طه كعنيش |
الامتحانات المدرّسيّة بتونس بين جدل المعياريّة وزبونيّة الممارسة (2/2) : 180 - 2022/07/01 |
تعرّضنا في الحلقة السّابقة بالعدد 179، إلى أنّ الامتحانات المدرسيّة بالسّياق التّونسي طغى على وظائفها البعد الجزائي. وحتّى بعد تحوّل التّقييم من تقليدي إلى معياري في ظلّ مقاربة التّعلم بالكفايات لتقدير مدى تحقق الكفاءات في ضوء ما يتحدّد من أداء، باعتماد معايير ومؤشرات... ظلّ المقصد من الاختبار إحصاء نسب التّملك الأدنى وما دونه والأقصى وما فوقه من تمّيّز.. ولم تهتمّ المنظومة كثيرا بتقصّي التّعثر وأسبابه وتمحيص الاشكاليّات والنّقائص مما فاقم الرّسوب والتّسرب المدرسي منذ التحاق المتعلم بالإعداديّة. ونظرا لترّدي الخدمات وارتفاع كلفة التّلميذ على المجموعة الوطنيّة، شاعت فكرة تعميم النّجاح المدرّسي. |
اقرأ المزيد |
الامتحانات المدرسيّة بتونس بين جدل المعياريّة وزبونيّة الممارسة (1/2) : 179 - 2022/06/03 |
نحن في خضمّ وعلى أعتاب إجراء امتحان آخر السّنة، وتختزل المدرسة التّونسيّة حتّى في ظلّ مقاربة التّعلـم بالكفايـات وظائف التّقويـم، في ما هـو جزائـي (تثمين أو تبخيس). ولم تتساءل المنظومة من بعد الثّورة عن أوزار الامتحان المدرسي وقد اقترن بظواهر ملتصقة به مثل الرّسوب الذي نتعامل معه من منطلق اقتصـادي تربـوي(عدد ساعات التّدريس- عدد التّلاميذ في القسم- نسب التّملك الأدنـى والأقصـى- كلفة التّلميذ على المجموعة الوطنيّة...). هل سنستمرّ في التّلويح بالآليّات المقنّنة والمحمولـة على تعميم النّجـاح المدرّسي أو التّبشير بالخطوات المقطوعة في رأسمله سياسة تقييم ذات طابع كمّي جزائي، لا تهتمّ كثيرا بالتّعثر وأسبابـه ولا تفيـد في فهـم عوامـل القصـور المتسبّبـة في تراجـع نسب النّجــاح في المسابقات التّي شاركت تونس فيها مع بعض البلدان العربيّة على المستوى الدّولي؟. هل سنستمرّ في التّستّر عمّا يعتري الامتحانات الوطنيّة من هنّات وتفاقم معدلات الرّسوب والتّسرب المدرّسي ممّا هو دليل على فشل المؤسّسة وليس فشل التّلميذ فحسب؟. |
اقرأ المزيد |
صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016: «منزعجون حول مستقبل الثّقافة في تونس» : 105 - 2016/04/07 |
هذا العنوان مقتبس من تصريح نائب رئيس الهيئة التّنفيذية لتظاهرة صفاقس عاصمة للثّقافة العربية 2016، وذلك على إثر استقالته منها، وكان قد قال:«أنا منزعج حول مستقبل الثّقافة في تونس». فما الدّاعي لقوله ذاك؟ وهل هناك من مظاهر تدعو للقلق حول واقع الثّقافة وأساليب التّعاطي مع تظاهراتها؟ هل من خلل في طرق تمويلها؟ وماهي معالم المشاريع الكبرى أو المتمّمة المراد تفعيلها خلال تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 وأين عسى أن تكمن نقاط التّحفّظ والاختلاف في النّظر للتظاهرة التّي دعت لاستقالة أكثر من عضو من لجانها وما هي الإرتسامات والتّساؤلات التّي نخرج بها في الختام؟ |
اقرأ المزيد |
رباعي تونس يظفر بجائزة نوبل قبل إيران: باب المعراج أم سياق الاستدراج؟ : 95 - 2015/11/13 |
