![]() | أشرف شعبان أبو أحمد |
الزكاة أهميتها وضرورتها للفرد وللمجتمع (4) الزكاة ومعالجة الفقر : 216 - 2025/07/04 |
يأبى الإسلام أن يوجد في مجتمعه، من لا يجد القوت الذي يكفيه والثّوب الذي يواريه والمسكن الذي يؤويه، فهذه ضروريّات يجب أن تتوفّر لكلّ من يعيش في ظلّ الإسلام. والمسلم مطالب بأن يحقّق هذه الضّرورات وما فوقها من جهده وكسبه، فإن لم يستطع فالمجتمع يكفله ويضمنه ولا يدعه فريسة الجوع والعري والمسكنة(1)، فقد أمر الإسلام كلّ قادر أن يعمل ويسعى في طلب الرّزق ليكفي نفسه ويغني أسرته ويسهم بالنّفقة في سبيل اللّه. فمن لم يستطع وعجز عن العمل ولم يكن لديه من المال الموروث أو المدّخر ما يسدّ حاجته، كان في كفالة أقاربه الموسرين، ينهضون به ويقومون بشأنه. ولكن ليس لكلّ فقير قريب قادر موسر لينفق عليه، فماذا يصنع المسكين الضّعيف الذي ليس له أقارب أقوياء، يحملونه من ذوى عصبته أو ذوى رحمه؟ وماذا يصنع المحتاجون العاجزون عن الكسب لضعف ذاتي كالصّغر والأنوثة والشّيخوخة؟ أمثال الصّبي اليتيم والمرأة الأرملة والأمّ العجوز والشّيخ الهرم؟ |
اقرأ المزيد |
ظاهرة الزّكاة أهمّيتها وضرورتها للفرد وللمجتمع (3) الزكاة واجب اجتماعي : 215 - 2025/06/06 |
الزّكاة واجب اجتماعي، ويمكن أن يقال عنها واجب اجتماعي تعبدي(1) حيث تهدف إلى تحقيق التّكافل والضّمان الاجتماعي(2) وإقامة التّوازن المعيشي بين أفراد المجتمع(3) بتوزيع الثّروة وتداولها بينهم (4)، فهي ليست مجرد معونة وقتيّة، لسدّ حاجة عاجلة للفقير وتخفيف شيء من بؤسه، ثمّ تركه بعد ذلك لأنياب الفقر والفاقة، بل هدفها الأساسي القضاء على الفقر، واستئصال شأفة العوز من حياة الفقير، وجعله قادرا على النّهوض لوحده بعبء المعيشة، حيث من مهمّتها أن تيسّر للفقير قواما من عيش، لا لقيمات أو دريهمات، وهي فريضة دوريّة منتظمة دائمة الموارد(5) وحقّ محدّد مقرّر، لا تهاون فيه، تتولّى الدّولة المسلمة جبايته وتوزيعه(6) |
اقرأ المزيد |
الزّكاة أهمّيتها وضرورتها للفرد وللمجتمع (2) الزّكاة عبادة ونظام ماليّ : 214 - 2025/05/02 |
الزّكاة وإن كانت نظاما ماليّا في الظّاهر إلاّ أنّها لا تنفصل عن العقيدة ولا عن العبادة، ولا عن القيم والأخلاق ولا عن السّياسة والجهاد، ولا عن مشكلات الفرد والمجتمع والحياة والأحياء فهي عبادة، حيث يؤدّيها المسلم طاعة للّه، وامتثالا لأوامره وابتغاء مرضاته وشكرا له واعترافا بفضله، وهى فريضة ماليّة تفرض على المال متى توفّرت فيه شروط الخضوع للزّكاة، حتّى ولو كان صاحب المال لم يكلّف بالعبادات مثل خضوع مال اليتيم للزّكاة وهو قاصر، ودليل ذلك قول الرّسول ﷺَ:«اتجروا في أموال اليتامى حتّى لا تأكلها الصّدقة»، وهي فريضة ثابتة واجبة التّطبيق على مدار الأزمنة وفي كلّ مكان، ما دام في الأرض إسلام ومسلمون، لا يبطلها جور جائر