في العمق
بقلم |
أ.د.عماد الدين خليل |
مدخل إلى نهاية التاريخ في المنظور القرآني (الحلقة الرابعة) |
والآن ها هي ذي نهاية التّاريخ في ثلاثيّته الكبرى : الكون والعالم والإنسان، كما يعرّفها كتاب اللّه، إنّه الانقلاب الكوزمولوجي والجيولوجي والبيولوجي الحاسم الذي تتغيّر به ملامح الكون والعالم والإنسان، وتُعاد صياغتها من جديد. إنّها آخر محطّة في قطار رحلتنا، ورحلة الكون والعالم، عبر الحياة الدّنيا، وبدء حياة جديدة مغايرة تماماً ، بكلّ دقائقها وتفاصيلها التي لا يعلمها إلاّ اللّه سبحانه وتعالى، والتي تلقّينا في كتاب اللّه جانباً من معطياتها، بينما تظلّ الجوانب الأخرى مخفيّةً عنّا لأمر يريده اللّه (9).
فلنعاين هذا الجانب الذي حدّثنا عنه كتاب اللّه، إنّه باختصار شديد يوم الهول هذا الذي تبدأ صفحته الأولى بالنّفخ في الصّور، والذي تنفطر فيه السّماء وتنفرج، وتنسف الجبال، وتسجر البحار، وترجّ الأرض، وينخسف القمر، وتجمع الشّمس والقمر، وتطمس النّجوم، وتنكدر، وتكوّر الشّمس، وتعطل العشار، وتحشر الوحوش، وتنتثر الكواكب، وتبعثر القبور، وتمدّ الأرض، وتلقي ما فيها وتتخلّى عنه، ويصير النّاس كالفراش المبثوث ، وتكون الجبال كالعهن المنفوش ... اليوم الذي ينقر فيه في النّاقور، ويبرق البصر، ويقول الإنسان أين المفر ؟ اليوم الذي يجعل الولدان شيباً ...
تلك هي نهاية التّاريخ، وليست ترّهات الفلاسفة الوضعيّين في الشّرق والغرب لا علماء الفيزياء والكوزمولوجي، ممّن يبحرون في الاتجاه الخاطئ، وهم إنّما يتبعون الظّنون والأهواء. ولنضع نصب أعيننا، فإنّ الذي ينهي التّاريخ ليس هذا الفيلسوف أو ذاك إنّما هو اللّه ﴿الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾(الروم:27). ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ ﴾(الروم:25). اللّه الذي يحدّثنا كتابه المعجز عنه (9) بقوله : ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ...﴾(الزمر:67). بهذه اليد ذات القدرة المطلقة، والتي تمسك برقبة الكون والعالم، يجيئ الانقلاب الكوني الهائل المزلزل لكي ينهي التّاريخ !
فلنتابع ما يقصّه علينا كتاب اللّه عن يوم الهول هذا : ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً ﴾(المزمل:14). ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ* تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ﴾(النازعات:6-7).﴿ فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ* يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ*وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ﴾(عبس:33-36). ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا*وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا*وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا*يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا*بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾ (الزلزلة:1-5). ﴿الْقَارِعَةُ* مَا الْقَارِعَةُ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ* يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ* وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾ (القارعة:1-5). ﴿ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ* وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ﴾ (المعارج:8-9). ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾(الطور:6)، ﴿... يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْراً*وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً ﴾(الطور: 9-10). ﴿فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ* فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾(الرحمن:37-38) . ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً* فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً* لَا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتاً﴾(طه:105-107). ﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ*لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ*خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ*إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً*وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً* فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً﴾(الواقعة:1-6). ﴿ الْحَاقَّةُ*مَا الْحَاقَّةُ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ﴾(الحاقة:1-3 ). ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ*وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً*فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ*وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾(الحاقة:13-16). ﴿فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً*السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدهُ مَفْعُولاً﴾(المزمل:17-18).﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ*فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ*عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ﴾(المدثر:8-10). ﴿فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ*وَخَسَفَ الْقَمَرُ*وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ* يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ﴾(القيامة:7-10). ﴿فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ*وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ* وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ﴾(المرسلات:8-10). ﴿وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَاباً*وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً﴾(النبأ:19-20 ). ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ*وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ*وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ*وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ*وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ*وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾(التكوير:1-6). ﴿ إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ*وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ*وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ*وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ﴾(الانفطار:1-4). ﴿إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ*وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ*وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ* وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ* وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾(الانشقاق:1-5). ﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً*وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً* وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ...﴾(الفجر:21-23).
