د. محمد البشير رازقي |
الرحلات العلميّة الفرنسيّة بتونس وابتكار الذواكر التاريخيّة أوّل الفترة الاستعمارية (2-2) الرحلة ال : 204 - 2024/07/05 |
يُعتبر فعل الرّحلة ممارسة معرفيّة بامتياز حيث تتداخل فيه الرّغبة في الاكتشاف والانهمام في التّصنيف الحضاري، سواء تحقيريّا أو تفضيليّا، مع إبراز دائم للرّهانات السّياسيّة والماديّة والنفسيّة للرحّالة نفسه كفاعل اجتماعيّ. وقد مثّلت البلاد التونسيّة، لفترات تاريخيّة طويلة، وجهة مفضّلة للرّحلة سواء العلميّة أو الترفيهيّة. ولهذا زارها عدد كبير من الفرنسيّين مباشرة بعد انتصاب الحماية الفرنسيّة. وقد وصل الرحّالة محمّلين برهاناتهم، فمنهم من نظر للبلاد التونسيّة كمخبر للتّجارب الحضاريّة في سياق نظريّة عبئ الرّجل الأبيض، ومنهم من تمثّلها باعتبارها مشروعا اقتصاديّا (فلاحة، صناعة...) ناجحا، كما عُدّت البلاد التونسيّة مجالا حيويّا للجغرافيا السّياسيّة الفرنسيّة من خلال موقعها في المتوسّط أو لمجاورتها للجزائر. نبتغي من هذا المقال (الذي يأتيكم في حلقتين) تبيّن دور الرّحلة في ابتكار الذّواكر التّاريخيّة التّونسيّة أو إعادة إحيائها، وقد تخلّل مُجمل العمل اشكاليّة أساسيّة هي: ما هي علاقة الرّحلة الفرنسيّة للبلاد التّونسيّة خلال المرحلة الأولى للاستعمار بإعادة ابتكار أجزاء من التاريخ التونسي وإنتاجه؟ وما هي طبيعة علاقة مؤسّسة الاستعمار بذلك؟ |
اقرأ المزيد |
الرحلات العلميّة الفرنسيّة بتونس وابتكار الذواكر التاريخيّة أوّل الفترة الاستعمارية (1-2) الرحلة ال : 203 - 2024/06/01 |
يُعتبر فعل الرحلة ممارسة معرفيّة بامتياز حيث تتداخل فيه الرّغبة في الاكتشاف والانهمام في التّصنيف الحضاري، سواء تحقيريّا أو تفضيليّا، مع إبراز دائم للرّهانات السّياسيّة والماديّة والنفسيّة للرحّالة نفسه كفاعل اجتماعيّ. وقد مثّلت البلاد التونسيّة، لفترات تاريخيّة طويلة، وجهة مفضّلة للرّحلة سواء العلميّة أو الترفيهيّة. ولهذا زارها عدد كبير من الفرنسيّين مباشرة بعد انتصاب الحماية الفرنسيّة. وقد وصل الرحّالة محمّلين برهاناتهم، فمنهم من نظر للبلاد التونسيّة كمخبر للتّجارب الحضاريّة في سياق نظريّة عبء الرّجل الأبيض، ومنهم من تمثّلها باعتبارها مشروعا اقتصاديّا (فلاحة، صناعة...) ناجحا، كما عُدّت البلاد التونسيّة مجالا حيويّا للجغرافيا السّياسيّة الفرنسيّة من خلال موقعها في المتوسّط أو لمجاورتها للجزائر. نبتغي من هذا المقال (الذي يأتيكم في حلقتين) تبيّن دور الرّحلة في ابتكار الذّواكر التّاريخيّة التّونسيّة أو إعادة إحيائها، وقد تخلّل مُجمل العمل اشكاليّة أساسيّة هي: ما هي علاقة الرّحلة الفرنسيّة للبلاد التّونسيّة خلال المرحلة الأولى للاستعمار بإعادة ابتكار أجزاء من التاريخ التونسي وإنتاجه؟ وما هي طبيعة علاقة مؤسّسة الاستعمار بذلك؟ |
اقرأ المزيد |
تشكيل الحضارات: قانون التوازن وصناعة الضدية التاريخ وصناعة سياسات المستقبل الحضاريّة : 201 - 2024/04/05 |
قدّم الباحثون نظريّات عديدة لنشأة الحضارات منها الاقتصادي والسّياسي والاجتماعي إلخ. وأقدم عدد منهم على الدّفاع عن «قوانين» لصعود الحضارات وانهيارها ممّا يُشبه قوانين العلوم الصّلبة من قبيل نظريّة أرنولد توينبي Arnold toynbee حول التحدّي والاستجابة. يسعى هذا البحث إلى تبيّن أسباب نشأة الحضارات وعلاقتها بالعلوم الصّحيحة، وأخذنا نموذج قانون التّوازن وقانون صناعة الضّديّة كنماذج تفسيريّة. يقول هيراقليدس: «كلّ شيء هو في حالة تدفّق مستمر، ولكنّ التّغير يحدث وفقا لقانون ثابت، وهذا القانون يشمل تفاعلا بين أضداد، ولكن بطريقة يخلق بها ذلك