نقاط على الحروف

بقلم
د. محمد البشير رازقي
الرحلات العلميّة الفرنسيّة بتونس وابتكار الذواكر التاريخيّة أوّل الفترة الاستعمارية (1-2) الرحلة ال
 الرّحلة الفرنسيّة لتونس وإنتاج المصالح السّياسيّة
خُصّصت البلاد التونسيّة بكتابات مهمّة حول ذاكرتها التّاريخيّة وطبيعة الأسطوغرافيا التي شُكّلت حولها(1)، أي التّأريخ للكتابة التّاريخيّة ورهاناتها، وهذا ما حاول فعله مثلا عمّار المحجوبي في فترة مبكّرة(2)، أو فتحي الطّاهري(3)، أو قمر بندانة(4). كما درست أعمال أخرى علاقة الرحّالة الفرنسيّين بتمثّلهم للتّاريخ الرّوماني في تونس مثل عمل خالد شاوش(5).
بيّن عدد من الأبحاث تمحور الكتابات التأريخيّة الفرنسيّة للتّاريخ التّونسي حول تيمة روما والرّومان آخرها عمل فلورانس أدروفير(6)  Florence Adrover، وقبلها جيسيكا بيدليستون Jessica Biddlestone حيث سعت إلى تبيّن الرّوابط بين تاريخ الإمبراطوريّة الرّومانيّة وتطوّر الاستعمار في شمال إفريقيا وخاصّة في تونس وارتباط ذلك بشبكات المصالح، أي تشابك التمثّلات والذّهنيّات بالمصالح الماديّة(7). وقد قاربت كاترين صامويل Kathryn Lafrenz Samuels المسألة من زاوية صناعة إعادة بعث الذّاكرة المعماريّة والهويّات التّراثيّة وعلاقتها برهانات الفاعلين المعاصرين(8). وقد تميّزت مقاربة حبيب سعيدي، في بحث حديث له، بالطّرافة حيث سعى إلى إبراز التّفاعل المعقّد لتاريخ تونس بين تراثها الرّوماني وهويتها المتوسطيّة، وكيفيّة تأثير هذه العناصر على الرّوايات الثّقافيّة والجيوسياسيّة المعاصرة. كما تتبّع الباحث تطوّر تصوير التّراث التّونسي من حقبة ما بعد الاستقلال إلى فترة ما بعد الثّورة، حيث لاحظ تركيزا متعمّدا على العناصر الرّومانيّة خلال نظامي بورقيبة وبن علي لتعزيز السّياحة والعلاقات مع الغرب، إلى جانب التّحوّل الواضح نحو تسليط الضّوء على الهويّات البونيقيّة والإفريقيّة استجابة للدّيناميكيّات الاجتماعيّة والسّياسية المتغيّرة. ويؤكّد البحث على علاقة ممارسات التأريخ بالظّرفيّات الدّاخليّة والخارجيّة وطبيعة توازنات القوّة حيث تُخضع الذاّكرة أحيانا لمصالح الدّولة وأعوانها والفاعلين المؤثّرين(9). كما أنتبه عماد صولة إلى مسألة ارتباط الذّواكر بالتّراث الأثري التّونسي حيث يتداخل الانهمام بالماضي برهانات الحاضر(10).
