يسري بوعوينة |
حركة الغاضبين متواصلة : 103 - 2016/03/03 |
سئل يوما أحد الظرفاء: كان الخلفاء قديما ينادون بالواثق بالله والمتوكل على الله والمعتصم بالله فماذا نسمي خليفة زماننا؟ فأجاب «العياذ بالله».....والحقيقة أننا نعوذ بالله لا من وليّ أمرنا فقط بل من زماننا كلّه...صحيح أنّنا نعيب زماننا والعيب فينا أوّلا ولكن هذا الزّمان أيضا كان قاسيا و شحيحا معنا ولم يترك لنا أي شيء تقريبا... أوطاننا تخرّب وأرزاقنا تسرق وأعمارنا تضيع وشبابنا يفنى والدّنيا أصبحت مظلمة شديدة السّواد حتّى صحّ فينا قول الإمام الغزالي « لقد عمّ الداء ومرض الأطباء وأشرف الخلق على الهلاك». |
اقرأ المزيد |
الرباعي الراعي للإرهاب(3) - الراعي الثالث : الفقر : 92 - 2015/10/02 |
ما اجتمع الإستبداد والظّلم إلاّ وكان الفقر ثالثهما...الإستبداد يفتح أبواب الظّلم على مصراعيها وما إن يجد الظّلم موطئ قدم في المجتمع حتى تظهر أولى تجلياته وهي الرّغبة والنّهم الشّديد لامتلاك كلّ شيء...الأخضر واليابس...المال والأعمال وحتى النّاس...مع تراكم الأموال عند فئة إلى درجة لا تجد أين تنفقها سوى على الموضة والسيارات الجديدة، تجد في المقابل فئة أخرى لا تجد رغيفا يابسا أو قليلا من الدواء وبين الفئتين رجل دين يمنح الفئة الأولى البركة والدّعوات ويطالب الفئة الثّانية بالصّبر، أو لا يكفيها أنّ لها جنّة عرضها السّماوات والأرض ؟؟؟ |
اقرأ المزيد |
الرباعي الراعي للإرهاب(2) - الراعي الثاني : الظلم : 91 - 2015/09/17 |
وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ *** ذا عِفّـــةٍ فَلِعِلّــةٍ لا يَظْلِــــــمُ «الإستبداد» يكون مقترنا دائما بشقيقه التوأم «الظلم».....في المخيال الشّعبي العربي والإسلامي تحلم «الرّعيّة» التي ترزأ تحت وطأة الدكتاتوريّة بالمستبد العادل أي بجمع النقيضين...أن تقول «مستبد عادل» أشبه بالقول الخائن الأمين وهما ضديدان لا يجتمعان ... المثال الأقرب للأذهان والذي يضرب دائما في غير موضعه هو عمر بن الخطاب الذي يصفونه بالإستبداد وبالعدالة معا...إنّ صحراء العرب لم تكن تعرف زمن عمر معنى الدّيمقراطية ولا المجالس الإنتخابية ولا غيرها، والملك حاكم بأمره سواء كان شيخ قبيلة أو أمير المؤمنين وبالتّالي فوصف عمر بالإستبداد هو ظلم له حتى وإن لطفت العبارة بالعادل لأنّه لم توجد هناك ديمقراطية أصلا... على كلّ موضوعنا ليس عمر بن الخطاب ولكنّها مجرد إشارة إلى تغلغل فكرة «المستبدّ العادل» في أذهان النّاس حتّى صارت أشبه بحلم يرجون تحقيقه بدل الكفاح من أجل المواطن الآمن في الوطن العادل...إنّ ذلك راجع حسب رأيي إلى رغبة النّاس في عدم تحمّل المسؤوليّة، فالمستبد هو من يتولّى شؤونهم وهم كالقطيع يساقون إلى حيث يرغب هو...أمّا صفة العدل فهي ضمانهم حتى لا يطغى عليهم ويحوّل حياتهم إلى جحيم فيتدحرجون من رعيّة إلى عبيد... |
