الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحية العدد 174
 يتزامن تاريخ صدور هذا العدد من مجلة «الإصلاح» مع حدثين هامّين، أولهما حلول السّنة الإداريّة الجديدة 2022، نرجو من اللّه أن لا تكون مثل سابقتيها 2020 و2021، فقد تركتا فينا أسوأ الذكريات، نتيجة هيمنة جائحة «كورونا» على حياة البشر واجتياحها لكلّ المناطق في العالم مخلّفة فقدان أعداد كبيرة من النّاس وعسرا في تسيير حياتنا اليوميّة وتعطيلا لعجلة الإقتصاد في سائر البلدان، وحرمانا من دفء العلاقات الإجتماعيّة في الأفراح والأتراح على حدّ سواء. هذا من ناحيّة، ومن ناحيّة أخرى نتيجة التأزّم الكبير الذي عاشته بلادنا سياسيّا واجتماعيّا من جرّاء اتجاه خاطئ سلكته النّخب السّياسيّة أنتج وضعا أكثر تأزّما قد لا تجد البلاد منه مخرجا.     
ولأنّنا لا نريد أن نضيف سوادا إلى السّواد، فإنّنا نأمل أن تكون السّنة الميلاديّة الجديدة سنة خير وبركة فيها تنتهي معاناة الإنسانيّة من وباء الكورونا ومن الحروب المدمّرة والتناحر، وتغلق فيها أبواب الصّراعات وتفتح أبواب الحوار بين المتنازعين أينما كانوا سواء من أبناء نفس الوطن أو من الشّعوب والدّول المختلفة في العالم. وبهذه المناسبة يسرّ أسرة مجلّة الإصلاح أن تتقدّم بأحر التّهاني والأماني إلى قرّائها الأعزّاء خاصّة وجميع الناس عامّة، فكلّ عام وأنتم بخير.
الحدث الثاني هو حلول الذّكرى الحادية عشرة لانتصار التّونسيين على الطّاغية «بن علي» بعد ثورة شعبيّة عارمة، قدّم فيها عدد كبير من الأمّهات فلذات أكبادهن شهداء وجرحى، قربانا للقطع مع الاستبداد وتحقيقا للحرّية والكرامة. ذكرى تمتزج فيها الفرحة بالحزن والأمل بالألم نتيجة الأزمة الخانقة التي تعيشها الثّورة والتي قد تعصف بما حقّقته من مكاسب - على قلّتها- خلال العشريّة الفارطة. 
نحتفل بالذكرى الحادية عشرة للثّورة وأيدينا على قلوبنا خوفا من انزلاق إلى نقطة اللاّعودة، نبحث في الآفاق عن قبس من نور يضيء لنا الطّريق من جديد بعد أن ساده الظّلام وعن بصيص من الأمل يخرج البلاد من غَيَابَاتِ الْجُبِّ الذي ألقتها فيه نخبها السياسيّة عن قصد أو عن غير قصد. 
سنحتفل بذكرى ثورتنا ونحن متمسّكين بها، وعاملين على إنقاذها بما نستطيع من براثن البعض من أبناء جلدتنا ذوي الحنين إلى الاستبداد والدّكتاتوريّة. ويبقى الأمل قائما مادام في العمر بقيّة ومادام في هذا البلد رجال صادقون أوفياء للشهداء، عاملون على الإصلاح... وتبقى «تونس بعد الثّورة خير».
وكلّ عام والشّعب التّونسي بألف خير ...