التّفاعل انسجاما بين الأضداد عندما يُنظر إليه ككلّ». وقد اعتمدنا بالأساس على نظريّات فيزيائيّة ونماذج من الممالك الحيوانيّة. ويقدّم هذا العمل فرضيّة أساسيّة وهي: قدرة التّاريخ على إنتاج نظريّات راسخة ومتينة وصلبة لنشأة الحضارات أو لانهيارها، أي نظريّات لا تقلّ صدقيّة وموثوقيّة عن نظريّات العلوم الصّلبة. وتعتمد هذه النّظريّة على مرتكزات عديدة من أهمّها قانون التّوازن الذي تطرقنا إليه في العدد السابق (200 -مارس 2024) وقانون صناعة الضّديّة الذي سنتطرق إليه في هذا الجزء من المقال، وفيه عنصران الأول: عن الممالك الحيوانيّة والتوازن وتشكيل الضديّة والثاني: التاريخ وتشكيل خُطاطة المستقبل، لنختم المقال بخلاصة البحث وأهمّ الاستنتاجات |
اقرأ المزيد |
تشكيل الحضارات: قانون التوازن وصناعة الضدية : 200 - 2024/03/01 |
قدّم الباحثون نظريّات عديدة لنشأة الحضارات منها الاقتصادي والسّياسي والاجتماعي إلخ. وأقدم عدد منهم على الدّفاع عن «قوانين» لصعود الحضارات وانهيارها ممّا يُشبه قوانين العلوم الصّلبة من قبيل نظريّة أرنولد توينبي Arnold toynbee حول التحدّي والاستجابة. يسعى هذا البحث إلى تبيّن أسباب نشأة الحضارات وعلاقتها بالعلوم الصّحيحة، وأخذنا نموذج قانون التّوازن وقانون صناعة الضّديّة كنماذج تفسيريّة. يقول هيراقليدس: «كلّ شيء هو في حالة تدفّق مستمر، ولكنّ التّغير يحدث وفقا لقانون ثابت، وهذا القانون يشمل تفاعلا بين أضداد، ولكن بطريقة يخلق بها ذلك التّفاعل انسجاما بين الأضداد عندما يُنظر إليه ككلّ» . وقد اعتمدنا بالأساس على نظريّات فيزيائيّة ونماذج من الممالك الحيوانيّة. ويقدّم هذا العمل فرضيّة أساسيّة وهي: قدرة التّاريخ على إنتاج نظريّات راسخة ومتينة وصلبة لنشأة الحضارات أو لانهيارها، أي نظريّات لا تقلّ صدقيّة وموثوقيّة عن نظريّات العلوم الصّلبة. وتعتمد هذه النّظريّة على مرتكزات عديدة من أهمّها قانون التّوازن الذي سنتطرق إليه في هذا الجزء من المقال وقانون صناعة الضّديّة الذي سنؤجله إلى الحلقة القادمة. |
اقرأ المزيد |
التحولات الاجتماعية وفئة من «لا يملكون ما يخسرونه» : 199 - 2024/02/02 |
تعتمد الحضارات زمن نشأتها على مرتكزات عديدة منها الاقتصادي والاجتماعي والسّياسي والجغرافي. وقد بيّنت دراسات كثيرة ارتباط التحوّلات الحضاريّة بالفاعلين الاجتماعيّين المؤثّرين. يقدّم هذا المقال فرضيّة أساسيّة ويُناقشها وهي أنّ الحضارة مرتبطة نشأتها بوجود فئة اجتماعيّة ليس لها ما تخسره، واستقرارها مرتبط بتقلّص هذه الفئة قدر الإمكان، وبداية انحدار الحضارة مرتبط بتوسّع ثان لهذه الفئة الاجتماعيّة. يطرح هذا المقال اشكاليّة أساسيّة وهي: ما هي علاقة التحوّلات الاجتماعية بفئة من «لا يملكون ما يخسرونه»؟ |
اقرأ المزيد |
الاستشراق المُحبَّبُ في البلاد التونسيّة: إعادة الإنتاج الأهليّة للسرديّات الاستشراقيّة خلال القرن 1 : 186 - 2023/01/06 |
تتمثّل الإشكاليّة الأساسيّة لهذا المقال في السّؤالين التّالين: «ما هي علاقة الأزمة والمصالح بإعادة إنتاج السّرديّات الاستشراقيّة، بما تضمّنته من صور نمطيّة ووصم تحقيريّ، من طرف جزء من نخبة البلاد التّونسيّة خلال القرن 19 والفترة الاستعماريّة؟» و«هل سياق القرن التّاسع عشر ما قبل العصر الامبربالي متشابه مع سياق الاستعمار الفرنسي؟». واعتمدنا في إنجاز هذا العمل على مدوّنة مصدريّة أولى خصّصناها للجزء الأوّل من المقال (العدد 184 من مجلّة الإصلاح) وهي جريدة الرّائد التّونسي التي تأسّست سنة 1860 التي تعتبر اللسان الناطق للنخبة التونسيّة آنذاك. وواصلنا بحثنا في الجزء الثّاني من المقال (العدد 185 من مجلّة الإصلاح) بالاعتماد على كتاب «الرّحلة الباريسيّة» لصاحبه عبد الرحمان سومر وبيّنا كيف غفل هذا الكاتب عن المزالق المحيطة بمصطلح «حضارة»، وحاول خلال مُجمل كتابه ترسيخ مسألة احتكار أوروبا وخاصّة فرنسا لمسألة «التحضّر» والحضارة. لهذا لم يُخف انبهاره بباريس واعتبر سكّانها«في غاية من التّربية والتّهذيب وحسن الأخلاق» كما أبدى إعجابه بالتّنظيم الحضري للمدن الفرنسيّة. ونواصل في هذه الحلقة الأخيرة النبش في محتويات الكتاب مبرزين قدرة المؤلف على إعادة إنتاج صور نمطيّة شكّلها الاستشراق والإعلاء من «الحضارة» الفرنسيّة قدر الإمكان وتبنّي المنتوج الاستشراقي بدون تحفّظ أو انتباه لمزالقه ورهاناته. لننهي المقال بخاتمة تتضمّن الإجابة على الإشكاليات التي قام عليها. |
اقرأ المزيد |
الاستشراق المُحبَّبُ في البلاد التونسيّة: إعادة الإنتاج الأهليّة للسرديّات الاستشراقيّة خلال القرن 1 : 185 - 2022/12/02 |
تتمثّل الإشكاليّة الأساسيّة لهذا المقال في السّؤالين التّاليين: «ما هي علاقة الأزمة والمصالح بإعادة إنتاج السّرديّات الاستشراقيّة، بما تضمّنته من صور نمطيّة ووصم تحقيريّ، من طرف جزء من نخبة البلاد التّونسيّة خلال القرن 19 والفترة الاستعماريّة؟» و«هل سياق القرن التّاسع عشر ما قبل العصر الامبربالي متشابه مع سياق الاستعمار الفرنسي؟». واعتمدنا في إنجاز هذا العمل على مدوّنة مصدريّة أولى خصّصناها للجزء الأوّل من المقال (العدد 184 من مجلّة الإصلاح) وهي جريدة الرّائد التّونسي التي تأسّست سنة 1860 التي تعتبر اللسان الناطق للنخبة التونسيّة آنذاك. وتبيّن لنا أنّ جزءا كبيرا من هذه النّخبة، مهّد لأهلنة وأقلمة عدد من الأفكار الأوروبيّة عبر طرحها للنّقاش أو ترجمتها في الرّائد التّونسي وترويجها. وعدد كبير من هذه الأفكار أنتجته مؤسّسة الاستشراق سواء للإعلاء من مكانة أوروبا أو للحطّ من الثّقافة الشّرقيّة وتبرير الاستعمار الغاشم. ونواصل بحثنا في الجزء الثّاني من المقال (العدد 185 و العدد 186 من مجلّة الإصلاح) بهدف الإجابة على الإشكاليّة التي طرحنا وذلك بالاعتماد على كتاب مهمّ صدر في طبعة واحدة سنة 1933 بعنوان «الرّحلة الباريسيّة» لصاحبه عبد الرحمان سومر وهو معلّم بالمدارس التّونسيّة، ووضعه تحت المجهر. |
اقرأ المزيد |
الاستشراق المُحبَّبُ في البلاد التونسيّة: إعادة الإنتاج الأهليّة للسرديّات الاستشراقيّة خلال القرن 1 : 184 - 2022/11/04 |
ورد في إحدى مقالات الرائد التونسي عبارة مُوحية متشابكة معرفيّا مع إشكاليّتنا في هذا العمل وهي تبيّن تمثّلات غير الأوروبي لأسباب تقدّم أوروبا والخُطاطة الذهنيّة لتبنّي أحكام الاستشراق الكلاسيكي (سرديّات القرن 19 وبداية القرن 20) أو ما أطلقنا عليه اسم «الاستشراق المُحَبَّبُ»، أي الاستشراق غير العدواني معرفيّا والذي لاقى قبولا لدى أهل الشرق. تقول القولة: «من تلاطم الأفكار ينبع النّور»(1). بالمقابل نُقل على لسان أحد السياسيين البريطانيين أثناء إقامة المعرض الكبير في قصر الكريستال سنة 1851: «إنّ دولاب الغزل والسكك الحديدية وكذلك بواخر لاينر والتلغراف الكهربائي، هي بالنسبة لي آيات توحي أننا وفي بعض النواحي في أقل تقدير على انسجام مع الكون، وأن وراءنا روحا جبّارة تعمل فيما بيننا. إنه الربّ الخالق والمشرد»(2). وتُبيّن لنا هاتان الإحالتان علاقة المصلحة والمنفعة بإنتاج شبكات المعارف. وهذا ما نُحاول فهمه في هذا المقال، أي تبيّن علاقة مصالح جزء من أهالي البلاد التّونسيّة ونخبها بإعادة إنتاج السّرديّات الاستشراقيّة، المحقّرة أصلا للحضارة العربيّة/الإسلاميّة. |
اقرأ المزيد |