عادل دمّق |
سُورة الجمعة وصلاة الجمعة : 202 - 2024/05/03 |
بعد ثلاثين سنة من التّدريس والخطابة أدركت (1)، أنّ جلّ ما قدّمته كان على هامش المطلوب تماما!كنت مقلّدا، غافلا عن المقصد الأسمى لخطبة صلاة الجمعة،وأصول الخطاب. |
اقرأ المزيد |
عندما يشرد الدكتور طه عبد الرحمن! : 201 - 2024/04/05 |
الدكتور طه عبد الرحمن فيلسوف ومفكر مغربي يلقب بـ «فيلسوف الأخلاق» أو «فقيه الفلسفة». ألّف كتبا عديدة تنوّعت موضوعاتها بين المنطق والفلسفة وتجديد العقل ونقد الحداثة، وأنجزت حولها دراسات ورسائل جامعيّة كثيرة. اطّلعت على كتابه «شرود مابعد الدّهرانيّة، النّقد الأئتماني للخروج من الأخلاق»(1) طالعته، فعجبت من موقفه السّلبي من التّحليل النفسي بل من الاتهامات المتهافتة لفرويد.!. «وَلَم أَرَ في عُيوبِ النّاسِ شَيئاً *** كَنَقصِ القادِرينَ عَلى التَمامِ»(المتنبي) |
اقرأ المزيد |
الوحي الإلهي والوعي الإنساني : 128 - 2018/03/01 |
ما أوّل الزّمان؟ وما أوّل المكان؟ وما أوّل الإنسان؟ وما أوّل الوعي؟ هذه أبرز الأسئلة المركزيّة التي شغلت الفكر الإنساني على الإطلاق، ولأنّ الإنسان ليس خالق نفسه، ولا مصدر ذاته، ولا منبع هدايته، فإنّه بطريق الاضطرار يعود في تفسير الكينونة للعلاقة بينه وبين قوةٍ وسلطةٍ خارجةٍ عنه، ويظلّ يحاول الجمع بين الحقائق الماثلة أمام بصره وبين مايرى أنّه الحقّ في بصيرته، لكنَّ ابتعاده عن هداية الوحي(6) في كثير من المحاولات التّفسيريّة والتّنظيريّة - يقع في محاولة التّرجيح بين أقوال نُظَّارٍ سبقوه في محاولة الجمع بين طرفي العلاقة، ويجد نفسه في الغالب بين ثلاث طرائق تفسيريّة، اثنتان منهما حدّية، والثّالثة توفيقيّة، فالأولى طريقة من شعر بالعجز في أمام القوى المطلقة، فانطلق من مشيئة الخالق وتجاهل كينونة المخلوق، وضدّها طريقة من وثق في قوّة الذّات، فعظم العقل -كما يدّعي- وتجاهل واهب العقول والمعقول! والثّالثة الطّريقة التّوفيقيّة وهي التي حاولت الجمع بين سلطة ومنطوق الخالق من جهة، وسلطة ومنطق المخلوق من جهة أخرى، فأعملت فكرها في النّص المقدّس السّماوي أو ما يسمى «النّقل»، وفي التّصوّر والانطباعات البشريّة أو ما يسمّى «العقل»، وحاولت التّوفيق والمصالحة بينهما. |
اقرأ المزيد |
حقيقة التقوى : 127 - 2018/02/01 |
الناظر في تعريف التقوى يجدها متشابهة/مختلفة بحسب مشرب المعرف ومذاقه ومذهبه، وحتى تجاربه الشّخصية. أمّا الجوامع المشتركة التي تجمع بين كلّ التّعاريف المذكورة فهي: -1 بناء التقوى على الإيمان. -2 النّظر إليها كأنّها من المكمّلات والمتمّمات والتّحسينيات. -3 انطلاقها من ظواهر التّقوى، وليس من التّقوى نفسها. |
اقرأ المزيد |
مدارات المحبة : 121 - 2017/08/03 |
