بهدوء
بقلم |
![]() |
د.ناجي حجلاوي |
حادثة الإفك من القصّة التّراثيّة إلى التّأويل الاستشراقي(1) «حادثة الإفك في التّراث1/2» |
لقد وردت قصّة هذه الحادثة في كُتب عديدة أوّلها سيرة ابن إسحاق. وقد أخذها عنه ابن هشام ومالك بن أنس ومحمّد بن إسماعيل البخاري. وابن هشام وحده يذكر أنّ الخبر أخذه عن ابن إسحاق. وإذ نُورد القصّة كما وردت في صحيح البخاري، على طولها، فذلك لشهرتها. وهي كالتّالي:
عن سعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن حديث عائشة رضي الله عنها زوج النّبي ﷺَ حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرّأها اللّه ممّا قالوا، وكلّ حدثني طائفة من الحديث، وبعض حديثهم يصدق بعضا، وإنْ كان بعضهم أوعى له من بعض، الّذي حدّثني عروة، عن عائشة رضي الله عنها: أنّ عائشة رضي الله عنها زوج النّبيﷺَ قالت: «كان رسول اللّه ﷺَ إذا أراد أن يخرج، أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول اللّه ﷺَ معه، قالت عائشة: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي، فخرجت مع رسول اللّه ﷺَ بعدما نزل الحجاب، فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه، فسرنا حتّى إذا فرغ رسول اللّه ﷺَ من غزوته تلك وقفل، ودنونا من المدينة قافلين، آذن ليلة بالرّحيل، فقمت حين آذنوا بالرّحيل، فمشيت حتّى جاوزت الجيش، فلمّا قضيت شأني أقبلت إلى رحلي، فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع، فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه. وأقبل الرّهط الّذين كانوا يرحلون لي فاحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري الّذي كنت ركبت وهم يحسبون أنّي فيه. وكان النّساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللّحم، إنّما تأكل العلقة من الطّعام، فلم يستنكر القوم خفّة الهودج حين رفعوه، وكنت جارية حديثة السّن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعدما استمرّ الجيش، فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب. فأمّمت منزلي الّذي كنت به، وظننت أنّهم سيفقدونني فيرجعون إليّ، فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيْني فنمت. وكان صفوان بن المعطل السّلمي ثمّ الذكواني من وراء الجيش، فأدلج فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب. فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، واللّه ما كلّمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، حتّى أناخ راحلته فوطئ على يديْها فركبتها. فانطلق يقود بي الرّاحلة، حتّى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظّهيرة، فهلك من هلك. وكان الّذي تولّى الإفك عبد اللّه بن أُبيْ بن سلول. فقدمنا المدينة، فاشتكيت حين قدمت شهرا. والنّاس يفيضون في قول أصحاب الإفك، لا أشعر بشيء من ذلك. وهو يريبني في وجعي أنّي لا أعرف من رسول اللّه ﷺَ اللّطف الّذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنّما يدخل عليّ رسول اللّه ﷺَ فيسلّم ثمّ يقول: كيف تيكم، ثمّ ينصرف. فذاك الّذي يريبني ولا أشعر حتّى خرجت بعدما نقهت، فخرجت معي أمّ مسطح قبل المناصع، وهو متبرّزنا. وكنّا لا نخرج إلّا ليلا إلى ليل، وذلك قبل أن نتّخذ الكُنف قريبا من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في التّبرز قبل الغائط، فكنّا نتأذّى بالكُنف أن نتّخذها عند بيوتنا. فانطلقت أنا وأمّ مسطح، وهي ابنة أبي رهم بن عبد مناف، وأمّها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصّدّيق، وابنها مسطح بن أثاثة. فأقبلت أنا وأمّ مسطح قبل بيتي قد فرغنا من شأننا، فعثرت أمّ مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبّين رجلا شهد بدرا، قالت: أي هنتاه، أولم تسمعي ما قال؟ قالت: قلت: وما قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا على مرضي. فلمّا رجعت إلى بيتي ودخل عليّ رسول اللّه ﷺَ تعني سلّم ثمّ قال: كيف تيكم، فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ قالت: وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما، قالت: فأذن لي رسول اللّه ﷺَ فجئت أبوي، فقلت لأمي: يا أمتاه ما يتحدّث النّاس؟ قالت: يا بنيّة هوّني عليك، فواللّه لقلّما كانت امرأة قط ّوضيئة، عند رجل يحبّها، ولها ضرائر إلاّ كثّرن عليها، قالت: فقلت: سبحان اللّه، أو لقد تحدّث النّاس بهذا؟ قالت: فبكيت تلك اللّيلة حتّى أصبحتُ لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم حتّى أصبحتُ أبكي، فدعا رسول اللّه ﷺَ علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي، يستأمرهما في فراق أهله، قالت: فأمّا أسامة بن زيد فأشار على رسول اللّه ﷺَ بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم لهم في نفسه من الودّ، فقال: يا رسول اللّه، أهلك ولا نعلم إلاّ خيرا. وأمّا علي بن أبي طالب فقال: يا رسول اللّه، لم يضيّق اللّه عليك، والنّساء سواها كثير، وإنْ تسأل الجارية تصدقك، قالت: فدعا رسول اللّه ﷺَ بريرة، فقال: أي بريرة، هل رأيت من شيء يريبك، قالت بريرة: لا والّذي بعثك بالحقّ، إن رأيت عليها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنّها جارية حديثة السّنّ، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الدّاجن فتأكله. فقام رسول اللّه ﷺَ فاستعذر يومئذ من عبد اللّه بن أبيْ بن سلول، قالت: فقال رسول اللّه ﷺَ وهو على المنبر: يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي، فواللّه ما علمت على أهلي إلاّ خيرا، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلاّ خيرا، وما كان يدخل على أهلي إلاّ معي، فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال: يا رسول اللّه، أنا أعذرك منه، إنْ كان من الأوس ضربت عنقه، وإنْ كان من إخواننا من الخزرج، أمرتنا ففعلنا أمرك. قالت: فقام سعد بن عبادة، وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلا صالحا، ولكن احتملته الحميّة، فقال لسعد: كذبت لعمر اللّه، لا تقتله ولا تقدر على قتله. فقام أُسيد بن حضير، وهو ابن عم سعد، فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر اللّه لنقتلنّه، فإنّك منافق تجادل عن المنافقين. فتثاور الحَيّان الأوس والخزرج حتّى همّوا أن يقتتلوا. ورسول اللّه ﷺَ قائم على المنبر، فلم يزل رسول اللّه ﷺَ يخفضهم حتّى سكتوا وسكت.قالت: فمكثت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، قالت: فأصبح أبواي عندي، وقد بكيت ليلتيْن ويوما، لا أكتحل بنوم، ولا يرقأ لي دمع، يظنّان أنّ البكاء فالق كبدي، قالت: فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي، فاستأذنت عليّ امرأة من الأنصار فأذنت لها، فجلست تبكي معي، قالت: فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول اللّه ﷺَ فسلّم ثمّ جلس، قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني، قالت: فتشهّد رسول اللّه ﷺَ حين جلس، ثمّ قال: أمّا بعد، يا عائشة فإنّه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك اللّه، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري اللّه وتوبي إليه، فإنّ العبد إذا اعترف بذنبه ثمّ تاب إلى اللّه تاب اللّه عليه، قالت: فلمّا قضى رسول اللّه ﷺَ مقالته قلص دمعي، حتّى ما أحسّ منه قطرة. فقلت لأبي: أجب رسول اللّه ﷺَ فيما قال، قال: واللّه ما أدري ما أقول لرسول اللّه ﷺَ ، فقلت لأمّي: أجيبي رسول اللّه ﷺَ قالت: ما أدري ما أقول لرسول اللّه ﷺَ قالت: فقلت وأنا جارية حديثة السّنّ لا أقرأ كثيرا من القرآن: إنّي واللّه لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتّى استقر في أنفسكم وصدّقتم به، فلئن قلت لكم: إنّي بريئة، واللّه يعلم أنّي بريئة لا تصدّقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر، واللّه يعلم أنّي منه بريئة لتصدّقني، واللّه ما أجد لكم مثلا إلاّ قول أبي يوسف قال: « فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ». قالت: ثمّ تحوّلت فاضطجعت على فراشي، قالت: وأنا حينئذ أعلم أنّي بريئة، وأنّ اللّه مبرّئي ببراءتي، ولكن واللّه ما كنت أظنّ أنّ اللّه منزل في شأني وحيا يتلى، ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلّم اللّه فيّ بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول اللّه ﷺَ في النّوم رؤيا يبرّئني اللّه بها. قالت: فواللّه ما رام رسول اللّه ﷺَ ولا خرج أحد من أهل البيت، حتّى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتّى إنّه ليتحدّر منه مثل الجمان من العرق، وهو في يوم شات، من ثقل القول الّذي ينزل عليه. قالت: فلمّا سري عن رسول اللّه ﷺَ سري عنه وهو يضحك، فكانت أوّل كلمة تكلّم بها: يا عائشة، أمّا اللّه عزّ وجلّ فقد برّأك، فقالت أمّي: قومي إليه، قالت: فقلت: واللّه لا أقوم إليه ولا أحمد إلاّ اللّه عزّ وجلّ. وأنزل اللّه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ..﴾، العشر الآيات كلّها، فلمّا أنزل اللّه هذا في براءتي، قال أبو بكر الصّدّيق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره: واللّه لا أنفق على مسطح شيئا أبدا، بعد الّذي قال لعائشة ما قال، فأنزل اللّه: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ولْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾(النور: 22). قال أبو بكر: بلى واللّه إنّي أحبّ أن يغفر اللّه لي، فرجّع إلى مسطح النّفقة الّتي كان ينفق عليه. وقال: واللّه لا أنزعها منه أبدا. قالت عائشة: وكان رسول اللّه ﷺَ يسأل زينب ابنة جحش عن أمري، فقال: يا زينب ماذا علمت، أو رأيت، فقالت: يا رسول اللّه، أحمي سمعي وبصري، ما علمت إلاّ خيرا، قالت: وهي الّتي كانت تساميني من أزواج رسول اللّه ﷺَ فعصمها اللّه بالورع، وطفقت أختها حمنة تحارب لها، فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك(1).
فوائد الحادثة في منظور التّراث
بالرّغم من أنّ الّذين درسوا حادثة الإفك واهتموا بها لم يقفوا على إشكاليّة السّند، وهو ما سنشير إليه في موضع لاحق. فإنّ الجدير بالملاحظة، هو أنّ هذه الدّراسات تتعامل مع رواية البخاري على أنّها رواية مطابقة للواقع وأنّها نهائيّة، ولذلك انبروا يستخلصون العبر والفوائد. ولعلّ من أهمّها أنّ عائشة كانت ابنة أقرب النّاس للنّبي، وأكثرهم صُحبة له، وكانت ممثّلة لشرف النّبي الّذي عُرف بشدّة غيرته على أزواجه وفق الحديث الّذي قال: «أتعجبون من غيرة سعد، واللّه لأنا أغير منه، واللّه أغير منّي»(2). ولمّا عُرف منه ذلك، فإنّ ما أقدم عليه بعض المنافقين يُمثّل إضعافا لمواقفه المُضادّة للكافرين والمشركين، وتشفّيا منه. ولذلك طعنوا في عرضه. وهو ما أثّر فيه تأثيرا عظيما حتّى أضحى لا يأبه بزوجته عائشة بسبب الأقوال الّتي راجت، حتّى أخذ يستشير أصحابه في شأنها كأسامة بن زيد وعليّ بن أبي طالب وجاريتها وضرّتها زينب بنت جحش.
وبعد فترة من الزّمن أقبل على عائشة مُعربا عن شكّه البادي في قوله: «يا عائشة إنّه قد بلغني عنْك كذا وكذا». وهذا دليل قاطع على أنّ النّبي ارتاب في الأمر ولاسيّما أنّ الوحي قد تأخّر عن النّزول شهرا كاملا ما جعله يستشير بعض أصحابه من قبيل عليّ بن أبي طالب وأسامة بن زيد في الأمر. ولم تتّضح البراءة حتّى نزلت الآية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾(النور: 11). وعندئذ أقرّ النّبي بالبراءة ولم تحمد عائشة إلاّ ربّها.