مثّلت البلاد التّونسيّة مصدرا أساسيّا لإنتاج المعرفة للفرنسيّين بمجمل اختصاصاتهم. وقد سهرت وزارة الخارجيّة الفرنسيّة نفسها بالتّنسيق مع الإقامة العامّة في تونس على تنظيم الرّحلات العلميّة، إلى جانب السّياحيّة والاقتصاديّة. فقد نظّم السّيد رينيه ميلي (René Millet)، المقيم العام بتونس، بمساعدة وزارة التّعليم العمومي، رحلة دراسيّة علميّة. سعى من خلالها ممثّل فرنسا الأوّل بتونس، المتحمّس والمقتنع بأهمّية وجود المعمّرين بتونس، وهو الرّجل الأكاديمي، أن يوجّه نداء إلى المعلّمين والمؤسّسة العالمة في فرنسا وهم حسب وصفه  «زارعي الأفكار» ويستطيعون «بحكمتهم الدّائمة»، الاتصال بسكّان الرّيف في فرنسا، والتّأثير المعنوي عليهم وإقناعهم بالقدوم إلى تونس في إطار المشروع الاستعماري ومنافسة الوجود الإيطالي الكثيف بتونس. سعت فرنسا إلى استجلاب «المزارعين الفقراء» والاستفادة من خلالهم بالثّروات الطّبيعيّة لتونس. لم يخفِ المقيم العام الهدف الأساسي لفرنسا بتونس، فإلى جانب أهميّة تلميع صورة فرنسا بين السكّان المحليّين ونشر التّحضّر و«التّقدّم» في البلاد وتنشيط الحياة التجاريّة في تونس، فإنّ «الهدف النّهائي» والأسمى لفرنسا هو «استغلال» رؤوس الأموال الفرنسيّة للثّروات التّونسيّة و«ملء» البلاد التّونسيّة بالفرنسيّين(11).
ساهم كتاب راي (Rey) في إعطاء صورة ناصعة عن البلاد التّونسيّة وإنتاج معرفة مفيدة عنها. أورد الكاتب أنّ تونس تمكّنت قبل حلول سنة 1900 من تعديل ميزانها التّجاري و«تغطية جميع نفقاتها» دون أن تطلب شيئا من «الميتروبول»، وأنشأت شبكة كاملة من الطّرقات وبنت ما يقرب من 1000 كلم من السّكك الحديديّة. وحفرت أربعة موانئ كبيرة يمكن للسّفن ذات الحمولة الكبيرة الوصول إليها، والتي ضاعفت إنتاجها من النّبيذ مثلا إلى خمسة أضعاف، ومنحت سكّانها الأمن والعدالة. وقد استنتج «راي» أنّ تونس هي «بلد المستقبل». وقد حاجج الكاتب دعاية راسخة خلال الفترة قيد الدّرس نشرها الفرنسيّون المعارضون للاستعمار أو ممثّلي السّياسة الإيطاليّة بتونس وهي أنّ فرنسا لا يمكن أن تصل للمنجز الاستعماري الرّوماني بتونس، بل إنّ فرنسا تسعى «لتقليد» روما، ولن تتمكّن من ذلك. جادل الكاتب هذه الآراء قائلا أنّ «روما استغرقت ما يقرب من خمسة قرون لتصل البلاد إلى هذا الازدهار الحضاري الذي لا تزال آثاره المتناثرة تدهشنا»، إلى جانب أنّ فرنسا اليوم بينها وبين السكّان المحليّين «خصومات دينيّة» لم تكن موجودة زمن الرّومان، كما أنّ روما لم تُواجه عند وجودها بتونس «لا معارضة ولا عداء ولا تشويهًا منهجيًا». وأضاف «راي» أنّ فرنسا اليوم تحترم حدودها القانونيّة فهي ليست دولة استعمار، بل دولة حماية ولهذا يجب أن تتعامل بـ «لباقة وحكمة». كما أضاف الكاتب أنّ تونس تقع على بعد مرمى حجر من إيطاليا التي تنظر إلى تونس باعتبارها «إرثا وطنيّا» ورثته عن روما، ولهذا تسعى إيطاليا للدّخول إلى تونس عبر السّياسة لا عسكريّا، وهنا يبرز أهميّة إنشاء العداء بين التّونسيّين والفرنسيّين(12). وركّز «راي» مع الخطر الإيطالي بتونس واعتبره الهاجس الأكبر لفرنسا، حيث وظّف الإيطاليّون «رؤوس أموال هائلة» لشراء الأراضي بتونس، مع تنظيم رحلات هجرة ممنهجة إلى تونس، فقد وصلت مثلا في رحلة واحدة قادمة من صقليّة 125 عائلة، مع العلم أنّ الأجرة اليوميّة للفرد الإيطالي الواحد لا تزيد على فرنكين، بل ويعملون في أراضي إيطاليّة. فقد علم الكاتب أنّ شركة إيطاليّة واحدة اشترت أكثر من 19 ألف هكتار في الشّمال الغربي التّونسي وزغوان وغيرها من الأراضي الخصبة المهمّة. ولهذا بيّن المقيم العام الفرنسي بتونس أنّه لا يقوم بعمله الوطني فقط في تونس، بل يُؤسّس «للدّفاع الوطني»(13).
