توفيق الشّابي |
عن تحوّلات الشعر العربي المعاصر، جماعة أبولو مثالا : 91 - 2015/09/17 |
مع أنّ التأريخ لبداية التّحولات في الشّعر العربي ينطلق مع بداية عصر النّهضة في القرن التّاسع عشر إلاّ أنّ السّائد في الدّراسات الأدبيّة والنّقدية يقتصر على البداية من ميلاد الشّعر الحرّ على يد الشّاعرة العراقية «نازك الملائكة» في نهاية الأربعينات. مع ايماننا بأنّ ميلاد هذا الشّعر مثّل نقلة نوعيّة في تاريخ الشّعر العربي إلاّ أنّ ذلك يجب أن لا يبخس مساهمة السّابقين في تعبيدهم الطّريق لمثل هذه التّحولات ونقصد بذلك خاصّة الجماعات الشّعرية التي نشأت في بداية القرن العشرين. لاشكّ أنّ هذا التّحول كان نوعيّا وخصوصا على مستوى الشّكل لكنّ ذلك لم يكن دون مقدّمات أو ارهاصات ساهمت في الوصول إليه ،ذلك أنّ العقود الأربعة التي سبقت ميلاد الشّعر الحرّ شهدت حركيّة شعرية كبيرة كان هدفها تحديث الشّعر العربي. |
اقرأ المزيد |
حول المقاربات الجديدة للنص الديني : 88 - 2015/08/06 |
قرأت في العدد 85 من مجلة «الإصلاح» مقالة الأستاذ «عبد المجيد بن براهيم» حول نقد المنظومة الأصوليّة القديمة والتي أشار فيها إلى بعض التّناقضات التي حَوَتْهَا والخلفيّات التي كانت وراءها خاصّة في ما استُحدث من أصول لمواجهة تطورات الواقع وهو ما أثار في ذهني التّساؤل حول منجز ومآلات المقاربات الجديدة للنّص الدّيني بعد عقود من التّفكير بذلك. والحقيقــة أنّ موضوع التّجديد في مقاربة النّص الدّيني والتّراث عموما من المواضيع والأسئلة التي تعود إلى بدايات عصــر النّهضة في القرن التّاسع عشر مع «محمد عبده» و«الطهطاوي» و«قاسم أمين» وغيــرهم في مختلف البلدان العربية .وقد شهدت العقود الأخيرة تراكما كمّيا مهمّا في عــدد الكتب والمقــالات والدّراسات التي تناولت هذا السّؤال بالنّظر. كما ظهرت عدّة مشاريع فكريّة لأسمــاء مهمّة حاملة همَّ دراسة التّراث ومفكّرة في آليات مقاربته وخاصّة مقاربة النّص القرآنــي الذي يمثّل النّص المركزي في التّراث العربى الإسلامي ومن بينهم «محمد أركون» و«حسن حنفي» و«أبو القاسم حاج حمد» و«محمد عابد الجابري» و«عبد المجيد الشّرفي» وآخرين كُثر. وفي الكثير من النّقد الموجّه لهذا التّراث وخاصّة المقاربة القديمـــة في قراءة النّص الدّيني والمحسوبة على «الإمام الشافعي» كمؤسّس لعلم الأصول، نلاحظ نوعا من الاتّهام وتحميل المسّؤولية لعلماء تلك المرحلة بأنّهم بنوا نسقا مغلقا وسياجـا عطّل لقرون عديدة امكانيّة التّطور في تأويل النّص الدّيني في حين أنّ الإشكاليّة هـي في من جاء بعدهم والذين تمسّكوا بالقديم وحتّى إن حاولوا التّجديد فإنّهم لم يستطيعـوا الإتيان ببديل مقنـع. |
اقرأ المزيد |
رمضان شهر العبادات أين نحن من أبعادها التربوية والإجتماعية؟ : 61 - 2014/07/24 |
