لسعد الماجري |
حديث جديد في الأزمة : من أجل اٍعادة صياغة تجربة الوحي في التاريخ : 122 - 2017/08/31 |
كلمة أزمة في حدّ ذاتها كلمة مقرفة لأنّها تخفي في طياتها موقفــا سلبيــا من وضــع ما أو حادثة ما أو... نحن نتحدث عن العقل العربي ..هناك من يشير إلى أزمة هذا العقل وأنّه غير متحرّر بما فيه الكفاية وأنّه منغلق وأسير مناهج عقيمة في الفهم سواء تعلّق ذلك بالدّين وفهمه أو بالتفكير العقلاني عموما ووراء ذلك يربض موقف يقزّم العقل ويؤكّد على محدوديته. وهناك أيضا من لا يؤمن أصلا بوجود عقل عربي فضلا عن الحديث عن أزمته ويؤكّد هذا الموقف على غياب العقل العربي فهو عند هؤلاء لم يتشكّل بعد ولم يتّخذ له منحىً أو تمشّيًا واضح المعالم. |
اقرأ المزيد |
من لقاء ابن رشد وابن عربي إلى منهج برهاني عرفاني : 120 - 2017/07/06 |
نبدأ حديثنا من التوغّل في تراثنا الزّاخر قصد البحث عن ينابيع مثرية ومنارات للعصر نستمدّ منها روحا جديدة قد تعيننا على فكّ بعض الرّموز الدّالّة في موروثنا التّاريخي والحضاري وثروتنا القوميّة. ولكنّ هذا البحث لا يمكن أن ينطلق من التّراث فذلك معناه تسبيق الماضي على الحاضر، وإنّما الانطلاق يكون من الواقع المعاصر والذي تسود فيه اليوم روح العصبيّة والتطرّف والفكر المنغلق على ذاته والذي يرى نفسه ناطقا باسم الدّين وذائدا عن حماه واصما من خالفه بالكفر والزّندقة والمروق عن الجماعة. |
اقرأ المزيد |
من أجل قراءة براجماتية جديدة لتراثنا الزاخر : 119 - 2017/06/01 |
اٍنّ تراثنا الفكري والدّيني زاخر بالأحداث والتّناقضات الكبيرة التي استمرّ تأثيرها ولا يزال على الإنسان العربي المعاصر وعلى كافّة المسلمين بصورة عامّة. ذلك التّراث لا يمكن حصره في النّص القرآني الذي هو موجود بين دفتي كتاب ولكنّه يتعدّاه إلى الحديث النّبوي الشّريف وأيضا للحديث القدسي الذي هو كذلك كلمات الله معنى وألفاظ الرّسول الكريم مبنى. ثمّ من بعد ذلك يمتدّ التّراث إلى كلّ ما أحاط بذلك النّص الدّيني (أي القرآن والحديث الشّريف) من تفاسير وشروح أخرى وأفكار وعلم كلام ومواقف فلسفيّة أيضا اتّخذت من ذلك النّص الدّيني الأول في الدّرجة محورا لها تدور حوله من أجل فهمه وتأويله «التّأويل الصّحيح». |
اقرأ المزيد |
تونس في المحكّ : نحو رسملة التجارب المتراكمة حول الإرهاب : 104 - 2016/03/17 |
في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها بلادنا بعد العملية الإرهابية بمدينة بن قردان الجنوبية والتي راح ضحيتها قرابة ثمانية عشر بين عسكريين وأمنيين ومدنيين والذي تكبّد فيه الإرهاب الداعشي ضربة قاسية على أيدي جنودنا البواسل بعد قتل قرابة 42 ارهابيا والقبض على 7 آخرين منهم وهذه حصيلة ثقيلة عليهم تعترينا مشاعر مختلطة من الألم والأمل : ألم على ضحايانا البررة وأمل في المستقبل بعد أن أثبت الجيش والأهالي أنّهم كانوا سدّا منيعا أمام البربرية والتوحش الداعشيّ! |
اقرأ المزيد |
النموذج النبوي أم عيد الميلاد؟ : 98 - 2015/12/25 |
