قبسات من الرسول

بقلم
الهادي بريك
من هو محمّد صلّى الله عليه وسلّم؟ ( قراءة في خلقه وخصائصه وسيرته ) الحلقة الثالثة : محمّد عليه السّل
 عالجنا فيما أنف عنوانين من عناوين هويّته ـ ﷺ ـ : رسالته أو مهمّته من جهة وخلقه الكريم من جهة أخرى. نواصل معالجة عناوين هويّته الأخرى مبتدئين بعنوان البشرية إن شاء اللّه تعالى.
بين محمّد البشر ومحمّد النّبيّ : خلط شنيع في الغابر والحاضر
قد يتسلّل إلى القارئ المتدبّر للكتاب العزيز ضرب من العجب وهو يسمع آيات اللّه سبحانه تطرق طرقا كثيرا وكبيرا تأكيدا لبشريّة محمّد ﷺ. قد يسأل السّائل ـ واللّه يحبّ السّائلين العلم ـ : أليست تعلم مشركة قريش أنّ محمّدا ﷺ بشر مثلهم؟ بلى. وألف ألف بلى. أليس هو منهم؟ أليسوا هم آباءه وسلفه وأقرانه الذين عرفوه لأربعة عقود كاملات؟ أليسوا هم من ألبسوه خير ثياب بعد ثياب ربّه سبحانه، إذ ينادونه قبل البعثة لفرط علوّ قيمته الأخلاقيّة عندهم بالصّادق الأمين؟ لم لم ينكر عليه أيّ واحد منهم تأكيده في كلام ربّه إليه أنّه بشر؟ لم لم يقولوا له : أتهزأ بنا؟ ألسنا نعلم أنّك بشر مثلنا؟ من شكّ في بشريتك أو إرتاب؟ إذا كان ذلك كذلك فلم لا يبرح القرآن الكريم يؤكّد بشريته؟ هذا هو السّؤال المفتاح. والجواب عليه يسير. وقوامه أنّ البشريّة المحمّديّة في القرآن الكريم لا تعني البشريّة المادّية. إنّما تعني على وجه التّحديد : أنا بشر مثلكم ولا علاقة لي بالإلهيّة والرّبوبيّة والقدسيّة والسّبّوحيّة والملائكية. أنا رسول مبلّغ أمين ولا أعلم الغيب، وليست لي أيّة قدرات خارقة ولا معجزات من تلقاء نفسي. سياق كلّ هذ التّأكيد الذي ما فتئ الذّكر الحكيم يقرّره هو المبالغة العجيبة من لدن قريش في نبذها ـ تفصّيا من الوحي ليس إلاّ ـ أن يكون الرّسول بشرا مثلهم إذ يطلبون ملكا رسولا أو نبيّا ينفّذ المعجزات التي يؤمر بها من لدنهم. 
تلك هي العاهة الفكريّة التي أودت بكلّ الأقوام السّالفين. ذلك أنّ العقل الكفريّ واحد، فهو إذ يجابه بالحجّة البيّنة التي لا قبل له بإنكارها إنّما يتفصّى منها بدعوى أنّ النّبيّ الرّسول يجب أن يكون من طينة غير طينتهم. ولكنّ القرآن الكريم نفسه قاوم هذه الدّعوى الباطلة عقلا فقال لهم : «وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ»(1). أي لو جعلنا رسولنا إليهم ملكا ـ أي ليس بشرا ـ لجعلناه بشرا مثلهم يترجّل برجليه ويمشي في الأسواق، ويأكل ما يأكلون ولما آمنوا به إذ يلبّس اللّه عليهم بكفرهم الصّارخ الغبيّ ما به يجحدون. 
والمعنى العامّ هو أنّ الذي يمنعهم من الإيمان ليس نقصانا في الحجّة ولا بشريّة في النّبيّ المرسل وإنّما كبرهم وطغيانهم فحسب. ذلك أنّه لو نزل عليهم رسول ملك لقالوا بكلّ صفاقة ووقاحة : أنّى لنا أن نقتفي أثر رسول ليس منّا ولا مثلنا؟ هذا ملك معصوم وأنّى لنا بالعصمة؟ ولو كان ذلك كذلك لكان لهم ألف حجّة وحجّة في كفرهم. إذ أنّ الشيء لا يقتدي سوى بشيء مثله طينة. فإذا إختلفت الطّينة حقّ له أن يكفر. ولذلك إمتلأ الكتاب العزيز يؤكّد بشرية محمّد ﷺ من مثل قوله سبحانه : «وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ»(2). وقوله : «وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ»(3). أي أنّ رميك الحصى في وجوه المشركين لم يصبهم إلاّ بفضل من اللّه سبحانه. وهنا تكون قمّة التّوحيد وردّ الأمر إلى اللّه وحده سبحانه، إذ نفى عنه مجرّد فعل هو من قام به. بمثل ما نفى عن أصحابه قتل المعتدين في بدر الكبرى إذ قال : «فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ»(4).
