بقلم
أ.د.عبدالجبار الرفاعي
الهويّة المغلقة تتلاعب بالذّاكرة
التقيتُ ببعضِ الأصدقاءِ ممن هاجروا إلى بعضِ الدّولِ الغربيّة، إثرَ اختناقِهم بالانغلاقِ والتّشدُّدِ في مجتمعاتِهم، وأقاموا هناك سنواتٍ طويلةً، اكتسبوا فيها جنسيّةَ تلك الدّول. كان لديهم شغفٌ شديدٌ للعيشِ في دولةٍ غربيّةٍ، يترقَّبون أن توفِّرَ لهم ضمانًا للعيشِ والصّحةِ، ويَحميَهم فيها القانونُ، الذي يساوي بينهم وبين المواطنين غيرِهم، ويوفِّرَ لهم حرّيةً فكريّةً وسياسيّةً وحرّيةَ تعبيرٍ، ويحرِّرَهم من الإكراهِ على الولاءِ والطّاعةِ العمياء.
اقرأ المزيد
بقلم
د.مصدق الجليدي
محورية المربّي بين الماضي والحاضر
المربّي هو البيداغوجي أي الذي يقود الطّفل إلى المدرسة ويختار له المناهج التّربويّة التي سيتعلمها وفقا للملامح التي يرغب أهله في أن يكتسبها، أي أيّ نوع من الرّجال سيكون في المستقبل؟ عسكريّا أم فيلسوفا أم شاعرا أم رياضيّا..الخ. أمّا معلّمه نفسه فدوره تلقينه المعارف والمهارات بالحفظ والتّكرار والمران.
اقرأ المزيد
بقلم
أ.د. عبدالرزاق بلقروز
“علم تجديد الصلة بالله” مالك بن نبي وتأسيسه لعلم جديد (1-2)
نحاول هنا تسليط الضّوء على النّواة المركزيّة التي راهن عليها مالك بن نبيّ من أجل استيفاء الشّروط لدخول دورة حضاريّة جديدة، هذه النّواة متعدّدة التّسمية في برنامجه النّقدي والتّأسيسي، فيسمّيها دافع الإيمان والقوّة الرّوحيّة تارة، وانتفاضة القلب والطّاقة الأخلاقيّة تارة أخرى، والمدهش أنّه اقترح لها علماً يُعنى بهذا الفضاء الموصول بتغيير ما بالنّفوس، وهو برأيه علم لم يوضع له اسم بعد، فاقترح له تسمية علم «تجديد الصّلة باللّه»، وهو ليس من اختصاص جدالات المُتكلّمة الذين ينطقون أفكاراً مجرّدة؛ وإنَّما من اختصاص منهاج التّصوّف، لا على طريقة الدّروشة والشّعوذة وإنّما على طريقة إيقاظ الدّافع الدّاخلي باعتباره أداة نراهن بها من أجل الدّخول إلى نهضة جديدة.
اقرأ المزيد
بقلم
نجم الدّين غربال
أنماط للنّظام المالي المنشود: التّمويل الجماعي بين الأصالة والمُعاصرة
ما أكّدناه سابقا هو أنّ النّظام المالي الّذي نريده هو ذاك النّظام القويّ والمُنصف في نفس الوقت، ولن يكون كذلك ما لم يكن أساسه قويّا وإحاطته مُنصِفَة، ويستمدّ تلك القوّة من قوّة المُسلّمات القائم عليها كما تكون إحاطته مُنصِفة، من إنصاف الأحكام المُنظّمة للعلاقات ضمن النّظم الثّلاثة التي اعتبرناها صمّام أمان للنّظام المالي المنشود وهي نظام الكرامة ونظام التّعاون ونظام التّسخير والإستخلاف.
