عبدالنّبي العوني |
هل توفّرت شروط و ظروف التغيير؟ : 110 - 2016/09/01 |
لنفترض غطاءً اسمنتيّا ثقيلا (له قوّة جاذبيّة مرتفعة) وُضع على فوهة مغارة بها عدد محدّد من النّاس (مثل مغارة أصحاب الكهف). لإزاحة هذا الغطاء المطلوب توفير قوّة مضادّة تفوق في قيمتها قيمة قوّة الغطاء الإسمنتي بمقياس عالم النّاسوت ( مقياس لشّهادة الإنساني)عالم ولأنّ قيمة قوّة هذا الغطاء أكبر من قيمة قوّة كلّ فرد داخل المغارة، فإنّ كلّ المحاولات الفرديّة سيكون لا محالة مآلها الفشل، وهي إضاعة للطّاقة والقدرة مع الزّمن، أمّا إذا اتّحد الجميع أسفل الغطاء، وتواصوا بالمعروف والخير على تجميع الطّاقات على قلب رجل واحد. |
اقرأ المزيد |
السُّنن و العقل : 109 - 2016/08/04 |
خلق الله الخلق وجعل فيهم السّنن والآيات...وجعلهم كمسارات وسياقات ودروب يسير فيها الخلق بانتظام ونظام...تتجلّى هذه السّنن والآيات كقوانين تحكم الخلق كلّه إن كان على المستوى الكوني (بمنظار كسمولوجي) أو على المستوى الجزيئي ( بمنظار تقنية الصغائر أو تقنية النانو)... |
اقرأ المزيد |
الظلم ... ظلمات : 105 - 2016/04/07 |
الظلم والإستبداد يفكّك الرّوابط الموجودة في بنية الفرد (الجوانب الرّوحيــة والعقليــة والجسمانيّــة المادّيــة) فيفقد الفرد توازنــه الإنساني والزمني-الحضاري، كمــــــا يفكّك أوصال البنية الدّاخليـــة للمجتمع (المكون النفسي الاجتماعي- المكوّن الثقافي- المكوّن الروحي- المكون المـــــادي - والمكوّن الذّهني الجماعي في علاقته بالهويّة والأرض والتاريخ والأمّة والمستقبل)، فيزيد من حالة الغواية والتشظّي والتّوَهان (التيه) والضياع والبحث عن تلبية الإحتياجات المادّية الغرائزيّة في المقام الأوّل، ويدفع العناصـــــر الهووياتيّــة الصّغيرة للتّقوقع والتمركــز والــــدوران (مثل جمل بروطة) حول أصنامها وأقانيمها وهياكلها الخارجة عن قوانين التّدافع والتّطور والتّغيير.... فيتأثّر عمران وعمارة الفرد، وعمران وعمارة الأرض، وعمران وعمارة المجتمع وحيويّته في مجاله الحضاري....فيؤذن عاجلا أم آجلا بخراب القيم والعمران ويصاب الفرد والمجتمع بِحَوَلٍ جماعي متواصل وإدخالي حتى في الومضات القليلة من فترات العدل .... |
اقرأ المزيد |
اصباغ القداسة : 104 - 2016/03/17 |
عجبت لأمر قومي، يسعون و يتفنّنون في إنفاق الجهود المعرفيّة و الثقافيّة والإتصاليّة لإسباغ القداسة على الأشخاص (في شكل شيوخ أو ساسة أو مفكرين بالرّغم من كونهم رجالا مثلنا و نسب الخطإ عندهم مرتفعة لأنّهم يخوضون في المياه السطحية والعميقة للمجتمع) أو الأحزاب (يسارهم ويمينهم ووسطهم ووسط وسطهم لكلّ منهم اقنوم جاثيٌ أمامه) والأفكار والرؤى البشريّة، في كلّ المجالات، والمرتكزة في جوهرها على مائدة الخطأوالصواب... و الغريب في الأمر أنّ لكلّ منهم له مسوح نظري و سلوكي من مسحة القداسة التي تستوطن الخيال بمرجعيات قديمة وبدائية، |
اقرأ المزيد |
العبور ... متى ... وكيف؟ : 103 - 2016/03/02 |
تحقّقت اللّحظة الفارقة في تاريخنا الوطني التي انتظرها الجميع، تمّت إزاحة الرّأس، رأس، نظام قمعي واستبدادي هجين، فاسد ومفسِد. نظام بأذرع أمنية متشعبطة ومتشابكة، وأوجه حزبيّة ذات سحنات قصديريّة وثرثارة، عائليّة وإعلاميّة، وأجهزة نخرتها المحسوبيّة والزبونيّة والسّمسرة والفساد المالي والقيمي. |
اقرأ المزيد |
عين ...عين الغباء : 102 - 2016/02/18 |
حركة النهضة التونسية ...حركة منظمة ومهيكلة بشكل كبير إن قورنت بمثيلاتها في الساحة التونسية (القديمة والحديثة)...قادرة على التعبئة وعلى التنظم... تنجح كثيرا في التواصل مع الناس وعلى المستوى الشعبي... يروّج لها خصومها أكثر ممّا تروّج لنفسها...أكثر اسم حزبي متداول في الإعلام المكتوب و المسموع والافتراضي....خصومها يهذون باسمها بالليل والنهار وفي الغسق، فبين النهضة والنهضة يذكرون النهضة...ومن أقوالهم… « النهضة سبب في الاغتيالات... النهضة سبب في الفساد ... النهضة سبب في فشل الحكومة ... النهضة سبب في فشل الرئيس.. النهضة سبب في تقليص الحريات ... النهضة سبب في الاضطرابات ... النهضة سبب في الفقر وهروب المستثمرين...النهضة..النهضة..النهضة...الخ ... |
اقرأ المزيد |
...و أقلّ القليل ما هم... : 101 - 2016/02/04 |
نحن قوم لا نعلم، و اذا علمنا فلا نعمل، و اذا عملنا فلا نتقن، وإن أتقنّا فلا نطلب البركة ( إلاّ ما ندر)، و إن طلبناها استعجلنا، وإن استعجلنا تسارعنا و تصارعنا، |
اقرأ المزيد |
الحرية التي نريد والإرادة وما تستحق، ملامح الوطن: بدايات تحرر وإرادة حرة، : 79 - 2015/04/02 |
كنت أسأل فيما مضى من عقود أين تونس، أين هذا البلد المعطاء الذي سكبت على أرضه وترابه الدّماء، وأين سقيت أشجاره، زيتونه وقمحه ونخله بالدّموع والماء. قيل لي اسأل الحرّية عنه فهي تؤنسه وتؤسّس له المجال الخصب الذي فيه ينمو وعليه وعلى مفارقه يبني نماذجه ويتعلم. على مرّ تاريخه القديم البعيد والقريب كان لهذا البلد المطلّ على الآفاق على الماء من الشمال والرّمال من الجنوب، المنبسط كانبساط راحة يدي عروس محناة في ليلة فرحها الأولى، يغنّى لها وتعزف الألحان من أجل سؤددها وتمنيا كحالة ولادة جديدة لحياة جديدة ولمسار جديد في منظومة تمتزج فيها الذات والإرادة والتطلع إلى الاسمي تحكمه آليات الحرية الحقيقية التي توفر الفضاء الملائم للنمو والتفاعل والتدافع. |
اقرأ المزيد |
الاسلاميون والدولة الحديثة : 9 - 2015/01/08 |