تلك هي العقيدة الصّحيحة التي تعمل الصّالحات وفي الآن نفسه يعتقد صاحبها أنّ ذلك ما تمّ لولا اللّه سبحانه. إذ بقدر ما يتجرّد المرء من زهوه بنفسه ونسبة الأمر إليه ـ ولو كان وكاء حذاء أو ذبّ ذبابة ـ يكون على ملّة رمز التّوحيد الأوّل والأكبر. أي إبراهيم الخليل عليه السّلام. الذي أبى له ربّه سبحانه إلاّ أن يتجرّد من آخر تعلّق به بفلذة كبده إسماعيل، فأمر بذبحه هو بنفسه بمدية في يده. تلك هي أعلى قمّة التّوحيد العظمى، فمن عانقها أو قاربها فهو المؤمن الحقّ. 
ومن قوله سبحانه مؤكّدا بشرية نبيّه محمّد ﷺ : «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ»(5). ومثل هذا كثير. والمقصد الأسنى منه هو : قطع دابر عبادة النّاس نبيّهم الذي أرسل إليهم لعبادة ربّهم الحقّ. وهو الأمر الذي تنكّبته النّصارى ومازالت منذ أزيد من ألفي عام. 
وحتّى لا يتكرّر الأمر نفسه في شريعة الإسلام الخاتمة فإنّ تأكيد اللّه سبحانه لبشريّة نبيّه محمّد ﷺ إحتلّت من الكتاب العزيز الأخير الذي إحتلت. ومن ذلك قوله سبحانه: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ»(6). 
والحقيقة أنّ تأكيد مبدإ (الرّجاليّة) في نبوّة الأنبياء كلّهم تشبّع به الكتاب العزيز تشبّعا كثيرا. ولكن إختلط الأمر هنا حتّى في ذهن بعض المفسّرين والعلماء الذين زعموا أنّ (الرّجاليّة) هنا هي في مقابل الأنثويّة. ومن ذلك إنخرطوا في حوار عقيم قوامه : هل تكون المرأة نبيّا أم لا؟ وهو خطأ دون ريب لأنّ السّياق في ذكر قيمة (الرّجاليّة) في القرآن الكريم هو سياق تأكيد بشريّة النّبيّ ـ كلّ نبيّ ـ ردّا على طلب المشركين في الغابر والحاضر إرسال ملك رسول. ولا علاقة للأمر بالذّكورة والأنوثة. (الرّجاليّة) في هذه السّياقات هي نسبة إلى الرّجل بالمعنى اللّسانيّ. أي الذي يمشي على رجليه فهو بشر ككلّ بشر وليس هو ملك لا يمشي فوق الأرض. ومن غاب عنه سياق أيّ شيء ـ أيّ شيء مطلقا ـ فلا حظّ له في فهم صحيح. ومن ذلك قوله سبحانه متحدّثا عن أنبيائه : «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً »(7). ولو كان المرسلون ملائكة ما كان لهم أزواج وذرّية. ولك في سورة الإسراء المكّيّة حوار طويل بين المشركين وبين محمّد ﷺ، إذ طلبوا منه ما لا يقدر عليه البشر من مثل أن يصعد في السّماء رقيّا ويأتي لهم بكتاب في قرطاس يلمسونه بأيديهم وأن يكون له من الجنان والماء والزّخرف والمعارج ما لا يكون إلاّ في الجنّة الحقيقيّة في الآخرة، بل بلغ بهم العتوّ كبرا وجحودا وصلفا أنّهم ورّطوا أنفسهم فيما تورّط فيه الإسرائيليّون من قبلهم، إذ قالوا لنبيّهم : أرنا اللّه جهرة. وغير ذلك ممّا يقع فيه كلّ متكبّر مغرور. فكان رده ﷺ عليهم : «قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا»(8).
