الافتتاحية

بقلم
التحرير الإصلاح
افتتاحية العدد 193
 «وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً» (النساء: 100)
هي دعوة صريحة للهجرة في سبيل اللّه، وإعلان من اللّه أنّ الهجرة حدث متواصل في الزّمن لا يتوقّف، لا يشمل الرّسول ﷺ فقط بل كلّ المؤمنين برسالته إلى أن تقوم السّاعة. جوهر حدث الهجرة مرتبط بـ « سبيل اللّه»، لذلك فهي لا تعني التنقّل من مكان إلى آخر فقط بل هجرة من كلّ ما يغضب اللّه إلى كلّ عمل يؤدّي إلى رضاه. الهجرة في سبيل اللّه تعني هجرة أهواء النّفس إلى تزكيتها بتقوى اللّه، ومن مغريات الدّنيا وضغوطات الحياة الى الزّهد فيها. هي صراع مستمرّ مع النّفس لترويضها وتزكيتها والسّمو بها الى درجة بلوغ المرتبة التي أرادها اللّه لرسوله وعباده الصّالحين.
الهجرة هي مغادرة فسطاط الظّالمين والوقوف سندا للمستضعفين والمضلومين، وهي هجرة من العادات السّيئّة كالكسل والإهمال والأنانيّة والتّواكل وكره النّاس ورفض الآخر ومعاداته  إلى العادات الحميدة التي ارتضاها اللّه لنا كالعمل بجدّ وإخلاص والتّوكّل على اللّه والتّفاني في خدمة النّاس والمحتاجين، ونشر التّسامح، والدّفاع عن حقّ الاختلاف والتنوّع.
نحتفل بذكرى الهجرة لكنّنا نعيشها ونمارسها في كلّ وقت وحين .. نرجو أن يكون العام الهجري الجديد 1445 عام خير وبركة على جميع المسلمين. كل عام وأنتم بخير