باختصار شديد

بقلم
محمد بن نصر
إني أستفز
 كليات الشّريعة والعلوم الإسلاميّة بمفهومها التّقليدي وليس القرآني، تعيش وهم العلم. أعلم أنّي أستفز، تعيش وهم العلم لأنّها أوّلا تدرّس المعلوم ‏من الدّين، والمعلوم من الدّين عندما يصبح مطلبا بمعنى عندما يصبح الواضح في حاجة إلى توضيح، فهو يعكس وعي الأمّة المتدنّي بدينها ولا ‏يجعل منه موضوعا للعلـــم. ولأنها ثانيا تدرّس ما لا طائل من ورائه، أعني كلّ ما تعلّق بعالم الغيب، لأنّ الله خصّ نفسه بمفاتيحه‎. 
المعرفة القرآنيّة قامت أساسا على أمور ثلاثة: توضيح سبل التّعبد وبالتّالي إعفاء العقل من البحث في المعلوم من الدّين وجعل العلم بالغيب ‏معطى إلاهيّا وليس كسبا إنسانيا، وتوجيه العقل نحو البحث في نواميس الكون وقوانين الإجتماع ومعرفة الإنسان طبيعة وأحوالا. 
بالنتيجة تحتاج ‏مناهج كلّيات الشريعة والعلوم الإسلاميّة وبرامجها إلى ثورة في العمق إذا أرادت النّجاعة والخروج من جحر الضبّ.