اقرأ المزيد |
الرباعي الراعي للإرهاب (1) : 90 - 2015/09/03 |
البحث في أسباب الإرهاب هو كالبحث في أسباب الفقر و أسباب التّخلف و أسباب الجريمة...لا يوجد سبب واحد ولا يوجد سبب أقوى من سبب إلاّ أنّ ذلك لا يعني أنّ الإرهاب ظاهرة مسقطة لا جذور لها في المجتمع أو أنّها بضاعة مستوردة أو هي مؤامرة حاكتها الماسونيّة والصهيونيّة والدّوائر الغربيّة والحكومات الإمبرياليّة والدّول الإستعماريّة والشّركات الكبيرة والعابرة للقارّات والقائمة تطول لأنّ الكلّ يتآمر على أمّة ضحكت من جهلها الأمم...إنّ تشريح ظاهرة الإرهاب ربّما لا يكشف لنا عن الأسباب العميقة التي تؤدّي إلى تغلغله في النّفوس والمجتمعات إلاّ أنّنا سنحاول في ما يلي أن نبيّن على الأقل «الرّباعي» الذي يرعى هذه الظّاهرة حتّى تنمو وتترعرع لتنتج الخراب والبؤس الذي ينذر بزوال العمران. |
اقرأ المزيد |
جريمة بلا عقاب : 84 - 2015/06/11 |
قال محفوظ صابر الجلاد المصري برتبة وزير عدل في حكومة الدكتاتور عبد الفتاح السيسي أنّ أبناء عمّال النّظافة لا يجب أن يكونوا يوما ما قضاة لأنّهم لم ينشئوا في البيئة المناسبة لذلك....وحدهم النبلاء وأبناء الذوات والأثرياء يمكنهم ذلك على ما يبدو وإن لم يفسّر لنا الجلاّد المذكور نظريّته القبيحة -قبح وجهه وسيرته وتاريخه ونظامه- في الرّقي والنّشوء القضائي فإنّه يمكننا أن نستشفّ دون حاجة لكبير ذكاء أنّ كلماته تلك الشبيهة برصاص الدّواعش وسكاكينهم جريمة في حقّ الدّولة والأجيال لا يجب أن تمرّ مرور الكرام. |
اقرأ المزيد |
البحث عن النهاية : 76 - 2015/02/20 |
حظي كدقيق فوق شوك نثروه... ثم قالوا لحفاة يوم ريح إجمعوه... إنّ من أشقاه ربي، كيف أنتم تسعدوه... هذه الأبيات البليغة تلخّص بإيجاز وإعجاز مسيرة حياتي التي تأرجحت بين التّعيسة والتعيسة جدّا...لن أطيل في شرح الأسباب والمسبّبات ولكن الأكيد عندي أنّ الحظّ انتحر يوم ولادتي ولا بأس من التّذكير أنّ عام مولدي ترافق مع الغزو الإسرائيلي للبنان وفرض الحصار على ليبيا ومجزرة «حماة» السّورية وفشل «الإتحاد الكنفدرالي» بين السّنيغال وغامبيا وسقوط طائرة «يابانية» وأخرى «أمريكيّة» وبداية حرب «جزر الفوكلاند» ووفاة الملك السّعودي «خالد بن عبد العزيز آل سعود» واغتيال الرّئيس اللّبناني «بشير جميل» ووفاة 66 مشجع خلال لقاء في كأس الإتّحاد الأوروبي بين «سبارتاك موسكو» و «هارلام» وزلزال «اليمن» المدمّر الذي خلّف أكثر من 1500 قتيل وغير ذلك.. |
اقرأ المزيد |
الأساطير الإعلامية المؤسسة للثورة التونسية : 75 - 2015/02/06 |
