شكري سلطاني |
رحلة البحث عن الحقيقة الأبديّة : 207 - 2024/10/04 |
يستهمّ الإنسان سفينة الحياة مع سائر البشر وكلّ ورزقه وحظوظه الدّنيويّة وعمله وأجله لتستمر الرّحلة إلى منتهاها، ولكن قلّ من يدرك كُنه الحياة وحقيقتها وقيمة محتواها وما تقدّمه للبشر من فرص وإمكانيّات للتّجاوز والتّطوّر والتّحوّل والرّقّي العرفاني والوجداني والسّلوكي. فما قيمة حياة الإنسان إذا عاشها كعيشة البهائم والأنعام؟ |
اقرأ المزيد |
القيمة الأساسيّة والقيمة المُضافة : 206 - 2024/09/06 |
قيمتان هامّتان لا تُفارقان المؤمن ولا تخلو حياته منهما، إذ هما كالرِّجلين أو الجناحين الذّين يستحيل السّير بدونهما أوالتّحليق باتّزان. وهما قيمتان معنويتان تثبتان في وجدان كلّ مؤمن وضميره وعقليّته، وتنعكسان وجوبا في مسلكه الخُلقي وفي سلوكه إجمالا. فكيف يُمكن فهم هاتين القيمتين في الوجود البشري وفي صيرورة الحياة وسياقها؟ |
اقرأ المزيد |
البُعد الثالث : 205 - 2024/08/02 |
وجود الإنسان وحياته حتميّة ربانيّة ناصعة الدّلالة لأولي الألباب، فقد كتب اللّه سبحانه له الحياة بخلقه وإيجاده في زمن حضوره وعيشه كما كتب عليه الموت نهاية لوجوده الدّنيوي. وإن كان البُعدان الوراثي والبيئي عاملين أساسيّين مؤثّرين في أفعال البشر ومسيرتهم أوّلا بما يحمله البُعد الوراثي من مورّثات حاملة للخصائص الوراثيّة تنتقل من الأجداد إلى الأباء وإلى الأبناء ومنها إلى الأحفاد حاملة للصّفات النّوعيّة البشريّة وغيرها كالأمراض الوراثيّة، وثانيا البعد البيئي الذي يرتبط بما يكتسبه الفرد من محيطه العائلي والمدرسي ومن مجتمعه من تربية وتعليم ومن تقاليد وعادات مجتمعه بما يسمح للإنسان من اكتساب إمكانيات ومهارات ومفاهيم ومعارف تصوغ أفكاره وأحاسيسه وتُنمذج سلوكه على مقتضيات عصره وزمانه وبيئته. فهل يكفي هذان البعدان لتفسير كينونة الإنسان وصيرورته الحياتيّة؟ أم أنّ الحتميّة الرّبانيّة التّي تتجلّى وتنعكس في مسيرة الإنسان خلقا وإمدادا في توقيت محدّد زمن وجوده الدّنيوي عامل هام في تاريخ البشر؟ |
اقرأ المزيد |
الصّبر قيمة مطلقة : 204 - 2024/07/05 |
الصّبر قيمة مُثلى ثابتة يحتاجها الإنسان في حياته للتّوازن والإعتدال والمداراة ومسايرة نسق زمانه والثّبات عند المصائب . والصبر عون للإنسان، فليست حياة الإنسان كلّها رخاء ورفاهيّة، فلا تثبت على حال واحدة، بها منخفضات ومرتفعات ومطبّات ومنعرجات وطريق سويّ أحيانا . |
اقرأ المزيد |
خلق فسوّى : 203 - 2024/06/01 |
إنّ البحث في كينونة الإنسان كوجود محض وككائن فرد غير صمد، فانٍ غير باقّ، يُحيل وجوبا إلى تناول ذات هذا المخلوق من منظور بيولوجي -فيزيولوجي كجسد وتعدّد وظائف أعضائه، وكذلك كمشاعر وعواطف وتمثّلات وأفكار من جهة وجدانه وذهنيته وعقليته، وكسلوك من جهة الفعل البشري، فهو «الجُرم الصّغير الذّي إنطوى فيه العالم الأكبر». |
اقرأ المزيد |
ربوة الإمعان في ذروة الإمكان : 202 - 2024/05/03 |
إنّ النظر في الوجود البشري ودراسته لن يكتمل بمعالجة جميع أبعاد الإنسان الشّعوريّة والسّلوكيّة دون التّطرّق إلى حقيقة وجوده وعلاقته بربّه، فإن صلحت وتوثّق حبل الودّ معه سبحانه صَلُح سائر أعماله وأمره وعاقبته. |
اقرأ المزيد |
وَهْم الحقيقة : 201 - 2024/04/05 |
