محمد بن جماعة |
الرؤية القرآنية للعالم ومفهوم الحياة الطيبة من خلال سورة النحل : 55 - 2014/05/01 |
يندر أن تجد أحدا منا، نحن المسلمين، لا يعاني من اضطراب في العلاقات سواء في الأسرة أو في دائرة الأصدقاء أو في العمل.. ويندر أن يعيش أحدنا بدون خلافات ونزاعات وخصومات يصل بعضها لدرجات مدمّرة نفسيا واجتماعيا.. وفي المقابل، يقول الله عز وجل في سورة النحل (آية 97): «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ». فلماذا نعاني في حياتنا اليومية من كثرة المشاكل والخلافات والقلق، رغم إيماننا وعملنا الصالح؟ هل نحتاج لإعادة نظر وإعادة ترتيب في رؤيتنا للحياة لتحقيق معنى «الحياة الطيبة»؟ سورة النحل، قرأتها سابقا عشرات المرات.. إلا أنني شعرت في الأيام الفارطة كأنني أقرأها للمرة الأولى.. وجدت أن السورة ملخص كامل للقرآن الكريم.. وقارنت محتواها بما قرأته سابقا عن مفهوم «رؤية العالم» الذي يعتمده الفلاسفة وعلماء الاجتماع والسياسة منذ أواخر القرن التاسع عشر.. وقارنت محتواها بخلاصة علم النفس الفردي، فوجدت أن توجيهات السورة تلتقي كثيرا مع ما تدعو له هذه المعارف الجديدة.. هذا الأمر ينبه إلى الحاجة لتجديد فهمنا للقرآن وتنويع زوايا النظر على ضوء المعارف الجديدة: |
اقرأ المزيد |
ثلاثة أسئلة إلى النخبة (15) : 48 - 2014/01/24 |
ربما تكون الثورة التونسية الوحيدة من بين ثورات الربيع العربي التي اختلف في تحديد تاريخها بدقة، حيث يؤرخها البعض بانطلاق شرارتها يوم 17 ديسمبر، فيما يؤرخها آخرون بتاريخ انهيار النظام يوم 14 جانفي.. في تقديري، ما حدث بين التاريخين كان تعبيرا عن زلزال شعبي عفوي، لم يفاجئ نظام الحكم فقط، بل فاجأ أيضا قوى المعارضة، وفاجأ الشعب بأسره، دون أن يكون وليد اللحظة فقط، إذ لا يمكن تصور حدوث فعل ثوري في أي مجتمع من المجتمعات دون أن تسبقه مسيرة طويلة من عوامل القهر والتسلط والاستبداد، ودون أن يسبقه تراكم نضالي شعبي.. ولكن عددا من العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية استفزت الرأي العام وملأت الناس بالسخط والغضب، بحيث ما إن انطلقت الشرارة من سيدي بوزيد حتى انتشر في مختلف المدن والجهات.. ولعل أمورا أربعة جديدة حصلت بين التاريخيـــن هي التي أدت لتحويل الاحتجاج إلى ثورة فارقة في تاريخ تونس، تمثلت في انكسار حاجز الخوف لدى حشود شعبية هائلة، وسرعة العدوى والتضامن عن طريق وسائــــل التواصـــل الاجتماعـــي، ورفع شعارات اجتماعية متعلقة بالكرامة والحرية وحّدت الشارع التونسي وتعالت عن الخطابات الإيديولوجية المقسِّمة، وغياب النخب السياسيـــة وعدم تصدرها للشارع مما أتاح الفرصة للشارع الثوري أن يجد نفسه سيّد نفسه وغير مقيد بأي سقف أدنى من سقف إسقاط النظام ورحيل بن علي. |
اقرأ المزيد |
نموذج تطبيقي لإنجاز موسوعة إلكترونية شاملة للقرآن الكريم وعلومه : العدد 46 - 2013/12/27 |