لا شكّ أنّ شهر رمضان هو شهر الذّروة في ممارسة العبادات. الشّهر الذي تعبّر فيه الأمّة الإسلاميّة مجتمعة عن ارتباطها الوثيق بالدّين وبالشّعائر خصوصا. في هذا الشّهر تجتمع شعائر الصّوم مع الصّلاة مع زكاة الفطر في آخر الشهر، إضافة إلى كل الأنشطة من دروس دينيّة وحلقات ذكر وتعلّم للقرآن الكريم وإفطارات جماعيّة، الى كل أشكال التّواصل الاجتماعي في إطار العناية بصلة الرّحم كقيمة من القيم الاجتماعيّة التي يعليها الإسلام. كل ذلك له نكهته الخاصّة في شهر رمضان، لكن مع ما نلاحظه من ممارسات في حياتنا اليومية بعيدا عن الشّعائر أمر يدعونا إلى التّساءل: إلى أيّ حدّ نتمثّل الأبعاد التّربويّة والإجتماعيّة لهذه الشّعائر؟ السّؤال يطرح نفسه أيضا مع ما نتلمسه من نزوع نحو الكمّ في ممارسة العبادات أكثر من العناية بالنّوع، بما يعنيه من فهم للأبعاد العميقة للشّعائر وممارستها على أرض الواقع حتّى يمتد أثـــــر التّعبد أفقيّـــا في علاقتنا بأنفسنـــا وبالآخرين وحتّى ببقيّة الكائنات والأشياء. |
اقرأ المزيد |
تلامذة الاستشراق : 59 - 2014/06/26 |
في حديثه عن الإستشراق يعرّفه المفكّر العربي الفلسطينيّ الرّاحل «ادوارد سعيد» على أنّه «كلّ ما يصدر عن الغربيّين من إنتاج فكريّ واعلاميّ حول قضايا العرب والمسلمين في مجالات السّياسة والإجتماع والثّقافة والفنون، ويمكن أن نُلْحِقَ به ما يكتبه تلامذة المستشرقين من العرب والمسلمين ممّن ينظرون للتّراث من منظور غربي يزعم تفوّق الغرب العنصري والثّقافي على الشّرق الإسلامي». ما يهمّنا في هذا التّعريف هو الجزء المتعلّق بالتّلامذة- وخاصّة من النّخبة السّياسيّة- والذين علا صوتهم في السّنوات الأخيرة وخاصّة بعد موجة الثّورات العربيّة، والذين نراهم ونسمعهم يدافعون بشراسة غير مألوفة على التّصور القائل بتفوّق الغرب على الشّرق من خلال الدّعوة ولو بالقوّة إلى التّبني الحرفي للعلمانيّة الغربيّة على أنّها النّموذج المثالي. من أجل ذلك هم لا يتورّعون عن مدح وتبرير الانقلابات العسكريّة والترويج لثقافة الإستئصال لكل فرد أو فئة تؤمن بأهمّية الهويّة في صياغة مستقبل هذه الشعوب. والمثال الطّاغي هذه الأيّام هو انتصارالتّلامذة لما آلت إليه التّجربة المصريّة واشادتهم «بالإنتخابات النزيهة» وكتابتهم بيانات الدّعم لعودة الأحذية العسكريّة إلى الرّئاسة بانتخابات مقرفة صاحبتها اجراءات مثيرة للضّحك (تمديد للوقت والأيّام، عطلة إضافية للانتخابات، عقوبات مادّية على من اختار عدم الذّهاب إلى الصّندوق، نجاح «السيسي» بأكثر من 90 بالمائة...). بل بعضهم يعتقد أنّ العسكر يمكن أن يكون قاطرة للدّيمقراطية والحريّة. |
اقرأ المزيد |
ثلاثة أسئلة إلى النخبة (14) : 48 - 2014/01/24 |