الدولة صوريًّا، في ذاكرة الإسلاميين أو في نصوصهم الفكرية الشّحيحة أو وفق ممارساتهم السّياسية، هي كيان تقليدي يتمتّع بمجال نفوذ وسيطرة نافذة وسلطانيّة تعود بنا لأدبيات الأحكام السّلطانية، أو لاستعارات رمزيّة لمملكة أمويّة مشذّبة وطوباويّة طوال عهدي سليمان بن عبد الملك وخلفه عمر بن عبدالعزيز (715م – 720م). الدّولة الحديثة واقعيّا أو الآن هنا في شرقنا المتوسّط...هي دولة مستبدّة وغاشمة استولى على هياكلها من لا يملك وسلّمها لمن لا يستحق، لأنّ الذي تربّع على خيراتها وسلطاتها ليس له أيُّ ارتباط بها ولو كان معدنيّا، نتيجة اغترابه، حسبهم، عن هوية البلاد والعباد إضافة لمساهماته الماضية في الاستئثار بمكنوناتها ومكوّناتها الظاهرة والباطنة وبرعاية شبه كليّة من الأبواب العالية في المنظومة الغربيّة. وهي في نظرهم دولة ما بعد استقلالية هشّة (حتى وإن أرّخ لها مؤرِّخوها باستقلالات متتابعة ومتتالية بدءً باستقلال داخلي ثمّ استقلال تام وانتهاءً بجلاء زراعي (النموذج الاستقلالي المدرسي التونسي)) أُسِّست على أنقاض بنية تحتيّة صلبة تركها استعمار امتصّ رحيق ثرواتها الخام الباطنيّة والبشرية، لذلك تعاملوا معها ومع شخوصها وامتداداتها وتحت راياتها بمخاتلة فكريّة مؤقّتة وبفقه ممكن موارب يتأرجح بين التصريح والتلميح وفق مقتضيات المرحلة، مما أنتج ازدواجيّة هجينة عانت منها الأوطان والأتباع والأنصار والأعضاء وأفرز مناهج وأساليب تنظيمية تنهل من إرث التنظيمات السّرية والباطنيّة العربيّة مطعّمة بأمصال من أدبيات سياسيويّة لفكر بلوريتاريا العمال. فمن ناحية هذه الدولة هي «واجبة الوجود» واقعيّا وهي أمر قائم ولها الغلبة والقوامة ومن ناحية متخيًّلة وحالمة هي واجبة النقض، وواجب كفاية تغييرها أو وفق فقه ممكنهم الأدنى تحوير سلوكاتها حتّى تخلّي بينهم وبين الناس وتضمن مساحة الحرّية لهم في السّياحة والسّباحة والتّجميع وفقه الأسر والخلايا... وهذا التّغيير يتطلب التهيئة والإمتداد والتمدّد داخل وخارج الهيكل الموجود، ويتطلّب شخوصا غير الشخوص وزمنا مكثّفا غير الزمن وحدًّا محسوبا من التطلعات الذهنيّة الذكيّة تشبع نهم الصورة المتخيَّلة...لذلك قال أحد المشائخ في سرائره بأنّ المؤسّسات غير مضمونة... |
اقرأ المزيد |
في الأخير : 72 - 2014/12/25 |
في الأخير وليس آخِرا.... أثبتت تجربة الانتقال الديمقراطي التونسية، بل قل كلّ تجارب التاريخ السّياسي التّونسي الحديث عدّة معطيات لابدّ للفكر السّياسي الوطني بمنطلقاته المختلفة، الوقوف على أهمّ مكوِّناتها وأسسها حتّى يتسنّى له تقديم بعضا من إجاباته لجلّ المعضلات التي مرّ بها الحراك المجتمعي عامة والسّياسي بصفة أخصّ طوال مرحلة بناء الدّولة الوطنيّة لما بعد 1956 حتّى الآن. إذ عُرِف المسرح السّياسي والحزبي في تونس بتحوّزه على ثلاثة عناصر أساسيّة، ومتداخلة فيما بينها. - أوّلها: كتبة السيناريوات والمخرجين وتوابعهما التقنية والفنيّة وزوابعهما، ويعتبرون المهندسين الأساسيين لكلّ المراحل الكواليسيّة ولما وراء الستار ولما أمامه، ينهلون فنيًّا و تقنيًّا من كل تجاربهم المعيشيّة في كواليس الدّولة وما تحتويه بطائنها، ويصيغون بنسبة كبيرة المسارات الواجب أن تسير فيها قافلة الوطن ويمسكون تاريخيّا بمجداف السّفينة ولو عن بعد بواسطة خيوط الدّمى المتحركة ولو كانت من خيوط العنكبوت التي تتطلبها المرحلة، هم الذين يديرون الدفّة في اتجاه الرّيح وهم الذين استطاعوا التصرف في الباطن بشكل صلب وفاعل و إدارة اتجاه البوصلة ولو كانت عكس ما تريده إرادة الأغلبيّة المتحركة، حتى وإن تطلب منهم ذلك بعض الخسائر المؤقتة والمؤلمة في المؤن والعدّة والعتاد والأشخـــاص أوالممثليــــن الشرعيين لإراداتهــم... يمسكون الدفّة ويتوارثونها أب عن جدّ وكلّ محاولات المتفرّجين وبعض الممثلين لإزاحتهم باءت بالفشل وارتدّت على أعقابهم بخسارات يُعتقد في أوساطهم أنّها دائمة في إحلال شرعي وانتخابي عوضا عن المؤقَّت...ديدنهم التّخفي عن الأنظار ولا تجد لهم أثرا لا في النّدوات السّياسية ولا في المنتديات الخاصّة ولا في كتب التاريخ ولا في كتب الجغرافيا السّياسيّة، لا في الإعلام ولا على سطح موائده الإخبارية أو برامجه السّياسية...لا تسمع لهم حسّا ولا هسهسة إلاَّ ما عدى بعض الهمسات من أذُنٍ لأذن أو ما ندر من اتصالات هاتفية أو رسائل الكترونيّة... ولا تراهم إلاّ نادرا على ركح بعض الحفلات الخاصّة والخاصة جدّا وخصوصا بعدما ينام المشاهدون...إذ يتوارون قدر الإمكان عن الأنظار ويتقنون جيّدا كبح جماح شهواتهم للصورة (صورة مراقبيهم وصورهم هم الداخلية عن أنفسهم)....وهم المنتصرون على الأغلب والمتحصنون وهم المتحصّلون على غالبيّة خراج المسرح السّياسي وفضاءه الإفتراضي وحتّى قضاءه... |
اقرأ المزيد |
لمحات من جلسة مفتوحة و متمدِّدة!!! : 71 - 2014/12/11 |
تدخل الجبهة في منافسة على منصب النائب الأول لمجلس نواب شعب تونس بالرغم من تأكّدها وعلمها بمخرجات خريطة الكولسة، وهذا ليس بغريب على جبهتنا التّونسيّة بل قل هي قاسم مشترك أكبر لكل الجبهات تقريبا المتشكّلة لإثبات الوجود الفيزيائي....إذ يقودها عقل المجابهة والمواجهة أو « النطيح كما قال الختيار» للمبارزة أو المنافسة أو الصّراع و حتى الاعتصام، للرّكون للمسلك السّهل في الزّمن الخطأ والسّاحة الخطأ والمنافس الخطأ بالرّغم من الأهداف البرّاقة و التوّاقة....و تنمّ هذه السلوكات عن انجذابات عاطفيّة ووجدانيّة وحتى شهوانيّة متأصّلة في فؤاد تجاربنا العربيّة التّاريخيّة بالخصوص لكلّ ماهو موازي و توازي لأغلب بواصل يسارنا الممغنطة في اتّجاه عكسي للجدليّة المادّية الديالكتيكيّة، مثل ما رأيناه في تونسنا في بهو « موازي المرزوق» الذي ترك لنا حكم تقول«الإنتصار بالموازي أفضل ألف مرّة من انتصارات كواليس وهندساته» و«بالنيّات تقام انتصارات الطّوائف». |
