حديقة الشعراء

بقلم
هاجر ‏ ناصري ‏
جنّة الجحيم
 صوت عال باك
بدأ يصرخ من بعيد
من أين أتى؟ من أين بدأ؟
هذا ما أريد.
دماء قد أهرقت
صرخات قد أسكتت
لكنّ صوتك العالي
لا زال يصرخ من بعيد.
ظلام اللّيل قد غمرك
سواد القهر قد بدا لك
لكنّ صوتك الباكي
لا زال يصرخ من بعيد.
بكت لعذابك شجرة الزّيتون
والدّمعة ما فارقت
طيرا محزونا
عاد من أرض بعيدة
حيث صرخت و صرخت
لكنّ الآذان لم تسمعك
بكيت بكلّ دموعك القانية
لكن أغمضنا الأعين
ولم نأبه، وواصلنا إغماض العيون
أطبقت يد الظّلم على فيك
ورباط الأسى على عينيك
فانطلقت الصّرخات ...
من جوف ظلامك
صرخ أطفالك و نساؤك
أما نحن فواصلنا استراق السّمع
للصّرخات
لبكاء أطفال
كانت أوّل التفاتتهم للعالم
شرارة من منزلهم  اللاّموجود
و أوّل كلمة لهم  أبي مفقود
ونحيب الرّجال
على أرض سقيت بدمائهم
وبيت هدّم فوق رؤسهم
وأرض تحتلّ هي أرضهم
واصلنا...
وما استطعنا إلاّ الدعاء
ياللضّعف... يا للوهن
أي إيمان أي عزيمة؟
هذه التي نظهرها في العلن
في الحقيقة ما نحن إلا...
عبيد حين نصبح جوعى
عبيد حين نفقد القوى
عبيد حين يختفي المأوى
ولما يأتينا أحد برجاء
لا يلقى إلاّ الذّل
 فالحقّ للأقوى
فلسطيني يا فلسطين
ماض أخضر كخضرة بستان
والذي أصبح في خبر كان
حاضر أحمر بلون الدّم القاني
ومستقبل أسود كغيمة
مدفع أطلقه عدواني
هي الجميلة أكثر ممّا يتصوّرون
تسكن القلب و تلهب الشّجون
فطوبى لمن استشهد في أرضك
وطوبى لمن سمع...
صوتك العالي الباكي
فأجاب الصّراخ و استجاب لنداك.