المقصود من تأكيد الطّبيعة البشريّة لكلّ نبيّ نفي أيّة صلة له بالإلهيّة وتوفير القدسيّة المطلوبة للّه وحده سبحانه والتّوحيد الكامل له وحده سبحانه. فإذا إختلط ذلك مع النّبوّة، فأيّ معنى للعقيدة الصّحيحة إذن؟. تلك هي لؤلؤة الإسلام التي لا تنطفئ إن شاء اللّه حتّى يوم القيامة على ما في الإنسان من عاهات وقصورات وفي الأمّة مثل ذلك. ومن أمثلة ذلك تأكيده سبحانه أنّ محمّدا لا يسمع الموتى وأنّه لا يهدي من أحبّ ولا ينقذ من في النّار وأنّه ميّت ككلّ حيّ. وسبحان الحيّ الذي لا يموت. وقوله لهم:«وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ»(9). وأنّه لا يملك لهم ضرّا ولا رشدا. وغير ذلك كثير في القرآن الكريم بغرض تجريد التّوحيد الخالص للّه وحده سبحانه وتخليص العبادة له وحده سبحانه. وليظلّ النّبيّ ـ كلّ نبيّ ـ مبلّغا عن ربه رسولا منه ونذيرا وبشيرا.
العجب العجاب هو أنّ كلّ هذا التّأكيد لبشريّة محمّد ﷺ لم ينته مفعوله بذهاب المشركين. إنّما تواصل مع بعض المسلمين المعاصرين الذين يبالغون في تقديس النّبوّة بما يخدش حرارة الإعتقاد الإلهيّ الواحد. والحقيقة أنّ بعض الذين حملوا كبر هذا هم من أدعياء التّصوّف. والتّصوّف منهم براء. ليس كلّ متصّوف. ولكنّ الإنحراف الذي يصيب أهل كلّ تيّار قليلا أو كثيرا لم ينج منه كثير من متصوّفة الأمس ولا متصوّفة اليوم. وهنا خيط دقيق رفيع قلّ من يحكم ضبطه ويمسك عرفه، إذ أنّ حبّ محمّد ﷺ إذا لم تكبح أجمحته فإنّه يفضي بصاحبه وبدون شعور منه إلى خدش عقيدته. ألم يكد يقع في هذا رجل هو عندي أعظم رجل في الإسلام بعد أبي بكر، أي الفاروق الذي خلع عليه ـ ﷺ ـ من الأوسمة ما به تنوء الأرض؟ أجل. وذلك عندما مات ﷺ وصدم الفاروق بذلك بأثر من حبّه إيّاه حبّا عظيما وهو الحصيف الرّشيد الذي فتح اللّه له في الأصول العقليّة فتوحات ما فتح اللّه بها على غيره في تاريخنا حتّى اليوم على الأقلّ. عندها خرج على النّاس بسيفه زاعما أنّ محمّدا لم يمت وأنّ اللّه رفعه إليه، وظلّ كذلك والنّاس يهابونه حتّى جاء الصّدّيق وقرأ عليه قوله سبحانه : «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ»(9). فعاد إليه رشده. وقال الصّديق : من كان يعبد محمّدا فإنّ محمّدا قد مات ومن كان يعبد اللّه فإنّ اللّه حيّ لا يموت . أرأيت كيف أنّ الحبّ ـ ولو كان حبّ خير من يحبّ ـ إذا لم تضبطه الشّريعة يمكن أن يكون ضلالا؟ فكيف بمن هو دون الفاروق عقلا؟ وهل يزعم أحد أنّه يساوي الفاروق رشدا؟ لمثل هذه الضّلالات التي لا ينجو منها بشر كان تأكيد اللّه سبحانه لبشريّة رسله ـ سيما خاتمهم محمّد ﷺ ـ تأكيدا كبيرا عظيما. وما ذلك سوى لأجل حفظ بؤبؤ الإعتقاد. أي توحيد اللّه سبحانه توحيدا لا يشاركه فيه لا ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل.