إنّ المستفاد من هذه الحادثة، في المنظور التّراثي، هو أنّ النّبي بشر لابدّ له من أن يتأثّر تحت وطأة الإشاعات المُلحّة، وأنّ القرآن لابدّ له أن يكون من اللّه تعالى إذ لو كان من عند النّبي لسارع إلى تأليف آيات عديدة تُبرئ زوجه تكميما للأفواه وإخراسا لألسنة المنافقين. ومن ذلك أيضا أنّ الخوض في أعراض النّاس مسألة على درجة عالية من الحساسيّة يجب مجانبتها.
ويحرص المصدّقون بالرّوايات المتعلّقة بحادثة الإفك على استخلاص الكثير من العبر والدّروس الأخلاقيّة والاجتماعيّة كالتّحذير من انتشار الإشاعات ولاسيّما ما يتعلّق بالأعراض، فأمّ المؤمنين عائشة سلقتْها ألسنة النّاس. وقد شدّد القرآن على الإتيان بشهود لإثبات التُّهمة، وإلاّ فإنّها تعود على أصحابها. ومن العبر أيضا الحرص على مجانبة مواطن الشّبهة وأنّ النّبي قد تعامل مع هذه التّهمة بطريقة حكيمة. ورغم الشّكّ الّذي اعتراه فإنّه لم ينهر ولم يغضب ولم يضرب ولم يطرد. والمستفاد أيضا، أنّ النّبي لا يعلم من الغيب شيئا ولذلك انتظر نزول الوحي للحسم في القضية(3).
ومن الفوائد أيضا ضرورة التّحلّي بالصّبر والتّسامح والدّعوة إلى الاستغفار والتّوبة في حالة اقتراف الذّنب. إذ الجنوح إلى العنف يعقّد المسألة ويُعمّقها. ومن مظاهر التّسامح إعادة أبي بكر المعونة الّتي كانت تخصّص لمسطح الّذي تكلّم في عِرض عائشة. ومن الدّروس المستفادة أنّ الابتلاء عنصر جارٍ في السّنن الكونيّة. وقد ابتليَ النّبي يوسف والصدّيقة مريم من قبلُ. وقد أخرج الابتلاء السّيدة عائشة أكثر طهارة ممّا كانت عليه من قبل. فقد نزل في شأنها الوحي. وقد صرّحت بقولها: «ما كنت أظن أنّ القرآن سينزل في شأني». ومن فوائد هذه الحادثة أيضا، أنّها أفضت إلى إماتة النّعرة القبليّة الّتي عادت إلى الظّهور بين الأوس والخزرج بما سلكه النّبي من طرائق سلميّة لمعالجتها وتوجيهات مقنعة كقوله: «دعوها إنّها مُنتنة»(4). فقد تمّ إجلاء اليهود على المدينة بعد نقضهم العهود الّتي كانت مع المسلمين. وقد ضاقت مساحة المكائد أمام المنافقين حتّى جاءت غزوة بني المصطلق حيث كان ماء المريسيع سببا في التّشاجر. ورغم بساطة الحادثة الّتي جرت حول البئر والسّقاية، فإنّ المنافقين وجدوا فيه الفرصة لإثارة الفتنة وتحطيم الرّوابط بين الأفراد والقبائل الّتي عمل الدّين على تمتنيها.
ومن الفوائد أيضا ضرورة كفّ الألسنة عن أعراض النّاس وصمّ الآذان أمام الإشاعات الهدّامة ومعرفة كيفيّة التّعامل مع الأخطار الخارجيّة المهدّدة للعلاقات الاجتماعيّة إنْ في مستوى الأسرة وإنْ في مستوى الاجتماع.
وقد بدت حكمة النّبي في التّعامل مع الحوادث القاسية وطريقة التّصرف مع المنافقين وإنْ ظهروا بمظهر الأصحاب. وقد بدا في كلّ ذلك قدوة ونموذجا يُحتذى بتصرفاته(5). وبصفة عامّة يلحّ القائلون بالرّواية التّراثية على استخلاص العبر والدّروس الكثيرة الّتي يستنبطونها منها، فالمجتمع مهما كان تماسكه يتعرّض من حين إلى آخر إلى هزّات تربك كينونته وصيرورته بل أكثر من ذلك يعتبرون أنّ هذه الحادثة رمز الفضل والبركة لأنّها أبانت عن فضل عائشة ومنزلتها الحقيقيّة «ولو لم يكن لعائشة من الفضائل إلاّ قصّة الإفك ففيها فضل وعلوّ ومجد، ففيها نزل من القرآن ما يُتلى إلى يوم القيامة»(6). بالإضافة إلى علمها وطول ملازمتها للنّبي، يقول الذّهبي: «ولا أعلم في أمّة محمّد ﷺَ بل ولا في النّساء مطلقا امرأة أعلم منها»(7).
