لطفي الدهواثي |
«الكورونا» دعوة للسّلام : 159 - 2020/10/01 |
«العالم ما بعد الكورونا لن يكون نفسه قبل الكورونا» مقولة اشتهرت في العالم كلّه ليردّدها الخبراء بجميع أصنافهم والأطباء والسّياسيون والنّاشطون في كلّ المجالات والاقتصاديّون ورجال الأعمال. ولكن هل حقّا سيكون العالم مختلفا جذريّا عمّا كان عليه قبل هذه الجائحة؟ اجتاح فيروس مجهريّ كلّ أرجاء الكرة الأرضيّة في بضعة أشهر، على نحو أرعب الجميع، وجعلهم في خوف دائم من موت محقّق قد يأتي بمجرّد العدوى، وكلّنا يتذكّر كيف هبّت كلّ الدّول إلى إغلاق حدودها البريّة والبحريّة والجويّة، وكيف فرضت معظم الدّول إجراءات صارمة للحدّ من انتشار المرض كان أهمّها إجبار النّاس على البقاء في بيوتهم، وعدم الخروج منها إلاّ لقضاء حاجة ملحّة عادة ما تكون مرتبطة بالغذاء أو الدّواء. |
اقرأ المزيد |
في ذكرى الرئيس الشهيد : 156 - 2020/07/02 |
حلّت منذ أيام الذّكرى الأولى لاستشهاد الرّئيس الدّكتور محمد مرسي طيب اللّه ثراه. الرّئيس محمد مرسي أوّل رئيس مصري منتخب مباشرة من شعبه في انتخابات ديمقراطيّة بنسبة معقولة وباعتراف خصومه. لم يحكم مرسي إلاّ سنة واحدة تخلّلتها أحداث كثيرة ثمّ أسقط بانقلاب عسكري ليتحوّل بعده من القصر إلى السّجن ثمّ إلى الأحكام الجائرة والإهمال المتعمّد والقتل البطيء. |
اقرأ المزيد |
شهر الأمل والألم : 155 - 2020/06/04 |
اختلف رمضان هذا العام عن غيره في سنين خلت لأنّه جاء وسط هيمنة تامّة لوباء الكورونا على العالم بكلّ اختلافاته وعلى امتداد الأرض. جاء رمضان هذا العام والحياة خاضعة لأحكام وباء شديد ينتقل من بلد إلى بلد ويفتك بمن يصيبه، وقد اتخذت كلّ الدّول إجراءات حازمة بغاية تفادي انتشار العدوى أهمّها منع الجولان والاكتضاض وهو ما يتنافى وطبيعة الشّهر الكريم، حيث دأب النّاس من قبل على التّزاور والتّوادد وتبادل الهدايا وإقامةالموائد والسّهرات الدّينية وإحياء الحفلات التي يكثر فيها السّمر حيث يتحلّق النّاس في البيوت ذاكرين للّه أو مستذكرين لسيرة المصطفى ومناقبه أو منشدين متبتّلين. ومنذ العصر الأول للإسلام لا يُذكر الشّهر الكريم إلاّ ذُكرت معه صلاة التّراويح التى لا يجد المصلّي طعما لرمضان دون إحيائها في المساجد كلّ ليلة من لياليه . . |
اقرأ المزيد |
وباء الكورونا أو هكذا أعتقد : 153 - 2020/04/07 |
«إلزم بيتك».. «خلّيك بالبيت»... «شد دارك» ، تختلف اللّهجات والواقع واحد في العالم العربي كما في غيره من أصقاع الأرض لا خروج من البيت إلاّ للضّرورة، إنّه وباء الكورونا يطبق على معظم البلدان ويلتهمها قطعة قطعة دون توقّف، ليقف العالم حائرا أمام كائن مجهريّ ويعجز بسياسيّيه وأطبّائه وعلمائه عن مواجهة كارثة قاتلة حيث لا دواء ولا لقاح. لم تتوقّف الأرض عن الدّوران ولكنّ الحركة على الأرض تكاد تتوقّف، أُلزم النّاس بالبقاء في بيوتهم وأُغلقت الحدود والمطارات والمصانع والمدارس والكلّيات والمطاعم والمقاهي ودور العبادة، ولم يعد أمام النّاس بدّ من حجز أنفسهم داخل البيوت واتخاذ كلّ الوسائل الواجبة للتّوقي من العدوى، ولم يبق أمامهم إلاّ الأمل في النّجاة من العدوى والدّعاء إلى اللّه أن يرفع البلوى. |
اقرأ المزيد |
في ذكري يناير : 151 - 2020/02/06 |
حلّت منذ أيام، في الخامس والعشرين من شهر جانفي/يناير ذكرى الثّورة المصريّة التي أسقطت نظام حسني مبارك بعد عقود ثلاثة من الحكم، وهي ثورة على خلاف غيرها من الثّورات ارتدّت إلى استبداد مقيت لم تعرف له مصر مثيلا رغم اختلاف التّقييم من جماعة اديولوجيّة فكريّة إلى أخرى ورغم مكابدة البعض في اعتبار ما جرى ثورة داخل الثّورة، وهم قلّة رغم ارتفاع أصواتهم وإصرارهم على تلبيس الواقع. |
اقرأ المزيد |
في ذكري الثورة : متفائلون : 150 - 2020/01/02 |
في مثل هذه الأيام من سنة 2010 اندلعت الثّورة التّونسية لتنتهي بإسقاط نظام جثم على قلوب التّونسيين لمدّة فاقت العقدين من الزّمن. كان السّقوط سريعا ومدويّا وغير متوقّع من أشدّ النّاس تفاؤلا رغم عدد الشّهداء وفورة الغضب التي اجتاحت البلاد لكأنّ بركانا ثار فجأة. |
اقرأ المزيد |
كأنه عود على بدء : 149 - 2019/12/05 |
رحل جدّي رحلته الأخيرة التي لم يعد بعدها أبدا من تلك القرية المحروم أهلها من كلّ متاع. قيل في رحيله الكثير، فقد قيل أنّه مات في سفره ذاك وقيل اتخذ لنفسه زوجا أخرى ولكن الذي لا شكّ فيه ولا اختلاف حوله أن الرّجل خرج فارّا من فقره وأغلب الظن أنّه لم يجد في سفره متّسعا من الرّزق يردّه الى أهله ظافرا بعد غيبة، فمات فقيرا كما خرج. |
اقرأ المزيد |
ليس لنا دون تحمّل الأمانة خيار : 148 - 2019/11/07 |
شهدت تونس انتخابات رئاسيّة و أخرى تشريعيّة كانتا موفّقتين إلى أبعد الحدود، ورغم تواتر الاستحقاقات الانتخابيّة في حيّز زمني قصير إلاّ أنّ الشّعب التّونسي مارس حقّه في الاختيار وشارك بنسب متفاوتة في اختيار رئيس الدّولة وأعضاء البرلمان وسط قصف إعلامي وحملات تشكيك لا هوادة فيها. |
اقرأ المزيد |
صدمة أم غباء : 147 - 2019/10/03 |
أثارت نتائج الانتخابات الرّئاسية التّونسيّة في دورتها الأولى صدمة كبرى للأحزاب والأفراد على حدّ سواء حتّى وصف البعض ما حدث بالزلزال. ولئن تبدو النّتائج صادمة من زاوية السّياسة، فإنّها تبدو منطقيّة إذا نظرنا إليها بزاوية التّحليل الذي يأخذ فى الإعتبار رغبات النّاخبين لا غير، أي بمنأى عن الحملات الانتخابيّة والبروباغوندا والتّوازنات السّياسيّة وغير ذلك ممّا يمكن أن يؤثّر في اتجاهات النّاخب. |
اقرأ المزيد |
طفولة مقتولة : 146 - 2019/09/04 |
لم تكن ثمة كاميرا لتوثيق الحدث ولا كان بالإمكان توقّع حدوثه أو الإستعداد له بأي وسيلة وإن كانت آلة تصوير. أُغلق المكان بإحكام وتسلّل المسلحون إلى المخيم المضاء عمدا بالكشّافات وبدأت المهمة ليلا لتنتهي صباحا ولم تكن تلك المهمّة سوى القضاء على عدد هائل من البشر بوحشية غريبة عن منطق العصر والحصيلة ما بين خمسة آلاف وثلاثة آلاف شهيد، لا فرق ولا تفريق في القتل سوى بحجم البشاعة والتنكيل الذى لا يكشف سوى عن متاهة الإنسان ودناءته حين ينحدر الى أسفل المراتب حقارة وخسّة. |
اقرأ المزيد |
المرأة في عيدها : 145 - 2019/08/01 |
لا يمكن المقارنة بين المدوّنات القانونيّة القديمة والحديثة منها في أيّ مجال من المجالات سواء من حيث التّطور المتزايد أو من حيث الشمول، ورغم ما يجري على لسان العامّة والخاصّة من تمجيد للقديم وخاصّة إذا تعلّق الأمر بالإسلام مثلا فإنّنا نستطيع بسهولة أن نتبيّن مدى الفرق بين ما هو معاصر وما هو قديم في مسائل عدّة ومنها مسألة المرأة. |
اقرأ المزيد |
عن الجماعة والرئيس : 144 - 2019/07/04 |
رحم الله الرّئيس الشهيد «محمد مرسي» وأسكنه فسيح جناته، عاش عزيزا ومات عزيزا وترك دنيانا الفانية غير آسف عليها بعد أن رفعه الله إلى أعلى عليّين حتّى وافق مقامه قول الشّاعر العربي : علو في الحياة وفي الممات لحقّا تلك إحدى المعجزات مات الرّئيس وكل جماعته وأصحابه في محنة شديدة ليسيل بموته حبر كثير أساله أعداؤه ومناصروه. ولئن كان جلّ ما كتب متعلّقا بالحدث نفسه تفسيرا وتحليلا فإنّ السّؤال الذي ظلّ حاضرا غائبا في كلّ ما كتب، وبعد؟ |
اقرأ المزيد |
أحاديث رمضانيّة : 142 - 2019/05/02 |
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى وبيّنات للنّاس، وهو شهر العبادة والسّمو بالنّفس والرّوح، وهو الشّهر الذي يصفّد فيه الله الشّياطين فلا يبقى للمرء من عدوّ إلاّ نفسه. وشهر رمضان شهر البركة والرّحمة والعبادة، فهو بهذا كله عند الله أفضل الشّهور. |
اقرأ المزيد |
أزمة في القيادة : 141 - 2019/04/04 |
كانت لدى الشّعوب في العالمين العربي والاسلامي قابليّة للإستعمار متعدّدة الأسباب ولم يكن من العسير على الدّول الاستعماريّة دخول أيّ بلد مهما كان مترامي الأطراف ومهما كانت قدرته على المقاومة، لقد بدت بلاد العرب والمسلمين قبيل الاحتلال أشبه ما تكون بالرّجل المريض الذي لا يقدر على شيء ممّا كسب ولا طاقة له برد أي مكروه . وإذا كان من الحتميّ أن تجتاح بلادنا جحافل المستعمرين ممّن كانوا أشدّ منّا قوّة وأكثر قدرة على الحركة والتّأثير، فإنّ السّؤال الذي لا نجد له إجابة، لماذا ضللنا عاجزين مسلوبي الإرادة طوال عقود من التّحرّر بعد خروج المستعمر واستقلال بلادنا واحدة تلو الأخرى رغم اعتقادنا أنّ مرحلة الاستعمار قد ولّت وأنّنا أصبحنا نملك زمام أمرنا من جديد؟ وهل مردّ هذا العجز أنّنا أطردنا المحتلّين ولكنّنا أبقينا على الإحتلال كما صار يتردّد الآن في أكثر من مكان؟ أم هل أنّ القابليّة للإستعمار ظلّت على ما هي عليه رغم ما دفعه أجدادنا من ثمن ورغم ما عشناه من وهم التّحرّر؟. |
اقرأ المزيد |
ثورة مباركة : 138 - 2019/01/03 |
لم يدر بخلد أحد أنّ ثورة على الظّلم و الطّغيان ستحدث وتكون سرعتها قياسيّة ونتائجها مبهرة. كانت أحداث الثّورة سريعة ، قاهرة وكأنّ قوّة دفع كانت تدفعها بقوّة نحو تحقيق الهدف المنشود وهو الحرّية لشعب ظلّ لعقود يرزخ تحت نير القهر والاستبداد. |
اقرأ المزيد |
الإسلاميّون قطب الرّحي : 135 - 2018/10/04 |
قبل ظهور ثورات الرّبيع العربي كان السّؤال السّياسي الأصعب فى الوطن العربي كلّه هو: ما موقع الاسلاميّين من الخريطة السّياسية عموما ومن السّلطة خصوصا؟ وبعد الثّورة، ظلّ هذا السّؤال قائما منذ اليوم الأول يظهر على لسان السّياسيين ويختفي ليكون الإسلام السّياسي الغائب الحاضر فى كلّ الأحداث فما هي أسباب هذا الحضور المُلِح للإسلاميّين فى خارطة الأحداث وعلى لسان النّخبة والسّياسيين ؟ ولماذا كان الإسلاميّون الطّرف الرّئيسي فى كلّ ما جري سلبا وإيجابا؟. |
اقرأ المزيد |
مواطن مطحون : 134 - 2018/09/06 |
بين اهتمامات النّخبة واهتمامات المواطن العادي بون شاسع يزداد اتساعا يوما بعد آخر، ففي حين يقيم بعض النّخبة الدّنيا ولا يقعدونها من أجل المساواة في الإرث لا يكاد المواطن العربي يلاحق القضايا الحياتيّة الملحّة فهو في شقاء دائم يكابد مشقّة الحياة ولا يكاد يخرج من أزمة حتى يدخل أخرى. |
اقرأ المزيد |
معضلة الاختلاف : 132 - 2018/07/05 |
هل حقّا مشكلة البلاد نخبتها؟ وماذا يعني أن لا تكون للبلاد نخبة همّها الوحيد السّير بها قدما نحو التّقدم والرقي؟ النّخبة في بلادنا نخب كثيرة وهذه أولى المعضلات، وليست المشكلة في هذا التّنوع ولا هي فى الاختلاف ولكنّ المشكلة فى هذا الصّراع المجنون وكم الأحقاد والتآمر الذي كاد أن يأتي على كلّ شيء. ونحن إذ نقارب شأن النّخبة لا ندّعي إلماما بحالها ولكنّنا ما ننفك نلمس دور النّخب من جهتي الهدم والبناء في كلّ البلاد العربيّة وما نزال نلمس حجم الهوّة القائمة بين النّخب، حتّى كان ذلك مدخلا في بعض من الأحيان لهدم المعبد على من فيه. |
اقرأ المزيد |
شجون رمضان : 131 - 2018/06/07 |
عاد علينا شهر رمضان بما اعتاد أن يعود به كلّ عام من فرح ورجاء، فرح بمكرمات الشّهر ورجاء في مغفرة الذّنوب و العتق من النّار. وليس كمثل رمضان شهر يعظّمه النّاس ويحتفلون به، وهو الشّهر الوحيد الذي يكون فيه الدّين معيارا لتحديد كلّ خطوة يخطوها الإنسان رغم اللّغط الذي نسمعه كلّ عام حول حقوق المفطرين وحرّية النّاس في السّلوك داخل الفضاء العام دون اعتبار للدّين أو تعاليمه. |
اقرأ المزيد |
مجتمع مدني فاعل : 129 - 2018/04/05 |
