حديقة الشعراء

بقلم
الشاذلي دمق
إلى أين؟؟؟
 وبعد .. 
لا انفراج .. 
ولا انبعاث ..
إنما غياهب هي، 
وظلمات .. 
وضَنك إضافي
***
..  سأَمضي ..  
لن أستجدي البقاءَ منْ أحد.
فهذا الزَّمَنُ عبء على أكتافي
طويلٌ بلا آخر،
ضِرامه في أعطافي .. 
***
غدا .. غدا  .. 
يمشي اللّيل على جثّتي ..
 ويمرّ اللّيل على اللّيل
بلا نهار بلا ضياء 
..غدا ..
يتشرّد الحزن 
على الأرصفة والشّوارع
وتمشي أقداري في الطّرقات،
والحوافي .. 
***
لا مُقام لي في المدن الزّاهرة ، 
ولا في الكهوف الفاغرة أطيافي ..
***
ولا أثر حتّى في الآفاق السّافرة ..
 لا تبحثي،
فمن العبث القيافة  في الفيافي ..
***
 سأترك الأقدار تلتهب،
بعضها يذبح بعضْ ..
يسلخ بعضْ..
يقتل بعضْ .. 
إنّي عَيِيتُ من الفُرجة !!!
وما عدتُ قادرا أن أجعلها  من أحلافي ...
سأحضن نفسي،
وأُقبِّلها قُبلة الوداع
ها أنّي أتحسّس خرائط طِيني،
للمرّة الأخيرة قبل الغياب.
وأحتسي عَرَقي للإنسحاب 
وأتملّى في وجهي على كلّ مرايا التّاريخ  
 قبل الذّهاب لأقصى المنافي !!
 ***
سأعدم شهودي، 
كلّ شهودي .. 
وأدلق مَحابر النّسيان 
على كلّ التّراسيل ..
وفوق ألبُوم الصّور 
وشرائط التّسجيل ...
وسأُريق النّجيع النّاسف 
لكلّ الحضارات التي عبرت 
شرايين روحي!!! ..
سأنصِب المِقصلة لأقلامي
وسأبسط النّطع 
لكلّ آمالي وأحلامي ..
سأعلّق المشانق لكلّ أناملي،
وسأمزّق من مِعزفي...
آخر وتر،
وأُشَظِّي النّار في القوافي ...
ها هي مذكّراتي، 
ودفاتري الآن،
وأوراقي .. وأشعاري ..
وكلّ دُروبي وأشيائي،
دفائنُ،
وجِيَفُ مَوْتَى ترامت تحت أطرافي
***
كم هو مُنْهَك  آدَمُك  حوّاء ...
ولَكَم تجهلين كواليسي
.. فكلّ شيء هنا،
يأخذني،
يختطفني ..
يأسرني ويكتم أنفاسي ..
وحرائقي بلا دُخان ..
بلا زفير،
بلا مطافي ..
***
فإلى أين؟؟ وإلى أين؟؟
وافيني الآن إن شئتِ،
في عمائر الخراب والمنافي ..