بن هشّوم الغالي |
أدب الغرب الإسلامي والتعالي المشرقي : العدد 36 - 2013/08/09 |
قرئ أدب الغرب الإسلامي بعيون مشرقية وأخرى محلية، قراءة مختلفة منها من كان منصفا، وبعضها كان معتدلا، وأكثرها كان مغاليا وهكذا يمكن أن نختزل هذه القراءات في ثلاثة مواقف(1) : (I) الموقف الأول يمثله غلاة الباحثين الذين ألصقوا التهم بأدب الغرب الإسلامي؛ وهكذا فقد اتهم شعراء هذا القطر بأن شعرهم أدخل إلى النظم ومتون العلوم والأراجيز التاريخية، والابتهالات والتوسلات منه في الشعر الخالص وأنه لم يصلح للاستشهاد أو التمثيل به في المؤلفات البلاغية والنقدية والشروح الأدبية والمختارات الشعرية(2) وأنه شعر علماء لا يخلو من رقة إبداع الشعراء، ظاهر التكلف لعنايته بالموضوع وحده، ولصبه حقائق التاريخ على طريقة المتون في المدائح السلطانية(3)، ثم إنه شعر فقهاء، والإبداعية معطلة في قسم غير قليل من نماذجه، وبالجملة فهو صدى للتحولات الشعرية في المشرق بناء وإيقاعا(4). بل هو تقليد وصورة شوهاء للأدب المشرقي، لا يعبر عن بيئته ولا عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والفكري، وهلم من التهم التي لا تستند إلى رؤى علمية، أو أحكام موضوعية، وقد عبر الباحث محمد مفتاح عن وجهة النظر هاته بأنها «مجردة ومتعالية عن الزمان والمكان والإنسان، ونتيجة لهذه الرؤية المتعالية، فإن الأدب المغربي لم يكن إلا صدى خافتا للآداب المشرقية، أو لم يكن إلا مجرد هوامش على نصوص مركزية، أو لم يكن إلا محاكاة ساذجة لتلك النصوص وأغلب الآراء المشرقية المهتمة بحضارة الغرب الإسلامي تسير في هذا الاتجاه كما أن آراء مغربية تقول الشيء نفسه بلغة مغايرة»(5). |
اقرأ المزيد |
التعليم الطبقي بالمغرب : العدد 24 - 2013/02/22 |
إن القارئ المتفحص لوضعية التعليم بالمغرب اليوم سيكتشف للوهلة الأولى أنه إزاء تعليم طبقي نسخة طبـــق الأصـــل للتعليـــم في الفترة الاستعمارية والفترات التي تليها، مع اختـــلاف بسيـــط في التسميات وفي اللاعبين الأساسييــــن فـــي العمليـــة التعليمية، ذلك أنه فـــي الفتــــرة الاستعماريــــة تأسست المنظومة التربوية على ثلاث طبقات : |
اقرأ المزيد |
الحقول الدلالية في قصيدة "المهرولون" لنزار قباني : العدد 22 - 2013/01/25 |
يمكن أن ننظر إلى تجربة نــــزار قبانــــــي من خــــلال منظورين وكل منظور يختزل تجربة وطابعا معينين؛ الأول يتميّز بشعر الغزل أو المرأة والثاني بالأعمال السياسية. وإذا كان الشعر يرسم صورة الشاعر في شتى مجالات واقعه، فإن نزار موجود في شعره بشكل إلزامي وجبري. فهو محتجز داخل كلماته وحروف قصائده، وما شعره هذا إلا مرآة تعكس الرواسب العالقة بنفسيته إثر اصطدامه بالواقع، هذا الأخير الذي يعتبر بمثابة الخليّة الحيّة التي تغذّي بقية الخلايا الأخرى، بمعنى أن الشاعر يستمدّ صوره الشعريـــــة ولوحاتــــه الفنيــــة من الواقع ثم يعمل على صهرها في فرنه الداخلي قبل أن تخرج في حلّة جديدة. |
اقرأ المزيد |