إلى من يعتقد أنّه يُدين بدين العقل، وأنّ من آمن بربّ الوجود وأتّبع رسول الإنسانيّة وكلّ البشر سيدنا محمد ﷺ ورضي بالإسلام دينا متخلّفٌ لا يحتكم إلى العقل، بل هو منجذب إلى العادة والتّراث تابع خانع.أقول لهؤلاء من أدراكم أنّ تمثّلاتكم وما تعتقدونه ما هو إلاّ وهْم الحقيقة وظلالها، وأنّ من سخافة العقل البشري أن يجحدَ وينكرَ آيات ربه المتجليّة في الآفاق وفي النفس. |
اقرأ المزيد |
البدايات عبرة للنهايات : 200 - 2024/03/01 |
إنّ حصول الخلل في بُعْدِ العبد عن ربّه وإعتقاده الخاطئ وأخطائه وعثراته ناتج عن جهله بربّه ومن تمثّلاته وخواطره وأوهامه ولحظاته وشهواته ولذّاته. فالإشكاليّة الكامنة في أبعاد الإنسان وجودا وحقيقة وغاية مرتبطة بالإعتقاد والفعل ومن البدايات علم النّهايات، فكما أنّ الأعمال بخواتيمها فالإدراك والوعي والمعنى من البدايات. فكيف تحدّد البدايات صيرورة الكائنات؟ كيف يؤدّي قصور الفهم وقلّة العلم إلى محدوديّة الفعل وخيبة المسعى؟ |
اقرأ المزيد |
«حتى يغيروا ما بأنفسهم» : 199 - 2024/02/02 |
للإنسان أبعادٌ ومقوّماتٌ عديدةٌ متنوّعةٌ تُشكّل ذاته وتُحدّد خصوصيّة فردانيّته، إذ أنّها تصبغ أراءه وأفكاره وأحاسيسه ومشاعره وسلوكه بأصباغ نوعيّة ذاتيّة. فهي قد ترسّخت في كينونته وانطبعت في مخياله الشّعوري والإدراكي، وتركّزت كذلك في فطرته، ولذلك يصعب تغيّر النفس وتحوّلها عن عاداتها وأفعالها التّي اعتادت عليها ضمن غطاء مفاهيمي ومعتقدات آمن بها وتبنّاها كمنهج لحياته. |
اقرأ المزيد |
عرفان العوارف : 198 - 2024/01/05 |
يعيش الإنسان في ملكوت ربّه ساعيّا منصرفا لقضاء شؤونه الدّنيويّة، متنقّلا متحوّلا من مجال إلى مجال ومن حال إلى حال، محاطا بظروفه، مزوّدا بإمكانيّاته المادّيّة والمعنويّة وحظوظه، تحده محدّدات تجعل لوجوده معنى حقيقيا، ولمعناه حقيقة وجود، وبعلمه بها وعيّا وإدراكا، تتزيّن حياته وتتجمّل بنور المعرفة وبرهان الحقيقة حتّى لا يحيا حياة الأنعام والبهائم بغرائز منفلتة تدعو للإشباع، ونزوات قابلة للتّحقيق، لتنام الفكرة وتخرس الحكمة. فما هي هذه المحدّدات الأساسيّة الحاسمة؟ وما هو تأثيرها على حياة البشر؟ إنّها رباعيّة مكثّفة يحيل الوعي بها وإدراكها كثائف الحسّ وغشاوة الدّنيا وضبابيتها وظلمتها إلى لطائف ونسمات عرفانيّة راقيّة . |
اقرأ المزيد |
مرايا الإنسان : 197 - 2023/12/01 |
للإنسان قطبان وواجهتان، وهي مرايا لذاته وتحقّق وجوده في الحياة وتُساير صيرورته الدنيويّة. مفارقة جدّ عميقة وعويصة في كينونة الذّات البشريّة. وطالما هو في الحياة، فإنّ جانبين نقيضين يعتملان فيه يتجاذبانه فهو بين نزول وصعود ، بين أقصى الإنحطاط أي أسفل السّافلين وأسمى السموّ أي أحسن تقويم. فكيف نفهم الذّات البشريّة في حدّيها ونقيضيها البنيوي الجسدي -النّفسي والمعنوي -الرّوحي ؟ |
اقرأ المزيد |
من الخلق إلى البعث : 196 - 2023/11/03 |
كثيرا ما يتبادر للذّهن مسألة بعث الإنسان بعد موته وحياته الاُخرويّة، أهي حقيقة يقينيّة ستتحقّق أم وهْمُُ لن يقع؟ موضوع بعث الإنسان بعد موته أشكل على البعض فخاضوا فيه دون هُدى وعلم وبرهان ودليل، فلقد تناولوا الإشكال من زاوية فلسفيّة ماديّة حسيّة صرفة ضمن حدود الإمكانات الحسيّة الماديّة المتاحة للنّظر والتّفكير لتطغى على تفكيرهم وذهنيتهم «أرحام تدفع وأرض تبلع»، مستندين إلى مبدأ (Lavoisier): «لا شيء يضيع، لا شيء يُخلق وكلّ شيء يتحوّل». فهل يثبت هذا المبدأ والرّؤية الأحاديّة في نفي قضيّة الخلق والبعث أمام المقاربة الشّاملة التّي تتناول وجود الإنسان بكل أبعاده الماديّة والمعنويّة؟ |