اقرأ المزيد
بقلم
أ. د. محسن محمد صالح
التّغيرات في النّظريّة الأمنيّة الإسرائيليّة وانعكاساتها الإقليميّة
هزَّت عمليّة طوفان الأقصى النّظريّة الأمنيّة الإسرائيليّة، ووجّهت ضربة قاسية للمبادئ التي تقوم عليها، وتحديدًا «الثّالوث الأمني» الذي ظلّ قائمًا طوال 75 عامًا، ويتمثّل في مبادئ: الرّدع، والإنذار المبكر، والحسم (النّصر السّريع المطلق). فقد كان الفشل ذريعًا في «ارتداع» حماس، ولم تنجح معها سياسات الحروب السّابقة قصيرة المدى، ولا محاولات «التّهدئة» تحت التّهديد، ولا الاستيعاب. وفشل نظام الإنذار المبكر في توقّع عمليّة طوفان الأقصى، بالرّغم من قوّتها واتساعها وتغطيتها ضِعف مساحة قطاع غزّة في الدّاخل الفلسطيني المحتلّ 1948، والخسائر الضّخمة التي أحدثتها في ساعات قليلة (نحو 1200 قتيل و250 أسيرًا)، وكشفت العمليّة عن «فشل متعدّد الطّبقات» في المنظومة الأمنيّة. ثمّ إنّ العدوان على غزّة فشل تمامًا في حسم المعركة بسرعة، والتي ما زالت فصولها مستمرّة بعد أكثر من 600 يوم من القتال، وصمود المقاومة.
اقرأ المزيد
بقلم
د.عزالدين عناية
الغرب كسرابٍ بِقِيعةٍ
قلّة في عالم الجنوب ظلّت في مأمن من «غواية الغرب»، ولو رمنا توصيف هذه الغواية بشكليها الطّوعي والقسري، لقلنا هي وصفة محكمة من الاستلاب والاستمراء. تنبّهَ جملة من المفكّرين الكبار، ممّن عملوا على تفكيك هذه الظّاهرة في حدود الموضوعيّة العلميّة، إلى ضرورة فهمها والتوقّي من آثارها. منهم الرّاحل «حسن حنفي»(1)، والمفكر «نعوم تشومسكي»(2)، وعالم الاجتماع «شموئيل نوح إيزنستادت»(3). في كتاب من تأليف الإيطالي «ماسيمو كامبانيني» (4) حوْل المفكر المصري «حسن حنفي»، اعتبر أنّ علاقة العرب المضطربة بالغرب، تعود في شقّ واسع منها إلى عدم التّناصت. لاختلاف «الطّبقات الفهميّة» على غرار تنافر «الطّبقات الصّوتيّة»، وكأنّ هناك تفاوتا في التّسامع يصدّ عن الإصغاء السّويّ. وأنّ العرب ليس أمامهم سوى تطوير نظر علمي، بحسب ما دعا إليه «حسن حنفي» في «مقدّمة في علم الاستغراب»، للفوز بتخاطب سويّ مع الغرب، والخروج من ثنائيّة الغواية المضلّلة والكره الأعمى.
اقرأ المزيد
بقلم
أ.د.محمد بن علي
سؤال الانسان في الفكر الاسلامي المعاصر مقاربة علي عزّت بيغوفتش انموذجا (1-3)
أوْلى الإسلام- قرآنا وسنّة- اهتماما كبيرا بالإنسان وتربيته من جميع الجوانب، بشمول وتكامل وتوازن، بحيث لا يدع جانبا يطغى على آخر، فالإنسان ليس تطوّرا طبيعيّا بفضل تعقيد المادّة وارتقائها، ولا هو تطوّر بيولوجي، بل خلقه اللّه تعالى بقضائه وقدره، ووضع فيه آياته. قال تعالى: ﴿هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا﴾ (الإنسان:1)، فالقرآن ينظر إلى الإنسان على أنّه مخلوق للّه، لغاية العبادة وإعمار الأرض.
