فواصل

بقلم
د.عماد هميسي
التعايش السلمي في التصوّر القرآني وأثره في ترسيخ القيم الحضارية (الحلقة الرابعة : المشترك الإنساني أ
   المشترك الإنساني أساس التعايش السّلمي
أ: الدّعوة إلى التّعارف: هي إحدى القيم الإنسانيّة التي تقرب بين الأجناس المختلفة، وتفتح أمامهم فرص الالتقاء التي تعزّز قيم التّعايش بعيدا عن العصبيّة في الدّين أو الجنس أو اللّون أو العرق أو المذهب. قال اللّه تعالى:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير﴾ (الحجرات:13) 
فالقرآن الكريم في هذه الآية يقرّ بقبول التّنوع والاختلاف، ويعدّهما أصلا من أصول الحياة، ويجعل الهدف منهما التّعارف والتّعاون بين البشر جميعا، ويزيل التّفاضل والتّمايز بين النّاس بسبب اللّون والجنس.وهو بذلك يقرّر أصلا عظيما من أصول الاتصال الإنساني المبني على المساواة التّامة بين الخلق وعلى اعتبار تنوّع الأعراق والألوان والألبسة سببا للتّواصل والتّعارف وليس سببا للتّفرق والعداوة. 
ويستطيع النّاظر المتأمّل أن يعرف أنّه بقدر ابتعاد البشر أوقربهم من مفاهيم القرآن الكريم وتعاليمه تكون درجة اتّصالهم وتعايشهم. وكلّما كان اتصالهم لله خاليا عن أغراض الدنيا كلّما عظم هذا الاتصال وامتد وكان سببا لتحصيل أيّ منافع دنيوية بعد ذلك في ظلال هذا التواصل القرآني الرّاقي الذي يحفظ كرامات الخلق وينظم معاملاتهم (1). 
ويبدو أن تعبير الآية بقوله تعالى: «لتعارفوا» فيها إشارة إلى العمق الإنساني في لغة القرآن وهي لغة تعترف بالآخر وتقرّ باختلافه عن الذّات، وتدعو إلى الانفتاح عليه والتّحاور معــه. وذلك من أجل بثّ روح الاطمئنان في النّفوس وخلق روح الثّقة التي هي مادّة السّلــم والسّــلام والتّعايش. وكلمة التّعارف في الأصل مأخوذة من مادة: ع-ر-ف التي تدلّ على السّكــون والطّمأنينــة وضدّ التّناكــر (2). ومنه قوله تعالى: ﴿... فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ﴾ (يوسف:58)
وإذا كان التّعارف يفضي إلى التّساكن، فإنّ التّناكر يفضي إلى الاختلاف والتّخاصم، وهذا لا يمكن أن يحصل معه أيّ تجانس أو تعايش بين شعوب الأرض المختلفة. من أجل ذلك كان الخطاب القرآني في غاية الوضوح حينما دعا البشريّة إلى الانفتاح على تجارب بعضها البعض، واقتباس بعضهم من بعض، على اعتبار أنّ المعرفة في مجالاتها المختلفة هي نتاج بشرى مشترك ليست حكرا على أمّة من الأمم. من هنا دعا القرآن الكريم كلّ النّاس إلى التّعارف بهدف بناء المجتمع الإنساني المتّزن روحيّا وأخلاقيّا وعقليّا وعاطفيّا، المؤهّل لنشر قيم السّلم والتّعايش. ذلك هو التّعايش الحقّ الذي أساسه التّواصل والانفتاح هو من القضايا المشتركة التي تهمّ كافة الأطراف المختلفة. وفي هذا الإطار يجب علينا تجاوز منطق التّصنيف في رؤية النّاس والأشياء والمواقف والتّفسيرات على أحد اللّونين أو الجهتين أبيض وأسود أو خير وشر لأن الحياة والعالم فيها أكثر من لون.
يقول الرّفاعي: « لا معنى لسجن كلّ شيء في ثنائيّات مانويّة، هذا منطلق قاد المجتمعات إلى حروب مرعبة شيّدت مسيرة البشريّة بالجماجم» (3). 
وعليه فإنّه يجب تجاوز التّفسيرات التي تختزل التّنوع الإثني والدّيني والمذهبي والطّائفي الحاصل في مجتمعاتنا في إيديولوجيّة واحدة تقترحها أو تؤمن بها أو تضعها جماعة معيّنة، لأنّ ذلك أمر ترفضه طبيعة الكائن البشري وحاجته العميقة للإنجاز والتّميّز والإرادة (4). 
