د. مصباح الشيباني |
الصحيفة وتأسيس قيم المواطنة : 59 - 2014/06/26 |
إذا نظرنا إلى المواطنة من زاوية سياسيّة، فإنّنا سوف نجدها ذات تعريف جامع، خاصة من قبل المقاربات الكلاسيكيّة في العلوم السّياسيّة التي تنظر إلى المواطنة على أنّها مكانة اجتماعيّة مقنّنة قانونيّا»(1). أمّا مع المقاربة الاجتماعيّة الحديثة، فلم تعد المواطنة مفهوما سياسيّا خالصا ولا معطى قانونيّا صرفا، لكنّها أصبحت أيضا وبالأساس وسيلة للاندماج الاجتماعيّ والاقتصاديّ للفرد في مجتمعه. فالمواطنة أولا، هي عبارة عن آليّة للعقد الاجتماعيّ الذي يجسّد الإرادة العامّة(2). والدّولة هي المسؤولة عن ترسيخ هذه الإرادة العامّة. وثانيا، هي أداة لتحسيس الأفراد والمجموعات بالعيش المشترك في المجتمع الواحد وتعبيرا عن هذه الكينونة اجتماعيّا وثقافيّا وسياسيّا. والمواطنة أخيرا، هي عبارة عن «حركة تاريخيّة» تهدف باستمرار إلى توسيع مساحة مشاركة الفرد في الشّأن العام للمجتمع. ومن هنا أصبحت قيم الاستقلاليّة والمساواة في المكانة والمشاركة المدنيّة والسّياسيّة في شؤون الدّولة من أبرز أسس هذه المواطنة. فمقولة المشاركة محوريّة في مفهوم المواطنة وهي مرتبطة بالمسؤوليّة (la responsabilité) لأنّ المشاركة الإراديّة والحرّة والمسؤولة هي التي تؤسّس لقيام مواطنة فعليّة وعمليّة في جميع مناحي الحياة(3). |
اقرأ المزيد |
الصحيفة وبناء الدولة المدنية في الإسلام : 58 - 2014/06/12 |
يتبين من خلال نصّ «الصّحيفة» أنّ التجربة السّياسية للرّسول (ص) في المدينة قد قامت بإرساء مبادئ الدّولة المدنيّة التي تتوافق مع خصوصيّة المجتمع العربي في زمانه (بدايات تشكلّه كأمّة). ومن مظاهر هذا النّجاح في بناء هذه «الدّولة المدنيّة» أنّها بدأت حدودها تتوسّع في ظلّ حكم الرّسول (ص) وبعده، شمالا وشرقا وغربا، حيث ضمّت مختلف الأعراق والأجناس واللّغات والثّقافات دون تعارض أو تعصّب أو اقتتال بينها. فكانت هذه الدّولة هي «النموذج» الذي أرسى أسسه الرّسول (ص) ليس فيها أي تمييز بين سكّانها سواء كان على أساس العرق أو الدّين. بل إن الرّسول الأكرم (ص) قد قَبِل ودعا إلى التعايش السّلمي مع اليهود في أّوّل يوم دخل فيه المدينة، متّبعا قول الله تعالى«لكم دينكم ولي دين»(1). وهذا الحكم الإلهي أصبح مع السنّة النبويّة خيارا تشريعيّا. لقد كانت فكرة الدّولة خلال المرحلة المكيّة غائبة كليّا حيث لم يتضمن النّص الدّيني أو السنّة النّبوية الشّريفة أيّة إشارة إلى هذه الفكرة، ولم يتضمنا أية معالجة لمكوّناتها الموضوعيّة (كمنظومة التشريع) أو لأطرها الشكليّة (نظام الحكم أو جهاز السّلطة) (2) .أما في المرحلة المدنيّة فقد صار النّص التّأسيسي (القرآن) يسجّل الممارسات الفعليّة للجماعة المسلمة في علاقاتها الكليّة مع الجماعات الأخرى القبليّة والدّينيّة، وفي علاقاتها الدّاخليّة بين الأفراد والقوى الاجتماعيّة من خلال المعالجات ذات الطّابع التشريعي. وكان النّص الدّيني «المقدّس» يترجم حركة الواقع وهي تمضي باتّجاه الدّولة كفعل اجتماعي بحت، ولم يكن ينشئ هذه الحركة بتكليف آمر أو بإلزام صريح...ولم يتضمن أيّة إشارة إلى الدّولة ذاتها ككيان كليّ، أو إلى إطارها السّياسي، أو نظام الحكم وإدارة السلطة فيها(3). |
اقرأ المزيد |
الصحيفة أول دستور في الإسلام : 57 - 2014/05/29 |