للمجتمع المدني دور طلائعي في تنظيم المواطنين في أطر تجعلهم أكثر فاعليّة، وقد بيّنا في مقال سابق بأنّ هذا المجتمع المدني زمن الحرّية غيره زمن ما قبل الثّورة، ذلك لأنّ الدّولة سعت دائما للهيمنة على هذا المجتمع وتوجيهه الوجهة التي تريد لتجعل منه أداة من أدواتها في بسط النّفوذ على المجتمع، ولكنّ الثّورة أحدثت تغييرا كبيرا داخل هذا المجتمع ليعرف طفرة في الحجم والدّور غير أنّ ذلك لا يعني أنّ هذا المجتمع قد استقرّ أو أصبحت له الفاعليّة اللاّزمة. |
اقرأ المزيد |
مجتمع مدني مأزوم : 128 - 2018/03/01 |
يكون المجتمع المدني حرّا أو لا يكون، ومن ثمّ فإنّ حركة المجتمع الحرّ تختلف اختلافا جوهريّا عن حركة المجتمع الذي تصادر الدّولة حرّيته، ومن ثمّ فقد سعت الدّولة دائما للتّحكم فى حركة المجتمع وإخضاعه عبر اللّجم أو عبر الاختراق. لقد كان على الدّولة أن تترك للمجتمع هامشا من الحركة حتّى لا ينفجر بوجهها وحتّى يستطيع التّعبير عن نفسه من خلال مؤسّسات مدنيّة ينشئها هو، ولكن عينها كانت لا تغيب عن تلك المؤسّسات، فإن لم تستطع إخضاعها كلّيا أو نسبيّا فإنّ الصّدام بينها وبين هذه المؤسّسات المدنيّة كثيرا ما كان دمويّا وكارثيّا فى كلّ الأحوال. |
اقرأ المزيد |
حررتهم الثورة : 126 - 2018/01/04 |
سبع سنوات مرّت على نجاح الثّورة فى تونس وقد كان نجاحها قياسيّا حيث لم تدم فى الزّمن سوى بضعة أسابيع ما بين أوّل مظاهرة في مدينة سيدي بوزيد وآخر تجمّع بشري حاشد في الشّارع الرّئيسي لتونس العاصمة. لقد قيل في الثّورة التّونسية الكثير وكتب عنها أكثر وامتّد صيتها إلى القارّات الخمس، وما فتئ يقال عنها وفيها أكثر. هي أقصر الثّورات من الناحية الزمنيّة وهي أقلها كلفة من النّاحية البشريّة والأهمّ أنّها الأساس من حيث الانتقال بالدّولة وبالثّورة من حراك منفلت إلى آخر مؤسّس، فهي الثّورة الوحيدة التى استطاعت أن تؤلّف بين مقتضيات الوجود الضّروري للدّولة ومقتضيات الحراك الثّوري الذي يقتضي الجموح والانفلات. |
اقرأ المزيد |
ثنائية الخوف و اليأس : 124 - 2017/11/02 |
هل أتاحت لنا الثّورات العربيّة المتعاقبة فرصة للحلم أم زادتنا إحباطا ويأسا؟ هل عدنا إلى مربّع الإحباط بعد أن خلنا أنّ المركب قد انطلق بنا فعلا إلى مرافئ السّعادة ؟ هل مازلنا نعتقد أنّ الحلم بالتّغيير وبالانبعاث الحضاري قد بات ممكنَ التحقيق أم أنّنا مازلنا بعيدين عنه عقودا أخرى وربما قرونا؟. |
اقرأ المزيد |
يا له من ظمأ : 123 - 2017/10/05 |
عاد التلاميذ للدّراسة فى المدارس والمعاهد وعاد الطّلبة إلى الجامعات ولعودة هؤلاء أثر على كل نواحي الحياة. عودة التّلاميذ تزيد الشّارع زخما وبهجة وتعيد للعام الجديد رونقه المعتاد وترفع عن النّاس ما كان يتملّكهم من دعة وكسل فكلّ العائلات تعيد ترتيب ساعتها ووقع حياتها اليوميّة على حسب ما يقتضيه اختلاف الدّارسين إلى المدارس. |
اقرأ المزيد |
فصل عجيب : 121 - 2017/08/03 |
يأتي الصيف ضيفا كل عام فيكون ثقيلا على البعض خفيفا على البعض الآخر. من يجد للّهو والدّعة والرّاحة سبيلا يقول عن الصّيف نعم الضّيف، ومن لا يستطيع مكابدة طقسه الحار ومصاريفه الباهظة يثقل عليه الفصل ويعدّ أيامه عدّا. في الصّيف تموت السّياسة أو تكاد، فلا تجد للنّاس اهتماما بالشّأن العام، وقد اعتادت الأنظمة المستبدة أن تستغلّ فصل الصّيف لتمرير القرارات والسّياسات التى تخشى من تمريرها في فصل آخر، كالزّيادة في الأسعار أو إجراء الانتخابات أو غيرها ممّا لا تأمن معه ردّ الفعل الغاضب أو المدمّر أحيانا. |
اقرأ المزيد |
رائحة الكوليرا : 120 - 2017/07/06 |
عاد العيد علينا مرّة أخرى واحتفلنا به وأكلنا وشربنا وعايد بعضنا البعض وتمنّى بعضنا لبعض أجمل الأمنيات، ولكنّنا لم نعرف للعيد طعما غير ما اعتدنا عليه من قبل، إذ ازداد حال الأمّة سوءا وقد بدأت نذر حرب جديدة تدقّ فى الخليج العربي والتي ستضاف إلى غيرها من الحروب المدمّرة،غير أنّها ستكون أشدّ قسوة ودمارا إذ أنّها ستكون حرب الأغنياء للأغنياء بمساعدة الأغنياء. وهي حرب لن تكون عابرة في التاريخ لأنّها ستفكّك كيانا مترابطا لغويّا ودينيّا وعشائريّا، وهي حرب لا من أجل المال ولا هي من أجل النّفوذ كما يشاع وإنّما هي بالوكالة عن أعداء يتربّصون بالأمّة الدّوائر دون أن يحرّكوا جنودا. |
اقرأ المزيد |
بأية حال عدّت يا رمضان؟ : 119 - 2017/06/01 |
شهر رمضان هو أعظم الشّهور عند المسلمين، فيه نزل القرآن وفيه فُرضت الصّلاة وفيه ليلة خير من ألف شهر. وفى شهر رمضان يكون النّاس على موعد مع عبادة لا يمارسها معظمهم إلاّ مرّة واحدة فى السّنة ولكنّهم يحرصون رغم ذلك على إيلائها مكانة لا تحظى بها بقيّة العبادات وخاصة فى المغرب العربي حيث يصوم من لا يصلّي، ويصلى من يستشعر الحرج فى رمضان فقط، فإذا انتهى الشّهر الكريم انقطع مجدّدا عن الصّلاة وهو يدرك أنّها عماد الدّين . |
اقرأ المزيد |
أزمة أم أزمة وعي : 118 - 2017/05/04 |
البلد في أزمة والأزمة تتفاقم يوما بعد يوم، وكلّما لاح ضوء في النّفق ازداد النّفق طولا وظلمة. هل في هذا التّوصيف مبالغة ؟ هل يعني هذا أنّ التّفاؤل صار ضربا من الخيال الحالم؟ هل أنّ قدرنا أن نظلّ في صراع مع ظلمة النّفق دون أمل في رؤية النّور؟ |
اقرأ المزيد |
الردة والسلام : 117 - 2017/04/06 |
يتّجه العالم أكثر فأكثر نحو مزيد من الانقسام والتّشضّي وتنفجر الصّراعات بمختلف أشكالها فى مناطق كثيرة لن تكون نتيجتها محمودة بأيّ حال ولن تؤدّي فى النّهاية إلاّ إلى مزيد من الصّراع والانقسام. فى عالمنا العربي صراع مرير فى العراق منذ ما يقرب العقدين وأنباء القتل والاقتتال هي كلّ ما يصلنا منه ، وفى سوريا قتال فى كلّ قرية وفي كلّ مدينة وحرب كرّ وفرّ وانقسام واضح بين الطّوائف والمناطق وتدمير شامل للبلاد والعباد، وفى اليمن حرب تدور رحاها منذ سنوات وتنذر بالانتشار والتّصعيد دون انتصار طرف على آخر، كلّ ذلك والبلد يتفتت وينقسم، والشأن فى ليبيا لا يختلف عن غيره فى البلدان التى ذكرناها . |
اقرأ المزيد |
أمناء على لغتنا : 116 - 2017/03/02 |
لا تكون الثورة ثورة حقيقية حتى تحدث تغييرا جذريا في المجتمع ينتقل به من حالة الضياع إلى حالة جديدة تعيد له كل أسباب القوة وتمنحه فرصة استئناف البناء الحضاري من جديد. ولئن كان تقييم الثورات التى حدثت في الوطن العربي أمرا غير يسير إلاّ أنّه بالامكان التأكيد على أنّ الحالة الثوريّة مازالت مستمرة وأنّنا بالتالي أمام دورات أخرى من النّجاح والفشل وأنّ هذه الثورات لم تستنفذ الوقت بعد لنقول بأنّها قد انتهت وفشلت وأنّنا لم نجن من قيامها شيئا. |
اقرأ المزيد |
هوية أو لا تكون : 115 - 2017/02/02 |
يكتسب موضوع الهوية مشروعيته من سؤال من نحن؟ وهذا السؤال ظلّ مهيمنا على وجدان النّخبة منذ عقود وإن اقترن في الغالب بمقاربة إشكاليات أخرى ذات صلة ومن أهمّها إشكالية التّخلف أو التّساؤل الحارق لماذا تخلّفنا وتقدّم الآخرون ؟ وما السّبيل لانبعاث الأمّة من جديد؟. |
اقرأ المزيد |
عام جديد : 114 - 2017/01/05 |
عام يأتي وآخر يمضي، يحتفل الناس بقدوم الجديد ويودعون القديم آملين أن يأتيهم بكل خير. وهم لا يختلفون فى غموض الأحاسيس تجاه المستقبل في بلاد لا تستقر على حال من المحيط إلي الخليج. سنة تعقب أخرى ونحن لا ندري هل نتفاءل أم نتشاءم والأمر كلّه لا يهدي إلى قرار. |
اقرأ المزيد |
شحذ الهمم : 113 - 2016/12/08 |
إذا علمنا أنّ الاستبداد السّياسي لا يمكن أن يسود ويتمكّن بدون استبداد ثقافي وأنّ هذه الثنائية ستظلّ قائمة مادام الإنسان على هذه الأرض ازداد يقينا بأنّ معركة الوطن في أحد وجوهها معركة ثقافيّة وأنّنا إذا لم نخض هذه المعركة بشكل حضاري يعلى من قيمة الإنسان ويضعه فوق الأحزاب والتّيارات والايديولوجيا، فإنّنا سوف نخسر هذا الإنسان في معركتنا هذه، وقد لا نجد فى المدى القريب قبل البعيد إنسانا يعوّل عليه فى البناء. |
اقرأ المزيد |
الليل لم ينجل : 112 - 2016/11/03 |
هل نحن إزاء معركة الوطن أم نحن إزاء معركة على الوطن ؟ سؤال مرّ و لكنّه للأسف سؤال نكتشف دائما حين نطرحه أنّنا نطرح سؤالَ اللّحظة و سؤال الرّاهن. يذكّرني هذا السّـــؤال شلاّل الدّماء المتدفّــــق فى أكثر من مكان في وطننا العربي، دماء تسيل بلا هدف ولا أيّ معنـــى سوى اغتيــال الأوطان. ويذكرني هذا السّــؤال مشهد نخبتنـــا التى باعت للمستبد شرفهـــا ووطنهــــا من قبل وعادت الآن تقاتـــل جاهدة من أجل إعادتـــه إلى حضن أسيادها نكايـة فــى من تظنهم أعداءها ولا تستطيع أن تراهم يشاركونها الوطـــن . |
اقرأ المزيد |
محنة متعددة الأوجه : 111 - 2016/10/06 |
الإسلاميون عامّة وبعض الحركات الإسلاميّة خاصّة في مشكلة. لا ينكر هذا الأمر إلاّ مكابر. يتجلّى مأزق الإسلاميين في انسداد الأفق أمام بعض التّجارب كتجربة الإخوان المسلمين في الأردن، أو دخول بعض التّجارب الأخرى في محنة لا يعلم مداها إلا الله وحده، كتجربة الإخوان المسلمين في مصرأو في سوريا، كما يبدو جليّا أن تجربة «حركة النهضة» في تونس ليست في أزهى أحوالها وكذا تجارب أخرى سابقة أو راهنة. ليست الأزمة أو المحن كلّ الأمر، إذ هناك من يرى أنّ الإسلام السّياسي كلّه يمرّ بحالة احتضار وأنّ إعلان موته بات وشيكا، ولا يقتصر هذا التّوصيف على أعداء التّيار وخصومه، بل إنّ بعض أبنائه بات يؤكّد هذا الأمر بناء على معطيات من الفكر والممارسة خاصّة بعد فشل تجارب الحكم، بعضها أو كلّها. |
اقرأ المزيد |
معول الجماهير : 110 - 2016/09/01 |
عمّت حالة من الاستبشار أصقاع العالم بعد اندلاع ثورات الرّبيع العربي وخاصّة ثورتي تونس ومصر، ولوحظت حالة من الارتياح فى أوساط المثقّفين والجماهير التّائقة للحرّية في غير مكان من العالم وعاد للنّاس الأمل فى التّغيير السّلمي بعد أن كان اليأس والإحباط يملآن وجدانهم. ولقد كان الإسلاميّون والمنتمون فعلا أو وجدانا للتّيار الإسلامي أكثر المستبشرين والمستفيديين، ولاح في الأفق للمرّة الأولى أنّ بإمكان النّاس استعادة أوطانهم وثرواتهم والعمل بجدّ وهدوء على تنميتها والرفع من مستواها الحضاري. |
اقرأ المزيد |
بين مثقف وآخر : 109 - 2016/08/04 |
هل كان الانقلاب في تركيا متوقّعا ؟ وهل أصبحت تركيــا فـــي مأمـن من انقــلاب آخــر قد يكــون أشـدّ دمويّة؟ شخصيّا كنت أتوقّع أن تزداد محاولات تأزيم الأوضاع في تركيا بعد توالي التّفجيرات والأحداث الإرهابيّة المتكرّرة ولعلّني كنت على يقين بأنّ الخاتمة المرّة سوف تكون انقلابا يزلزل الأوضاع. وبالمثل فإنّ فشل المحاولة لا يعني عدم تكرارها في منطقة ملغومة يزداد فيها صراع الأضداد عنفا يوما بعد يوم، ويزداد فيها حجم العنف وهدر الأرواح بشكل لم يسبق له مثيل. |
اقرأ المزيد |
حال لا يستقيم مع حال... : 108 - 2016/07/07 |
يثير مقدم شهر رمضان شجونا في النفس في كل عام، ورغم الفــرح بمقــدم الشهر الكريــم مجدّدا فإنّ سيـــلا من الذّكريات يتسابق إلى ذهــن المرء، أكثر هذه الذكريات حلو عذب وأعذبها ما كان في بواكير الصّبا والشّباب. والشّهر الكريم لا يثير الذّكريات فقط و لكنّه يثير في النّفس أيضا مراثي المسلمين ومآسيهم من عام إلى عام ومن رمضان إلى آخر، حال يزداد سوءا، ومآس ترث مآس، وحرب تلد حربا وهوان على الأمّة عظيم. صُمت رمضان المعظم وأنا صبيّ لم أبلغ الحلم بعد وكان أهلنا يرون الصّوم قبل التّكليف أدعى لاحترام الشّهر والحرص عليه ممّا لو ترك الأمر للّين أو الهوى، وممّا جعل الشّهر خفيفا على نفسي أمران، أنني شهدت الشّهر شتاء وهو جنّة المؤمن نهاره قصير فيصومه وليله طويل فيقومه، وأنّني لم أكن أحفل بما قد يسبّبه الصّوم من مشقّة ما دام لي أتراب أمثالي يصومون كما أصوم. |
