وبعد، فإنّ التّشريع الإسلامي عامّة، بما فيه التّشريع المالي، إنّما جاء ليسعد النّاس ويضبط حياتهم بنظام يقوم على العدل والرّشاد، ويجلب لهم المصالح ويدرأ عنهم المفاسد، لذلك قال ابن عبد السّلام: «والشّريعة كلّها مصالح إمّا تدرأ مفاسد، أو تجلب مصالح، فإذا سمعت اللّه يقول (يأيها الذين آمنوا)، فتأمل وصيته بعد ندائه، فلا تجد إلاّ خيرا يحثّك عليه، أو شرّا يزجرك عنه، أو جمعا بين الحثّ والزّجر، وقد أبان في كتابه ما في بعض الأحكام من المفاسد حثّا على اجتناب المفاسد، وما في بعض الأحكام من المصالح حثّا على إتيان المصالح»(2). ومن الخير الذي حثّ عليه سبحانه، الإنفاق، كما قال عزّ من قائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾(البقرة :267).
|