د.علي مدني رضوان الخطيب |
واسجد واقترب : 207 - 2024/10/04 |
أنظر إلى قوم يسجدون، راقبهم عن كثب، سترى أنّهم في أجمل الصّور وأبهاها لأنّها صورة متّحدة منتظمة، تنسجم مع الكائنات كلّها، فتشعرك أنّ الكون كلّه يتّجه لخالق واحد وفي ذلك راحة للجميع: ﴿ ... أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾(يوسف: 39) و ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾(الزمر: 29) |
اقرأ المزيد |
أعداء الله : 200 - 2024/03/01 |
هناك فصيل من البشر يكرهون الحقّ الذي أنزله اللّه على رسوله ﷺ لهداية النّاس، ذلك بأنّهم كرهوا ما أنزل اللّه، ومن ثمّ فهم يحنقون على من يسلكون الصّراط السّوى بل ويعادونهم ويبغضونهم كما قال عنهم ربّهم ﴿وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (الحج: 25) وأكثر من ذلك﴿وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾ (الأعراف: 45) وسرّ ذلك أنّهم يجهلون الحقّ المبين، ومن جهل شيئاً عاداه ﴿وإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ﴾ (الأحقاف: 11).. ومثل هؤلاء قلّما ينتفعون بوعظ أو يرقى الى قلوبهم بيان، فهم لا يتهيّبون من وعيد أو يتبصّرون بالآيات والنّذر، فهم عمي وصمّ وبكم في الظّلمات، ولو أنزل اللّه لأمثالهم من الآيات الحسّية والمادّية ما يسدّ الخافقين ما اهتدواْ إليها سبيلا ﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ﴾ (الأنعام: 111) .. ﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ* لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ﴾ (الحجر: 14-15) غير أنّك تجد أحدهم يحّرك شفتيه يتشدّق بالكلام مجادلة وسفهاً﴿إِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ﴾ (الأنعام: 121) |
اقرأ المزيد |
طوبى لك غزة : 199 - 2024/02/02 |
سلام اللّه عليك ياغزّة، سلامٌ عليك ياأرض الرّباط، سلامٌ عليك في الخالدين، سلامٌ على شهدائك، على رجالك ونسائك وأطفالك، فقد سطّرتِ اليوم ملحمة جديدة من الصّمود والعزّة والفخار وبعث الأمل في عروق أجيال متعاقبة تبحث لهاعن رصيد تفاخر به، ليوجّه بوصلتها، فكنت قطب الرّحى وعصب الحكاية ومدار الزّمان. لم تنكسروا لعدوّكم، أفشلتم مكائده وأحبطتم مكره، فقد أرادها نكبة وخياماً لكنّكم _رغم جراحكم_ أقمتم فوق الرّكام والأشلاء، رغم القصف والنّار الذي يحيط بكم في اللّيل والنّهار، ضمّدتم جراحكم ودفنتم أبناءكم وحبستم دمعتكم وصبرتم على الكريهة والشّديدة، فلم يشمت عدوّكم بكم، كم أرادوا أن يبيدوا خضراءكم ويستأصلوا شأفتكم بمنع الطّعام والشّراب والوقود والدّواء فضلا عن القصف والدّمار والحصار، فما لانت قناتكم وما وهنت عزائمكم، وما تعلّلتم، وما أسأتم حفظ الود لمقاومتكم. |
اقرأ المزيد |