الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحيّة العدد السادس والعشرين

بسم الله الهادي إلى سواء السبيل والصلاة والسلام على خير دليل 

 

بهذا العدد تكون مجلة ”الإصلاح“ قد أطفأت شمعتها الأولى بعد قضاء سنة كاملة منذ صدور عددها الأول. لم تكن المجلة مشروعا تمّ التخطيط له مسبّقا مع خبراء ومختصين في الصحافة والنشر ولم يُنتدَبْ له كتّابا وصحافيون وفنانون بل بدأت حلما جميلا لأحد التونسيين الذي أراد أن يسبق الزمان لاسترجاع ما خسره طيلة عشريتين من الكبت والحرمان . فانطلق من دون حسابات في تجربة لم يكن يعرف نسبة نجاحها من عدمه، لكنه كان مصرّا على فعل شيء يساهم به في بناء الوطن. ولأن ” باعث المجلّة“ ( على وزن باعث القناة!!!) ليس من أصحاب المال ولا من أصحاب الجاه فقد اكتفى بإصدار مجلة توزع عبر البريد الالكتروني، تعتني بشؤون الفكر والثقافة والتربية والسياسة ليدوّن فيها بعض من أفكاره ويحاول من خلالها صحبة من شاطروه الحلم أن يوفروا للقارئ مضمونا هادفا ومختلفا عن السائد.

فالمجلة فضاء مفتوح لمن يريد الولوج إليه للتعبير بحرية والكتابــة في ما يشاء بدون رقابة تذكر. فضاء لتبادل الأفكار والآراء ومنبر للتحليل واقتراح البديل من دون تشنّج إيديولوجي ولا تعصّب لفئــة على حساب أخرى وحاضنة لأفكار ورؤى تناضل من أجل بناء دولة فلسفتها خدمة المواطن، ومجتمع مبني على التعاون والتآزر والعيش المشترك في كنف الحريّة والمساواة.

ومجلّة ”الإصلاح“ لا تتحدث باسم حزب سياسي ولا خط إيديولوجي معيّن وإنما تعبير عن ثقافة وسطيّة متجذّرة في الهوية العربية الإسلامية ومنفتحة على العصر. وهي لا تدّعي امتـــــلاك الحقيقة بل تبحث عنهــــا من خلال الحوار وتبادل الآراء، هدفها الأساسي المساهمـــة في الإصلاح ..

وتنــــوع المساهمــــون بالكتابـــة في مجلـــة ”الإصـــــلاح“ سـواء من حيث الانتمـــاء الجغرافـــي (من تونس والعـراق وسوريا والمغرب والجزائر) أو الفكري والسياســــي، فقد كتب فيها ”العروبــــي“ و”الإصلاحـــي“ و”اليساري المؤمن“ و”النهضـــاوي“ ومن ليــــس لديــــه أي انتماء سياســــي أو إيديولوجي وهذا التنوع يحسب لفائدة المشروع ونرجو أن نحافظ عليه وندعّمه.

لقد تجاوز عدد الذيـــن تصلهم ”الإصــــلاح“ عتبة الخمســـة آلاف وهو رقم نرجو أن يتضاعف مع نهاية عامها الثاني لكننا لا نعرف نسبة تفاعل هؤلاء معها ومدى رضاهم عن مضمونها. ولأننا وعدنا منذ العدد الثاني أن نقوم بتقييم للمجلة بعد مدّة، فإننا نرجو من القراء الأعزاء التفاعل الإيجابــــي مــــع ”الاستبيــــان“ المصاحب لهذا العــــدد والذي سيساعدنا على تقييم ما أنجزناه خلال سنة وسنوافيكم بنتائجه في العدد القادم إن شاء الله. فإذا نجحنا في مهامنا فلله الحمد والشكر وإذا فشلنا فسيكون لنا شرف المحاولة وسنغلق هذا المشروع ونبحث عن ميدان آخر قد ننجح فيه ... فعلينا السعي وعلى الله التوكل. 

وفي الختام نذكّر بحديث المصطفى:» من اجتهد وأصاب فلــــه أجـــــران ومن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد« .

فيصل العش faycalelleuch@gmail.com