فاللّه تعالى لم يخلق النّاس صورا طبق الأصل ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾ (هود:118)
إنّ أخطر ما يفرزه المنطق الإقصائي في التّفكير هو شيوع النّزعة الوثوقيّة التي تنشأ من شعور المرء بوجود وجه واحد للحقيقة وطريق خاص لاكتشافها وهو ما يسوقه الاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة واستباحة كلّ فعل عدواني ينتهك الأخلاق والديّن (5). 
وهو من ثمّة على الضدّ من حقّ الاختلاف بوصفه ينشد التّوحيد القسري لأنماط التّفكير والتّعبير ومناهضة التّعددية بمختلف تجلياتها وتعبيراتها (6). 
إن ما سبق بيانه هو ما يجعل العمل على بناء علم كلام جديد يسمح للمسلم بالاحتفاظ بإيمانه من جهة والعيش في عالم يسوده التّنوع والاختلاف من جهة أخرى هو في الواقع تعبير عن طبيعة الخلق التي حظي بها النّوع البشري.وهو في نفس الوقت تصحيح لمسار علم الكلام من أجل أن يتبوأ مكانته في المساهمة في إرساء دعائم قبول المخالف وليس إقصائه وتبديعه، وهذا يحتاج إلى ذات حرّة مستقلة أو ما يسمّيها الرّفاعي « الأنا الخاصّة» (7). 
ب: التعايش السّلمي مع غير المسلمين:
أسهب البيان القرآني في تناول مختلف العلاقات مع غير المسلمين و أرسى مجموعة من القيم المناسبة لكلّ علاقة بين العدل والرّحمة وبين الدّعوة إلى الحوار والإحسان، قيم استقصت علاقة الأمّة الإسلاميّة بمثيلاتها من الأمم، وعلاقة الدّولة الإسلاميّة بالأفراد غير المسلمين الذين يتفيّؤون ظلال الحكم الإسلامي لأيّ سبب من الأسباب، وعلاقة الفرد المسلم بغيره من الأفراد غير المسلمين في الحيّ الواحد والقبيلة الواحدة في بلاد المسلمين وفي بلاد غير المسلمين.
أوّلا: النّهي عن المثلة والانتقام: إذا كان الجهاد في سبيل اللّه وحده ونصرة لدينه، فقد أدّب اللّه تعالى المسلمين أن تختلط لديهم مقاصد الشّريعة برغبات النّفس ورعونتها، فأمرهم بالإنصاف في معاقبة الأعداء على جرمهم دون إسراف باعتبار ذلك العقاب هو الحدّ الأعلى الذي يمكن للمؤمنين القيام به إذا لم يجدوا للصّبر موضوعا وكانت الحاجة ماسّة إلى معاقبة المعتدين.  يقول  تعالى:﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ﴾ (النحل:126)
وذالك حين همّ النبيّ ﷺ بالانتقام من قريش نظير ما فعلوا بحمزة من القتل والمثلة، فأمر اللّه  تعالى بالقتال دون اعتداء.﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ (البقرة:190). 
قال ابن عبّاس وعمر بن عبد العزيز ومجاهد: هي محكّمة، أي قاتلوا الذين هم بحالة من يقاتلونكم ولا تعتدوا في قتل النّساء والصّبيان والرّهبان وشبههم(8) كما لا يعتدي المسلمون على الشّهر الحرام والبلد الحـرام وحجـاج بيت اللّه الحـرام، ولا يتخـذون من الآمنـة درعا في مواجهة العدوّ الحقيقي. قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا﴾ (المائدة:2)
وأطنب البيان القرآني في تعظيم شأن العهود ولزوم الوفاء وخصّ اللّه تعالى الكفّار المعاهدين نصّا برعاية العهود المبرمة معهم، لأنّ العهد إذا أبرم بين المسلمين والكفّار فإنّه دين يدين به المؤمن ربّه، لذا أعتبر القرآن الكريم﴿...إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾ (الإسراء:34)
ولذا سوّى اللّه تعالى بين قتل المؤمن خطأ وقتل المعاهد، فأوجب لكلّ منهما الدّية وتحرير الرّقبة وحيث نقض مشركو قريش عهود الحديبيّة واستحلّوا غزوهم، واعتدوا على أحلاف رسول اللّه ﷺ من خزاعة وأذن لهم القرآن الكريم بنهاية تلك العهود التي لم يراعوها أصلا. فقد استثنى المعاهدين الذين حفظوا العهد ولم يبد منهم شيء من الخيانة والغدر فقال :﴿...وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾ (التوبة:3-4)
