باختصار شديد

بقلم
محمد بن نصر
اللاّمبالي
 سألني صديق عن الحياد السلبي وعن مفاسده فلم أجد أفضل ممّا قاله الحسن بن رشيق القيرواني في وصف صاحبه حيث قال: « همّه جواز يومه، وحلاوة نومه، أعلى همّته إرجال جمّته، واعتدال عمّته، وأسرُّ سروره تناهي قدوره. وترويق خموره، أعداؤه سمان، في أمان، أولياؤه في هزال، وانتظار النكال، حسن الظن بالزمان، وضروب الحدثان، رائح القرائح، ساكن الجوارح، مسرور، مغرور، ثاني العطف عن الناصح، متعام عن الأمر الواضح، مستغن بعبده، عن جنده، متشاغل بالأنياب الطاحنة في فمه، عن الأنياب الوالغة في دمه، ينام عن مُسهرات الأنام، وعن جبّ الغارب والسّنام، فكرته ساهية، وخواطره لاهية، وقواعده واهية، حتى تبغته الداهية». الحياد في معناه الايجابي ليس أن تكون على نفس المسافة من الحق والباطل ولكن أن تكون مع الحق وضد الباطل بغض النظر عن اللون الايديولوجي والسياسي للفاعل.