اقرأ المزيد |
القضاء على الفقر : 107 - 2016/06/02 |
أحدثت الثورة رجّة في بنيان الدّولة ولكنّها لم تحدث رجّة في ماهيتها وما زلنا نعتقد أنّ الدّولة لا تكون إلاّ رعويّة ترعي الجميع ولا بديل عن تدخّلها المباشر في حياة مواطنيها وعيشهم. كأنّ الثّورة إنّما قامت من أجل إعادة انتاجها ولأنّ هذا المسار خاطئ بالجملة والتّفصيل فقد تمادى الضّغط على دولة ضعيفة محدودة الإمكانيات وتتالت الاضرابات والمطالب بشكل منقطع النّظير حتى كادت الدّولة أن تنهار بسبب عجزها عن الاستجابة للمطالب التي تتوالد بعضها من بعض قطاعا بعد قطاع.. |
اقرأ المزيد |
الرهان الأول:المسألة الاجتماعية : 106 - 2016/05/05 |
رفعت الثورة شعارات كبيرة وكثيرة ذات طابع اجتماعي كردّ فعل طبيعي على شعور غالبيّة الشّعب التّونسي بالغبن والتّهميش طوال العقدين المنصرمين على الأقل، وكان المأمول أن تتحوّل هذه الشّعارات الى برامج لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والبدأ الفعلي في مقاومة كل الظواهر الاجتماعية المخيفة التي نجمت عن عقود الاستبداد. |
اقرأ المزيد |
للعبقرية وجوه أخرى : 105 - 2016/04/07 |
يجري الحديث عن العبقرية التونسية في استنباط الحلول كلما دخلت البلاد أزمة سياسية، وكذلك الشأن عند الحديث عن النّجاح الملفت للتّجربة التّونسيّة فى الانتقال السّياسي بالبلاد من مرحلة الاستبداد إلى مرحلة التّداول السّلمي على السّلطة ومن مرحلة الحكم الفردي إلي مرحلة الحكم الخاضع لإرادة النّاس واختيارهم . |
اقرأ المزيد |
معركة الوطن : 104 - 2016/03/17 |
أرادت «داعش» أن تقيم إمارة اسلاميّة في مدينة بنقردان على الحدود مع ليبيا ولكنّها خلّفت جثث أتباعها وأحزانا وشهداء وألما على طول البلاد وعرضها ولم تزد عن كونها أفسدت وخرّبت ولفت المدينة بالحزن الشديد. |
اقرأ المزيد |
طبول الحرب : 102 - 2016/02/18 |
تُدقّ طبول الحرب على ليبيا في وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وتوجّهاتها والحرب أوّلها الكلام ولعلّ هذه الطّبول لا تدقّ من فراغ. فهل هي الحرب أم هي الخديعة أم كلاهما معا؟ «داعش... داعش» هذا هو العنوان وهذا هو المبرّر وهذه الحرب سوف تكون فى معظمها أو كلّها قصفا على المدن والقرى التي هي تحت سيطرة هذا التّنظيم المشبوه أو هى حرب استباقيّة على ما ينوي التّنظيم السّيطرة عليه. كيف دخل هذا التّنظيم وكيف تمدّد وبأيّ غاية ؟ وماذا كان من أمره فى سوريا وفى العراق من قبل؟ وما الذي يريده من ليبيا ومن اللّيبيين وهو سيد العارفين بالكارثة التى جلبها على البلاد التى دخلها من قبل؟ كلّ هذه الأسئلة لن تجد لها جوابا حتّى بعد أن تضع الحرب أوزارها فى أمد لا يعلمه إلاّ الله وحده. |
اقرأ المزيد |
ليت الشباب : 101 - 2016/02/04 |
قبل الثّورة كان الحديث عن الشّباب حديث نفاق وتزييف في عمومه، فقد كان المعتاد القول بأنّ الشّباب بخير وأنّه يحظي بالعناية الموصولة من لدن صانع التّغيير على مدار الأيّام واللّيالي. ولقد دأب الإعلام ورجال النّظام على التّذكير المتكرّر بما حظي به الشّباب من مكانة فى سياسة الدّولة وبرامجها ولعلّ أهمّ ما كان يقال في حينه أنّ الشّباب مفخرة البلاد وأنّه شباب النّت وأنّه خاصّة الشّباب الأكثر تعلّما بدليل النّسبة العالية لحاملي الشّهائد العليا اللذين تخرّجوا من الجامعة التّونسية ذات الباع والسّيط. |
اقرأ المزيد |
تجري الرياح : 100 - 2016/01/21 |
(1) «تجري الرّياح بما لا تشتهي السّفن» ، قولة أبي الطيب التي ذهبت مثلا لمن لا يدرك ما رام إدراكه من أمنيات . جرت رياح الثورة فكانت عاتية و كم اشتهت سفن المخلوع ومن كانوا حوله أن تهدأ أو تنجلي، و لكنها ازدادت مع السّاعات عتوّا حتّى اقتلعت ما أمكن اقتلاعه قبل دخول ربّان جدد استطاعوا النّجاة بما أمكن. ولقد كان بامكان الرّياح أن تجري بما اشتهاه الثّوار كلّه ولكنها انحرفت قليلا، فكان من آثار انحرافها أن بقي ما لا يجب أن يبقي وذهب ما لا يجب أن يذهب لترخي الثورة في النّهاية عنانها لريح جديدة قيل في حينه أنّها ريح الاستمرارية والتواصل . |
اقرأ المزيد |
أم الكوارث : 99 - 2016/01/08 |
الحرب أولها الكلام ... تتطالعك حيثما حولت ناظريك وأنت تتصفّح الفضاء الافتراضي تسجيلات لمعمّمين بالعمائم السّوداء من الشيعة و أخرى لمعمّمين بالعمائم البيضاء من السّنة وكلّ معمّم يشتدّ فى تقبيح من يناوئهم من ذوي المذهب المختلف. آلاف من الخطب والمقاطع المصوّرة التى لا هدف لها إلاّ التّعصب للمذهب والدّعوة إليه والتّشدد في إظهار الولاء والقدح فى الخصوم. و إذا تركت الفضاء الالكتروني وانتقلت إلى الفضاء السّمعي البصري، فسوف تطالعك عشرات القنوات الفضائيّة التى تبثّ على مدار اللّيل والنّهار ما يصيبك بالغثيان من كثرة الهرطقة والسّفاهة والتكلّف والتّشدّد. قنوات موغلة فى البذاءة والردّة عن كل ما |
اقرأ المزيد |
نحتفل بالنبي لنهتدي : 98 - 2015/12/25 |
تجدّد جدل الغارقين في التّفاهة والتّنميط كلّ عام ومعه تتلجدّد أسئلة ظلّت تطرح بلا ملل، هل احتفل الرّسول صلّى الله عليه وسلم بيوم ميلاده حتى نحتفل به؟ هل احتفل به الخلفاء الراشدون من بعده وتابعوه؟ وهل يجوز هذا الاحتفال أم لا يجوز؟ وهل يكون الاحتفال بالعصائد والمآكل أم بالذكر والتدبّر؟ |
اقرأ المزيد |
الدستور والشتاء : 97 - 2015/12/11 |
بدأ الشتاء... والشتاء عند الكثيرين محبوب وقد ورد في الحديث الشّريف أنّ الشّتاء جنّة المؤمن نهاره قصير فيصومه وليله طويل فيقومه. والشتاء ينعش البدن نهارا ويدفئ الفراش ليلا ويذهب فيه النّاس مذاهب شتّى فى الأكل واللّباس والاجتماع، فهم يعودون الى بيوتهم سراعا ليعدّوا طعاما دافئا وما تيسّر لهم من لوازم السّهر والسّمر. |
اقرأ المزيد |
هذا يوم لن يأتي : 96 - 2015/11/27 |
سقط آلاف العراقيين جراء الحصار الذي أطبق على العراق لسنوات طويلة ومعظم هؤلاء الضحايا كانوا للأسف أطفالا لا حول لهم ولا قوة، وحين سئلت «مادلين أولبرايت» عن الكارثة التي سببها الحصار للشعب العراقي قالت ما معناه «تلك ضريبة على العراقيين دفعها». انقضت سنوات الحصار بعد احتلال العراق وبقي في الذّهن وفى سجلاّت التاريخ آلاف الصّور والحكايات عن مآسي كثيرة ومعانات يندى لها الجبين ما كان للبشريّة جميعا السّماح بها أو تبريرها رغم أنّ الذين قاموا بها كانوا يدّعون دائما حرصهم على السّلام العالمي وعلى حقوق الانسان . |
اقرأ المزيد |
بين زعامتين : 95 - 2015/11/13 |
حين تحين ساعة أفول النّظام المصري الحاكم في البلد حاليا وهي قاب قوسين أو أدني، فسوف يدرك داعموه والرّاسمون لخطّ سيره أنّهم أخطؤوا خطأ فادحا حين جعلوا للانتخابات البرلمانيّة في مصر تاريخا قريبا من تاريخ الانتخابات في تركيا، إذ في حين كانت المناسبة الثّانية حدثا محليّا وعالميّا يدعو للإعجاب ويُبرز الديمقراطيّة في أبهي حللها، جاءت المناسبة الأولى بمثابة الكارثة على الديمقراطية والانتخابات وكل أنواع المشاركة الشّعبية في تقرير المصير. وفي حين جلبت الانتخابات البرلمانيّة في تركيا كلّ الاحترام لشعبها ومؤسساتها لم تجلب الانتخابات في مصر إلاّ كل الخزي للنظام وأتباعه وفتحت باب الخوف على مصراعيه أمام المصريّين الذين لم يعد أحد منهم يعرف على وجه الدّقة أين يسير السّيسي وأتباعه بالبلد، وإن كان الشّعب المصري قد جلب لنفسه قدرا هائلا من الاحترام حين رفض المشاركة في تلك المهزلة. |
اقرأ المزيد |
الاستبداد بالربيع : 94 - 2015/10/30 |
جاء الربيع العربي حاملا لآمال شعوبه في التّحرر من قبضة الاستبداد التي رانت عليها لقرون طويلة، ومع الآمال والأحلام كان هناك في الأفق كمّ هائل من الصّعوبات والمخاطر التي ظهرت في سماء هذا الرّبيع منذ الأيّام الأولى لحلوله. لم يكن لدى النخبة بكل مكوناتها ما كان يجب من الاستعداد لقطف زهور هذا الرّبيع من دون إفساد الحديقة أو تجريفها أو القضاء على أشجارها، ولم يكن لدى ما تبقي من الدّولة أي استعداد لاقتناص اللّحظة التي كانت مناسبة لتحقيق المصالحة التّاريخية بين الدّولة الموصومة بالاستبداد وأجهزتها التي تولّت رعاية هذا الاستبداد مكرهة لزمن طويل. |
اقرأ المزيد |
هجرة الأحرار : 93 - 2015/10/16 |
كانت دعوة النّبي محمد صلى الله عليه وسلّم في مكّة في بدايتها دعوة للأقربين ولمن يؤمل إسلامهم، وكانت سرّية حذرة لا ترغب في أيّ صدام مع المجتمع المكّي، وحين بدأ انتشارها يزيد وأتباعها يزدادون عددا بدأ أهل مكّة في محاربتها والتضييق عليها وبدأت بوادرصدام حتمي تلوح في الأفق. ولم يكن هذا الصّدام متكافئا ولا كان متبادلا، فقد كان المسلمون مسالمون، لا يرغبون في شيء سوى ممارسة حقّهم الطبيعي في اختيار دينهم وعبادة ربّهم على النّحو الذي أراده منهم، ونشر دعوتهم سلميّا في مجتمعهم وما حوله من قبائل العرب. أمّا قريش فقد كانت تتوجّس من دعوة الرّسول وتستشعر فيها تغييرا جذريّا سوف يطيح بنفوذها بين قبائل العرب ويضرب مصالحها الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعية في العمق كما أنّ الدّعوة الجديدة سوف تأتي بدين جديد لا أوثان فيه والعرب تمجّد أوثانها وتقدّم لها القرابين وتحجّ إليها حجّا. |
اقرأ المزيد |
الذي باركنا حوله : 92 - 2015/10/02 |
تجدّدت في الآونة الأخيرة محاولات الصّهاينة في القدس الشّريف تخريب المسجد الأقصى وتدنيسه، وهي محاولات لم تنته أبدا بزعم وجود الهيكل تحت المسجد الشّريف ومحاولات تُجدّد بين حين وآخر لهدم المعلم الإسلامي المقدّس عند عموم المسلمين وإقامة هيكل سليمان المزعوم وكل ذلك ضمن نفس السّياسة التي دأب عليها اليهود وآلتهم الإعلامية والقائمة على ترويج الكذبة الكبرى التي يتغذّى عليها الكيان وهي تلك المتعلّقة بأحقّية اليهود وحدهم في أرض أجدادهم أرض الميعاد وعاصمتها القدس، عاصمة أبديّة، وللأسف لا توجد بوادر توحي بلجم الإسرائلييّن ودفعهم دفعا نحو احترام المسجد الأقصي كمعلم مقدّس ولا احترام إرادة الشّعب الفلسطيني في الحفاظ على مقدساته جميعا وأوّلها القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك . |
اقرأ المزيد |
أي إصلاح نريد؟ : 91 - 2015/09/17 |
من يريد إصلاح شيء لا بدّ له من سابق معرفة بالشيء المراد إصلاحه، كأن يكون مختصّا كامل الاختصاص لا شكّ في معارفه أو أن يعتمد في عملية الإصلاح علي صاحب خبرة، هذا مفهوم بالبداهة . نحن الآن في خضم سجال دائر منذ مدّة وسيتواصل على المدى القريب، ومدار السّجال إصلاح المنظومة التّربوية إصلاحا آخر بعد محاولات إصلاح سابقة، ولقد أخذت وزارة التّربية على عاتقها القيام بهذه المهمّة الصّعبة وعلى نحو عاجل مستعينة في ذلك بالمعهد العربي لحقوق الإنسان والاتحاد العام التونسي للشّغل، وممّا لا شكّ فيه أنّ هذا الإصلاح يجب أن يتمّ على نحو عاجل بعد وصول أزمة التّعليم إلى ذروتها وتراكم المشاكل ووصول الوضع داخل مؤسّسات التّعليم خاصّة والمناخ التربوي بصورة عامّة إلي حالة تنذر بالخطر وتدعو بإلحاح إلى الذّهاب بسرعة نحو خطّة إنقاذيّة قبل فوات الأوان، غير أنّ الاستعجال لا يجب أن يحول بيننا وبين طرح العديد من الأسئلة ذات العلاقة بعمليّة الإصلاح هذه. |