أنتج الصّراع الفرنسي/الإيطالي بتونس سياقا عالما حيث وُظّف التّاريخ وتأويل الحضارات والفهم المختلف لها. كان الهدف عسكريّا/أمنيّا وخاصّة اقتصاديّا، لكن فرض السّياق على الفاعلين تجنّب استخدام القوّة، لذا تمّ توظيف سلطة المعرفة.حيث لم يُخفِ المقيم العام الفرنسي بتونس نيّته توظيف التّاريخ ومعارفه لتحقيق رهانات الحاضر(14)، ومع علمه ومعرفته الدقيقة بالآثار التّونسيّة وفهمه لطبيعة الصراع كونه صراعا معرفيّا وتأويليّا بالأساس وهو المشرعن لتحقيق المصالح الماديّة والممهّد لها، لذا أقنع المقيم العام الحكومة الفرنسيّة بإرسال بعثات علميّة لتونس، «فنحن ندرس التّاريخ لنستعدّ للمستقبل»(15).
تمثّل تونس بلدا يمكن «أن يُعلّم الجميع شيئا ما»(16). اعتمدت المؤسّسة العالمة الفرنسيّة على تقنيات حجاج ذكيّة لدفع التّاريخ الرّوماني في الدّفع والبحث عن شرعيّة أسبق منه زمنا وأعرق منه حضارة. ولهذا تمّت المراهنة على أهميّة التاريخ الفينيقي لتونس. سعت فرنسا إلى ابتكار ذاكرة فينيقيّة سرديّة مع محاولة إحياء «تلك الأوقات البعيدة عندما كان شعب هائل يتنقل في الشّوارع الضّيقة للمدينة الفينيقيّة العظيمة، بمنازلها المكوّنة من ستّة طوابق، ومبانيها»(17). ولهذا سعى علماء الآثار الفرنسيّون إلى فصل المعالم الرّومانيّة عن نظيرتها الفينيقيّة وهذا ما سعى إليه الأب ديلاتر (Delattre) سنة 1888 عند دراسته لصهاريج برج الجديد وغيرها من المعالم(18).
سعت السّرديّة الفرنسيّة إلى التّقليل من التّأثير الرّوماني في التّاريخ التّونسي خاصّة حضاريّا. فالرّومان لم يجعلوا من تونس بلدا للهجرة، فقد اكتفوا بإرسال إداريّين ونخبة من موظفي الخدمة المدنية، وعددًا قليلًا جدًا من المستعمرين. وفي ظلّ سيطرتهم ظلّت تونس «بربريّة»، سواء في العادات أو في اللّغة أو في الدّين. لقد كان ذلك مجرّد استيعاب مصطنع، وتقليد للمنتصر من قبل المهزومين، ففي ظلّ التّواجد الرّوماني حافظ السكّان على موروثهم الحضاري. وبالتّالي فإنّ العمل الذي أنجزته روما كان ذا هواجس اقتصاديّة وإداريّة وسياسيّة، ولم يكن، بالمعنى الحقيقي للكلمة، عملاً «استعماريّا». ولهذا لم يتجذّر الوجود الرّوماني في تونس، وعلى فرنسا أن تتجنّب المصير الرّوماني وعليها أن تراهن على جلب السكّان الفرنسيّين و»يستقرّوا في الرّيف ويجب أن يؤسّسوا جذورا هناك»، مع تأسيس «مدنا ريفيّة» و»مدنا عمّاليّة» وطبيعي، في ظلّ هذه الرهانات، أن يرتفع عدد الفرنسيّين في تونس من 708 فرنسيّا سنة 1880 إلى 21 ألف سنة 1900(19).