وهذا عيد ميلاد جديد يحلّ على الأمّة العربية والإسلامية، عيد ميلاد خير البشرية محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي. فماذا أثّر فينا مقدمه وحلول بشائره من جديد علينا؟ وقد نتساءل أيضا ماذا أثّر علينا مجيئه سنوات عديدة تلت؟ الحقيقة أو الإجابة عن هذا التساؤل وغيره كثير نجدها في الوقائع التي أمام أعيننا دون تلفيق أو تنميق: |
اقرأ المزيد |
حفريات في إبليس : 91 - 2015/09/17 |
وأنا أطالع بعض الكتب الدّينية التي تتحدّث عن «ابليس» والتي تخاطب المسلم المعاصر وتنبّهه إلى الخطر الذي يحيط به من كل الجوانب، تبادر إلى ذهني البسيط مدى الدّور الكبير الذي يسقطه الفكر الإسلامي القديم على «الشّيطان الرجيم». هذا الكائن الذي تتفاوت الكتابات القديمة، وبعضها جديد قديم، في تفسيره وبيان أخطاره فهو كائن ذو خصائص عديدة متعدّدة : |
اقرأ المزيد |
المشروع الإسلامي وأزمة السياسة : 69 - 2014/11/13 |
هدف هذا المقال هو محاولة نقد مشروع الإسلام السياسي والبحث عن تأسيس منحى ووجهــة جديدة ثقافية تجمــع كل من يؤمن بالمشروع الحضاري الإسلامي كحلّ لمعضلات هــذا العصــر، لا يختزل المشروع الإسلامي بطم طميمه في البعد السياسي ويكون ذا بعد تقدميّ لا رجعيّ. اٍن مشروع الاٍسلام السياسي والذي ساد منذ ظهور حركة الاٍخوان المسلمين في مصر وبعض من الدول العربية الأخرى مثل سوريا والأردن والجزائر والمغرب وموريتانيا والسّودان وغيرها كثير مما أسمى نفسه تارة الاٍخوان المسلمين أو الاخوان الطلائع أو الشبيبة الاسلامية أو الجماعة الاسلامية وببعض الاختلاف ظهرت كذلك حركة الاتجاه الاسلامي في تونس والتي تطورت فيما بعد في شكل حركة النهضة. لعلّ مجمل هذه الحركات رغم اختلافاتها الفكرية والتنظيمية تشترك في جملة من الخصائص تجعلها في نفس التصنيف رغم أننا لا نحبذ عادة اٍصدار المواقف التجميعية ومبدأ التعميم لأنه يجهض الدراسة العلمية ويضفي عليها نوعا من المصادرة واستباق النتائج قبل البحث الرصين والمتزن. |
اقرأ المزيد |
في الديمقراطية التونسية الناشئة (المال السياسي الفاسد: من يشترينا اليوم سوف يبيعنا غدا ) : 67 - 2014/10/16 |
هبت رياح التغيير على بلادنا منذ بضع سنوات نحسبها تجربة جديدة تستحقّ عناء الدراسة والتشجيع. لن أتحدّث عن الثورة والثوريين الجدد منهم والقدماء، الصادقين والثورجيّين المتحذلقين. ولكن سوف أتحدّث اليوم عن التجربة التونسية كنموذج فريد في الوطن العربي برجالاتها الصادقين ونسائها الصادقات. |
اقرأ المزيد |
الشبكات الاجتماعبة: أساليب الهيمنة واستراتيجيات الدفاع : 66 - 2014/10/02 |
منذ سنوات نعيش على صدى اقتحام الشبكات الاجتماعية حياتنا البسيطة فهذا الفايسبوك الذي أضحى بدون منازع حجرة من حجرات البيت ومن وراءه يقف اليوتوب وتويتر ومن خلفهم «فياديو» و«لنكداين» و«واين» و«زوربيا» الخ الخ ... والقائمة طويلة تتصارع على خطب ودّنا، اٍنّها تتفنّن في استهوائنا ونشر ما لذّ وطاب من الأخبار والنّشريات السّياسية والاقتصاديّة والعلميّة والفنيّة وحتى الجنسية الاٍباحيّة الخ.... |
