رضوان مقديش |
علم الحاضر والمستقبل : 186 - 2023/01/06 |
إنّ حاجة الإنسان الماسّة إلى معرفة محيطه تفوق بكثير الإمكانيّات المتاحة له خصوصا أمام تنامي التّحدّيات المعرفيّة بالتّوالد والتّفرّع. صحيح أنّ تطوّر مفاتيح المعرفة كان في مجمله تصاعديّا عبر التّاريخ إن لخَصنا مسار العلوم ولكن اللاّمعلوم يتّخذ أيضا نسقا تصاعديّا. |
اقرأ المزيد |
التّنسيب والإطلاق : 183 - 2022/10/07 |
بعيدا عن نسبيّة «أينشتاين»،النّسبيّة كقانون ومبدإ عام في العلم والمنطق وكلّ مجالات التفكُّر هي دون منازع الفكرة الأكثر حضورا على الإطلاق. فهي تمثّل المرونة والوسطيّة والإعتدال-وأحببنا أم كرهنا- والواقعية. ولو كان الأبيض والأسود حدَّين في الأطراف، فالرّمادي بمختلف أطيافه يمثّل مجالا شاسعا بينهما. |
اقرأ المزيد |
كرة الثلج ( 2 ) : 178 - 2022/05/06 |
ليس من حقّ الإنسان ولا من مشمولاته الحساب والجزاء ولكن من حقّ كلّ المجتمعات البشريّة كيفما كانت معتقداتها بل من الضّروري لها تنظيم العلاقات بين أفرادها وتفعيل قوانين تنعت بـ «جزائيّة» . وأهداف هذه القوانين لا تنأى عن أسس الرّدع والثّأر والتّحييد وإرجاع الحقّ لأصحابه إن أمكن ذلك. |
اقرأ المزيد |
كرة الثلج ( 1 ) : 177 - 2022/04/08 |
إنّ بعض المسائل المختلف فيها تكتسي أهمّية وخطورة كبيرة من جراء التفرّع والتّقادم. وهذا ما يُرمز له بمفعول كرة الثّلج أو الثّقب الصّغير في السدّ الذي ينتهي إلى فيضان. في الواقع ننطلق من إختلاف بسيط - أو هكذا يبدو- وبمفعول التضخّم والتّشويه ونزعة التّطرّف أحيانا، ننتهي إلى اختلاف عميق وفي منتهى الخطورة. ومقولة «إنّ في الاختلاف رحمة» تنطبق على فقه العبادات وعلى الأمور التّفصيليّة والثّانويّة لكي يتسنّى لنا اختيار الأيسر، أمّا المسائل المبدئيّة فلا ينبغي تطبيع الإختلاف والإطمئنان له على أساس أنّه رحمة، بل يجب تظافر الجهود والتّعاون للوصول إلى الحقيقة وتنقية الأسس والأصول الفكريّة من الشّوائب إن ثبت ذلك. |
اقرأ المزيد |
بين القرآن والسنة محاولة منطقية لرسم المناطق والحدود : 176 - 2022/03/04 |
لننطلق من وجهة نظر من يُسمَّوْن «قرآنيين». هؤلاء يرون عدم اعتبار السّنة أصلا والتّقيّد حصريّا بنصّ القرآن. رأي لو سلّمنا به لوقعنا في مأزق: تفاصيل أركان من الأركان الخمسة للإسلام يرد عن طريق السّنّة. فالقرآن لا يبيّن تفاصيل الصّلوات الخمس ولا تفاصيل الحجّ ولا مقادير الزّكاة. حجّة القرآنيين إذا في طريق مسدود. |
اقرأ المزيد |
العلماء : 174 - 2022/01/07 |
إن كلمة عالِم (بكسر اللاّم ) وجمعها عُلماء، تستحقّ منّا وقفة تدقيقيّة ومراجعة لمدلولها واستعمالاتها. التّركيبة الصّرفيّة للكلمة تأتي على وزن فاعل، والتّحليل النّحوي يفيد الحال والوصف. العالم إذا هو حال وتوصيف من علم الشّيء، وهذا هو الاستعمال المبدئي والمطلق الوارد في القرآن الكريم. وصفة عالم ترد آنذاك قطعيّة لأنّ اللّه سبحانه وتعالى ذو علم مطلق يعرف تمام المعرفة أنّ المعني بالوصف يعلم حقّا. |
اقرأ المزيد |
الدين النّصيحة : 173 - 2021/12/03 |
سيقع الاعتماد على نصّ الحديث ولا مجال للتّساؤل عن صحّته لأنّه حتّى وإن لم يكن حديثا ومجرّد مقولة فهو ينطوي على حكمة وعلى فكر يجمع بين العمق والبساطة . إن معنى الجملة واضح في العموم ولا يتولّد تناقض أو تباين كبير في تفسيرها إلاّ أنّه يجدر تفضيل المعنى الأكثر تلقائيّة والمعتمد على التّركيبة النّحويّة للجملة. « «الدّين النّصيحة». «النّصيحة» هوالخبر والتّوصيف المباشر لكلمة «الدّين». فليس المعنى المقصود هو أنّ النّصيحة من الدّين أو أنّ الدّين هو مادّة للتّناصح والوعظ بين النّاس. |
اقرأ المزيد |
في مسألة الأرقام … : 172 - 2021/11/05 |
إنّ بعض المواضيع تبدو ثانويّة، ذات أهمّية محدودة أو غير مصيريّة، ويمكن للبعض أن يعتبرها شكليّة ولربّما تافهة . تلك المواضيع تستمدّ أهميّتها من كونها يمكن الفصل والجزم فيها، عكس بعض المواضيع الأخرى ذات الأهمّية الكبرى والتي قد يطول الجدل فيها لعدّة أجيال . الموضوع المعني بالأمر هو موضوع شكل الأرقام المستعملة في كثير من البلدان العربيّة وهي أشكال من أصل هندي ( ۰ - ۱ - ۲ - ۳ - ٤ - ٥ - ٦ - ٧ - ۸ - ۹ ) بينما الأرقام المستعملة في بقيّة أنحاء العالم هي من أصل عربي ( 0، 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، ) . |
اقرأ المزيد |
« وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى» : 171 - 2021/10/01 |
لنبدأ بالاتفاق على معنى السّعي : السّعي هو اقتران النيّة بالعمل أو النيّة والشّروع في العمل . بمنظور دنيوي «وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ»(1) أي لا شرف ولاقيمة للإنسان إلاّ بالعمل، ذلك عندما نقصد الشّغل وكسب العيش. وبالطّبع، الشّغل وكسب العيش يؤجّر عليه دينيّا ما في ذلك خلاف. وللعمل والإنتاج أهمّية أوليّة في الإسلام تتمحور في ثلاثة مستويات : |
اقرأ المزيد |