وقد ذهبت الرّوايات إلى تقسيم الصّحابة انطلاقا من مواقفهم من هذه الحادثة إلى أربعة أقسام: الأوّل فندّ الخبر وهم أفضل الصّحابة ومنهم عمر بن الخطاب وعليّ بن أبي طالب وأمّ مسطح وبريرة وأمّ أيوب وأسامة بن زيد وأيوب الأنصاري. والقسم الثّاني، فضّل الصّمت ولم يصدّق الخبر ولم يكذّبه. والقسم الثّالث، خاض في الحادثة بالألسنة دون القلوب(8). ويُذكر في هذا المستوى مسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش وحسان بن ثابت وهم وإن أخطؤوا، فإنّهم قد تابوا وتراجعوا. وأمّا القسم الرّابع، فهو يتشكّل من المنافقين المُرجفين في المدينة وعلى رأسهم عبد الله بن أُبيْ وهو الّذي تولى كبره منهم وله عذاب عظيم حسب القيل القرآني فهو قد رمى المُحصنة الغافلة وتجنّى عليها وكذب(9). ثمّ إنّ حُجّة القابلين بالرّواية يُبرّئون ساحة عائشة بقدومها مع معطل بن صفوان في وضح النّهار فأنّى يمكن التّصديق بالشّبهة. فلو كان الأمر كذلك لكان خفية، يقول ابن كثير: «ولو كان هذا الأمر فيه ريبة لم يكن هكذا جهرة ولا كانا يقدمان على مثل ذلك على رؤوس الأشهاد، بل كان يكون هذا لو قدر خفية مستورا» (10).
وأنّ الأمر يزداد بُعدا عن التّصديق إذا تعلّق بالنّبي المبعوث بالطّهارة المادّية والمعنويّة وهو أشد النّاس حرصا على سلامة الأعراض والذّمم. ثمّ إنّ أمّ المؤمنين أولى بالسّلامة من كلّ امرأة. وكانت هذه الحادثة مناسبة لتحذّر المسلمين من إثارة الإشاعة أو قبولها بسهولة. وأنّ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر واجبان بدءا من توخي الحكمة والموعظة الحسنة. إنّ اللّه، في هذه المناسبة، إذ توعّد المنافقين والمُرجفين، فإنّه نبّه المؤمنين إلى أنّ كثيرا من الأشياء تبدو لهم شرّا ولكنّها في الحقيقة خير وبركة لما فيها من تمحيص القلوب وكشف لضروب الدّسائس والخديعة(11). فالحادثة إنْ بدت قاسية وبلاء وشرا في الظّاهر، ولكنّها على العكس من ذلك تضمّنت أوجه الخير للصّحابة والرّسول والمجتمع بأسره. وهي قد جاءت بمنهج إسلامي فريد في تجاوز المحن بالعودة إلى المصادر الإسلامية(12). وقد عاد المجتمع الإسلامي بعد الحادثة أكثر تحاببا وتماسكا لما تلقّاه المسلمون من دروس واستفادوه من قيم كالّصبر والطّاعة ومحبة الله والتّثبّت من الأخبار والمسارعة إلى التّوبة إذا تمّ الوقوع في أعراض الآخرين(13).