سعت فرنسا إلى تشكيل شرعيّة تاريخيّة أخرى وهي الموروث «البربري» للبلاد التونسيّة السابق للوجود الروماني، والناجي من تأثيراته أيضا. تميّزت سياسة روما في تونس بـ «الأنانيّة» حيث راهنت أساسا على استنزاف خيرات البلاد زراعيّا واقتصاديّا، مع إهمال الجانب الثقافي و«الأخلاقي». لم تكن روما مهتمّة «بالتقدم الأخلاقي للأفراد، وبالتطور الفكري والاجتماعي للبربر والليبيين الفينيقيين»، ولهذا على فرنسا أن «تتغلغل» المجتمعات المحليّة وتأسيس ممارسات وأخلاق «التعاطف» مع السكّان «بحيث لا يكون عملنا الاستعماري، الذي يغرس جذوره في قلب الأرض، شيئًا مصطنعًا أو غير مستقر أو سريع الزوال»(20).  وقد أوصى راي الحكومة الفرنسيّة بأن لا تهتمّ فقط بتحسين الحياة الماديّة للتونسيّين، وحماية مصالحهم الزراعية والتجارية والاقتصادية، بل يجب عليها قبل كل شيء أن تراهن على «غزوً أخلاقيً» وسياسة «اندماجيّة»(21).
كيف يتمكّن الفرنسيّون إذا من معرفة تونس؟ أجاب كُتيّب سياحي على هذا السؤال: «عليك أن تزورها»(22)، ولا يُهمل المنطق السياحي هنا السرديّات التاريخيّة، فمدينة تونس هي فضاء ذو مذاق استشراقيّ أصيل وخلفيّة رومانيّة عريقة(23). ازداد اهتمام الحكومة الفرنسيّة بالبلاد التونسيّة مع الأزمات الاقتصاديّة والفلاحيّة في فرنسا وتفاقم البطالة، إلى جانب تدهور وضعيّة المهاجرين الفرنسيّين في أمريكا اللاتينيّة حيث أنّ مصيرهم «لا يُحسد عليه» بسبب الأزمات المالية والاقتصاديّة في هذه البلدان ومنافسة الهجرة البلجيكيّة والألمانيّة والإيطاليّة الذين يقبلون «الأجور المنخفضة»، وقد رسّخت هذه الظرفيّات أهميّة البلاد التونسيّة في المشروع الاستعماري الفرنسيّ حيث «تقع تونس في المرتبة الأولى» ضمن المستعمرات الفرنسيّة المُسيطرة عليها أو المرشّحة لذلك بسبب التقارب الجغرافي والثقافي والثروات الطبيعيّة وطبيعة السكّان(24). وقد ظلّت «المشكلة الدائمة» هي الوجود الإيطالي بتونس سواء على مستوى الكثافة السكانيّة أو حيازتهم للساحة الأوسع من الأراضي الفلاحيّة الخصبة، ولهذا اعترفت السرديّة الفرنسيّة أنّ «السيطرة السياسية، عاجلاً أم آجلاً، تعود إلى العرق الذي يزرع الأرض»(25).