أحرق رجل يوم 17 ديسمبر 2010 نفسه في أحد المدن المنسيّة في تونس... خبر عادي لا يستحقّ الاهتمام، فهذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.... يوم 14 جانفي 2011 يغادر الرّئيس التّونسي بشكل مفاجئ قصره الذي خلناه منيعا بقرطاج بعد سلسلة من الإحتجاجات الشّعبيّة وتدخل البلاد حالة من الإضطراب والفوضى مع إعلان الشّغور الوقتي ثم النّهائي لمنصب فخامته. إلى هنا طويت صفحة وبدأت حكايات أخرى يوم 15 جانفي أي اليوم الموالي لرحيل بن علي...يومها تكلّمت الألسن التي سكتت وفتحت العيون التي طويلا نامت واكتشف الشّعب قصيدة «إذا الشّعب يوما أراد الحياة» واكتشف الأمنيّون أنّهم أمن جمهوري وليسوا ميليشيا العائلة الحاكمة واخترعت الصّحافة تكفيرا عن ذنب الصّمت والتّواطىء مع النّظام السّابق أساطيرا أصبحت كلّها تعرف فيما بعد بـ « الثورة». |
اقرأ المزيد |
سوريا...المهمة الأولى : 74 - 2015/01/23 |
بثّت قناة الجزيرة الفضائيّة مساء الأحد الموافق لـ 18 جانفي 2015 تحقيقا بعنوان المهمّة الأخيرة للمصوّر الصّحفي العراقي الشهيد «ياسر الجميلي». البرنامج كان عبارة عن تحقيق حول الجماعات الجهاديّة في سوريا و قد دام التّصوير 13 يوما إنتهت بمقتل المصوّر «ياسر الجميلي» على يد ميليشيات إسلاميّة مسلّحة والدوافع مازالت مجهولة. لست هنا لأضيف سطرا جديدا إلى المراثي التي تقال على سوريا التي تتداعى عليها الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها..لست هنا لأبكي دمشق وحلب وحمص وغيرها من المدن السّوريّة التي أضحت خرابا ومدن أشباح... أريد أن أقدّم لمسة وفاء للشّهيد «ياسر الجميلي» لأنّه فتح عيني بشجاعته وجرأته على الواقع السّوري كما هو بدون «رتوش» أو مساحيق تجميل زائفة....لم أستطع ليلتها النّوم..حزنت للنّهاية المأساويّة للصّحفي ولكني أيضا ولأول مرّة خفت بشدّة...خوفي لم يكن من عصابة إجراميّة تقطر أياديها بدماء الأبرياء...لقد خفت من الإسلام وعلى الإسلام حينما يصبح سلاحا للدّمار الشّامل وإيديولوجيا لتبرير القتل والذبح والخراب وسفك الدّماء. |
اقرأ المزيد |
ثورة التجار : 73 - 2015/01/08 |
إحتار التونسيون منذ قيام الثورة التونسيّة في الإسم الذي سيختارونه لها وكذا عادة العرب والمسلمين، يهتمون بالشّكل ويهملون الجوهر { كمثال بسيط الإهتمام المبالغ فيه بزي المرأة دون الإهتمام بتعليمها ورسالتها في الحياة، فهل خلقت المرأة لتنجب فقط؟}...كثرت التسميات منها الرّومانسي مثل ثورة الياسمين ومنها الحقيقي الموجع في آن واحد مثل ثورة الفقراء أو ثورة الجائعين ومنها المطنب في المثاليات مثل ثورة الكرامة أو ثورة الحرية، وفي الحقيقة هي كل ذلك وليست أي شيء من ذلك... حتى لا أنهى عن شيء و آتي مثله أقول أنّ التّسمية لا تغيّر شيئا...الثّورة وعاء يسكب فيه كل شخص أو طائفة الأبعاد التي يفتقدونها أو يطمحون إليها وهي، أيّ الثورة، أكبر من ذلك وتقاس بنتائجها لا بمسمّياتها.. رغم ذلك أنا أقترح إسما جديدا للثّورة أراه الأقرب إلى روحها وإلى مضمونها وأحداثها ونتائجها وهو ثورة التّجار. لماذا ثورة التجار؟ حسب إعتقادي هناك أكثر من سبب يدفعني إلى هذه التسمية لعل أهمها : أولا: حينما نعود إلى البداية القادحة للثورة نجد أن محمد البوعزيزي رحمه الله كان يعمل تاجرا { حتى و إن كان بلا رخصة أو يعمل في التجارة الموازية } فالشّرارة الأولى إنطلقت من أحد التّجار وقد ضاقوا ذرعا بالتضييقات التي يمارسها نظام بن علي سواء من النّاحية الأمنية أو من النّاحية الإقتصادية. |
اقرأ المزيد |
عودة الشهيد : 69 - 2014/11/13 |
الشّهيد إذا مضى في قافلة المجد والخلود نحو الله لا يعود أبدا..العودة إلى الوراء لا تليق بمن ترك كلّ شيء وراءه ونهض ليموت واقفا وليواجه الرّدى غير آبه بهذه الحياة ونعيمها...الشهداء أكبر من الموت من أجل ذلك وهبهم الله الحياة الأبديّة، فهم دائما أحياء وعنده يرزقون... |
اقرأ المزيد |
عادت الكاباس وعاد الكابوس : 55 - 2014/05/01 |
الكاباس أو مناظرة الكفاءة للتدريس بالتعليم الثانــــوي كانت في الأصل إجراءا إستثنائيا وظرفيـــا للإنتـــداب بوزارة التربية والتعليم...و ككل إجراء وقتــي وإستثنائــي في بلادنا تواصل العمل بالكاباس أعواما عديدة إلى أن قامت الثورة وظننّا أن هذه المناظرة دُفنت في دفاتر النسيان...ما راعنا مؤخرا إلاّ ووزارة التربية والتعليم (مع عميق شكّنا في وجود الكلمــــة الأولى التربيــــة) تعلن عن فتح مناظـــرة لإنتداب عدد من المدرّسين..مناظرة حلف لنا مسؤولو الـــوزارة بأغلظ الإيمان أنها لا تمتّ بصلـــة إلى سيئــة الذكر الكاباس رغم أنها تشبههــا في كل شيء كأنها شقيقتها التوأم...نفس التدابير ونفس الشروط ونفس الطريقة ونفس الأتـــــاوة (10 دنانير) ورغم ذلك و يا للعجب فهي ليست كابـــاس... |
اقرأ المزيد |
تحية إلى إمرأة عظيمة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة : 51 - 2014/03/06 |
يحتفل العالم يوم 8 مارس القادم باليوم العالمي للمرأة...مناسبة قد لا يوليها العديد من النّاس أهمّية تذكر في زحمة الحياة العادية رغم أن الواجب يفرض علينا أن نقف إحتراما وإجلالا لكل سيدات هذا الكون وآنساته..أن نقف تحيّة إلى أخواتنا وأمهاتنا وبناتنا وعمّاتنا وخالتنا وصديقاتنا اللاّتي منحن هذا الكون طعما ولونا.....أي عالم كان يمكن أن يوجد بدون المرأة؟؟ أكيد أنه عالم موحش ومظلم ليس به إشراق ولا أمل ولا حتى ذرّة حياة...لقد أردت أن أستغل هذه المناسبة لأسبق الناس أجمعين وأوجه التحية إلى إمرأة بعينها...إنّي لأرفع كلماتي إلى مقامك السّامي سيدتي الفاضلة لأتمنّى لك الصحة والأمل والسعادة.....كل عام وأنت مناضلة وكل عام وأنت ملهمة وكل عام وأنت سعيدة..وسعيدة هو أيضا إسمك كأنّه كان في سابق علم والديك الأكرمين أنّ وجودك سيكون مصدر سعادة للكثيرين فإختاروا لك هذا الإسم. |
اقرأ المزيد |
الجامعة الواقعية التونسية : العدد 46 - 2013/12/27 |