اقرأ المزيد |
من أجل فهم الإرهاصات الدينية ما قبل الوحي : 65 - 2014/09/18 |
تروي لنا نفس المصادر التّاريخيّة أنّ التثليث بات العقيدة الرّسميّة للكنيسة بعدما ظهرت بعض التّيارات الدّينية من داخل الفكر المسيحي تدعو إلى التّوحيد كأصل ثابت في الدّين المسيحي. 1.تنوّع عقائد المسيحية لقد تنوّعت العقائد الكنسيّة داخل الفكر المسيحي تنوّعا كبيرا يدعو الى الحيرة وهي أساسا أربع عقائد تدور حول طبيعة المسيح وعدد الأقانيم : أ- ونذكر من هذه التيارات ما سمي «بالأبيونيّة» (Ebionismes) واعتبر المتّبعون لهذا المنحى الدّيني «بالأبيونيّين» (Ebionistes) وكان هؤلاء القائلون بالتّوحيد أي «الأبيونيون» هم أناس قالوا ببشريّة عيسى عليه السّلام فهو إنسان بارّ وأقاموا نواميس الختان وأقاموا السّبت كما كان يفعل اليهود أي لم يخرجوا عن نواميس الله حينئذ واستمسكوا بالدّين القيّم وأنّ المسيحيّة ما هي إلاّ استمرار لدين موسى واعتمدوا على إنجيل «متّى» الأقرب إلى النّاموس القديم وتجاهلوا الأناجيل الأخرى. ب- نذكر كذلك الفرقة «الأريوسية» والتي تعتبر الاٍمتداد الطبيعي للفرقة السّابقة ولكن أكثر إشعاعا لما اتسمت به من تأثير في البنية الفكريّة والدّينيّة والسّياسيّة للمجتمع المسيحي وهي تنسب إلى «آريوس» (ARIUS) وهو من رجالات الدّين المسيحي ولد سنة 270م، كان مهتمّا بدراسة الفلسفة اليونانيّة وقد درس في مدارس إنطاكية بشمال سورية وقد عرفت تلك المنطقة بانتشار الفلسفة اليونانية ثم تحول فيما بعد إلى الإسكندرية حيث توجد أهم كنيسة قبطيّة قديمة والتي تأسّست منذ 42 م أي أقدم كنيسة في المنطقة، فاحتل مكانة كبيرة فيها وأصبح أسقفا. وهي نفسها الكنيسة التي ظهر فيها من قبل الأسقف «أوريجان» من سنة 185 م إلى سنة 254 م وهو ذلك الأسقف الذي احتك من قبل بالفكر الفلسفي اليوناني وتعاطف مع الفكر الأفلاطوني القديم الذي ظهر قبل الأفلاطونيّة المحدثة ويقول ذلك الفكر الأفلاطوني القديم بالإله المتعالي عن كل شيء وباستقلاله عن المادّة في حين قالت الأفلاطونيّة المحدثة بوجود الوسيط بين الله والعالم. ولقد تأثّر «أوريجان» بهذه النّظرة وقال باستقلال الله عن الأشياء وأنه المطلق الذي ليس كمثله شيء وأن عيسى ابن مريم لا يمكن من هذا المنطلق أن يكون ذا طبيعة إلهيّة. لقد تأثر «آريوس» بفكر «أوريجان» فهو دارس للفلسفة اليونانية كما «أوريجان» وهو أكثر حدة من «أوريجان» كونه تبنى فكر «أوريجان» وانتقل به إلى مساحات أوسع ونشر فكره بين رجال الكنيسة نشرا كبيرا إلى حدّ أن أفرز أزمة حقيقيّة في الكنيسة الرّسمية. انقسم الناس (323 م) آنذاك إلى مؤيّد للفكر الأريوسي والى رافض له، تطلّب قرارا رسميا من طرف الكنيسة وكان ذلك زمن حكم «قسطنطين العظيم» (Constantin Le Grand) فانتظم مجمع كهنوتي كبير (سنة 325 م) لمناقشة هذه الأزمة التي استمرت طيلة سنتين (من 323 إلى 325) في داخل الكنيسة والمجتمع. انتهى هذا المجمع إلى اعتبار عقيدة التثليث عقيدة رسميّة والفكر التّوحيدي عموما شيئا مرفوضا