حديقة الشعراء

بقلم
أنيس عبدالله شمشيق
وَقَـارِي وَمَـهـمَـا تَـوَقَّـرَ
 أَبَـى الحُلـوُ نَـهيًا عَـن بَـلَائي فَأَذهَـلَ        بِـقَـلبِـي وَمِـحـرَابِـي عـِـنَـادًا تَصَــدَّرَ

عَـلَى أَجـنـُحِ الأَحــلَامِ آثَــرتُ حُـبَّـهُ         غَــزَالٌ أَتَـى البُـركَـانَ حَـتَّى تَـفَـجَّــرَ

حَمَلتُ الغَبَاءَ وَالعَقلُ قَد قَلَّ رُشـدُهُ         تَـنَـامَـت بَـلَاهَـتِي وَوَعـيِي تَـصَـعَّــرَ
أَلَا حَبَّـذَا مَن جَـاهَدَ الجَـهـلُ وَعيَـهُ         وَقَد زَلَّـنِي كَـيـدٌ لِـضُـعـفِـي تَـدَبَّـــرَ
وَمِن زَوبَعَاتِ الدَّهرِ أَجنِي مَصَـائِبَ         مَـثِيـلِي مُـصَابُ العَـقلِ قَـهرًا تَـخَمَّـرَ
وَقَـارِي لِـذِي شَـيـبٍ وَمَـهمَـا تَـوَقَّـرَ        عَـلَى صَـدرِهَـا حَـتَّى وَقَـارِي تَـعَـثَّــرَ
أَثَـرنَـا لِـذَاذًا فِـي الهَــوَى وَيــكَـأَنَّـهُ        بُـــرَاقُ إِلَـى أَبـهَـى سَـمَـاءٍ تَــسَـخَّـرَ
عَـلَى خَـدِّهَا أَنـثَـرتُ أَحـلَـى الـوُرُود        غَـزَالِـي وَكَـم غَـازَلـتُ حَـتَّـي تَـكَـبَّـرَ
وَمَـا خَفَّـفَـت عَيـنَاهُ عَـنِّي سَـقَـامَـةَ        وَلَا جَـفـنُـهُ أَبــدَى وُعُــودًا وَبَــشَّــرَ
وَسُبـحَانَ رَبِـّي يَخـلُـقُ الفَـاهَ عَـنبَـرَ        وَكَـم قُـبـلَـةٌ فَـاحَت وَقَـلبِـي تَـدَمَّــرَ
تَرَشَّـفـتُ مِن ثَـغـرِ الحَبِيبَـةِ عَـلَاقِـمَ        أَيَـا وَيـلَـتِـي كَـأسٌ لِنَـحـبِـي تَــيَـسَّـرَ
عَلَى مَـتـنِ أَشعَارِي تَـدَانَـت لِتَبـحُـرَ        عَـسَـاهَا تُـبَاهِي الـدُّرَّ مَـهـمَا تَـفَـخَّـرَ
هَـوَاهَـا بِـأَحـشَـائِي جِـزَافًـا تَـمَكَّــنَ        وَمَـا نِـلـتُ مِنـهَـا غَـيـرَ حُـلمٍ تَـبَـخَّـرَ
فُـؤَادٌ مِـنَ الأَلمـَـاسِ أَعـطَـاهَ رَاهِــبُ        فَـفِي غَـفـلَـةٍ أَضـحَـى رَمَـادًا تَـغَـبَّـرَ
شَـقِـيٌّ أُعَـانِي مَن بِقَـلبِـي حَـضَـنـتُـهُ        أَذَنـبِي سِـوَى عِـشقِي لِـعَيـنٍ تَحَــوَّرَ
عَـسَى فِي اصطِـبَارِي مُتـعَةٌ لِلمَتَـاعِبِ        وَصَـبـرِي كَـمَـا أَجـنَـى عَـلَـيَّ تَـوَعَّـرَ
وَكَم غَـاصَ صَحبٌ لِي عَـلَى مَا سَرَرتُهُ        وَلَا مَـن لِأَوجَـاعِـي مَــوَاسِـيـهِ عَــبَّـرَ
نَسُـوا أَنَّـنِي بِالأَمـسِ لِلـخَيـرِ مُنـفِـقُ        هُــمُ الـيَــومَ للـسَّـرَّاءِ كُــلٌّ تَـنَـكـَّــرَ
وَلَا مُـؤنِـسٌ عَــاضَ ضَمِـيـرًا يُـؤَنِّــبُ        مَعِـي خَـالِـقِي مَن شَـاءَ أَبـكَى وَسَـرَّرَ
أَلَا بِـالتِّـبَـاعِ الـجَـهـلِ أَجـنِي مَـذَلَّــةَ        أَيَا لَـيـتَ قَـبـلَ الـذُّلِّ مَـوتِـي تَـقَـدَّرَ
رَقِـيـبٌ إِلَاهِـي إِن بِـأَسـرَارِي أَكــتُـمُ        فَـدَمـعِـي بِـلَـيْـلٍ شَـاهِـدٍ كَم تَـغَـزَّرَ
أَلِـي حِـيـلَـةٌ وَاللَّـهُ أَدرَى بِــخَـلـقِـهِ         سِــوَى عَـفـوَ زَلَّاتِــي بِـخِـطءٍ تَـكَـرَّرَ
هُـوَ القَـادِرُ لَو شَـاءَ أَهـدَى وَأَصـفَحَ        أَلَا الصَّــفــحُ أَولَاهُ لِـعَـبدٍ تَـــشَــكَّـرَ
حَـكِيمٌ خَـلَقتَ العَـبدَ إِنـِّي لَـعَبـدُكَ        كَــطَـيِّـب أَثــمَـارٍ بِــشَـوكٍ تَـــدَثَّــرَ
وَمَهمَا يَـطُولُ العَيشُ فَالمـَوتُ لَاحِـقُ        وَقَـلـبِــي بِـحُـبِّ اللَّهِ دَومًــا تَــسَـرَّرَ
فَـفِي كُـلِّ أَنـفَـاسِي بِـرُوحِي أُحِـسُّـهُ        وَتَـحـتَ الـثَّـرَى رَبّـِي عِظَامِيَ عَطـَّـرَ
وَإِن غَـابَ عَـنِّي عَـطفُ أُمّـِي وَأَدبَـرَ        فَـسُـبحَـانَ مَـن زَكَّـى رُوحِي وَطَـهَّـرَ