نعمان العش |
لماذا نطرح مسألة الحرّية والعنف؟ : 61 - 2014/07/24 |
العنف والحريّة ثنائية داخل الفكر الفلسفي السّياسي ومفهوم التّاريخ، فهلاّ يحدث أن ينظر في هاتين المسألتين دون أن يكون ثمّة من تلازم بينهما؟ إنّ التّلازم القائم بينهما لا يخلــو من مفارقة، ذلك أنّ العنف يمارس تحت راية الحرّيـــة، ومع ذلك فإنّ ممارسة العنف تنتهك الحرّية، الأمـــر الّذي يجعـــل من التّـــلازم بين العنف والحرّية موضـــوع توتّر يبعث على التّســـاؤل عن وجوده، فأيّة دلالـــة يتّخذهـــا العنف في الفكر السّياسي؟ وعلى أيّ نحو تتحــدّد علاقة العنـــف والحرّيــــة ؟ وأيّ دور اتّخــــذه العنف بالنّسبـــة إلى علاقـــة الإنسان بالآخـــر؟ وهل أنّ واقع العنف تنتجـــه حرّية الإنسان أم إنّ تطوّر العلاقـــات البشريّة تاريخيّا هـــي الّتي أفرزت هذا الواقـــع؟ وهل العنف ضرورة لا بدّ منهـــا عند الحديث عن حرّية الإنسان أم أنّ هذه الحرّيــة لا تستقيــم إلاّ عبر مواجهة العنف ووضع حدّ له؟ وبالتّالي، أيّهما يحدّد الأخر؟ الحرّية أم العنف؟ |
اقرأ المزيد |
مقالة في الثّقافة السّياسية : 60 - 2014/07/10 |
لكم تغمرني بالنّشوة أبيات للشّاعر العربي الكبير «أبو نواس»: دَعْ عَنْكَ لَوْمي فـإنّ اللّوْمَ إغْـــــرَاءُ ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الـــــــــدّاءُ صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتهـــا لَوْ مَسّها حَجَــرٌ مَسّتْــهُ سَـــــــــرّاءُ مِنْ كف ذات حِرٍ في زيّ ذي ذكـرٍ لَها مُحِبّانِ لُوطــيٌّ وَزَنّـــــــــــــــاءُ قامْت بِإبْريقِها، والليــلُ مُعْتَكـــــــِرٌ فَلاحَ مِنْ وَجْهِها فـــي البَيــتِ لألاءُ فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريــق صافيَــــة كأنَّما أخذَهـــــــا بالعيـــنِ إغفـــــاءُ رقَّتْ عَنِ الماء حتى مـــا يلائمُهـــا لَطافَةً، وَجَفا عَنْ شَكلِهــا المـــــــاءُ فلَوْ مَزَجْتَ بها نُـــوراً لَمَازَجَهــــــا حتــى تَوَلدَ أنْـــــوارٌ وأَضــــــــواءُ دارتْ على فِتْيَة دانً الزمانُ لهــــمْ، فَما يُصيبُهُــــــمُ إلاّ بِمـــا شـــــاؤوا لتِلكَ أَبْكِـــي، ولا أبكــــي لمنزلــــة كانتْ تَحُلُّ بهــــا هنــــدٌ وأسمـــــاءُ حاشى لِدُرَّة َ أن تُبْنَى الخيــامُ لهــــا وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْــلُ وَالشّــــــاءُ فقلْ لمنْ يدَّعِي فــي العلمِ فلسفـــــة ً حفِظْتَ شَيئًا، وغابَــتْ عنك أشيــاءُ لا تحْظُر العفوَ إن كنتَ امرَأَ حَرجًا فَــإنّ حَظْرَكَـــهُ فـي الدّيــــن إزْراءُ وحالي يقوله لساني «أليست تونس اليوم، وهي كمثل النّبيذ لونه وطعمه قد يكون لمعاقره جمال، وأنا، مثلما رأى أبو نواس إبريق مدامته في خياله صفراء، أرى تونس في خيالي خضراء لا تنزل الأحزان ساحتها، أمّا حالي فلا يختلف في قليل أو كثير عن حاله فما سكر أبو نواس بخمره وما سكري بتونس لأنّه ينظر إلى خمره وأنا أنظر إلى تونس وكلانا دان الزّمان لنا فما يصيبنا إلا بما شئنا». |