نتخيل في خريطة الحبّ أنّ هناك خطّا رئيسيّا للحبّ بجانبه خطوط أصغر متوازية وحوله خطوط متفرّعة أو متقاطعة. وتتوزّع موضوعات الحبّ على هذه الخطوط، فبعضها يدخل على الخطّ الرّئيسي والبعض الآخر يتوزّع على الخطوط الموازية أو المتفرّعة أو المتقاطعة. والإنسان –في حالة كونه ناضجا– يستطيع أن يستقبل موضوعات متعدّدة للحبّ على هذه الخطوط مع الاحتفاظ باختلافاتها الكمّية والنّوعية، ويستطيع أن يجعلها تعمل في تناسق وتناغم دون أن يلغى بعضها البعض، ولكن غير النّاضج لا يقدر على ذلك فنجده يختزل خطوط الحبّ في خطّ واحد يبتلعه بالكامل ويفقد القدرة على السّيطرة عليه. |
اقرأ المزيد |
الأمة في حاجة إلى تفسير نوعي يجدد خيريّتها : 120 - 2017/07/06 |
العقل المسلم المعاصر مُقصّر في إنتاج تفاسير تغطّي حاجات الإنسان ومتطلّبات الاجتماع البشري الجديد....الحركة التّفسيريّة بمفهومها المنهجي العلمي التي عادة ما تنتهي بإنتاج تفاسير معيّنة لم تتوقف في تاريخ الأمّة منذ زمن ما كان يُعرف بالتّفسير بالرّواية والتّفسير بالدّراية أو الرّأي أو الجمع بينهما أو البحث في ما كان يُعرف منهجيّا بعلم التّناسب، وهو نوع من المنهج المتكامل في النّظر إلى النّص القرآني في وحدته الكلّية المتناسقة، ومرورا بذلك الكمّ الهائل من التّفاسير التي تعكس لنا قدرة العقل المسلم على التّعاطي مع النّص القرآني وفق مناهج تفسيريّة وتأويليّة لها قواعدها وضوابطها ومناهجها وأدواتها سواء على مستوى ما عُرف بالتّفسير الجزئي أو التّفسير الموضوعي، وتعريجا على مناهج التّفسير البياني والبلاغي والعلمي والاجتماعي... وغيرها كثير |
اقرأ المزيد |
نجوت من حادث مريــع... : 119 - 2017/06/01 |
كثرت حوادث المرور بوتيرة غير مسبوقة، كلّ حادث فاجعة، وآلام، وأحزان، وخسائر....والى جانب الاسباب المعهودة والمذكورة عادة، هناك أسباب خطيرة نحن غافلون عنها .... |
اقرأ المزيد |
الإنفاق باب التحرّر الحقيقي وبرهان التديّن الخالص. : 118 - 2017/05/04 |
ينشد هذا البحث بيان أهميّة الإنفاق في الإسلام اعتمادا على آية الكرسي وسورة الماعون.. بلَغَ عددُ المرَّات التي جاء فيها ذكر كلمة الإنفاق واشتقاقاتها اللّغوية في القرآن الكريم بِضعاً وسبعين مرّة، وذلك في مواضـع متعدّدة من أوّل وأوسط وآخر القـرآن الكريم، ولو أخذنا على سبيل المثال أطولَ سورةٍ في القرآن الكريم وهي سـورة البقرة، فسنجد أنَّ موضوع الإنفاق من أطول موضوعات السّورة بعد موضوع «بني إسرائيل»، وقد جاءتْ آياتُ الإنفاقِ مجتمعةً في آخِر السّورة من الآية 261 إلى الآية 274، وَتُمثِّل ثُمُنَ الجزءِ عدا الآيات المتفرِّقة في السّورة في الإنفاق، أو الزّكاة أو الصّدقة، فإنّهما من فروع الإنفاق، وكثرة هذه الآيات في هذا الموضوع دليلٌ على أهميتِه والتّأكيدِ عليه . |
اقرأ المزيد |
ملامح تحليل نفسية في مقدّمة ابن خلدون : 117 - 2017/04/06 |
تحليل النفسي قد أدى خدمة جليلة لحلّ بعض المعضلات التي تطرح على الإنسانيّة ولكن مساهمته هذه لا تزال ضئيلة بالقياس الى ما يمكن أن يتمخّض عنه يوم يشرع مؤرخو الأديان والحضارة والتاريخ وعلماء النفس أنفسهم باستخدام أداة البحث الجديدة التي يوفرها». «فرويد» من مظاهر التميّز في المقدمّة اعتماد «ابن خلدون» على منهج تحليلي نفسي، فحينما نطالع العديد من الفصول تجدنا أمام نماذج من التّحليل تتجاوز أرقى ما وصل إليه الفكر الإنساني في أحدث تجليات إنجازاته، فهو حينما يتناول ظاهرة بالدّرس لا يقف عند حدود الوعي والإدراك الشّعوري وإنّما ينفذ إلى الأعماق اللاّشعوريّة . |