أيّ معنى معاصر لتأكيد نبوّة محمّد عليه السّلام؟
أستأذن كلّ مسلم ومسلمة لأهمس في آذانهما بهذه النّصيحة. وهي أنّ كلّ ما ورد في الكتاب العزيز ـ كلّه وبدون أيّ إستثناء ـ لا بدّ أن تكون له متعلّقات معاصرة. وليس فيه أيّ شيء ـ كبر أم صغر ـ مضى وإنقضى وولّى. من قرأ الكتاب العزيز بمثل هذه القراءة المعاصرة ـ أي إلتقاط المعنى المعاصر لكلّ شيء فيه ـ فقد أحاط بإذن اللّه سبحانه وحده بكلامه القديم وبأثره الجديد. ومن غفل عن ذلك فالكتاب عنده ككلّ كتاب يكاد يندرس. أو هو كتاب غلبت عليه الصّبغة التّاريخيّة. إذ لم تعد لبعضه منافع معاصرة ولا مصالح حاضرة. ومن هنا تبدأ تسلّلات العلمانيّة وبناتها. وقد تتّخذ لها في صدور كثير من المؤمنين محاضن دافئة. وهم يظنّون أنّهم على الحقّ المبين والصّراط المستقيم.
المعنى المعاصر لتأكيد القرآن الكريم بشرية محمّد ﷺ هو أن ينضبط ورثة الأنبياء ـ سيما العلماء والدّعاة والفقهاء والخطباء وأهل الدّعوة والمنتسبون أو المنسوبون إلى مثل هذا ـ بهذا الضّابط : أن يلزموا بشريتهم فلا يستكبروا على البشر بإسم الدّين ووراثة النّبوّة. وألاّ يزعموا لأنفسهم علما أوتوه رؤيا مناميّة أو فتوحات أكرموا بها وعقول النّاس من حولهم لا تدركها. ذلك قد يوقع كثيرين ممّن حولهم ـ ممّن يسمّون قديما مريدين وحديثا جمهورا ـ في تقديس أولئك العلماء والخطباء. ومن هنا ينشأ الشّرك الذي يعوّق سلامة التّوحيد الصّافي. والثّمرة المرّة هي : علوّ أولئك الخطباء يحكون رجال الدّين في الدّين الآخر ونشأة القهر الدّينيّ الذي دمّر أوروبا دهرا من الزّمن طويلا حتّى ثارت ثائرة الأحرار ضده. وليست الأمّة بمنأى عن ذلك ولا بمنجإ إلاّ بعصمة تفكّك كلّ حلقات الإشتباك بين الإلهية المقدّسة الجديرة وحدها بالسّبّوحية والكبرياء وبين البشريّة حتّى لو كان صاحبها رسولا في قامة الخاتم محمّد ﷺ.
الخطاب القرآنيّ الكريم إذن وهو يؤكّد بشرية محمّد ﷺ هو خطاب متعدّ وليس خطابا لازما. أي على معنى أنّ المقصود به هو أصالة ـ ﷺ ـ ألاّ ينحرف المحبّون في حبّه حتّى يضلّوا السّبيل فيسوّون بينه وبين اللّه سبحانه ولو قربى زلفى كما يفعل المشركون مع أصنامهم قديما. والمقصود به من بعد ذلك كذلك كلّ من سلك أثره ﷺ فهو وريثه في العلم والتّوجيه أن يكون في النّاس كما كان رجال الدّين الآخرين مع النّاس. إذ حذّرنا من ذلك تحذيرا رهيبا في قوله سبحانه : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ»(10). 
وربّ وريث للنّبوّة يجعل من نفسه ـ أو يجعل منه أتباعه ـ قدّيسا لا يخطئ وشبه نبّيّ وجبت طاعته، وهو في الحقيقة صادّ عن سبيل اللّه سبحانه. كلّ ذلك لحماية الإعقتاد الإسلاميّ الذي هو بؤبؤ عين الحياة وضمير الإنسان. وذلك هو معنى أنّ من مات لا يشرك باللّه شيئا دخل الجنّة على ما كان من عمل. ذلك أنّ من يتغلغل التّوحيد الصّافي في قلبه بمثل ما تغلغل في فؤاد الخليل عليه السّلام، فإنّه لا يكون منه من العمل إلاّ ما كان صالحا أو دون ذلك. ولكن لا يكرّ على عقيدة التّوحيد.
الهوامش
(1) سورة الأنعام - الآية 9
(2) سورة الأعراف - الآية 188
(3) سورة الأنفال - الآية 17
(4) سورة الأنفال - الآية 17
(5) سورة الحجر - الآية 97
(6) سورة النحل - الآية 43
(7) سورة الرعد - الآية 38
(8) سورة الاسراء - الآية 93
(9) سورة الأحقاف - الآية 9
(10) سورة التوبة - الآية 34