في ظلّ التشريع الإسلامي حظيت مختلف الأقلّيات والأديان غير الإسلاميّة في المجتمع العربي والإسلامـــي بما لم تحظ به أقليات أخـــرى من حقوق وحرّيـــات في أي قانون وفي أي بلد في العالم. فقد استند الرّسول (صلى الله عليه وسلم) في تنظيم هذه العلاقــــة إلى القاعـــدة الربّانية التي وردت في قوله تعالى «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُـــمْ مِنْ دِيَارِكُـــمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ »(2). لقد حدّدت هذه الآية بشكل واضــح الأساس الأخلاقي والقانونـــي الذي يجب أن يعامل به المسلمون غيرهـــم، وهو البرّ والقسط لكل من لم يناصبهم العداء، وهي أسس لم تعرفهــا البشرية قبل الإسلام. وقد أرسى الرّسول (ص) هذه القيـــم بعد هجرته إلى المدينـــة من خـــلال وضع «الصّحيفة» لضمان التعايش بين مختلف مكونات المجتمع الجديد. وأصدق تعريف لهـــذه «الصّحيفة» هو ما قاله عنها ابن اسحاق:« وكتب رسول الله (ص) كتابا بين المهاجرين والأنصار، وادع فيها يهود وعاهدهم، وأقرّهم على دينهم وأموالهم وشرط لهم واشترط عليهم(3). فإلى أي مدى يمكن القول أنّ «صحيفة المدينة» قد أرست اللّبنات الأولى للدّولة المدنية ولقيم المواطنة في تاريخنا العربي والإسلامي؟ |
اقرأ المزيد |
ثلاثة أسئلة إلى النخبة (3) : 48 - 2014/01/24 |
إن الحراك السياســـي والاجتماعـــي الذي عاشتــه تونــــس منذ 17 ديسمبر 2010 هو أهم حدث عرفته بلادنا منذ الإستقلال، ولكن ظلت أهدافه غير متجانسة مع ما انجازاته. لأن الشروط الموضوعية لهذه الثورة مثل: الاستبداد وغياب العدالة والديمقراطية والبطالة والتجزئة والاستعمار..) كلها مجتمعة كانت أسبابا لهذا الحدث، ولكن بقيت الشروط الذاتية لنجاح الثورة في تحقيق أهدافها غائبة. لقد كانت ثورة بلا رأس وبالتالي افتقرت إلى الوعي الثوري وإلى القيادة الثورية الموحدة. ولهذا، ونتيجة لهذا الغياب سرعان ما تمكنت قوى «الرّدة» في الداخل والقوى الإستعمارية المتحالفة معها من الهيمنة على المشهد السياسي والاقتصادي والاعلامي..الخ وأصبحت هي الموجهة للأحداث، والحال أنه لا يمكن لأي فعل ثوري أن يكون تلقائيا أو أن يخطط له من الخارج. |
اقرأ المزيد |
الأمة في حاجة إلى «رجال مبادئ» وليس إلى حوار «الطرش» : العدد 47 - 2014/01/10 |
تمرّ أمتنــا العربية والإسلاميـــة بمرحلة تاريخية صعبــة، حيث يحاصرها أعداؤها من جميع الاتجاهات والمواقع ، وأصبح لصراعها مع الأعداء في الداخل والخارج أبعادا جديدة، ومضامين سياسية وأخلاقية مضافة إلى مضامين القضايا والمشاكل الأصلية من تخلف وتجزئة واستعمار..الخ. فتدنت معه المشاعر الإنسانية والقيم الوطنية إلى درجة أن تحول معها من كانوا عقلاء إلى مخبولين، ومن كانوا أمناء إلى لصوص وتجار في السياسة والدين. فباسم «الحرية» يتم تدمير كيان الأمة، وباسم «حقوق الإنسان» يتم تفكيك الدول وإبادة الشعوب، وباسم «الديمقراطية» يتم الاستنجاد بالمحتل. لقد كان السبب المباشر لهذه الثورة هو واقع الاستبداد والظَلم الذي هيمن على المشهد المجتمعي العربي. وكان الهدف الأول من الاحتجاجات هو بناء الديمقراطية والاعتراف بالمواطنة العربية وعودة سيادة الدولة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية..الخ. ومازالت أهدافها الكبرى هي استعادة روح الأمّة والدّفاع عن هويتها العربية والإسلامية وعن قيمها الثقافية والدّينية التي تعرّضت إلى التهديم المنظّم من قبل أعداء الأمة في الدّاخل والخارج معا. |
اقرأ المزيد |
هل يمكن الحديث عن جودة في التربية والتعليم في ظل «اللا معياري»؟ : العدد 39 - 2013/09/20 |