اقرأ المزيد |
العلاج بالفن، اتجاه علاجي قديم جديد : 57 - 2014/05/29 |
بعد التحليــــل النفسـي «Psychanalyse» والعلاج بالمعنــــى «Logothérapie» والعـــلاج بالمطالعـــــة «Bibliothérapie» والعــــــــــــــلاج بالتفكيـــــــــــــر «Thinkingthérapie» تأتــــــــي مدرســـــة العــــلاج بالفن «Art therapie» العلاج بالفن، اتجاه قديم / حديث آخذ في الانتشار كمعاضد للعلاج النّفسي التّقليدي الذي يعتمد عادة، على إصغاء الطبيب إلى المريض في جلسات مطوّلة تنتهي بوصف بعض الأدوية. فالاتجاه الحديث يختلف قليلا ويعتمد على مفهوم مغاير. الفكرة الشائعة عن العلاج النّفسي عند النّاس بشكل عام هي أن يذهب من لديه مشكلة نفسيّة إلى معالج ليعطيه حلاّ أو علاجا دوائيّا لهذه المشكلة. ولكن الصّواب هو أن يذهب إلى شخص يساعده على حلّ مشكلته من جذورها. فهناك أساليب كثيرة ومتعدّدة للعلاج النّفسي منها العلاج الكلامي وعلاج السّلوك المعرفي، ومنها أيضا العلاج بالفن. وهو علاج نفسي يعتمد في مدخله على شكل فنّي مثل الرّسم أو الموسيقى أو النّحت أو مجالات أخرى مثل (السيكودراما). وبشكل عام فإنّ أي ممارسة لطاقة إبداعيّة تكون مشبّعا نفسيّا وتخرج الطاقات السلبيّة وتشحن الشّخص بطاقة إيجابيّة، أمر جيّد لكلّ من يعاني الكآبة أو أكثر من ذلك. والطّاقة التي يخرجها الشّخص في شكل فنّي تعادل الكلام مع المعالج النّفسي في حالة العلاج النفسي التقليدي. والعلاج بالفنّ له منهجان يتباينان ويتكاملان : |
اقرأ المزيد |
على بصيرة (تنمية الوعي) : 53 - 2014/04/03 |
التعرف على الذات والوعي بها مهمة من اليسير العسير، وذلك يعود أساساً إلى هشاشة المعايير والمقاييس التي نتعرف على أنفسنا من خلالها والصدّ النفسي؛إذ أن كل واحد منا يظل قادراً على القول بأنه أدرى بنفسه، وأعلم بعلله ونقاط ضعفه، وهذا صحيح إلى حد ما، لكن حين نعرف أن الواحد منا لا يعيش في جزيرة معزولة، وأن إنجازاته وعلاقاته تتعرض للتقييم والنقد من قبل الآخرين، ونعرف أن هناك معايير دقيقة للتّعرف على كفاءة الشخصية، وتلك المعايير قد لا تكون معروفة لدينا على نحو جيد، حين نعرف كل ذلك يبدأ اكتشافنا لتعقيدات الوعي الذاتي والتبصر الشخصي. وفي هذا يمكن أن نطرح السؤال التالي : «أين بداية رحلة التعرف على الذات، وما الأدوات التي يمكن أن نستخدمها في ذلك؟» |
اقرأ المزيد |
للأنثى مثل حظ الذكر! : 51 - 2014/03/06 |