اقرأ المزيد |
في رحاب آيات من الذكر الحكيم : 63 - 2014/08/21 |
*(1)* «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَآءَ للَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً» النساء: 135 قال الشيخ بن عاشور حولها: «...إن قمّة القِسط - إذن - هي الإيمان. ومادام المؤمن قد بدأ إيمانه بقمّة القِسط وهو الإيمان، فليجعل القِسط سائداً في كل تصرفاته. وإيّاك أن تجعل القسط أمراً أو حدثاً يقع مرّة وينتهي، وإلاّ لما قال الحقّ مع إخوانك المؤمنين....ولم يقل الحقّ لك مع إخوانك المؤمنين: كونوا قائمين بالقسط، بل قال «كُونُواْ قَوَّامِينَ بِٱلْقِسْطِ» أي أن المطلوب هو الاستمرارية للسّلوك العادل. فنحن نقول: «فلان قائم» و «فلان قَوَّام». ونعرف أن كلمة «قَوَّام»هي صيغة مبالغة. وعلى ذلك يكون الأمر الألهي لكل مؤمن: لا تقم بالقسط مرّة واحدة فقط، بل اجعله خصلة لازمة فيك، ولتفعل القسط في كل أمور حياتك. والقِسط كما علمنا من قبل في ظاهر أمره هو العدل، وأيضاً الأقساط هي العدل....» و ممّا قال سيد قطب عنها :«....يبدأ الدرس بنداء الذين آمنوا ليقيموا هذا العدل.. بصورته هذه.. ومنزل هذا القرآن يعلم حقيقة المجاهدة الشّاقة، التي تتكلّفها إقامة العدل على هذا النّحو. وفي النّفس البشريّة ضعفها المعروف، وعواطفها تجاه ذاتها وتجاه الأقارب؛ وتجاه الضّعاف من المتقاضين وتجاه الأقوياء أيضاً. تجاه الوالدين والأقربين، وتجاه الفقير والغني؛ تجاه المودّة وتجاه الشنآن.. ويعلم أن التجرّد من هذا كله يحتاج إلى جهاد شاق. جهاد للصّعود إلى هذه القمة على سفوح ملساء! لا تتعلق فيها النفس بشيء إلا بحبل الله....» |
اقرأ المزيد |
تناطح الإيديولوجيات الصمّاء : 60 - 2014/07/10 |
في الفضاء العام الذي يتحوّز عليه و يحويه «شرق المتوسط» تعتمل فيه صراعات وتدافعات وتناطحات ومناكفـــات....تبتدئ بصفة بدائيّـــة في شكلهــــا القبلـــيّ العشائـــريّ و تحتدّ و تصل ذروتها المدمّـــرة إذا تلاحمت مع الأشكال والأنماط المذهبيّة، تنتج بعد الإنهـــاك الجماعي شظايا هويَّات معقّدة، متقوقعة ومتصلِّبة ومكثَّفة بوعي الخوف والخشية من الفناء والاضمحـــلال أو الإفنـــاء، وهذا الشكــــل من التشابــك نجــده يؤثث شـــرق «شرق المتوسط»(*) أين يستمدّ حاجاتـــه الغذائيّة التّاريـــخ والجغرافيا القبليّة والمذهبيّة والسّياسيّة مع طبيعـــة السَّمت الذهني العام لعناصره المهمَّشة والقابلية النَّهمة للتشظِّي وبالأخصّ في اللّحظات الواهنــة والتقلّص الحضــاري وكي يتمكّن من المحافظة على استمراريّة وجوده ولو في الحدّ الأدنى من حراكه وحركيَّته . |
اقرأ المزيد |
الحفلة والمندس : 59 - 2014/06/26 |
بإحتفاليّة التّنصيب بقصر القبّة(1) التي ترافقت بالرّقص على أنغام الخداع والخديعة والإخراج التلفزيونيّ لخالد يوسف وعلى أوتار مقدّرات الشّعب المصريّ، لابدّ أن يأتي «مندس» (2) كالذي أظهرته قناة الجزيرة ليبرز لنا ملامح مستترة من تراجيديا دمويّة يتقنها خصيان، تهيج البهيميّة فيهم أكثر كلّما تشمَّموا رائحة الدّم المسفوك «أضلّ من الأنعام». وبتركيب اللوحتين ( لوحة الانكشاري والمندس) تظهر لنا وبشكل جليّ المتقابلات الحسيّة التّالية: (*) إذا تقابل التهديم الممنهج والمُخَطَّط له والمُكثّف من الدوائر التي تعلم مسبَّقا ما تصبو و ترنو إليه إضافة لتحوّزها على معرفة بخبايا الدّولة وثنايا المجتمع وتقاطعات اشتباكاته وحساسيّاته مع سذاجة فطريّة لدى القوى التي تتقمّص أزياء الثّورة والنقاء الثّوري مع امتياز لها في خصوبتها التناسليّة إذ تتكاثر بشكل عشوائي، بالخصوص إذ اشتمّت هذه القوى روائح غنائم وانتصارات جزئيّة مع ارتكان أغلب أفئدتها إلى تصوّرات لنصر سينتقل من مرحلة الوعد إلى طور التّحقّق نتيجة الدعاء وهم قعود، «لـ......» و« على.....»، مع طفرة في الأمنيات والأماني، بأن تقاتل الملائكة وجنود الرّحمان سلطان الغلبة والفتن، ففترة القيام والأسحار وغياب الشفق....إذا تقابلا معا في ساحة ضيّقة وواحدة تكون النّتيجة الآنيّة كما نشاهدها ونحياها في عالم الشهادة والشهود. |
اقرأ المزيد |
ما لايحتاجه الوطن وما يحتاجه : 57 - 2014/05/29 |
تونس اليوم ليست في حاجة: * لفكر وتفكير سياسي انتقائي جل تطعيماته يستمدها من أحداث تاريخية، قابليته للتشكل والتصوّغ مرتفعة وبالخصوص إذا جاءه رافد فكري مشرقي، ويعتمد بشكل كبير في تقديم طروحاته على النصوص الدينيّة. احتفاءه بالنصوص والمقولات تتحوّز عنده الفضاء المعرفي بشكل كبير عوض الاحتفاء بتطوير الممارسات وبالأخص النقدية منها، هيكلته مركزيّة تدور حيث يدور الشّيخ مع إضفاء قدسيّة مصطنعة على تحرّكات الشّيخ وعطوره الفكريّة وزوائده التحليليّة التي تستبق في عدة مواضع عقل الأتباع الذي يحدث الجلبة أينما حلّ. كاستعارة لحلول القطب والمريدين في إحدى الزوايا. |
اقرأ المزيد |
العقل البداوي أو الإبتدائي : 56 - 2014/05/15 |
