محمد بن نصر |
العدوانيّة الفرنسيّة تجاه المسلمين: أسبابها وسبل مواجهتها : 174 - 2022/01/07 |
كثير من المتابعين للشّأن الفرنسي يصعب عليهم فهم ما يسمّى بالاستثناء الفرنسي البائس المتعلّق بالعلاقة بالإسلام والمسلمين. الصّعوبة تتأتّى من صورة فرنسا المخياليّة، بلد الأنوار والحرّية والدّيمقراطيّة ومن جهل بتاريخها الصّليبي والاحتلال المغتصب للثّروات والمهندس للعقول والنّقوس. نحاول في هذا المقال أن نتعرّض إلى الأسباب العميقة للعدائيّة الفرنسيّة وكيفيّة الحدّ منها وتجفيف منابعها. |
اقرأ المزيد |
اللاّمبالي : 166 - 2021/05/06 |
سألني صديق عن الحياد السلبي وعن مفاسده فلم أجد أفضل ممّا قاله الحسن بن رشيق القيرواني في وصف صاحبه حيث قال: « همّه جواز يومه، وحلاوة نومه، أعلى همّته إرجال جمّته، واعتدال عمّته، وأسرُّ سروره تناهي قدوره. وترويق خموره، أعداؤه سمان، في أمان، أولياؤه في هزال، وانتظار النكال، حسن الظن بالزمان، وضروب الحدثان، رائح القرائح، ساكن الجوارح، مسرور، مغرور، ثاني العطف عن الناصح، متعام عن الأمر الواضح، مستغن بعبده، عن جنده، متشاغل بالأنياب الطاحنة في فمه، عن الأنياب الوالغة في دمه، ينام عن مُسهرات الأنام، وعن جبّ الغارب والسّنام، فكرته ساهية، وخواطره لاهية، وقواعده واهية، حتى تبغته الداهية». الحياد في معناه الايجابي ليس أن تكون على نفس المسافة من الحق والباطل ولكن أن تكون مع الحق وضد الباطل بغض النظر عن اللون الايديولوجي والسياسي للفاعل. |
اقرأ المزيد |
سجن الذات : 165 - 2021/04/01 |
لم أعرف السجن في حياتي ولعل الله لحكمة يعلمها ابتلاني بالنفي ولم يبتلني بالسجن ربما لأنه خص الوالد رحمة الله عليه بامتحان السجن وخصني بامتحان النفي. طبعا لا مقارنة بين الإمتحانين للاختلاف النوعي بين أوجاع وآلام كل منهما.المجال لا يسمح بالحديث عنها و ليس هو الهدف من هذه التدوينة. |
اقرأ المزيد |
حرّيتا التفكير والتعبير : 164 - 2021/03/03 |
كثيرا ما يقع الخلط بين حرية التفكير التي لا حدود لها في تقديري وبين طريقة التعبير عنها التي من الضروري أن تخضع لمجموعة من الضوابط الأخلاقية. طبعا سيقول البعض: «ولكن من يحدّد هذه الضوابط الأخلاقية؟». أقول بما أنّ المقصد من حرّية التفكير هو إعمال العقل، وعليه فكل ما يمنع التفكير ويعطل العقل يعتبر من الضوابط الأخلاقية الي يجب عدم الوقوع فيها، مثل المساس بذوات الأشخاص و بمعتقداتهم. على سبيل المثال من حقك أن تناقش صحة الرسالة المحمدية، بل من حقك أن تبين بطلانها ولكن ليس من حقك باسم حرية التفكير والتعبير أن تظهر نبي الإسلام أو أي نبي آخر في وضع مخل أخلاقيا. بل أنت تقتل حرية التفكير عندما تظهر النبي عاريا وتفتح الباب على مصراعيه لكل أشكال الردود الإنفعالية. |
اقرأ المزيد |
من أوحال الحرير : 163 - 2021/02/04 |
