الافتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
افتتاحية العدد 194
 يصدر العدد 194 من مجلّة الإصلاح ونحن نعيش في مختلف الأقطار العربيّة على وقع حدث هام هو العودة المدرسيّة، وهو حدث يفرض علينا جميعا الانتباه إلى حال منظومتنا التربويّة ويدعونا إلى رفع شعار « الإصلاح التربوي» من جديد والبحث الجدّي والعميق مع مختلف مكونات المنظومة والمتفاعلين معها عن حلّ جذريّ لبناء أسس جديدة لها وتحديد أهدافها. فبقاء المنظومة على حالها خطر له عواقبه الوخيمة على الأجيال القادمة وعلى البلاد بصفة عامّة، وتجاهل هذه المسألة يعدّ خيانة للوطن والمواطنين الذين هم بصدد التّضحية بكلّ ما يملكون من أجل نجاح أبنائهم  وتربيتهم.
ومن الضّرورة بمكان التّأكيد على أهمّية المدرسة كمؤسّسة تربويّة أساسيّة وبالتّالي لابدّ من العمل على أن ‏تقوم بدورها الفعلي من دون احتكار للمسألة التربويّة حتّى لا يتمّ إلغاء دور ‏المؤسّسات الأخرى كالأسرة والمسجد والمسرح والنّوادي ... الخ. وهذا لا يتمّ إلاّ عبر تحديد ‏وظيفة المدرسة بصفتها فضاء معرفيّا، علميّا وتربويّا يساهم في إعداد المتمدرسين ‏للحياة الإجتماعيّة ضمن ثلاثة أبعاد، أوّلها رمزيّ (التّكوين اللّغوي والأخلاقي وكلّ ما يجب ‏أن يلتزم به الفرد إجتماعيّا) وثانيها إبداعيّ ( حيث تساعد على اكتشاف المواهب) وثالثها تقني (إتقان المهن والتمكّن من التكنولوجيّات ...).
لن يكون إصلاح المنظومة التربويّة سهلا، لكن علينا أن نبدأ ولو بالتّفكير والنّقاش، فالأمر لا يقبل التّأخير والتّسويف.