تحت المجهر

بقلم
د. محمد البشير رازقي
الاستشراق المُحبَّبُ في البلاد التونسيّة: إعادة الإنتاج الأهليّة للسرديّات الاستشراقيّة خلال القرن 1
 ينتقل الكاتب فيما بعد إلى الحديث عن التّطوّر العلمي في فرنسا، وهنا ربط بطريقة جازمة بين الإنتاج العلمي والتّطوّر الحضاري والعمراني الذي سبق أن وصفه في بداية الكتاب. فلا يمكن أن يتطوّر العلم إلاّ بالعمران، فمن «المعلوم أنّه لا تنتشر العلوم في أمّة من الأمم إلاّ إذا توفّرت الحضارة والعمران فيها، فهبّت من غفلتها إلى الكرع من مناهل العلوم والفنون الجميلة والصّناعات والشّرائع والقوانين الوضعيّة واستعمال أحدث المخترعات والمكتشفات»(1). فالكاتب هنا يحصُر التّطوّر العلمي في طبيعة التمدّن الأوروبي، فهو الوحيد الذي يستأهل نشأة العلوم، ولا يُخفي عبد الرحمان سومر هذا الرّأي بل يتبنّاه قائلا: «أمّا عندنا معاشر الشّرقيّين وبعبارة أوضح المسلمين...ضربنا صفحا عن العلوم الكونيّة»(2).
تضمّنت فرنسا كليّات وجامعات عديدة منها كليّة الطبّ التي «بها سائر» علوم التّمريض إلى جانب إصدارها لمنشورات علميّة «تبحث في المواضيع الطّبيّة وتنشر حوادث الأمراض والاختراعات الحديثة للعلاجات والأدوية والآلات الطّبيّة»(3). إلى جانب كليّة الصّيدلة، وكليّة الحقوق ومكاتب الهندسة والحرب ومدارس اللّغات الشّرقيّة(4). أمّا «المكتبة الوطنيّة» بباريس فهي «أغنى مكتبة بالعالم»(5).
انتقل بعدها المؤلف إلى الحديث عن المسلمين بفرنسا، وقدّر أنّ عددهم سنة 1932 كان 150 ألفا منهم 25 ألفا بالعاصمة باريس، و«غالب المسلمين المقيمين بفرنسا» وصلوا إليها «من شمال إفريقيا منهم العملة بالمراكز الصّناعيّة ومنهم المتعاطون لمختلف أنواع التّجارة على حسابهم الخاصّ»(6). نلاحظ هنا أنّ الكاتب أهمل الأسباب الحقيقيّة لهجرة أهل شمال إفريقيا (المغرب، الجزائر، تونس) إلى فرنسا خاصّة السّبب الأساسي وهو الاستعمار والممارسات الامبرياليّة المرتبطة بربط اقتصاد المُستعمر بالبلدان المُستَعمَرة(7). كما تغاضى الكاتب عن الصّعوبات اليوميّة التي يعيشها المسلمون «المغاربة» في فرنسا سواء على مستوى التّمييز المهني (الأجر ونوع العمل) أو العرقي (العنصريّة) والطّبقي والدّيني واللّغوي(8). بل شرع الكاتب في الحديث عن السّياسة الدّينيّة الفرنسيّة في باريس خاصّة عبر تركيزه على جامع باريس «الإسلامي». فمن «أحسن المزايا التي قدّمتها الدّيمقراطيّة للمسلمين تأسيس جامع لهم بعاصمتها الجميلة يجتمع فيه المسلمون المقيمون بها والوافدون عليها...وقع تأسيسه سنة 1926»، وهذا الجامع «مزدان سقفه وجدرانه بأعجب النّقوش ومُضاء بالأنوار الكهربائيّة بواسطة فوانيس مختلفة»، و«يُلاصق الجامع بناية أخرى بها حمّام ومطعم وقهوة بها جوقة طرب كلّها على النّمط الشرقي»، ويُردف الكاتب هذا الوصف بتقديمه الشّكر للسّلطات الفرنسيّة قائلا: «نُسدي أكمل عبارات الشّكر لفرنسا ورجالها الأحرار على هذه التأسيسات الجميلة التي يرتاح إليها كلّ شرقي يحلّ بالديار الباريسيّة»(9).
