في العمق

بقلم
سعيد السلماني
فلسفة العلوم الإنسانية والتأسيس المنهجي البديل لفهم الإنسان
 مقدمة
منذ تأسيس الحداثة وميلاد نمط المجتمع الصّناعي، أقام الفكر الفلسفي علاقة نقديّة مع الميراث الثّقافي الدّيني في طبعته اللاّهوتيّة الكنسيّة، ونادى بـ «دين الإنسانيّة» بديلا عن التّصوّرات اللاّهوتيّة للوضع البشري، ومن ثمّ فقد تمّ التّأسيس لبدائل تصوّرية تحاول التّخلّص من التّفسير الدّيني للوضع البشري وإقامة تفسير فلسفي/علمي بديلا عنه.
نحن إذن، أمام تصوّر جديد للكون والإنسان، تصوّر يضاهي الدّين أو لنقل منظومة فكريّة جديدة منتشية بذاتها ضدّ منظومة فكريّة تصارع من أجل البقاء، وفي جو كهذا مليء بالانتصارات النّظريّة والعمليّة وتحقيق حلم الإنسان بالسّيطرة على الطّبيعة، برز سؤال السّيطرة من جديد، لكن هذه المرّة سيكون محوره الإنسان نفسه. من هنا يأتي تأسيس «أوجست كونت» للسوسيولوجيا، لأنّه من خلالها يمكن السّيطرة على الإنسان وتحقيق وعي علمي بالوجود البشري.
وفي مناخ القطائع الابستمولوجيّة صدح «كونت» بـ «قانون المراحل الثّلاث» معلنا بذلك عن الحتميّة التّطوريّة التي أدّت به الى القول بالحتميّة المنهجيّة. وإذ تمّ التّركيز في هذه الورقة على مرحلة التّأسيس فإنّ ذلك يتمّ عن وعي وقصديّة، باعتبار أنّ هذه «الفلسفة هي التي شكّلت الأسس المنهجيّة للعلوم الإنسانيّة»، وخاصّة الشّكل الذي انتهت اليه مع مرحلة القرن التّاسع عشر الذي شكّل منعطفا ايديولوجيّاً مهمّاً حدّد مستقبل هذه العلوم في الغرب، وامتدّ أثره بشكل فعّال نحو الأطراف الأخرى من باب التّبعيّة. ولا بدّ أن نذكّر هنا بأنّ الأسس المنهجيّة – كما تبلورت في الغرب – هي التي شكّلت مجموع الأدبيّات المتعلّقة بالعلوم الإنسانيّة على صعيد الثّقافة المغربيّة(1). 
وكون هذه العلوم لا زالت فتيّة وفي طريق النّمو، فإنّ الوقوف عند الأسس المنهجيّة ونقدها أضحى ضرورة في ظل أزمة المنهج الذي لازمتها منذ الولادة. فما هي إذن دوافع قيام المنهج الوضعي؟ وما هي الأسس والمرتكزات التي اعتمدتها الوضعيّة لتأسيس منهج بديل عن المنهج اللاّهوتي؟ وإذا كان الوضعيّون جعلوا من «المادّة» مرتكزهم الأساس في بناء المنهج العلمي، فهل يصلح هذا المنهج لدراسة كلّ الظّواهر؟ ثمّ ما مكانة الحقيقة في العلوم الإنسانيّة في مقارنتها مع العلوم الدّقيقة؟
المبحث الأول: دوافع قيام المنهج الوضعي 
كبديل عن المنهج اللاّهوتي الميتافيزيقي
يقول «إميل بوترو» في مطلع كتابه «العلم والدّين في الفلسفة المعاصرة»: «لم يكن الدّين عند قدماء اليونان في صراع مع العلم بالمعنى الذي نقصده من العلم اليوم، أي مجموع المعارف الوضعيّة التي حصلها الانسان، بل كان في نزاع مع الفلسفة وهي التّأويل العقلي للعالم والحياة، أو لمعتقدات النّاس الموروثة»(2). 