اقرأ المزيد |
مقالات بديع الزمان الهذياني: عناوين الإرهاب : 58 - 2014/06/12 |
قد لا يستوي الحديث عن مقاربة بين الإرهاب والرّهاب [1] إلاّ بما يكوّنه توثيقا لعلاقة نجاة من الهلاك اجتمع عليها - كنتيجة - عدد من النّاجين رغم اختلاف أسباب نجاتهم، بيد أنّ المقاربة تحدّدت لها شراكة لا يكتفي بإباحتها ما يكون لها من نتائج موثّقة بل يوثّق لها صلة تجعل من الإرهاب والرّهاب متّصلين غير منفصلين، إنّه الخوف المتواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرّد التفكير فيها. دعونا نفكّر فيها، هذه المواقف والنّشاطات، ونحن نقتفي آثار مقامات الهمذاني فنعرضها وكأنّنا، إذ نقتبس من أسلوب بديع الزّمان قراءة « هرمينيطيقية » [2] لما يمكن أن يكون واقعا أو يراد له أن يكون الواقع ثمّ نستأنف النّظر فيكون فيه من التّأمّل الفلسفي ما قد يحوّله إلى مشروع نظر ممكن يناشد الثّورة لتستأنف فتتواصل. بعض وجوه هذه المواقف أو النّشاطات سوف نتلوها بأسلوب يقتنص من المقامات رمزيتها فنسمّي مقامتنا: |
اقرأ المزيد |
دولة المؤسسة وتعدد أجهزة السلطة : 53 - 2014/04/03 |
إنّ القواعد الأساسية لثقافة ما، وهي الّتي تحكم لغتها وصورها الحسّية وتبادلاتها وتقنياتها وقيمها وتناسق ممارستها، تحدّد منذ البداية لكلّ إنسان، النّظم التّجريبية الّتي يلتزم بها ويوجد فيها، ومن جهة أخرى، فالنّظريات العلمية والتّأويلات الفلسفية تقوم ببيان: • أسباب وجود النّظام، • والقانون العامّ الّذي يخضع له، • والمبدأ الّذي يوضّح بدوره لماذا كان هذا النّظام دون غيره، إلاّ أنّه، بين هاتين المنطقتين المتباعدتين، يطغى مجال وسيط لا يقلّ أهمّية عن الأوّلين، إنّه يبدو أكثر غموضا وتداخلا، فهو بالتّالي أشدّ استعصاء منهما على التّحليل. هكذا تتنقّل الثّقافة تدريجيا، بالنّظم التّجريبية الّتي تحدّدها قواعدها الأوّلية، لتؤسّس مسافة أولى تفصلها عنها وتفقدها شفافيتها الأساسية، وعلى قاعدة الوضعية تتكوّن -في عمق هذا النّظام- النّظريات العامّة لنظام الأشياء والتّأويلات الّتي تستدعيها. هذه التّجربة هي الّتي نريد إخضاعها للتّحليل ونريد، بالتّبعيةّ، معرفة مصيرها في الحضارة الغربية الّتي أبرزت أنّه كان ثمّة نظام يحكمها وأنّ قواعد هذا النّظام هي الّتي تمنح للتّبادلات قوانينها ولعبارات اللّغة تسلسلها وقيمتها المميّزة. هذا التّحليل لا يعتمد تاريخ الأفكار أو العلوم بل إنّه دراسة تبذل جهدا كبيرا للتّنقيب عن الأسباب الأولى الّتي جعلت من هذه المعرفة أو تلكم النّظريات ممكنة ووفق أيّ نظام تشكّل العلم وفي عمق أيّ « ما قبليّ » تاريخيّ وفي أيّ إطار لأيّة وضعيّة positivité ظهرت الأفكار وتكوّنت العلوم وانعكست العلوم في الفلسفات وتكوّنت العقلانيات الّتي قد تنتكس أو تندثر فيما بعد. |
اقرأ المزيد |
أركيولوجيا المواطنة... مفهوم السّيادة وجدلية الحقوق : 52 - 2014/03/20 |