عندما سقطت أنظمة البؤس الاشتراكية، هلّل الرّأسماليّون فرحين بانتصارهم الأيديولوجي. وبعد ذهاب سكرة فرحهم، تنبّهوا أنّهم بسقوط هذه الأنظمة قد فتحوا على أنفسهم نار جهنّم قائلين: «ماذا سنفعل مع هذه الشّعوب التي تحرّرت من القبضة الحديديّة وستنطلق الآن زحفا نحو جنّتنا الشّماليّة؟». فكان الجواب افتحوا الأبواب بقدر لحركة السّلع والأشياء حتّى ينغمسوا في ثقافة الإستهلاك الرّأسماليّة، وضيقوها إلى الحد الأقصى على حركة البشر. تتالت بعد ذلك الإجراءات القانونيّة المتشدّدة لدخول الأجانب إلى «جنّتهم». |
اقرأ المزيد |
قطار اليوم كان باهتا : 162 - 2020/12/31 |
في كل مرة تُثار قضية للنقاش خاصة إذا كان الإسلاميون طرفا فيها، اُستدعيَ التاريخ بكل تفاصيله المتداولة، يحدثونك بكل ثقة وكأنهم البارحة تعشوا مع عمر بن الخطاب بعد اجتماع السقيفة أو عادوا لتوهم من ساحة معركة صفين. بالرغم من النصوص التي نوردها متفاخرين عن ابن خلدون في فهمه للتاريخ «إذ هو في ظاهره لا يزيد على أخبارٍ عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأُوَل، تنمو فيها الأقوال، وتُضرب فيها الأمثال، وتُطْرَفُ بها الأندية إذا غصّها الاحتفال، وتؤدّي لنا شأن الخليقة كيف تقلّبت بها الأحوال، واتّسع للدّول النّطاق فيها والمجال...وفي باطنه نظر وتحقيق، وتعليل للكائنات ومباديها دقيق، وعلمٌ بكيفيّات الوقائع وأسبابها عميق؛ فهو لذلك أصيلٌ في الحكمة عريق، وجديرٌ بأن يُعدّ في علومها وخليق»، |
اقرأ المزيد |
حدّثني قطار المساء : 161 - 2020/12/03 |
كان هدف الإستشراق بمناهجه العلميّة المعلنة وموجهاته الإيديولوجيّة الثّاوية تفكيك رمزيّة ماضي المسلمين العلميّة. وأصبح هدف الإسلاموفوبيا تغييب الإسلام في المستقبل وإبعاد إمكانيّة الإستئناف الحضاري. |
اقرأ المزيد |
من خواطر رحلة الاتجاه المعاكس : 160 - 2020/11/05 |
انشغل الرّكاب بالاستماع إلى المضيّف يشرح بيانات السّلامة الجويّة، وانشغلت بالنّظر في جواز سفري أحادثه ويحادثني. غاب عنّي زمنا طويلا، ثلاثة عقود أو تزيد، وعاد بعد يوم واحد من سقوط المخلوع. يومها قلت فيه ما يلي: «صبيحة هذا اليوم الخامس عشر من جانفي 2011، ذهبت إلى القنصليّة التونسيّة بباريس، لأطلب جواز سفري بعد أن حُرمت منه طيلة ثلاثين سنة وثلاثة أشهر. نظرت في تاريخ الإصدار، فوجدته الخامس عشر من هذا الشّهر، أو قل غرّة العهد الجديد الذي صنعه أبطال الانتفاضة التّونسيّة المباركة. شعرت وكأنّ كلّ شيء من حولي يرفع النّشيد الوطني، نشيد العزّة، حماة الحمى، وشعرت وكأنّ الجواز قد ختم بدم الشّهداء، وعذابات السّجناء، وجراحات المظلومين، وأشواق المنفيين. ثمّ مرّت أمامي صورة البطل محمد بوعزيزي الذي قلت فيه يوم توفّي « رحمه اللّه و غفر له، قتله الظالمون بظلمهم، وقتلناه حيّا بصمتنا، فأراد أن يحيينا بموته، فما خاب ظنّه فينا، وإن شاء اللّه نكون خير عزاء لأهله حين نشدّ على أيدينا، ونعمل جميعا من أجل حياة كريمة، نتعلّق بها لفعل الخير ولا يكون فيها لليأس موطئ قدم بيننا» |
اقرأ المزيد |
من غفلة الصّادقين : 158 - 2020/09/03 |
وجدته مكتئبا لا يكاد يفصح عن وجعه، قال وقد أتعبه المسير: «تكلّمت باسم المبادئ وحضرت المجالس ناقدا ومعارضا، مؤيّدا لما أعتبره حقّا ورافضا لما أعتبره باطلا. مازالت في غي القديم، مؤمّنا بقوّة الفكرة، لا أعير اهتماما كبيرا للأشخاص وتأثيرهم». |