اقرأ المزيد |
ربوة الأفكار : 195 - 2023/10/06 |
المتأمّل في سير الإنسان وسعيه يتبيّن عديد السّلوكات وطبائع عند البشر وإختلاف أفعالهم وأحاسيسهم، فلا يندهش ويستغرب لفعل أو ردّة فعل أو سلوك ما طالما هناك دعائم وظروف وركائز تدفع لفعل دون غيره، دون التسرّع للحكم على الشّخص أخلاقيّا وقيميّا . فاصباغ الفعل بصبغ الشّعور والعاطفة المصاحبة له وللتعلّق والإدراك والأحاسيس شأن كبير في تحديد نوعيّة السّلوك بشقّه السّلبي أو الإيجابي مهما تغاضى الشّخص عن تقييم سلوكه مادام يرى نفسه مُحِقّا وهو لهواه تابع ولنفسيته مستجيب. |
اقرأ المزيد |
الفيض الإلهي والنسق البشري وسياقه : 194 - 2023/09/01 |
إنّ اللّه سبحانه وتعالى كلّ يوم هو في شأن، أمّا سعي البشر فهو متعدّد الإتجاهات والأوجه. التجليّات الإلهيّة لا تنقطع، تتعاقب ليلا ونهارا، خلقا وإمدادا، ورزقا وزيادة ونقصا وسلبا، تمظهرات لحقائق الرّبوبية في الأرض ومجال عيش البشر. أمّا الأنساق البشرية وسياقاتها، فهي متواصلة إلى أمد وأجل، تتغيّر وتتجدّد، وتستمرّ دون كلل وملل، غالبا ما تنحرف عن فطرة وحقيقة وجودها، ونادرا ما تتوافق وتنسجم مع التجليّات الإلهيّة السّاطعة في الوجود. |
اقرأ المزيد |
تأملات في مبنى الإنسان ومعناه : 193 - 2023/08/04 |
للإنسان قالب جثماني يتّصل بالدّنيا للقيام بالوظائف الحياتيّة وتحقيق وظائفه الأساسيّة من تغذية وإتّصال ببيئته والتّكاثر، ييسّر وجوده وتوازنه وبقاءه بالدّنيا إلى حين من الدّهر. يتغذّى القالب الجثماني ويتزوّد من التّراب ويستمدّ من الطّبيعة ضروريّاته من هواء وحرارة، فهو يتّصل بالدّنيا حركة وسيرا وسعيا تحكُمه قوانين فيزيائيّة وكيميائيّة صارمة محدّدة مكيّفة لوجوده كبشر حيّ يسعى، يتأثر بعطبه وتضرّره، فسلامة الجسد من العناوين البارزة لحياة متوازنة لا يشوبها إضرار وضرر. |
اقرأ المزيد |
الحقيقة المادية البشرية : 192 - 2023/07/07 |
إنّ البُعد المادّي للإنسان صنو بُعده المعنوي وواجهة حقيقته المعنويّة في الحياة الدّنيا ولا محيص من أن يستوعب ظاهره الحسيّ وباطنه المعنوي لكي يتوازن وتتّزن أقواله وأفعاله ويصلح حاله. تبرز الحقيقة المادّيّة البشريّة كأساس وركيزة لوجوده الصّوري والعيني والمعنوي، فهي ثابتة قارّة في حياته ولا مفرّ ، فهي ظاهر كينونته وبنيته التّركيبيّة والوظيفيّة في عالم الحسّ والكثائف. |
اقرأ المزيد |
العزل والإنسلاخ : 191 - 2023/06/02 |
حياة الإنسان فرصة سانحة لتحصيل المعرفة بالوجود وبحقيقة معناه وبخالق الوجود طالما مازالت في الحياة بقيّة باقيّة.حينما يُرجع الإنسان شريط عجلة الزّمان إلى الوراء متأمّلا مساره وصيرورة حياته وما آلت إليه الأمور، مسترجعا الذّكريات والأحداث والتّجارب والتعلّقات والعلاقات، ليتساءل هل استهلك زمانه بما يجب أن يفعل أو بما يجب ألاّ يفعل في محطّاته الحياتيّة الهامّة؟ هل أخطأ أو أصاب في مواقف وقرارات مصيريّة أثّرت في نحت معالمه وبناء شخصيته؟ وهل وُفِّق في إختياراته أو خاب في تصرّفاته وتوجّهاته؟ |
اقرأ المزيد |
العاطفة والوجدان، العقل والإتزان : 190 - 2023/05/05 |