يمكن التذكير بأنّ هذه القيم التي خصّ اللّه بها العلاقة مع المسلمين على ثلاثة مستويات: 
* المستأمنون:  هم الكفّار الذين يعبرون الأراضي الإسلاميّة لغرض تجاري أو يلجؤون إلى الدّولة الإسلاميّة  بسبب خوف أو كوارث طبيعيّة،  فهؤلاء حين  يطلبون جوار المسلمين يطالبون بتأمين حياتهم وسلامة أجسادهم وأسماعهم، وهي كلمة الإسلام في أجواء الطّمأنينة ثمّ يبلغون الأماكن التي يقصدونها ويجدون منها الأمن على أرواحهم وأعراضهم. وقد  لخصّ  اللّه تعالى  العلاقة مع هؤلاء في قوله تعالى : ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ﴾ (التوبة:6) 
وهنا توجد النّظرة الإسلاميّة للاّجئين وحقوقهم  التي تواطأت عليها الأمم المعاصرة فيما يعرف باتفاقيّة جنيف. يقول النبيّ ﷺ : «من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما». (9) 
* الذميّون:  وهم الذين ينضوون تحت لواء الدّولة الإسلاميّة باعتبارهم مواطنين لهم تجاه الدّولة الإسلاميّة ما للمسلمين وعليهم ما عليهم. والذمّة هم أهل العهد، وإنّما استقلّ هؤلاء بصفة خاصّة ووضع خاص لأنّهم ينتمون إلى الوطن الإسلامي ويعيشون بين ظهراني المسلمين، وهذا الوضع خاصّ بأهل الكتاب كونهم يحملون معتقدات يصعب التّخلّص منها ويشاركون المسلمين في مجمل أصل الدّيانة. يقول ﷺ :«ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلّف فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة». (10) 
* الأسرى: عندما يقع المحارب في الأسر، فإنّه يفقد إمكانية العدوان ويتجرّد من وسائل الدفاع، ويتحوّل إلى مجرّد إنسان يتمنّى الحياة ويخاف الموت، لهذا الأصل لم يكن حكم الأسير في الخطاب القرآني كحكم المحارب في ساحة القتال، كما أنّ الخطاب القرآني يعلّم أتباعه التّعامل مع الأسرى بنخوة ورجولة وليس معاملة الغادرين. لذا فإنّ المصّرح به في القرآن الكريم أنّ الأسرى إمّا يسرّحون منّا و إمّا يسرّحون بمقابل مادّي. وفي جميع الأحوال لم يأمر القرآن الكريم صراحة بقتل من كان في وضعية الأسير، وتذكر مصادر السّير والمغازي أنّ اللّه تعالى عاتب النبيّ ﷺ على الأخذ برأي من اقترح فداء أسرى بدر ورفض رأي عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه الذي رأى أنّ يقتلوا نكاية في الأعداء وترهيبا لهم . فقال تعالى بعد أن حكم الرّسول ﷺ بقبول الفدية من قريش لإطلاق سراحهم:﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ، تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ، وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ، لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا ..﴾ (الأنفال:67-69).  
بل إنّ النبيّ ﷺ ينهى عن استثارة مشاعر العداء لدى غير المتدينين بدين الإسلام وبذلك يرتقي بالإنسان ويسمو بتصرفاته مع المخالفين له في الدين والوطن والعرق، ويجعل الإحسان إليهم والبر بهم والتسامح معهم قربة وعبادة. يقول الرسول ﷺ : «لا يقولنّ أحد إنّي خير من يونس بن متى» (11) 
وقد سجّل التاريخ الإسلامي صورا ناصعة في تأمين احتياجات غير المسلمين في المجتمع الإسلامي من ذلك في عهد النّبيّ ﷺ ، ما رواه أبو عبيد في كتاب الأموال عن سعيد بن المسيب أنّ رسول اللّه ﷺ تصدّق بصدقة  على أهل بيت من اليهود فهي تجري عليهم، ويضيف أبو عبيد أنّ صفية زوجة النبيّ ﷺ تصدقت على ذوي قرابة لها فهما يهوديّان (12) .
عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال: «كان سهل بن حنيف وقيس بن ساعد قاعدين  بالقادسيّة، فمرّوا عليهما بجنازة،  فقاما فقيل لهما إنّها من أهل الأرض أي من أهل الذمّة، فقالا: إنّ النبيّ ﷺ  مرّت به جنازة فقام، فقيل له إنّها جنازة يهودي، فقال: «أليست نفسا» (13). 