اقرأ المزيد
بقلم
د.ناجي حجلاوي
حادثة الإفك من القصّة التّراثيّة إلى التّأويل الاستشراقي(4) «وجوه الاستشراق ومزاياه»
إنّ تطرّقنا بالدّراسة لحادثة الإفك يدخل في باب إعادة فهم ما يُشكّل الوعي الحالي، إنْ بصورة كلّية أو جزئيّة. ومن هذا المنطلق يتأكّد الحفر في صفحات عديدة من الموروث لإعادة بنائه عبر الفهم والنّقد والمقارنة والتّدقيق انطلاقا من عرض الرّواية على الرّواية، وإظهار ما تعمّدت الأعراف الثّقافيّة إخفاءه رغم ورود ما يدلّ عليه في المدوّنات والموسوعات. وليس أمام البحث العلمي إلاّ النّبش في الوثائق وتدبّر النّصوص من أجل إنتاج معارف جديدة وأفهام مغايرة لما صوّر على أنّه نهائي. وإذا أثبتت التّواريخ بطلان رواية أو زيف حكاية، فإنّ واجب الباحث لا يزيد عن التّنبيه والتّوضيح. خصّصنا الحلقتين الأوليين من هذه السلسلة لمعالجة قصّة حادثة الإفك في التراث،فانطلقنا في الحلقة الأولى (العدد 213) بعرض قصّة «حادثة الإفك» كاملة كما وردت في الجامع الصّحيح للبخاري، ثمّ إلى ما استنبط من القصّة من العبر والدّروس من طرف الدّارسين الذين تعاملوا مع رواية البخاري على أنّها رواية مطابقة للواقع وأنّها نهائيّة، فانبروا يستخلصون منها العبر والفوائد. ممّا دفعنا في الحلقة الثانية (العدد 214) إلى تبيان مظاهر الاضطراب والتّذبذب سندا ومتْنا في الرّوايات المتعلّقة بحادثة الإفك وإبراز التّناقض الواضح في هذه الرّواية التّراثيّة بين الأخذ بالمقدّمات والتبرّؤ من النّتائج والخواتيم. وفي الحلقة السابقة (العدد 215) عملنا على تعريف مفهوم الاستشراق وأنواعه والتّطرق إلى ظروف نشأة الحركة الاستشراقيّة ومراحل تطوّرها والوقوف عند دوافعها، وسنتم الحديث عن الاستشراق في هذه الحلقة بالتعرّف إلى وجوهه ومزاياه قبل الغوص في استنتاجات المستشرقين وتنزيل حادثة الإفك ضمن منظوره (الحلقة القادمة) .
اقرأ المزيد
بقلم
د.محرز الدريسي
أيّ دور للتّربية المدرسيّة في التّوقّي من السّلوكات المتطرّفة (3-4) المرجعيّات والمقاربة المحتشمة ل
يتناول هذا المقال -الذي يأتيكم في أربع حلقات متتالية- بالتّحليل «دور المدرسة» في مواجهة التّطرف، بالإشارة إلى تأريخ الاصلاحات التّونسيّة وما حقّقته في مجال التّنشئة الاجتماعيّة والسّياسيّة، ويسائل مرجعيّاتها وكتبها المدرسيّة ونبض الأنشطة وإجراءاتها صلب المنظومة التّربويّة، وكيف اختزلت في تعديلات دون أن ترتقي إلى اصلاح حقيقي وشامل يستوعب ثقافة المسؤوليّة الاجتماعيّة. ذلك أنّ المدرسة لم تتأسس على براديغم واضح المعالم ورؤية وطنيّة محدّدة واستراتيجيّة متماسكة واستشرافيّة في تجفيف منابع التّطرّف. فالنّظام التّعليمي يقتصر على كونه مادّة علميّة تحمل قدرا من المعارف، دون تفاعل مع حيثيات تحولات الواقع وتنامي المخاطر وأساسا ظواهر التّطرّف، وأنّه لا يتناسب مع متطلّبات ترسيخ المهارات