بسم الله الرحمان الرحيم:« يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ » (1) هذا العنوان ليس دعوة لتغيير أحكام الميراث- كما يرغب في ذلك المتجملون بالعقلانية (2) – و إنما دعوة لتعقّل هذه الاحكام !...كيف ؟ إنّ دراسة أحكام الميراث تبيّن أنّ هناك حالات عديدة تتعلـق بالإرث: * حالات نصيب الذكر ضعف نصيب الانثى (أربع حالات) * حالات يتساوى فيها نصيب الذكر والانثى (ثماني حالات ) * أكثر من عشر حالات يفو ق فيها نصيب الانثى نصيب الذكر! |
اقرأ المزيد |
الإنسان.. الدين..الإغتراب : 50 - 2014/02/20 |
مصطلح الاغتراب مصطلح لا يمكن التعامل معه على أنه مفهوم ومُقعّد بشكل نهائي، إذ أنه لا يزال عرضة للغموض والإبهام ، وربما كان ذلك أمراً طبيعياً، إذ من الصّعب تعريف المفهومات الأساسيّة تعريفاً دقيقاً، لذلك نستخدم هذا المصطلح بدلالات مختلفة ظهر كثير منها بصورة تفتقر إلى التمييز بشدة، إلى حدّ أنه ليس من الواضح من هو ذلك الذي يفترض أنه مغترب، ولعلّ سبب الاختلاف والتباين في تعريف واستخدام مصطلح الاغتراب عائد إلى المنطلق الذي تتحدّد به زاوية النظر إلى هذا المصطلح. وجهة النظر الفلسفية لهذا المصطلح تكاد تنحصر بآراء «هيجل» و«ماركس» و«فرويد»، إذ أنهم رواد البحث في هذا الموضوع على المستوى الفلسفي. وقد حدّد الوجوديون فكرة الاغتراب عند «هيجل» و«ماركس» بنظرة شموليّة واحدة تتجسد في أنه «انعكاس لتصدّعات وانهيارات في العلاقة العضويّة بين الإنسان وتجربته الوجودية، الذات/الموضوع،الجزء/الكل، الفرد/المجتمع، الحاضر/المستقبل. أما المنطلق النّفسي والاجتماعي في تحديد مفهوم الاغتراب فقد كان يدور في إطار العزلة واللاّجدوى، وانعدام المغزى الذي يشكل «نمطاً من التجربة يعيش الإنسان فيه كشيء غريب، ويصبح غريباً حتى عن نفسه»-والمقصود بالاغتراب عن النفس هو افتقاد المغزى الذاتي والجوهري للعمل الذي يؤديه الإنسان وما يصاحبه من شعور بالفخر والرّضا، وبديهي أن اختفاء هذه المزايا من العمل الحديث يخلق شعوراً بالاغتراب عن النفس. وتكشف لنا عناية واهتمام النّظم الفكريّة (الفلسفة ـ علم النفس ـ علم الاجتماع) والنّظم الروحيّة (الديانات) بهذا المصطلح على مرّ العصور عن عمق بحثها في طبيعة هذا المصطلح ومظاهره ومصادره.. وهل هو حالة عقليّة أم اجتماعيّة أم موقف وجودي؟ ويبدو أن جميع هذه النّظم تتّفق في كون اغتراب الإنسان هو اغتراب تاريخي مرتبط بعلاقته بالوجود مرّت بمراحل صراع مختلفة أراد الإنسان فيها انتزاع حرّيته، لذا فإنّ تاريخ اغتراب الإنسانيّة هو تاريخ بحثها عن الحرّية، ولكي لا يشعر الإنسان بالاغتراب تجاه تاريخه فإنه ملزم بتحرير التّاريخ من الاغتراب، بمعنى إحداث تغيير في مجرى التّاريخ، وهذا يتمّ بتدخّل الإنسان في تحديد مسار التاريخ والتحرّك به ومعه. |
اقرأ المزيد |
السنن الإلاهية لا مكر التاريخ : العدد 36 - 2013/08/09 |
وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ( 54 - سورة الانفال ) « وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ» أي ومكر أولئك الذين أحس عيسى منهم الكفر به ، فحاولوا قتله وأبطل الله مكرهم فلم ينجحوا فيه ، وعبر عن ذلك بالمكر على طريق المشاكلة الفظية والمكر في الأصل : التدبير الخفي المفضي بالممكور به إلى ما لا يحتسب ، ولما كان الغالب أن يكون ذلك في السوء لأن من يدبر للإنسان ما يسره وينفعه لا يكاد يحتاج إلى إخفاء تدبيره ، غلب استعمال المكر في التدبير السيئ وإن كان في المكر الحسن والسيئ جميعا. قال الله تعالى : «اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ»(1) ووجه الحاجة إلى المكر الحسن أن من الناس من إذا علم بما يدبر له من الخير أفسد على الفاعل تدبيره لجهله فيحتاج مربيه أو متولي شؤونه إلى أن يحتال عليه ويمكر به ليوصله إلى ما لا يصح أن يعرفه قبل الوصول، إذ يوجد في الماكرين الأشرار والأخيار والله خير الماكرين فإن تدبيره الذي يخفى على عباده إنما يكون لإقامة سننه وإتمام حكمه ، وكلها خير في نفسها وإن قصر كثير من الناس في الاستفادة منها بجهلهم وسوء اختيارهم . |
اقرأ المزيد |
أثر الصيام في إصلاح الجانب العقلي : العدد 35 - 2013/07/26 |
العقل هو مناط التكليف في الإنسان، وبه كُرِّم عن غيره من المخلوقات، ولأجله تحمَّل الأمانة التي أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها، والصيام ذو أثر مباشر في تقويم العقل وإذكائه، ويبدو ذلك فيما يلي:- 1- إذا كان الهدف من الصيام هو تحصيل التقوى كما قال الله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة: من الآية 21)، فإن هذه التقوى تفتح على المسلم آفاق العلم والخير لقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: من الآية 282)، فقد يُؤتى الإنسان بها الحكمة لقوله تعالى: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (269)﴾ (البقرة). 2- الصيام يجعل عقل الإنسان أكثر نشاطًا وإدراكًا لأن البطن إذا امتلأت تُذهِب الفطنة كما جاء في الأثر «البطنة تُذهِب الفطنة»، ومن أكل كثيرًا نام كثيرًا، وحرِم من خير كثير، فمن أراد أن يحصِّل من أسباب العلم ما يوسِّع به مداركه فلا يشبع؛ لأن من ملأ بطنه بالطعام سرعان ما ترتخي أعضاؤه، ويميل إلى الكسل، ويخلد إلى النوم الطويل، لكن صيام رمضان بآدابه من الإقلال من الطعام والشراب، وصيام النوافل يعوِّد الإنسان على الاقتصاد في طعامه وشرابه، بما يحفظ لعقله فاعليته، ولنفسه القدرة على حدة التفكير، وطول السهر تحصيلاً للعلم. |
اقرأ المزيد |
نور الله ... وأفواههم ! : العدد 34 - 2013/07/12 |
نور الله ..وأفواههم! نقرأ في التنزيل :بسم الله الرحمان الرحيم «يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ»[التوبة:32] «يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ» [الصف: 8]. في قوله تعالى في الآيتين: «نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ» إضافتان: إحداهما إضافة النور إلى الله تعالى: «نُورَ ٱللَّهِ»، والمراد به دين الإسلام، والأخرى إضافة الأفواه وهي الآلة المستعملة للإطفاء إلى جماعة المريدين لإطفاء النور: «بِأَفْوَاهِهِمْ». وعند التأمل في الإضافة الأولى: «نُورَ ٱللَّهِ» نجد أن النور المضاف قد اكتسب قدرًا من خصائص القوة والعظمة والشرف والعلو والبقاء من المضاف إليه (الله)، فأنت تستشعر حينما تتلو: «نُورَ ٱللَّهِ» أن الحديث عن نور يستمدّ قوته وعظمته وكماله من (الله) القوي العظيم الكامل، ونور يتسامى رفعةً وشرفًا وعلوًا؛ لأنه يكتسب علوّه من (الله) العلي، ونور باق دائم كبير قد أضاء الأفق وامتدت به المساحات، وانتشر سناه لينير مسارح الطرف، ومنتهى البصر. |