وقد دارت أغلب الدّراسات في فلك الرّواية المتعلّقة بعائشة ومنها تمّ التّفنّن في استخراج العبر والدّروس والقيم في تقاطع مع الآيات الواردة في سورة النّور. ومن هذه القيم ما يتعلّق بدور الإعلام في تربية النّفوس وبناء العقول. فهو يضطلع بأدوار خطيرة في تدعيم الشّخصيّة السّوية إذا كان إعلاما هادفا. وهو يُساهم في إيجاد الشّخصيّة المشوّهة إذا كان إعلاما هدّاما، ديْدنه إذاعة الإشاعات والأراجيف. فالإعلام، حينئذ، سلاح ذو حدّيْن يتمتّع بطاقة فعّالة في بناء المجتمعات ولاسيّما إذا انسجم مع أدوار الأسرة والمدرسة(14). واللّه تعالى توعّد الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في المجتمع. وفي هذا الإطار، تتنزّل قولة ابن تيمية: «كلّ عمل يتضمّن محبّة أن تشيع الفاحشة في الّذين آمنوا داخل في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾(النور: 19). فإنّ اللّه قد توعّد بالعذاب الأليم في الدّنيا والآخرة على مجرّد أن تشيع الفاحشة. وهذه المحبّة قد لا يقترن بها قوْل أو فعل فكيف إذا اقترن بها قوْل أو فعل، بل على الإنسان أن يبغض ما أبغضه اللّه من فعل الفاحشة والقذف بها أو إشاعتها في الّذين آمنوا، ومن رضي عمل قوم حُشر معهم كما حُشرت امرأة لوط مع القوم الظّالمين ولم تكن تفعل فاحشة اللّواط لأنّها رضيت بالفاحشة فكانت معهم(15).
ولعلّ أهم ميزّة للإعلام أن يكون موضوعيّا محايدا تأسّيا بطريقة القرآن في عرض الأحداث إذ لا تحامل على أحد ولا محاباة(16). فالمعلومات يجب أن تكون مطابقة للوقائع ومدعّمة بالبراهين والشّهود تجنّبا لكلّ الأزمات النّفسيّة والاجتماعيّة.
ولقد دعا القرآن إلى التّحري في إصدار الأحكام كيْ ينأي المجتمع بنفسه عن كلّ ما يزعزع أركانه وقد تروّى الرّسول تجاه زوجه وتجاه المرجفين، وهو أسلوب حكيم. وقد طلب سعد بن معاذ من الرّسول أن يكفيه أمر المنافقين. ولكنّ النّبي أبى. وانتظر الوحي فكانت الحقيقة ساطعة. وهو في ذلك يربي أصحابه على التّفكير السّديد والسّلوك الرّشيد(17). ولعلّ تأخّر الوحي عن النّزول مدّة طويلة يندرج في هذا الإطار التّربوي حيث تُفسح الفرصة أمام العقول كيْ تُعالج القضايا بطريقة منطقيّة وعادلة أين تتجلّى طرائق البحث والتّحري والمقارنات بين الأدلّة والبراهين. وبهذه الطّرائق التّربويّة يكتسب المجتمع حصانة ذاتيّة يعمد من خلالها إلى إرساء قواعد الميزان والعدل والقسطاس المستقيم.
لقد كان النّبي في موقع السّلطة والقوّة وكان باستطاعته أن يأمر بكلّ من تحدّث في عرضه وشرفه. ولكن الإنسان الكامل يجنح إلى تحمّل المسؤوليّة بحجم خلافة اللّه في الأرض(18).
وقد ذهب أبو الأعلى المودودي في تفسيره لسورة النّور، إلى أنّ المشركين والكفّار واليهود شنّوا حربا معنويّة وأخلاقيّة على البيت النّبوي تحطيما للرّصيد المعنوي للنّبي الّذي رأوا فيه قائدا مهدّدا لمصالحهم حتّى إذا انكسر القائد ضعف صفّ أصحابه وأتباعه(19). وإزاء هذا السّلوك نزلت السّورة مفعمة بالأحكام القيميّة والأخلاقيّة حيث ضبطت عقوبات الزّاني والرّامي لغيره بالفحشاء إفكا وبُهتانا. وإذا فهم أبو الأعلى المودودي من الآية 26 من سورة النّور(20)، فإنّ المرأة الطيّبة لا تتزوج إلاّ رجلا طيّبا وكذلك لا يتزوج الطيّب إلاّ طيّبة وينعكس، فإنّ ذلك مجانب للصّواب إنْ بصريح الوقائع ومجريات الأحداث، وإنْ بصريح السّياق ووضوح الإشارة القرآنيّة في الآية ذاتها لأنّ المقصود بالخبيثات والطيّبات هو الكلمات المتفوه بها لذلك عقّبت الآية بالقول: ﴿.. أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ..﴾(النور: 26) .