واعتبر أتباع «آريوس» مارقين عن الدّين الصّافي وفرقة ضالّة. لم يثن هذا الموقف «آريوس» عن مواصلة الدّعوة التوحيديّة داخل الدّين المسيحي. ولقد كثر أتباعه فاجتمع من جديد مجمع كهنوتي (سنة 381 م) في قسطنطينيّة واعتمد قانونا للإيمان ينبني على عقيدة التثليث ومحاربة العقائد الفاسدة الأخرى وطرد «آريوس» من الكنيسة. واصل «آريوس» نشر أفكاره خاصة في مجال الشرق في سورية وفلسطين والعراق ونجح في كسب الكنيسة الاٍسبانيّة مرحلة من الزّمن ولعلّ ذلك يفسّر نوعا ما كيف أنّ اسبانيا دخلت في الدّين الإسلامي بطريقة أسهل من غيرها على يد طارق ابن زياد (سنة 711 م أي 92 هجري). لقد ذكرت المصادر العربيّة الإسلاميّة هذه الفرقة الآريوسيّة بتعاطف ودفاع عنها وسمي أتباعه بالموحّدين إلى حدّ أن بعض العلماء المسلمين كابن كثير أسماه «عبد الله ابن آريوس» في كتابه «البداية والنهاية» كنوع من التقدير لهذا الرجل المسيحي. |
اقرأ المزيد |
ما قبل الوحي : إرهاصات ما قبل البعثة النبوية : 63 - 2014/08/21 |
لقد سبقت البعثة النّبوية الكثير من الإشارات سواء على مستوى الكتب السّماويّة السّابقة للقرآن أو على مستوى مقولات وشهادات أهل الكتاب من الرّهبان والأحبار أو على مستوى الاٍنتظار لظهور دين جديد والبحث عنه. 1. الكتب السماوية لقد ذكر لنا القرآن أن الرّسول محمد صلّى الله عليه وسلم جاء ذكره والتبشير به في الكتب السّابقة وبصورة ثابتة في التّوراة والإنجيل وهي الكتب السّماوية التي أنزلت على موسى وعيسى عليهما السلام. فلقد جاء في القرآن قوله تعالى في سورة الأعراف : «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ»( الآية 157 ) وقوله في موضع آخر من القرآن في سورة الصف : «وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ»(الآية 6 ). ولقد جادل القدماء والمعاصرون من أهل الكتاب من يهود ومسيحيّين في هذه المسألة ورفضوا أن يكون هناك ذكر لمحمد في كتبهم وعزوا ذلك (1) إلى أن الآية الأولى «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيل» لا تدلّ على أنّ التوراة أو الٍانجيل احتويا أي دليل على هذا وهي حسب رأي الكاتب المسيحي في صفحة الأنترنيت التي ذكرنا اٍنما نقلت خطأ عن التوراة والتي ذكر فيها النبي الآتي أي تقصد النبي الآتي بعد موسى أي عيسى عليه السلام وليس محمدا وذلك الخطأ حسب قوله يعود إلى أن الكتابة العربية فترة جمع القرآن كانت غير منقوطة فنقلت هكذا من التوراة «النبي الآـى» ولم تنقط التاء وقرأت فيما بعد «الأمّي» ثم يضيف أن العادة في القرآن أنه يتّصف بالتكرار والمفروض أن نجد هذا اللفظ «الأمّي» مكرّرا والحال أنّنا لا نجد ذكر هذا اللّفظ « الأمّي» اٍلاّ في هذه الآية وهي على هذا الأساس أدخلت في القرآن زمن جمعه. والرّد على هذا التجنّي سهل جدا ويسير إلى أبعد الحدود وهذا الكلام لا يقنع اٍلاّ من كان في قلبه مرض. أوّلا هذه اللّفظة لم تبرز في مناسبة واحدة في قرآننا الكريم واٍنّما في العديد من المناسبات والآيات سواء في صيغة المفرد أو الجمع. نذكر مثلا قوله تعالى في نفس سورة الأعراف: «فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ» ( الآية 158 ) وفي سورة آل عمران يقول تعالى : «وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ» (الآية 20) وفي سورة البقرة يقول تعالى جل شأنه «وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ» (الآية 78)...