هكذا يقف ﷺ لجنازة يهودي حين ظنّ أصحابه أنّه إنّما فعل ذلك جهلا بالمتوفّى وبخاتمه الشّريف طبع رسالة خالدة: «أليست نفسا»، في إشارة واضحة جليّة أنّه يوجد دائما ما يجمعنا لنتعايش ويوجد مايوحدنا لنحيا معا. إنهّا الإنسانيّة القائمة على دعامة التّعايش السّلمي، والنبيّ ﷺ إنّما بعث ليظللّ العالم كلّه بظلال هداه و يقيم فيه الأمن والسّلام، يجمع البشريّة جمعاء تحت لواء اللّه إخوة متسامحين متعاونين  متعارفين. وتلك قيمة حضاريّة سامية في معاملة المخالفين لنا في الدّين والمعتقد،  وهي أعدل القيم التي تتّفق مع طبيعة هذا الدّين  القيّم والرسالة المحمديّة الخاتمة. بهذه الرؤية الشّاملة أسّس المنهاج القرآني لعمران إنساني شامل مشترك ووطن آمن يسع الجميع من غير  تعصّب للدّين أو للمعتقد أو للعرق  أو للّغة.
يدعو المنهاج القرآني إلى تعاون أبناء المجتمع البشري دون تفرقة أو عنصريّة أو عصبيّة دينيّة، فلا تفضيل لأمّة على أخرى إلاّ بالتّقوى وما تحقّقه للبشريّة من منافع، ويحارب كلّ لون من ألوان العصبيّة التي تدعو إلى الصّراع والتّفريق بين النّاس. إنّ القرآن الكريم يدعو إلى أنّ يعيش العالم كلّه في مجتمع واحد في أمن وسلام وحريّة وإخاء. ذلك هو الأصل في العلاقات الاجتماعيّة والإنسانيّة حتى لو تباينت الأفكار والمواقف،  بل إنّ هذا التّباين هو الذي يؤكّد ضرورة الالتزام بهذه القيم الخلقيّة (14).
الهوامش
(1) رفاعي (عاطف إبراهيم): صور الأعلام الإسلامي في القرآن الكريم- رسالة ماجستير- جامعة المدنية- العالمية (ماليزيا) 1432هـ/ 2001م- ص274.
(2) ابن فارس: مقاييس اللغة - 4/ 281 - مادة عرف.
(3) الرّفاعي (عبد الجبار): الدّين والضمأ الأنطولوجي- مركز دراسات فلسفة الدين ط1- 2006م- بيروت-ص 71
(4) المرجع نفسه -ص 27
(5) المرجع نفسه -ص 27.
(6) المرجع نفسه -ص 27.
(7) الرّفاعي (عبد الجبار): علم الكلام الجديد مدخل لدراسة اللاهوت الجديد وجدل العلم والدين ضمن موسوعة فلسفة الدين- مركز دراسات فلسفة الدين- ط1- 2016م- ص35.
(8) أبو زهرة ( محمد) : زهرة التفاسير – دار الفكر العربي : 2/576
(9) البخاري الصحيح – كتاب الديات – باب إثم من قتل ذميا بغير جرم – حديث رقم 6516.
(10) أبو داود: السنن-  كتاب الخراج و الفيء و الإمارة – باب في الذمي يسلم في السنة أعليه جزية- دار الرسالة العالمية –65 ط 1- 1430 هـ/ 2009 م – حديث رقم 3052.
(11)  البخاري : الصحيح – كتاب أحاديث الأنبياء- باب قوله تعالى : « وإنّ يونس لمن المرسلين». الصفات : 139 – حديث رقم  3231 .
(12) ابن سلام ( أبو عبيد) : الأموال – تحقيق  محمد خليل هزاس – دار الكتب العلميّة -  1406 هـ/1986 م  – بيروت -605 .
(13)  البخاري: الصحيح – كتاب الجنائز -  باب  من قام لجنازة يهودي – حديث رقم 1250.
(14)  أبو  زهرة (محمد):  العلاقات الدوليّة في الإسلام- مطابع  دار الجمهوريّة للصحافة  منشورات مجلة الأزهر 1436هـ  - ص13 وما بعدها / أبو سليمان  (عبد الحميد) الرؤية الكونية الحضارية القرآنية :المنطلق  الأساس الإصلاح الإنساني – منشورات المعهد العالمي للفكر الإسلامي – 1423 هــ 2003 م – ص163 .