باختصار شديد

بقلم
محمد بن نصر
بؤس العقلاء
 بين الفينة والأخرى يُطرح ملف الهجرة والمهاجرين في فرنسا وسبل مكافحة الهجرة السّرية، ويستحضر المحلّلون مقولة أديبها الشهير «فيكتور ايقو» صاحب روايــة البؤســاء « La France ne peut pas accueillir toute la misère du monde» «فرنسا لا تستطيع أن تستقبل كلّ بؤساء العالم، وقد ردّدها أيضا «ميشال روكار» أحد رؤساء حكوماتها السّابقين لتصبح بعد ذلك مفتتح كلّ حديث عن الهجرة والمهاجرين. يتلونها مثل تعاليم الإنجيل دون أن يتوقّفوا عندها، وعليها تتأسّس كلّ السّياسات المتعلّقة بها. 
تحويل ذكي لجوهر المسألة حيث أنّ المطلوب ليس أن تستقبلوا كلّ بؤساء العالم ولكن المطلوب أن تتحمّلوا مسؤولية المآسي التي كنتم سببا فيها و ما أكثرها. تنهبون ثروات الدّول وتفقرونها وتحمون أنظمتها الدّيكتاتورية وترعون شبكات الفساد فيها وتأتون بعد ذلك لتقولوا لنا فرنسا لا تستطيع استقبال كلّ بؤساء العالم. 
طبعا لا مانع عندكم أن «تستقبلوا» كل ثروات العالم، فالحدود لها مفتوحة، أمّا على البشر الذين يلقون بأنفسهم في البحر هربا من الموت فتغلقونها. 
كم تضيع من حقوق بطرح الأسئلة الخاطئة وتقديم الأجوبة المضللة...