إنّ سوء سلوك البشر وضياعهم وعثراتهم وخيباتهم من انفلات عاطفتهم ومن سذاجة تفكيرهم وسطحيته، ونتيجة لواقعهم المادّي الضّاغط. وقد يتوهّم من فكّر أنّه أحسن التّفكير، وما علم أنّه قد انحرف عاطفيّا وشوه تفكيره بفداحة غلوّ أحاسيسه وشعوره. هؤلاء يعتقدون أنّهم يحسنون صنعا، إذ أنّ داءهم عويص وشفاءهم صعب، لتركيبتهم النّفسيّة والذّهنيّة المعقّدة. كيف نفهم فشل غالبيّة البشر وإخفاقاتهم، إذا لم يكن لمثاليّتهم وحماقتهم وسذاجتهم وسطحيتهم دور أساسي في كلّ ما تجتنيه أفئدتهم وعقولهم ونفوسهم من حصائد أفعالهم وأوهامهم؟ |
اقرأ المزيد |
الدنيا مدرسة الأحياء ومقبرة الأموات : 189 - 2023/04/07 |
ما لهذه الدّنيا لا تستقرّ على حال؟ ولا يهدأ للإنسان فيها بال!، الحياة الدّنيا للفرد تبدأ واقعيّا منذ ولادته وتنتهي برحيله وموته، وهذه الفترة المحدودة زمنيّا فيها العديد من الأحداث والوقائع والأطوار والمحطّات الحياتيّة سمتها التّغيير والتحوّل، إذا لا ثبات ولا إستقرار على حال . وجود ظرفي مقيّد بشروطه الموضوعيّة والنفسيّة الذاتيّة، يخوض فيها الإنسان تجربته الحياتيّة ،فإمّا يتحقّق وجوده بوعي ذاتي وكينونة مستقلّة أو يعيش منساقا تابعا مهموما بمشاغل الدّنيا وشواغل الحياة. |
اقرأ المزيد |
الخطاب الطوباوي : 185 - 2022/12/02 |
لماذا لم يُوفّق الخطاب الدّيني إجمالا في جذب الخواطر والعقول والتّأثير في النّفوس والعقل الباطن ومجريات الأحداث لتغيير ما يجب تغييره ؟ إنّ الخطاب الدّيني والمواعظ لم تحقّق أهدافها ولم تغيّر الواقع للأفضل رغم سلامة وحُسن نيّة العديد من رجال الدّين والأئمة الصادقين. فلا بدّ أن هناك قصورا في تناول المواضيع ومعالجتها، مع أنّ دين الحقّ والقيّمة منزه عن كلّ نقص وشائبة وخلل، وما تشكو منه الأمّة الإسلاميّة من تأخّر في سياقها وسباقها الحضاري.فلقد إنتصر الأسلاف الصّالحون بعقيدتهم وجهادهم، وتخلّف الخلف وعلقوا في واقعهم الرّاهن متقهقرين. |
اقرأ المزيد |
ذلّ الحصر وأقدار البشر : 182 - 2022/09/02 |
لا تخلو حياة الإنسان ودنياه من صعوبات وأزمات وعراقيل وعقبات ومصائب إلى جانب أن البشريّة تجتاحها أحيانا كوارث طبيعيّة تقلق راحة النّاس وتؤلمهم وتحيلهم إلى وضعيّة مشكل وأزمة خانقة ضاغطة. فكيف يتصرّف الإنسان تجاه وضعه الصّعب؟ وكيف يواجه مصيره وأقداره ؟ يتعرّض الإنسان وجوبا في صيرورته وتاريخه إلى ظروف صعبة حرجة وأزمات عديدة وضغوطات نفسيّة ماديّة وعاطفيّة إذ لا غنى عنها ولا مهرب لتجعل حياته حينئذ منحصرة في زاوية الظّرف الضّاغط والقاهر لذاته الضّعيفة العاجزة نسبيّا أمام شتّى البلايا والرّزايا، وكما تواجه الإنسانيّة الثالوث المدمّر المنهك لقواها الفقر والجهل والمرض. فتختلف ردود أفعال كلّ إنسان وإستجابته إزاء وضعه الرّاهن الضاغط وما ألمّت به من ملمّات. وكلّ يواجه مصيره وأقداره حسب إستعداده وفكره وعلمه وخبرته وطاقة صبره وقدرته على إستيعاب الظّروف وتجاوزها أو التكيّف معها، فيخيب من يخيب ويوفّق من أحسن التّفكير والتّصرّف. |
اقرأ المزيد |
ربوة الإمعان في ذروة الإمكان : 181 - 2022/08/05 |
