مخابراتيّاً بالنسبة إلى الكيان مقارنةً مع الفصائل الفلسطينيّة الأخرى في غزّة. فبفضل نهج السريّة والانضباط الصّارمين الذي تتبعه حماس، واجهت إسرائيل تاريخيّاً صعوبة في اختراقها من أجل جمع المعلومات الاستخباراتيّة التي كانت لتسهم في إحباط عملية طوفان الأقصى. بينما استطاعت المقاومة الفلسطينيّة مع مرور الأيام وبالاستفادة من التّجارب الماضيّة أن تشكّل هي الأخرى أجهزة استخباراتيّة ومكافحة تجسّس خاصة بها، ونجحت في محاصرة العملاء والقضاء عليهم، كما أنّها نجحت على ما يبدو في تحويل العديد من المخبرين إلى عملاء مزدوجين يعملون لصالحها في ضربة أخرى لإسرائيل وأجهزتها الاستخباراتيّة. ومّما يؤكّد انتصار المقاومة استخباراتيّا فشل الأجهزة الصّهيونيّة المدعومة من مخابرات الدول الغربيّة وبعض الدّول العربيّة في الجوار والسّلطة الفلسطينيّة في رام اللّه خلال 15 شهرا في تحديد مواقع القادة العسكريين للمقاومة وأماكن المحتجزين الصّهاينة والوصول إليهم(9). وهو ما يؤكّد تقدّم استخبارات المقاومة على الاستخبارات الصّهيونيّة وهو ما يعني بداية انهيار هذا العمود الرّئيسي للكيان. فماذا عن بقيّة الأعمدة؟
الهوامش
(1) طورت عدّة دول المبادئ التي قام عليها مفهوم الحرب الخاطفة خلال العشرينيّات والثّلاثينيّات من القرن الماضي، لكنّ الجيش الألماني (الفيرماخت) كان من طبّق هذا المفهوم واستخدمه بشكل جيّد على نطاق واسع خلال الحرب العالميّة الثّانية خصوصًا في عام 1939 عندما دمّر النّازيون الجيش البولندي في سلسلة من المعارك الخاطفة بعد تطويقه، وفي ماي 1940 خلال الهجوم على فرنسا حين اخترقت فرق الدّبابات الألمانيّة التّشكيلات الفرنسيّة بطيئة الحركة وقطعت الطّريق على قوّة المشاة البريطانيّة في دنكيرك، وهو ما تكرّر خلال عمليّة «بارباروسا» التي سعى فيها الجيش النّازي إلى اجتياح الاتحاد السّوفياتي عام 1941، ما مكَّن النّازيين من أسر أعداد كبيرة من الجنود السّوفييت.
(2) أنظر مقالنا «أعمدة «الكيان» وكيفيّة هدمها، 3.«الأمّة المسلّحة» الصادر بالعدد 209 من مجلّة الإصلاح، ديسمبر 2024
(3) محمود عزمي، «دراسات في الحرب الخاطفة»، دار الحقيقة، بيروت، الطبعة الأولى، 1972، ص246.
(4) جاك بينودي، «تساحال»، شركة المطبوعات الشّرقية، بيروت، الطّبعة الأولى، 1982، ص 129.
(5) جيش الإنقاذ هو جيش المتطوّعين تحت قيادة «فوزي القاوقجي» الذي شكّلته الجامعة العربيّة في ديسمبر 1947 للتّدخل عسكريّا ومساعدة الفلسطينيّين في مقاومة قرار الأمم المتّحدة تقسيم فلسطين، وضم نحو 7700 متطوعا منهم 2500 من داخل فلسطين.
(6) تأسس الموساد، في غرّة أفريل 1951،على يد رئيس الوزراء آنذاك ديفيد بن غوريون، الذي أعطى التوجيه الأساسي للموساد: «بالنسبة لدولتنا التي كانت منذ إنشائها تحت حصار أعدائها. تشكل الاستخبارات خطّ الدّفاع الأول.. يتعيّن علينا أن نتعلّم جيّداً كيف نتعرّف على ما يجري حولنا».
(7) نذكر منهم على سبيل المثال علي مصطفى مشرفة هو عالم فيزياء نظرية مصري ويلقب باينشتاين العرب(15-01-1950)، و غسان كنفاني (8-7-1972)و القائد العسكري الفلسطيني زهير محسن، زعيم منظمة الصاعقة(25-7-1979)، و خليل الوزير (أبو جهاد)(16-4-1988)، و عباس الموسوي أمين عام حزب الله(16-1-1992)، وفتحي الشقاقي رئيس حركة الجهاد الإسلامي (26-10-1995)، و ابو علي مصطفى أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين(27-8-2001)، والشيخ أحمد ياسين(22-3-2004)، و عبد العزيز الرنتيسي مؤسس وزعيم حماس(14-4-2004)، والمهندس التونسي محمد الزواري (15-12-2016)وغيرهم كثير ...
(8) يتألّف جهاز «أمان» الاستخباراتي من ثلاث وحدات رئيسيّة، أهمّها فيلق الاستخبارات الإسرائيلي: الهيئة الرّئيسيّة لجمع المعلومات الاستخباراتيّة وتحليلها التّابعة لأركان حرب الجيش الإسرائيلي. يشمل الجهاز أيضاً وكالة استخبارات الإشارات الإسرائيليّة المعروفة باسم الوحدة 8200. والوحدة 504 وتسمّى أيضا «مجموعة الاستخبارات البشريّة»، هي وحدة استخبارات عسكريّة في الجيش الإسرائيلي، وتجمع معلوماتها الاستخباراتيّة عبر تجنيد عملاء لها خارج أماكن السّيطرة الإسرائيليّة في المناطق الحدوديّة، وتركّز هذه الوحدة عملها داخل لبنان أكثر من أيّ منطقة أخرى. أمّا الوحدة 9900، فهي مسؤولة عن جمع المعلومات الاستخباريّة الجغرافيّة والمرئيّة، وتتعامل مع مجالات فكّ التّشفير البصري ورسم الخرائط الدّقيقة وخرائط الأقمار الاصطناعيّة. وقد نقلت صحف إسرائيلية أنّ العمليّة الاستخباراتيّة المسؤولة عن نجاح استهداف نصراللّه تحديدا تعاونت فيها هذه الوحدات الثّلاث.
(9) من الدّلائل على ذلك عمليّة استشهاد السّنوار الذي كانت أجهزة الاستخبارات الصّهيونيّة تؤكّد دائما أنّه مختفٍ في الأنفاق
|