العقل العربي في حقيقته عقل بداوي يسعى سعيه الأبدي للالتحاق توًّا بالحضر حسب التصنيف الخلدوني ... عقل متمرد على بداوته الظاهرة فيه من أجل تحصيل عقل أندلسي وبالتحديد غرناطي «بلدي» يسعى وراءه أو سعي بين العقل المخملي الدمشقي والعقل الفرقي البغدادي، هروبا من مكونات عقل نجدي أحرقته الرمضاء وأطعمته الإبل وغذّته التمور. عقل يشمئز من بداوته البادية فيه ويسخر عند حبوه نحو الحضر من صياغات ذاك العقل الحضري المهيمن على الساحات، هو عقل ضبط إيقاع جريه مع ساعة الغراب البيولوجية، كما يحكى عنه في الأمثال أنه سعى لتقليد مشية الحمام فأضاع مشيته ومشية الحمام معا، عقل يعيش الانفصام والازدواجية بامتياز، مثل العقل الاستراتيجي لتيّاراتنا الفكريّة والسياسيّة بكل ألوانها وأطاييبها، فلا حافظ في ظل التغيرات المتسارعة على ماهيته الأولى ولا استطاع الانسجام مع الماهية التي يلهث وراءها، هو عقل أعرابي وعُرابي «والأعراب أشد كفرا ونفاقا»، بلحاف مدني يستمتع بتكنولوجيا مستوردة «من أقصى شعرة فيها إلى أخمص قدميها، نفخ فيها زمنه الضائع ولحظات استمناءاته المعذبة له» كتعبيرة منه عن حالة فكاك من أسر الأنعام وبالأخص الجمل بما حمل.. |
اقرأ المزيد |
الإصلاح : رؤية شاملة وتقويم تدريجي : 55 - 2014/05/01 |
مرّ المجتمع التونسي بعديد التجـــارب، ضارّهــــا ونافعهــــا، تأثّر بهــا وأثّرت فيـــه، مما قبل الاستعمـــار إلى الآن. عانى الأمرّيـــن من التجارب المسقطة عليه، داخليا وخارجيا، مارس معــــه السلاطيــــن وصايـــة، قتلت فيه كل التطلعات لصناعة هويّة فاعلــــة ومتفاعلــــة، تخرجـــه من حالة الضّعف والوهــــن التي أصبـــح وأمســــى فيهمـــا، ثم تربّع على أرضه استعمار بغيض يحمل مشروعا من بين أهم أهدافه استلاب ما بقي له من هويته، ومن ثمّ سرقة ثرواته وتشويه تاريخه ولغته وتحريف بوصلته وزرع اصطناعي لهوية ثقافيــــة، سيليكونيــــة، استئصاليـــة، فرنكو-كاثوليكية ومعدية، حاولت غزو كل مناحـــي الحياة في المجتمع، وقتل كل الخلايـــا الحيّة فيـــه، ولولا بعض صمود داخلي ومناعة شعبية بدائية، سمحت للمجتمع أن يتكئ عليها أوقات الشدّة، لما وجدنا الآن رائحة لهذه الخصوصية، التي نبتت وترعرعت بين مجنّبات الشعب، طيلة أربع عشر قرنا، رغم الهويات المتعدّدة التي مرّت به من قبل، ومعها . |
اقرأ المزيد |
بالعودة إلى الذات ... يتم التأسيس لمستقبل أفضل : 54 - 2014/04/17 |
إنَ النزوع الواعي للشعوب العربية، للنظر والاستلهام من الذات الجماعية، هو نزوع فطري وتلقائي، طبيعي وتفاعلي، نشط غير سلبي، هو ارتداد نحو المركز العميق، كردّة فعل على سنون الجدب والقحط والإلحاق القسري بمنظومات غريبة على الذّات ولا تلبّي الاحتياجات النفسيّة والسلوكيّة والعقليّة والمادّية لقطاع عريض من هذه الشعوب، هو رجوع آلي بعد قطيعة مركّبة ومصطنعة، وبعد محاصرة ولعقود طويلة لهذه الذات من قبل استعمار بغيض ومن بعده طغمة حاكمة مستبدة وظالمة وملحقة ثقافيا وتعليميا وسياسيا بالغالب، هذا النزوع ولّد حراكا وحيوية انعكس بالتفاعل العميق مع المكونات الأساسية لهذه الذات، والبحث في خلاياها عن مقومات التحرر والإنعتاق من مظاهر وظواهر الاستبداد ومخلفاته واستمداد الطاقة للقفز وتجاوز كل المكبلات والأصفاد التي أعاقت وتعيق تقدمها لملامسة مكامن قوتها. |
اقرأ المزيد |
رفعت الجلسة : الجريمة سياسيّة : العدد 30 - 2013/05/17 |
الجرائم السياسية في عالمنا، وبالأخص العربي منه،في اغلبها مبنية للمجهول،وفي الأخير تسجل ضد طرف موهوم،وقميصها يتقاسمه الفرقاء و الأتباع الأوفياء ودهاقنة السياسة في الخفاء،وريعها يستثمره الفطاحل و طلاب الكراسي الأذكياء،وكل بقدر وحساب ،حسب القدرات الخطابية و المقدرات الإخراجية مع بهارات لغوية و كلامية لا نجدها غالبا إلا لدى المتكلمين والمتكلمات والشعراء و الشاعرات و حسب الفضاءات المسوغة لهذا الطرف أو ذاك، دون أن ننسى أصحاب الكسوة السوداء الذين يوزعون التهم حسب الانتماء ليظهروا فحولتهم الخطابية في مرافعاتهم على المنابر الإعلامية كتعويض لإخفاقات في أروقة المحاكم الوطنية. |
اقرأ المزيد |
القرآن:نواة للفعل الحضاري : العدد 28 - 2013/04/19 |
قال تعالى: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَـــقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَــــــانَ مِنْ عَلَــــقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْــــرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَـــــــمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَــــــــانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ {5} » [العلق: 1-5]. «الــــم{1} ذَلِكَ الْكِتَـــــابُ لا رَيْبَ فِيـــــهِ هُدًى لِلْمُتَّقِيـــــــنَ{2} الَّذِينَ يُؤْمِنُــــونَ بِالْغَيْـــــبِ وَيُقِيمُــــونَ الصَّـــلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُـــمْ يُنفِقُونَ{3} » [البقرة: 1-3]. «لاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النّجُومِ {78} وَإِنّهُ لَقَسَمٌ لّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ {79} إِنّـــــهُ لَقُــــرْآنٌ كَرِيـــــــــــمٌ {80} فِي كِتَــــابٍ مّكْنُــــــونٍ {81} لاّ يَمَسّــــــــــهُ إِلاّ الْمُطَهّــــــــــرُونَ{82}تَنزِيـــــــلٌ مّـــــن رّبّ الْعَالَمِيــــنَ{83}» [الواقعة: 78-83]. «أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَـــى {5} فَأَنتَ لَهُ تَصَــــدَّى {6} وَمَـــــــا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى {7} وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَــــى {8} وَهُوَ يَخْشَــــى {9} فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى {10} » [عبس: 5-10]. هذه نماذج من آيات من القرآن الذي أمرنا الله بقراءته ،باسمه وبمعيته،أمرنا ،أن نقرأ الخلق ،خلق الكون وخلق الإنسان ،باسمه ،ونقرأ بمعيته علم القلم ،والعلم الذي علم الله الإنسان ما لم يعلم . هذه آيات من كتاب مركزي، فيه هدى وسبل، تدلنا على مسارب الوجـــــود والكــــون والفعـــــل الإنسانــــــي المطلوب كي ينسجم مع التسخيـــر و مع الدوائر الأوسع من حدود دائرة الوجود الإنسانــــي ودائـــــرة المنتج المتراكــــم من التعقــــل البشــــــري على مر هذا الوجود. |