إذا اعتبرنا أنّ سيادة الإنسان على ذاته هي جزء لا يتجزأ من سيادة الشّعب على ذاته، فإنّ حقوق الإنسان هي أيضا جزء لا يتجزّأ من حقوق الشّعوب ومن حقّها في أن تحكم نفسها بنفسها، لذلك فإنّ سيادة الشّعب ومسألة التّحرّر هما شرطان ضروريان متلازمان لتطبيق حقوق الإنسان وضمانها في الواقع ويمكن التّأكيد على أنّ الدّيمقراطية كنظام سياسيّ هي الضّمان الوحيد لتكريس حقوق الإنسان داخل المجتمع المدني، لكنّ ذلك يستوجب وجود قوانين ومؤسّسات قادرة على أن تحمي هذه الحقوق من أيّ شكل من أشكال المصادرة. ولذلك وجب التّمييز بين مفاهيم السّلطة والدّولة والنّفوذ ووجب الوعي بموجبات هذا التّمييز. |
اقرأ المزيد |
أركيولوجيا المواطنة : 50 - 2014/02/20 |
لماذا يعتقد بعضهم أنّه ثمّة طوباوية متأصّلة لدى البشر تتمثّل في الوصول إلى حالة من إلغاء الدّولة والعودة المتحضّرة بالمجتمع البشري إلى وحدته الأصيلة في ظلّ تنظيم ذاتيّ طوعيّ دون أيّ تسلّط فوقيّ؟ فهل الطّوباوية ناتجة عن يأس البشر من ترشيد السّلطة والحدّ من عنفها الّذي وصل إلى حدّ جعل بعض الحقوقيين العقلاء يرفعون شعار: « دولة أقلّ ومجتمع مدني أكثر» على أساس أنّه كلّما كان المجتمع المدني ضعيفا كلّما كانت الدّولـــة قويّـــة وكانت سلطتهـــــا في ممارسة القمع لا تقاوم؟ إنّ الرّغبة في الحدّ من نفوذ المتسلّطين يكاد يكون في عصرنا الحالي قاسما مشتركا بين عموم البشــــر، إذ أنّ الأحداث العالمية المتّسمة بالإبادة والقتل والإرهاب المنظّم أصبحت تشاهد في جميع أنحاء العالم، وأصبح أيّ فرد يمكنه، في دقيقة واحدة، أن يعاين أحداث الدّمار الحاصلة في كلّ أنحاء العالم عبر وسائل الإعلام السّمعية والبصرية، وهذه المشاهد، بدورها، تدمّر ضميره ونفسيته ومعنوياته، لأنّه يقف عاجزا عن ردّ الفعل تجاه سلطة الظّلم والاستبداد الّذي تمارسه دول بعضها في قمّة التّقدّم وبعضها في درك التّخلّف. |
اقرأ المزيد |
متأصّل ومستأصل مشروعان: متناصر ومتناظر : 49 - 2014/02/06 |
أفراد كثيرون من أبناء الشّعب الفاضل يقرؤون ما يرد في وسائل الإعلام المكتوبة أو هم يسمعونها أو يشاهدونها، ولعلّي - وأنا أحد هؤلاء الأفراد- أقحم في ذاكرتي سؤالا أبيحه في كلّ لحظة قراءة أو سماع أو مشاهدة ليكون السّؤال المزمن المستقرّ في قعر الذّاكرة فلا تكون ذاكرة مشوبة بالإهمال والنّسيان ولا يكون السّؤال إلاّ قدَرًا على الذّاكرة فلا تنسى ولا تهمل. أمّا السّؤال فهو التّالي: هل تشحن أذهان أفراد الشّعب بعملية الإرجاع والرّبط بين كلّ ما يتكتلّ فيها ممّا يُقرأ أو يُسمع أو يُشاهد من أخبار وتحاليل وتقييمات وردود فعل ترد عن إعلاميين وسياسيين؟ ما أريده ليكون رهانا يبرهن على نجاعة سيل الإعلام الرّهيب بأن يكون رصيدا يوافق الوطنية ويطابق أهدافا لثورة وطنية يتمثّل في أسئلة أكثر كثافة: * هل أنّ كلّ مصادر الإعلام هي مصادر وطنية؟ * هلا تكون عملية بثّ الإعلام عملية وطنية؟ |
اقرأ المزيد |