إنّ كتاب «العلم والدّين في الفلسفة المعاصرة» يحاول تشريح هذه المقولة التي يمكن اعتبارها محور النّقاش حول موضوع الصّراع بين العلم والدّين. إنّه صراع حقيقي أدّى إلى انتصار المنهج العلمي وإقصاء المنهج اللاّهوتي الميتافيزيقي من مجالات الحياة وحصره داخل جدران المعابد، وابعاده كليا من مجال النظر العقلي إلى مجال الوجدان والأحاسيس.إذن، فما هي الدّوافع والعوامل التي عمّقت من هذا الصّراع القديم الجديد؟ وهل المشكل في الدّين أم في توظيف الدّين؟ 
1. دواعي قيام النهج الوضعي:
تكلّم الباحثون كثيرا في مسألة دواعي ظهور المنهج الوضعي وأرجعوا ذلك الى مجموعة من الأسباب والدّوافع، نجملها في النّقاط الآتية:
أ – أسلوب التّفكير اللاّهوتي الذي انتهجته الكنيسة
كان تفكير الكنيسة موغلا في التّجريد الميتافيزيقي ويتّجه صوب تجريم كلّ تيار يغرّد خارج السّرب، فمن يفكر خارج نسق الكنيسة يواجه بالقمع والاضطهاد ويتّهم بالزندقة والهرطقة. إنّ هذا الأسلوب في التفكير يعتبر من الحوافز القويّة التي شجّعت المفكّرين الأحرار على معاداة النّهج الكنسي، وقد تحمّل هذا الثّقل التّيار الإصلاحي الحرّ الذي نحا في البداية نحو تنقية الفكر اللاّهوتي من الشّوائب التي علقت به، وخلص الى نتيجة لقيت استحسانا من طرف المفكّرين والباحثين، مضمونها يؤكّد على أنّ كلّ دين لا تقبله الطّبيعة والعقل هو دين باطل، أو ما سمّي بـ «دين الطبيعة» أو «دين العقل». وكان من فرسان هذه الدّعوة كلّ من «اسبينوزا» و«ليبنتز» و«سان سيمون»...، فقد اتّهم هذا الأخير«البَابَا» وكنيسته بممارسة البدع والهرطقات... كما اتّهم أيضا التّعليم الذي تقدمه الكنيسة بأنّه تعليم فاسد، واتّهم رجال الدّين بالجهل وعدم معرفتهم بدينهم الحقّ (3) .
ب – التقديس العقلي للكلمة المنقولة واضطهاد الأسلوب العلمي:
محور هذا الدّافع يتجلّى في اعتبار البابويّة شخصيّة مقدّسة. ومن هذا المنطلق ستحتكر الكنيسة مجال التّفكير وتجريم كلّ تفكير مخالف للتّقاليد البابويّة، ومن ثمّ تحكيم النّزعة النّصيّة وتحكيم الكتاب المقدس في كلّ مجالات الحياة، وتأطير كلّ شيء ضمن النّص المقدّس ولو كان علميّا بحتا، ممّا أحدث تضخّما دينيّا خطيرا أغلق كلّ منافذ التّفكير الحرّ. إنّ هذا النّمط الفكري اللاّهوتي السّائد هو ما أطلق عليه «برينتن كرين» في كتابه: «أفكار ورجال، قصّة الفكر الغربي» التّقديس العقلي للكلمة المنقولة.
ج – تحالف اللاهوت والسياسة:
يشهد التّاريخ أنّ تحالف اللاّهوت والسّياسة كان من أبشع التّحالفات التي دمّرت الانسان، وصورة الاضطهاد الذي تعرض له المفكّرون الأحرار لا زالت عالقة في أذهان النّاس، ولم تكن محاكم التّفتيش سوى الجهاز التّنفيذي لهذا التّحالف الذي ظلّ مستهدفا من قبل الأحرار. فقد كان النّظام اللاّهوتي يقدّم القوالب الفكريّة التي يتحتّم على النّاس أن يصوغوا وفقها سلوكهم وأساليب تفكيرهم، وكان النّظام السّياسي «الاقطاعي» يقدّم التّغطية الأمنيّة اللاّزمة لتنفيذ أوامر الكنيسة (4) .
إنّ هذا التّحالف زاد من سلطة الكنيسة وأعطاها قوّة تشريعيّة كبرى لتتدخّل بذلك تدخّلا قسريّاً في كلّ شؤون الحياة العامّة والخاصّة، وفرضت نمطا دينيّا في السّياسة والاجتماع والتّعليم والبحث العلمي...لكن قوّة الأحرار تكمن في العزيمة من أجل مواجهة هذا التّدخّل اللاّمشروع، فثاروا باسم الإنسانيّة، وكانت حججهم قويّة في مواجهة الكنيسة، يكفيهم حجّة أن يبيّنوا للنّاس فظائع محاكم التّفتيش.