اقرأ المزيد |
تفعيل القيم الدينية في المجتمع (2/2) : 157 - 2020/08/03 |
لم يستعد الدّين -بعد- فعاليته، حيث إنّ التّنامي السّريع والواسع للظّاهرة الإسلاميّة في المجتمع لا يتناسب مع الدّور الذي يلعبه الدّين في تغيير المجتمعات وإصلاحها؛ حتّى بدت هذه الحالة لدى البعض كأنّها ظاهرة مولدة للمشكلات أكثر منها منتجة للحلول. إنّ هذه الورقة صدى لأسئلة الطّلبة المهمومين بالسّؤال عن شروط التّفعيل، وقد سعينا في الجزء الأول منها إلى البحث في هذا الإشكال من خلال التطرّق إلى عنصري: «الفكرة بين الصّلابة المبدئيّة والهشاشة الواقعيّة» و«ما يجب تجاوزه لإيجاد الفعالية المفقودة للدّين». وسنواصل في هذا الجزء الأخير البحث في العناصر التالية: «الإنسان محور الاهتمام»، و«من الشّأن الخاصّ إلى الشّأن العام ومن علم المعلوم إلى علم المجهول»، و«ضرورة تحرير الدّين من التّراث الدّيني». |
اقرأ المزيد |
تفعيل القيم الدينية في المجتمع (1/2) : 156 - 2020/07/02 |
تعوّدنا على البحث في العوامل الموضوعيّة المعطّلة لدور الدّين في المجتمع، باعتبار التّخطيط المتواصل والعمل الدّؤوب على تحييده و إبعاده قصدا عن دائرة الفعل أملا في شيخوخة للدّين طالما انتظروها، تحقيقا للتّحقيب الذي زعموه للتّاريخ الإنساني، القائل بأنّ الدّين مرحلة ولّت وأدبرت، ولكن بعكس ما خطّطوا له وبالرّغم من كلّ أسباب الإعاقة والإحاطة، استعاد الدّين عافيته وجدّد حيويّته مصداقا لقوله تعالى«إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ»(1). ما تمّ رصده من أموال وما تمّ تسخيره من إمكانات بشريّة ومادّية لذلك وفي إطار استراتيجيّة متعدّدة الأبعاد، يفوق الخيال. الوجه الإيجابي في هذه المساعي المتعدّدة الاتجاهات هي أنّها مؤشّر على حيويّة الإسلام النّاهض من تحت الرّكام. في أصل الأشياء لا يُخشى من الميّت وإنّما يُخشى من الذي يملك إمكانيّة الحياة حتّى وإن كان فاقدا لشروطها. |
اقرأ المزيد |
المعرفة ...السؤال : 152 - 2020/03/05 |
في إحدى القنوات التّلفزيّة وفي إطار برنامج مهتمّ بالتّغذية، كان أحد المختصّين يشرح أهمّية الماء وضرورة أن يشرب الإنسان ما لا يقلّ عن ثلاث ليترات من الماء في اليوم ولكنّه لاحظ في الأثناء ضرورة تخلّص الجسم من الماء بعد أن يأخذ حاجته منه لما يسبّبه ذلك من أمراض ومشكلات صحيّة وظلّ يشرح الكيفيّات المعقّدة التي بها يتخلّص الجسم من الماء الزّائد عن الحاجة حتّى يتجنّب تخزينه. مازال حديث المختصّ عالقا بالذّهن وأنا أقرأ في الكتاب «وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ» ما العلاقة ياترى بين السّقيا وعدم التّخزين؟ ما أهمّية الموجّهات القرآنيّة في البحث العلمي؟ |
اقرأ المزيد |
»وفي أنفسكم أفلا تبصرون : 151 - 2020/02/06 |