يوم 9 نوفمبر 2015 وعلى وقع الانتفاضة في فلسطين نظّمت مؤسّسة رئاسة الجمهوريّة التّونسيّة حفل استقبال رسميّ على شرف الرّباعي الرّاعي للحوار الوطني بتونس(1) تثمينا لفوز تونس بجائزة نوبل للسّلام العالميّة، التّي ترشّح إليها أيضا بابا الفاتيكان والمستشارة الألمانيّة «أنجيلا ميركل». جاء في بيان لجنة نوبل أنّ منحها الجائزة كان بسبب: «مساهمتها المهمّة والحاسمة في بناء دولة ديمقراطيّة تعدديّة في تونس في أعقاب ثورة الياسمين العام 2011». لم يقترح لنوبل «بوتين» ولا أيضا «لافروف» القائمين بالوساطة بين النّظام السّوري والمعارضة على الرّغم من موقفهما المعروف من الإرهاب. كذلك تغلّب الرّباعي على «ظريف» و«كيري» وأمكن له وضع كليهما على التّماس. فهل سبب ذلك كون معاهدة النّووي في صيغتها المعلنة بين إيران والولايات المتّحدة مكسبا لشقّ المقاومة والممانعة على حساب أمن الكيان الغاصب؟ نحن في المقال لن نحقّق في ذلك لكن يحدونا شكّ أنّ الجائزة أتت مكرمة لجهد بنّاء مبذول على خطى الدّيمقراطيّة والأحرى أنّ سياق نيلها منفصل تماما وأنّه يجري ضمن دائرة اللّجنة حول أجندا قائمة أحد فصولها نظرة الحائز للجائزة للسّلام مع العدوّ.. البعض يكذّب والبعض يصرّح هيهات، فأن تقولوا إنّ الجائزة لا علاقة لها اليوم بفلسطين فالحقّ أنّ كلّ العالم ألقي بوجهه شطر فلسطين وهرول نحو مقدساته فيها. وسواء حضرت فلسطين في أذهان أعضاء اللّجنة أم غابت، وسواء أجاء صدقا ما صرّحوا به عن ثورة الياسمين أم كذبا.. فعليهم أن يثبتوا وجود معايير إسناد منصفة في لجنة اشتهر أنّ مداولاتها سريّة ولا يرشح منها شيء منذ خمسين عاما. |
اقرأ المزيد |
علامات في نزف الثورة : 51 - 2014/03/06 |
ضمن أجندات أعدتها مخابرات عالمية وصهيونية، أشبه ما تكون بالدراما التراجيدية في توظيف مآسي الناس ثمّ في إطار مشروع مشبوه التخطيط والإنجاز كانت التغذية المسترابة للفكر المستنير (ومنه التونسي) بأفكار وهابية تكفيرية موصوفة التمويل بالدولار والسلاح من دويلات خليجية مسكونة بأفيون المال وفوبيا زوال العرش، ليتواصل في الوطن العربي وتونس مسلسل القتل والتخريب وزرع الفتن وهتك الأعراض من قبل مجموعات إرهابية بمطامع مادية وخلفية تشذّ عن قاعدة التـّدين السّمح وأخوّة الإنسانية لتستهدف الاستيلاء على العملية السياسية وخطفها لفائدة أعوان وبطانة النظم المهيمنة في المنطقة و بأياد لا تخرج عن كونها مجموعة أو «عصبة سياسية عسكرية منظمة». |
اقرأ المزيد |
الثورة التونسية بين عفن الموروث و معلمة الكهنوت : العدد 47 - 2014/01/10 |
بعد ثلاث سنوات أصبحنا ندرك مقولة المؤرخ الفرنســـي « Jacques Sole» الذي ميّز بين الثّورات الفاشلة والظافرة. (1) فالثّورات الفاشلة لا تستحق في نظره، نعت الثورة لأنها انتهت إلى الفشل؛ لكنها تبقى مع ذلك غنية بالمعلومات عن « الثّوريين الذين حاولوا قيادتها إلى النجاح». ونحن نقول على طريقتنا: قد بتنا نعرف باليقين من هم الثّوريون الذين يتلبّسون بلبوس الثّورة وأمخاخهم مجردة منها فهم عبء عليها وهم في حكم الموات تاريخيا، ولكن للأسف لم نعرف أضدادهم. أمّا الثورات الظافرة فهي التي يقودها ثوريّون حقيقيون وأنا أقول لا معنى للظفر بلا وقود، وقود بديناميات الثورة ومنطق الحقبة ليفضي إلى تغييرات وإلاّ فلنغرد كما غرّد برتراند راسل عمّا أسماه ب «موت الفاعل التاريخي». |