د – صدى المشرق ونموذجية قرطبة:
بينما كانت الكنيسة تفرض حصارا محكما على حركيّة التّفكير والبحث العلمي، ظهرت حضارة جديدة في المشرق تمجّد العلم والمعرفة وتوجّههما نحو العمل، وهذه من البديهيّات لأنّ منطق التّاريخ لا يقبل الفراغ، والنّموذج الأندلسي أصبح واضحا في ذهن الأحرار، فأدركوا أن لا سبيل إلى النّهوض العلمي وتحقيق إنسانيّة الإنسان إلاّ بتقويض مؤسّسة الكنيسة، وقد سطّر «سان سيمون» هذه الحقائق التّاريخيّة وهو يتحدّث عن التّحوّل الثّقافي الذي حدث في الغرب إذ يقول: «إنّ بداية انهيار هذا النّظام في التّفكير حدث مع إدخال العلوم «الوضعيّة» إلى أوروبّا عن طريق العرب، وقد خلّف ذلك بذرة هذه الثّورة المهمّة التي انتهت اليوم تماما»...ويضيف: «وفي ما يتعلّق بنقد معارفنا الخاصة ومذاهبنا العامة فما كاد «العرب» يبدؤون إقامتهم في أجزاء أوروبا، حتّى أنشأوا مدارس لتلقين العلوم التي تقوم على الملاحظة، وظهرت حماسة عامّة وجّهت كلّ العقول المتباينة في اتجاه النّور الجديد، وأقيمت مدارس مشابهة في كلّ أوروبا الغربيّة، فأُنشِئت مراصد وقاعات للتّاريخ الطّبيعي في كلّ من إيطاليا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا» (5) .
إنّ حركة التّثاقف هذه أسهمت بشكل فعّال في نهضة الشّعوب الغربيّة من تخلّفها الحضاري، فهل ستستفيد الشّعوب العربيّة وطبقة الأحرار منهم من الحضارة المتقدّمة التي أخذت بأسباب الإقلاع الحضاري؟  ومن ثمّ يبحثون في بنية التّخلّف والعمل على هدم هذه البنيات المستحكمة في القلوب والأذهان وفكّ ارتباطاتها مع الأنظمة السّياسيّة المستبدّة ؟
2. سيادة المذهب الوضعي 
تمخّض عن الصّراع بين النّظامين العتيق والنّاشئ، ظهور نظام فكري جديد لقي ترحيبا واسعا في الأوساط الفكريّة والعلميّة والشّعبيّة. فابتداء من عصر النّهضة والغرب مسرح لصراع فكري رهيب تبادلت فيه الاتجاهات الأيديولوجيّة الأدوار، وكانت القضيّة الكبرى هي قضيّة إيجاد أسلوب حاسم في التّفكير، يقوم مقام النّظام الفكري اللاّهوتي القديم (6) .
وقد نتج عن هذه الحركيّة ظهور سيادة «المذهب الوضعي» أسلوبا بديلا وحاسما، أي الانتقال من تقديس الكلمة المنقولة إلى تقديس العقل والايمان بقدرة هذا الأخير على فهم الكون واستيعابه، وتوجيه النّقد للنّظم السّياسيّة والأخلاقيّة والدّينيّة التي كانت سائدة، ويطرحون بديلا عنها وفق ما تفرضه المعايير العقليّة وحدها، حتّى سمّي هذا العصر (القرن 18)، بعصر «السّلب والهدم». وأحداث الثّورة الفرنسيّة (1789) شاهد على ذلك، فقد كانت السّند الرّسمي لتثبيت «المنهج الوضعي»، وقد صرّح بذلك كونت عندما قال: «لولاها لما أمكن أن توجد نظريّة التّقدّم ولما أمكن تبعاً لذلك، أن يوجد العلم الاجتماعي ولما أمكن بالتّالي أن توجد الفلسفة الوضعيّة» (7).