إنّ الّنظر ودراسة الوجود البشري لن يكتمل بمعالجة جميع أبعاد الإنسان الشّعوريّة والسّلوكيّة دون التطرّق إلى حقيقة وجوده وعلاقته بربّه، فإن صلحت وتوثّق حبل الودّ معه سبحانه صٓلُح سائر أعماله وأمره وعاقبته. إنّ الإنكسارات المعنويّة البشريّة نتاج الجهل بحقيقة الخالق عزّ وجل وحقيقة النّفس البشريّة وكذلك ظلم البشر لنفوسهم ولبعضهم بعض. والتّقابل بين الذّات الالهيّة والكينونة البشريّة توافقا أو تنافرا يتمثّل في الفرق والبون الشّاسع بين فيض علم اللّه سبحانه وتعالى إذ أنّ كلماته لامتناهية لا تنفد وقدرته المطلقة التّي لا تُحٓدّ ولا تُعٓدُّ، وبين علم العبد المحدود وقدرته النسبيّة الظّرفيّة الآنيّة المناسبتيّة.إذ أنّ هذا الفارق يحدّد طبيعة ونوعيّة العلاقة بين الربّ وعبده وبين العبد وربًه؛ فالربّ الصّمد في علوّ تام ولا نقصان لتعاليه الكبير المتعالي وبين العبد وإنخفاض مستواه وحدود حاله ومحدوديّة مقامه ومكانته وحالاته مهما إرتفع وعلا وتقلّد المناصب ونال من الدنيا لذائذها وشهواتها. |
اقرأ المزيد |
الحقيقة الإلهيّة والحقيقة البشريّة : 180 - 2022/07/01 |
على مرّ الأزمنة والعصور والدّهور حاول الإنسان جاهدا كشف أسرار الوجود وحقيقة الكون وخالقه، وتناول الذّات الإلهيّة بالتّفسير والتّعبير بما سمحت له نفسه من فهم وإدراك وتمثّلات من منطلقات حسيّة ومعنويّة ذاتية. ولقد اتسمت معظم المحاولات بالإبتعاد عن الحقيقة خاصّة فيما يتعلّق بالحقيقة الإلهيّة. إذ كيف يصيب غيبا ويدرك معنًى خارجًا عن ذاته النّسبيّة الظرفيّة ومتجاوزا لها، فتصوّرات الإنسان ومخياله وتفكيره مستمدّة غالبيتها من أعضائه الحسيّة المتّصلة ببيئته وإن تجرّد بعقله وتسامى بتأمّلاته، فما جاوز المراقي العرفانيّة الدُّنيا في فهمه وإدراكه لأسرار وحقائق الكون، فقد «حجبت شموس المعارف بسحب الآثار»(1). لذلك يبقى فهمه قاصرا وإدراكه ناقصا، وعلمه ظنّيّا عالقا في دائرة الفرضيّات دون دليل وبرهان وحقّ يقين. |
اقرأ المزيد |
الحقّ والباطل : 172 - 2021/11/05 |
تتميّز مسيرة الإنسانيّة غالبا بمنهج مدمّر خفيّ أو معلن جوهره ولبّه تفرّعات وتفريعات الباطل للإستيلاء على حقوق الغير والسّيطرة عليهم، وارعابهم وإرهابهم، ودوس كرامتهم، وسلب تميّزهم وأحقيتهم في حياة كريمة، وذلك بقمع حرياتهم وتقييدهم معنويّا بكلّ الوسائل المتاحة الماديّة للسّيطرة عليهم وإخضاعهم وإذلالهم لخدمة طغاة البشر وأئمة الباطل وحزبه. |
اقرأ المزيد |
إلى أين يا عرب؟ : 169 - 2021/08/06 |
يصدمنا الواقع نحن العرب بتطوّراته وقفزاته المفزعة وسطوته خاصّة عندما يكشف أعداؤنا عن وجههم الحقيقي القبيح، فهم لا يساومون ولا يتخلّون أبدا عن مصالحهم وغاياتهم، هم يقظون مترصّدون مستعدّون لتحقيق ما يخطّطون له منذ أمد . ويبقى العرب هم الغمر والسّذج، بلا مقاصد ولا أهداف، ينسون تاريخهم وأحزانهم وأوجاعهم، فهم قد تكيّفوا مع مرارة واقعهم وأوضاعهم المأساويّة فلا يرومون صعود الجبال ولا هم صفعة العدم المنتصر، هم أقرب إلى الظّاهرة الصّوتيّة فلا تحسّ لهم ركزا ولا إنجازا ولا انتصارا لقيم ولا تجذيرا لمبادئ، إذ لا عدل ولا عمران ولا كرامة، فقد غابت الشّهامة والشّجاعة مع الكرامة وسُلبت الإرادة. |
اقرأ المزيد |
فلسفة الحياة : 167 - 2021/06/03 |
لماذا لا يعتقد الإنسان فيما يجب الإعتقاد به ؟ وكيف لا يتحقّق بحقائق المعاني ويجعل آخره أوّلا وبدايته وعيا ذاتيّا وسلوكا لطريق الحقيقة؟ فمن المفارقة العجيبة ضياع المعنى وغياب القصد. لماذا لا يتقبّل الحقّ راضيا هانئا مستسلما، ولماذا ينصاع للباطل معاندا منكرا ذليلا منهكا لقواه المعنويّة والرّوحيّة ؟ |
اقرأ المزيد |
الحضور قانون : 166 - 2021/05/06 |