كم مرّة قرأنا هذه الآية الكريمة ومررنا أمامها دون أن ندقّق النّظر فيها. هذا الكائن المعقّد الذي أحسن الله خلقه عندما يكون في منتهى صحّته وكمال قوّته الإدراكيّة والجسميّة أحيانا، يتملّكه الغرور حتّى يشعر أنّه مكتف بذاته، فينسى خالقه، بل ينكر وجوده. يكفي هذا الإنسان أن يعيش لحظات أو ساعات أو أياما أو أسابيعَ حالات عطب مفاجئة لجزء بسيط من كيانه حتّى يختلّ كلّ نظام جسمه، فيتبين له عندها كم هو ضعيف بل كم هو مسلوب الإرادة. يصغي للطّبيب بكلّ انتباه ويطبّق تعاليمه بكلّ طواعيّة ليعود إلى حالته الطّبيعيّة التي خلقه الله عليها ولكنّه لا يتورّع عن جدال خالقه، فيرفض نواهيه ولا يأتمر بأوامره بل يلحد في آياته. |
اقرأ المزيد |
لا تطمئنوا : 150 - 2020/01/02 |
لا تطمنئوا كثيرا أيها الفاسدون العائدون على الركح. كذب من قال لكم أن الثّورة ستأخذ وقتا طويلا حتى تندلع من جديد. لقد ذاق الشّعب طعم الحرّية واختبر جبنكم. أرايتم إخواننا من ذوي البشرة السّوداء، بعد أن اكتشفوا إنسانيتهم واستعادوا حرّيتهم، محال أن يعودوا إلى قفص العبودية. أرأيتم المرأة التي اكتشفت ذاتها وانتزعتها من تحت ركام ثقافة الإسترقاق، محال أن تعود إلى الدّونية التي كانت عليها. |
اقرأ المزيد |
وقفة مع الموت : 149 - 2019/12/05 |
ما من مؤمن بالله أو مؤمنة، إلا وتمنى أن يموت على أفضل حال هو عليها. أرى كثيرين يقفون خاشعين أمام من تتوفاهم المنية وهم قائمون في صلاتهم أو ساجدون، أحترم شعورهم، ولكن الفرق عندي كبير بين سجود القاعد وسجود المدافع عن الحق والمتصدي للظلم. ما أجمل أن تأتيك الموت وكم ننسى أنها تأتي بغتة وأنت تقــــارع الظلم وتدفع الأذى عن غيرك وتعمّـــر الأرض وتسير في الآفاق وما أبشع الموت الذي يأتيك وأنت تجالس جلادا وتضاحكه وتتزلف لمفسد لعله يمن عليك ببعض فتات من عنده أو تتقرب لمستبد لعله يرضى. |
اقرأ المزيد |
ثقافة العنف، كيف نواجهها : 148 - 2019/11/07 |
مهموم هذه الأيام بمسألة تنمية الذّوق الرّاقي والأحاسيس النّبيلة عند الطّفل. طفل اليوم يعيش في حمّى صراعات الكبار. أكثر الأفعال التي يسمعها تتردّد، قتل وهدّم وأحرق. مشاهد الدّمار تمر أمام عينيه في كلّ لحظة مع منسوب مرتفع جدّا من العنف اللّفظي. |
اقرأ المزيد |
أحلام الغرانيق و آمال المستضعفين : 147 - 2019/10/03 |
لقد أفسدوا كلّ شيء، جعلوا للمؤسّسات المنتخبة دوائر تتحكّم فيها وشرّعوا ما أرادوا من قوانين لحماية الفساد والفاسدين. حوّلوا المنظّمات الإجتماعيّة إلى أحزاب سياسيّة فوق القانون لأنّ بعضا من قياديها تورّطوا في قضايا فساد كبرى، اختلط فيها التّهريب بالجوسسة. جعلوا الحرّية، أعزّ ما أعطتنا الثّورة، عنوانا للفوضى والتّخريب |
اقرأ المزيد |
من أخلاق الرجال وربٌات العقول : 146 - 2019/09/04 |
قال تعالى «وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ» (سورة الأحزاب - الآية 37) وقال زهير ابن أبي سلمى في معلّقته: ومهما تكن عند امرئ من خليقة *** وإن خالها تخفى على النّاْس تُعلمُ |
اقرأ المزيد |
حديث للمؤمنين : 145 - 2019/08/01 |
قد تأتي على المؤمن لحظات يبدو له أن الشر قد أطلق يده في العالم، يتساءل سرا أين الله؟ لماذا لا ينصر المستضعفين الذين وهن منهم العظم وتقطٌعت بهم الأسباب؟ ما الحكمة في ذلك؟ أليس الله غالب على أمره؟ |