إنها ثورة حقيقية ولا يجوز لنا أن نقلل من قيمة ما وقع واعتباره مجرد انتفاضة وحراك شعبي لا غير بحجة عدم توافقه مع بعض التصورات النظرية حول مفهوم الثورة. هي ثورة لأنها كانت ردّا طبيعيا على سنوات طويلة من الإستبداد والفساد الذي شمل جميع المجالات من السياسة إلى الإقتصاد مرورا بالثقافة وغيرها من المجالات، وهو الواقع الذي أفرغ المجتمع من كل قدرة على الحركة الحرّة والنمو الطبيعي في مستويات مختلفة، وحتى بعض النجاحات التي تحققت لم يكن لها أن تصمد لأنها لم تكن اختيارا مجتمعيا إراديا ومتوافقا عليه بل رغبات فئة محدودة من المجتمع حكمت بالحديد والنار. وهي ثورة أيضا لأنها قدمت مثالا مختلفا في التغيير أًقدِّر أنه جاء في الوقت المناسب للرّد على كل خيارات القوة والعنف التي سكنت العديد من الإيديولوجيات والأفكار. وكلّنا يعرف أن تاريخ العديد من الدول العربية مليء بتجارب الانقلابات العسكرية الدموية، إضافة الى ما نشأ في السنوات الأخيرة من أفكار متشددة وعنيفة ولا ترى من خيار للتغيير إلا القوّة. بفرادتها تمنح الثورة التونسية لكل الأفكار والإيديولوجيات دعوة لمراجعة الذات والوعي بقدرة الشعوب على إحداث التغيير بعيدا عن كل أشكال القوة والعنف. |
اقرأ المزيد |
عن ضرورة الدراسات المستقبلية : العدد 46 - 2013/12/27 |
قرأت في بعض المواقع والجرائد خبرا عن مرض المفكرالمغربي المهدي المنجرة الذي يرقد في أحد مستشفيات الرّباط بعد سنوات طويلة من الإبداع الفكري وهو المختصّ في الدّراسات المستقبلية والذي يعتبر من أهم المراجع العربية والدولية في هذا المجال. قرأت الخبر فتذكرت بداية تعرفي على كتاباته اوائل التسعينات وخاصة كتابه «الحرب الحضارية الأولى» والذي جاء في خضم الحرب على العراق بعد احتلال الكويت. ورغم المآلات المحبطة التي عرَفَتْها تلك المرحلة، كانت مضامين خطابه دائما متفائلة وواعدة بمستقبل أفضل للشعوب العربية والإسلامية وبلدان العالم الثالث، وإن على المدى المتوسط. وقد كان ايمانه كبيرا بكل هذه الشعوب وبقدرتها على تجاوز حالة التردي والتخلف. وربما كانت الثورات العربية الأخيرة بعض تأكيد لإيمانه، إذا ما وقع استثمار هذه الفرصة من أجل الإنطلاق وامتلاك ناصية المستقبل. طبعا، لا يكون هذا إلا بوجود إرادة حقيقية ورؤية واضحة لقدراتنا ولما نريد. تَذَكُرُ المهدي المنجرة يدفعنا إلى التساءل عن موقع الدراسات المستقبلية لدى مجتمعاتنا خصوصا في هذه المرحلة حيث التحولات كبرى وسريعة في آن، ما يجعل آثارها عميقة ودائمة إذا لم تُدركْ مسبقا ولم تُواجهْ بفعالية. |
اقرأ المزيد |
الإسلاميون التقدميون: من أجل إحياء الذاكرة : العدد 45 - 2013/12/13 |
قبل الثورة لم نكن نسمع إلا صوتا واحدا، هو الصوت الرّسمي الذي يملأ المشهد، يصوغ الرّواية ويكتب التّاريخ في اتّجاه واحـد. الآن أصبح المجال مفتوحا لمن أثّثوا المشهد سابقا ليقولوا أنّنا كنّا هنا وكنّا جزءا هامّا وأساسيّا من المشهد السّياسي والثّقافي وساهمنا بشكل أو بآخر في صياغة الحاضر ونحتــه رغم كـــل المعوقات والأشــواك التي ملأت الطريق. لفت انتباهي في معرض الكتاب لهذه