إنّ الحيّز المكاني الذي يتحرّك فيه الإنسان هو مجاله الحيويّ الذي يحيط به ويحتويه، يؤثّر في رحابه ويتأثّر، وإنّ صيرورة الزّمان تستوعبه وتسحبه إلى الحياة بكلّ تمظهراتها وتفصيلاتها وأحداثها المتواترة المتعاقبة. فهو بين الإحتواء والإستيعاب سائر إلى وجهة هو مولّيها. وجوده، إطار مكاني به يتصّل ومدار زماني به متصّل، فيجد الإنسان نفسه مرتبطا مقيّدا بصيرورات حياتيّة تنعكس جلّها سلبا وإيجابا على نفسيته وعقليّته، وتظهر جليّا في إهتماماته وتعلّقاته وإنشغاله وإنصرافه وكذلك في ضغوطاته النّفسيّة ومزاجه، فليس للحياة معنى دنيوي دون إنجذابه ومشاركته وسعيه وَأحاسيسه ومشاعره. |
اقرأ المزيد |
نحو مشروع للإصلاح والتغيير : 162 - 2020/12/31 |
يصعب فهم الطّبيعة البشريّة، ويعسر على من يدرسها سطحيّا إكتناه خفاياها وخباياها لعدم تمكّنه من أدوات تحليل موضوعيّة ولصعوبة دراسة ومعالجة الذّات من منطلق ذاتي صرف، إذ أنّها في آن واحد هي الذّات والموضوع . رغم أنّنا نحكم بالظّاهر واللّه يتولّى السّرائر، فإنّ طبائع النّفوس مختلفة متباينة، والظّاهر قد لا يُنبئ ببواطن النّفوس، فلكلّ إنسان طبعه وطبيعته وما تعوّد عليه وما ترسّخ في ذهنه وأعتاده وله أفعاله الشّرطيّة الإنعكاسيّة الخاصّة به وحده. يتعامل الشّخص مع الأحداث والوضعيّات والصّعوبات والإشكاليّات التي تعترضه في حياته وتعيقه، بردود أفعال تحدّد نوعيّة سلوكه وطبيعة شخصيّته وذاته. فمن يتحكّم في قراراته وتوجّهاته ونوع تعامله مع وسطه البيئي ومدى تفاعله وإنفعاله ؟ هل يمكن قيس حجم ردّ فعله والتّنبؤ بسلوكه قبل حدوثه لإستقراء ومعرفة غده ومستقبله ؟فهل يمكن تغيير ما يجب تغييره قبل فوات الأوان ؟ |
اقرأ المزيد |
التاريخ والعبرة : 155 - 2020/06/04 |
إنّ المطالع لتراثنا والقارئ لتاريخنا والمتمعّن لما قدّمه خيرة الرّجال المصلحين الصّالحين من أفكار ومواقف عبر حقب زمانيّة متتالية يتألّم لما آل إليه واقع أمّتنا من رداءة وتقهقر وحقارة رغم مساهماتهم القيّمة وأفكارهم الإبداعيّة النّيرة، فلقد أرادوا الإصلاح وما بخلوا على قومهم بالفكرة والنّصيحة والرّؤية والحكمة. فمن المسؤول عن خيبتنا وديمومة فشلنا وبؤسنا؟ لماذا لم تحصل النّقلة والقفزة النّوعية؟ هل هناك تقصير وسوء تدبير؟ هل هناك سوء فهم ووهم في الطّرح والمعالجة والفعل؟ هل تباطأ الرّكب في انتهاز فرص الفعل والتّغيير والممارسة الثّوريّة؟ هل أنّ الإستجابة لم تكن بقدر التّحدي؟ هل انقطع حبل النّجاة لرخوته وضعفه وإنهزمت همّة الرّجال أمام الإغراءات والإكراهات والتّوجيهات والإملاءات، فنسوا الواجب والحقّ وخارت عزائمهم وذبلت عقائدهم وضمرت مبادئهم؟ |
اقرأ المزيد |
حكّم ضميرك ولا تهتّم ليسعد مصيرك : 67 - 2014/10/16 |
مرّة أخرى تدور عجلات زمن الوطن لتبلغ محطة جديدة في يوم موعود من تاريخ تونس المعاصرة، إنها زهرة التحرّكات والهبّة الشعبية التي أسقطت رأس الديكتاتورية لشعب تائق للعدالة والكرامة والحريّة الحقّة، حتى يحين قطف ثمرة الثورة المجيدة بتغيير الأحوال إلى أحسن حال . بدماء شهدائنا العطرة وبالأرواح الزكيّة وبعبقريّة وذكاء المخلصين الصادقين من أبناء الوطن نكتب على صفحات تاريخ بلادنا بأنّنا كنّا جديرين بهاته المنّة والهبّة الشعبيّة لتغيير ما بأنفسنا وتغيير واقعنا نحو الأفضل لنبني سويّا تونس الجديدة تونس مبادئ وقيّم، علم وعمل . |
اقرأ المزيد |