 لم تكن إذا مسألة الهيمنة على المجال الزّراعي في البلاد التونسيّة رهانا اقتصاديّا فقط، بل قضيّة شرعنة وذاكرة وحقّ في الوجود وانتزاع له. قاومت فرنسا قرب إيطاليا من تونس جغرافيّا وتفوّقها عليها ديمغرافيّا وامتلاكها للسّرديّة التّاريخيّة الرومانيّة. ولهذا اعتمدت فرنسا على تقنيات عديدة لإنفاذ مصالحها منها حثّ الفرنسيّين بشدّة على الهجرة إلى تونس، ونسج سرديّة تاريخيّة فرنسيّة ذات بعد روماني/مسيحي، فالإمبراطوريّة الرّومانيّة ما قبل المسيحيّة وما بعدها تمثّل الحضارة الأوروبيّة كلّها لا إيطاليا فقط.
نُشرت كتب عديدة فرنسيّة آخر القرن 19 وبداية القرن العشرين لتشجيع الفرنسيّين على زيارة البلاد التونسيّة للسّياحة أو للاستقرار. تُحيل هذه الكتب إلى أهمّ المعالم المذكّرة بالتّاريخ الرّوماني/المسيحي للبلاد التّونسيّة (قرطاج أساسا)، ثمّ بأهمّ الإنجازات الفرنسيّة في البلاد التونسيّة (تطوّر البنية التحتيّة)(26). كما وُصفت تونس في كتيّبات المعارض بأنّها صاحبة «الصّفحات العظيمة في التّاريخ» والتّنوّع «اللاّمتناهي» للموارد والمستقبل المذهل(27). حملت هذه الكتب في طيّاتها رهانات كثيرة، فقد تعمّد عدد من كتّابها عدم ذكر التّاريخ العربي بتاتا، فالبلاد التّونسيّة التي تسمّى أيضا (Tunés) انتقلت من الفترة الرّومانيّة إلى الحكم التّركي مرورا بتقلّبات كثيرة (Différentes vicissitudes) بدون ذكر كلمة (عرب) أو (إسلام)(28).
تخلّلت مسألة عَبْء الرّجل الأبيض مُجمل سرديّات الرّحلة الفرنسيّة، والطّريف أنّها تنافرت مع لاوعي استشراقيّ عميق يتأسّف من «تحديث» مفرط للبلاد التّونسيّة ممّا يهدّد «أصالتها» بالاندثار. ساهم الوجود الفرنسي في تطوير الفلاحة والصّناعة والبنية التّحتيّة والصّحيّة والعلميّة للبلاد التونسيّة، و«لا شكّ أنّ تونس ستعود ذات يوم إلى الازدهار كما كانت في العصر الرّوماني. وبعد أن كانت مخزن الحبوب في روما، ستصبح في القرن العشرين إحدى مخازن الحبوب في فرنسا»(29). ولهذا استنتج لانيسان Lanessan أنّ مناخ البلاد التونسيّة وتربتها ساهم في تشكيل شخصيّة «نصف البدو» السّويّة مقارنة بالجزائر مثلا، ورغم ذلك فقد انهارت الصّناعة والزّراعة والأخلاق مقارنة بما كان زمن الوجود الرّوماني، ولهذا يُعدّ «التّدخّل» الفرنسي بتونس وسيلة حيويّة وضروريّة لاسترجاع الإرث الرّوماني(30).
