قصص القرآن

بقلم
الهادي بريك
قصة إبراهيم الخليل (الحلقة الخامسة والأخيرة)
 خلّة تأسيس البيت الحرام
 والدعوة إلى عبادة ذي الجلال والإكرام
بهذه الخلّة الخامسة الأخيرة نختتم عقد المجد التليد الذي أفيض على إبراهيم الكريم. زمن إبراهيم عليه السّلام ضارب في أعماق التّاريخ، ‏إذ كان مبعثه فيما أخبرنا عنه بعد نوح أبي النّسل البشري الطّاهر النّقي المحمول في سفينة الإنقاذ وبعد هود نبيّ عاد وصالح نبيّ ‏ثمود. 
إبراهيم هو بلا خلاف جدّ النّبوة وشيخ الرّسل، إذ أنّ الدّيانات الثّلاث الكبرى التي تزحم الأرض على مرّ العصور أيّ الإسلام ‏والنّصرانية واليهوديّة تعود إليه عودا نسبيّا صحيحا وتفتخر بالإنتماء إليه، بل إنّ الشّرك العربي نفسه ينتسب إليه ويفتخر بذلك وذلك ‏لقوله سبحانه «مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»(1). وذلك ردّا على دعاوى شرعيّة ‏إنتسابهم دينيّا إلى الإبراهيميّة الحنيفيّة. وهي دعاوى يتعلّق بها اليهود والنّصارى إلى اليوم ولن تزال إلى يوم القيامة وما ذلك سوى ‏لأنّ الإبراهيميّة ترسّخت شرعيتها الدّينية ضاربة في أعماق الزّمان ومتوهّجة من أعماق المكان الذي ضمّ إليه المقدّسات الدّينية ‏العظمى أي البيت الحرام والقدس الشّريف وهي الأرض المباركة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم مرّات وما يحيط بها ولذلك يسمّيها ‏الأدب الإستشراقي الحديث : الشرق تمييزا لها عن الغرب الذي ظلّ في دياجير الظّلمات العقليّة، فلما إستنجد بالنّصرانيّة رجّحت النّزوة ‏الرّومية بها فتروّمت النّصرانية كما يقال اليوم أي غلبت عليها النّزعة الرّومية.
إبراهيم إمام الناس كلّهم أجمعين
قال تعالى «وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا» (2). وقد أخبرنا في موضع آخر أنّ الإمامة في الحياة تكون ‏بالتّقدم على خطي الصّبر واليقين. كذلك قاوم إبراهيم الخليل عليه السّلام مغريات الحياة بالصّبر فما لانت قناته وهو يهدّد من قومه ‏بالإلقاء في النّار وهو فتى لا ذكر له فيهم كما صبر على عنت أبيه وهو يدعوه إلى الوثنيّة وصبر على تهديدات النّمرود وصبر على ‏وعثاءات الهجرة وأثقالها من العراق إلى مصر ومن الحجاز إلى فلسطين. وضمخ صبره على معاسر الحياة بيقين لا ينضب، إذ يحنذ ‏لضيفه عجلا سمينا ربّما يكون وحيده في الحياة.
أمّا عندما أراد ربّه له أن يتربّع وحيدا فريدا على عرش الخلّة الرّحمانية فلا ينازع ‏فإنّه أمره بذبح وحيده إسماعيل وقد بلغ معه السّعي فلبّى. ومن يصبر على ذبح فلذة كبده بيده حقيق بأن يسمّى خليل الرّحمان وقمين بأن ‏يكون للنّاس كلّهم أجمعين إماما. 
ومن رحمة الخليل عليه السّلام أنّه طلب الإمامة لذريته (قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِــي؟). وأجيب (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ). في إشارة واضحة إلى أنّ من ذرّيتـــه ظالمين من المغضوب عليهم وضالّين لا يشرفون بالإمامة وأنّ جريمة الظّلم تحجب ‏صاحبها عن الإمامة. بل جعل العهد الإلهي هو الذي يفعل في هذه الصّياغة الفعليّة فهو ينال الصّالحين ولكنّ لا ينال الظّالمين ولم ‏يجعل الظّالمين فاعلين بل مفعولا بهم وبذلك ينال السّامع والتالي رونق هذا المبنى علّه يتذوّق عسيلة المعنى المقصود.