اقرأ المزيد |
الدرس السوري : 90 - 2015/09/03 |
تتدفّق أعداد اللاّجئين السّوريون إلى أوروبّا و يزداد عددهم كلّ يوم وهم يريدون فرصة للعمل والاستقرار في بلادها الغنيّة وخاصة ألمانيا وهم لايصلون إليها إلاّ بعد معاناة يهلك فيها من يهلك وينجو فيها من ينجو، وهذه الموجة من الهجرة لن تكون إلاّ فصلا آخر من فصول مأساة المفصولين من أوطانهم بفعل الحروب التي تحصد آلاف البشر وتهدم أوطانا بكاملها. |
اقرأ المزيد |
أمي : 89 - 2015/08/20 |
في الذاكرة صور متعددة لأم واحدة هي أمي وفي القلب صورة واحدة لا تفارقني ولم تفارقني منذ أشرقت في ذاكرتي إلى يومنا هذا رغم مرور ثمانية عشر عاما هي عمر الوفاة. |
اقرأ المزيد |
الثورة والبناء : 88 - 2015/08/06 |
انتقلت الثّورات العربيّة في زمن وجيز من مرحلة المدّ الى مرحلة الجزر، بعضها توقّف لهيبها تماما وأخرى بين الانطلاق والأفول كما هو الحال في ليبيا واليمن مثلا. وبغض النّظر عن الأسباب و تشعّبها وسوء تقدير النّخب التي تولّت الحكم لعاملي الزّمن وللحجم الهائل من التّحديات، فإنّنا مازلنا بصدد الحديث عن فرصة الانطلاق نحو تغيير تدريجي للأوضاع التي كانت قائمة قبل الثّورة وتحقيق ما أمكن من أهدافها دون السّماح بانزلاق الوضع الى ما كان عليه من قبل أو الى ما هو أسوء. |
اقرأ المزيد |
رمضان القادم : 87 - 2015/07/23 |
يوم يعقب يوما وشهر يلي شهرا، هكذا ودعنا شهر رمضان المعظم واستقبلنا شهرا آخر من شهور الحياة الدّنيا ولكنّنا لا نزال نحمل طعم هذا الشهر الفضيل في حلوقنا ونكاد لا نغادره في عاداتنا وعباداتنا وفي أمنياتنا أيضا، ومهما فصلنا من القول في حقّ هذا الشّهر الكريم فلن نستطيع أن نوفيه حقّه من التّعظيم فهو عند المسلمين قاطبة من أعظم الشهور. |
اقرأ المزيد |
آلة قتل عمياء : 86 - 2015/07/09 |
لا يكاد يمر يوم من الأيام دون سماع أنباء محزنة من هنا وهناك والأدهي أنّ هذه الأنباء تتعلّق فى معظمها بأناس قتلوا غيلة وظلما من دون أن يكون القاتل عارفا بالمقتول، بل ومن دون أن يكون المقتول قد ارتكب أيّ شيء يدعو إلى قتله. ولسنا هنا بصدد الحديث عن حوادث متفرّقة أو رقعة صغيرة من الأرض وإنّما نحن إزاء رقعة جغرافيّة هائلة وقتلي بالعشرات وبالمئات يوميّا ممّا يجعل مجموع الذين قتلوا في العشريتين الأخيرتين وما قبلهما يصل في منطقتنا العربيّة إلي مئات الآلاف في نزاعات تزداد حدّة وتوسّعا مع مرور الزّمن ممّا يرشّح أعداد الضّحايا الى التّضعيف في وقت وجيز من دون أن يبدو أيّ ضوء في آخر النّفق. فهل يا ترى يمكننا الحديث عن أمل في المدى القريب أو البعيد أم أنّ آلة القتل الأعمي سوف تواصل حصد مزيد من الأرواح؟ |
اقرأ المزيد |
ها قد عاد رمضان : 85 - 2015/06/25 |
«شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ، فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ». فأمّا كون هذا الشّهر مقدّما على الشّهور كلّها فهذا حقّ لا مراء فيه وقد تحلّى بحليتي الصّوم والقرآن فغدا شهرا مباركا كلّما حلّ بالمسلمين حلّت معه بركته وجاء فضله بكل خير. وأمّا كونه شهر الصّيام فآية ذلك أنّ صومه لم ينقطع منذ فُرض الصوم على المسلمين وما زال النّاس يصومونه بحبّ وشغف ويبالغون فى إكرامه والاحتفال بمقدمه لا تتغيّر قلوبهم في ذلك بل يزدادون حبّا للشّهر عاما بعد عام. |
اقرأ المزيد |
تركيا ... الاخضر واليابس : 84 - 2015/06/11 |
اكتست الانتخابات التركية الأخيرة أهمّية بالغة وفرضت على الجميع انتظار نتائجها كلّ حسب رغبته وتمنياته .الإسلاميّون المعتدلون كانوا في حاجة إلى انتصار جديد يحّققه حزب العدالة والتنمية للتّأكيد مرّة أخرى على جدّية المشروع الإسلامي المعتدل والحداثي والتصاقه بمستقبل كلّ شعوب المنطقة، ومعادوا المشروع الإسلامي عامّة والمشروع التّركي خاصّة الذين كانوا قاب قوسين أو أدني من إعلان بدايات انهيار المشروع وتلاشيه باندحار حزب العدالة والتنمية وحصوله على نتائج هزيلة. وفي المحصلة فقد كان اهتمام الجميع شرقا وغربا بهذه الانتخابات باعثا على التّساؤل مرّة أخرى إن كان للإسلاميين الحقّ في امتلاك مشروع والدّفاع عنه أم يظلّ الأمر مجرّد طفرة أو فلتة في غفلة من الزّمن آن لنهايتها أن تحين؟ |
اقرأ المزيد |
متى نستفيق؟ : 83 - 2015/05/28 |
اقرأ المزيد |
شبابنا إلى ين؟ : 82 - 2015/05/14 |
ماذا يعني أن يتقدم عشرات آلاف الشّباب في تونس دفعة واحدة من أجل المشاركة في مناظرة وطنيّة لشغل بضعة آلاف من الوظائف في مأساة تتكرّر بين حين وحين، وبعض هؤلاء الشّباب قد نهكته البطالة الطّويلة ولم يعد يرى أيّة فائدة في انتظار وظيفة لا تأتي أبدا؟ وماذا يعني أن يتكدّس المئات من الشّباب بين حين وحين في قوارب الموت المتّجهة إلى سواحل إيطاليا وهم يدركون أنّ الموت أقرب إليهم من تلك السّواحل؟ وماذا يعني أن يسقط الآلاف وهم فى مقتبل العمر في براثن المخدّرات بأنواعها والخمر وغيرها من مهلكات البدن في مقدّمات موضوعيّة لانحراف مدمّر لا فكاك منه؟ هل لظاهرة اكتظاظ السّجون مثلا علاقة بتدفّق آلاف الشّباب من السّجناء لأسباب عدّة بعد تطوّر نسق الجريمة في العهد النّوفمبري البائد؟ |
اقرأ المزيد |
من أجل حراك أفضل : 81 - 2015/04/30 |
كتبت من قبل عن حراك شعب المواطنين وبغض النّظر عن كون القائمين على الحراك قد اطلعوا على ما كتبت أم لم يطّلعوا عليه، فإنّني أرى من الضروري على المؤمنين بالحراك وغير المؤمنين به تعميق النّقاش أكثر في ضوء خروج المبادرة من سياق التفكير الي سياق الفعل بعد انعقاد أول اجتماع للحراك مؤخّرا. ولقد سبق لي التّأكيد على أنّ فكرة الحراك قابلة للتّحقيق في المدى المنظور وفي المدى البعيد على حدّ السّواء وفي هذا تأكيد على أنّها ليست فكرة هلاميّة وهي أضغاث أحلام كما يروّج البعض وأنّنا قد نكون بصدد التّأسيس لكيان جديد أكثر فاعلية من الكثير من الكيانات التي وجدت منذ زمن بعيد ولكنّها لم تستطع أن تؤسّس لأيّ شئ. |
اقرأ المزيد |
الكتاب والإرهاب : 80 - 2015/04/16 |
«لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، هذا هو شعار المرحلة الحالية والمعركة بالطبع هي معركة القضاء على الإرهاب، وبغض النّظر عن المداد الذي سال ويسيل كلّ يوم في ما يحبر من مقالات هنا وهناك، فانّنا لم نستطع بعد أن نقارب موضوع الإرهاب مقاربة عميقة وربما سنحتاج الى نواة أخرى وللكثير من الضحايا حتى نتّفق في النهاية على أنّ الحلّ لا يكمن في المواجهة الأمنيّة فقط ولا في فرض أجندات بعينها على النّاس وإنّما يكمن الحلّ في مقاربة شاملة هدفها الوصول كما يفترض إلى تأسيس دولة وطنية جامعة، ترتقي بالانسان في شتى المجالات وتتيح للجميع فرص المشاركة البنّاءة في تقرير المصير. |
اقرأ المزيد |
نكبة العرب وثوراتهم : 79 - 2015/04/02 |
خصوصا والمسلمون عموما لا تنتهي فصولها إذ لا يكاد ينتهي فصل حتى يبدأ فصل آخر في تعاقب محيّر لذوي الألباب، فقد كان أجدادنا يعتقدون أنّ تحرّرهم من الاستعمار كفيل وحده بخروجهم من التّخلف ولحاقهم بركب الشّعوب المتقدّمة غير أنّ الاستعمار رحل بعد سنوات من الكفاح والجهاد والألم ومكابدة الفقر والحرمان ولم يخلف وراءه إلاّ أنظمة كان بعضها أشدّ على النّاس من المستعمر. اختفت من قاموس السّياسة مفردات الاستعمار والجهاد والمقاومة وحلّت محلّها مفردات البناء والقضاء على التّخلف واللّحاق بركب الحضارة وجاءت الأحزاب والثّورات بفكرة الدّولة الوطنيّة وظنّ الجميع أنّ حكامهم سوف يكونون منهم وأنّهم أصبحوا بفضلهم مالكين لثرواتهم وعقولهم وأوطانهم ولكن تعاقب السّنين جعل الجميع يدرك أنّ الأمر لم يكن أكثر من وهم و أنّ الدّولة الوطنيّة لم تفلح في تحقيق معظم شعاراتها وأنّما انحسرت في شخص حاكمها ومن والاه لتتحوّل إلى طاحونة تطحن البلد بمن فيه وليس أمام النّاس إلاّ القبول بالواقع وبمقاربة الحاكم بأمره مقاربة وحيدة يُدار بها شأن الوطن وشأن الإنسان وإلاّ فالعصى لمن عصى و السّجون شاهدة على كل شيء |
اقرأ المزيد |
مقدّمة لحراك شعب المواطنين : 78 - 2015/03/20 |
كثيرون هم اللذين استبشروا بالدّعوة إلى حراك شعب المواطنين وكثيرون اعتقدوا منذ اليوم الأول أنّها دعوة ميهمة ليس لها أي أفق، ولكن الجميــع انتظر لعلّ الأيام تأتي بما يدعم وجهتي النظر ولكن الغموض ظلّ قائما و بدأ الخلاف يدبّ داخل الذين سهروا على إخراج الحراك أنفسهم ومنهم من أعلن انسحابه أصلا بما أصبح يهدّد الفكرة نفسها بالفشل.ولم تكن دعوة الرئيس المنصف المرزوقي لتأسيس حراك شعب المواطنين في أعقاب خروجه من السّباق الرئاسي ومن قصر الحكم مبتورة عن سياقها، فقد جاءت إثر تقييم لتجربة حكم من جهة وإثر حراك انتخابيّ شاقّ على مدى ما يقارب الشّهرين من جهة أخرى، ومن ثمّ فقد كانت البدايات السّياسية ومخرجات التقييمات المشتركة لأهل الحراك كل من موقعه وراء بلورة فكرة الحراك بلا شك، غير أنّ هذا العامل السّياسي بامتياز أريد له منذ البداية أن يكون محدود التأثير وقد يُراد له الآن أن يختفي تماما وهذه مفارقة من الصّعب فهمها عند الطّرفين آنفي الذّكر أي المستبشرين بالدّعوة والرّافضين لها أو الغير مقتنعين بجدواها. |
اقرأ المزيد |
في التطبيع البيئي مع الجريمة : 77 - 2015/03/06 |
تطالعنا الصّحف التّونسية بين حين وآخر بأخبار صادمة عن جرائم قتل واعتداء بالفاحشة أو اغتصاب غاية في البشاعة والاستهتــــار بالقيم الانسانيّة عامــــة والإسلاميّة على وجه الخصوص. ويعيدا عن المهاترات التي يحفل بها الاعلام والفضـــاء السمعي البصـــري، فلن يكون بوسعنا الاحتكام الى أيّة منظومــــة أخرى في تحديد المحمود من السلوك والمنبوذ منه بعيدا عن منظومــــة القيم التي تأصلت عندنا منذ مئات السنيــــن وهي المنظومة التي رعاها الدّيــــن الإسلامي على مرّ العصور. بلغت بعض هذه الجرائم حدّا من الاستهتار لم نعهـــده من قبل إذ لا عهد لنا بولد يقتل والــــده أو آخر يذبح أمّه ذبحا أو يذبح أبناءه أو يقتلهم تباعا بلا رحمــــة ولا شفقــــة، ليس هذا فحسب بل إن تواتر هذه الجرائم وارتفاع نسقها واختلاف الأمكنة التي حصلت فيها في الرّيف وفي المدينة سوف يجعلنا عاجلا أو آجلا نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من تحوّل هذه الجرائم الصّادمة إلى شئ اعتيادي لا يثير الاهتمام. |
اقرأ المزيد |
جربة نموذجا : 76 - 2015/02/20 |
اقرأ المزيد |
من أين جاءنا هؤلاء : 75 - 2015/02/06 |
قيل سنوات طويلة قرأت في مجلة المجلة مقالا للكاتب الألمعي الطّيب صالح عنوانه من أين جاءنا هؤلاء وكان حديث الكاتب يدور عن الجماعات الإسلاميّة المتطرّفة من مثل الجماعة الإسلاميّة في مصر والجزائر أو من مثل جماعات مثلها في باكستان وأفغانستان، ولم تكن تلك الجماعات بالعنف الذي نراه الآن إذا استثنينا الجماعة الجزائريّة مع ما تواتر من حديث عن اختراقها مخابرتيّا وتشكيك في وجودها أصلا. وقد رأي الطيب صالح أنّ هذه الجماعات غريبة عن ديننا وعن ثقافتنا وعن موروثنا الحضاري ومهما أتت به من محاولات للتأصيل فهي جماعات لا أصل لها ولا مبرر لوجودها، ولو أنّها وجدت من قبل لما وصل لنا الجزء الأكبر من تراثنا بما حواه من انفتاح بدءا بالشعر الجاهلي وصولا إلي كتاب الأغاني وأطروحات علم الكلام. يتساءل الطيب صالح بحرقة عن السّر في وجود هؤلاء ومن أين جاؤوا ولم يبلغه في حينه نبأ الذين يقتلون بغير تحفظ وهم يصيحون قبل وبعد وأثناء القتل الله أكبر. وإذا كان أديبنا الكبير رأى في وصول جزء من التّراث إلينا معجزة فكيف كان سيرى علاقة هؤلاء بالحضارة الانسانيّة عامّة فضلا عن علاقتهم بالايداع. |