تعتبر البيئة المحيطة المجتمعية للمدرسة من أهم العوامل التي تؤثر في نسق اشتغال هذه المؤسّسة وفي نظام التواصل بين مختلف الفاعلين الاجتماعيين. والبيئة المجتمعية بمختلف عناصرها السياسية والثقافية والاجتماعية والإعلامية..الخ قد تكون عامل تطور ودفع نحو تحقيق الجودة والإنجازية لأهداف التربية والتعليم المدرسي أو عامل فشل وإحباط أوعطالة في تحقيقها. إنّ الصّراع داخل الحقل المدرسي له منطقه الخاص في كلّ مجتمع وفي كل مرحلة تاريخية، ولا يمكن تفسير خصائصه دون معرفة الخصائص السّياسية والثقافيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة المميزة لهذا المجتمع. ولكن في السنوات الأخيرة بدأت سلطة المدرسة وصورتها في المجتمع تتفكك شيئا فشيئا نظرا لتعدّد مصادر النّفوذ داخلها ونتيجة حالات الغموض التي ما انفكّت تتميز بها القوانين المنظمة لها. والأمر الخطير هنا يتعلّق أساسا بالمقام الموضوعي أو الحقيقي لهذه المؤسسة في المجتمع، وليس بموقعها أو دورها كما يراه أعضاؤها. فالتّصوّرات التي يقيمها أو يستبطنها المتعلمون عن المدرسة تمرّ حتما عبر رمزيّة هذه المؤسّسة ومقامها في المجتمع. |
اقرأ المزيد |
عندما تصبح خيانة الوطن وجهة نظر ! ! : العدد 38 - 2013/09/06 |
عندما نرصد ونتابع تغير الأحداث والمواقف السياسية في الوطن العربي خلال السنتين الماضيتين نقف عند حقيقة مؤكدة وهي أن بلادنا العربية قد دخلت في مسار تحول خطير وغير مسبوق، وأنه ثمة تغيرات سوف تحدث لا تتوقف على مستوى التغيير السياسي والحكومي أو انتخابات المؤسسات النيابية، ولا تتوقف في مستوى توتر العلاقات بين الفاعلين السياسيين فقط، وإنما أيضا، وهو الأهم والأخطر في رأينا، هو أن هناك تغيرات لافتة في المستويات الأخلاقية والقيمية السياسية، تغيرات خطيرة في مستوى أدمغة بعض السياسيين و«المثقفين» وفي أنسجة عقولهم إن بقيت لديهم عقولا. فهؤلاء القادة السياسيون بدأوا يدمرون شعبهم بأيديهم عبر إثارة الفتن والصراعات المذهبية والعقائدية الداميـــــة والمدمــــرة لوحدة الشعــــب والوطــــن. إنها من أصعب المراحـــــل التي تمر بهــــا أمتنا العربية حتـــــى بات لدينا اقتناع أن «خيانة الوطن» أصبحت وجهة نظر لدى هؤلاء، وما كان غريبا ومحرما سياسيــــا أصبح مألوفــــــا، وأصبح المعتاد والمباح غريبا وغير مقبول، ووجد أصحاب العقول النيرة والمبــــادئ السياسية الوطنية والقومية والإسلامية الرّاسخة أنفسهم غرباء في أوطانهم. |
اقرأ المزيد |
الحكومة التونسية و «السّلوك الرّيعي» في التنمية : العدد 33 - 2013/06/28 |
تمر البلاد التونسية بمرحلة تاريخية دقيقة لا تقبل التردد أو التلفيق في تغيير نظامها الاقتصادي والاجتماعي أي منوالها التنموي السابق والبحث عن نظام تنموي بديل له، ليس باعتباره مشروعا «ثوريا» فحسب، بل باعتباره ضرورة مجتمعية ملحة ومتأكدة. ولكن يبدو أن الحكومة التونسية المؤقتة قد قامت بمعالجة مشاكل التّشغيل والتهميش والفقر، ومن أجل امتصاص الضّغط المجتمعي الداخلي، عبر ما يمكن أن نسميه بـ «السّلوك الرّيعي»في التنمية، وهو السّلوك الذي يتنافى مع أهداف الثورة ومع الصالح العام ويكون مصدرا للفساد أيضا. |
اقرأ المزيد |
هل أتى هَامِش الثّورة في تونس على مَتْنِها؟ : العدد 32 - 2013/06/14 |
يبدو أنّ زمن الجدل السياسي قد تعطل وشارف على أن الانتهاء، وأنّ زمن الحوارات السياسية قد أفسدت قضية الثورة، فأصبحنا نسمع من حين لآخر عن « قاتل مجهول» يقتل «ضحاياه» من دون سبب مقنع وبلا هدف واضح. أما قادتنا السياسيين في السّلطة كما في المعارضة، فإنّهم أصبحوا منشغلين بهندسة مشروعاتهم السياسة «التآمرية»، وبتحقيق إنجازاتهم الحزبية والشخصية ليس أكثر ولا أقل. فكيف يمكن في مثل هذا المشهد السّياسي «المتعفن» أن تكون هناك «ثورة» بصدد الانجاز |
اقرأ المزيد |
تأثيرات وسائل الإعلام في الفعل التربوي المدرسي من وجهة نظر سوسيولوجية : العدد 31 - 2013/05/31 |