ويُسهب المؤلّف في ذكر الأحكام الواردة في السّورة في خصوص النّكاح والبغاء والاستئذان واللّباس وهو يستقرئ في ذلك الآيات الواضحات ثني السّورة مستنتجا أنّ الدّليل على سماويّة القرآن خلوه من الانفعالات والشّعور بالمرارة والتّأثر المصاحب لكلّ من يُطعن في شرفه وعرضه(21). وهو دليل لا يخلو من رجاحة في التّفكير، لأنّ الخطاب القرآني من أوّله إلى آخره مستقرّ على درجة عالية من الحياديّة والخلوّ من الانفعال النّفسي. ثمّ إنّ المؤلّف يشير إلى أنّ النّساء المسلمات مطالَبات بوضع الخُمُر على رؤوسهن(22). وهو أمر مخالف للقيل القرآني الّذي أمر بوضع الخُمُر على الجيوب. والجيب هو فتحة في اللّباس في مستوى الصّدر، فضلا عن استعمال المودودي لكلمة الحدّ القرآنيّة على أنّها تعني العقوبة وهو معنى محشور على الدّلالة القرآنية. والحدّ هو دليل الطّاعة والامتثال لأوامر اللّه، لقوله تعالى: ﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾(البقرة: 229). وقد ذهب أبو الأعلى إلى أنّ الرّجم هو حكم الزّاني المحصن(23). والحال أنّ الرّجم لا ذكر له في المصحف وهو يستند في ذلك إلى القول بأنّ آية من سورة النّور قد نُسخت رسما ولا ندري لماذا بقيت حكما؟
ومن الدّروس البالغة الأثر أيضا هو أنّ السّيدة عائشة تُمثّل نموذج المرأة الّتي وهبت حياتها للدّعوة الإسلاميّة والتّعريف بتعاليم الدّين الإسلامي وليس ذلك بغريب، فقد عاشرت النّبي الّذي يتلقّى الوحي من ربّه(24). وأنّ زواج النّبي من عائشة زواج ناتج عن رؤية رآها النّبي في المنام. فقد ثبت في صحيح البخاري أنّه رآها في المنام قبل الزّواج منها وهي الّتي روت أنّ النّبي قد قال: «أُريتك في المنام ثلاث ليال، جاءني بك الملك في سرقة من حرير. فيقول: هذه امرأتك. فأكشف عن وجهك وإذا أنت هي فأقول: إنْ يك هذا من عند اللّه يمضه»(25).
وعلى هذه الشّاكلة تكون القصّة قد حُبكت أجزاؤها على أحسن صورة إذ تماسكت عناصر القصّ فيها منذ الاقتراع من أجل الخروج إلى الغزوة إلى حدّ انتهاز ابن أبُي الفرصة للإساءة إلى النّبي وعرضه.
الهوامش
(1) محمد بن إسماعيل البخاري، الجامع الصحيح، تحقيق طه عبد الرؤوف سعد، مكتبة الإيمان، المنصورة، مصر، طبعة جديدة، سنة 1423ه، 2003م، وبالتّحديد كتاب الشّهادات، باب تعديل النّساء بعضهن بعضا، حديث رقم 2661، ص ص551-554. وكتاب: تفسير القرآن، باب: «لو لا إذ سمعتموه»، حديث رقم 4750، ص ص 999،996.
(2) البخاري، الجامع الصحيح، م ن، باب الغيرة، حديث رقم 5219، ص 1109.
(3) القيل القرآني صريح في التّعبير عن هذا المعنى. قال تعالى: « قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ». سورة الأعراف7، الآية 188. وهو ما يتناقض رأسا مع ما أورده البخاري من أنّ النّبي قال: عائشة زوجتي يوم القيامة. انظر البخاري، الصحيح، م ن، كتاب النكاح، باب حسن المعاشرة مع الأهل، حديث رقم 5189، ص 1102. وكذلك ما رواه أنّ النّبي أخبر أنّ اليهودية تُعذّب في قبرها وأهلها يبكون عنها. حديث رقم 1289.