والقِيم ومن ثمّ المواقف لدى النّاشئة بما يمكّنها من تملّك القُدرة على مواجهة الأفكار المتطرّفة ودحضها. تعرضنا في الحلقة الأولى بالتّحليل إلى ضبابيّة مفهوم التّطرّف وغموضه والسّياقات السّياسيّة والثّقافيّة والتّعليميّة التي ظهر فيها، ثمّ عرضنا بعض نماذج من الكتب العربيّة التي تنشر التّطرّف وتحدثنا عن معركة المقرّرات، وقدّمنا في الحلقة الثّانية بصفة مقتضبة بعض الإشارات حول المرجعيّات التّربويّة والمقرّرات المدرسيّة التّونسية وتعاطيها مع مسألة التّطرّف. وفي هذه الحلقة سنجيب عن التّساؤل حول منزلة حضور أو غياب مناقشة ظواهر التّطرّف وخصائص المتطرّف والمعاني التي تعرض للتّلاميذ، وهل تعدّ فعليّا أحد مشاغل واهتمامات محاور الكتب المدرسيّة والخيارات التّربويّة؟وسنبيّن المحدودية الكبيرة في التّطرق إلى محاور التّطرّف في هذه الكتب من خلال عيّنة من المواد الدّراسيّة. لنختم بحثنا في الحلقة القادمة بـتقديم مقترحات على مستوى المداخل التّعديليّة كمراجعة البرامج والمنهجيّات في اتجاه إرساء تعليم جيّد مقاوم للتطرف.
اقرأ المزيد
بقلم
د.أشواق طالبي المصفار
ظاهرة التّصفيح بين سلطة التّقاليد وحرّية الجسد (2-2)
تحتوي الثٌّقافة الشّعبية على ظواهر عديدة تعبّر عن العقلية السّائدة في فترة من الفترات، و التي لا تزال سائدة ومنها ما يتّصل بالمعتقدات والتّصوّرات المتعلّقة بالمسائل الصّحيّة أو الاجتماعيّة. ومن هذه الظّواهر ظاهرة التّصفيح التّي يُعتقد من ورائها صيانة الشّرف لدى الفتيات، والحال أنّ هذا السّلوك في جوهره تخلّ عن الحصانة العلميّة والأخلاقيّة والتّربويّة التّي تبني الذّات الإنسانيّة. ارتأينا تسليط الضّوء على ظاهرة تدخل في مجال المسكوت عنه، مسألة عقدة الجسد في الموروث العربي الإسلامي وتحديدا جسد المرأة الذي ابتدعت فيه العقليّة الشّعبيّة طرقا للحفاظ على شرفها من خلال ممارسة قهريّة على الجسد تتمثّل في سحر التّصفيح. تطرقنا في الحلقة الفارطة (العدد 215) إلى تعريف التّصفيح وكشف مراحل هذا الطّقس، والادوات المعتمدة لإنجازه، ثمّ تحدثنا عن رمزيّة العناصر المكوّنة للبنية النّسقيّة للتّصفيح وما تمثلّه هذه الظّاهرة على المستوى الاجتماعي، وتأثيراتها على المرأة والأسرة، وكيف خرجت هذه الظاهرة من مفهوم الحماية الرّمزيّة والعفّة الأخلاقيّة لتتّخذ لبوسا ذاتيّا يعبر عن تحرّر المرأة من قيود المجتمع الأبوي، ويساهم في الانفلات الأخلاقي والانفلات الاجتماعي.. وفي هذه الحلقة نستعرض صورة المرأة في الإسلام من جهة ودور التّربية الجنسيّة ودور الدّولة في حماية المرأة من جهة ثانية ، ثمّ ومن خلال بحث ميداني لفهم رموز هذه الممارسات الطّقوسيّة وتأويل التّصوّرات والتّمثّلات،اعتمد على تقنية المقابلة المفتوحة لتجميع المعلومات، قدّمنا بعض الاستنتاجات المتعلّقة بظاهرة التصفيح واقترحنا بعض البدائل والحلول.