اقتصر الكاتب في هذا الجزء من رحلته على الحديث على الوجه المشرق للسّياسة الإسلاميّة الفرنسيّة مُتجاهلا أهدافها الحقيقيّة وهي التّغطية على السّياسات الاستعماريّة في المستعمرات وممارسات الظّلم والتحيّز ضدّ المُستعمَرين، وأشكال العنصرية التي يتعرّضون لها في فرنسا نفسها. كما أنّ مسجد باريس نفسه أُسّس استنادا إلى سياقات خاصّة به بعيدة كلّ البعد على مسألة «الديمقراطية» التي تحدّث عنها عبد الرحمان سومر وأهمّها الصراع الدولي ومُحاولة كسب ودّ المسلمين عبر ترسيخ وتأسيس سياسات اسلاميّة سواء عبر بناء المساجد أو الإكثار من المنشورات(10). وواصل عبد الرحمان سومر الحديث عن المآثر «الإسلامية» الفرنسيّة مثل تأسيس «جمعيّة الآخاء الاسلاميّة» سنة 1907 وهدفها «مدّ يد المساعدة للمسلمين خارج بلادهم وتوطيد العلائق الحبيّة بين الشرقيين والغربيّين سواء كان ذلك بالكتابة في الصحف أو إلقاء المحاضرات أو المؤلّفات»، وهدف الجمعيّة الأساسي هو ترسيخ «ميل الشّعوب الشرقيّة للشعب الفرنسي الكريم» وفتح «أبواب المفاهمة بين الجانبين»، ووصف الكاتب كلّ هذه الأمور بـ «الفوائد الجمّة»(11). نلاحظ أن عبد الرحمان سومر لا يُخفي مُناصرته ودعمه للسياسة الإسلامية الفرنسيّة، ورغبته في تشكيل ميل وحبّ من الشرقيين تجاه فرنسا والفرنسيّين، وهذا هو ما سمّيناه في مقالنا الحالي «الاستشراق المُحبَّبُ»، أي تبنّي أهل الشرق آراء المستشرقين وتبنّيها وإعادة إنتاجها.
انتقل عبد الرحمان سومر في التّالي من الكتاب إلى الحديث عن «أوصاف الفرنسيّين وأخلاقهم»، حيث أكثر من مدحهم فهم «موصوفون بالحماسة والبسالة والنّشاط والشّجاعة والكرم والسّخاء، والقيام بحقّ الضيافة»، كما «لهم تربية راقية وإحساس جميل»(12). كما روى الكاتب قصّته مع أحد الفرنسيّين «من عليّة القوم» حيث أضاع عبد الرحمان سومر الطّريق، «فاعترضني فرنسي من عليّة القوم ...وسألني عن الجهة التي أقصدها...فقال لي انتظر قليلا حتّى أسأل عنها»، وقدّم بعدها الفرنسي كلّ المعلومات والمساعدة اللاّزمة للكاتب(13). وهذه القصّة تؤكّد مسعى الكاتب لإبراز فضائل المجتمع الفرنسي ولو كانوا «من عليّة القوم» لتواضعهم وفرحهم بالغريب. ولم يكن هذا الأمر صحيحا، فقد تميّزت فرنسا خلال الفترة الاستعماريّة بسياساتها التّمييزيّة والعرقيّة الواضحة، وهذا ما تُثبته دراسات عديدة(14).