رغم أنّ «الوضعيّة» تيّار فكري ضخم يتّصل منبعه بعصر النّهضة، فإنّ «أوجست كونت» يُعتبر ممثّلا بارزا وأصيلا له، لكونه دافع بشراسة عن المنهج الوضعي الذي ينبغي -حسبه - أن يحلّ محلّ النّظام اللاّهوتي السّابق. ولهذا وجب على التّفكير الفلسفي النّظري في مبدإ القرن التّاسع عشر أن يتّجه أوّلا صوب المشاكل الدّينيّة والاجتماعيّة، فالنّاس قد أخذوا يشعرون بتأثير العلوم الوضعيّة وتقدّمها المستمر، وبالتّالي فالخدمة التي ينتظرها «كونت» من الفلسفة هي أن تضع قواعد المجتمع الحديث على أسس عقليّة(8). 
من هذا المنطلق اعتقد «كونت» بأنّ مهمّته ستكون مضاعفة: فمن جهة، عليه أن يحارب النّظام اللاّهوتي والميتافيزيقي، ومن جهة أخرى، عليه أن يضع البديل الوضعي «العلمي»، لينتهي إلى تلك النّتيجة «المنطقيّة» و«الحتميّة» وهي تعميم المنهج الوضعي الذي يقصي كلّ الاعتبارات اللاّهوتيّة والميتافيزيقيّة التي انتهت صلاحيتهما وباتت منبوذة في الأوساط الشّعبيّة، خاصّة وأنّ روح الثّورة تنادي بإعادة تأسيس مجتمع حديث على أنقاض المجتمع القديم. لكن ما فتئ ينبّه إلى أنّ إصلاح المجتمع لا يأتي من فراغ أو من تنظيرات سياسية ميتافيزيقيّة، بل ينبغي الانصات الى الخبراء المختصّين في دراسة المجتمع دراسة موضوعيّة، وهذه مهمّة «السّوسيولوجيا» فهي رغم ولادتها المتأخّرة فهي قادرة على أن تصبح علماً كباقي العلوم الوضعيّة، فإذا كان موضوع هذه الأخيرة هو الظّاهرة الطّبيعيّة، فإنّ موضوع السّوسيولوجيا هو الظّاهرة الاجتماعيّة، ولا فرق بين الظّاهرتين حسبه إلاّ في جزئيّات طفيفة، لذا، فالمنهج الملائم لدراسة المجتمع هو «المنهج الوضعي».
ورغم الانتقادات التي وجّهت اليه فيما يخصّ المنهج الملائم لدراسة الظّاهرة الإنسانيّة، إلاّ أنّه لم يلتفت اليها، فقد وضع نصب عينيه نموذجيّة العلوم الطّبيعيّة التي انفلتت من قبضة الميتافيزيقا. فوجه اهتمامه نحو تحرير الدّين والأخلاق والاجتماع...لتصبح لأوّل مرّة في تاريخها علوماً «يقينيّة» تخضع للملاحظة والتّجربة وكشف القوانين التي تخضع لها في سيرورتها وتطوّرها، تماما كما تمّ الكشف عن القوانين التي تخضع لها العلوم الطّبيعيّة(9). وهذا يعني أنّ «كونت» يريد توحيد التّفكير الإنساني والقضاء بالتّالي على «حالة الفوضى العقليّة»(10) التي تنشأ عن تعايش أنماط التّفكير المتناقضة.
بذلك يكون «كونت» قد أقام صرح «الوضعيّة» كمذهب فلسفي واضح المعالم نظريّا، ليسلّم المشعل إلى تلميذه «إميل دوركايم» (1858-1917) الذي اشتغل بجدّ في ترجمة المنهج النّظري الى واقع عبر التّطبيق العملي. يقول «غاستونبوتول» في كتابه: «تاريخ علم الاجتماع» «إنّ عمل دوركايم يعتبر في الحقيقة أكبر مجهود مذهبي عمل على تحرير علم الاجتماع من اللاّهوت والفلسفة والسّياسة، وإنّه أراد في نهاية الأمر أن يقلب الأدوار ويجد في الاجتماع التّفسير الوحيد لعلم اللاّهوت والفلسفة»(11).