الهوامش
(1)                      Fatma Ben Slimane et Hichem Abdessamad [dir.], La périodisation dans l’écriture de l’histoire du Maghreb, Tunis Arabesques, 2010; Sami Bargaoui, Hassan Remaoun, Savoirs historiques au Maghreb : construction et usages, Oran, CRASC, 2006
(2)                        Ammar Mahjoubi, « L’Histoire de la Tunisie. Enseignement et Recherche », Internationales Jahrbuch für   Geschichts- und Geographie-Unterricht, Vol. 17 (1976), pp. 334- 338
(3) فتحي الطاهري، كتاب التاريخ المدرسي وتسييس الهوية في تونس المعاصر، دار آفاق، تونس، 2015
(4)               Kmar Bendana, « De l’intérieur d’un lointain : L’histoire contemporaine de la Tunisie », Savoirs du lointain et sciences sociales, (2004), p.17-30 ; Kmar Bendana-Kchir,Écrire, enseigner l’histoire de la Tunisie Séquence coloniale et circulation des savoirs, in:De l›Atlas à l›Orient musulman Contributions en hommage à Daniel Rivet,Sous la direction de Dominique Avon, Alain Messaoudi,Karthala, Paris, 2011, pp.141- 153
(5) 46 Khalid Chaouch, “Chateaubriand’s Time Travel in Tunis and Carthage”, Nineteenth-Century French Studies, Vol.  No.3/ 4  (SPRING–SUMMER 2018), pp. 254 -269
(6)  Florence Adrover, « Une image des ruines romaines en période coloniale Eugène Gallois (1856 -1916) et la promotion    du patrimoine archéologique tunisien », La Géographie, 2023/ 2 (N° 1589), pp.42- 49
(7)  Jessica Biddlestone, “The Olive Grove of Rome: Romanization and the french colonial imagination inin Nineteenth-Century Tunisia”, French Politics, Culture and Society, Vol. 38, No. 3, Adopter en France (Winter 2020), pp. 111-135
(8)  Kathryn Lafrenz Samuels, “Roman Archaeology and the Making of Heritage Citizens in Tunisia”, in: Making Roman Places: Past and Present, Journal of Roman Archaeology Supplementary Series, Editors: Kathryn Lafrenz Samuels, Darian Totten, 2012, pp.159- 170
(9)          Habib Saidi, “Roman in Question: Navigating between the two Shores of a Mediterranean Heritage”, Journal of Tourism and Heritage Research, Vol 7 No 2 (2024), pp.160- 176
(10) عماد صولة، «التراث الأثري بتونس أمام رهانات الذّاكرات»، إنسانيّات: المجلة الجزائريّة في الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعيّة، العدد 57-58، 2012، صص.39-60
(11)  R. Rey, Voyage d’études en Tunisie (10- 28 avril 1900), LIBRAIRIE CH. DELAGRAVE, Paris, 1900, p.11
(12) المرجع نفسه ص 12
(13)  المرجع نفسه ص 12-13
(14) المرجع نفسه ص 13 «nous dit encore qu’il entend faire servir le passé au présent»
(15) المرجع نفسه ص 13  « e...et, en étudiant le passé, préparer l’avenir»
(16) المرجع نفسه ص 19 
(17) المرجع نفسه ص 20 
(18) المرجع نفسه ص 20 
(19) المرجع نفسه ص 142-145 
(20) المرجع نفسه ص 146 
(21) المرجع نفسه ص 147 
(22)                                  Pour bien connaître la Tunisie. Compagnie fermière des chemins de fer tunisiens, Paris, 1930, p.3
(23) المرجع نفسه ص 5              « Villes d’un orientalisme vrai et parfaitement caractérisé, ruines romaines de tous genres 
(24)        Notice sur la Tunisie / Régence de Tunis, Direction générale de l›agriculture, du commerce et de la colonisation Protectorat français, 1899, p.III
(25)         Franz Gautier, Notes et documents sur la colonisation française en Tunisie : de quelques modes de culture et de quelques exemples de colonisation, Paris, 1903, p.22
(26)     Voyages et loisirs d’une famille parisienne, Septembre 1913, Algérie, Tunisie, Paris, photographie, [non identifié
(27)    Pauline Savari, La Tunisie à l’Exposition, Augustin CHALLAMEL, Éditeur, Paris, 1890, p.12- 13
(28)    Algérie, Tunisie. 14e édition. Paris, 1911, p.39
(29)  E. Barrillon, Cinq semaines en Tunisie, op.cit, p.145
(30) J.-L. de Lanessan, La Tunisie, 1887, p.11