د. أمينة تليلي |
التدين في تونس اليوم: الأشكال والإشكال : 199 - 2024/02/02 |
لم يشهد التّاريخ حضارة أو بلدا دون دين، سواء كان سماويّا أو وضعيّا، فهو الدّستور الذي ينظّم الحياة، ويسير النّاس وفق تعاليمه وشعائره ولو كان دينا باطلا، فالدّين جوهر الفطرة الإنسانيّة وطبيعتها، ولا نكاد نجد دينا لا يؤثّر في حياة الفرد والمجتمع، فيتجسّد في حياتهم اليوميّة، ينطبعون بقيمه، ويعملون بشعائره، راجين بلوغ أعلى مراتبه. فالدّين حاجة ملحّة عند البشريّة جمعاء، فكلّ المجتمعات تدين بدين تسير وفق شعائره. ويكون منطلقا لسلوكها تدين بما جاء فيه. تطبّق ما دعا إليه. فما المقصود إذن بالتّديّن؟ وما أشكاله؟. سأحاول في هذا البحث الإجابة عن مفهوم التّديّن، وأشكاله وتمظهراته انطلاقا من الواقع المعيش في البلاد التّونسيّة. |
اقرأ المزيد |
سؤال العلاقة بين الإسلام السياسي والحركة الإصلاحية «فكر الأفغاني أنموذجا» : 195 - 2023/10/06 |
يشهد العالم على مرّ التّاريخ تغيرات عديدة بدعوى الإصلاح، وتحديدا على الصّعيد السّياسي، والعالم الإسلامي ليس بمنأى عن هذا، ويجد الباحث في هذا المجال أنّ مصطلح السّياسي في رباط وثيق بمصطلح الإسلامي، وهذا ما توارثناه منذ عهد النّبي ﷺ حينما وقعت الفتوحات الإسلاميّة بدءا بمكّة في اتجاه أرجاء العالم كلّه، لتطبيق حدود اللّه، ونشر القيم الإسلاميّة السّامية كـ «العدل»، و«المساواة»، و«الإحسان»، و«الرّحمة»، وجمع النّاس على كلمة سواء مفادها عدم الشّرك باللّه، وأنّ دين اللّه واحد ألا وهو «الإسلام». وليواصل على نهجه صحابته الكرام، ومن بعدهم التّابعين والتّابعين لهم بإحسان وصولا إلى عصرنا. ولهذا فإنّنا نجد هذا الرّباط الوثيق بين كلّ من مصطلح السّياسي والإسلامي، ولكن بتغير العصور نجد أنّ هذا التّرابط قد أخذ منحىً مغايرا عما هو متعارف عليه. بوصفه تلك المنظومة العقديّة، والسّياسيّة، والثّقافيّة، والاجتماعيّة المتكاملة. ومع التّراجع الذي يشهده العالم الإسلامي بسبب ابتعاده عن تعاليم الدّين المنظّمة للحياة بمختلف مجالاتها، تحوّلت القيادة العالميّة للغرب الذي فرض نفوذه على العالم ككل، الأمر الذي كان له بالغ التّأثير في المجتمعات المسلمة والتي أصبحت تعيش في تخلّف نتيجة استبداد المستعمر، فصارت مجتمعات مقلّدة، بعد أن كانت مجتمعات مفكّرة. |
اقرأ المزيد |
الفكر البرجماتى ... لماذا انتشر فى المجتمع ؟ : 195 - 2023/10/06 |
كثيرون فى المجتمع أصبحوا برجماتيّين فى كافة جوانب حياتهم وهم لا يعرفون اصطلاح البرجماتيّة وربّما لم يسمع أغلبهم عن المصطلح. البرجماتيّة فى أوجز تعريف هى النّفعية، هذه هى الكلمة التى يعرفها الكبير والصّغير، النّفعيّة أو المصلحة. هذه النّفعيّة أو المصلحة تُعرف فى الاصطلاح الفلسفى بالبرجماتية، لعلّنا الآن لاحظنا كيف أنّ البرجماتية أو النّفعيّة تفشّت فى المجتمع بمختلف بيئاته وفئاته، حيث تحول الفرد من « كيف أنفع المجتمع؟» إلى «كيف أنتفع من المجتمع؟» ، يحلم بمكانة أو مهنة أو غير ذلك، لا لينفع غيره وينتفع هو، بل لينتفع هو أولا وآخرا، وإن تحقّق نفع للآخرين أو لم يتحقّق فلا يهم، وإنّما الذى يهمّ هو مدى ما يتحقّق من نفع للفرد. |
اقرأ المزيد |