(4) أحمد الشقيري الديني، من أهم الدّروس والعبر المستفادة من حادثة الإفك، مقال منشور بالجريدة الالكترونية هسبريس بتاريخ 24 فيفري 2013. انظر الموقع التالي: https://www.hespress.com/all
(5) أمير بن محمّد المدري، حادثة الإفك: دروس وعبر، دار الكتب اليمنية، صنعاء، ط1، سنة 1438ه، 2017م، ص9.
(6) عز الدين بن الأثير (ت630ه)، أسد الغابة، ج7، تحقيق علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، سنة 1994، ص186.
(7) شمس الدّين الذّهبي، سير أعلام النبلاء، ج2، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط11، سنة 1996، ص140.
(8) لا يظفر الدّارس بالدليل على هذا الزعم، إذ كيف يتمّ التّوصّل إلى معرفة ما في القلوب الّتي لا يعلمها إلاّ الله.
(9) أمير بن محمّد المدري، حادثة الإفك: دروس وعبر، م ن، ص48.
(10) إسماعيل بن كثير الدمشقي، تفسير القرآن العظيم، ج3، المكتب الجامعي الحديث، الأزاريطة، الإسكندرية، مصر، د ت، ص 314.
(11) أمير بن محمّد المدري، حادثة الإفك: دروس وعبر، م ن، ص130.
(12) انظر سلافة بكر عبد الله قاضي، القيم التّربوية المستنبطة من حادثة الإفك، بحث ماجستير، إشراف نايف حامد همام الشريف، كلية التربية، جامعة أم القرى، مكة، سنة 1998، ص ج.
(13) يمكن العودة في هذا المجال إلى زيدان عبد الباقي، علم النّفس الاجتماعي في المجالات الاجتماعية، مكتبة غريب، مصر، سنة 1979.
(14)سلافة بكر عبد الله قاضي، القيم التّربوية المستنبطة من حادثة الإفك، م ن، ص127.
(15)انظر عبد الحليم بن تيمية، تفسير سورة النّور، تحقيق صلاح عزّام، دار لقمان للنشر والتّوزيع، تونس، ط1، سنة 1978، ص 45.
(16)انظر علي محمود رشوان، حديث الإفك من المنظور الإعلامي، أنترناشونال براس، مصر، ط1، سنة 1994، ص87 وما بعدها.
(17)محمّد سعيد الطنطاوي، هل في الخير شرّ، حيدر أباد، بيشاور، باكستان، سنة 1993، ص45.
(18) أحمد أحمد جاد، منهج القرآن في التّثبّت من الأخبار، تقديم مصطفى مشهور، دار الدعوة، الإسكندرية، مصر، ط1، سنة 1993، ص34 وما بعدها.
(19) أبو الأعلى المودودي، تفسير سورة النّور، تعريب محمّد عاصم الحداد، دار الفكر، دمشق، 1379ه، سنة 1960م، ص27.
(20) «الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ.
(21) أبو الأعلى المودودي، تفسير سورة النّور، م ن، ص35.
(22) أبو الأعلى المودودي، تفسير سورة النّور، م ن، ص49.
(23) أبو الأعلى المودودي، تفسير سورة النّور، م ن، ص62.
(24)حصة عبد الكريم الزيد، دراسة مقارنة عن الكتابات العربية والإنجليزية في مجال الدّعوة والدّراسات الإسلامية: أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنموذجا، مقال منشور بحولية كلية الدّراسات الإسلامية والعربية للبنات، الإسكندرية، مصر، مج4، العدد34، سنة 2018، ص437.
(25) البخاري، الصحيح، م ن، كتاب التعبير، حديث رقم 7012. وكتاب المناقب، حديث رقم 3895. ومسلم بن الحجاج النيسابوري، الصحيح، المكتب الجامعي الحديث، الأزاريطة، الإسكندرية، مصر، د ت، وبالتّحديد كتاب فضائل الصحابة، حديث رقم2438. وقد تناول أمير بن محمّد المدري مسألة هذا الزّواج المرتّب من الله في كتابه حادثة الإفك: دروس وعبر، م ن، ص 1 وما بعدها. وشمس الدّين الذّهبي، سير أعلام النبلاء، ج2، م ن، ص140.
|