اقرأ المزيد
بقلم
د. محمد البشير رازقي
الفتوى وصدمة الحداثة في العالم العربي خلال الفترة المعاصرة (2-2) الفتوى والملبوس والمأكول والمشروب
تمثّل الفتوى ممارسة اجتماعيّة مهمّة ومعبّرة عن هواجس الفاعلين الاجتماعيّين ورهاناتهم. نبتغي من خلال هذا البحث تبيّن أثر الفتوى زمن التحوّلات وعلاقتها بأزمة الحداثة، فلم يكن تلقّي العربي والمسلم الحداثة ومكوّناتها، خاصّة الماديّة منها، سلسا وطيّعا، بل كان صادما ومفاجئا إن لم نقل مُسقطا ومفروضا. سوف نوظّف مدوّنة مصدريّة مهمّة واسعة أثرا وزمنا وهي مدوّنة المكتبة الشاملة المُرقمنة وهي مشتملة على «فتاوي الشبكة الاسلاميّة» وهي أرشيف للفتاوي العربيّة وعددها 90 ألف و751 فتوى، وهي تغطّي مُجمل القرن العشرين وواكبت أزمات كثيرة وتحوّلات شاملة عاشها العالم العربي ومنها صدمة الحداثة فكرا ومادّة. قسّمنا البحث إلى فصل أوّل موضوع المقال السّابق وهو «الفتوى والثّقافة المادّيّة: التّكنولوجيا الحديثة نموذجا»، وفصل ثانٍ نتعرّض إليه في هذا المقال تحت عنوان «الفتوى والملبوس والمأكول والمشروب». وقد اعتمد البحث على اشكاليّة أساسيّة وهي: كيف تعامل المفتي، من خلال المدوّنة المُستغلّة، مع مظاهر الحداثة، وماهي التّقنيات التي وظّفها حماية للدّين والنّاس من وجهة نظره؟
اقرأ المزيد
بقلم
أشرف شعبان أبو أحمد
الزكاة أهميتها وضرورتها للفرد وللمجتمع (4) الزكاة ومعالجة الفقر
يأبى الإسلام أن يوجد في مجتمعه، من لا يجد القوت الذي يكفيه والثّوب الذي يواريه والمسكن الذي يؤويه، فهذه ضروريّات يجب أن تتوفّر لكلّ من يعيش في ظلّ الإسلام. والمسلم مطالب بأن يحقّق هذه الضّرورات وما فوقها من جهده وكسبه، فإن لم يستطع فالمجتمع يكفله ويضمنه ولا يدعه فريسة الجوع والعري والمسكنة(1)، فقد أمر الإسلام كلّ قادر أن يعمل ويسعى في طلب الرّزق ليكفي نفسه ويغني أسرته ويسهم بالنّفقة في سبيل اللّه. فمن لم يستطع وعجز عن العمل ولم يكن لديه من المال الموروث أو المدّخر ما يسدّ حاجته، كان في كفالة أقاربه الموسرين، ينهضون به ويقومون بشأنه. ولكن ليس لكلّ فقير قريب قادر موسر لينفق عليه، فماذا يصنع المسكين الضّعيف الذي ليس له أقارب أقوياء، يحملونه من ذوى عصبته أو ذوى رحمه؟ وماذا يصنع المحتاجون العاجزون عن الكسب لضعف ذاتي كالصّغر والأنوثة والشّيخوخة؟ أمثال الصّبي اليتيم والمرأة الأرملة والأمّ العجوز والشّيخ الهرم؟
اقرأ المزيد
بقلم
د.عبدالله التركماني
تحديات التحوّل الديمقراطي وكيفيات نجاحه في سورية (1-3)
لم يكن من الممكن أن يكون الحراك الشّعبي السّوري في عام 2011 تعبيرًا عن ثورة ياسمين، بسبب ديمومة الاستبداد لخمسة عقود ومحدوديّة الثّقافة السّياسيّة لدى أغلب النّخب السّوريّة، إضافة إلى غياب الحياة السّياسيّة، وقصور وعي الأحزاب السّياسيّة المعارضة بكلّ تنوّعاتها القوميّة والإسلاميّة واليساريّة. كلّ ذلك يعتبر من تحدّيات الانتقال الدّيمقراطي بعد عمليّة التّغيير السّياسي إثر سقوط سلطة آل الأسد، خاصّة بعدما أظهرت الأعوام الأربعة عشر للحراك عمق الانقسامات القوميّة والطّائفيّة والعشائريّة والجهويّة لأغلب السّوريين، ممّا يضيف تحدّيات ليس من السّهل تجاوزها.
