تراثنا

بقلم
محمد زياد الفقيه أحمد
مسجد الزراع بقصور الساف، من شواهد التاريخ
 تعتبر مدينة قصور السّاف من التّجمّعات السّكنيّة العريقة في السّاحل، ولئنّ إرتبط ذكرها تاريخيّا بحركة المدّ الصّوفي في الفترة الحفصيّة، إلّا أنّها عرفت توطّنا واستقطابا لفئات إجتماعيّة عديدة  متنوّعة منها «أهل جربة» منذ القرن الثّامن عشر، حيث استقبلت قصور السّاف مجموعة من العائلات الجربيّة في إطار «الهجرة المزمنة لأهل الجزر»، وكذلك في إطار مهام مخزنيّة.
 يعتبر مسجد الزراع الكائن بنهج الشّهداء أبرز مثال على تاريخ توطّن هذه المجموعة بالمدينة، ويرجع حسب النّقيشة بساكف المدخل الرّئيسي إلى سنة 1195ه الموافق لـ 1775 ميلادي.
شهد هذا المعلم أشغال ترميم وتجديد في جانفي 1990م.
هذا المعلم محاذي لـ «سراية الزراع» الذّائعة الصّيت، التي شهدت أوّل ترميم لها في عهد ڨاسم بن محجوب  الزراع  في 1776ـ1777 م. 
وصف المعلم
يمكن تقسيم المعلم إلى قسمين يفصلهما صحن مستطيل الشّكل. 
القسم الأول: 
وهو المطلّ على نهج الشّهداء، ويحوي في الواجهة المدخل الذي يفضي لرواق به بابان على الجانب الأيسر لميضأة ودورة مياه، ويبدو بينهما فوهة مغلقة المرجّح أنّها لبئر أو  لفسقيّة.
على اليمين جدار، وهو جانب من فضاء يُستغل كتّابا ويفتح على الصّحن بباب تجاوره نافذة بهما أسكف مزخرف.
الصّحن مستطيل الشّكل وبه مساحة صغيرة تُستغل كحديقة، كما يوجد به مدخل على اليمين يفتح على النّهج الفرعيّ.
 القسم الثّاني : بيت الصّلاة
 بها باب في الواجهة يتوسّط نافذتين على الجانبين. يحوي الفضاء ثلاثة أروقة وبلاطتين قائمتين في الوسط على عمودين بهما تاجان مستحدثان على النّمط الحفصي. ويوجد المحراب قبالة المدخل في الرّواق الأوسط تجاوره خزانة على الجانب الأيمن ومدخل صغير لبيت الإمام يسارا. تقسّم بيت الصّلاة إلى ستّة مستطيلات مسقوفة على نمط دمس تربيعة، أمّا بقيّة المسجد فمسقوف على الطّراز العصري.
 جميع الأرضيّة مبلّطة بالجليز العصري، كما نلاحظ جليزا عصريّا يكسو الرّبع السّفلي من الجدار.
المراجع :
(1) الحبيب بن رمضان «الخصوصيات المعماريّة لدار الزراع بقصور الساف» ( أطروحة)
(2) الأرشيف الوطني. دفاتر الإحصاء