السّنة وجود جمعية تعمل على استعادة ميراث وذاكرة تجربة الحركة اليساريّة «آفاق» وقد عرضتْ في أحد أجنحته جزءا من نشريّات وبيانات وكتب نُشِرَتْ ووُزّعت نهاية الستّينات، وكانت سببا لعذابات الكثيرين وعبرت عن طموح جيل وتوجه معين له رؤيته وتصوّره الخاص لمستقبل تونس. بالتأكيد، هذا صوت من الأصوات ملأ السّاحة في مرحلة معيّنة وحرّك مياه راكدة في ذلك الوقت وله الحقّ والواجب في أن يقدّم نفسه للأجيال الجديدة وسكّان الحاضر للتّأكيد على تنوّع المشهد وحيويّته في تلك المرحلة. |
اقرأ المزيد |
وشهد شاهد من أهلها : العدد 44 - 2013/11/29 |
مـــا صرّح بـــه أخيـــرا النائب «ابراهيم القصـــاص» مــــــن أن المعارضـــة عملت مـــا بوسعهـــا لإفشال الحكومـــــة، يمكن اعتبــاره في خانـــة المثـــل القائــــل «وشهد شاهـــد مـــن أهلهـــا». قد لا يُعير الكثيـــرون أهميـــة لهذا الإعتراف، خاصة وأنه صادر عن نائب كثير التحوّل ما أفقده الكثير من المصداقية، وأيضا لأن أمر الإفشــــال والتعطيـــل الذي تعرضت لـــه حكومات ما بعد 23 أكتوبر 2011 كان واضحا إلا لمكابـــر. لكن أهمية هذا التصريـــح تكمن في خـــروج ما كان يقال في الغــــرف المغلقــة للمعارضة، المتمثلـــة في جبهة الإنقاذ، إلى العلن وهو ما دعّمته تصريحات أخرى أهمّها تصريح زعيم التحالف الديمقراطي «محمد الحامدي» الذي كشف عن إصرار المعارضة على عدم التفاعل ايجابيّا مع مقترحات الحكومة والترويكا خاصة وأنها أبدت مرونة كبيرة في مختلف جلسات الحوار وديدنها في ذلك الرّغبة الملحة في الوصول بالمســـار الإنتقالـــــي إلى شاطئ الأمان. |
اقرأ المزيد |
حوار الوقت : العدد 36 - 2013/08/09 |
تَمُرُّ ..وَ دُونَ ظِلاَلٍ كَأَنَّ الطَّرِيقَ خُلُوٌّ صَبَاحٌ عَلَى هَامِشِ الأُمسِيَاتِ نُرَدِّدُ أَشْجَانَهُ وَ صَيْف نُبَدِّدُهُ يَنْتَهِي مَعْبَرًا للخَرِيف. تمرُّ... وَ لاَ شَيْء يُرْبِكُ هَذَا العُبُورَ الكَرِيم وَ خَلْفَ خُطَاكَ بَقَايَا صَدًى مُوحِشٍ |
اقرأ المزيد |
اسطنبول : العدد 35 - 2013/07/26 |
فِي تَلَّتِهِ، مِنْ بَيْنِ الأَنْقَاضِ، أَنْقَاضِ المَوْتَى فِي مَقْبَرَةِ اسْطَنْبُول وُلِدَتْ أحْلامُ «بيار لوتي» مِنْ أَبَوَينِ تُرْكِيَيْنِ: البَحْرُ عِنْدَ خَلِيجِ القَرْنِ الذَّهَبِيِّ وَالأَرْضُ المَكْسُوَّةُ بِرِدَاءِ الخُضْرَةِ وَالأَشْجَار. |
اقرأ المزيد |
احذية : العدد 34 - 2013/07/12 |
ثَمةَ مَا أَعادَنِي إليها بعد ثلاثين سنة. القُمَاشِيَةُ تحديدا. تِلك الأحذية التي انتَعَلْتُها في السنوات الأولى من المدرسة. تلك الأحذية كانت تغري طفولتنا بملمسها الطري ولونها «الباج» لكنها مع أول أمطار الخريف وكتل الوحل ... تخذلنا ... وتَنْفُقُ في مكانها كبطة مسنة. |
اقرأ المزيد |
التضحية كعنوان للثورة... أين نحن منها؟ : العدد 16 - 2012/11/02 |