ولا عدل عادل، شأنها شأن الصّلاة فهذه عماد الدّين وتلك قنطرة الإسلام، فلو كان المسلم في مكان لا يجد فيه مسجدا ولا إماما يأتم به وجب عليه أن يصلّي، حيث تيسّر له، في بيته أو غيره، فالأرض كلّها مسجد للمسلم، ولا يترك الصّلاة أبدا. والزّكاة أخت الصّلاة، والمسلم مطالب بأدائها كلّما توفّرت الشروط، ولا تسقط عنه بحال مثلها في ذلك مثل الصّلاة، حيث يفرض عليه دينه أن يقوم بتوزيعها على أهلها، إن فرّطت الدّولة في المطالبة بها وتقاعس المجتمع عن رعايتها وإذا لم توجد الحكومة المسلمة التي تجمع الزّكاة من أربابها وتصرفها على مستحقّيها، فإن لم يطالبه بها السّلطان طالب بها الإيمان والقرآن، وعليه أن يعرف من أحكام الزّكاة ما يمكنه من أدائها على الوجه المشروع المطلوب. |
اقرأ المزيد |
الزكاة أهميتها وضرورتها للفرد وللمجتمع الجزء الأول - الزكاة طهارة ونماء : 213 - 2025/04/04 |
الزّكاة هي الفريضة الثّانية في الإسلام بعد فريضة الصّلاة، والرّكن الثّالث من أركانه «بعد الشّهادتين والصّلاة»، وعبادة من عباداته الأربع «الصّلاة والزّكاة والصّيام والحج» وشعيرة من شعائر الإسلام الكبرى، ودعامة من دعائم الإيمان، ومنهج القرآن الكريم والسّنة المطهّرة أن يقرنا الصّلاة بالزّكاة دائما، دلالة على قوّة الاتصال بينهما وأنّ إسلام المرء لا يتمّ إلاّ بهما، فالصّلاة عمود الإسلام من أقامها فقد أقام الدّين ومن هدّمها فقد هدّم الدّين، والزّكاة قنطرة الإسلام من عبر عليها نجا ومن تجاوزها هلك، قال ابن مسعود رضي اللّه عنه:«أُمرنا بإقامة الصّلاة وإيتاء الزّكاة ومن لم يزكّ فلا صلاة له»(1) |
اقرأ المزيد |
أين ذهبت عزتنا؟ : 211 - 2025/02/07 |
قال عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه: «نحن قوم أعزّنا اللّه عزّ وجلّ بالإسلام، فمهما ابتغينا العزّة في غيره أذلّنا اللّه». والواقع والتّاريخ يشهدان بذلك. فما من زمان ومكان نحيا فيهما بالإسلام وللإسلام إلاّ وكنّا في عزّة ورفعة وإباء وفي صدارة الأمم، وما من وقت ومقام نعيش فيهما بغير الإسلام ولغير الإسلام إلاّ وكنا في موضع مهانة وهوان وفي مؤخّرة الأمم. |
اقرأ المزيد |
موسوعة الشهيد المجهول : 210 - 2025/01/03 |
دائما وأبدا ينسب النّجاح في أيّ عمل مؤسّسي أو حراك شعبي «ثورة، مظاهرة، احتجاج» أو نشاط «ثقافي تربوي اجتماعي رياضي»، للقائم على رأسه وعلى إدارته. هو وحده، قائدا كان أو زعيما أو رئيسا أو كابتن أو غيرهم من المسمّيات، دون غيره من المشاركين له، ممّن يقفون بجانبه أو وراءه، يدا بيد، سواء بسواء. كما تحتفل بعض الدّول بمثل هؤلاء، تقيم لهم الاحتفالات في ذكرى ميلادهم ووفاتهم وتاريخ نجاحاتهم أو انتصاراتهم، ولا تكترث بغيرهم من زملاء أو شركاء، سواء من كان منهم على قيد الحياة أو ممّن لم يمهلهم القدر ليجنوا ثمار عملهم. |
اقرأ المزيد |