ثلاثة أسئلة إلى النخبة (16) : 48 - 2014/01/24 |
إنّ عمق الجواب يحتاج إلى الإقرار بتوفّر القادرين على الفهم وعلى القراءة وعلى ترجمة كلّ ذلك في قراءة تحليلية علمية موضوعية، لكنّني أعجز عن التّسليم بتوفّر هؤلاء القادرين الّذين وإن وجدوا فإنّهم يطمسون بوعي أو بدون وعي تلك القدرة بتدخّل لم أجده محذوفا في كلّ ادّعاءات التّحليل والتّفسير لما حدث في تونس بين 17 ديسمبر 2010 و14 جانفي 2011 لإيديولوجيا مغرضة تفتقد لذاكرتي التّاريخ والتّحيين أو لمنفعية مذلّة للتّاريخ وللإنسان الكريم وللوطن أو لأجندة دعوني أدّعي بأنّها أجنبيّة قد أجزم بأنّ فصولها لا تتضمّن المصلحة الوطنية وقيمتي الحرّية والكرامة. « إنّ الثّورة التّونسية انطلقت يوم 17 ديسمبر عندما انتحر الشابّ محمّد البوعزيزي في سيدي بوزيـــد وتواصلت الأحداث بصفــة تدريجية ولم تصبح الثّورة شاملـــة وعارمـــة في كامل البـــلاد إلاّ في شهر جانفـــي 2011 وبلغت مرحلة متقدّمـــة يوم 14 جانفي يوم هروب بن علي، أي أنّ سقوط بن علي كان تتمّة لمرحلة أولى من الثّورة التّونسية الّتي لم تنته بعد ومازالت متواصلة إلى أن تحقّق أهدافها ». هذا القول للمرّخ عميرة علية الصغير نحاول أن نخلص به إلى قراءة أولى تفيد بأنّ الثّورة شرعت يوم 17 ديسمبر 2010 واكتمل شوط إنجازها يوم 14 جانفي 2011 ليمكث السّؤال الّذي تتضمّنه عبارة المؤرّخ متى تكتمل الثّورة؟ شرط التّمام يجعله المؤرّخ في تحقيق أهداف الثّورة. |
اقرأ المزيد |
في الثورة: يقولون « ثورة » في تونس مريضة، قلت ... : العدد 47 - 2014/01/10 |
لن نتملّك القدرة على وصفه فاقدا للمناعة كلّ قول أو رأي أو موقف يسبق التّفكير في موضوع، وسوف نعجز عن وصفه بالوجاهة كلّ قول أو رأي أو موقف عبّر أو وصف أو تقرّر وهو فاقد لمقوّمات منهجية تجعله وجيها، فهل يمكن أن نستبيح ساحة الحدث منذ 17 ديسمبر 2010 فنصفه بالثّورة؟ وهل لنا أن نبطل موقف من يعنّ له أن يصفه باللاثورة؟ إنّ الميل إلى أحد الرأيين أو الإقرار به لن يكون، في واقع الحال، مختلفا عن كلّ ميل يسبق الإقرار بكليهما، فمالّذي يبرّر لنا هذا الموقف؟ ثمّة تصوّرات بعضها يستمدّ من أنساق فكرية أو فلسفية وبعضها الآخر تدعمه نصوص دينية وكثير منها لا يفارق الدّغمائية والكليانية الموصولة بإيديولوجيات لم تكن بنيتها المرجعية إلاّ مؤسّسة لبؤس الاستبداد. كلّ ذلك يبطل القدرة على تحديد صارم لمفهوم الثّورة، ولكن هل عسانا نتراجع نكوصا لنصف الحدث بأنّه بعيد عن الثّورة الّتي كان الشّعب يطمح إليها وهو في الآن نفسه يسعى للكشف عن شروط تحقّقها، ومن عناصره من يتهيّأ لقيادتها بإعداد لـ: * أفكار تستمدّ من مرجعياته الفكرية أو الإيديولوجية أو الدينية وتصوّرات مناسبة لشكل الثّورة المرجوّة وأطروحات وبرامج ورؤى حول طبيعة الثّورة وأهدافها الّتي يجب تحقيقها. * أسلوب إنجاز الثّورة الّذي يجب أن يوافق المرجعيات الفكرية أو الإيديولوجية أو الدينية ويعكس أفكار الثّورة وأهدافها. |
اقرأ المزيد |