الخ وقد وردت وتعدّدت في القرآن فنردٌ بهذا على حجة عدم التكرار، فها هي قد تكرّرت الكثير والكثير. أما قوله بأنّ اللّفظة نقلت من التوراة وأضيفت إلى القرآن زمن جمعه فهذا نردّ عليه بأنه لا يوجد أي دليل علمي على النقل ثم اٍنّ القول بحجّة عدم التنقيط في اللّغة العربيّة المكتوبة تلك الفترة فذلك يصحّ على كل الكلمات وليس على لفظة «الأمّي» فقط ولا نفهم لماذا وقع الاٍختصار على هذه اللّفظة دون غيرها، فٍاذا قبلنا جدلا هذا القول فالمفروض أن نجد كثيرا من الألفاظ المنقولة من التوراة أو غيرها وقع نقلها خطأ إلى القرآن والسبب هو الكتابة غير المنقوطة ولكن هذه حجّة واهية أيضا كغيرها تتهافت بسهولة ويظهر للعيان تهافتها. أما أنّ النقل لهذه اللّفظة «الأمّي» وقع أيّام جمع القرآن فقراءتنا للفترة التاريخيّة تثبت لنا أنها تقابل حقبة الاٍنتصارات والفتوحات الإسلاميّة ولا حاجة ملحّة للمسلمين حينئذ للنّقل من التّوراة أو غيرها من الكتب،فهم لم يكونوا مستضعفين أو في مواجهة فكريّة مع أهل الكتاب في حين كانوا في الفترة المكّية قبل الهجرة أو إبّان الهجرة إلى المدينة في مواجهة ومناظرة مع يهود المدينة. وهذا يسقط أيضا هذا الاٍتهام الذي لا مؤيد علمي له. |
اقرأ المزيد |
في المحيط الاجتماعي والديني لنزول الوحي : 61 - 2014/07/24 |
إن أهم نقطة في هذا المقال الجديد هي عدم الانخراط في زاوية النّظر التي اتّبعها القدماء والمحدثون فيما يخصّ المحيط الذي تنزّل فيه الوحي ونعته بأسوأ النعوت على مستوى الجهل أو ما سمّي بالجاهليّة. وإنّما التّدقيق في تلك المرحلة التّاريخيّة ومحاولة الإحاطة العلميّة بها دون السّقوط في التّعميم أو محاولة التّعتيم على مجموعة من الايجابيّات. |
اقرأ المزيد |
في المحيط الاجتماعي والديني لنزول الوحي : 61 - 2014/07/24 |
إن أهم نقطة في هذا المقال الجديد هي عدم الانخراط في زاوية النّظر التي اتّبعها القدماء والمحدثون فيما يخصّ المحيط الذي تنزّل فيه الوحي ونعته بأسوأ النعوت على مستوى الجهل أو ما سمّي بالجاهليّة. وإنّما التّدقيق في تلك المرحلة التّاريخيّة ومحاولة الإحاطة العلميّة بها دون السّقوط في التّعميم أو محاولة التّعتيم على مجموعة من الايجابيّات. |
اقرأ المزيد |
من الوحي إلى المقروء (أو مسألة الأحرف والقراءات المتعدّدة للقرآن) : 59 - 2014/06/26 |