تعتبر البيئة الخارجية للمدرسة من أهم العوامل التي تؤثر في نسق اشتغال هذه المؤسّسة وتساهم في تشكيل فعلها التربوي والتعليمي وفي نظام التواصل وفي نمط العلاقات بين مختلف الفاعلين الاجتماعيين المنتمين إليها. فالبيئة المجتمعية بمختلف عناصرها السياسية والثقافية والاجتماعية والإعلامية..الخ قد تكون عامل تطور ونجاح للمدرسة أو عامل إحباط وفشل في تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية معا. وفي السنوات الأخيرة أصبحت وسائل الإعلام والاتصال مثلما ذهب البعض عبارة عن»الأولياء الجدد»(1) للطفل. أي تشكّل فاعلا رئيسيا للتنشئة الاجتماعية والثقافية ومنافسا كبيرا للمؤسسة التربوية في المجتمع. بل إنّ آليات التنشئة المدرسية أصبحت مفككة وهشّة ومحدودة بحكم اتساع شبكة الاتصال والإعلام المعاصرة التي ساهمت في تفكك الرّوابط الاجتماعية داخل هذه المؤسّسة وخارجها في ظل تنامي دورها الاجتماعي وتأثيرها في تشكيل الوعي وبناء المعرفة لدى الطفل (المتعلم). |
اقرأ المزيد |
فلسطين في ذكرى النّكبة وأخطاء حكّامنا العرب القاتلة : العدد 30 - 2013/05/17 |
لم يشهد العالم في تاريخه المعاصر حدثا استعماريا واستيطانيا بقرار أممي مثلما حدث في أرضنا العربية بفلسطين. فاعتراف منظمة الأمم المتحدة بقيام دولة «إسرائيل» في فلسطين كان حدثا تاريخيا فريدا من نوعه شكلا ومضمونا. ولأول مرة في تاريخ الدول والأمم يتم تأسيس دولة استيطانية عبر ما تسمى بـ«الشرعية الدولية». وهذه المسألة البسيطة والخطيرة في آن معا، ينبغي على شبابنا العربي والمسلم أن يقرأها قراءة موضوعية تقوم على أساس الوعي بالتاريخ حتى لا يتملكه الشك أو عدم الثبات في الدفاع عن حقه في استرداد أرضه المغتصبة في فلسطين. وإذا لم يستغل شبابنا اللحظة الثورية الراهنة، وإذا لم يمسك بالساعة والزمن ولم يكن لديه الوعي الكافي بأبعاد هذه القضية، فإنه لن يكون له أملا ونصرا في المستقبل، وسيظل المأزق العربي مستمرا بل سيزداد غموضا وتعقيدا. وقد تتشوه ذاكرته لأنّ ذاكرة الشعوب ليست صندوقا من حديد وصلب دونه سلاح وعليه أقفال، وإنّما هي وعاء مفتوح تصب فيه وتتسرّب إليه ليل نهار صور ومشاهد ونزعات ومطامح وإيحاءات( 1).تآمر الأشقاء أشد وطأة من سلاح الأعداء؟ |
اقرأ المزيد |
خطاب : العدد 29 - 2013/05/03 |
إنّ دعوة بعض الأحزاب السّياسية والجماعات الدّينية إلى استعادة تجربة "دولة الخلافة" في ظلّ الحراك السّياسي العربي الرّاهن، يضعنا أمام قضية حضارية ومعرفية ومعضلة سياسية كبيرة. فعودة هذا المفهوم إلى السّاحة السّياسية العربية والإسلامية يشكّل حسب رأينا مدخلا مُهما لدراسة أزمة الحداثة السياسية في المجتمعات العربية والإسلامية، ومنطلقا لتفكيك تجليات هذه الأزمة التي تمرّ بها هذه المجتمعات في مختلف مستوياتها السّياسية والثقافية والاجتماعية والرّمزية. فالدّعوة إلى قيام نظام "دولة إسلامية" حسب مثال الحكم الرّاشدي، تعبّر عن وجود أزمة في ثقافتنا السّياسية المعاصرة التي أصبحت جزءًا ومُكوَنَا أساسيًا لبنية "العقل السّياسي العربي"(2 )، والتي تؤكّدها بعض المؤشّرات الأنثربولوجية والسوسيولوجية الدّالة. فهذه الأزمة يمكن أن نعتبرها إحدى "مظاهر الأنوميا المجتمعيَة"(1 ). نهدف من خلال هذه الورقة إلى البحث في إحدى حلقات المشهد الخلفي للحراك السّياسي الذي يعيشه وطننا العربي اليوم، والذي يتميز بالصّراع التاريخي بين مشروعين سياسيين متعارضين، أحدهما علماني والثّاني ديني. أمّا حدود هذه الدّراسة فهي الإجابة عن الإشكالية الرئيسية التالية: إلى أي مدى يمكن القول أنّ "الخلافة" هي مؤسّسة شرعية دينية سنّها الإسلام أم أنّها ظاهرة سياسية ابتدعها العقل العربي الإسلامي كنظام للحكم وللرّياسة ضمن تراثنا السياسي القديم؟ |
اقرأ المزيد |
ذكرى يوم الأرض في فلسطين والحكام العرب المتآمرون دائما : العدد 27 - 2013/04/05 |