تقوم فكرة الموسوعة على أساس نظرة فاحصة لمحتوى المكتبة الإسلامية الضخمة والصعوبات العملية والمعرفية التي تواجه الباحثين في علوم الدين نتيجة تشعب المعارف القرآنية المتراكمة على امتداد القرون، بحيث أصبح من الصعوبة بمكان على الباحث المتخصص، أن يحيط بجزئيات فن واحد من فنون العلم، فضلا عن جميع الفنون. |
اقرأ المزيد |
الموت الكامن في الزمن : العدد 45 - 2013/12/13 |
في صبيحة أول أيام جوان 2009، لاحظ صديقي «يحي عبد الرحمن» (أو «شاون سميث») _وهو كندي كان رجل دين (قسّيسا) وأسلم منذ بضع سنوات_ وجودي على الخط (online) من خلال بريدي الإلكتروني، فسارع بالكتابة مستفسرا إن كنت عدت سالما من سفري. كان يعلم أنّني سافرت إلى السعودية للمشاركة في مؤتمر أكاديمي حول «الأمن الفكري»، ثم لزيارة الأهل، وأنّني حجزت الذّهاب والإيّاب على الخطوط الفرنسية. وكان أيضا على علم بموعد عودتي أول أمس. إلاّ أن قراءته لأخبار اليوم عن فقدان طائرة «ايرباص» فرنسية بين البرازيل وفرنسا، جعلت ذهنه يربط مباشرة بين هذا الحادث الجديد والمريع، والذي يبدو أنه أودى بحياة أكثر من مائتي راكب، وبين سفري القريب على متن نفس الخطوط الجوية.. ليست هذه المرة الأولى التي أسمع فيها عن حوادث سقوط الطائرات. غير أن قرب الحادثة من سفري، ووقوعها في خطّين متقاربين، وعلى نفس الشركة جعلني أطيل التفكير في الخبر. |
اقرأ المزيد |
حديث النفس : العدد 44 - 2013/11/29 |
أنا إنسان يخطئ ويصيب، ولستُ شخصا كاملا.. لستُ صديقا مثاليّا، ولا أخا مثاليّا، ولا زوجا مثاليّا، ولا أبا مثاليّا، ولا زميلا مثاليّا، ولا مواطنا مثاليّا، ولا متديّنا مثاليّا.. ولكنّني أمتلك عقـــلا يقظا ومنتبهــا، لا يتركنـــــي أسقط في الغفلة لفترة طويلة.. أمتلك عقلا مُرهِقا، مهووسا بحبّ التعلّم والاكتشاف والمقارنة، والبحث عن الحقيقة، واكتشاف الخطأ والصواب، والبحث عن الأفضل، والاستفادة من التّجارب.. كل يوم في حياتي هو فرصة جديدة لي للتعلّم وتطوير القدرات والمهارات، والممارسة والاستفادة، وتبادل الخبرات.. |
اقرأ المزيد |
فهم القرآن وروح المصادرة : العدد 32 - 2013/06/14 |
نقل أحــــد الباحثين الأصدقــــاء عن د. أبي يعرب المرزوقي، على هامـش مؤتمــــر فكري عقد فـــــي 2002 بدمشق، أنه قال: «لا يستطيع أحد أن يفهم القرآن كالفيلسوف».. فالرؤية الفلسفية، من وجهة نظره، هي وحدها التي يمكن أن تزودنا بمنهجيــــة التأويل «الحقيقيـــة»، أما تــــراث «الشيوخ اللاهوتييــــن» فلا يمكنه ذلك، لأن هؤلاء في النهاية لاهوتيون يصعب عليهم في النهاية القدرة على الإمساك بالمعنى. وذكر الصديق أيضا رؤية محمد أركون والحداثيين من أضرابه التي تعتبر أن العلوم الاجتماعية واللسانية أداة أساسية، وإلى حد مّا وحيدة، تمكّن من فهم القرآن فهماً معاصراً.. وأنهم يعتبرون أن شرط هذا الفهم هو القطيعة التامة مع المعارف التراثية ونسقها الفكري، فالتراث ههنا هو تراكم من الماضي يجب التخلص منه عبر القطيعة معه أو حتى تفكيكيه، في هذا الإطار الإحاطة بالمعرفة التراثية وجهلها ليس أمراً مهماً في فهم القرآن ذاته، فالأدوات والمناهج التي توفرّها العلوم الاجتماعية كافية لهذا. |
اقرأ المزيد |