نتحدّث في هذه المقالة الجديدة عن الوحي مرّة أخرى. ذلك أن الوحي يمثّل حسب رأينا الظاهرة الأهمّ في تاريخنا والذي حكم تطوّرنا الذّهني والعقلي والممارساتي. فهم ظاهرة الوحي وتشكّله في المخيال الاجتماعي العربي والإسلامي عموما هو، حسب رأينا، مدخل ضروري لفهم النّص والتّعامل معه ومن ثمّ الإقلاع الحضاري المنشود لأمّة رزحت سنين عدّة في التّخلف والجهل وساد فيها فهم غير متقدّم للنّص القرآني. من أهمّ القضايا أيضا فهم مسألة تعدّد القراءات للكتاب الواحد. فبعد أن بيّنا في مقالنا السابق كيف أن الوحي وقع جمعه بطريقة علميّة حازمة وبعد أن تثبّتنا في صحّة الكتاب الذي هو بين أيدينا ضمن رسم عثماني متّفق عليه منذ زمن الخليفة عثمان رحمه الله، نتلمّس اليوم محاولة لفهم ظاهرة تعدّد القراءات ضمن المقروء الواحد. |
اقرأ المزيد |
من الوحي إلى القرآن(أومسألة جمع القرآن) : 56 - 2014/05/15 |
إن الهدف من هذا المقال هو الاستمرار في تبيان المسار التكويني للقرآن الكريم فلقد تعرضنا في مقالات سابقة إلى التسميات المختلفة في الزمان للقرآن من ذكر إلى تذكرة إلى حديث إلى قرآن ثم إلى كتاب تباهي به أمة الإسلام الأمم الأخرى من أهل الكتاب. وتحدّثنا عن أن الوحي كان لصيقا بالتاريخ أي بالواقع وبالظروف التي يتنزّل فيها مطابقا ومستجيبا لحيثيات هذا الواقع وتلك الظروف. ثم ألمحنا فيما سبق إلى أن الدراسة التكوينية للقرآن الكريم لها أهداف خاصة بالمجال العربي والإسلامي تختلف فيها عن الدراسة التكوينية التي قام بها مفكرون وباحثون غربيون في كتبهم من أناجيل وتوراة والتي ذهبوا فيها إلى حد اكتشاف مدى التحريف الذي نال من نصاعة كتبهم عبر أزمنة كتابتها. ولقد تطرقنا بإسهاب إلى أن كتابنا العظيم القرآن الكريم يختلف كثيرا عن الكتب الأخرى من نواح مختلفة كمدّة وطريقة جمعه وكتابته وكيفية قراءته وترتيله ومناهج تفسيره وكيف أن الله عز وجلّ تكفّل بحمايته من الزيغ والبطلان. واليوم نتطرّق بإذن من الله وتوفيقه إلى مسألة على غاية من الأهمية وهي مسألة جمع القرآن والتي تفسّر طريقة تحوّل الوحي إلى نصّ مكتوب ضمن الرسم العثماني الذي هو عليه الآن. |
اقرأ المزيد |
الوحي داخل التاريخ: التسميات المرحلية التي سمّي بها القرآن عبر نزوله : 55 - 2014/05/01 |
لقد تحدثنا في المقالة الفارطة عن الأهداف المرجوّة من الدراسة التكوينية للقرآن الكريم ورأينا بأنها متعددة تخصّ مثلا : * ما هي التسميات أو المصطلحات التي اتخذها القرآن عبر صيرورة نزوله؟ * ما هي علاقة هذه التسميات بمراحل تشكّل الكتاب ومراحل تشكّل الوعي بالكتاب لدى المسلمين الأوائل؟ * فهم طريقة جمع القرآن في مصحف (من جمعه؟ في أي مرحلة؟ من أين وكيف جمعه؟ وكم دامت فترة جمعه؟) * ما هي مسألة القراءات المختلفة وهل لها تأثير كبير في معاني القرآن؟ * ترتيل القرآن كطريقة محبذة للقراءة. إن كل هذه الأسئلة هامة ووجب علينا الإجابة عنها وسنحاول في هذا الجزء البسيط استخلاص النتائج مّما توصّل إليه البعض من المفكرين في هذا الحقل وعلى رأسهم المفكر المغربي المرحوم محمد عابد الجابري في بحثه القيم ذاكرين مواقفنا في هذا المجال ونحن ندفع نحو استكمال المهمة لتسطير معالم هذا المشروع للدراسة التكوينية للقرآن الكريم تربط فيما بعد مع الدراسة الانطولوجية التي نهدف لها كما أردفنا مرارا. |
اقرأ المزيد |