"المهرولون" قراءة في التشاكل العجمي : العدد 15 - 2012/10/19 |
المهرولون " القصيدة القنبلة التي فجرها نزار قباني في وجه القادة العرب موقّعي معاهدة الذل والعار ”أوسلو“ مع إسرائيل بإشراف الولايات المتحدة الأمريكية، مازالت إلى يومنا هذا تثير نقاشا وجدالا كبيرين في الساحة السياسية والفكرية. وبعيدا عن الخوض في الظروف السياسية والتاريخية التي أفرزت هذه القصيدة، أودّ في هذه الدراسة التركيز على تفكيكها في أحد الجوانب المهمة منها وأقصد هنا المستوى المعجمي الزاخر بالمعاني والرموز، دون الوقوف على مستويات أخرى لأن المقام لا يسمح بذلك. حوت القصيدة ثلاثة مقاطع كبرى تصب جميعها في معاني موحدة خفية وتتضمن كل من هذه الوحدات الثلاث مجموعة الدلالات الجزئيّة الخفيّة الحاضرة في المقاطع الصغرى التي تتضمنها كل وحدة . |
اقرأ المزيد |
جسور التواصل الأدبي بين المشرق والمغرب : العدد 12 - 2012/09/07 |
بين المشرق المغرب وتنوعت أدوات الاتصال والتوصيل نذكر من بينها الرحلات المتبادلة، واقتناء المؤلفات الأدبية والفلسفية والفقهية، وكذا الدواوين الشعرية لفحول الشعراء المشارقة، وتدارسها في حلقات الدرس، وتداولها في المجالس العلمية والسلطانية، وشأن ذلك أن يؤثر في الفرد والجماعة المتلقية تأثيرا واضحـــا يمكـــن أن نسجل بعض معالمه في طريقة التعامل مع الوافد إذ أن الهيام بأدب الجاحظ وابن قتيبة ومقامات الحريري وأشعار الشعراء الجاهليين وأشعار أبي نواس (ت198هـ)، وأبي تمام (ت228هـ) والبحتري، وأبي الطيب المتنبي (ت354هـ)، والمعري (ت449هـ) والشريف الرضي (ت406هـ) ومهيار (ت428هـ) وابن الخطيب وغيرهم كثير، دليل على تفاعل الأدباء المغاربة مع كل إنتاج مشرقي، الأمر الذي يفسر الإطار العام الذي حكم ذوق الشاعر المغربي، وفي هذا التفاعل استمرار لقاطرة التواصل الثقافي والأدبي بين القطرين، ومن هنا أفتح قوسا للتساؤل عن ما هي الجسور التي تحقق بفضلها هذا التواصل؟ |
اقرأ المزيد |
جهود الدولة في إصلاح التعليم (2): المخطط الاستعجالي نموذجا : العدد 10 - 2012/08/10 |
تعددت المناظرات والندوات والمخططات الاصلاحية ابتداء من أول مناظرة وطنية لإصلاح التعليم سنة 1957 انتهاءا بالإصلاح المتمثل في المخطط الإستعجالي وقد جاء هذا الأخير لإصلاح منظومة التعليم، ورصد لهذا الغرض ميزانيــة ضخمة (32 مليار درهم)، واستبشر النــــاس خيـــرا، وضنوا أن التعليم الفاسد سيصبح صالحا. فما هي أهداف المخطط الإستعجالي ؟ وما هي نتائجه؟ وهل استطاع أن يغير المنظومة التعليمية؟ أم ظل سجين التصورات الإصلاحية الورقية؟ |
اقرأ المزيد |
فشل الدولة في إصلاح التعليم بالمغرب(1) : العدد 9 - 2012/07/27 |
اتجهت الدولة منذ الاستقلال نحو فكرة تكوين الشخصية المغربية المستقلة ، غير أن هذا المطمح لا يتأتى إلا بإيلاء العناية والاهتمام للتعليم باعتباره معيارا لتقدم الأمم أو تخلفها وتوفير الأرضية المناسبة من لدن المسؤولين لتعليم مستقل يتماشى مع خصوصية الشخصية المغربية. |
اقرأ المزيد |