حديقة الشعراء
بقلم |
![]() |
د. محمّد فوضيل |
عَالَمٌ بِلاَ عَلامَاتِ وَقْفٍ |
عَالمٌ يَسِيْرُ فِي دُنيَاهُ تَائِهاً
يَخْبِطُ أَرْبَابُهُ خَبْطَ عَشْوَاءَ
لَا رِفْقَ وَلَا أَمَلَ
لاَ رَحْمَةَ لَا شَفَقَهْ
الْجُلُّ فِيْه مُصِّرٌّ عَلَى قَهْرِ الدَّهْمَاءِ
هَذَا يَقْتُلُ مَنْ شَاءَ
وَذَاكَ يَهْدِمُ آثَاراً صَمَّاءَ
وَهَذَا يَحْتَلُّ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ
وَأَعْوَانُهُ يَمُدُّونَهُ بِالبارود،ِ
بالْعَوْنِ وَالْغِذَاءَ وَالْمَاءِ
وَيُحْرِمُ مِنْهَا الطّفْلُ وَالْبِنْتُ
وَكُلُّ النّخْلِ فِي الصَّحْرَاءِ
ليَوَاصِلَ الْمُجْرِمُ بَتْرَ كُلَّ يَدٍ تُقَاوِمُهُ،
وَيُشَرِّدَ مَنْ يُسَطِّرُ بِدَمِهِ
طَرِيْقَ الْقُدْسِ،
أَوْ يَدُلُّ عَلَيْهِ فِي الْوَرَقَةِ الْحَمْرَاءِ
فَضَجَّ بِرُعْبِهِ الْأِجْوَاءَ
وَأَمْطَرَ بِسُمُومِهِ الْمَوْتَ
مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ
فَلَا فَاهٌ نَطَقَتْ
وَلَا قَلَمٌ تَجَرَأَ
لِرَسْمْ عَلَامَاتِ الْوَقْفِ
فَلاَ اسْتِفْهَامٌ يَعْقِبُ أَفْعَالَهُ؟
لِمَ كُلُّ هَذَا الْقَتْلِ؟
لِمَ كُلُّ هَذَا الدَّمَارِ؟
مَا ذَنْبُ الْغِيْدِ ..
وَالطُّفُولَةِ الْمُوْءُودَةِ
الْتِي حُرْمُتْ؟
وَلَا تَعَجُبٌ يَلَي ذَاكَ السُّؤَالَ
يَا للْهَوْلِ!!
يَا لِبشَاعَةِ الظُّلْمِ الْمُرِيْعِ
يَا للْعِارِ
وَيَا لخَسَاسَةِ الصَّمْتِ الْمُطْبِقِ
فَوْقَ شِفَاهِ الدُّمَى
يَا لَضَيَاعِ الشَّبَابِ،
يلْهُون فِي الْمُنْتَجَعِ
وَيحْرُسُوا بِكُلِّ تَفَانٍ وَجُهْدٍ الْمَرْمَى
لَا فَوَاصِلَ
قَصْفٌ اعْتِقَالٌ
غَارَاتٌ قَصْفٌ
هَدْمٌ قَصْفٌ
غَارَاتٌ عَـسْفٌ
قَصْفٌ تَنْكِيْلٌ
اِغْتِصَابٌ نَسْفٌ
تَشْرِيْدٌ تَقْتِّيْلٌ
اغْتِيَالٌ تَهْجِيْرٌ خَطْفٌ
لَا نِقَاطَ لِلْبَدْءِ،
وَلَا نَقَاطَ لِلْحَذْفِ
لَا كَلَامَ مُقْتَبَسٌ مَحْكُومٌ بَيْنَ شَوْلَتِيْنِ،
ولَا مَطَّاتٍ لِلْحِوَارِ
لَا اسْتِشْهَادَ وَلَا دَلِيْلَ مُقْنِعٌ
يُبَرِرُ سَبَبَ الْعُدْوَانِ
لَا نُقْطَةَ نِهَايَةٍ لِلْفَقَرَاتِ،
ولا للْغَارَاتِ
وَلاَ نُقْطَةَ لِلنِّهَايَةِ
تَدُّلُ عَلَى وَقْفِ النَّارِ.
|