عبادة الحج مدارها السّير 
في إثر الخليل عليه السّلام
أمر يلفت الأنظار حقّا إذ جعلت عبادة الحجّ مدارة على الخليل إبراهيم. هو من رفع البيت مع الذّبيح إسماعيل كما جاء في القرآن الكريم ‏وسواء كان هو المؤسّس الأوّل أم كان مؤسّسا وهو رفعه أو رمّمه فالأمران سيّان. وحذو البيت مقامه الذي يصلّي فيه الحاجّ والمعتمر ‏ركعتين وهو المأمور بتهيئة البيت لعمّاره من حجّاج ومعتمرين وتطهيره من الشّرك والصّنمية. وهو الذي أمر بأن يؤذن أوّل مرّة في ‏العالمين يدعوهم إلى التّوحيد فيأتون من أصقاع الأرض وفجاجها العميقة ملبّين. وهو الذي دعا ربّه أن يجعل البيت آمنا حتى يأمن ‏العبّاد على أنفسهم وأموالهم وأهليهم وهي رسالة إلى النّاس جميعا أنّ الإسلام هو عنوان الأمن والأمان والسّلم والسّلام ولذلك حرّم ثلث ‏الزّمان تحريما شرعيّا وهي حرمة الأشهر الأربعة المعروفة وهو ثلث العام أي ثلث الزّمن فيه يسود الأمن ويهنأ الإنسان بالسّلام ‏وعندما يسود الأمن في ثلث الزّمان بتشريع إسلامي، فإنّ النّاس يستلهمون من ذلك أنّ الحياة كلّها لا بدّ أن تنتظم خلف الحرمة الزّمنية ‏التي تفضي إلى الحرمة الإنسانيّة وكلّ ذلك من وحي الشّريعة الإبراهيميّة إذ لم يشرّع الإسلام ذلك بل وجده فأقرّه مشعرا النّاس أنّه ‏ليس دبّابة تجهز على كلّ شيء بل رحمة تبقي الخير وتنشئ الفضل وتقرّ الطّيب. 
وهو الذي جاء بالحنيفيّة السّمحة وهي الميلان عن ‏الشّرك والوثنيّة التي تستبدّ بالنّفوس في تلك الأيام وميلان المسلمين اليوم أي حنيفيتهم هي عدم الإتباع الأعمى للحضارة الغربيّة ‏بعجرها وبجرها إنّما يكون الموقف منها موقف الندّية فيقتبس من خيرها ويترك شرّها وتلك هي فلسفة الإسلام من خلال إقرار أشياء ‏كثيرة منها حرمة الأشهر ومنها عدم قتل البرد أي السّفراء والرّسل ومنها إستيراد الخاتم الإداري ومنها إقتباس الخندق أسلوبا حربيا ‏وقائيا. ناهيك أن محمدا عليه الصّلاة والسّلام وهو دعوة أبيه إبراهيم أمر بإتباع ملّة إبراهيم حنيفا وذلك هو الصّراط المستقيم الذي ‏يضمن للإنسان خلوصا نفسيّا في الحياة لربّه الواحد سبحانه، والأنبياء هم ربّان ذلك الصّراط المستقيم والخليل أحد أكبر أولئك الربّان. 
‏الحنيفية إذن ليست تمرّدا بليدا بل تميّزا وإختيارا حرّا وإرادة يقترفها الإنسان ويظلّ العنوان الأكبر مع النّاس في مختلفاتهم ( لكم دينكم ‏ولي دين ). إبراهيم هو الذي دعا إلى التّوحيد كما دعا إلى الرّزق الحسن الطّيب ( وأرزقهم من الثّمرات ). هو الذي علّم البشرية أن قيام ‏الحياة يكون بالأمن النّفسي وهو التّوحيد الصّافي حتّى يخلص الإنسان لمالكه الأوحد خلوصا تامّا فلا يحيا متذبذبا لا إلى هؤلاء ولا ‏إلى هؤلاء وفيه شركاء متشاكسون كما يكون قيام الحياة بالأمن الغذائي. لا بدّ من الأمنين معا ولا مناص من تلازم المسارين أي : ‏مسار التّحرير من وهدات الشّرك والصّنمية إلى مكارم التّوحيد الصّافي ومسار التّحرير من الفقر والفاقة والبطالة والحاجة إلى حسنات ‏الرّغد والوجد. يعلّمنا الخليل أّن الأمن هو مفتاح التّحريرين : التّحرير من عبادة غير الله والتّحرير من البطالة والمديونيّة التي بسببها ‏تحتلّ اليوم دول وتنتهك شعوب وتداس ‎أعراض.