في جدوى الدراسة التكوينيّة للقرآن الكريم : 54 - 2014/04/17 |
إن دراسة القرآن من الوجهة التكوينية أي البحث في مساره التكويني لم تحظ بالجانب الأوفر من الاهتمام ويعود ذلك حسب رأينا إلى جملة من العوائق المعرفية ضمن مجال الثقافة العربية عموما وفي إطار الفكر الإسلامي خصوصا : (1) أما العائق الأول فهو اعتبار أن هذه الأسئلة مستجلبة أصلا من داخل الفكر الغربي وأنه فيما يخصّنا، فلا حاجة لنا لمثل هذه الأسئلة التي لا يتأتى منها إلاّ الأذى لديننا ولكتابنا الذي جمع فأوعى، وهو كتاب لم يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه. وهذا الكلام في جملته إن أمكن لنا تسويقه في الداخل الحضاري، لا يمكننا أن نقنع به الآخر الذي لا يرى أي مانع في دراسة كتب الإنجيل أو التوراة من الزاوية التكوينية وهذا غير غريب على الفكر الغربي وذلك لسببين أساسيين: أ- هو أن الكتب التي هي موضوع الدراسة التكوينية تنسجم أساسا مع مثل هذا النوع من البحث، فمثلا التّوراة وقعت كتابتها في البداية من طرف النبي موسى عليه السلام نفسه الذي بوحي من الله أمره أن يكتب ما سمّي بسفر التكوين، ثم واصل كتابته بالوحي أربعون كاتبا من مختلف الأجيال وذلك لمدة راوحت الألف وستمائة سنة. في نفس السّياق لا نجد إنجيلا واحدا وإنما أربعة أناجيل على الأقل تروي ما نقله أصحابها من سيرة السيد المسيح عليه السلام، فهي تحاكي كتب السيرة النبوية عندنا وكلمة إنجيل تعني أساسا «البشري». هذا كلّه يؤيد المسعى الذي ذهب إليه الكثير من الباحثين في الغرب أو من المستشرقين في دراسة تكوين هذه الكتب وكيف كان مسارها عبر التاريخ. |
اقرأ المزيد |
ملامح منحى أنطولوجي للتعامل مع النصّ القرآني : 53 - 2014/04/03 |
يتّفق أغلب المسلمين في كل أرجاء المعمورة على أن القرآن ككتاب مقدّس هو أثمن ما أنزل على الرّسول الكريم محمد (ص). وأن هذا الكتاب يمكن اعتباره أهمّ كنز للأمّة الإسلاميّة. فهذه الأمّة إن أخذت بتعاليم هذا الكتاب الكنز تقدّمت ونمت وإن تناسته وقعت في الجهل وأحاط بها التخلّف من كل جانب. ثم إنّ هذا الكتاب كان ولا يزال مصدر استلهام لرجال هذه الأمة اللذين ما انفكوا يجدون بين طيّاته تحفيزا على النهوض ضدّ الاستعباد والقهر وتحريضا على الثورة في وجه الغاصبين. فكان هذا القرآن صمّام أمان لهذه الأمّة وملاذا لها سواء في فترات الفتن والمحن أو غير بعيد ضد المستعمر. |
اقرأ المزيد |
ضرورة منحى جديد للتعامل مع النص القرآني : 52 - 2014/03/20 |
إن كل متطلع إلى حال الأمّة العربيّة والإسلاميّة اليوم يرى بوضوح مدى التأخر في العقليات ومدى التخلف في الممارسات – فليس هذا حال المسلمين الطبيعي – فلقد عرف المسلمون في تاريخهم عصورا راقية من الحضارة والنضارة – يتفق الجميع يمينا ويسارا على أن الوضع الرّاهن وضع مرضي وغير صحّي بالمرة. فالمسلمون مشتتون متصارعون وضعفاء. والغرب الأوروبي والأمريكي بتحالف مع قوى أخرى طامعة له مصلحة كبرى في تخلف هذه الأمة وتمزيق أوصالها. وهذا ليس نوعا من التفسير التآمري