نخلص إلى القول بأنّ مهمّة «كونت» تمثّلت في علمنة الأفكار وتهيئ الأذهان لتقبّل الفكر الوضعي، أمّا «دوركايم» فقد كانت مهمّته إيجاد الآلية المنهجيّة نفسها التي تقوم على ترجمة أفكار أستاذه ليراها واقعا في حياة النّاس. إنّه إيمان عميق منه بضرورة الذّهاب بالمنهج الوضعي إلى أقصى حدوده. يقول في كتابه: Éducation et sociologie «إنّ العلم هو الذي أعدّ المفاهيم الأساسيّة التي تهيمن على تفكيرنا...وقبل أن تتكوّن العلوم كان الدّين يقوم بنفس المهمّة، لأنّ كلّ ميثولوجيا تشتمل على تصوّر مهيأ مبدئيّاً للإنسان والكون وقد كان العلم وارثاً للدّين». هكذا إذن، فمن الهيمنة اللاّهوتيّة الى الهيمنة العلميّة الوضعيّة، وحتّى ترسخ هذه الأخيرة ثوابتها في كلّ المجالات أخذت وقتا طويلا، بطيئا ومعقّدا، فقد «اصطدمت أوّلا بالعقليّة الأسطوريّة والغيبيّة المسيطرة، ولم تستطع أن ترسخ أقدامها جيّدا قبل أن تزحزح العقليّة اللاّعلميّة (أو الماقبل علميّة) عن مواقعها...فالانتصارات التي حقّقها الغرب بدءا من القرن السّادس عشر، أي بدءا من «الثّورة الكوبرنيكيّة» في مجال العلوم الفيزيائيّة والفلكيّة، هي التي أعطته الثّقة بنفسه وجعلته يتجرّأ على تحقيق التّقدم في مجال العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة»(12)، لتكمل بذلك دائرة الهيمنة الوضعيّة. فما هي إذن الأسس المنهجيّة التي استند إليها الوضعيّون في دراسة الظاهرة الإنسانيّة؟ (هذا ما سنتطرق إليه في المقال القادم إن شاء اللّه)
الهوامش
(1) أمزيان محمد، منهج البحث االجتماعي؛ بين النظرية والتجربة، المعهد العالمي للفكر الاسلامي، الولايات المتحدة، ط، 4، ص، 14-15.
(2) إميل بوترو، العلم والدين في الفلسفة المعاصرة، ت، فؤاد الأهوان، القاهرة، الهيئة المصرية للكتاب، 1973، ص، 9.
(3) أمزيان محمد، المرجع السابق، ص، 26
(4) نفس المرجع، ص، 29.
(5) نقلا عن أمزيان محمد، المرجع السابق، ص، 30. 
(6) المرجع السابق، ص، 31.
(7) بريل ليفي، فلسفة أوجيست كونت، ترجمة، محمود قاسم والسيد محمد بدوي، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، د. ت، ص، 2 بعد مقدمة المترجم.
(8) بريل ليفي، نفس المرجع، ص، 3.
(9) أمزيان محمد، مرجع سابق، ص، 37.
(10) استخدم «كونت» هذا العبارة للدّلالة على المناخ الذي كان مسيطرا على فرنسا في أعقاب الثّورة الفرنسيّة، فقد ظهرت مشكلات إصلاح المجتمع وإعادة تنظيمه بعد الثّورة الفرنسيّة. وأعتبر «كونت» أنّ «حالة الفوضى» التي يعيش فيها المجتمع - ليست راجعة فقط إلى أسباب سياسيّة بل هي كذلك راجعة - إلى أسباب عقليّة، أو إلى طرق التفكير. فالمجتمع لكي يستمر ويتقدّم ليس في حاجة إلى انسجام في المصالح المادّية والمنافع المتبادلة فحسب بل في حاجة كذلك إلى اتفاق عقلي. ولقد كانت الفوضى في رأيه راجعة إلى وجود أسلوبين متناقضين في التّفكير، أوّلا: التّفكير العقلي والذي من خلاله يتمّ تناول الظّواهر الكونيّة والطّبيعيّة والبيولوجيّة. وثانيا: التّفكير الدّيني الميتافيزيقي الذي يتناول الظّواهر التي تتعلّق بالإنسان والمجتمع. ولقد أدّت «حالة الفوضى العقلية» هذه إلى فساد في الأخلاق والسّلوك؛ وللقضاء على هذه الفوضى عرض «كونت» «الفلسفة الوضعيّة» كبديل.
(11) نقلا عن أمزيان محمد، مرجع سابق، ص، 38.
(12) صالح هاشم، مخاضات الحداثة التنويرية، القطيعة الابستمولوجية في الفكر والحياة، دار الطليعة، بيروت، ط 1، 2008، ص، 167.