وفي شعيرة السّعي كذلك عود إلى زوجه هاجر وولده إسماعيل، وفي شعيرة رمي الجمرات مثل ذلك والخلاصة هي أنّ ‏مدار عبادة الحجّ ـ التي هي الرّكن الخامس الرّكين للإسلام ـ على دعوة النّاس أجمعين إلى التأسّي بإبراهيم وإتباع أثره وبذلك صحّ أن ‏يكون للنّاس كلّهم أجمعين إماما.
إبراهيم من أولي الأيدي والأبصار
قال سبحانه «وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ»(3). النّسل الإبراهيمي نسل نبويّ رسالي، فهذا يوسف إبن ‏يعقوب ( إسرائيل ) إبن إسحاق إبن إبراهيم. ومعنى ذلك أنّ البشريّة أصلها موحّد لا مشرك عدا أنّ شياطين الإنس والجن نجحت في ‏إجتيال كثير من النّاس عن الملّة الإبراهيميّة الحنيفيّة السّمحة. الإنسان عابد في عالم الذّر وفي عالم النّبوة ومعه نبيه الذي لا يفارقه أيّ ‏عقله أو وحيه الباطني الذي به يهتدي إن شاء الإهتداء. وبذلك لا يدخل النّار إلاّ شقيّ مستكبر. 
ممّا بوّأ الخليل مكانة الخلّة الرّحمانية أنّه ‏كان من أولي الأيدي والأبصار. الأيدي كناية عن القوّة المادّية والأبصار كناية عن القوة المعنوية. قوّته المادّية أنّه لم يسلم جسمه ‏للمهلكات التي تفترس النّاس اليوم بدعوى صرف السّآمة ومقاومة القلق من تدخين ومخدّرات وخمر وكثرة قعود وكثرة لغو. قوته ‏المادّية أنّه أنشأ أسرة ورزق منها الولد وأنّه هاجر من مكان لآخر وقد أثبتت البحوث أنّ الشّعب المهاجر هو الشّعب الذي يبني لنفسه ‏في التّاريخ قصرا مشيدا به يذكر. الهجرة أمّ النّهضة والثّورة، هجرة تطرد الإكراه وتنبت التّحرّر و«المهاجر من هجر ما نهى الله ‏عنه» (4) والله نهى عن إستمراء الظّلم والرّضى بالقمع، فكانت الثّورة هجرة على خطى الهجرات القديمة. 
أمّا قوّته النّفسية المعنويّة التي ‏جعلته من أولي الأبصار، فهو أنّه ينظر في الكون وملكوته قبل أن يلتحق بعقيدة ما، فليس هو إمّعية يجني ما يجني النّاس بل هو صاحب ‏موقف نظري. قوّته النّفسية أنّه كان كريما سخيّا كما مرّ بنا. لا بدّ للإمام أن يكون من أولي الأيدي قوّة مادّية وماليّة وبدنيّة وعصبيّة ‏ومن أولي الأبصار قوّة نفسيّة وعقليّة ومعنويّة. البصر عند القعيد لا يغني واليد الممتلئة عند الأحمق لا تسمن. تلك هي فلسفة الإسلام ‏عندما يتوخّى الإزدواج الفكري والنّسق التّعدّدي والنّظام التّنوعي.
الحجّ لتخليد المسار الإبراهيمي العظيم
أجل. لمن رضي بالإسلام دينا فإنّه مدعوّ مرّة واحدة في حياته على الأقل إن إستطاع إلى ذلك سبيلا إلى تقفّي الأثر الإبراهيمي ‏بالصّوت والصّورة، إذ يرحل إلى هناك فيعاين البيت الحرام الذي رفعه مع إبنه إسماعيل ويصلّي في مقامه ركعتين ويطوف بالبيت ‏قبل ذلك ويسعى تخليدا لمقاومة هاجر وحدبها على ولدها إسماعيل وأملها أنّ الله لن يضيّعها وأنّ السّعي منها مطلوب وأنّه لا معجزة ‏حتّى للأنبياء إلاّ من بعد إستفراغ الجهد. ثم ليرحل إلى حيث دارت المعركة العظمى بين الخليل والشّيطان حول مذبح إسماعيل وكيف ‏كان الإنتصار ساحقا للإنسان على الشّيطان ومن كلّ تلك الشّعائر يتعلّم الحاجّ قيمة الرّمزية التي حقنت بها عبادة الحجّ، فالطّواف حول ‏بيت واحد يملأ النّفس توحيدا وعبادة لربّ واحد والسّعي بين الجبلين يحقنه بقيمة السّعي لا القعود ورمي الجمرات يشبعه بقيمة مقاومة ‏الشّيطان وكلّ ذلك في رمزيّات تخاطب عقله وعندما تعتصم المادّيات بالرّمزيات تكتمل الصّورة ويستعين الإنسان ببعد آخر يجعله ‏من أولي الأيدي قوّة مادّية ومن أولي الأبصار قوّة روحيّة. كل ذلك يندرج ضمن دربة عملية للإنسان مرّة واحدة على الأقل في حياته ‏ولكنّه يتكرّر في الأمّة كل عام مرّة واحدة فلا تظلّ الصّلاة حركات في مكان واحد ويظلّ الصّوم إمساكا عن مباحات ويظلّ التّصدق ‏مغالبة للقحط الرّوحي، بل يكمّل كل ذلك بعبادة تجمع النّظري مع العملي والنّفسي مع البدني والفكري مع المالي وتكون تكافليّة مشتركة ‏بين المسلمين الآتين ملبّين من فجاج الأرض على ظهر الضّوامر أو رجالا وبذا تتحقّق عبادة الإجتماع التي قال فيها سبحانه «...وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيه...ِ»(5).
