اصدارات جديدة

بقلم
التحرير الإصلاح
سياسة الحقيقة في فلسفة الفارابي : الميتافيزيقا والموسيقا للدكتور سالم العيادي
 صدر في موفّى شهر فيفيري 2016 عن دار مكتبة علاء الدّين للنّشر (صفاقس- الجمهوريّة التّونسيّة) كتاب «سياسة الحقيقة في فلسفة الفارابي : الميتافيزيقا والموسيقا» لأستاذ الفلسفة بالجامعة التّونسيّة الدكتور سالم العيّادي.
وسالم العيّادي من مواليد مدينة صفاقس ، فيلسوف يتحدث بموسيقى وموسيقار يلحّن فلسفة. شديد الغرام بالفارابي لكنّه لا يحلم بالمدينة الفاضلة بل يريد أن يكون فاعلا في الواقع. يقدّم أفكاره ويدفع نحو التغيير لهذا أسّس مع بعض أصدقائه «منتدى الفارابي للدراسات والبدائل» ويشغل مهمّة رئاسة الهيئة المديرة للمنتدى وعضويّة هيئته العلميّة. متحصّل على شهادة الدراسات المعمّـقة في الفلسفة بملاحظة حسن جــدّا (2001)  وعلى شهادة الدكتوراه في الفلسفة بملاحظة مشرّف جـــدّا(2008) على إثر تقديم بحث تحت عنوان «فلسفة الموسيقى عند الفارابي». درّس في التعليم الثانوي لمدّة 10 سنوات ثم باشـر التدريس بقسم الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس برتبة أستاذ مساعد  منذ سنة  2009. 
له عدّة كتابات ومنشورات من بينها كتاب «الموسيقى ومنزلتها في فلسفة الفارابي» (2001) ورواية «وآخـرون منّا ومنهم»(2003) وكتاب «بيان فلسفيّ لأجل نخب بديلة في الثّـورة» وهو كتاب مشترك مع الأستاذ الباحث زهير المدنيني. كما نشر له مقالات وبحوث عدّة من بينها مقال «في الدّلالة الوجوديّة – الحضاريّة للموسيقى الصّوفيّة- الطرائقيّة والهويّة والتّواصل في الهويّة» (2002) و«العقل (النطق) وهيئاته في نظريّة الموسيقى عند الفارابي» و«في الخيال المتعالي بوصفه مبدأ الإنشاء الموسيقيّ عند الفارابي» (2010). ترجِمت بعضُ مقالاته إلى الألمانيّة. وله مشاركات علميّة في عدّة ملتقيات دولية.  
يقع كتــاب «سياســة الحقيقــة فــــي فلسفة الفارابــــي : الميتافيزيقـــا والموسيقـــا» في 278 صفحة. وينقسم إلى أربع مقالات تتفرّع إلى فنونٍ وفصولٍ.
وقد تناول المؤلّف في هذا الكتاب مجمل المسائل المتعلّقة بالفلسفة السّياسيّة وفلسفة الموسيقى عند الفارابي من منظور العلاقة القائمة بين الميتافيزيقا والموسيقا وعلى أرضيّة الإشكاليّة الّتي لم يفتأ الفارابي يصرّف النّظر فيها أنطولوجيّا وإبستيمولوجيًّا وسيكولوجيًّا وجماليًّا، ألا وهي إشكاليّة الحقيقة الّتي صاغها الفارابي في أفق التّشريع النّظريّ والعمليّ لحضورٍ ممكنٍ للعقل داخل المدينة من حيث هو أساسٌ ومعيارٌ.
هذا الحضور لا يكون مشروعًا فارابيًّا دون تشكيلٍ ميتافيزيقيّ لمعماريّة العقل وعمارة المدينة. ويقتضي هذا التّشكيلُ ضرورةً إنسحابَ الحقيقة الجوهريّة لصالح كلِّ ضروب التّناسب. وقد تبيّن أنَّ الموسيقا هي القادرة على تجاوز الطّابع التّناسبيّ للميتافيزيقا، وهي القادرة بالتّالي على تشكيل نمطٍ من الوجود لا يمكن الاستيلاء عليه سياسيًّا ولا تطويعه، ألا وهو نمطُ «الاستهتار بالحقيقة» و»الحريّة باستيهالٍ» الّذي يتجاوز نهائيًّا منزلة المواطن «القيّم بالنّاموس».
يقول الدكتور سالم العيادي متحدثا عن الموسيقا: « فإذا أمكن وجود الموسيقا في مجتمع ديمقراطي أو في مجتمع ديكتاتوري فهي لا توجد إلاّ بوصفها مقاومة جذرية للسياسي : أي بوصفها إشارة لحقيقة (ضدّ الريبيّة - العدميّة) ليست هي مطلقا من نظام طبيعانيّ (ضدّ طبيعانيّة التغالب ). والموسيقا في المدينة الفاضلة خروج عن السياسي وتعطيل جذري لمعقوليته التناسبية لأجل استعادة الجوهرانيّ في مجال غير سياسي بالمرّة . فهي حالة الاستهتار بالحقيقة التي لا تتيسّر إلاّ لمن كان حرّا باستيهالٍ. فالخروج عن المدينة ممكن موسيقيّا حتّى وغن كان خروجا إلى اللاّ - مكان أي إلى اليوطوبيا ...
فسياسة الحقيقة اقتضت انساحب الجوهرانيّ لفائدة التناسبيّ والموسيقا تستعيد الجوهراني على نحو طريف  هو : الاّ تكون الحرّية ذريعة لإبطال الحقيقة من ناحيـــة ( كما يحدث في الديمقراطيّة) وألاّ تحسم الحقيقة الجوهريّة للوجود في الحرب (كما يحدث في الديكتاتورية) وإنّما في اللّعب (حدوث الفنون). فالفنون لا هي حدث حرّ ولا هي حدث تغلّبيّ.»