يوم الهول هذا الذي تبدأ لحظاته الأولى بالنّفخ في الصّور والنّقر بالنّاقور، فيما تتصادى أصواته الرّهيبة في جنبات الأرض والكون وتصمّ الأذان لشدّتها، إيذاناً بالانقلاب الكبير والحاسم، حيث يتخبّط النّاس كالسّكارى وما هم بسكارى، ولكنّهم يجدون أنفسهم قبالة أهوال القيامة وشدائدها، ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ...﴾(الحج:2).﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ*وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ﴾(عبس: 34-36). وحيث يبرق البصر دهشةً وتحيّراً وفزعاً ممّا يرى، وتتعالى صرخات الخائفين المذعورين من العذاب والهول : أين المفر؟ ويجيئ الجواب الحاسم: ﴿كَلَّا لَا وَزَرَ* إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ﴾(القيامة: 11-12). حيث لا منجى ولا ملجأ لهم من اللّه (9) ... وحيث تزلزل الأرض وتحرّك تحريكاً عنيفاً عند النّفخة الأولى إيذاناً بخراب العالم، وترمي كنوزها وموتاها عند النّفخة الثّانية، وتنفطر لشدّة الهول، وتضطرب وتزلزل، وتدلّ بحالها على ما عمل فيها، فتصير أرضاً مستويةً لا نبات ولا بناء فيها، فليس ثمّة في أطرافها كافّة من مكان مرتفع وآخر منخفض... لقد بسطت وسويت كمدّ الأديم، مستمعةً منقادةً لأمر اللّه سبحانه وتعالى، يوم تحمل الأرض والجبال فتدكّ دكةً واحدة : تدقّ وتكسر بالزّلازل التي تجيئ متتابعة حتّى تجعل كلّ شيء هباءً منثوراً، يوم تنزل القارعة لكي تقرع القلوب بأهوالها وأفزاعها، ويصير النّاس كالبعوض الذي يتهافت في النّار، وحيث تحلّ السّاعة فيتحقّق فيها ما سبق وإن أنكروه.
وبرؤية بانوراميّة يواصل كتاب اللّه حديثه عن نهاية التّاريخ من منظوره القرآني، فيحكي عن الجبال والبحار والشّمس والقمر والسّماء والكواكب والنّجوم، كلّها تتعرّض للهزّة الكبرى ذاتها، للقارعة التي تقرع القلوب بأهوالها، وحيث تتغيّر كوزمولوجيا الكون والأرض، وتتبدّل مسارات السّدم والمجرّات والنّجوم ، وتفقد الأفلاك وظيفتها، وتطلع الشّمس من المغرب، ويختفي ضوء القمر، وتنسف الجبال وتتفجر البحار بحمم النّار ...
فلنتابع هذه المتغيرات الكبرى واحدةً واحدة كما يقصّها علينا كتاب اللّه : يوم تسيّر الجبال وتنسف، وتقلع من أماكنها وتزال عن مواضعها، بسرعة فتصير سراباً لا حقيقة له. تحمل الأرض فتُدكّ دكةً واحدةً ، وترجف الجبال فتصير كثيباً مهيلاً : رملاً مجتمعاً سائلاً منهالاً ، يوم تبسّ الجبال فتفتّت كالسّويق الملثوث وتصير كالقاع الصّفصف لا يرى فيه عوج ولا أمت : أي أرض ملساء مستوية لا نبات ولا بناء فيها، فليس ثمّة في أطرافها كافة مكان مرتفع وآخر منخفض، يوم تصير الجبال بسبب من هذا كلّه كالصّوف المصبوغ ألواناً والذي فرّقته الأصابع فصار شتاتاً، يوم تقتلع من أماكنها وتتفتّت وتفرّقها الرّياح، وتصير غباراً متفرّقاً منتشراً، يوم تسجّر البحار فتصير ناراً تضطرم ، وتتفجّر فتتشقّق جوانبها وتصير بحراً واحداً ... « وأمّا تسجير البحار فقد يكون معناه ملؤها بالمياه. وإمّا أن تجيئها هذه المياه من فيضانات كالتي يقال أنّها صاحبت مولد الأرض وبرودتها. وإمّا بالزّلازل والبراكين التي تزيل الحواجز بين البحار فيتدفّق بعضها على بعض. وإمّا أن يكون معناه. التهابها وانفجارها، كما قال في موضعٍ آخر : ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ﴾(الانفطار:3). فتفجير عناصرها، وانفصال الهيدروجين عن الأوكسجين فيها، وتفجير ذرّاتها على نحو ما يقع في تفجير الذّرّة، وهو أشدّ هولاً. أو على أيذ نحوٍ آخر. وحين يقع هذا، فإنّ نيراناً هائلةً لا يتصوّر مداها تنطلق من البحار. فإنّ تفجير قدرٍ محدود من الذّرّات في القنبلة الذّريّة أو الهيدروجينيّة يحدث هذا الهول الذي عرفته الدّنيا، فإذا انفجرت ذرّات البحار على هذا النّحو أو نحوٍ آخر، فإنّ الإدراك البشري يعجز عن تصوّر هذا الهول، وتصوّر جهنّم الهائلة التي تنطلق من هذه البحار الواسعة»(1).