اقرأ المزيد |
قمّة المأساة : 74 - 2015/01/23 |
أصبح الفضاء الافتراضي مليئا بالصّور البشعة عن إعدامات بالجملة لأناس يقال بشأنهم ما لم يجر إثباته بواسطة أي جهة محايدة، ولا تعدم الجهة القاتلة حجّة في تبرير ما تفعله بأناس يفترض أنّهم لأبرياء حتّى تثبت إدانتهم، فضلا عن كون الجهة التي تعدمهم ليست أهلا لا للمحاكمة ولا لتنفيذ الأحكام، أمّا صورة التّنفيذ فلا تدلّ إلاّ علي انحطاط قيمي لا تجد له تبريرا سوى شهوة القتل التي تنزع عن الإنسان انسانيته وتحوّله إلى ما دون مرتبة الحيوان . لا تستطيع النّفس الرّقيقة أن تتحمّل بشاعة تلك المشاهد ولذلك فلا عجب أن ترى الغالبيّة من النّاس تنصرف عن مشاهدة تلك الصور أو ترويجها. ومن النّاس من أصبح ميّالا إلى اعتبار تلك المشاهد من قبيل المبالغة أو الخيال أو حتّى الإدّعاء. ولكن الاكتفاء بعدم المشاهدة أو استنكار ذلك السّلوك لم يعد كافيا ولذلك فقد صار من الضّروري إضفاء مزيد من الاهتمام العلمي على السّلوك الصّادم لهؤلاء الأفراد ولتلك الجماعات بغاية الوصول إلى آليات التفكير عندهم بدل القول دائما بأنّ الموروث الدّيني هو ما يبرّر مثل هذا السّلوك. |
اقرأ المزيد |
المنوال والانسان : 73 - 2015/01/08 |
اجتاحت الثّلوج مناطق شاسعة من البلاد وحوّلتها الى ما يشبه السّجاد الأبيض أو ما يشبه جبال الصّوف، وتلك مناطق طقسها لاذع البرد شتاء ولا قبل للفقراء به وهم يحتاجون الى الحطب ومواقد الغاز للتّدفئة ويحتاجون أكثر إلى الأكل والغطاء وسائر المستلزمات الضّروريّة لمجابهة برد يلسع العظام. والمفارقة العجيبة أنّ هذه الرّبوع إن لم تكتس حلّة بيضاء بفعل الثّلوج فإنّها تكتسي حلّة خضراء شديدة البهاء على مدار السّنة حتى سميت مطمورة روما في زمن كانت فيه الفلاحة بدائيّة . ولعلّ من نافل القول أنّ تلك الرّبوع لم تحض بما يليق بها من العناية في العقود الماضية حتى أصبحت تعاني الفقر والتخلف وحتى صار أهلها لا يجدون للحياة الكريمة سبيلا. ولم تحصل بعد عقود من الاستقلال على جظّها المفترض من التّنمية ولذلك كان منظر الثّلوج على أرضها شديد الوطء على النّفوس لأنّه كان يعني لذي البصيرة حكايات طويلة لا تحصى عن المعاناة التي ستسبّبها تلك الثّلوج للسّكان قليلي المال و الحيلة . |
اقرأ المزيد |
العرس الذي انفض : 72 - 2014/12/25 |
انتهى العرس الانتخابي وكان أطول عرس في حياة التونسيين، بدأ بالتّشريعيّة فأفرز مجلسا للشّعب وانتهى بالرّئاسيّة فوضع على كرسي الرّئاسة رئيسا لن يكون بوسع أحد نعته بالمؤقت. وليست تونس استثناء في بلاد الرّبيع العربي من حيث أنّها نظّمت انتخابات ناجحة كان فيها فائز ومهزوم، فقد كان الشّأن كذلك في مصر وفي ليبيا من قبل ولكن المسار لم يفض في النهاية إلا إلى مآلات أليمة ولعلّ قولة القذّافي الشهيرة «بكرة نزحف عليهم بالملايين ونطهر ليبيا منهم شبر شبر» قد بدأت تتجسّد الآن بواسطة جند «حفتر» أو على الأقل هذا هو المراد ولا عزاء لليبيّين في ديمقراطيتهم الوليدة . أمّا في مصر، فقد انتهت كل الانتخابات وما أفضت إليه بانقلاب دموي وسلطة جديدة ليست لها من رادع ولا من رقيب، حتّى لقد كاد الثّوار يترحّمون على عهد من ثاروا عليه. حينئذ يمكننا القول بأنّ العرس الذي انفضّ سماره ومقيموه ومدعووه ما زال لم يؤت ثماره ولم نر بعد إن كان عرسا حقيقيّا يحقّ لنا أن نحتفل فيه أم هو مجرّد وهم بالعرس لا حقيقة للفرح فيه. |
اقرأ المزيد |
غير مرغوب فيهم : 71 - 2014/12/11 |
رُوي أن الشيخ «حسن الترابي» حين كان رئيسا للبرلمان السّوداني، التقي الرئيس «فرنسوا ميتران» في باريس وكان الحديث يدور عن السّودان ولكنّه تشعّب ليصبح حديثا عن الإسلاميّين وتجربتهم في الحكم، وأصرّ الرّئيس الفرنسي على أنّ الانقلاب الذي قام به الرئيس «البشير» بمعاونة «التّرابي» كان انقلابا غير شرعيّ أسقط حكومة منتخبة بشكل حر. وكان دفاع «التّرابي» حادّا حيث ذكر لمضيّفه أنّ الاسلامييّن جاءوا بطريق الثّورة في إيران فحوصروا وأصرّ الغرب على حصارهم و ظلّ يحاول إسقاطهم باستمرار وأنّه لولا يقظة الشّعب الإيراني وما توفّر لدى الايرانيّين من إمكانيّات مادّية لكان بإمكان الغرب إسقاط الحكم الإسلامي هناك، ويكفي أنّ الغرب ما انفكّ يفتعل الأزمات للنّظام الإيراني ومنها ما كان مدمّرا حقّا وخاصّة حربه الطّويلة مع العراق . وذكر «التّرابي» للرّئيس الفرنسي في اللّقاء نفسه بأنّ الجزائر أجرت انتخابات ديمقراطية تعدّدية لأوّل مرّة في تاريخها في أوائل التّسعينات، وهي انتخابات حصلت إثر أحداث دامية وفي أعقاب عقود طويلة من الاستبداد وحكم الحزب الواحد، ولمّا كانت حصيلة تلك الإنتخابات اكتساحا للإسلاميّين في الدّور الأول فقد جرى إلغاء النّتائج والانقلاب على الرّئيس «الشاذلي بن جديد» ووضع البلاد في طريق الحرب الأهليّة . |
اقرأ المزيد |
مربط الفرس : 70 - 2014/11/27 |
تتزامن الدورة الثّانية للانتخابات الرّئاسية مع ذكرى اندلاع الثّورة وكأنّنا بصدد إعادة النّظر في التّجربة برمّتها أو بصدد عمليّة تصحيح لا مفرّ منها. لقد اختار الشّعب التّونسي ومعه أغلب القوى السّياسية أن تكون الانتخابات وسيلته في التّغيير؛ وارتآي الجميع أن تكون حرّية المشاركة والتّنظم متاحة لكلّ الفرقاء على قدم المساواة؛ وانتهت كلّ الحوارات إلى إلغاء فكرة الإقصاء نهائيّا من قاموس السّياسية فى تونس. اقتضى الأمر حينئذ أن يشارك الذين ثاروا والذين وقعت الثّورة عليهم؛ وفشلت كلّ محاولات الأمتار الأخيرة لإقصاء الطّرف الذي كانت ممارساته السّياسية والاقتصاديّة والثقافيّة سببا في الثّورة عليه؛ وعبثا حاول الأوّلون والآخرون فعل الشئ نفسه فقد اصطدم الجميع بسدّ منيع وخرج المارد من قمقمه. |
اقرأ المزيد |
ننتصر .... أو ... : 69 - 2014/11/13 |
استطاعت الثورة التونسية أن تتخطي صعابا ومنعطفات عديدة حيث تخلّصت من آلة القمع الرّهيبة التي جثمت على صدور التّونسيين طويلا وكسّرت حاجز الخوف لتجعل من أكثريّة المجتمع في مواجهة مع النّظام ممّا أجبر رأسه على الهروب ودولته على التراجع. ولئن فاجأت الثّورة نخبة النّظام وبطانته فإنّ هذه النخبة سرعان ما استعادت زمام المبادرة مستغلّة انقسام المعارضة وسذاجة الثّوريين وافتقارهم للقيادة، فلقد استنفرت هذه القوى مجتمعة كل قوّتها منذ الأيام الأولى لقلب المعادلة لصالحها كليّة، فلما لم تفلح اكتفت بالانتظار والمناورة. |
اقرأ المزيد |
زمن لا يحتمل الخطأ : 68 - 2014/10/30 |
انتظر التونسيون بفارغ الصبر يوم الإنتخابات بعضهم ليدلي بصوته وبعضهم ليرى المآل الذي ستؤول إليه البلاد بعد نهاية الإختبار الثاني في عمر التجربة التونسيّةالجديدة.جاء اليوم الموعود وتمخّض عن زلزال جديد ؛ ولكن هل يعدّ ما حدث في ذلك اليوم مفاجئا كالزلازل أم كان منتظرا أم ماذا؟ وهل يعكس ما جرى من تصويت عقابا لجماعة أم هو ندم على الزلزال الأول أم هو فقط تذكير للحالمين من الثّوار وغيرهم أن لا شئ مستحيل الحدوث؟ جاءت المفاجأة من نواح عدة؛ فالذين استطاعوا الإنتصار في أولى الإنتخابات وجدوا أمامهم كل ما يهيء للانتصار من نقمة النّاس على النّظام السّابق إلى شعور النخبة الحاكمة حينها بحاجتها لشرعيّة الصندوق الانتخابي من دون أن تشكّ في أنّ هذا الصندوق سيمنحها القليل الذي تبني عليه وهذا في أسوإ الأحوال؛ ولكنّ الرّياح جاءت بما لا تشتهيه السّفن رغم حملات التّشكيك والتّفتيش في النّوايا ورغم القانون الانتخابي والإصطفاف الايديولوجي وغيره. لقد أراد صاحب الصولاجان ومدبّر كثير من الأمور استبدال فئة حاكمة بأخرى تحكم من دون تغيير العقل الحاكم الذي ظلّ يدير دولة الاستقلال منذ نشأتها. |
اقرأ المزيد |
لعل وعسى : 67 - 2014/10/16 |
بلغ الرجل سن التقاعد وكان عليه من ثم أن يغير الكثير من عاداته التي ارتبطت في معظمها بالشغل ولكن لم يستطع تغيير عادته في شرب القهوة صباحا مستأنسا بصحيفة يومية لم يغيرها منذ سنين .صار الرجل الآن يصحوا كما اعتاد ويذهب كل صباح إلى مقهي الحي حيث ينتحي ركنا منه ويبدأ القراءة مع أول رشفة وأول نفس من سيجارته .سنوات مرّت عليه وهو يقرأ من صحيفته شيئا قليلا من أخبار السّياسة في العالم وبعض المتفرقات والكثير من أخبار الرياضة وفريقه المفضل . يوما بعد آخر وشهرا إثر شهر حتى تعوّد على المكان وأنس له المقهي ومن فيه غير أنّ حدثا جديدا بدأ ينغّص عليه جلسته ويصيبه بالتوتر والخوف يوما بعد يوم. |
اقرأ المزيد |
لا خاب من انتخب : 66 - 2014/10/02 |
الذين لا يعرفون من أوروبا إلا وجهها الحالي ويعدّونها مدرسة في الدّيمقراطية والنّجاح، عليهم فقط أن يعودوا بالذّاكرة قليلا ليطّلعوا بأنفسهم على الثّمن الخرافي الذي دفعه الأوروبيّون من أنفسهم وأموالهم وعمرانهم في حربين أتتا على الأخضر واليابس وقتلت وشرّدت ملايين من البشر وليس ذلك شأن أوروبا وحدها بل هو شأن شعوب أخرى كثيرة منها مثلا الشعب اللّبناني الأقرب إلينا تاريخا وجغرافيا. نحن الآن في الشوط الأخير لأحد أهم المراحل في تاريخنا الحديث ولذلك كان من الواجب التّذكير بأنّنا لسنا أول شعب أضطرّ إلى دفع ثمن غال ليبدأ تحوّلا حقيقيّا من الاستبداد إلى الدّيمقراطيّة فالتّداول السّلمي على السّلطة . بل إنّ الثّمن الذي دفعناه لا يكاد يذكر مقارنة بأثمان أخرى دفعتها شعوب مثلنا، كانت تطمح في العيش الكريم .ولعلّ من المهمّ هنا التّأكيد أنّ دخولنا سباق الانتخابات لن يكون كافيا للاطمئنان على ما سيليه من مراحل لم تكن الانتخابات إلاّ خطوة من الخطوات الضروريّة في سبيل انجازها. |
اقرأ المزيد |
الرهان والنسيان : 65 - 2014/09/18 |
لما ردّدها الدستوريّون على مدى عقود طويلة بل إنّ هذا الشعار مكرّس في الدستور القديم بالنّص وقد دأب النّظام البائد على العناية بالإرادة الشّعبية وإيلائها ما تستحقّه من عناية، ولذلك كان لا يفوّت الفرصة على نفسه ولا على النّاخبين في تكريس هذه الإرادة كلّ خمس سنوات بدون انقطاع، برلمان يرث برلمانا ورئيس يرث نفسه وحزب مؤتمن على الحكم وعلى الدولة وعلى حسن تقدير الخيار الشّعبي الذي كان لا يرى في غير التّجمع الدّستوري الدّيمقراطي خيارا آخر باعتباره حزب الرّئيس «صانع التغيير» وصاحب الفصل على البلاد والعباد. |
اقرأ المزيد |
الرهان على النجاح : 64 - 2014/09/04 |
ربنا من اليوم الموعود كلّما ازداد إدراكنا لحجم التّغيير الهائل الذي طرأ في هذا البلد .لا نريد الدّخول في تفاصيل الأحداث من جديد ولا أن نطرح السّؤال التقليدي الذي ما زالت بعض النّخب تطرحه وهو السؤال المتعلّق بحقيقة ما حدث هل هو ثورة أم هو انتفاضة أم هو مؤامرة أم هو ماذا؟. إنّ كل ما قيل عن ذلك الزّلزال الرّهيب يحتمل الخطأ كما يحتمل الصّواب وما زالت تلك الأحداث لم تفصح عن مكنونها الحقيقي بعد، وليس مهمّا في اعتقادنا البحث في مثل هذه الأسئلة بل المهمّ هو البناء على ما سبق لتأسيس واقع جديد بدأت لحظته الأولى مع هروب المخلوع وما هذه الانتخابات إلا خطوة أخرى نحو إزالة كلّ مخلفات الماضي القمعي لكي نستطيع بمراكمة الفعل الإيجابي في كل مرّة أن نصل إلى تحقيق أهدافنا كلّها من دون أن نقيم وزنا لكون الثّورة الحقيقيّة هي الثورة التي تطيح بالماضي كلّه دفعة واحدة لتبني على أنقاضه حاضرا مجيدا. |