اقرأ المزيد |
النسق الثوري : العدد 27 - 2013/04/05 |
النسق الثوري ذو بعدين، بعد نظري يتلخص فيما يجب أن يكون بعد تحقق المطلوب وهو حد أعلى مُتمنَّى و يُسعَى له ،و بعد عملي يتحوصل فيما هو ممكن الحدوث، وهو الحد الأدنى الذي يرضى به الحراك الثوري العام رغم التجاذبات و الانجذابات و التخاذل والتهاون أو الارتعاش . البعد العملي في حد ذاته له حدين، حد أدنى يتمثل في المرور بقافلة الوطن من مربع الاستبداد إلى مربـــع الاعتمــاد على الذات في ظل صناعة الحرية بين المسؤولية الوطنية والفاعلية المجتمعية،بأقل خسائر و اخف ضرر مع المحافظة على التوازن العام للمجتمع،نفسي مالي وصحي و طاقي...،بمعنى أدق الحفاظ على مركز ثقل الوطن دون انزياحات عشوائية و متوترة لليميـــن أو لليسار،و حدُّه الأعلى خط الوصول بالأداء العام للتماس مع الحدّ الأدنى للمعجم الثوري النظري المتصور. |
اقرأ المزيد |
الطريق طويل و السالكون قليل... وقليل ما هم : العدد 26 - 2013/03/22 |
السالكون في طريق التأسيس والبناء، قليل وهم الآن أقل،الصادقون زمن الليالي القاتمــــة التي مرت بالوطـــن نفـــر كانـــوا وهم الآن على ضوء مصابيح الوطن أقل و قليل ما هم . الاستبداد....ذاك الإخطبوط الاصطناعي المركب والمتعدد الأجنحة والأطراف،جمعهم وفرق من كان يضمر الدوران حولهم، جمّع الأوفياء لمبادئهم والمؤمنين بالمسير عكس خط سير السلاطين، والمستعدين لتقديم الغالي والنفيس من أجل رؤاهم التي تناهض رؤية الباب العالـــي، وفـــرق من كـــان يـــروم أن يلتحــــق بهـــم، فيهم من الأتباع والحالمين وحتى المنشدين الكثير. |
اقرأ المزيد |
ثَوِّرْ......يا وطن : العدد 23 - 2013/02/08 |
فإن.... روح الثورة تسري في عروق الكادحين، ينتفع بحليها ومشتقاتها، وكل حسب التقدمة، المتكلمين وأمناء سرّ التنظيمات والمنظمات والجمعيات والفاعلين. يخشى... مس جنونها، المتسلّقون والمتحلقون وبعض من الملتحين، والملتحقون بشعابها في الهزيع الاخير من الوقت البديل، والكامنون. ذكرى.... ثانية عبرت، سنة ثانية انتهت وأخرى ثالثة تطلّ، الحلم والرجاء، التصورات والانتصارات، الأماني والأغنيات، الحراك والشحنـات، كل ذلك ولد كبيرا، عكس النمو البيولوجي للولادات، وتقلّص وضمر كحواصل الطيور التي هاجرت بفعل الجفاف وعبرت على كم هائل من الأزمات. |
اقرأ المزيد |
آما آن للشيوح أن يترجلوا....؟ ويستريحوا ....؟ : العدد 22 - 2013/01/25 |
الشيخ في تونسنا على ما أعلم له أربع دلالات: ــ شيخ دلالته السن: الوصول إلى أرذل العمر ــ شيخ دلالته العلم : رجل اخذ من العلم بطرف ــ شيخ يدعى به نائب الخليفة من عهد البايات :أو ما يسمى العمدة حسب الموروث البورقيبي. ــ شيخ جلسة أو قعدة تزركش به جلسات وقعدات التنوع البيولوجي المشروبي والمأكولي والمشمومي التدخيني وفي حالتنا هذه سنتناول الحالتين الأوليين وفق التسلسل الكرونولوجي العمري تنازليا . 1)الشيخ الأول: أوصله قطار عمره الآن إلى أرذله، ولم يبقى له عن القرن إلا عقد ونيف ،طوال العقود الست الأخيرة، تنقل بسلاسة من مرحلة إلى أخرى رغم التناقضات الظاهرة والباطنة ، دون أن يحدث ضجيجا، مع المحافظة على التوازن عند مروره، اضافة لمساهماته الفعالة في الصياغة والإخراج والسينوغرافيا، انتمى إلى النهج البورقيبي وفكره وتربى عليهما ودافع عنه ، ونسيه طوال فترته الثالثة التي وصفت بسنوات الجمر والقمع ولم يسلم منها لا الفكر ولا النهج ولا الشخص نفسه أي بورقيبة، وكان قلبه مع بورقيبة وماله وسيفه مع الصانع للانقلاب، وكما قيل في المثل " نحب راجل أًما واللي في القلب في القلب" وبعد انتقاله من خدمة بورقيبة إلى خدمة العهد الجديد ،لم تحدث له رجات لا نفسية ولا سلوكية، وقدم خدماته من كل وعيه ولا وعيه دون تأنيب ضمير أو وقفة تأمل كما خدم جدّه الباي الأكبر، ومن فكر بورقيبي مركزي، إلى حواشي فكر أمني انتهازي واستخباراتي استئصالي جاهل وغبي، تصدر فيه المجلس المزور ومن ثم الجلوس على أريكة لجنة مركزية تشرف على نهب البلد باسم المركزية وتنمية الاستبداد والفساد والسرقات ”سرقة وطن بتاريخه وطاقاته وخيراته“، وتحصلت فيه تونس على شهائد الريادة والأنموذج والتفرد، والتشجيع من الداخل والخارج، وصهر لحظتها شق من المعارضة بنار التقدمية والعلمنة، حتى يستريح المجلس والقصر من المناكفة والمنافسة، وتحولت التنمية السياسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية في العهد البورقيبي إلى تنمية خاصة جدا جدا أشرف عليها مستشارون فطاحلة، في الأمن والاقتصاد والمال والسياسة، وفي الفكر القانوني والدستوري، من اجل تنمية للجيوب والقصور والأراضي الفلاحية والسياحية، وتنمية أخرى ممتازة لم نرى لها مثيلا، مست المرافق البحرية والجوية والآثار الوطنية، مع ما يحتاج ذلك من تنمية لتجارة الخردة والماركات الصينية الرديئة مع تجارة للحشائش بكل أنواعها