اقرأ المزيد
بقلم
الهادي بريك
الحلقة الرّابعة : مشاهد من السّنّة والحديث
لا أملّ من التّذكير ـ في كلّ حلقة جديدة من هذه السّلسلة ـ بالميزان المنزّل جنبا إلى جنب مع القرآن الكريم. فهو إذن صنوه وشقيقه وزوجه الذي لا يقوم إلاّ به. فلا قسط إلاّ بالجمع بين الكتاب والميزان معا. ولا يغني أحدهما عن الآخر. مبتدأ العلم هو ذاك. رسالة الإنسان إقامة القسط. ولا قسط عدا بتأليف بين القرآن الكريم والميزان. ذلك هو عنوان الصّراط المستقيم. بعد ذلك لك أن تعتقد أنّ الميزان هو الحكمة التي تقضي بوضع كلّ شيء وكلّ أمر ـ في الدّين والدّنيا معا وكذلك فردا وجماعة معا ـ في مكانه الأنسب وزمانه الأولى وحجمه الأوفى. فلا طغيان ولا إخسار.
اقرأ المزيد
بقلم
محمد أمين هبيري
قانون الابتلاء
يشير قانون الابتلاء إلى سنّة كونيّة وحكمة إلهيّة تُجسّد مواجهات الإنسان للتّحديات والاختبارات في حياته، سواء كانت هذه الابتلاءات في الصّحة، أو في المال، أو في العلاقات، أو في النفس. ويهدف هذا القانون إلى صقل شخصيّة الإنسان، واختبار صبره وثباته، وتعزيز إيمانه، ليخرج منها أقوى وأوعى بحقيقة الحياة وغاياتها.
اقرأ المزيد
بقلم
عبدالقادر رالة
جورجي زيدان أديب مفتون بالتاريخ .
يُعتبر جورجي زيدان من أبرز الأدباء الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الأدب العربي الحديث في أواخر القرن التّاسع عشر وبداية القرن العشرين. وُلد بلبنان، وهاجر الى مصر، فشارك في الحياة الأديبّة كاتبا وصحافيّا مترجما، كما شارك في الحياة السّياسيّة واشتغل أستاذا للّغة العربية.. كان من المؤسّسين الأوائل لدار الهلال العريقة ومجلّتها، التي كانت تعتبرُ من أوسع المجلات الثّقافية انتشاراً وأكثرها تأثيراً في الحياة الأدبيّة والثّقافيّة في مصر و في غيرها من البلاد العربيّة..
اقرأ المزيد
بقلم
م.لسعد سليم
البحث الثّاني: «الكبائر الفرعيّة»(4) اجتناب : الكَثِيرً مِنَ الظَّنّ-الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ
تطرّقنا في الحلقة الأولى من هذه السّلسلة(1) إلى الكبائر التي ورد النّهي عنها في السّور المدنيّة بصيغة «التّحريم»: أكل الميتة(2) والدّم ولحم الخنزير، وما أهلّ به لغير اللّه، وصيد البرّ (للمحرم)، وأكل الرّبا، وزواج المحارم. ثمّ أتبعناها بالكبائر التي وردت في السّور المدنيّة بصيغة «لا تقربوا»: حدود اللّه، والصّلاة في حالة سكر أو جنابة، والنّساء في المحيض، والمشركين للمسجد الحرام(3). وفي الحلقة السابقة انطلقنا في الحديث عمّا ورد النّهي عنه في السّور المدنيّة بصيغة «اجتنبوا»: الْأَوْثَان، وعبادة الطّاغوت، ونواصل في هذه الحلقة الحديث عن النهي عن الكَثِير مِنَ الظَّنّ، والْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ.
