حديقة الشعراء

بقلم
البحري العرفاوي
دُعاء الخلاص
 إلاهي انتصرْ
إن تونسَ صارتْ على حافةٍ
والعدُوّ على أهبةٍ ينتظرْ
لم نعدْ نعرفُ من هُمُ الأصدقاءُ
ولا الأوفياءُ ولا من غدَرْ
كل يومٍ نفيقُ على مشهدٍ
كل ليلٍ ننام بألف خَبرْ
هذا حِلفٌ جديدٌ بعشرين رأسٍ
وذاك القديمُ هوى وانفجرْ
كم خطابًا يُسَوّقُ في النشراتِ
لطيفا ويُغري... وروحُهُ شَرْ
لم نعدْ يا إلاهي
نرى في الصداقاتِ صِدْقًا
ولا في السياسةِ فنا ورفقا وبِرْ
يا إلاهي انتصرنا ظننا
على المجرمينَ
ولكن وجدنا الجريمةَ في كل بَرْ
كل صبحٍ نقومُ ...نصلي:
إلاهي صباحًا جديدا بغيرِ كَدَرْ
وبغير اعتصامٍ
وغير اصطدامٍ
وغير اتـــــهامٍ
وغير فِخــــاخٍ وغير حُفرْ
ربنا إننا واقفون على طينةٍ
توشك أن تميد بنا أجمعينَ
ولكنّ أهل السياسة قدْ سكروا
حتى ظنوا بأن الكراسي بُراقا
يطير بهم في السحاب وفوق القمرْ
قد نسوا يا إلاهي
بأن أناسا يجوعون في كل يومٍ مرارا
وأن الجماهير قد تعبتْ 
ربما تنفجرْ
ليس يعني الفقيرَ هويةَ من يحكمُ
إنما يشتهي الفقراءُ طعاما /كساءً 
وأمنا وحرية مثل كل البشرْ
فانتصرْ يا إلاهي
لأوجاع أهل لنا طيبينَ
لتونسَ... رباهُ كي تستمرْ