والقوارير... وفي آخر هذه التنمية اخرج على بعرة أنثوية مختلطة تُنَظِر لفلسفة وجودية نسوية من صياغة دكاترة في الكتابة، تمّ حشرها مع أنثى المبارك على منبر المرأة العربية، وفي منبر بسمة ومنابر 26-26، لكن الصراع المرير مع الشعب، الذي كظم الغيظ طويلا، حتى فاض كأسه، ومن عربة خضار انقلب القصر مرة أخرى وتحول من فصل 57 إلى فصل 56، ثم أخرج لنا الشيخ مرة أخرى كطائر الفينيق، تقمص فيه دور المخلص، المتسلح بقاموس لغوي بلدي وعتيق، ينهل من النكتة والنرجسية والبذاءة، رغم السقطات المتتالية ألسنية لغوية وجسمانية، من الأسنان الاصطناعية إلى خذلان الركبتين أو الكوع – بوع، فهو من فخار" بكري"، اختزن فخاره هذا وجُيِرَ كرصيد لصناعة نداء عجن على عجل لمواجهة الحزب المتطفل على الميدان المُؤجَرْ تاريخيا لمثل تجمعات الأندية، وبقدرة قادر ظهر لنا في شكل ثوري من الصنف الأسمى مع ملمع إداري حتى يكون "بابا" لثورة من غير أب، وبالنكات والمواعظ والكلم الرديء، وعلى أرائك النرجسية الآرية، اكتسح الموجات البصرية والصوتية والأثيرية، متأبطا أكياس الحنطة والشعير"من الشعر" وقوارير، وعصا يشهرها لمن يناكف، وكأنه مبشر برهمي أو كاهن بوذي ينطق حكمة، ويعمد مريديه بعد سفر من الجهاد الأكبر الطويل ، ولو حسبنا الفارق بينه وبين معدل سن مكعبات النداء " المنبت النيوتجمعي للزهور" لوجدنا النصف قرن بكل يسر، ولأنه لم يشبع من نهم الكراسي الوثيرة رغم السقطات، فان ندعوه إلى الترجل ولو قليلا واستنشاق بعض عبق من أزهار الطرقات المنسية ومن ثرى تراب وطن لم تتفكره رئاسة مجلس نواب بن علي، إلا عند التصفيق على الفحولة اللغوية، أو حملة انتخابية، أو زيارة فجائية أوغير فجئية، والاستراحة مع الاستئناس بسكينة وجدانية يستوفيها بسبحة بغدادية وقارورة عطر فرنسية. |
اقرأ المزيد |
إعلامنا مستقل ... !!! إعلامنا نزيه.... !!! : العدد 21 - 2013/01/11 |
هذا ،صدر وعجز، لبيت شعري مدحي، من عشاق ، لفائـــض زاد عن الحد لأداء إعلامي في وطني بعد 14 جانفي، من إعلاميين انتقلوا توا من اللون البنفسجي الفاقع إلى الألوان المتعاقبة والمتتالية التــــــي يحتملهــــا طيف اللـــون الأبيض إثــــر تشتتــه بعد أن يعترضـــه منشور قائـــــم، و توزُعِه من الفوق بنفسجـــي إلى ما تحت الأحمر، و التي نراها بارزة للعيان على المسارح التراجيديـــة السرياليـــة للمؤسســـات الإعلاميـــة ذات الأهــــــداف الربحية . هل حقا إعلامنــــا مستقـــل كمـــا يـــروج....؟ و إن كـــان كذلـــــك، فممن و عمّن. وهل يوجد في العالم الآن مثل هكــــذا إعلام ؟ |
اقرأ المزيد |
السجون في تونس : العدد 20 - 2012/12/28 |
السجون، في وطني السجين، بين جدران الذاكرة، ذاكرة أفراد وفئات ومجموعات، وبين جدار الصمت، المطبق، على الآفات والتشوّهات، والهروب المستمر، من تقديم إجابات وتوضيحات، لشعب، ذاق بين الجدران، ألوانا من العذابات والإهانات والتشويه المتعمد للذات. كم ...على جدرانها سفكت دماء، ولا نامت، أعين المفرغين من عبق الحياة. والسجّان، من هناك، بل قل من أمامك، ومن ورائك، وفي ذاكرتك، يتفنّن، في إذاقتك، ألوانا شتى، من العذابات، وبمازوشية، ليست لها بدايات ولا نهايات. |
اقرأ المزيد |
أوهام السلطان الخائب— المتأبط حمق : العدد 19 - 2012/12/14 |
غالبا ما تنطلق الثورات من حيث لا يحتسب السلطان. في قرارة نفسه، يؤمن أن الأرض، تحت أقدامه، متهيئة دائما للفوران. لكنه بسذاجته المتأصلة فيه، و بالغبــاء الـــذي استوطنــه مذ وطئت قدماه قصور أسلافـــه ( فالغبـــاء عنـــدهم متـــوارث كابر عن كابر من اللحظة التي ينتقلــون فيهــا مــن مواطــن عــادي يحكمه سلطان إلى سلطان يركب رقاب مواطنيه يرى بعض مخرج، لتنفيس احتقان، أو لإخراج مسرحية. و إن لم يجد بدا فلفتح بطون معتقلاته. وعندها يحس بزهو ظاهـــر، وغطرســـة لا حــــدود لهــا، ونشوة قصوى، تعقبها مرارة تلف كيانه كله، وهي نذير شؤم له، وبداية حتفه. وساعتهـــا، يبـــدأ رصيــده الموهـــــوم عند مواطنيه في التقلص، ورصيــــده البنكـــي فـــي التضخــم، وفي كل صولـــة من صولاته، يأكل شيئا من أطرافه، و أبواقه، و حواريه، و يستحمر و لا يتذكر شيئا عمـــــن سبقـــه. ينســى نفســه، و ينســى شعبـــه، و ينسى وطنـــــه، و لا يستحضـــر إلا قرابيــــن لنزواتــه، و نزوات من التصق به، تزلفا وخداعا. و لكـــن خوفـــه ظاهــر على ملامحــه و على من أتمنه على ثرواته. |
اقرأ المزيد |
النخبة....؟ : العدد 18 - 2012/11/30 |
النخبة بصفة عامة ،هي التي ساهمت و تساهم، وفي كل المراحل التي مرت بها أمتنا، إما تأبيد ما هو قائم و المساهمة في تدجين الفعاليات المتمرّدة داخل المجتمع، التي تئنّ تحت المنظومات السائدة وتريد التحرّر منه، أو تساهم في خلخلة مراكز التوازن التي يبحث عنها المجتمع و بالأخص بعد مخاضات التغيير أو ما بعد الانتفاضات أو ما بعد بداية الثورات. |
اقرأ المزيد |
الوطن.... الصيّادون والذئاب : العدد 17 - 2012/11/16 |