اقرأ المزيد |
السبيل الوحيد : 62 - 2014/08/07 |
هم يناشدونه البقاء وهو يأمرهم أن يناشدوه هذه هي القاعدة التي كانت تدار على أساسها كل الإستحقافات الانتخابية زمن المخلوع ولذلك نرى من المهم التأكيد على بعض المسلمات حتى لا تضيع منا البوصلة فى زحمة الاعداد لمرحلة جديدة تبدأ بالإقتراع الحر ولا تنتهي به: - نحن لسنا إلا إزاء معادلة جديدة كان للشعب التونسي العظيم كل الفضل بعد الله سبحانه وتعالي في إقرارها وهي معادلة الحاكم والشعب فقد كان المخلوع لا يري في هذا الشعب إلاّ كتلة من المناشدين لا تصوّت إلاّ له ولمن يرغب في فرضهم علي الناس غير أن هذا الشعب استطاع بفضل ثورته العظيمة أن يقطع مع المناشدة وأن يستعيد زمام المبادرة وأن يعيد للانتخاب معناه الجقيقي وهو الاختيار الحرّ وشتان بين ما كنّا فيه وما نحن بصدده الآن. |
اقرأ المزيد |
الحمد لله : 61 - 2014/07/24 |
اقرأ المزيد |
بيد الخليفة أو بيد غيره : 60 - 2014/07/10 |
قالوا أنّها سوف تكون أمّ المعارك، جاءت فكانت أمّ المهالك،هكذا كتب السيد منصف المرزوقي في حينه تعليقا على ما بشّر به الرّئيس العراقي صدام حسين من هزيمة ماحقة لقوات ما يزيد عن الثلاثين دولة اجتمعت كلّها لإخراج الجيش العراقي من الكويت. تداعت النّخبة الحالمة بنصر موهوم ولم تترك من قاموس السّباب شيئا إلاّ وقذفت به في وجه الرّجل مع أنّه نطق بالحقّ فلم يكن خروج الجيش العراقي منسحبا سوى هزيمة نكراء جرّت على أهل العراق ويلات ما زالوا يعانونها إلى الآن . حوصر العراق لسنوات طويلة حصارا بشعا ومنع عنه كل شئ بدعوى شبهة الاستغلال في الشّأن العسكري وتصنيع السّلاح. وقصّة هذا الحصار معروفة وضحاياه بالآلاف ولم يكن بوسع أحد إنقاذ أهله الواقعين بين فكّي الاستبداد والقتل البطيء. ومابين أسطورة الصّمود التي صنعتها نخبة الكذب وواقع الانهيار الذي كان يرى في كل شيء، عاش العراقيون سنوات عجاف حتى كانت النهاية المرعبة حين شاهد الناس أول دبّابة تعتلي جسرا في قلب عاصمة الرشيد. سمّي حاكم العراق معركته الطّويلة مع إيران «قادسيّة صدّام» في إيحاء تاريخيّ وكانت كلفة تلك الحرب كارثيّة على العراق دولة وشعبا ولا أدلّ على ذلك من سقوط ما يزيد عن المليون إنسان ما بين قتيل وجريح. ولمّا وضعت تلك الحرب أوزارها فتح الرّئيس على شعبه بابا آخر من أبواب العذاب بدخوله الكويت دخول الفاتحين بدعوى أنّها محافظة من محافظات العراق. ولم تكن تلك الخطوة الغبيّة إلاّ ايذانا ببداية النّهاية لدولة العراق الحديث ولكن على أيدي أعدائه من الغربيّين ومن والاهم هذه المرّة وفق ما سمّي تحريرا للعراق. |
اقرأ المزيد |
من رمضان إلى آخر : 59 - 2014/06/26 |
يعشق النّاس في تونس شهر رمضان ويحبّونه حبّا لا يوصف حتّى أنّهم لا يذكرونه إلاّ واقترن ذكره بكلمة سيدي والنّاس فى هذا البلد يحفلون بالشّهر الكريم ويأملون بركته في معاشهم وفي آخرتهم، فلا يقبل عليهم إلاّ استقبلوه مستبشرين مستعدّين لكلّ ما يطرأ فيه من توسّع في النّفقة وتكاليف في السّهر والعبادة ولا تجد متبرّمين منه إلاّ قلّة من النّاس ليس بينها وبين الدّين إلاّ كلّ البغضاء. تأخذ المساجد في رمضان زينتها فتزدان بأبهى الفرش وتضاء بأبهج الأضواء لا يختلف في ذلك موقع المسجد ريفا كان أو حضرا، في أرقي الأماكن أوأشدّها فقرا، ولا بأس أن يتكلّف النّاس مصلّين أو غير مصلّين نفقة الزّينة والطّلاء والفراش، بل تراهم يتنافسون في ذلك أيّما تنافس. ولأنّ رمضان هو شهر العبادة فلا بأس أن يغالب فيه كل مسلم مشقّة العبادات، آملا من الله ما يرجوه كلّ صائم في هذا الشّهر الكريم من العتق من النّار بعد المغفرة والأجر العظيم . |
اقرأ المزيد |
استبطان القهر : 58 - 2014/06/12 |
تمتلئ كتب التّاريخ قديمها وحديثها بوقائع غاية في الألم والجبروت ممّا يدلّ على أنّ تاريخنا نحن العرب والمسلمون مع الاستبداد والقهر تاريخ طويل، فقد أورد صاحب الإتحاف مثلا أن هشام بن عبد الملك كتب إلى موسى بن نصير يطلب منه تأخير دخوله إلى دمشق محمّلا بالغنائم والأموال من إفريقيّة لأن الخليفة الجالس في حينه وهو الوليد بن عبد الملك كان في أيّامه الأخيرة وكان قصد هشام أن تتأخّر قافلة موسى بن نصير فلا تدخل دمشق حتى يكون قد بُويع بالخلافة فينسب له شرف فتح افريقيّة ولكنّ القادم على حاضرة الخلافة لم يأبه بكتاب هشام ودخلها والخليفة يحتضر فلمّا آل الملك لهشام بن عبد الملك انتقم منه شرّ انتقام فبدأ باتّهامه بالسّرقة وفرض عليه مقدارا من المال لا قبل له به ثم قتل أولاده الأربعة وكان موسى قد تركهم ولّاة على ما فتحه من بلاد ولم يكتف بقتلهم بل جمع رؤوسهم في سلّة وأرسل الى أبيهم ليُريَه ما آل إليه أمر أبنائه فلم يلبث موسى بن نصير بعد ذلك أن مات كمدا وحسرة مع أنّه وطن ملك أفريقيّة والأندلس لبني أميّة حتّى أنّ ابن أبي الضّياف علّق على هذه المظلمة بالقول أنّها سبّة ولعنة لهشام وآل بيته سوف تظلّ تلاحقهم الى يوم الدّين. |
اقرأ المزيد |
الانتخابات وأشباه الحلول : 57 - 2014/05/29 |
دخل الزعيم الحبيب بورقيبة قصر قرطاج رئيسا لأول جمهورية في تونس وكان ذلك باختيار من أول مجلس تأسيسي منتخب ألغى الملكيّة باسم الشّعب وأعلن الجمهورية تحت شعار الحكم للشّعب . رضي الشّعب بالدّستور وبما جاء به وبدأ حقبة جديدة من البناء والتأسيس ولم يكن همّ الرّئيس تونس الجديدة كما كان يبشّر بها فقط، بل كان همّه التّجديد لنفسه بين حين وآخر مستغلاّ ما كان أحاط به نفسه من هالة الزّعامة التي استطاعت بحكمتها وتضحياتها إخراج مستعمر جشم على البلاد والعباد ما يقرب من قرن. ولم تأل الآلة الاعلامية والحزبيّة حينه جهدا فى جعل بورقيبة يستطيب البقاء وقد أصبغت عليه هذه الآلة ألقابا كثيرة قطعت بها الطريق عن أي منافس، فهو زعيم الحزب والوطن وقائد الاستقلال وباني تونس الحديثة وباعث الأمة من عدم التاريخ وصولا إلى لقب المجاهد الأكبر وهو اللّقب الفريد من نوعه الذي حوّله الى ما يشبه المقدّس في نظر نفسه خاصّة. وهكذا تفتّقت عبقريّة الزّعيم وبطانته عن إبداع فريد فدعا النّاس لاستفتاء يكون بموجبه رئيسا مدى الحياة، فأراح الناس واستراح. غير بعيد عنا من جهة الشّرق جاء الزعيم معمر القذافى قائدا لثورة أطاحت بالملك اللّيبي وبدأت عهدا جديدا من الحكم وكصاحبه لم يدّخر هو الآخر جهدا لكي يظلّ قابضا على الحكم سنة بعد أخرى في تناغم تامّ بينه وبين آلة الحكم التى صنعها بيديه حتّى صار أنين القوميّة ورافع راية ليبيا وباني عزّها وبذلك ظلّ يحكم البلد بقوة البطش والتزوير حتى اهتدى هو أيضا إلى حيلة لا سابق لها، فجعل من نفسه قائدا للثّورة فوق مؤسّسات الدّولة غير قابل للتّغيير أو المنافسة أو المساءلة ولم يكن بالتّالي في حاجة للتّرشح أو الانتخاب، فقد انتخب نفسه بنفسه فأراح هو أيضا واستراح. |
اقرأ المزيد |
مرشّح الضرورة : 56 - 2014/05/15 |
هل كان «الجورنالجي» محمد حسنين هيكل يعني ما يقول، أم كان خارج السّياق التّاريخي للتطوّر الحضاري حين قال بأنّ السيسي مرشّح الضّرورة فى ما نفترض جدلا أنه انتخابات مصرية قادمة؟ هذا الكاتب الكبير صاحب الكتب المبثوثة فى مكتبات الوطن العربي منذ استطاع أن يكون صحفيّا سياسيّا مفكّرا ألمعيا يلتقي الرؤساء والملوك ويحلّل المواقف والخطاب. نظر وقدّر ودبّر ثم أعلن أن لا غنى للمحروسة عن حكم السّيسي وأن لا ضير في أن لا يكون لهذا المرشّح أي برنامج، فهل خرج في ما قاله عن السياق العادي لتوالد الاستبداد بعضه من بعض ؟ وهل بإمكان هذا الثمانيني أن يقول غير الذي قال أو يرى غير الذي رأى؟ |
اقرأ المزيد |
الابداع في زمن الحرية : 55 - 2014/05/01 |
رحل الأديب الكولمبي الكبير وسط اهتمام عالمي برحيله، ولم يكن ماركيز كاتبا عاديا فقد استطاع أن ينحت لنفسه مدرسة أدبية وأن يكتب بأسلوب رائع يكاد أن يكون مزيجا بين النثر والشعر وخاصة في روايته الشهيرة خريف البطرياك. كان أول كاتب من العالم الثالث يحصل على جائزة نوبل للآداب وهو الأديب اليساري ولكن أسلوبه ومدرسته واللغة التي يكتب بها جعلته فى موقع الصدارة غير أن المفارقة حدثت حين رفض أن يتسلم الجائزة. كان مبدعا ذا حسّ ولكنّه كان ذا موقف أيضا، حتى أنه رفض الكتابة لفترة طويلة معلنا أنه لن يكتب مادام «بينوشيه» يحكم الشيلي وقد أفرد روايات عدّة للحديث عن الديكتاتورية وما تحدثه من أثر في حياة الشعوب. |
اقرأ المزيد |
الشهداء أول الضحايا : 54 - 2014/04/17 |
اقرأ المزيد |
عجلة الحياة : 53 - 2014/04/03 |
فرّ العرب من سكّان الأندلس بعد هزيمة ملوك الطّوائف تباعا وعجزهم عن حماية ملكهم ورعاياهم ولم يعد للجميع مكان في أرض سادوا عليها واستوطنوها لأكثر من سبعة عقود. كانت هزيمة مرّة والأمرّ منها أنّ الرّاحلين تركوا أطفالهم وانتشروا في بقيّة بلاد العرب دون أيّ أمل في العودة أو في لقاء جديد. سقطت مدن غرناطة واشبيليّة وغيرها من حظائر العرب والمسلمين من دون أن تستطيع أمّة بأكملها إنقاذ مجدها وكانت تلك بداية السقوط. ليست الأندلس أوّل ما أضعناه بغباء حكّامنا واستبدادهم وتخلّف شعوب لم تعد بينها وبين السّمو والتّحضر أواصر قربى ولكن هزيمتنا هناك كانت هزيمة لا شفاء منها إذ خرجنا صاغرين بعد أن دخلنا فاتحين محرّرين. ألم يأتنا التّتار في جحافل لم يكن لنا قبل بردّها ؟ ألم يدخل التّتار بغداد ويستبيحوها ويقتلوا أهلها ويلقوا بكل كنوز الحكمة في نهر دجلة حتى اختلط الحبر بالدّم؟ ألم يستبح التّتار الهمّج مدننا وقرانا ونساءنا ؟ هل نستطيع أن ننسى سقوط القدس الشريف بيد الصّليبيين وما رافق ذلك من مجازر؟ قرون طويلة مرّت ونحن نتجرّع هزيمة إثر أخرى لنتحوّل من أمّة تهابها الأمم إلى أمّة ذليلة تحقرها الأمم ولا تقيم لها وزنا، إذ لم يعد لنا باع في العلم أو العمران بل لم يعد بمقدورنا أن ننتج ما نأكله ودولة الاستقلال تقودنا منذ حوالـــي القـــرن إلى أبشع الهزائم. |
اقرأ المزيد |
وطن جديد : 52 - 2014/03/20 |
ربط سائق السيارة حزام الأمان استعدادا لرحلة طويلة. انطلق بسيارة الأجرة مغادرا المحطة بعد طول انتظار، لم يكد يغادر زحمة المدينة ويمضي كلمترات قليلة في الطريق الطويل حتى جاءته إشارة صارمة بالتوقف وركن السيارة على جانب الطريق ريثما يمرّ ركب سيادته. مرت دقائق أعقبتها أخرى ثم أخرى ثم أخرى حتى انتهت الساعة الأولى من الانتظار والسيارة رابضة بركّابها التسعة وهم يتأفّفـــون في صمت بعـــد أن تأكّد لهم أنّ الطريـــق أغلق بالكامل قبل أن يغادر سيادتــه المدينــة الأخرى وأن انتظــــارهم مازال يطـــول. لم يكن هناك مجال للاحتجاج أو حتى للتّعبير عن بعض الضّيق، فقد كان الرّاكب منهم يشكّ في الرّاكب إلى جواره، أما السائق فقد كان بلا ريب موضع شبهة عند الجميع فلا مجال حينئذ الا أن ينتظر المرء منهم فرج الرحمان الذي أتى بعد ساعتين. |
اقرأ المزيد |
المفتري عليهم : 50 - 2014/02/20 |
