في زمن المماليك، وفي قرية مصرية على ضفّة النّيل، سكن فلاح فقير في بيت ريفي صغير على أطراف ضيعة لأحد الأثرياء بها قصر كبير.
وفي إحدى ليالي الشّتاء القارس، عاد الفلاّح إلى بيته المتواضع لينضمّ إلى أفراد أسرته على طاولتهم الصّغيرة، فيتبادلون أطراف الحديث وهم سعداء، فهذا يتحدّث عن يومه كيف قضّاه، وذاك عمّا جنى من ثمار رزقه اللّه إيّاها، وآخر عن قسوة الجوّ وكيف عانى ليصل إلى البيت سالما، ثمّ ينتهي يومهم بالخلود إلى النوم آمنين مطمئنّين. أمّا في الجهة الأخرى، فقد وصل الثّري إلى قصره بعربته الفاخرة، فنزل منها وأخذ يجول بعينه في حديقة القصر، حتى وقعت على بيت الفلاّح، فحدثته نفسه أن يضمّ ذلك البيت إلى قصره الفاخر.
|