بعد الرابع عشر من جانفي، ﺫُكِرت لنا قصة ثلاث إخوة، من حاضرة تونس وما جاورها وما تابعها ،مختلفي التوجهات والرؤى والمنطلقات،اتفقوا ﺫات يوم من شهر أكتوبر(18) على مواجهة الاستبداد ،بالوسائل السلمية وبكل أساليب النضال ،من اجل دحره وإدخاله الجحر اﻠﺫي يستحق أن يكون فيه ، وبعد تشاور واﺧﺫ و عطاء، فيه التنازل الشيء الكثير والتعاطي الايجابي ، من اجل اﻠﺫهاب جميعا في نفس المسار و لنفس الهدف، لان المرحلة تتطلب ﺫلك ،وكان الإجماع وقتها، الدفع بكل الطاقات الممكنة، للوقوف جماعة ضد المستبد و بطانته ومشاريعه ،دون اختلاس النظر إلى السلطة ومراكزها ونفوذها، فالسلطة تغري وتغوي، والمال أيضا، ولهم من التاريخ نظر و عبر ، ولهم في يهوﺫا الاسخريوطي(الذي باع معلمه بأرخص الأثمان، فخسر الاثنين) نموذجا حاولوا جاهدين الابتعاد عنه، ولو أن فيهم، من كانت نفسه تختانه، ليمد حبل الود السري مع النُطٌاق والمتكلمين باسم المستبد الجاهل . لكن ولان الثورة جاءت على حين غرة، بعد تصحر خاله البعض موتا ويئس الآخر من فعل شيء ، دفع كل منهم من طاقته وعلاقاته لتأخذ الثورة مسارها وتبلغ مداها، لكن الملل تسرب للبعض منهم، وخصوصا وان لكل منهم توابع وزوابع ،فمنهم من حسم الأمر بان لا صلاح ولا إصلاح للفساد وان هذا النظام لا يٌصٍلح ولا يٌصلَح، وآخر اخذ العصا من بعد الوسط، لم يعطي شرعية لنظام فاسد، لكنه لم يدفع بكل طاقته، حتى لا يتحمل العبء الأكبر إن أخفقت الثورة، علما وان جراحه لم تندمل في ذلك الوقت، والثالث حاول أن يدخل يديه إلى المغارة ويتواصل خلسة مع الاستبداد، ويمده ليلا من 13 جانفي بحبل سري للنجاة، على أن يتعهد الفساد بالإشراف على الانتقال السلمي للسلطة في 2014، مع علمه وخبرته بان هذا الفساد ليس له دين ولا عهد ولا وعد (وهل كان يوما للثعلب دينا). |
اقرأ المزيد |
لحظات شقاء : العدد 16 - 2012/11/02 |
ظننت مذ تخلى عني الأسى، ذات مساء. عندما ظهر الفجر في حبيبات الهواء. في ساحات الوطن الجميل المضمّخ بالدماء. وعندما سرق الطاغوت منا أحلى أمنيات العطاء و امتطى. صهوة طائرته يلف بها أفاق... ليخادعنا و يرجع إلينا و كأنه اغتسل بالتراب من غير ماء. |
اقرأ المزيد |
من رحم المعانات يولد وطن كالشهد : العدد 15 - 2012/10/19 |
هذا هو شعبنا ،تسلمه بورقيبة من الاستعمار،بعد جهاد اختلف فيه الأحياء والأموات.ووظفه لصناعة مخيلة جمعية ،اقتربت كثيرا من الرموز الأسطورية الإغريقية. حاول أن ينقل الشعب ،وبكل ما أوتي من ذكاء، وحس براغماتي ،ودهاء سياسي، وخطب موغلة حد النخاع، في النرجسية والوصف الذاتي،والانزياح بها على الحالة الشعبية(يعتبر نفسه المخلص لها من دونيتها)، إلى مربعه الفكري ونموذج دولته الحديثة،ذات الجسد الذي ينمو في إطار وتربة مشرقية و تاريخ ذي مرجعيات حضارية وعقل هواه وقبلته سياق فلكلوري متغرب . وكان الإنسان، ولحداثته، وجب عليه الالتحام قسرا، عضويا و حضاريا ،بالغالب فيما بعد الولع به ، وبمجرد دراسة قيم ومرتكزات هذا النموذج. |
اقرأ المزيد |
نداء الوطن : أين الحكماء.....؟ : العدد 12 - 2012/09/07 |
تمر البلاد بمرحلة حساسة وانتقالية، تفصل بين عقود من الإفساد والفساد، عقود من إضاعة للطاقة وإهدار للثروات، أُخْضِع فيها الشعب كلــــه، شبابـــه و كهوله وشيوخــــه وحتى أطفاله لجملة من التجارب المسقَطـــة، وكأنــــــه، كائن مختبـــرات. مرّت به المراحـــل، تحرّرٍ من استعمار قُتل فيه كل شيء، حتى صناعة الحياة، ثم تتالت عليه التجــــارب، تتـــــرى، كل عقــــد أو نصف عقـــد، و كـــل مـن رأى في نظرياته حلاّ، طبقهــــا على الشعب المسكين دون استشـــارة أو تمحيص. رغم كل العثرات، انتقلوا به، من تعاضد شبه اشتراكي، إلى شكل مشوّه من الليبرالية إلى اقتصاد سوق، استباح السوق والأجساد و الأرواح، وساق الشعب أمامه، ثم استراح. |
اقرأ المزيد |
رسالة إلى الرفاق: بكل محبة : العدد 11 - 2012/08/24 |
السلام عليكم خضتم الصراعــــات مع التيــــــار الإسلامي في الجامعـــة، أكثــــر مما خضتموه مع السلطة الاستبدادية، وكنتم فيما مضى، تختارون استبداد سلطة قمعية جاهلة ،على استبداد تيار إسلامي متوهم، مبني في الأذهان فقط، آو متناقل من تجارب الغير، وبقيت الثقة معدومة بينكم وبين هذا التيار الأصيل، الذي يعبر عن قطاع هام من المجتمع ،ورغــــم اقتناعكم التــــام وفقا لنظرياتكم في الصــــراع، أن القمع والاستبداد السلطوي زائل، عاجلا أم آجلا، فان البعض منكم، تخندق معه، ليسدّد السهام للطرف الأضعف اجتماعيا وسياسيا، لكنه الأغنى شعبيا وتنظيميا، والشواهـــد كثيرة، بداية من انتخابات الجامعـــــة قبل 1990 إلى الانتخابات التشريعيــــة في 1989، إلى مرحلة المحنـــــة والوقوف علــــى الجمر بدايــــة من 1990، أين وسعت السجون والمهاجر، لتبلع في غياهبهـــا أكثر من 40.000 مواطن تونسي، بين سجين ومشرد ومهاجــــر، ما لم تشهده تونس عبر كل تاريخها، ورغم ذلك، ورغم الحالة التجاوزية التي مارسها هذا التيار، في العفو والمسامحة، والانتقال إلى ما هو أهـــم بالنسبـــة للشعب بعد الثورة، ورغـــــم أن الشعب التونسي، قال كلمته، وعبر عن اختياره، في انتخاب حر، ديمقراطي ومسؤول، لم يعشه التونســـي من قبــــل ومن بعــــد، فان قطاع هام منكم ،ومن هوّل الصدمة الصندوقية ،كما الصدمة سنة 1989، لم يقتنع ،وبقي يعيــــــــــش في حياة و أوهام نموذج افتراضي، يجانب الواقع ولا يدخله ،وبقيت تحاليله لأسباب عزوف الناس عــــــن مشاريعكم، تآمريــــة، ويرمون أسباب إخفاقاتهم على كاهل الآخرين وكاهل برامجهم الناجحــــة، او على كاهل أحكـــــام ومنظومات كانــــــوا أول المساهمين في تأسيسهـــــا وتزكيتهـــا، عساها تمكنهـــم، بالتحايل بالقوانين، من بعض مكاسب، ومن ثم بعض مقاعد، وإذا بها تصب ويا لخيبة المسعـــى، في جراب النهضة والمؤتمر والعريضة، فكأنما قالت النهضـــــة لكــــم، أين ما تصب القوانين وتصنع ،فخراجها راجع إليها. ولم يفلحوا أبدا، في فك ”شيفرة“ هذا التجانس بين النهضة وتطلعات الشعب، فهل لترضوا عنها يجب أن تتخلى عن مبادئها ومنطلقاتها ومرجعياتها. |