تفرّق النّصارى في دينهم فهم اليوم ديانات ثلاث كبرى يكفّر بها ‏بعضها بعضا حقّا لا تجوّزا ( كاطوليك وبروتستانت وأرتودوكس) وظلّ اليهود أنفسهم متفرّقين في مسألة الدّولة، منهم من يرى أنّ ‏ذلك محرّم وهم أقلّيات في أمريكا وفي فلسطين المحتلّة نفسها ومنهم من يتمرّد على ذلك وهو في النّهاية فرقة دينيّة. عدا الإسلام لا ‏يتفرّق في الدّين. أمّا فرقة الحياة ـ والسّياسة خاصّة ـ فليست ضربة لازب على المسلمين إنّما هي أهواء فرعونيّة وكأنّ الله يقول لنا : ‏جمعت لكم دينا لا يفرّقكم أبدا فهو عقلي بسيط محفوظ أمّا حيال الحياة والسّياسة والحكم وتصريف المال، فإنّي أنزلت إليكم تعليمات ‏وأحكاما وكلّيات ومبادئ كفيلة بتوحيد صفّكم وأنتم بإرادتي متنوّعون ولكن أبتليكم هل تظلّون صفّا مرصوصا في السّياسة وأنتم ‏مختلفون فيها أم تعبدون الأهواء فتتفرقون. ذلك سعيكم أنتم. الدّين كفيل بإجتماعكم والسّياسة مظنّة تفرّق فهل تنجحون في الإمتحان ‏لتردّوا مظان التّفرق إلى أصلاب الإجتماع؟ إبراهيم الخليل يدعونا إلى الإجتماع صفّا واحدا ونحن مختلفون وتلك هي مادّة الإمتحان ‏التي فشل فيها المسلمون منذ الإنقلاب الأمويّ حتّى اليوم. لعلّ قيم الثّورة تغرس فينا خلق الإجتماع ونحن مختلفون.
تلك هي منابت الخلّة الإبراهيمية الخمسة
توحيد باشر شغاف اليقين وإخترقه بالنّظر في ملكوت الكون وليس تقليدا ببغاويّا قروديّا بليدا. ذكاء عقلي وقّاد ودهاء ذهني يتحيّل به ‏لإيصاد أبواب الشّر وفتح أبواب الخير. فدائيّة عجيبة لم تعلّق بإنسي قبله ولا بعده ولم يدع إنسي واحد في الحياة والوجود لذبح فلذة ‏كبده بيده ومن يرضى أن يلقى في النّار يسير عليه أن يعتنق تلك الفدائيّة التي لا تصدّق لولا أنّ الوحي جاء بها إخبارا. كرم بزّ حاتما ‏الطّائي وسخاء لا يخشى الفاقة وإقراء للضّيف عجيب ورحمة وحلم حتّى بأصحاب الجريمة الفطريّة أيّ اللّواط . وتأسيس لملتقى ‏سنوي للنّاس يجدّدون فيه التّوحيد صوتا وصورة ويشيدون عرى الإجتماع وهم مختلفون.
صاحب هذه الخلّة هو الذي نذكره في عقب ‏كلّ صلاة ( اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما ‏باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ). آمين
الهوامش‏
(1) سورة آل عمران - الآية 67
(2) سورة البقرة - الآية 124
(3) سورة ص - الآية 45
(4) رواه البخاري وأبو داود والنسائي عن ابن عمرو
(5) سورة الشورى - الآية 13