إذ نؤكد على أن هذه الأمة وهنت بشكل كبير ليس بعده وهن وتسارع الآخرون إلى التهام ما تبقى فيها من ثروات ومن مصادر طاقة. ثم إن العرب والمسلمين لم يقوموا بأي جهد لنهضة شاملة بل إن حكوماتهم سارعت دوما إلى إجهاض أي محاولة جادّة للنّهضة والرّقي بمصادرة الحريات – وساهم الوضع العالمي المحارب للإرهاب والمتخندق في خندق واحد ضد كل حركة مقاومة واصما إياها بالإرهابية وبالعنف. فسارعت كل التكتلات العسكرية والتحالفات السياسية إلى خنق كل صوت مقاوم- فتلاشى أمل هذه الأمّة في النّهوض من جديد إلاّ من بوادر بعض الإشارات المقاومة التي ما انقطعت هنا وهناك في فلسطين والعراق ولبنان...الخ ... حتى أن ثورات الربيع العربي الأخيرة لم تؤت أكلها كما كان منتظرا ووقع استثمار بعضها من طرف القوى المعادية للأمة. |
اقرأ المزيد |
الأحزاب السياسية في تونس : معضلة الانتقال من الكمّ إلى الكيف : 51 - 2014/03/06 |
من أهم مظاهر ما بعد الثورة أو ذلك الحراك الشعبي الذي أفرز شكلا جديدا من الفعل السياسي في تونس هو التشكّل الجديد لكثير من الأحزاب السّياسية وكذلك لعدد غير متناهي من الجمعيّات التي تعمل ضمن ما سمّي بالمجتمع المدني. لا شكّ في أن الصّراع السّياسي هدفه السّلطة وكرسيّ الحكم وهذا شيء مشروع وطبيعي. اٍذ أنّ الديمقراطيات تتّسم بالتّعددية الحزبيّة وهذا مظهر ايجابيّ حيث تحاول الأحزاب في تلك الديمقراطيات العريقة استقطاب المنتمين والأنصار ودفعهم للمشاركة السّياسيّة وللتأثير في القرار السّياسي وفي بناء الدولة. اٍلاّ أنّ الشيء الملفت للنّظر في بلداننا بعد موجة الثورات الغير مكتملة، أنه حصل نوع من الاٍنفلات السّياسي تمظهر في تضخّم عدد الأحزاب والجمعيّات التي تشكّلت والتي اختلفت وتشابهت أسماءها ولم تفهم الجماهير العريضة حول ماذا تشكلت هذه الأحزاب وما هو الاٍختلاف الحقيقي بينها. فالكلّ ينادي بالحرّية والعدالة والكرامة، والكل يلوّح بالديمقراطية والمواطنة والبعض الآخر يرتكز على الدّين كعاطفة شعبيّة تجمع حولها الكثير من الناخبين، وهنا تجد جملة من الأحزاب الإسلاميّة تشكّلت حول مشروع سمّي بالاٍسلام السياسي والبعض الثاني تكلّس حول «الايدولوجيا» ولم يستطع أن يتطوّر بنفسه لفهم الواقع الجديد والمعقّد بعد الثورة كجملة الأحزاب اليسارية المنهج والتي تدور حول الفهم الماركسي للسّياسة والتي خبرت العمل النقابي منذ زمن. وآخرون اصطفّوا حول المشروع القومي العربي والذي هو مشروع كلاسيكي وقع اختباره في العديد من الأنظمة العربيّة التي سادت قبل الثورات كما في مصر وليبيا وغيرها من البلدان العربية. ومن وراء كل هؤلاء ظهرت حركات أخرى ذات توجه ديني سلفي ووهابي لا تعترف بالعمل الديمقراطي ولا بالدّولة المدنيّة وإنّما ترى أن الحلّ واضح في الاٍسلام وتتّخذ الدعوة منهجا لها وتنادي بالقرآن دستورا وترفض أي تشريع خارجه وتتنظم سرّا ولكنها سرعان ما وقع اختراقها والاٍندساس فيها من أطراف أخرى داخلية وخارجية فانتقلت بعض فصائلها إلى الاٍرهاب تحت مسمّى الجهاد. |
اقرأ المزيد |