اقرأ المزيد
بقلم
م.رفيق الشاهد
لا أستكثر عليكم أفراحكم التي لا تعنيني
يبدو أنّ كلّ شيء على هذه الأرض يسير على أحسن ما يرام. وما كان ليكون الاّ ما قد كان. ها هو العالم يقيم الاحتفالات بلقب دوري أبطال أوروبا وبطولة الأندية الاسيويّة ومختلف البطولات في العديد من الرّياضات. كم نحن في حاجة الى الفرحة في أرض النّكبات. كم نحن في حاجة الى فرحة تنسينا شبح الموت الذي يحصد الأرواح بروعة تغذّي جيوب المستثمرين هناك، وما الحرب عندهم الاّ صورة تعوّدت عليها البشريّة كواقع محتوم لابدّ منه، والعيب فيمن عابه وشهّر به. ولكن هنا، من حيث نقف، كيف لنا أن نفرح فوق الرّكام تحته يئن أطفال وشيوخ؟ هل من وسيط يجعل الموت يؤدّي مهمّته بأقلّ قسوة لأنّ القلوب لم تعد تتحمّل.؟ هل من فرحة تنسينا أفراحنا المسلوبة؟
اقرأ المزيد
بقلم
أ.د. ناصر أحمد سنه
الأمراض: علماً، وشعراً (1-4)
للأمراض علميّتها، كما لها شاعريّتها. يشخّصها الأطبّاء بموضوعيّة، ويصفها الشّعراء بإبداعيّة. هؤلاء يراقبون ـ بمهنيّةـ أعراضها ومضاعفاتها الجسمانيّة والنّفسيّة، وأولئك يعبّرون ـ بوجدانهم ـ عن عراكها وصراعها الجسدي والنّفساني. يفخر الأطبّاء والجرّاحون بوصفهم العلاج النّاجع، وتدخّلهم الجراحي النّافع. بينما يدبج الشّعراء قصائدهم محبّين للحياة، وجلين من الغياب والموت. تتنوّع الأمراض ما بين قديم، وحديث ومستحدث، وزائرة (أوبئة)، ومُقيمة (متوطّنة)، فهل لشعريّتها عراقة ومناسبة في ديوان العرب، قديمه وحديثه؟. وهل استفاد الأطبّاء في ساحة الطّبّ من «شاعريّة» المرض عند الشّعراء؟ وهل وصف الشّعراء أمراضهم وصفاً علميأ، وصوّروها بدقّة تشخيصيّة، وصبّوا ذلك في قوالب فنّية، تنبّئ عن ثقافتهم، وتجربتهم الفنّية؟..
اقرأ المزيد
بقلم
محمد بن الظاهر
في حوار مع المفكر المغربي حسن أوزال (1-2)
تُؤَرِّقُنَا في كلّ مرّة هواجس العيش وفنونه، سؤال السّعادة التي ينشدها الإنسان هربا من وطأة الوجع المشاكس، فنطبق حواس الجسد لنفتح عين الرّوح في دواخلنا، إذّاك تتلقّفنا فلسفات العيش السّعيد كأفيون جديد مخلص وكتمارين روحيّة؛ ليست المسألة قدحيّة بطبيعة الحال بل لا تزيدها في نظرنا إلاّ رقيّا، أن تنشغل الفلسفة بانفعال الموجود مع الوجود، أي أن تتّصل بحياة الفيلسوف عملياً. لحسن أوزال العديد من الاصدارات المهمّة تأليفا وترجمة، وأبحاث ومقالات، وقد شارك في العديد من النّدوات داخل المغرب وخارجه؛ في هذا الحوار مع المفكر المغربي حسن أوزال، الذي يأتيكم في جزءين، وبمناسبة نشره لمنجزه الفكري الأحدث، أتساءل وإيّاكم معه عن ضروب ما قُمْتُ ببسطه آنفا، عن فنّ العيش الحكيم لا أن نحيا فقط لأنّ صدورنا ما زالت تستنشق عَبِيرَ أو زَنَخَ الحياة ..