اقرأ المزيد |
إشكاليات التربية في المحيط العربي و تحديات البناء المجدّد : العدد 40 - 2013/10/04 |
وضع الربيع العربي القوى السياسية للأمة العربية في أجواء جديدة وسقف مطالب كبير، من ضمنها إصلاح المنظومة التربوية. وهذا شيء قد يكون فهمته بعض الأنظمة العربية ، وباشرت عملها فيه على ضرب من الوجل والخوف من أن تكون مسارات الاصلاح مشوبة بالإخفاق والتعثّر، جريا على ما أفرزته تلك المسارات في السابق من تدن في المخرجات المعرفية وضعف في الكوادر والقيادات وارتجال في مناويل التنمية وتخبط في الإجراءات والتطبيقات لبعض المقاربات البيداغوجية والزمن المدرسي والمضامين المعرفية... وبإزاء ما يتعرَض له الوطن وأمَّة العرب، من كل أنواع الابتزاز العولمي يبدو أنّنا لن نكون قادرين على تحمّل أرزاء أيّ إصلاح جديد قبل إجراء تقييم واقعي وموضوعي للوضع التربوي الحالي في ضوء حاجيات الشعوب وتطلعاتها ولو بالاضطرار إلى استبعاد أو تحييد الخبراء والكفاءات الوطنية المرتهنة إلى تجارب ومرتكزات لم نكن معنيين بوضعها لأنّها حشرت ملامح وأفق الاصلاح في إملاءات البنك الدولي مثل امتلاك مواصفات جودة التعليم وتحقيق تنافسية الموارد البشرية الوطنية داخليا وخارجيا كمؤشر مؤصّل في دول المجموعة الاوروبية، ومثل شعار تفتح المؤسسة التربوية على محيطها بانشاء مواصفات تقييم غير متكيّفة مع بيئتها كرّست التهميش على مدى عقود وأحالت الشباب إلى قوافل من البطالين ... |
اقرأ المزيد |
تونس بعد عامين من واقعة 14 جانفي 2011 تقييم المرحلة بمؤشرات التغيير الثوري : العدد 23 - 2013/02/08 |
لم تكن جمهرة الشعب في تونس المشارك في احتجاجات ديسمبر 2010 و جانفي 2011 مؤطرة لتحقيق البديل الفكري الاقتصادي الثقافي والحضاري فطبيعة الاحتجاجات في شعاراتها سياسية اجتماعية لفكّ طوق الاستبداد المسلّط على قوت الناس ومعاشهم (خبز حرية كرامة وطنية - الشغل استحقاق) وكانت المطالبة بإسقاط النظام معنى عفويا لم يتزامن مع بناء معالــــم البديــــل. ولئن كان دخول الحقوقيين والمناضلين .. صمام أمان من الانزلاق نحو التقتيل الشامل أو الحرب الأهلية فإنّ معظم السّاسة لم يشترطوا التغيير الجذري ورضوا بالوجوه المناهضة لمبدأ التغيير الكامل (المبزع، السبسي...) وقبلوا بالرموز السابقة لإدارة مرحلة ما قبل انتخابات 2011 فظلّت أجهزة الدولة على ولائها للمنظومة القديمة ليعاد إنتاج التجمع من جديد وتعود معالـــــــم العهــــد النوفمبــــري من أسوار الأحزاب المفرّخة ويظهر المفسدون في ثوب الثوريين الجـــــدد. |
اقرأ المزيد |
أين وصلت جهود تونس في مكافحة الفساد؟ : العدد 19 - 2012/12/14 |
حدد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة تسمية يوم التاسع من ديسمبر، من كل عام، يوماً دولياً لمكافحة الفساد، وارتأت تونس بعد عامين من اندلاع الثورة وعام عن انتخاب أعضاء المجلس التأسيسي أن تجعل من يوم 9 ديسمبر، موعد "الإعلان عن انطلاق العمل بالإستراتيجية الوطنية لمقاومة الفساد". |
اقرأ المزيد |