رجع مرّة أخرى الكاتب للحديث عن المآثر العمرانيّة بباريس مثل مصانع السيّارات والسكّر والشّوكولاتة، وبرج إيفيل وقوس النّصر وقصر الجمهوريّة والمسارح والملاهي والمستشفيات ودور السينما والمقاهي والمتاحف والقصور، أي أنّ فرنسا تموقعت عمرانيّا بصفة نموذجيّة خلال القرن العشرين «الذي يدعُونه قرن النّور والمدنيّة»(15). ولم يُخفِ الكاتب إعجابه بعمران باريس ومبانيها، فهو يتحدّث مثلا عن كنيسة روتردام ويصفها بأنّها «بناية ضخمة في غاية الإتقان»، ويقول عن البانتيون Panthéon وهو مدفن العظماء أنّه «قصر فخم» و«يوجد بجدران القصر كثير من الرّسوم والتّصاوير الدّهنيّة الجميلة»(16).
ثمّ شرع الكاتب في الحديث عن مآثر المرأة الباريسيّة التي تتميّز بـ «الحزم والبطش والجاه وانتصابها في المشي وثباتها»، وتتميّز بقوّة الإرادة والجأش» و«سلامة الذّوق في الفنون الجميلة، وعينها النجلاء المتّسعة تدلّ على اليقظة وصفاء الذّهن وسرعة الانتباه والتأثير في مُخاطبيها»، كما أنّها تتميّز بـ«كثرة الأفكار وتشعّب طرق الحياة»(17). كل هذه الأوصاف مُعاكسة لكلّ الصور النّمطية والوصم الاجتماعي الذي ألصقه الاستشراق بالمرأة العربية/المسلمة، مرأة عاجزة عن التّفكير والمبادرة و«الجامدة» والمُسيطر عليها في مجتمع ذكوريّ صارم، ومع تفكيرها الدّائم والأبدي في المتعة الجنسيّة إلى درجة الشّبق(18).
ختم عبد الرحمان سومر كتابه بتوصيات قدّمها لكلّ من يحبّ السفر إلى فرنسا سواء لحجم المصاريف أو مواقيت السّفر والشّركات المتكفّلة بذلك. 
خاتمة:
تبين لنا في هذا المقال الأوجه المختلفة لمؤسّسة الاستشراق، فلم تكن ذات رهانات غربيّة فقط، بل تشابكت مصالحها وتمثّلاتها مع جزء كبير من نخبة البلدان العربيّة/الإسلاميّة. فقد أنتجت جريدة الرّائد التّونسي، وهي لسان حال النّخبة الحاكمة بداية من سنة 1860، عددا مهمّا من المقالات المروّجة لقيمة الحضارة الغربيّة المتفوّقة على الشّرق المتأخّر والجامد. تأسّست جريدة الرّائد في مناخ أزمة عاشتها البلاد التّونسيّة خلال القرن التّاسع عشر، وكان هدف النّخبة الحاكمة أساسا إعادة إنتاج جزء من السرديّات الاستشراقيّة وترجمتها ونشرها للعموم كهدف إصلاحيّ لا إعادة إنتاج الصّور النّمطية والوصم الاجتماعي التّحقيري(19). فقد كان هدف النّخبة إنقاذ البلاد التّونسيّة من الاستعمار الأوروبي في زمن التّمدّد الامبريالي عبر إعادة إنتاج أفكار أوروبا نفسها عن الشّرق، فمقالات الرّائد التّونسي هي سرديّات اعتراف أوّلا بالتّأخّر والأزمة، ولكن ثانيا وعي بأهميّة تجاوز الواقع والنّجاة من المصير الجزائري (التي استعمرتها فرنسا منذ 1830).
بالمقابل أبرز لنا الجزء الثّاني من المقال بروز متغيّر أساسيّ حاسم وهو استعمار البلاد التّونسيّة من قبل فرنسا سنة 1881. أنتج الاستعمار تقنيات جديدة لبناء المكانات الاجتماعيّة وتشكيل شبكات المصالح والمنافع والنّفوذ، حيث ارتبط تنفّذ الأفراد بمتانة وحُسن علاقتهم بالاستعمار الفرنسي(20). وقد صدر في هذا الإطار كتاب المعلّم التونسي عبد الرحمان سومر، مُؤلَّفٌ تبيّن لنا من خلاله قدرة جزء من النّخبة التونسيّة على إعادة إنتاج صور نمطيّة شكّلها الاستشراق منذ أزمنة خاصّة خلال القرن 19. فقد حرص الكاتب من ناحية على الإعلاء من «الحضارة» الفرنسيّة قدر الإمكان، وذلك بالمقارنة مع الأزمة الحضاريّة التي يعيشها الشّرق. تشكّل في هذا الإطار ما أسميناه في المقال «الاستشراق المُحبَّب»، أي الاستشراق المقبول من طرق أهل الشّرق، بل المُعاد إنتاجه والمُتبنّى والمُؤمنُ به.