إنّ المتتبّع للتحولات التي تعيشها المنطقة العربية منذ سنتين يلاحظ دون عناء ، على الرّغم من أن بعضنا يحاول أن يغمض عينيه عن الحقائق الصارخة التي نراها يوميا أمام أعيننا، أنّ الغرب الذي أذاقنا مرارة الاستعمار وما يزال يفرض هيمنته علينا بشتى السّبل والوسائل، قد كانت علاقة حكامنا العرب معه علاقة ”التآمر“، وأخطر هذه المؤامرات التاريخية تمثلت في إقامـــة دولــــــــة ”إسرائيــــل“ في فلسطين العربية ودعمها عبر المال والسّلاح لضمان تفوقها في المنطقة، والعمل كذلك، على تصفية كل القوى والأنظمة العربية الوطنية التي وقفت بشكل أو بآخر أمام أشكالها الاستعمارية القديمة والجديـــدة في الوطن العربي. ولعلّ ما يحدث الآن في وطننا العربي مـــــن أحــــداث خير دليل على أنّ الدول الغربية الاستعمارية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مازالت متحكمة وتقود حكامنا القدامى منهم والجدد على حد السواء للتفريط في كل شيء للعدو الصهيوني حتـــــى فــــي شرفهـــم إن كان لهم شرف. لهذا، فإن فهم مآل المشهد الفلسطيني ونحن نُحيي الذكـــــرى 37 ليــــوم الأرض لا يمكن أن يكون واضحا إلا بفتح ”ملف“ خيانة النظام العربي الرّسمي للقضية العربية قبل اغتصاب الأرض المقدّسة وبعدها من قبل العصابات الصهيونية. |
اقرأ المزيد |
"ثقافة الاختلاف" وضرورتها في المشهد السّياسي التونسي بعد الثّورة(1) : العدد 24 - 2013/02/22 |
إنّ اختيار موضوع "ثقافة الاختلاف" في هذه النّدوة لم يكن اختيارا عشوائيا أو عفويا، وإنّما هو اختيار مدروس وذا أهداف محدّدة ولأكثــــــر من سبب واعتبــــار. ومـــن أهمّ هذه الأسبـــاب أن الاختلاف في الرأي والتعدّدية في المجتمع هي مبادئ أساسية من مبادئ الديمقراطية. وثانيا تمثل ثقافة الاختلاف إحدى تجليات الديمقراطية والتجسيد الحقيقي لقيم التّسامح والتعايــــش السلمـــي في المجتمع. والسّبب الثالث، هو أننا مازلنــــا في تونــــس نفتقد هذه الثقافة وخاصة في المشهد السياسي الجديد. ورابعا، أنّ هذه الثقافة هي الأكثر استجابة موضوعيا للتحديات التي تواجهها بلادنا بعد ثورة 14 جانفي 2011، باعتبارها فن للتعايش مع الآخرين وآلية لتحقيق الاندماج في المجتمع. |
اقرأ المزيد |
خطاب الهوية في البرامج المدرسية التونسية بالمرحلة الإعدادية ( مادة التربية المدنية مثالا تطبيقيا) : العدد 23 - 2013/02/08 |
تطرح البرامج المدرسيّة المقترحة ضمن مشروع "مدرسة الغد" في تونس، خاصّة في بعض المواد مثل الفلسفة والعربيّة والمواد الاجتماعيّة الأخرى، مشكلا جوهريّا يتعلّق بطبيعة التغييرات الجديدة التي شملتهــــا، ســــواء فــــي مستوى مضامينها المعرفيّة أو في مستوى مقارباتها البيداغوجية التي تقوم عليها. لقد كانت هذه المواد أكثر استهدافا لتغيير محتوياتها المعرفيّة وتنويع وسائلها البيداغوجيّة خلال عقدين من الزمن. ونقرأ في توطئة "الوثيقة البيداغوجية لسنة 2006" ما يلي: إنّ إنجاز المشروع طريقة في التعلّم مختلفة عن بقيّة الطّرائق، ولكنّه إلى ذلك طريقة في الحياة والسّلوك والتّعامل مع الآخرين، طريقة في تغيير الذّات من حال إلى أخرى، وأسلوب في بناء هويّة فرديّة متميّزة في إطار حياة جماعيّة تعني المشاركة قناعة والآخر قيمة"(1). |
اقرأ المزيد |
دور وسائل الإعلام والإتصال الحديثة في التفكك العائلي : العدد 21 - 2013/01/11 |
إنّ البحث في المجال الحيوي للمشهد التواصلي الأسري الجديد يدفعنا مباشرة إلى الاهتمام بموضوع الإعلام الذي يعبر عن الثورة التكنولوجية ذات الآثار الاجتماعية والثقافية الشاملة. فإذا كانت العائلة هي المؤسّسة الاجتماعية المسؤولة الأولى عن التنشئة الاجتماعية والثقافية في المجتمع، وهي أداته الرئيسة في تأهيل الفرد (الطفل) وتنشئته على قيم المشاركة في الحياة الاجتماعية، فإنّ وسائل الإعلام الحديثة أصبحت تشكل في نظر البعض "الأولياء الجدد"(1) للطفل. فإلى جانب دورهـــــا الايجابـــي الذي لا يمكـــن أن ينكره أحد، أصبحت تمثل عنصر اضطراب وتعارض لدور العائلة، أي تشكّل فاعلا رئيسيا للتنشئة الاجتماعيــــــة والثقافيــــة ومنافســــا كبيرا لدورهـــا في المجتمع. إنها تنشئ الفرد على أشكال من السّلوك والتفكير والشعور والقيم، وأصبحت لديها قوة قهر تفرض بموجبها عليه، ومن ثم تحولت هذه الظواهر والقيم إلى أفعال وتمثّلات وتصورات. |