اقرأ المزيد |
جيل الاكتواء المركب،، بعضه فوق بعض،، : العدد 10 - 2012/08/10 |
جيلنا.... ..... ولادته، زفت مع لحظات القطيعـــة الانتقاميــــة، ممــــن ادعى أنه أبانا، مع أسرار طوباوية بن صالح الاشتراكية . .....طفولته ،نمت بين أحضان ثور، استنسخ، من نهم تجربة نويرة الليبرالية. .....مراهقته، أينعت في ظل ثعلب، تجـــارب، مزالي المتنقل بمظلة ما تحت تنمية ريفية. |
اقرأ المزيد |
الحواريون المائة زائد 50 : العدد 9 - 2012/07/27 |
قائمـــــة الـ 100 لمجلـــس شورى حـــــزب حركـــــة النهضــــة تُقدّم للمتابع الكثير من الدلالات والاحاءات لتحليـــل البنيــــة الذهنية والفكرية والنفسيـــة لهذه الحركة القائـــــدة الآن والتي شغلت الرأي العــــام بحضورها الكبير من بداية الثمانينـــــات وان لم يكــــن من إبداعاتها فهو في جانب منه ممـــا يقدمـــــه لهـــا خصومهــــا الذيــــن يتعلقون بتلابيبها ويتشممون روائحها حتى وان كانت في نظرهم نجسة أو كريهة وهذا هو المأزق الحقيقـــــي الذي تصبـــــح وتمســــي عليــــه نخبتنـــا. |
اقرأ المزيد |
ديمقراطية الصمت والسمع والطاعة : العدد 8 - 2012/07/13 |
بشرتنا نخبتنا الحاكمة، وأبواقها المتعلمة، في الغرب والشرق، ومنذ التباشير الاولى للاستقلال، بدولة حديثة، عادلة بين أبنائها، سيادتها غير منقوصة، وتحكمها قيم، العدالة والحرية والديمقراطية. فملكناهم رقابنا، أرواحنا وأموالنا، وأعطيناهم، صكوكا، على بياض أحلامنا، ونمنا، نمني أنفسنا بغد أفضل، ونمو متسارع، وعدالة اجتماعية بارزة، وحكومة لشعب، لا شعب لحكومة. وأصبحنا، وأصبح السلطان دكتاتورا، وأصبح الشعب، رهينة، بين أنياب، الأجهزة التي تكاثرت، بطريقة التفرع والاقتسام، وأمست الأجهزة، ُشعب، واُلشُعبُ خلايا، تبيض وتفرخ بين جروح الوطن. وهكذا أنتجنا، وأنتجوا لنا، في شرقنا المفطوم حديثا، عن عبادة ولي الأمر والصنم، ديمقراطية فريدة من نوعها، اختصونا بها من دون الأمم، ديمقراطية، المشاهدة والمشاركة والمواكبة من بعيد، دون إحداث ضجيج، وان نسمع ونرى ،من غير أن نصدر أصوات الهمهمة والألم، أو الرفض والاحتجاج، لما ُيرى من الدجل، والطامة الكبرى، إن اعتصمنا، أو اضربنا عن الطعام من دون إذن الوالي المنتخب، وان كنا يوما، موافقين ومرحبين بالمشاريع، فلن يسمح لنا بالتعبير، إلا بمزمار وبندير من أجود جلود النعم، وان تكرموا علينا، وأعطونا صندوقا من خشب، فلن يكون إلا سحريا يبتلع الأوراق، خضراء وصفراء وبنفسجية، وما تحتها وما فوقها، لكنها في كل الحالات، تخرج من تلوين، حمراء، أو صناديق مختلفة، ُتجمعُ فيها الأموال، من اليتامى والثكالى، والفقير ،الصغير والكبير، كمصروف للوالي وحاشيته وبطانته، وتنمية مستدامة لأرصدته،" لان والينا، أدام الله عز والينا،لا أبقى لنا دنيا ولا أبقى لنا دينا" يسهر الليالي، ويزور الفيافي، من اجل أن يوفر لنا، الأمن والأمان، من الشبع والغنى، وقد علٌمنا، أن الغنى، هو، غنى النفـــس، وكل هــــذه النمـــاذج، هي عادات حسنة، ورثناها مــــن بدايــــات البنـــاء، وخبرناهـــا، أبا عن جد. وهي خبزنا اليومي، الــــذي يطعمنـــا إيـــاه والينــا، في كل أفراحه ومناسباته، وزمن مآسي سلطنته، حتى خلنا أنفسنا، كائنات، لا تستطيع العيش، بغير مزمار وبندير وصندوق عجب، يصدر لنا الأغاني والأشعار التي تمجد الصنم، وان حدث نشاز مرةً، أو خروج عن مألوفٍ، فإن النغم وقتها، يتغير ويتضخم، لتعويض، فائض حزن، ارتسم على ملامح وشوارع الوطن. |
اقرأ المزيد |
من وحي الوطن... إلى الطوائف الثلاث... : العدد 7 - 2012/06/29 |
إلى الذين قبضوا على الجمر أيام المحن ، رفقا بنا وبشعبنا فلسنا نحن من كنا ننفخ على اللهب كي يحترق الجلد قبل العظم ، فان صمتنا يوما على دلك فلم يكن جبنا أو خوفا وإنما لأننا لم نستقبل جيدا مبرراتكم وتحليلاتكم أوانكم لم تكونوا على قدر من الوضوح والصفاء حتى تقنعوا اغلب شعبكم برؤاكم . وان ساهم بعض منا، مع حمالي الحطب، ليشتعل الفرن أكثر، وتكوى بها الجباه والأنامل والعضد وفتح بعض آخر كوة في جدار الفرن لكي يزداد اللهب فقد كان غباء منهم وسعيا حثيثا للقرفصة بجانب الكرسي يترصدون فرصة للجلوس عليه ولو من باب التمني في الحصول على العسل من مؤخرة جعل اسود. |
اقرأ المزيد |
كيف نمر ...متى...؟ وما هوالثمن...؟ : العدد 6 - 2012/06/15 |
تربينا منذ نشأتنا، على قناعات، لم نرها يوما تتحقق على ارض الواقع إلا لماما ،يسارنا ،يميننا،إسلاميينا،عروبيينا، وليبراليينــا، من زمن، ونحن نعاني من الفوارق، جوهرية،منهجية وتربوية، بين ما ندرسه ونحلم به و ما نشاهده بأم بصيرتنا على ارض الواقــــــع ،لم نستطع يومــــا ، نحن ولا أجدادنـــا، أن نرى نوعا من التطابق بين التصورات والواقع في المجتمع، إن كان اجتماعيا، سياسيا، اقتصاديا ،وحتى تربويا ،نعاني انفصاما مستفحلا، وإخلالا في التركيبة البنيوية لأذهاننـــا من جـــراء التفاوت المريــــع بين ما نؤمن به وما نمارسه على ارض الواقع . نعيش الماضي معرفيا و ذهنيا ونعيش الحاضر واقعيا واجتماعيا ، نسائل الماضي عله يقدم لنا إجابات، لحاضر متقلـــب متشعـــب ومــوارب، نتســـاوق مع سياق يغرف من النقيض الذي نهـــرب منه ، نعاني ازدواجية في المزاج والخطاب والفعل ،نمارس الشيء ونقيضه دون أن يرف لنا جفن، ودون أن نحس بوطأته ،ندعو إلى أعمال و أفعال ورؤى ، و نمارس في الآن نفسه أضدادها . |
اقرأ المزيد |