يصنّف الباحثون والسّياسيّون عادة بحسب المدرسة الفكرية أو السياسية التى ينتمون إليها فإذا أنكر أحدهم انتماءه الى مدرسة أو مرجعية ما فلن يكون عسيرا على المتلقى تبيان انتماءه وكشف ما أخفاه، أما ما يدّعيه البعض من حياد أو استقلاليّة فهو السّبب عادة فى إخفاء اللّون السّياسي أو المرجعيّة الفكريّة للكثير من مدّعي الاستقلاليّة بل إنّ هناك من يذهب إلى كون الحياد لا معنى ولا وجود له، ومن ثمّ لا يمكننا القول بحياد فلان من الناس ولكن يمكننا الكلام فقط عن درجة موضوعيّة طرحه الفكري ومدى اتّفاقنا أو اختلافنا معه. اذا سلّمنا جدلا بما سبق فمن نافل القول حينئذ أنّ التّفاعل بين أيّ شخص ومرجعيّته هو تفاعل دائم وحينيّ لا يمكن فصمه وهو تفاعل منشأه الأساسي الإيمان العميق الذي يربط ذلك الشّخص بالمرجعيّة التى يحملها حتى تغدوا بالنسبة إليه عقيدة يحملها بين ظلوعه لا يمكنه الحياد عنها ولو بداعي الموضوعيّة، إذ الموضوعيّة لا تعني الحياد.هكذا هو الأمر أمّا إذا تعلّق الشأن بالإسلاميّين فلا تكون الموضوعيّة إلاّ سبيلا لنفي المرجعيّة تماما عن صاحبها ورفض حقّه فى التّفكير بداعى كوننا جميعا مسلمون ولا يجوز احتكار طرف للإسلام دون غيره من عموم المسلمين. أما الحياد فيختفي تماما عند مقاربة علاقة الإسلامي بمرجعيّته التى اختارها، فيرفع الجميع ذات الشعار وهو ألاّ حياد تجاه احتكار أيّ فئة للإسلام. فإن قلنا لهم مثلا بأنّه لا أحد من الإسلاميّين يدّعي أنّه النّاطق الرّسمي باسم الإسلام وإنّما هي حرّيّة الرّأي وتعدّد المقاربات والتّأويلات للنّص والتّراث الديننين، زادت مغالاتهم نافين عن الإسلاميين أيّ حقّ في اعتمادهم للدّين كمرجعية فكريّة ومنهج حياة وهم بهذه الصّرامة لا يأسّسون فقط لنفي فكري وإنما يتجاوزون ذلك متى استطاعوا إلى نفي من الحياة والوجود وهذا مبلغ الإفتراء. |
اقرأ المزيد |
الولادة العسيرة : 49 - 2014/02/06 |
شهدت تونس ولادة دستورها الجديد بعد عسر كاد أن يفتل المسار التأسيسي وبعد أخذٍ وردٍّ استمر أشهرا طويلة، وبغض النظر عن التقييمات الممكنة للمسار كله أو بعضه أو حتى للمولود الجديد الذى طال انتظاره، فإن البلد صار الآن يملك دستورا يمكن الإحتكام إليه وتستطيع القوى السياسية أن تدير اختلافها تحت سقفه ومن خلال أحكامه. تحوّل المشهد الإعلامي الذي أعقب التصويت على الدستور إلى ما يشبه الكرنفال الإحتفالي، بعضه كان في القصر الرئاسي وبعضه في المجلس التأسيسي وكثير منه فى الشارع ومقرّات الأحزاب وسط تركيز مقصودٍ على الصبغة الإحتفالية وكأن المقصود هوالقفز على الولادة العسيرة وما صاحبها من إكراه، بعضه كان غاية فى العنف والنفاق والإستعلاء وبعضه كان بالوكالة عن طرف خفيّ ظل يُدير المشهد من وراء ظهور التونسيين وبواسطة نخبتهم، يزيد فى الدستور وينقص منه بحسب ما يراه هو أسلم للشّعب وللتجربة الجديدة، وكأننا شعب من القصّر لا يستطيع أن يخطّ بنفسه دستورا سوف يمتد أثره لأجيال قادمة. وقع الحكّام تحت اكراهات السّلطة وغلب عليهم واجب التحفظ حتى كادت الحقيقة تطوى في ثنايا الكذب الصريح والسفسطة وحرب التنازلات وغير ذلك مما وقع فيه السياسيون نتيجة الولاء المزعوم للشعب والوطن ولو تُرك الشعب والوطن لحريتهما لكان لهما خيار آخر. |
اقرأ المزيد |
أسئلة في الثورة : 48 - 2014/01/24 |
مرّت ثلاث سنوات على رحيل الطغاة عن هذه الديار المباركة ليتنفس الناس نسيم الحريّة الذي ظلّ أغلبهم لا يرى له هبوبا وقد قضّى الناس عمرا يحلمون فيه بالحرية دون جدوى. ومنهم من كان يعتقد أن نسائم الحرية لا تهب على العرب، فهم من ظالم إلى ظالم ومن مستبد الى آخر ولا يغيب عن الذاكرة شواهد كثيرة لا تحصى عن بؤس الحال الذي كنّا فيه نخبة ومواطنين أكانت تلك الشواهد عامة عاشهـــا الجميــع أو كانت شواهد خاصّة حصلت لواحد ولم تحصل للآخر بنفس التفاصيل ولكن الهم والوقع واحد. ألم نكن نخاف مثـــلا من بداية كل سنة لما علق في ذاكرتنا من أحداث وقعت فى جانفــي؟ من منا لم يكن يتهيب من ذكر كلمة الحريـــة أو الديموقراطيـــة أو التداول السلمي على السّلطة أو كلمة الإنتخابات الحرّة النزيهة ؟ ألم نكن نخشى من توريث الحكم لشخص ما يختاره أصحاب المصلحة والقوة، فيكون ذلك إيذانا بدخولنا عهدا جديدا من الاستبداد وحقبة أخرى من القهر التى لا يعلم إلا الله وحده متى تنتهي وكيف تنتهي وما الثمن الذي كنا سندفعه من دون حول ولا قوة؟ |
اقرأ المزيد |
بيت العنكبوت : العدد 47 - 2014/01/10 |
ظل المتابعون للشأن السياسي في الوطن العربي يصفون الإحتقان السائد في كثير من البلدان العربية بأنه المقدمة الطبيعيـــة للثورات التي ستعقب هذا الإحتقان ولكنهم اختلفوا في مقدار الزمن اللازم لحدوث أي تغيير كما اختلفوا في تقدير درجاته من بلد إلي آخرغير أنه كان من شبه الحاصل أن أحداثا كبرى ستحدث في بلدان مرشّحة قبل غيرها لزلزال اجتماعي وسياسي لم يعد منه بد. وصلت الأمور في مصر وفي ليبيا وفي سوريا مثلا الي الحدّ الذي لم يعد من الممكن السكوت عليه، حيث بلغت الأنظمة السياسية الحاكمة في هذه البلدان قدرا كبيرا من الشيخوخة والفساد والقمع وصل ببعضها حد توريث الحكم عنوة ومن دون الإلتفات الي رأي الشعــب فى هذا التوريث، فكانت هذه البلدان الثلاثة المرشّحة قبل غيرها لحدوث الثورات. غير أن المفارقة الكبري كانت قيام الثورة في تونس ونجاحها السريع في انهاء ديكتاتورية بغيضة جثمت على صدور الناس لأكثر من عقدين. فهل كانت تونس حقا أرضا خصبة لحدوث زلزال سياسي كالذي حدث ؟ وهل كان الشعب التونسي يعد لثورته على مهل أم أن ما حدث كان مفاجئا حقا للنظام وللثوار والنخب على حد السواء؟ من هنا يبدأ الإختلاف. |
اقرأ المزيد |
كأنه عود على بدء : العدد 46 - 2013/12/27 |
رحل جدّي من تلك القرية القفر أهلها من كل متاع رحلته الأخيرة التي لم يعد بعدها أبدا. قيل في رحيله الكثير، فقد قيل أنه مات في سفره ذاك وقيل اتخذ لنفسه زوجا أخرى ولكن الذي لا شك فيه ولا اختلاف حوله أن الرّجل خرج فارّا من فقره وأغلب الظن أنّه لم يجد في سفره متّسعا من الرّزق يردّه الى أهله ظافرا بعد غيبة، فمات فقيرا كما خرج. لم يفر جدّي من قريته فقط ولا من شضف العيش وقسوة الجوع وإنما فرّ من زوجه وعياله، فقد كان يكفل الى قرينته ثلاثا من الصّغار القصّر الذين لا يقدرون على الكسب، بنت وولدان تركهم لليتم وضنك من العيش لا يقدر عليه ذووا السعي فكيف بعيال لا حول لهم . |
اقرأ المزيد |
الإنتفاضات المشبوهة : العدد 44 - 2013/11/29 |
عرفت مدينة سليانة قبل عقدين من الآن، حين أقمت بها طالبــا في مدرسة الخدمة الإجتماعية لمدّة سنتين متتاليتين ولم يكن اختيارها لتضمّ مدرسة اختصاصها بهذه الدّقة اعتباطيا، فقد كانت المكان الأنسب في حينه باعتبار خلوّها من التنمية الجادّة .كان ذلك في أواخر العهد البورقيبي ممّا يدلّ دلالة واضحة على أن هذا العهد أهملها عنوة وكان يُقال حينها أن هذا الإهمال مردّه انتماء أهلها إلى قبيلة بعينها ونفور بورقيبة أو خشيته من أهل تلك الجهة. غادرت سليانة ولم أعد اليها مطلقا بعد ذلك، إذ لم تكن ثمّة ضرورة للعودة وإن كان المقام بها قد طاب لي ولغيري ولم نحمل في أنفسنا منها إلا كلّ ذكرى طيّبة. ولكنّنا كنّا مقرين في كل حديث عنها أن الظّلم الواقع بها ظلم غير مقبول، فأهلها طيّبون وخيراتها كثيرة ولكنّ الأمراض الإجتماعية وعلى رأسها الفقر والبطالة كانت تنخرأهلها وعمرانها كما ينخر السّوس العظم . |
اقرأ المزيد |
وطن النخبة أم نخبة الوطن؟ : العدد 43 - 2013/11/15 |
إذا كان الوطن حاضة الجميع فبوسعنا حينئذ أن نتساءل عن معنى الوطن بدون مواطنين؟ أليس الوطن هو الرّقعة الجغرافيّة التى يعيش عليها أناس يشتركون فى ملكيتها وثرواتها ولكلّ واحد منهم بالتالى الحقّ في المشاركـة فى تحديد مصيرهــــا ؟ ومن ثم فأي جــــدوى فى اختزال الوطن في شخـــص أو حزب أو مجموعة؟ كل هذه الأسئلة مشروعة وتقتضى الإجابة عليها بدقّـــة وبكثير من التواضع والبعــــد عن التعصب والتخوين والإستعلاء، وإلا كان بناء الوطــــن بناء إقصائيا مشوّها لا يؤدي فى النهاية إلاّ إلى مزيد من المظالم والدكتاتورية والقمع وإلى شوط آخر من استئثار فئة دون أخرى بالثّروة والحكم. إننا نتطلع جميعا إلى وطن آمن فيه متسع من الحرّية للجميع، يتشاركون فى بنائه كل من موقعه وبحسب ما يسمح به التنافس البناء من فرص لكــــل طرف دون تحقير أوتهميش . ولكن تطلعنا هذا نخبا كنا أو عامة، حكاما أو معارضيــــــن، كان دائما تطلّعا لفظيّا لا نجد له صدى فى الواقع، فنحن الآن على أبواب السّنــــة الرابعة للثــــورة ولم نستطع أن نخرج من كل الصّراع القائم منجزا حقيقيا يجعلنا نطمئـــن جميعا على مستقبل هذا الوطـــن. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى كون المجلس التأسيسى الذى انتخبناه يعدّ فى الحقيقة منجزا رائعا للثّورة، كونـــه عمل فريد لا مثيـــل له فى تاريخنا من حيث حرّية التنافس والإختيار، غير أنّه منجز بُني علــــى أساس جملة من المناورات والإكراهات التي سبقت وتلت إنتخابـــه حتى كاد في أيّامنا هذه يتحول إلي مجرد كتلة من النواب لا حول لهـــــا ولا قوّة، بما يجعله في الحقيقة أشبــــه ما يكون بالسّقـــف المثقوب الذى لا يقي من الأمطــــار إلا قليــــلا. فأين العلّة إذن وكيف السبيل الى الخروج بهذا الوطن من أزمتــــه؟ هل العلّة في النخب كلّها أم العلّة في تاريخنا المليء بالتسلّط والحروب والفقر والجهل، مما يجعلنا مرتهنين دائمـــا إلى عقــــل دفين يعيقنــا عن أي تحرر؟ |
اقرأ المزيد |
رحيل مفاجئ : 42 - 2013/11/01 |
ليس كمثل الموت شيء يطاوله ولا مهرب منه لحي وكل نفس ذائقة الموت، ولكن الرحيل المفاجئ في عز العمر والعطاء يجعل وقعه علي النفس أشد . وكم كان حزني عميقا على رحيل الأخ فرج بالحاج عمر طيب الله ثراه. وما كان مبلغ الحزن أن الرّجل رحل كهلا فى بداية الكهولة تاركا طفلتين صغيرتين لن يكون بوسعهما تفهم الموت، ولا كان هذا الحزن بسبب صداقة طويلة أو عشرة، فلم أعرف الرجل إلا منذ أشهر قلائل وما جمعتني به إلا لقاءات قليلة بعضها لم يدم الا دقائق معدودات وبعضها اقتصر على التحية فقط، ولكن مبلغ الحزن مأتاه أن الموت الذي غيبه كان بسبب ما تعرض له من قسوة وظلم . |
اقرأ المزيد |
حال العيد : العدد 41 - 2013/10/18 |
قد لا يعرف كل العرب شاعر الضاد ابا الطيب المتني فمنهم غير المثقفين ومنهم من لا يحفل بالشعر وأهله ولكن أغلبهم يحفظون قوله الشهير «عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضي أم لأمر فيك تجديد» وهم يردّدون هذا البيت كلما كانت لهم مع العيد مفاجاْة. والعيد من العود، كلما حلّت سنة حلّ معها. ونحن المسلمون لا نفتأ نحتفل بالعيدين الفطر والأضحي ما دمنا أحياء، سنّة سنّها رسولنا لا تنتهي ما دام علي الأرض مسلمون. يسبق العيد نسك من المناسك التي فرضها الله على عموم المسلمين ومن ثم فقد كان الفطر عيدا دالا على فرحة المسلم بإتمامه صوم رمضان وكان الأضحي عيدا دالا علي بلوغ الحجاج المبتغى بأداء أعظم المناسك في يوم عرفة، وتلك فلسفة الإسلام في جعل كل شيء في حياة المسلمين لا ينفصل عن رسالة الإنسان وغايته وهما عمارة الأرض في كنف التوحيد والعبودية لله الواحد. ليس ثمة من حرج علي المسلمين في العبادات كل يبلغ من القصد ما يستطيع وبما يستطيع من دون أن تكلّف النفس إلا وسعها وغاية العيدين إدخال الفرح والبهجة علي عموم الناس صغيرهم وكبيرهم، غنيهم وفقيرهم. وما فرض الله عبادة ولا سنّ رسوله سنّة إلا حفّها بالتيسير ولكن الناس لم تعد رغم التيسير تستطيع أن توفّر متطلبات العيد بسبب الغلاء وقلّة ذات اليد، بل إن الغلاء قد منع هذه السّنة كثيرا من صغار الموظفين شراء الخروف، فكان ذلك شديدا على أنفسهم إذ حرموا أطفالهم من شيء كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر. |