يوم يخسف القمر ويذهب ضوؤه ، وتجمع الشّمس والقمر وتطلعان من المغرب مظلمتين ... وتُكوّر الشّمس ويزال ضياؤها وتلفّ وتطوى « فعندما تتضخّم الشّمس وتنتفخ، يتحوّل قطرها من ( مليون و400 ألف ) كم إلى ( 300 مليون ) كم ... وفي فترة قصيرة جدّاً جدّاً ، ربّما ساعات ! ممّا يؤدّي إلى غيابها وطلوعها عندنا، وكأنّها تطلع من المغرب»(2).
يوم تُطمس النّجوم ويُمحى نورها ويذهب ضوؤها ... يوم تنكدر وتنتشر وتتهافت وتتساقط متفرقةً، وتضطرب بالصّيحة الهائلة، (نفخة الموت) ... أمّا السّماء التي تنطوي على هذا كلّه ، فتتمحور وتضطرب، وتدور كالرّحى وتصير في حمرتها المنتشرة في الآفاق كالوردة القانية ... تنشق السّماء وتنفطر وتتصدّع من الهول ، وتصير ضعيفةً متداعيةً بعد ذلك الإحكام الذي استمرت عليه ملايين السّنين ... تنشق وتفتح فيها الطّرق والأبواب، وتقتلع كما يقتلع السّقف، وما تلبث أن تتصدّع عند قيام السّاعة ...
فأيّ هولٍ هذا الذي سيجابه الإنسان يوم القيامة، لحظة الإعلان بالنّفخ في الصّور والنّقر في النّاقور عن نهاية التّاريخ؟ بل إنّ هذا الرّعب سيلاحق حتّى الحيوان، فتترك النّوق الحوامل بدون راعٍ، وتجمع الوحوش من كلّ مكان لكي تحشر هي الأخرى ... بل إنّ القبور ذاتها ستتبعثر ويقلب ترابها ويخرج موتاها !!
إنّنا بانتظار يومٍ رهيب مغيّب عن الأنظار، لكنّنا سنراه بأمّ أعيننا، يوم الهول ذاك، وحينها لن ينقذ الفجرة والكفرة والحكام الظالمين والطّواغيت، شيء على الإطلاق ... إنّ كتاب اللّه بطرائقه الفنّية التّجسيديّة والتّخييليّة، ينقلنا إليه، بين لحظةٍ وأخرى، وكأنّه واقع اللّحظة، من أجل أن يهزّ ضمائرنا، ويسقط عن أفئدتنا ما علق بها من رانٍ وتراب ... لعلنا نعتبر ...
أما عن موعد يوم الهول العظيم هذا فقد اختص به اللّه سبحانه وتعالى لحكمةٍ يريدها، وتركه مغيباً عن الأنظار : ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا* فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا* إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا*إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا* كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا*﴾(النازعات: 42-46). ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾(الأعراف:187).
ثمّة إشارات قرآنيّة إلى الأجل المسمّى للكون والعالم والتّاريخ، وهذا يكفي :﴿... وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ... ﴾(لقمان:29). ﴿مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ... ﴾(الأحقاف:3). ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾(يس:38).
الهوامش
(1) سيد قطب : في ظلال القرآن ، ط37 ، دار الشروق – القاهرة ، 2008 م ، م6/3839.
(2) هافال عارف برواري : إشارات كونية من القرآن ، ص 93.
|