غزّة أرض الكرامة والعزّة : 63 - 2014/08/21 |
تأبي الكلمات والعبارات أن تنطلق خجلا من دماء شهدائنا ويتردّد القلم أن يكتب ويعبّر لحقارة النّفس وضآلتها أمام قوافل الشّهداء من أطفال ورضّع وشيوخ ركّع ونساء تستغيث عزّل، ولكنّ أضعف الإيمان وحتّى لا يغيب صوت الحقّ كما غابت صولته، نكتب ونعبّر ونوضّح، فهذا زمن الفتن وقلب الحقائق والوعي المقلوب، ماء آجن ولقمة يغصّ بها آكلها. |
اقرأ المزيد |
رمضان فرصة ليقظة الضمير والعمل بالتنزيل : 60 - 2014/07/10 |
من المتعارف والمتداول أنّ رمضان هو شهر الصّيام والعبادة والتقوى، شهر أوّله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النّار، وصيام رمضان ركن من الأركان الخمسة للدّين الإسلامي الحنيف وهو شهر نزل فيه القرآن. ولقد أعتاد عامّة المسلمين صيام شهر رمضان فأصبح عادة. وللملاحظ النّاقد والمتأمّل البصير أنّ رمضان ليس عادة فالعادة آفة الجميع، وصيام رمضان عبادة والعبادة ترك العادة . شهر رمضان فسحة روحيّة ومأدبة إيمانيّة، فهي طريقة مثلى لصقل النّفوس ومعالجة أدرانها، وهي فرصة سانحة لتغيير ما بأنفسنا وتحطيم كل صنم جاثم على الصدور من شرك خفيّ مستتر لكي يكون كل واحد عند نفسه صغيرا فيخاف الجليل ويستعد ليوم الرحيل، فيعمل كادحا متيقظا مستنيرا. |
اقرأ المزيد |
التصوّف مدرسة للإصلاح والصلاح : 54 - 2014/04/17 |
الصوفيّة أهم تيّار فكري ديني ساد لفترات تاريخيّة طويلة وساهم في تشكيل دعائم البنيّة الثقافيّة والوجدانيّة للحضارة العربيّة الإسلاميّة. والتصوّف علم قلوب لا علم كتب وعلم أرواح لا علم أشباح، أرواح معاني لا أرواح أواني، يتلقّى من الأذواق لا من الأوراق، فهو علم وراثة فلقد قال المصطفى سيد الخلق أجمعين صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم «من عمل بما يعلم أورثه الله علم ما لا يعلم»، وفي ذلك يقول بعضهم «علم التصوّف علم ليس يدركه إلا أخو فطنة بالحقّ معروف وكيف يعرفه من ليس يشهده وكيف يشهد ضوء الشّمس مكفوف». |
اقرأ المزيد |
تعليم المحكومين : 53 - 2014/04/03 |
إتّسم تاريخ الدّولة ودور السّاسة ورجال الدّولة في صياغة واقع البلاد والعباد مع ظروف موضوعيّة خدمت ذاك وذلك لحساب ذاك ولمنفعة ذاك والإضرار بذلك مع ما تعني التحالفات سوى الحزبية أو الإقليمية أو الدولية من تحقيق الحالة وتثبيت المقام، وكان الشعب في خضم ذلك كله وقود وأدوات إستهلاك لما هو موجود بما هو موجود حتى يبلغ الشئ حدّه فينقلب إلى ضده كما يقول «باولو فرايري» في كتابه تعليم المقهورين «إن يقظة الحسّ النقدي تؤدي بالضرورة إلى إظهار الرّفض الجماعي الذي هو أثر من آثار مجتمع القهر « فينتفض المهمّش العبد المتحلّي على السيّد المتجلّي وتكون نهاية مع بداية تستحكم فيها ظروف وآليات تغيير ترتبط بمستوى وقدرة ونضج الفاعل المستلب المنتفظ الذي يطمح للتّغيير وتحدد الملامح والصورة النهائية للمسار السياقي والزمني لبنية الدولة ووظيفتها بتفاوت وتعادل القوى بين مستويات سياديّة ومستويات عبوديّة ممن إنتهز وأستفاد واغتنم وممّن تيقّظ وفهم وتبصّر فسار في درب الأسياد الحاكمين وتخلى الشعب عن دوره في الرّيادة وانحنى لقوته اليومي وعاداته المترسّخة فتبقى الرّحى تدور على حالها ويلتصق العاطفي بالمادّي واليومي فيفرز مسار الشعب وطبقة الكادحين والمسحوقين وبتفاوت الفرص وإقتسام الغنائم يزيد إستلابه وغريته وقهره. |
