حديقة الشعراء

بقلم
عبد الله الرحيوي
سوق المذلّة
 

من ذا الذي يشري الهوان منجّما        أو يشتري ذلّ الحقارة آكمــــا؟

من ذا الذي يرضى الدّناءة حزمـة        أو يكتلي صبر السّخافة أحزمــا
مكشوف وجــه إن أراد بــذاءة         وإذا أتتــه العاديــات تلثـّــــم
سوق الهوان يُــزار بين أزقّـــة         نفس أذلّت نفسها تحت القمــى
إنّ الرّذالــة لا تُبـــاع لطالــب        يكفيه سوءا سومـــه ما قــدّم
وتراه يجري لاهثا من خلفهـــم        كالكلب يمشي أو يفرّ إن أجــرم
يا بائعا بالغشّ غشّ مـن اشترى        ماء الوجوه ولم يذق طعم النّمـا
جاء الخسيس بمالـه في صــرّة          وأتى مراب بالقليـــل لينعـــم
وتراه يصرف قرشه بفلوسهــم        يبقي عليه من النّسيئة درهمــا
أيؤمكم ناس تحايــل عقلهـــم        مع خالق عـلاّم غيــب علـــم؟
سوق المذلّــة لا يُــزار لمــــرّة         فلم الشّراء على الدّوام لم؟ لــم؟
بيعوا لقوم ما شريتم عندهـــم         إنّ الإقالة أوجبـت مــا حـــرّم
للسّوق باب عزه مــن خلفـــه         هذي الشّماتة أرخصت ما قسـم
كونوا رجالا إن أمنتــم بالــذي         جعل الدّفاع عن الشّعائر مغنمـا
ذودوا عن الأقصى بكلّ سلاحكـم        إنّ الشّهيد مع الجريح سيكرمـا
أمّا المجاهـد مقتــد برسولنـــا        صلّى الإلـه على النّبــي وسلّــم