اقرأ المزيد |
في التفكير ومنهجيته : 144 - 2019/07/04 |
تساءلت في أكثر من مرة حول الحكمة من تفصيل أحكام التعبد في القرآن الكريم والإكتفاء بإشارات وتوجيهات عامة، في المجالات الأخرى، نكتشف عمقها بعد البحث. بلغة أخرى من أراد أن يتعبد، صلاة وزكاة وصوما وحجا يجد كل التفاصيل في القرآن وفي ما توارثناه تواترا من السنة العملية لرسولنا الكريم. ما الحكمة يا ترى من هذا التفصيل؟ في تقديري والله أعلم، أراد سبحانه بذلك أن يرشدنا بأقوم السبل إلى ما يجب أن يهتم به العقل الإسلامي. لا تجهدوا أنفسكم وتبحثوا فيما هو معلوم ولكن اجتهدوا في البحث عن نواميس المجهول وقوانينه. من طبيعة ومجتمعات ونفس وتاريخ ...لأن البحث في المعلوم لا يضيف شيئا سوى استشكال الواضح حتى يصبح مشكلة مصطنعة تبحث عن حل موهوم. |
اقرأ المزيد |
إني أستفز : 143 - 2019/06/06 |
كليات الشّريعة والعلوم الإسلاميّة بمفهومها التّقليدي وليس القرآني، تعيش وهم العلم. أعلم أنّي أستفز، تعيش وهم العلم لأنّها أوّلا تدرّس المعلوم من الدّين، والمعلوم من الدّين عندما يصبح مطلبا بمعنى عندما يصبح الواضح في حاجة إلى توضيح، فهو يعكس وعي الأمّة المتدنّي بدينها ولا يجعل منه موضوعا للعلـــم. ولأنها ثانيا تدرّس ما لا طائل من ورائه، أعني كلّ ما تعلّق بعالم الغيب، لأنّ الله خصّ نفسه بمفاتيحه. |
اقرأ المزيد |
مكمن الداء : 142 - 2019/05/02 |
يبدو أن الوعي العام للموجة الثانية من الثورات العربية - ليس مُهمّا هنا دقة التوصيف، الثورات يُحكم عليها بالمآلات لا بالمنطلقات-أن سقف طموحها أعلى بكثير من سقف طموح الموجة الأولى. لعل لأنّها أكثر وعيا بالإستراجية المخاتلة للدولة العميقة وأكثر فهما لطرق الإلتفاف عليها من طرف القوى التي «تطعم من جوع وتُؤمّن من خوف». |
اقرأ المزيد |
حوار ساخن في يوم ممطر : 141 - 2019/04/04 |
جلست كعادتي كل صباح في مقعد من مقاعد عربة من عربات القطار، أكتب بعض الخواطر التي لازالت تتجمع دون أن أتبين الشكل النهائي الذي ستكون عليه.لم أنتبه لجليسي بالجنب ولكني لاحظت أنّه دائم النظر إليّ ومن حين لآخر يتمتم بكلام غير مفهوم وفي الأخير نطق وقد بدا حانقا: ماذا تكتب بهذه اللغة التي يكتب بها الإرهابيون؟ |
اقرأ المزيد |
أمة لو صبت نار جهنم على رأسها واقفة : 140 - 2019/03/07 |
عندما نقرأ أخبار النّصر تبدو لنا وكأنّها غير مسبوقة، وعندما نقرأ أخبار الهزيمة تبدو لنا وكأنّها معادة. لم أر أمّة بالرّغم من كلّ أشكال الهوان، تعيش دائما على أمل النّصر كأمّة محمّد صلاة الله وسلامه عليه. |
اقرأ المزيد |
الخيط الرفيع بين صحة الفكرة وفعالينها : 139 - 2019/02/07 |
هناك فرق كبير بين صحّة الفكرة وبين امتلاكها لشروط التّفعيل في الواقع. أفكار كثيرة تافهة بل منافية للفطرة الإنسانيّة تتحوّل بقوّة الوسائل التي تملكها إلى ثقافة موجّهة للتّفكير والسّلوك وصانعة للرّأي العام تصل إلى حدّ البرمجة الآليّة للعقول والمشاعر. فالعطالة تتمكّن من الفكرة عندما تظلّ عاجزة عن الفعل في الواقع وتبقى معلّقة في قوالب ما يجب أن تكون منقطعة عمّا هو كائن. |