الجامعة التونسية في أزمة. الكل يتفق على ذلك العديد يؤلمه الموضوع وقليل من يتحرّك لإيجاد الحلول والخروج من عنق الزجاجة. جامعاتنا تفرّخ كل سنة الآلاف من الخرّيجين الذين تتلقّفهم البطالة والفقر بدل الشركات والمصانع. البعض يلقي باللّوم على المناهج التعليمية والبعض الآخر على منظومة «فسد» (أو «أمد») والبعض الآخر على الأساتذة والطلبة معا. طيف آخر يحمّلون وزارة التعليم العالي المسؤولية عن هذا التدهور فكلمة «تعليم عالي» تعني من جملة ما تعنيه أنها مرحلة لا يطولها الكثيرون ولا يقدر على الوصول إليها إلا القلّة المجتهدة كيف لا وهي «عالية» لكنّها اليوم صارت متاحة لمن هبّ ودبّ. إنّ فتح الأندلس أسهل من فتح الملف الجامعي في تونس لأن قلعة التعليم تصدّعت وتشقّقت. لقد صارت الجامعات في بلادنا مجرد بناءات عادية لا تكاد تفرق في شيء عن بعض الشركات الصغرى والمتوسطة. هذا شكلا، أما مضمونا فيعبّر عن هذا التدهور أحسن تعبير ذلك الطّالب الذي قال بعد تخرّجه منها : ودخلتها جاهلا متواضعا.....وخرجت منها جاهلا دكتورا. |
اقرأ المزيد |
شهريات ...شهريات... لا بطالة مدى الحياة : العدد 41 - 2013/10/18 |
الشعار الشهير الذي رفع خلال حكم اللصّ المخلوع «حريات حريات... لا رئاسة مدى الحياة» كان أحد النواقيس التي دقت لطاغية نوفمبر بأن الساعة قد أزفت وأن زمن التغيير الحقيقي حان..السيد الرئيس البنفسجي لم يصغ جيّدا للشعار ولم يفهمه إلا يوم جاءه الإشعار أن لا مقام له بيننا فركب الطائرة وقصد بلاد «الحرامية» (وليس الحرمين) لتبدأ صفحة جديدة في تاريخ تونس عنوانها الأبرز الثورة والشعب يريد...الثورة المغدورة في تونس فشلت إلى حد الآن في جعل شعار «حريات حريات ... لا رئاسة مدى الحياة» أمرا واقعا، فالحريات إقتصرت على حرية السباب ومواقع التواصل الإجتماعي، وهي أحد جنود الثورة، أصبحت مواقع للخصام الإجتماعي. أما مرض الرئاسة مدى الحياة فانتقل من السلطة إلى المعارضة التي حافظت على نفس الوجوه القديمة الهائمة حبّا بالكرسي العزيز على القلوب فكانت كاللائم غيره وهو أولى بالتعليم. |
اقرأ المزيد |
اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم : العدد 38 - 2013/09/06 |
من أراد أن يتعلم فنون السياسة والتخطيط الإستراتيجي وحتى الحرب وأن يأخذ عبرا من دروس التاريخ في السلطة وإدارة الحكم فعليه بمصر فهي اليوم تقدّم للعالم دروسا في مجالات شتى....اهبطوا مصرا لتروا المظاهرات وصناعة الأزمات والصراع السياسي..وأهم من ذلك لتروا الانقلاب...انقلاب 30 جوان...نعم هو انقلاب وانقلاب سافر حتى لو ارتدى دثارا مدنيا واختبأ تحت ستار «الشعب يريد»....هو انقلاب مهما حاولت أجهزت الدعاية العسكرية إيهامنا بالعكس أو طبّل الإعلام الفاسد لهذه العملية التي هدمت أسس الديمقراطية في مصر وأعادتها بامتياز إلى حقبة المجرم المخلوع مبارك. تمنيت في قرارة نفسي أن يحمي محمد مرسي الشرعية التي ظنّ أنها مانعته من الخصوم والأعداء حتى لو اضطر لتقديم تنازلات...