تميز أحمد فرديد (1) بموهبةٍ وذكاء نادر، وتكوينٍ وخبرةٍ ممتازة في اللّسانيات والفيلولوجيا، وبراعةٍ في ابتكارِ ونحتِ المصطلحات، والتقاطِ ألفاظ من مجالٍ تداولي وزجّها في مجال مغاير. هذا ما منح خطابَه وأحاديثَه حساسيةً لغويّة فائقة، وجاذبيّةً فريدة وقع في شراكها كثيرٌ ممن أصغوا إليها. تحرّرتْ مصطلحاتُه من الألفاظ والكلمات المستنزَفة بالاستعمال المكرّر المبتذل حدّ الإنهاك. غواية لغته بهرت أبرزَ مثقفي عصره، وأغوتهم بالإنصاتِ لصوته المميز والتلقّي منه، والإدمانِ على حضور ندوته الأسبوعية «الحلقة الفرديديّة».
|