اقرأ المزيد |
البيئة المجتمعية للتّشغيل في تونس واشكالية مهنة التعليم العالي بحث سوسيولوجي في المفاهيم والأبعاد ( : العدد 19 - 2012/12/14 |
يتعرّض التعليم العالي في تونس وفي الوطن العربي عمومـــا إلى انتقادات من أطراف عديدة داخلية وخارجية باعتباره لم يعد يستجيب لإنتظارات المجتمع خاصة فيما يتعلق بعلاقته بسوق الشغل. وعلى الرغم من أن ظاهرة بطالة خريجي التعليم العالي تمثل ظاهرة قديمة لكن التحولات المجتمعية الرّاهنة (اقتصادية، اجتماعية ، ثقافية، تكنولوجية..) جعلتها من الإشكاليات التي تحتل صدارة المواضيع والأحداث والنقاشات العلمية والسياسية الملحة. |
اقرأ المزيد |
المقاربة التشاركية في الحقل المدرسي: الآليات والتجليات : العدد 18 - 2012/11/30 |
ترتبط المفاهيم المشكّلة لـ"للإصلاح التّربوي" وآلياتها المؤسّساتيّة في ظل العولمة الرّاهنة بالنزعة نحو إعادة تشكيل النّظام التّربوي وفق مقاربات ورؤى سياسية وأيديولوجيّة جديدة. وهي أبرز مرحلة تاريخيّة تصبح فيها عمليّة التّخطيط لـ"المشروع التّربوي" في الدّولة الوطنيّة تدار من قبل بعض الهياكل والمؤسّسات العالميّة أي لم تعد التّربية شأنا وطنيّا داخليّا نتيجة ظهور شبكات من القوى والفاعلين الدّوليين الجدد الذين أصبحوا يمتلكون النّفوذ والسّلطة الحقيقيّة في إدارة العالم عبر ما يسمّيه البعض بـ" الحكم العالمي من دون دولة"(1). هذا الحكم العالمي الجديد أصبح واضحا في الخطاب التّربوي العربي الرّسمي وفي مختلف المواثيق التّربوية الإقليميّة والدّولية التي تدعو كلها إلى "تدويل" المسألة التّربوية من حيث وضع فلسفة التّعليم وأهدافه وإدارته والسّيطرة عليه وعلى مناهجه وعلى القيم التي ينبغي أن يبثّها أو يحافظ عليها النّظام التّربوي(2). |
اقرأ المزيد |
ثورة "الرّبيع العربي" من المقدّس إلى المدنّس : العدد 17 - 2012/11/16 |
لا شكّ أنّ ثورة " الرّبيع العربي" التـــــي انطلقت من تونس ومازالت مشتعلة في عديد الأماكن العربية، تؤكّد جميعها على أنّ الأمّة العربية مازالــت حيّــــة على الرّغم من النّكبات التاريخية التي لحقت بها، وعلى أنّها مازالت تتطلع إلى تحقيق مستقبل أفضل. وأنّه مهما استبدّ حكامنا العرب وتجبّروا، فإنّهم يظلون فاقدين للشّرعية و لا يمثلّون شعوبهم. فالشّعب العربي مازال يمتلك من الحيوية والإرادة ما يمكّنه من الثّورة ورفض الخضوع إلى الاستعمار وإلى الحكومات العربية اللاّوطنية. ومازال هذا الشّعب على الرّغــــم من النّكبات والنّكسات المتلاحقة يتطلع دائما إلى تغيير واقعه ومحو آثار السّياسات التي اعتمدتها الحكومات السّابقة في الإفساد والفساد الممنهجين اللّذين شملا ثقافته ودينه وتعليمه واقتصاده..الخ. |
اقرأ المزيد |
رهانات مدرسة المستقبل ومشاكلها الرّاهنة: بحث تربوي في معيقات اندماج المتعلم في مرحلتي التعليم الإع : العدد 14 - 2012/10/05 |