الثورة أشبه ما يكون بشجرة. التضحية هي الماء الذي يسقيها كي تنمو. كي تمتد أغصانها وارفة بالأوراق ليحتمي بها الجميع. التضحيــــة هي عنوان الثورة وقيمتها الأبرز فأين نحن منها؟ وأنا أشاهد، أسمع وأرى، أتأكد أننا لم ننتبه مطلقا إلى هذا المعنى الجليل. يُخجلني أننا لم ننتبه لذلك ونحن نعتقد دائما أننا شعب أكثر ثقافة ووعيا من شعوب أخرى. طبعا الانتباه هنا ليس كلمات وحسب بل فِعْلٌ بالأساس. التضحية فَعَلَها الشهداء دون حسابات ومقدمات. دون خوف أو وجل وتردد. فعلوها بإرادة كاملة. وبطواعية نادرة. أين نحن من كل ذلك؟ نخبة وعامة، سياسيون ومثقفون، جماعات وأفراد، أحزاب ونقابات. هل ضحينا من أجل هذه الثورة؟ هل نحن بصدد التضحية والعطاء من أجل أن تتحقق أهدافها؟ من أجل أن لا تفشل وتذهب ريحها؟ ليصارح كل واحد منا نفسه. من منا لم يقدم حساباته أولا؟ من غاب عنه المعنى وانبرى يبحث عن مكاسب هنا وهناك ،الآن وليس غدا. السياسيون قدموا مصلحتهم الحزبية والخاصة. العمال طالبوا بالزيادة في الأجور وفورا. العاطلون يطالبون بالشغل والمناسب جدا أيضا. الجميع يتحدث عن الأخذ باليد اليمنى أولا و اليسرى ثانيا. جميعنا يردد: لا مجال للتنازل أبدا. إنها حقوقنا المهدورة من زمن بعيد. ضروري استعادتها في لحظة واحدة. لما لا الحصول على تسبقة للمستقبل. أنا الأَوْلَى ولا أحد له الأسبقية عليَّ. إنْ لم أحصل على ما أريد وبالطريقة التي أختارها سأقطع الطرق/ سأوقف العمل في المؤسسات/سأُضرب هنا/ سأتظاهر هناك/في الصباح، في المساء وفي اللّيل. قبل الوقت وبعده. هذا هو لسان حال الجميع. الجميـ....يع ودون استثناء وأنا أوّلكم. |
اقرأ المزيد |
حتى لا تنسى النخبة الثقافية هدفها : العدد 15 - 2012/10/19 |
دون الدخول في تفاصيل كثيــــرة، لا شـــك أن الهدف الأساسي الذي يجمـــــع المبدعيــــن وهم يمارسون وظيفتهم هو تحقيق المجتمع "الفاضل" في نسخته الأصـــــل. المجتمــــع الـــذي يمثل خلاصــــة كل الأحلام والأمنيــــــات التي جالت وتجول بخاطر المثقف أمس واليوم وغدا. إنها القيم المرجوة كمــــــا هي. ناصعــــة لا يلوثها شــــــيء. للجميــــع ودون استثنـــاء. بلغة الحاضر هي كل تلك الكلمات التي تملأ حياتنا هذه الأيام: الحرية/الاعتراف بالآخر/ الشراكة /العدالة /السلام/ الكرامة/ الثقافة التي تحرر الإنسان وتجعل منه كائنا فاعلا مفيدا لنفسه ولغيره. إلى آخر تلك الأحلام التــــي لا تنقطــــع. المؤكـد أنه لا خلاف داخل النخبة حــــول كل ذلك غير أن مــــا يفرقهـــــم: آلية الوصول/ الطريقة/ الأسلـوب/ المنهــــج والذي من المفـــروض أن يكون من جنس الهدف المنشود خاصة ونحن في حضرة النخبة المبدعة. |
اقرأ المزيد |
عن الاستقطاب والانغلاق الفكري : العدد 14 - 2012/10/05 |