تبيّن لنا إذا نمط واضح في هذا المقال. أزمة القرن التّاسع عشر، ما قبل الاستعمار، حثّت نخبة البلاد التّونسيّة، بل وأجبرتها على الالتجاء إلى السّرديّات الاستشراقيّة لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وخاصّة هاجس الاستعمار. المرحلة الثّانية بدأت باستعمار البلاد التّونسيّة رسميّا، حيث ارتبط رهان إعادة إنتاج السرديّات الاستشراقيّة لا بمصلحة تونس وحمايتها، بل ببناء شبكات المصالح التي أصبحت ضرورة مرتبطة بالإدارة الاستعماريّة. فلم يُخفِ عبد الرحمان سومر انحيازه واعجابه المفرط بالحضارة الفرنسيّة وخاصة باريس، فقد كانت حسب رأيه «عاصمة العالم» وأصل «الدّيمقراطيّة». ولهذا اعتمد جزء من النّخبة التّونسيّة خلال القرن 19 والفترة الاستعماريّة نمطا خاصّا لإعادة إنتاج السّرديّات الاستشراقيّة، فإن كان الأوروبيّون  «في عصر النّهضة، ومن ثمّ في عصر التّنوير، ينسبون كلّ ما يُثير قلقهم إلى غير الأوروبيين في سياق عمليّة اختراع أوروبا كتصنيف حضاري متماسك»، وإن سعى القوميّون العرب للحفاظ «على نقاء الحضارة العربيّة في الماضي كأساس لأمّة عربيّة حديثة»(21). فقد سعت النّخبة التّونسية عبر الرّائد التونسي (القرن 19) إلى إعادة إنتاج جزء من السّرديّات الاستشراقيّة نفسها لإنقاذ البلاد التّونسيّة في خضمّ صراع امبريالي عالمي، كما سعى جزء من النّخبة التّونسية خلال الفترة الاستعماريّة (بعد 1881) إلى تبنّي المنتوج الاستشراقي بدون تحفّظ أو انتباه لمزالقه ورهاناته من أجل الاندماج في شبكات المصالح والنفوذ الجديدة التي أرسلتها فرنسا (22) .
الهوامش
(1) عبد الرحمان سومر، الرّحلة الباريسيّة، مصدر مذكور، ص.24 - 25
(2) نفس المصدر، ص.24. أسّس الاستشراق الفرنسي صور نمطيّة عديدة خاصة حول تيمة «الجّمود» وحبّ العرب للغة القوّة والإجبار مثل قبيل: «هناك أشخاص خاضعون للقوّة التعسفيّة وهناك أشخاص يُديرونها...كان في الجزائر شعب غالب وشعب مغلوب»، أو «غالبا ما يقولون العرب يُحبّون القوّة، وهذا صحيح». أنظر: بنيامين كلود بروور، صحراء اسمها السّلام: تاريخ الشرق الأوسط المعاصر ومجتمعه. عنف الإمبراطورية الفرنسية في الصحراء الجزائريّة (1844 - 1902)، ترجمة: أمين الأيّوبي، ابن النّديم للنشر والتوزيع/ دار الروافد الثقافية ناشرون، الجزائر/ بيروت، 2020، ص.53، 122.