عندما تقتصر دراسة الفعل التربوي على تحليل الممارسات الظّاهرة والرّسميّة أو المكتوبة من خلال القوانين والمناشير والقرارات، فإنّها تكون قد حصرت الظّاهرة المدروسة في بعدها الظّاهر، ولن تتجاوز بالتّالي عمليّة الوصف دون النّظر إلى ما يسمّى بـ"الطّبقات العميقة" للظّاهرة المدروسة. إنّ البحث في استتباعات تغير الأنساق الاجتماعيّة والثّقافيّة والقانونيّة على مستوى المعيش المهني والعلائقي لمختلـــف الأطراف المدرسيّـــة لا يخلو من تشعّب، خاصّة في سياق التحولات العالمية الرّاهنة. والتّحوّل النّاتج عن تغير هذه الأنساق الذي نبحث عنه ليس في مستوى التّنظيم فقط، بل أيضا في مستوى تشكيل نسق الفعل التّربوي. أي كيف يشكّل النّسق في مجموعه ويجسّد الفاعلون داخله فعليّا علاقات جديدة وأشكالا جديدة للمراقبة الاجتماعيّة(1). فكلّ تحليل للصّيرورات أو لوضعيّات التّغيير أو التّجديد التربوي تعود إلى سؤال التّدرّب الجماعي للفاعليـــن على إعادة بناء قواعد التفاعل والعلاقات الجديدة. لا بدّ إذاً، من وضع الفاعليّة التّعليميّة في مختلف تجلّياتها وأبعادها موضع مساءلة، وما تستوجبه هذه المساءلة من تشخيص موضوعي للممارسة التّعليميّة في ضوء المسار "الإصلاحي" الجديد للحقل التّربوي. بالاعتماد على بعض الانشغالات والقضايا الّتي نتجت عنه، والانتظارات المجتمعيّة حول دور المدرسة في المجتمع وحول المسألة التّربويّة بشكل عام. |
اقرأ المزيد |
رهانات مدرسة المستقبل ومشاكلها الرّاهنة: بحث تربوي في معيقات اندماج المتعلم في مرحلتي التعليم الإعد : العدد 13 - 2012/09/21 |
مثّّل القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي المؤرخ في 23 جويلية 2002 في تونـــس مشروعـــا تغييريـــا وتحديثيـــا مهمـا. وقد استند في مضامينه إلى عديد المبادئ والمستحدثات التربوية العالمية المرتبطة بسياق اللحظة التاريخية الجديدة، لحظة العولمة بكل رهاناتها وتحدياتها. لكن بقيت مضامين هذه النصوص التشريعية ومجالات التجديد فيها بعيدة عن الواقع التربــــوي التونســـي ولم يقع تصريفها عمليا إلى حد اليوم لأن المسألة لا تتوقف على النوايا والرغبات، بل ترتبط أساسا بمستوى الوعي الذي يمتلكه الفاعلون الاجتماعيون والقادة التربويّون بوجاهة هذه التجديدات وكذلك بمدى توفّر الإمكانيات الماديــّـة والبشريـــّـة والقـــدرات الذاتية والموضوعية التي يمكن أن تساعد على إنتاج منظومة تعليمية وتربوية جديدة تؤدي فعلا إلى إعادة بناء المؤسسات التربوية وفق المقاييس العالمية. |
اقرأ المزيد |
فن المغالطات في الخطاب السياسي للحكومات العربية الانتقالية: الخصائص والنتائج (مثال تونس) : العدد 11 - 2012/08/24 |
يمر الوضع العربي والإسلامي اليوم، بمرحلة فاصلة وفارقة في تاريخه المعاصر. فما تشهده المنطقة العربية منذ سنتين من انتفاضات شعبية ومن حراك سياسي واجتماعي وثقافي يمكن أن تؤدي إلى تعميق حالة الوهن والتفكك والصراعات الداخلية ( سياسية ومذهبية وإثنية..) أكثر مما يمكن أن تحققه من تغير وإصلاح مجتمعي وسياسي فعلي ونوعي في المستقبل القريب. ومن الأسباب التي تجعلنا نشك في تحقيق أهداف هذه الانتفاضات شرقا وغربا، هي أنه هناك فرق بين طرح قضية التغيير السياسي وفق المنطق الثوري الداخلي الذي يقوم على نضج ووعي مجتمعي سابق له، وبين أن يطرح هذا التغيير عبر السلاح والقوة والتهديد بالحرب الأهلية الداخلية تارة وبالاحتلال الخارجي تارة أخرى. |
اقرأ المزيد |
تقرير حول أطروحة دكتورا في علم الاجتماع : « المؤسسة التربوية التونسية: طرق تنظيمها وآليات تسييرها و : العدد 9 - 2012/07/27 |
إلى أيّ مدى يمكن القول إنّ ديناميّات "الإصلاح التّربوي" الجديد من حيث الضّوابط التّنظيميّة وآليات التّسيير الإداري قد حقّقت تغييرا نوعيّا في المشهد التّربوي والتّعليمي التّونسي في اتّجاه بناء أنماط مؤسّساتيّة وعلائقيّة واجتماعيّة ومهنيّة تتّسم بالجودة والتّميز؟ أي هل إنّ آثار هذه التّغييرات القانونية تُعدّ فعلا تجديدا أم هي مُفضية إلى العرقلة وعدم الاستقرار المؤسّساتي؟ وتمحورت الأطروحة حول المستويات التالية: (1) البحث في الحقل التشريعي – النسق القانوني- المدرسي الذي يمثّل أحد حقول الصراع الاجتماعي. وذلك من خلال البحث في مدى "مرونة" الأنظمة الإداريّة السائدة وتأثيراتها على العلاقات بين الفاعلين الاجتماعيين في المؤسسة التربوية. (2) البحث في مسارات هندسة المشهد التّربوي الرّاهن وعلاقته بطرق اتخاذ القرارات وتنفيذها. والبحث في هذه العلاقة على المستويين الماكرو (macro) والميكرو-سوسيولوجي (micro) من خلال البحث في طبيعة هذه العلاقة وضمن المتغيرين الاجتماعي والتّربوي-المدرسي. |