حالة الاستقطاب الفكري والسياســـي التــــي تعيشهـــا تونـــس بعد الثورة ليست جديدة، بل تبدو ممتدة فـــــي تاريخنـــا وخاصــــة في القرن العشرين ابتداء من تاريخ الحزب الحر الدستوري وانقسامه إلى قديم وجديد ثم الصـراع بيـــن بورقيبــــة وبن يوسف مع بداية الاستقلال وانتهاء بالصراع بين الإسلاميين والعلمانيين وخاصة اليساريين. ومن بين القضايــــــا الرئيسية في هذا الصراع هو الاختلاف حول موقع الدّين في كـــــــلّ مـــن المشروعين إضافة إلى النزوع المتطرف لدى كل مجموعة للتمسك بآرائها. ونحن نتأمل كل هذا التاريخ وما خلّفتــــه حالــــة الصراع هذه من آثار سياسية واقتصادية واجتماعية، ثمّة سؤال ملحّ يتردّد في الذّهن حول قابليّة النخبــــة التونسيـــة بكل أطيافها للانفتاح على الآخر والتفاعل مع ما يستجد من أفكار ومظاهر اجتماعية وسياسية وثقافية. |
اقرأ المزيد |
الوثوقية مرض النخبة : العدد 12 - 2012/09/07 |
لأننا في مرحلة انتقالية فإن آراءنا أقوالنا وأفعالنا كلها على محك الواقع. الواقع المتقلب والمتعدد الأبعاد. الواقع الذي لا يُمسك أحدُنا بمفرده خيوطَه كاملة. لذلك من المستحيل أن يكون مطابقا لما نعتقد أو أن يكون ما نعتقده يقدم الحل الشافي لكل المشكلات. هذا استنتاج بسيط وبديهي مما يحدث في بلادنا. مع ذلك, الكثير مما نسمعه من خطابات ترددها فئة هامة من النخبة يوحي بعكس ذلك. ثمة وثوقية غريبة تسكن الوعي. ثمة يقين يتلبس الأفكار والعقول. ثقة إيمانية لا تتزعزع. الكل يعتقد أنه المحطة الأخيرة للحقيقة. ولا يكف عن ترديد ابتهالات دغمائيته: السؤال لا حاجة لي به. النقد والشك سوائل لا يمكن أن تتسرب إلى كوكبي المغلق. الخطأ حيوان أليف لدى الآخرين. الآخرون مرادفــــات أهليـــة للذئــاب. وما إلى ذلك من الابتهالات التي لا تنتهي. |
اقرأ المزيد |
حواراتنا وأزمة التواصل : العدد 10 - 2012/08/10 |
في خضم الجدل الذي تعيشه تونس بعد الثورة لا تخلو جلسة في منزل أو مقهى أو أي مكان آخر من حديث ونقاش حول قضايا الساعة. في إحدى جلساتي الأخيرة في مقهى من مقاهي الحي كان الحوار حول موقع الشريعة والأحكام الإسلامية في واقعنا اليوم وخاصة حول موضوع المرأة والإرث تحديدا. هم مواطنون عاديون ليست لهم أنشطة سياسية أو فكرية لكنهم مثقفون ومطلعون نوعا ما بالنظر إلى مستواهم الدراسي الجامعي. بسرعة برز صوتان انطلق بينهما نقاش احتد سريعا. الصوت الأول يدافع عن ضرورة المحافظة على حق المرأة وفقا للنص القرآني الواضح الذي لا يحتمل التأويل. وكل محاولة للمراجعة هي خروج عن النص ومس بأصول الدين وهي دعوة للعبث بالإسلام لا يعتنقها إلا كافر ملحد خارج عن الملة( طبعا يقولها بحماس فائض، بصوت عال وبجدية كانت غائبة منذ حين). يجيبه الصوت الثاني بحماس أيضا معتبرا أن أحكام الإسلام في مجملها تنضح تفرقة و إرهابا وتخويفا من قطع يد سارق إلى الرجم مرورا ب "للذكر مثل حظ الأنثيين". ولا مجال في القرن الواحد والعشرين للإرهاب والاستبداد وهو ما نادت به الثورة التونسية. |
اقرأ المزيد |