لسعد سليم
الكبائر في القرآن الكريم(2) عدم الإحسان بالوالدين، وأكل مال اليتيم : 208 - 2024/11/01
تطرّقنا في الجزء الأول(1) إلى الكبائر الثّلاث: الشّرك باللّه، وقتل النّفس، والفواحش، التي وعد اللّه سبحانه وتعالى مقترفها بالخلود في العذاب، وذلك منذ السّنة الثّالثة من بعثة الرّسول ﷺ (سورة الفرقان): ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾(الفرقان:68-70). ثم نزلت سورة الأسراء ومن بعدها سورة الأنعام(2)، ليؤكّد اللّه جلّ جلاله على هذه الكبائر الثّلاث: «الشّرك باللّه، وقتل النّفس، والفواحش» مع إضافة أربع كبائر أخرى لأوّل مرّة، وهي: «عدم الإحسان بالوالدين، وأكل مال اليتيم، وعدم توفية الكيل وَالْمِيزَانَ، وعدم الوفاء بالعهد» وذلك بصيغة القضاء في سورة الأسراء وبصيغة التّحريم في سورة الأنعام :
اقرأ المزيد
الكبائر في القرآن الكريم الجزء الأول: الشّرك بالله/قتل النّفس/الفواحش : 206 - 2024/09/06
تطرّقت في مقالتين سابقتين في هذه المجلّة إلى حدود اللّه (1) والفاحشة(2) في القرآن الكريم. وكما ذكرت كان الدّافع لهاته المقالات التّفاعل مع الحملة التي شهدتها تونس في 2017/2018 المطالبة بتغيير الأحكام المتعلّقة بالميراث بدعوى المساواة بين الجنسين وإباحة الشّذوذِ الجنسي (إبطال الفصل230 من قانون العقوبات) بدعوى الحرّيات الفرديّة خاصّة، وأنّ مواقف الكثير من المحسوبين على التّيار الإسلامي لم تكن واضحة، الأمر الذي أحدث التباسا لدى كثير من النّاس في مسائل الأصل فيها أنّها معلومة من الدّين بالضّرورة. ففي سورة النّساء وصف اللّه سبحانه نسب الميراث بأنّها حدّ من حدوده، الأمر الذي جلب الانتباه خاصّة وأنّ الحدود في موروثنا (الفقهي) الإسلامي، متعلّقة بالعقوبات فقط لا غير: ﴿يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِىٓ أَوْلَٰدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلْأُنثَيَيْنِ (...) تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ * وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَٰلِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ»﴾(النّساء:11-14).
اقرأ المزيد
فاحشة الشذوذ الجنسي في القرآن الكريم : 204 - 2024/07/05
كما وعدناكم في مقالنا السابق بمجلّة الإصلاح: «فاحشة الزّنا في القرآن الكريم»(1) نتطرّق في هذا البحث إلى «فاحشة الشّذوذ الجنسي في القرآن الكريم». وقد فضّلنا استعمال مصطلح «فاحشة الشّذوذ الجنسي» على «فاحشة قوم لوط» حتّى يقع ترسيخ «واقعيّة» هذه الجريمة، ولا ينظر إليها كأنّها قصّة تاريخيّة (مرّ عليها الزّمن)، إلاّ أنّه لا يصحّ بأيّ حال من الأحوال استعمال مصطلح «اللّواط» لأنّ اسم الرّسول «لوط» أشرف من أن يكون مصدرا لهذا الفعل الشّنيع، ولولا «تعويم» مصطلح الفاحشة في تراثنا الفقهي، حيث صارت الفاحشة تطلق على عدّة أمور، من التعرّي إلى القول الفاحش، لكان استعمال مصطلح الفاحشة (معرّفا) كافيا لتعريف هذه العلاقة المشينة، كما ورد في القرآن الكريم.
اقرأ المزيد
فاحشة الزنا في القرآن الكريم : 201 - 2024/04/05
تطرّقت في مقالة سابقة إلى الفاحشة في القرآن الكريم (مجلة الإصلاح، عدد191)، وتبين بعد تتبّع الآيات التي ورد فيها ذكر فاحشة/فحشاء/ فواحش، أنّها أربعة أنواع لا غير: 1/ الزّنا (العلاقة الجنسيّة بين امرأة متزوّجة مع غير زوجها) 2/ فاحشة قوم لوط (الشذوذ الجنسي بين الرّجال) 3/ الشّذوذ الجنسي بين النّساء(السحاق) 4/ الزواج مِنَ امرأة الأب
اقرأ المزيد
حقوق الإنسان والشذوذ الجنسي : 198 - 2024/01/05
يعتبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948) والعهدين السّياسي/المدني والاقتصادي/الاجتماعي (1966)، المعاهدات الثّلاث الأساسيّة في مجال حقوق الإنسان التي وقع إقرارها من طرف الجمعيّة العامّة للأم المتّحدة وصادقت عليها تقريبا كلّ دول العالم. وهي تقرّ مجموعة من الحقوق والحرّيات الأساسيّة لكلّ إنسان «دون تمييز بسبب العرق أو اللّون أو الجنس أو اللّغة أو الدّين أو الرّأي السّياسي أو غير السّياسي أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثّروة أو المولد أو أيّ وضع آخر (المادّة 2)، وقد تمخّضت عنها المعاهدات كمناهضة التعذيب، والقضاء على التّمييز العنصري، والعنف ضدّ المرأة الخ... الى ما يصاحبها من بروتوكولات اختياريّة للمتابعة والمحاسبة.
اقرأ المزيد
الفاحشة في القرآن الكريم : 191 - 2023/06/02
ذكر اللّه سبحانه كلمة «فاحشة» في كتابه المجيد 24 مرّة، 13 مرّة منها بلفظ «فاحشة» و7 مرّات بلفظ «فحشاء»و4 مرّات بلفظ «فواحش». أنواع الفاحشة عرّف اللّه الفاحشة على أّنّها 4 أنواع: إتيان الرِّجَال لبعضهم (النّساء لبعضهنّ) شَهْوَةً/ الزِّنا / نكاح مَا نَكَحَ الآباء مِنَ النِّسَاء:
اقرأ المزيد
الحدود في القرآن الكريم : 189 - 2023/04/07
كم من آية من القرآن الكريم تعوّدنا تكرارها مجزءة وناقصة ممّا يخرجها من سياقها، مثل قولـه: ﴿لَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ بينما نصّ الآية كاملة هو: ﴿وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ، وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (البقرة:195)، وقوله: ﴿انْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾ بينما نصّ الآية كاملة هو ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ، فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾ (النساء:2) فوقع استبعاد وجوب الإنفاق في سبيل اللّه في المثال الأوّل، بينما استبعد حقّ اليتامى ووجوب كفالتهم في المثال الثّاني. ويتكرر هذا الإشكال مع الآية 11 من سورة النّساء التي نكتفي عادة بقوله تعالى : ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْن﴾.
اقرأ المزيد