اقرأ المزيد |
من جموح العقل : 138 - 2019/01/03 |
لا أدري إن كان الإنسان شقيّا أم سعيدا بقدرته الجبلية غير المحدودة على إثارة الأسئلة وقدرته الكسبية المحدودة على الجواب عنها وإن كنت أعتقد أنّ القدرة على الإجابة قدرة متّسعة أفقيّا ونامية بشكل مطرد بحكم التّراكم العلمي، ولكن تبقى محدودة مقارنة بالقدرة على طرح الأسئلة. |
اقرأ المزيد |
جليس القطار : 137 - 2018/12/06 |
سألني صديقي المؤمن، الذي جلس بجانبي في القطار دون سابق ميعاد. بعد التحية والسّلام والسّؤال عن الأحوال ومتفرّقات من هنا وهناك، سألني هل يكون المؤمن يؤوسا قنوطا؟ قلت له من الصّعب أن يجتمع الإيمان مع اليأس و من الصّعب أن يجتمع الإيمان مع القنوط. ولكن من الممكن أن يستيأس المؤمن ومن الممكن أن تنتابه حالة من القلق. فقد استيأس الرّسل وهنا بمعنى فقدان الأمل في الإستجابة لهم والقلق يكون إيجابيّا عندما يكون دافعا للإنسان على ابتكار الحلول لا على افتعال المشكلات. قال لي نعم، لقد فقدت الأمل في إصلاح هذا الشّعب لأنّي فقدت الأمل أصلا فيمن نهضوا لإصلاحه كما يدّعون، ثم انتكسوا وأصبحوا هم أنفسهم أحوج النّاس إلى الإصلاح، ثمّ امتدّت عندي دائرة الشّكّ حتّى تساءلت حول هذا الإله الذي أعبده والذي أعتقد أنّه أقوى من كلّ شيء في الوجود، لماذا يبدو محايدا والظّلمة يعيثون في الأرض فسادا. |
اقرأ المزيد |
بؤس العقلاء : 136 - 2018/11/08 |
بين الفينة والأخرى يُطرح ملف الهجرة والمهاجرين في فرنسا وسبل مكافحة الهجرة السّرية، ويستحضر المحلّلون مقولة أديبها الشهير «فيكتور ايقو» صاحب روايــة البؤســاء « La France ne peut pas accueillir toute la misère du monde» «فرنسا لا تستطيع أن تستقبل كلّ بؤساء العالم، وقد ردّدها أيضا «ميشال روكار» أحد رؤساء حكوماتها السّابقين لتصبح بعد ذلك مفتتح كلّ حديث عن الهجرة والمهاجرين. يتلونها مثل تعاليم الإنجيل دون أن يتوقّفوا عندها، وعليها تتأسّس كلّ السّياسات المتعلّقة بها. |
اقرأ المزيد |
كفانا مغالطة : 135 - 2018/10/04 |
لا أؤمن بالصدف ولا بخوارق العادات وأكره النفاق السياسي. كثيرة هي الأصوات المنددة بالتحركات الإجتماعية بدعوى مظاهر التخريب التي صاحبتها، نفس هذه الأصوات كانت مستبشرة بالتحركات الإجتماعية في نهايات 2010 وبدايات 2011 ولم تكن تخلو من مظاهر التخريب. تلك التحركات التي تطورت واتسعت إلى أن أصبحت ثورة أطاحت برأس منظومة الفساد. فقط لأنها في ذاك الوقت كانت في المعارضة واليوم أصبحت في السلطة. أما الذي يتحرك اليوم فهو نفسه الذي تحرك بالأمس لم يتغير حاله بل ازداد سوءا وازداد وعيا بأسباب استمرار حالته على ما هي عليه بفضل مناخ الحرية الذي وفرته الثورة. |
اقرأ المزيد |
سجن الذّات : 134 - 2018/09/06 |
لم أعرف السّجن في حياتي ولعلّ الله لحكمة يعلمها ابتلاني بالنّفي ولم يبتلني بالسّجن، ربّما لأنّه خصّ الوالد رحمة الله عليه بامتحان السّجن وخصّني بامتحان النّفي. طبعا لا مقارنة بين الإمتحانين للاختلاف النّوعي بين أوجاع وآلام كلّ منهما.المجال لا يسمح بالحديث عنها وليس هو الهدف من هذه التّدوينة. |