اقرأ المزيد |
ابن خلدون و الاتجاهات الفكرية و السياسية المعاصرة : العدد 26 - 2013/03/22 |
من مظاهر التميز في المقدمة اعتماد ابن خلدون على التحليل النفسي فحينمــا نطالــع العديــد مـــن الفصـــول تجدنا أمام نماذج من التحليل تتجاوز أرقى ما وصل إليه الفكر الإنساني في أحدث انجازاته فهو حينما يتناول ظاهرة بالدرس لا يقف عند حدود الوعي و الإدراك الشعوري و إنما ينفذ إلى الأعماق اللاشعورية و أوضح ما يتجلى هذا المنزع حين يتصدى لدراسة الاتجاهات الفكرية والسياسية في شقيها المتقابلين الاتجاه الديني السلفي والاتجاه الليبرالي العلماني. |
اقرأ المزيد |
خلط بين الدين والسياسة !! : العدد 25 - 2013/03/08 |
طالعت باهتمام شديد مقالا كتبه رائف بن حميدة بجريدة الصباح ليوم 26 فيفري 2013 جاء فيه : ”الفرق بين الدين والسياسة كبير.. كبير، كالفرق بين الغريزة والروح!!..وأوضح دليل هو أنّ كبار العلماء لم يقرَبوها، وفيهم من لعنها بصريح العبارة(محمد عبده)، ولو كانت السياسة حقا من" فرائض الدّين "كما يزعم أصحاب الأهواء لكان أخيار العلماء هم السباقين اليها.. أما الآن وخلال ما أسموه "الربيع العربي" وما أتى به من كوارث دمرت باسم الهرطقة الدينية، كل ما بناه العرب والمسلمون تبيّنَ لكل ذي عقل وذي أدب الفرق بين الإثنين!.الدين ثوابت مقدسة، بينما السياسة متغيرات جدلية. فأي جمعٍ يجمع بين النقيضين!؟“ ولأن موضوع ”الدين والسياسة“ ذو أهميّة أردت أن أكتب فيه من خلال نقد ما جاء في الفقرة المذكورة أعلاه. |
اقرأ المزيد |
الاسلاميّون والإبداع.... : العدد 24 - 2013/02/22 |
لا علاقة للإسلاميين بالإبداع؟.... هذا الحُكم يشترك فيه بعض القائلين من الداخل والخارج وهو ما يجعلنا نتساءل: هل هو حُكم نُقادِ متخصصين أم هو حُكمٌ سياسي وإيديولوجي؟ والمثير للإنتباه هو تزامن صدور مثل هذا القول في الداخل والخارج...ولكن الذي يجعلنا لا نطمئن لمثل هذا القول هو صدوره عن غير متخصصين في النقد بل عن أسماء معروفة بمواقفها الايديولوجية المتوترة ـ ولا حاجة لذكر الأسماء ـ ... هذا القول الذي سمعته مرتين وفي أسبوع واحد من قِبل شاعر مصري وآخر تونسي جعلني أفكر بجدية هل فعلا ليس للإسلاميين علاقة بالإبداع؟ والحقيقة أن التساؤل لم يكن بدافع الشك وإنما بدافع الرغبة في الرد على هؤلاء... أعرف أن أصحاب مثل هذا القول ينطلقون من أوهام حداثية تقدمية يزعمون امتلاكها وينطلقون من عقدة استعلائية تجاه غيرهم يتهمونهم بالرجعية والظلامية والقروسطية... حين أقرأ أشعار أبي القاسم الشابي أكتشف بأنه إسلامي إلى النخاع إذ ينبع شعره من معين عقدي توحيدي صافٍ نضّاخ ومن روحانية إيمانية متقدة ...