اقرأ المزيد |
متى نجتهد؟ : العدد 40 - 2013/10/04 |
لم تعد تفصلنا عن العيد إلاّ أيام قليلة وإذا كان حال البلد يزداد سوءا كما تقول المعارضة أو هو في حاجة لاتفاق الفرقاءالسياسيين كما تقول ثلاثية الحكم، فالمؤكّد على أي حال، أننا بدأنا حوارا لم ينته الى حلّ .وليس شرطا بالطبع أن يأتي العيد والمعارضة وأهل الحكم قد اتفقا على الرغم من تدخل جهات عدّة لعل آخرها السفارة الأمريكية .والعيد عندنا نحن معشر المسلمين ليس أيّ عيد، فهو يأتي بعد يوم الحجّ الأكبر يوم عرفة الذي يجتمع فيه الحجاج على صعيد عرفات الطاهر في يوم عظيم أشبه ما يكون بيوم الحشر. كما أنه يأتي مباشرة بعدالإفاضة العظيمة من عرفات الى مزدلفة وهي نفرة ما وجدت لها شبيها في الديانات الأخرى، غير أن الذي يجمع المسلمين في طقوس العيد الأكبر هو النّحر أوهو خروف العيد الذي لا يستقيم إلا به . ليس شرطا في الدّين أن نشتري خروفا ولم يلزمنا الدّين بما لا طاقة لنا به ولكنّ «العيد الكبير» كما نسميه نحن أهل تونس، كاد يختصر في شعيرة النّحر حتى صرنا نلزم فيه ما لا يلزم ولا مفرّ لصاحب الدار من توفير الأضجية مهما كلفه الأمر |
اقرأ المزيد |
طفولة مقتولة : العدد 39 - 2013/09/20 |
لم تكن ثمة كاميرا لتوثيق الحدث ولا كان بالإمكان توقّع حدوثه أو الإستعداد له بأي شيء وإن يكن آلة تصوير. أُغلق المكان بإحكام وتسلّل المسلحون إلى المخيم المضاء عمدا بالكشّافات وبدأت المهمة ليلا لتنتهي صباحا ولم تكن تلك المهمّة سوى القضاء على عدد هائل من البشر بوحشية غريبة عن منطق العصر والحصيلة ما بين الخمسة آلاف والثلاثة آلاف شهيد لا فرق ولا تفريق في القتل سوى بحجم البشاعة والتنكيل الذى لا يكشف سوى عن متاهة الإنسان ودناءته حين ينحدر الى أسفل المراتب حقارة وخسّة. ظنّ الذي أضاء بالكشّافات أنه المستفيد من كل ما تمّ من قتل، أما الذى قتل بيده وسيفه وبندقيته وفأسه فلم يكن إلا قاتلا بالوكالة عربي يقتل عربيا مثله بلا ذنب ولا فائدة ولا موجب أصلا، غير أن القاتل إكتشف أخيرا أن المطلوب قتله لا ينتمي إلي الدين نفسه أو الوطن نفسه رغم طول الجوار والعشرة فأي غباء هذا ؟ مر على مذبحة صبرا وشاتيلا زمن طويل حتى كاد ينساها الناس ولكن الباقين على العهد لم ينسوا تلك المذبحة وأنى لهم نسيانها وقد تعاقبت بعدها المذابح فما أرخص دماء المذبوحين ويا حسرة على أمة يذبح أبناؤها ما بين حين وآخر عربا كانوا أو مسلمين، فهما ينتميان الى الحضارة نفسها . ألم نكن شاهدين على مذبحة ملجأ العامرية ومذابح أخرى في الجزائر وفي البوسنة وفي العراق ولبنان وأخيرا في سوريا ومصر .القتل واحد وبلا سبب في المذابح كلها فقط يزداد عدد الضحايا الأبرياء في كل مرة ونتأكد نحن من كوننا أمة قد ضحكت من جهلها الأمم. |
اقرأ المزيد |
الحوار أو الصدام : العدد 38 - 2013/09/06 |
حدثان من جملة أحداث أخرى كثيرة كان لهما بالغ الأثر في نفسي كلاهما حدث فى الأسبوعين الأخيرين أحدهما عام والآخر شخصي ليس لأهميتهما فهما قد لا يثيران الاهتمام أصلا ولكن لرمزيتهما. أما الحدث الأول فكان لقاء مع أحد الأصدقاء الجبهاوين الإنقاذيين من مريدي «الوطد» التقينا لنحتسي قهوة بعد افتراق طويل كان اللقاء لقاء صديقين على الأقل فى ظاهره وزميلين حتى ولكنه للأسف الشديد كاد يؤدى الى عكس المبتغى منه. لم تكن معرفتي بالرجل سطحية أوحديثة وإنما جمعتنا فصول الدراسة وهموم مهنية وأشياء أخرى كثيرة وكان بيننا ودّ يتّصل حينا وينقطع حينا غير أن معرفة كل واحد منا بالآخر كانت عميقة حقا والحقيقة أننى ومنذ لقائنا الأول أفصحت له عن التباين الواضح فى انتماء كل واحد منا الى ما ارتآه من مدرسة فكرية وسياسية وكان يقيني صدقا أن الإختلاف في الرأي لا يفسد للودّ قضية، غير أنني اكتشفت فى اللقاء الأخير أن الإختلاف في الرؤى قد يفسد الودّ كله وهذا ما نغّص علي حقيقة إذ أيقنت أن بعض الناس لا تعنيه كل القيم والأفكار التي يؤمن بها والمتعلقة بالتنوع والحوار والتشارك وغيرها وأن ما يعنيه هو فقط إنتماءه الحزبي والفكري، بل إن الرجل لم يدخر جهده في التأكيد على أنه لا مجال للتعاون مع أمثالي لأننا أعداء الوطن، أعداء الإنسان، أعداء الحرية، عملاء للأمركان، مخربون للوطن .... |
اقرأ المزيد |
فرقان بين الحياة والموت : العدد 37 - 2013/08/23 |
من يشاهد صور اقتحام ميداني النهضة ورابعة العدوية لا يشعر بأنه إزاء اقتحام اعتصام من البشر العزّل وإنما يظنّ نفسه أمام مشهد حرب دبابات وطائرات ومنجنزرات وآليات وجنود مدججين بكل الأسلحة. ليس هذا فحسب وإنما جاءوا وهم مستعدّون تماما للخوض في دماء الناس بغضّ النظر عن الأعداد الهائلة للشهداء والجرحي. لاشك أنه جرى التحضير لهذه الحرب جيّدا طيلة فترة الاعتصام ولا شك أن المعتصمين أخذوا على حين غرّة إذ لم تنته الوساطات والمفاوضات بعد. لا يستطيع أي إنسان بينه وبين الإنسانية وشيجة ما، أن يمرّ على مشاهد الجثث المسجات فى الأكفان أوتلك الملقاة داخل المكان من دون أن تعتصره مشاعر الألم عصرا أو يأخذه طوفان البكاء. ولن يكون بوسع الشرفاء من الناس أن ينسو الجثث المتفحمة للمحروقين أحياءً أو أمواتا قبل أن تنقضي سنين طويلة، أما ذوا الشهداء وأحبتهم فلن ينسوا أبدا ما جرى مهما مرت عليهم من سنين. |
اقرأ المزيد |
رسالة إلى فخامة الرئيس : العدد 36 - 2013/08/09 |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسمحوا لي بداية بالتنويه إلى كوني تعمدت نعتكم بالفخامة مع يقيني الراسخ بأنكم لا تحبذون هذا النعت وربما اعتبرتموه من موروث الدكتاتورية، ولكن لتأكيد أنه ما من أحد من المخلوعين استحق هذا اللقب وأنكم باعتباركم رئيسا منتخبا يليق بكم حقيقة كل ما يليق بالمنصب السامي. ولا شك أن الذين يتعمّدون وصفكم بالمؤقت، إنما يفعلون ذلك تحقيرا للبلد وللشّعب الذي أوصلتكم إرادته إلى سدّة الرئاسة. ونحن ياسيدي، شعب ذوّاق فيما يقال عنا، نعرف بالبديهة أن الفخامة لا تتأتي للمرء إلاّ من الصدق والمروءة والهمّة والثقافة واحترام الناس وانظروا فقط إلى الثمن الغالي الذي دفعه هذا الشعب من أجل الحصول على رئيس مثلكم يصبغ عليه هو لقب الفخامة نكاية في الذين كانوا قبل ذلك لا يتوانون عن لعق حذاء الحاكم ويصفونه بما لا يمكن أن يكون فيه. سيدي، لقد صدع الإعلام الموبوء بداء الدكتاتورية والتملق آذاننا بمعزوفة الصلاحيات مسنودا من قلة من أدعياء المعرفة ولعلكم لاحظتم أن الناس لم تعر هذا الأمر أي اهتمام مدركة بحسها أنكم تستطيعون التسامي عن هذا ا كما فعلتم دائما وأنه بوسعكم فى هذا الظرف العصيب أن تنقذوا الوطن نهائيا من كل هؤلاء المتربصين فأنتم بعد استقالتكم من منصبكم الحزبي أصبحتم فوق الأحزاب كلها لا تنتمون إلا لهذا الوطن والفيصل في هذا لا هو الدستور الصغير ولا هي المعارضة التي لم تعترف بشيء من مخرجات الثورة أصلا، وإنما هو الشعب الذي لا تهمّه تعقيدات المناصب وإنما تهمه مصلحة الوطن وهو وحده من يمنحكم آفاقا واسعة للتحرك والفعل. |
اقرأ المزيد |
لا فقر في رمضان : العدد 35 - 2013/07/26 |
يحتفل المسلمون بشهر رمضان أيما إحتفال. ينتظرون قدومه مستبشرين ببركاته ويعدونه الشهر المفضل عندهم عما عداه، وهو شهر القرآن تنزيلا وتقديسا، وإنك لترى الناس متحلّقين في المساجد يتلون ما تيسر منه آناء الليل وأطراف النهار. ومن آيات تفضيله وتبجيله عند التونسيين تحديدا أنهم يسمونه سيدي رمضان . واللذين هم في مثل سني شهدو ا الشهر في أشهر الحرّ وكابدوا صومه صغارا ولم يفروا منه الى الشهوات وتلك سمة من سيماته، إذ تزداد حبّا له كلما تقدم بك العمر أكثر حتى أن الناس في شيخوختهم يحتالون على الأمراض والأطباء ويتركون النصيحة بالإفطار، موقنين بقول نبيهم الكريم صوموا تصحوا. |
اقرأ المزيد |
أهل القرى : العدد 33 - 2013/06/28 |
لم يكن أهل تلك القرية الوديعة في الجنوب التونسي يعرفون من السلطان إلا سلطان العمدة وهو سلطان ما كانوا يعبـأون به أو يحتاجونه إلا قليلا، فلم يكن زمن الاستعمار يأتيهم إلا في حاجة الباي أو القايد. وكانوا من الفقراء الذين لا يجد عندهم الجباة ما يجبون. أما زمن الاستقلال، فقد صار العمدة يأتيهم إذا حان وقت تجنيد أبناءهم أو إذا ما اقتضت ضرورات القرابة ذلك في الأفراح أو الإحزان، ولم يكن قربهم من السلطان لينفعهم أو ليضرّهم فهم عن همومه بعيدون. لم يكن في القرية أي مظهر من مظاهر المدنية الحديثة حين كنت أسكنها صغيرا، اللهم إلاّ مدرسة صغيرة شيّدت على حافة الطريق الذي يصلها بغيرها من القرى والمدن القريبة. لم يكن بها كهرباء فكان الناس يضيئون دورهم بمواقد وقودها القاز أو نحوه ولم يصبح عندهم ماء يجري من الحنفيات، فكان الماء أعزّ من أي شيء آخر، فتراهم يجتهدون في حفضه في مواجل لا يخلوا منها بيت. |
اقرأ المزيد |
ليتنا كنّا مُحَصِّنين... : العدد 32 - 2013/06/14 |
ليس الحديث عن الثورة إلا حديثا عن تحصينها وجمع الصف حولها ونحن حديثو عهد بها. ومن ثمّ فإن علينا أن نجيب دائما عن الأسئلة التي تتعلق بمستقبل الثورة ونحن متيقنون أن المخاطر تحيط بها من كل مكان وأن الثوريين هم وحدهم الذين يخافون على الثورة ويسعون لحمايتها حقا ولكن من هم الثوريون ؟هل هم فقط من شارك في الثورة بالنزول الى الميدان؟ أم هم أولائك اللذين عرضوا صدورهم عارية للرصاص وأجسادهم للضرب أو الاعتقال؟ هل هي النخبة التي أخذت علي عاتقها مهمة استكمال أهداف الثورة أم هم الذين رابطوا أمام القصبة ليفرضوا على بقية النظام الإقرار بضرورة التأسيس من جديد بواسطة مجلس منتخب ؟هل اللذين ناضلوا لمدة عقود وعرضوا أنفسهم وأهليهم للخطر وللموت أحيانا هم من كانوا وراء بناء لبنات الثورة لبنة لبنة حتى أذن الله أن يكتمل البنيان ويرتفع على أنقاض بنيان هوت به ريح الثورة إلى مكان سحيق؟. |
اقرأ المزيد |
السلفية ظاهرة أم أصل؟ : العدد 31 - 2013/05/31 |
احتج أحد زعماء التيار السلفي في تونس على وصف مختص في علم الاجتماع للسلفية بالظاهرة، قائلا «نحن أصل ولسنا ظاهرة» وبذلك يكون قد خرج بالحديث عن السلفية من سياقها الاجتماعي والسياسي وما يمكن أن يعتمل داخله من ثقافي ونفسي وغير ذلك ليحصرها فقط في السياق التاريخي ليس هذا فحسب بل أنه بادعاء الأصالة لهذا التيار وحده، يكون قد نفى عن التيارات الإسلامية الاْخري أي علاقة بالسلف الصالح فكرا أو منهجا من جهة وجعل منتسبي هذا التيار وقادته وحدهم حماة الدين وحاملي لواءه والمجتهدين فيه من جهة أخرى، وهذا كله ينطوي على جملة من الآراء التي لا يمكن لأي عقل علمي نقدي أن يأخذها على أنها مسلمات،.بل إن تهافتها سهل البيان. |
اقرأ المزيد |
ذوي الهامات العالية : العدد 30 - 2013/05/17 |
هل كان من الصعب حقا أو باطلا على حكومة النهضة أن تنظر بعين الحق إلى آلاف المعتصمين في ساحة القصبة منذ أشهر؟ وهل كان من العيب حقا على حكومة الثلاثة أن تنظر بعين الإنصاف إلى هؤلاء المتجمعين من كل أنحاء البلاد أملا في استرجاع البعض من حقوقهم؟ هل هم يقينا على حق ؟ هل يستحقون الإنصاف ؟ ولماذا ؟والأهم من ذلك كيف ومتي؟. كل هذه الأسئلة أصبح من الضروري طرحها قبل البحث في مشروعية ما يطلبونه من عدمها، ذلك أن حجم ما تعرّضوا له من تشكيك وتبخيس وازدراء كان في ظنّي أشدّ عليهم مما تعرّضوا له أيّام محنتهم من عذاب وتعذيب وسجن وملاحقة ومراقبة وتحقير وغير ذلك مما تنوء به الجبال، وقد كانت من قبل أشفقت من حمل الأمانة. |
اقرأ المزيد |