اقرأ المزيد |
رُسمت الطريق وانتهى الأمر : 133 - 2018/08/09 |
لئن عجبت من أمر فإني أعجب من قوة يقين المؤمنين بالحتمية التاريخية أو بموازين القوى صحيح أن عجلة الإلتفاف على الثورة لم تتوقف عن الدوران ولعلها تكسب كل يوم مواقع جديدة ولكن بالرغم من صراخها وعلو أصواتها فهي مذعورة لأن الثورة رسمت الطريق وسطرت قاعدة التأويل بتعبير أستاذنا الفاضل أبويعرب. شعبنا لم يعد يطمح في الحد الأدنى من الديكتاتورية ولكن أصبح، ولا رجوع في ذلك، يطمح في الحد الأقصى من الحرية وفي الحد الأقصى من الكرامة وفي الحد الأقصى من العدل. كل من ظن من شيوخ التوافق مع الدولة العميقة أو من تلامذتهم أنه من الممكن الخروج عن منطق الثورة فهو واهم و سيجدون أنفسهم خارج منطق التاريخ. صحيح أننا نحرص على تعليم أبنائنا النطق فإذا تكلموا قلنا لهم اسكتوا ولكنهم لن يسكتوا فكذلك الثورة |
اقرأ المزيد |
من أوهام الحداثيين : 132 - 2018/07/05 |
يطلب الحداثيون من الإسلاميين ما عجزوا عن تحقيقه في الواقع، تحويل الدين الإسلامي إلى مجرد علاقة باهتة مع الله، يراهنون على زوالها بفعل الزمن، دين منقطع الصِّلة بالحياة ولا شأن له بالشأن العام. وبدل أن يبحثوا في الأسباب الحقيقية لعجزهم عن تحقيق ذلك، استهواهم البحث عن المبررات الواهية. في البداية اختزلوا المعوقات في القوى الرجعية الدينية التقليدية ثم اختزلوها فيما يسمى بالإسلام السياسي مع نوع من التغازل من حين لآخر مع التدين التقليدي الذي يمثل العلمانية الدينية بالرغم من تحكمه شبه المطلق في مجال الأحوال الشخصية على أمل أن يكون قنطرة العبور للعلمانية الشاملة بحكم أنه يفصل عمليا بين السلطة الدينية والسلطة السياسية. |
اقرأ المزيد |
التفاؤل أولا والفهم دائما : 131 - 2018/06/07 |
من المحبّين لهذا الوطن، رجال ونساء لا يهمّهم من يحكم ولا يهمّهم من يعارض، كلّ ما يهمّهم كيف يتعافى هذا الوطن؟ كيف تتحوّل هذه القيم الجميلة التي نتغنّى بها إلى ثقافة مرشدة لتفكيرنا وموجّهة لسلوكنا؟ توجّهوا إلي بهذا السّؤال المربك. قالوا عندما ندخل فضاءات التواصل الاجتماعي كالفايس بوك، نخرج منها ولا نكاد نرسو على حال، هناك من يرسم لنـا عـن هــذا الوطــن صـورا ورديّــة وهنـاك مــن يتفنـّـن في رسم الســّواد وبينهما مُشرّق ومُغرّب، فهل يحقّ لنا أن نتفاءل أم يحقّ لنا أن نتشاءم؟ أحيانا يغمرنا الأمل وأحيانا يلفّنا الإحباط. من الصّعب أن نسهب في الإجابة لأنّ المقام مقام المختصر والمركز. |
اقرأ المزيد |
أم المعارك : 130 - 2018/05/03 |
أجدادنا وآباؤنا بوعيهم البسيط والنقي لم يجدوا صعوبة كبيرة في مواجهة المحتل. وحّدهم شعار تحرير الأرض فانخرطوا في المقاومة دون تردد واستطاعوا بإحساسهم الفطري أن يميّزوا الوطني من العميل ولكن العملاء تناسلوا تحت قبة الاستقلال وأنجبوا أصنافا من المثقفين والإعلاميين الذين نبتت في عقولهم ووجدانهم بذرة التبعية ونمت وأثمرت. |
اقرأ المزيد |