إن ثورية الشابي ووثوقيته الإنتصارية إنما تصدر عن إيمان المسلم بحتمية انكسار القيود وانقشاع الظلمة وإن روحه التحررية المتمردة إنما تستمد وهجها من نور الله ووحيه... الشابي ذو التعليم الزيتوني كان شابا مُثقلا بروح القرآن التحررية وكان مسكونا بالصور الجميلة مستجمعة من الإبداع التصويري في النص القرآني ...لقد استطاع هذا الشاعر ـ الذي توفي شابا ـ أن يكون شاعرا إنسانيا كونيا شاعر الحياة والثورة والجمال والحب استطاع أن يُعيد صياغة الكثير من معاني القرآن صياغة شعرية صادقة واضحة شجاعة وجميلة ـ نحن بصدد دراسة عن إسلامية الشابي ـ |
اقرأ المزيد |
وإنك لعلى خلق عظيم.... : العدد 23 - 2013/02/08 |
شهادة مـن رب العالمين شهادة ممن خلق فسوّى وقدّر فهدى شهادة ممن خلق الأرض والسماوات العلى شهادة ترفعك ..تغنيك.. تكفيك ظالمي أنفسهم .. |
اقرأ المزيد |
هل يؤسس الإسلام لنظام ديمقراطي؟ : العدد 22 - 2013/01/25 |
”مفاسد أسلمة الديمقراطية التــي لا تعدلهــــا مصلحـــة- إن تطبيق الشريعة من خلال البرلمان هــــو طلب للشريعة مــــن غير وليهـــا. فاستئذان البرلمان في تطبيق الشريعة معناه جعله حكما على شريعة الله. والمسألة هنا ليست مسألة شكلية، بل هي فرق ما بين العبودية لله والعبودية للبشر من دون الله“ الدكتور إياد قنيبى :12.23. 2012 |
اقرأ المزيد |
بين الغزالي و فرويد : العدد 21 - 2013/01/11 |
- الشغف المعرفي الغزالي : وكان التعطّش إلى درك حقائـــق الأمـــور دأبـي وديدنـــي من أول أمري وريعان عمري حتى انحطّت عنّي رابطة التقليد وانكسرت العقائد الموروثة على قرب عهـــد ســن الصّبــا ” المنقذ من الضلال “ ص 181. فرويد : وما كنت أشعـــر في تلك السنوات بميل خاص إلى مهنة الطب ومشاغله وما شعرت قط بميل كهذا فيما بعد ، بل كنت مدفوعــــا بضرب من التعطش إلى المعرفة، لكنه كان ينّصـب على ما يتّصل بالعلاقات الإنسانية أكثر منه بموضوعات العلـــوم الطبيعيـة . ” حياتي والتحليل النفسي“ - ص 10. |
اقرأ المزيد |
مـــــن العقـــــلانــــي؟ : العدد 20 - 2012/12/28 |
كثر الحديث عن العقل والعقلانية وهذا أمر طبيعي من الإنسان العاقل. ولكن الذي يدعو إلى التفكير هو أن الأمر صار إلى إقامة قطيعة بين العقل والوحي، بين العقلاني والمؤمــــن، بين المدني والدينيّ. بل إن الأمــــر آل إلــــى الدعـــوة إلى الاعتماد الكلّي على العقـــــل والاستبعاد الحاسم للوحي. والســــؤال الذي أطرح لا يتناول مشروعيّة الاعتماد على العقل وإنما ينصبّ على مدى عقلانية العقلانــــي، خاصــــــة بعـــد أن فنّد العلـــــم العقلانية فـــــــــي كـــــل المجــــالات وبيّـــــن أنّ العقــــل أداة ليس إلا وأنّ كلّ انجازاتــــه مسخّرة لأهــــداف خارجة عن دائرته. فالأفكار أوهام تخدعها بها الرغبة (فرويد) أو المصلحة (ماركس) أو الغلّ (نيتشه). |
اقرأ المزيد |