اقرأ المزيد |
حفريات سوسيولوجيّة في الشخصيّة العربية: قراءة في كتاب "الشخصيّة التونسيّة، محاولة في فهم الشخص : العدد 8 - 2012/07/13 |
يتنزّل هذا الكتاب ضمن آخر الإنتاجات الفكرية والأبحاث السوسيولوجية المتخصّصة و"الأكاديمية" الجديدة التي قام فيها الأستاذ والباحث الاجتماعي التونسي المنصف ونّاس بـنوع من "التّعرية الأركيولوجية" للشّخصية التونسية . استهلّ المؤلّف كتابه بمقدّمة طرح فيها المبرّرات الابستمولوجية والمعرفية التي تشرّع لإعادة البحث السوسيولوجي والأنثربولوجي في مفهوم "الشخصية القاعدية" والوطنية للمواطن التونسي. فهذا المفهوم يشكّل حسب الباحث مدخلا مهما لدراسة تطور المجتمع التونسي ويحيل إلى تجليّات التحولات العديدة والتطورات البنيويّة العميقة التي شهدها هذا المجتمع منذ التاريخ القديم. |
اقرأ المزيد |
الثّورات العربيّة ومخاطر التّدويل: التجلّيات والآليات : العدد 7 - 2012/06/29 |
قد لا يشكّ أحد أنّنا أمام "نموذج ثوري" مازالت ملامحه لم تتبلور بصفة نهائية بعد. فهو يجمع بين الفعل الثوري والانتفاضي والاحتجاجي والعصيان المدني..الخ. وهي بالتأكيد كلّها حركات شعبية، متعدّد المضامين والأبعاد، نجد فيها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي. كما أن جميع هذه المضامين المشكلة لها متفاعلة في ما بينها ومتصارعة في الوقت ذاته. والمشهد الثوري سوف يتأثر إيجابا وسلبا باتجاه هذا التفاعل ويبقى مدى التغيير السياسي العربي في المستقبل رهين الضغوطات العربية والعالمية التي تتعرض لها وتحد من انتشارها وتؤثر في إعادة ترتيب مؤسسات الدولة وتنظيم علاقتها بالمجتمع. |
اقرأ المزيد |
الثّورات العربيّة الرّاهنة وتحدّيات بناء المواطنة : العدد 5 - 2012/06/01 |
في إطار الحراك السياسي والمجتمعي الذي تعيشه المنطقة العربية اليوم، تتأكّد أهميّة الاستنجاد بالمقاربة السّوسيولوجية لفهم الواقع العربي وتشخيص ظواهره المستجدة في الحقل السياسي. إذ أنّه من الصّعب "تغيير العقول "(1) وإعادة تشكيل الوعي الجمعي وتغيير التصورات النمطيّة حول المجال السياسي دون إحداث تغيير في الظروف الاجتماعية والثقافية والسّياسية للمجتمع. |
اقرأ المزيد |
بحث سوسيولوجي في العلاقة بين العروبة والإسلام : العدد 4 - 2012/05/18 |
في هذا الوضع المتردّي الذي آلت إليه الأمة العربية والإسلامية ومناخ التّناقضات والتّساؤلات الحضارية الكبرى منذ أكثر من نصف قرن، قد يبدو المتحدث عن المشروع القومي العربي مثل الطائر الذي خرج عن السّرب. لكن يظلّ من الصحيح أيضا أن التردّي الذي تمر به الأمة هو النّتيجة الطبيعية لغياب المد القومي وأنّ الخروج من حالة التردي والتخلف لا يكون إلا بالعودة إلى منطلقاته الأساسية. نقف اليوم عند حالة من التحوّل التاريخي للأمة تسودها كل علامات العجز عن التغيير أوالتطور والفشل في معالجة ومواجهة تحدياتها الداخلية الكبرى (الاستبداد والتخلف والتبعية) والمخاطر الخارجية سواء في مجال الصراع ضد الامبريالية العالمية والصهيونية، أو في مجال النمو الاقتصادي وتجاوز التخلف. ولا يمكن لأي تجديد أيديولوجي أن يتجاهل قضية العلاقة بين القومية والإسلام باعتبارهما مسألتان مترابطتان بصورة جدلية، وما لهذا الترابط من إرهاصات وإشكاليات عامة وجزئية تستوجب البحث عن حلول جديدة. |
اقرأ المزيد |