(3) نفس المصدر، ص.26
(4) نفس المصدر، ص.28 - 30
(5) نفس المصدر، ص.36
(6)  نفس المصدر، ص.41
(7)      Emily Marker, “Obscuring Race: Franco-African Conversations about Colonial Reform and Racism after World. War II and the Making of Colorblind France (1945- 1950)”, French Politics, Culture and Society, Vol. 33, No. 3 (Winter 2015), pp. 1 -23
(8) Jennifer Anne Boittin, “Black in France: The Language and Politics of Race in the Late Third Republic”, French Politics, Culture and Society, Vol. 27, No. 2 (Summer 2009), pp. 23-46; Affan Seljuq, “Cultural Conflicts: North African Immigrants in France,” The Journal of Peace Studies, Vol. 2, No. 2, Special Issue: Peace Building in Fractionated Societies: Conceptual Approaches and Cultural Specificities (July 1997), pp. 67 -75
(9) عبد الرحمان سومر، الرّحلة الباريسيّة، مصدر مذكور، ص.41- 43
(10) التليلي العجيلي، المعهد الإسلامي وجامع باريس السياسة الإسلامية لفرنسا اللائكية: 1920-1939، جامعة منّوبة، 2016. لم يكن الأمر مقتصرا على فرنسا في مسألة إرساء السياسات الإسلامية، بل كانت مثلا ألمانيا حريصة على هذه الاستراتيجيّات. أنظر مثلا: ديفيد معتدل، في سبيل الله والفوهرر: النازيّون والإسلام في الحرب العالمية الثانية، ترجمة: محمد صلاح علي، مدارات للأبحاث والنشر، مصر، 2021.
(11) عبد الرحمان سومر، الرّحلة الباريسيّة، مصدر مذكور، ص.43- 44
(12) عبد الرحمان سومر، الرحلة الباريسية، مصدر مذكور، ص.47
(13) عبد الرحمان سومر، الرحلة الباريسية، مصدر مذكور، ص.47
(14) Giuliana Chamedes and Elizabeth A. Foster, “Introduction: Decolonization and Religion in the French Empire, French Politics”, Culture and Society, Vol. 33, No. 2, SPECIAL ISSUE: Decolonization and Religion in the French Empire (Summer 2015), pp. 1 -10
(15) عبد الرحمان سومر، الرحلة الباريسية، مصدر مذكور، ص.63
(16) عبد الرحمان سومر، الرحلة الباريسية، مصدر مذكور، ص.69
(17) عبد الرحمان سومر، الرحلة الباريسية، مصدر مذكور، ص.85- 87
(18) ممدوح الشيخ، الاستشراق الجنسي، دار ابن رشد، القاهرة، 2015
(19) محمد البشير رازقي، «مدينة تونس خلال النصف الثاني من القرن 19 من خلال جريدة الرائد التونسي: تشكّل الجغرافية القانونيّة وبناء شبكات العلاقات الاجتماعيّة»، المجلّة الجزائريّة للدراسات التاريخيّة والقانونيّة، المجلّد 5، العدد 10، 2020، صص.60- 90.
(20) محمد البشير رازقي، « تحوّلات التراث الثقافي في مدينة تونس من القرن 19 إلى اليوم: الفرد، الاستعمار والدولة»، مجلة أواصر، الدوحة، العدد 9، 2021، صص.81- 101
(21) جوزيف مسعد، اشتهاء العرب، ترجمة: إيهاب عبد الحميد، دار الشروق، مصر، الطبعة الثانية، 2014، ص.173
   قال جوزيف مسعد في هذا الإطار: «كان لقدوم الاستعمار على العالمين العربي والإسلامي، ورعايته لما بات يُعرف باسم مشاريع التحديث، وانتشار وهيمنة المنتجات الثقافيّة الغربيّة آثارها الواضحة»، كما كان هدف الأوروبيين وعدد من المستشرقين من خلال العناية بدراسة الشرق وإنتاج السرديات الاستشراقيّة هو «إشعار غير الأوروبيين بالعار بُغية دفعهم للاندماج». أنظر: جوزيف مسعد، اشتهاء العرب، (22) مرجع مذكور، ص.238، 540