اقرأ المزيد
بقلم
شكري سلطاني
ذو حظّ عظيم
تتمايز الذّاوت البشريّة معنويّا وروحيّا بمقدار تجلّي الأنوار الإلهيّة في مراياها، إذ هي معطى إلهي من الوهّاب. إنّ الواقع المادّي الدّنيوي بظروفه وشروطه الموضوعيّة قد يُحفّز أشخاصا دون غيرهم ويدفعهم إلى إبراز مواهبهم وإستخدام أمكانيّاتهم المعنويّة الرّوحيّة أو تُثبّطُ آخرين وتُعيقهم وتُقعدهم عن العمل الجادّ المُجدي، فيُحرمون موضوعيّا من الإرتقاء والتّرقّي ذاتيّا والتّحقّق موضوعيّا. ولكن ذو الحظّ العظيم تتوفّر له شروط موضوعيّة تخدم كسبه المعنوي الغيبي، فيجتاز كلّ المعوقات والعراقيل لتحقّقه بقيمة الصّبر والمغالبة، فهو شبيه بأولو العزم من الرّسل مقارنة بغيرهم من إخوانهم المرسلين.
اقرأ المزيد
بقلم
التحرير الإصلاح
د.حامد ربيع: نحو علم سياسي عربي من رحم الحضارة الإسلاميّة
الدّكتور حامد ربيع 1923 – 1989 ، مؤلّف ومفكّر عربي، وأحد أبرز دعاة التّحرّر المعرفي والسّياسي، عبر سعيه إلى بناء علم سياسي عربي إسلامي يأخذ مرجعيّته من الذّات الحضاريّة للأمّة لا من نماذج مستوردة تُلقى عليها الآراء والتّفاصيل. ولد ربيع في القاهرة بمصر، وتربّى في بيئة ثقافيّة-توعويّة ساعدت على تشكيل وعيه بالقضايا السّياسيّة والفكريّة التي كانت تشغل الأمّة العربيّة الإسلاميّة. بعد أن أنهى تعليمه الثّانوي بالقاهرة، التحق بكليّة الحقوق في جامعة القاهرة وتخرّج منها سنة 1364هـ/1945م، ثمّ انتقل إلى فرنسا ليتابع دراسته العليا في جامعة السّربون ويحصل على الدّكتوراه في العلوم القانونية، ثمّ الدّكتوراه في الفلسفة السّياسيّة، ثم عاد إلى مصر ليشغل منصب أستاذ العلوم السّياسية بجامعة القاهرة ثمّ ليترأس قسمها.
اقرأ المزيد
بقلم
الشاذلي دمق
مَخاضٌ مِنْ قيْد الرَّدَى
قُلْناها «وَلاَتَ حَين مَناص» واسْتكمَلْنا جميع الجروحْ فمتى إذًا ليْلُكِ يَجْلُو ... وَصَبَاحُكِ مُسْفِرًا غَزّة يَلُوحْ؟
اقرأ المزيد
بقلم
أ.د.فوزي أحمد عبد السلام
كلما زاد الغموض، كلما زادت المتعة
من أين يستمدّ الجسم كتلته؟ وهل توجد كتلة سالبة؟ وما هو بوزون وحقل هيجز وقصة التّناظر وكسره؟ اسئلة مشوّقة سنبحث لها عن جواب.
اقرأ المزيد