تقول طبيبة إنّها كانت تقرأ كتبًا تتحدّث عن مشاهد عذاب القبر، تزعم هذه الكتب بأنّ القبر مملوء بالأفاعي والعقارب والعفاريت والنّيران المتّقدة، وأنّ الميت في اللّيلة الأولى لدفنه يجد نفسه مقيمًا بمعيّة هذه الكائنات المريعة المتوطّنة في قبره إلى ساعة البعث والنّشور، وهو لا يقوى على حماية روحه من عذابها المهول. حدّثتني هذه السّيدة عن حالات روع واضطراب وكوابيس سوداء تطاردها في نومها كلَّ ليلة، فهي بعد مدّة قليلة من النّوم تفرّ فزعة مرتعشة، ولو كانت متعبة جدًّا. تلبث في فراشها ترتجف، وكأنّها تشاهد جسدها ممدّدًا في القبر وتنهشه الأفاعي والعقارب، وهو منبوذ ذليل في قعر هذه الأهوال والنّيران.
|