حديقة الشعراء

بقلم
الشاذلي دمق
نَذَرْتُ قَلْبِي
 

نَذَرْتُ قلبي وَعْـدًا لـن أسترِدهْ    خُذيه فإنّـي لست ناكثـا ودهْ

مهما رجوتِ أو أنّكِ  ناشــدتِ    لا، ولـن تستطيعــي الآن رَدهْ
شَرَفُ الفؤاد في جمِّ الوفــــاء    وعلى الإِباء قد أَبْــرَم عَهــدهْ  
جريحٌ ذاك الّـذي غَـدَا فأمْسَى    نزيفًا لكلّ ما قد يَؤُول بَعْــدهْ
أوّاهُ ! كيف هان بقلبكِ عُمـري    وأنا الّذي كنتُ جاثيًا عِنــدهْ؟
فَلَكَم تَسوَّرَ اللّيلُ  ضجيعًـــا!    حين تَوسَّدَ على السُّهْد خَــدهْ
الآن كيف أسْتشرفُ غَدَواتـي؟    ومنكِ أَقْبَاسُ نُورها مُستمَـدهْ
لَئِنْ تْقْطَعِيها الأَوصال مِنِّـــي    فحِبالي تمتدّ لك بألـف عُقــدهْ 
إدامٌ وكَوثرٌ ولُهًـا ثُمّ قُرْبــــى      والحُبُّ قـد تَلـوتُ عليـكِ وِرْدهْ
كم  ذكرى أَلِفتْنا؟ كم نَجـاوَى    ناشَدْنا سويًّــا؟ كم سجـدة؟  
كم دُروبا معًا وأُفْقًا لَمَحنــا؟    وأيُّ حُلم قد نَاغَينـا رَصْــده؟
إن تُوصدي أبواب الرّضا عنّـي    فَعَتَبي غَمْـرٌ وأَنَّى لكِ صَــدهْ
إذًا، أَغِيثي رَعاكِ يا ظَلومًــــا    مُضَامًا قد نفد الصّبرُ عِنــدهْ
واُسْعِفيه مُضناكِ إثر جَفــوة    فَمَنْ إلاّكِ يَرُدّ للسّيف غِمْـدهْ؟
هَجرُكِ صَمْصَامٌ بِحَده رَهَــقٌ    ومَن سِواكِ يُعيد إليه رُشـدهْ؟