اقرأ المزيد |
واقع وآلام مستقبل وآمال : 52 - 2014/03/20 |
لا يمكن لعاقل أن ينكر عيانا ويقينا بحثا تمحيصا وتقصّي معاني وحقائق آلام واقعنا العربي بجراحاته وانتكاساته وكذالك الظروف العصيبة الصعبة لأمّة الإسلام ومقتضياتها وتحدياتها، فما زال الفقر والجهل والمرض يخيّم على ظروف سير الحياة وواقع الحال ومازال الإستعمار يراوح مكانه في الوطن العربي والأمّة الإسلامية يترصّد ويتصيّد وينجز أهدافه ضمن مخططاته ومصالحه . فأين العلّة وأين الدّاء والخلل لتأخّرنا وتقهقرنا وعدم نهضتنا وقفزتنا ؟؟؟ فليس في أصلنا العربي عيب ولا به مورّثات تحيلنا للموت والعدم، ولا من جذر انتسابنا للإسلام من عار، ولكن مقتضيات واقعنا الموضوعي وشروطه ومكامن ذواتنا فيهما يكمن الخور والخلل. فلا يمكن أن تكون الخيبة والتخلّف والتأخر والجهل والاستبداد وعدم التنظّم والانضباط والتجزئة والاستعمار طبعنا وطبيعتنا وقدرنا الحتمي والقضاء الذي لا رادّ له. فهل يمكن اعتبار أغلبية العرب همج ورعاع وغفل وسذّج وأمّة الإسلام غبار وغثاء السيل؟؟؟ |
اقرأ المزيد |
الكابوس والفانوس : 51 - 2014/03/06 |
لواقع الحال ركزا ووقعا على نفوسنا وعقولنا وقلوبنا ولتاريخنا ألما وأملا يخالج وجداننا، بإنكسار جذوة عطاءنا وبإنعطاف مسار حضارتنا وبترسّب حركة عقولنا وحركيّة سيرنا وسياقنا التاريخي بضغط المحيط وقهر الإحاطة بظلم القريب وحقد البعيد بتحدّيات الآخر وفرض ثقافة الغالب إنتصر علينا أعداؤنا بمكائدهم ودسائسهم ومكرهم وعبقريتهم الخبيثة، فإنحبس تقدّمنا وتطوّرنا في شرنقة الجهل والتعصّب والتخلّف، وأناخ الواقع العربي والإسلامي بضلاله على حال الوطن والأمّة فاستهلك أجيالا وأنتج فواجعا وأهوالا ومحى آثارا وأقام أحوالا. |
اقرأ المزيد |
إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ : 50 - 2014/02/20 |
طالما قرأنا وطرقت أسماعنا هاته العبارة ذات الإشارة العظيمة من آية (12) من سورة الرّعد بوقعها العميق، التي تحفّز النّفوس بألفاظ الحقيقة وتخاطب الأرواح المتيقّظة بحقيقة البيان وسرّ التغيير . إنّها الحركة والسّكون لكل شعور سعي وبيان ولكن هل من مدّكر؟؟؟ فهل من تحقيق وتغيير؟؟؟ لقد خيّم العجب الجهل مع الوهم وساد سوء الفهم فانطفأت أنوار وانطمست بصائر وقويت دائرة الحسّ وعشق الصّور بتمادي مجال الكثائف وانحسار مدار اللطائف، نامت الفكرة وخرست الحكمة فجانبنا الصّواب وما أصبنا كبد الحقيقة وما عملنا لصالح العمل وخالص الفعل للتّمكين، فبلغنا أقصى الانحطاط كغثاء سيل وكالزّبد يذهب جفاء لرحيل بدون عدّة ومغامرة بدون حسن تدبير وتمشّي بدون حسن سير وسير بدون رويّة حتى أضحى واقعنا كابوسا وعلمنا وهمنا ووهمنا عمل. إذا كان المولود يولد على الفطرة لا معقّدا متشنّجا متجرّئا ولا متأدلجا متعصّبا متجنّيا، بل سليما معافى روحا ومعنى، فمن إذن المتسبّب في منعرجات السّلوك ومنعطفات القيّم وإنحرفات النّفس وتشوّهات الرّوح؟؟؟ فلقد ضاعت المعاني وزالت المقاصد وغابت الأهـداف. ليس بلون يعكّر المزاج ولا بفكر معقّد يرهق النّفوس ولا بمنهج ينفّر الأرواح غير مطابق للفطرة ولا بزمن يسجن فيه العقل وينمّط فيه السلوك وتنسخ فيه الأشباح نرتقى ونتغيّر ونغيّر ونتحرّر ونحرّر. إذن لنعيد قراءة ما قرأنا بتدبّر وبفكر متجرّد وعقل متحرّر وبذوق سليم لنستحق كرامة وجودنا وعزّة مقامنا. |
اقرأ المزيد |