تمنيت لو وافق وأسرع إلى حلّ الاستفتاء وحتى لو خسر السلطة فهو قد حافظ على مسار الانتقال الديمقراطي الذي هو الأمانة الحقيقيّة التي منحتها له الجماهير وليس الشرعية التي ليست سوى وسيلة....إن السياسة الناجحة ليست تلك التي تحقق فيها كل المكاسب فهذا مستحيل ولكنها تلك التي تنجح من خلالها في تجنب أكبر قدر من الخسائر خاصة بعد قراءة الظروف الموضوعية التي تحيط بك والتي كانت كلها تلعب ضد الرئيس مرسي حينها إلا أنه وبدفع من جماعة الإخوان المسلمين اختار طريق التحدي ووصلت الأمور إلى ما وصلت إليه. |
اقرأ المزيد |
أخطأ الجميع فضاعت الثورة : العدد 35 - 2013/07/26 |
أخطأ الجميع فضاعت الثورة أو هي على وشك الضيـــاع.. كيف لا والأخبار القادمة من أرض الكنانة لا تحمل بشائر خير..هل مازال ممكنا الحديث عن إنتقال ديمقراطي في مصر؟ لا أعتقد ذلك صراحة لأن الأوضاع تسير إلى التأزّم و الإنفجار والإحتقان يتزايد والشرخ بين أفراد الشعب المصري يزداد عمقا. المسؤولية في ما حدث بمصــــر يتحمّلهـــــا الجميع وخاصــــة قادة حزب الحرية و العدالة و جماعة الإخوان المسلمين الذين أصابهم «الغرور الإنتخابي» فظنوا أن الشعب وقـّع لهم صكّا على بياض فأستأثروا وحدهم بالحكم رغم أن طبيعة المرحلة تقتضي التشارك والتوافق...كان يمكن لجماعة الإخوان المسلمين أن تتنازل مثلا عن منصب رئاسة الوزراء إلى المعارضة أو أن تضمّ الحكومة أكبر عدد ممكن من الكفاءات الوطنية المشهود لها أو المتخصّصة في مجالها لا أن تكون حكومة منغلقة تقسّم الوزارات حسب الولاء...الخطأ الثاني كان الخطاب المتعالي لرئيس الجمهورية محمد مرسي الذي كان بإمكانه إنقاذ الشرعيّة حينما رأى تلك الملايين تخرج في الثلاثين من جوان هاتفة ضد حكمه والإعلان عن إنتخابات رئاسية مبكّرة وتشكيل حكومة وحدة وطنية...كان يمكن للرئيس مدّ جسور التواصل مع المعارضين بدل التمسّك بكلمة واحدة «الشرعية»..حتى لو كان الرئيس مرسي منتخبا بصورة ديمقراطية و نزيهة فإن خروج كل تلك الأفواج من البشر تنال من شرعيته وتجعلها موضع تساؤل والخيار الأسلم كان الإحتكام لصناديق الإنتخاب و تفويت الفرصة على أعداء الثورة المصرية في جرّ مصر إلى حالة من الفوضى و إعادة العسكر إلى الكرسي وإزاحة أول رئيس منتخب من طرف الشعب المصري..لم يخطأ الإخوان في حسابات الشارع فنزول الملايين إلى الشوارع بات أمرا عاديا في مصر (كل تجمّع له مطالب معيّنة يمكن أن تخلق له تجمّعا مقابلا يطالب بالعكس فتجهضه) لكن الخطأ القاتل كان في تقييم تدخّل الجيش المصري حيث إستبعد سيناريو عودة العسكر للحكم عن طريق إزاحة الرئيس المنتخب.. |
اقرأ المزيد |
مشاكل النقل العام : العدد 30 - 2013/05/17 |
النقل العام هو أحد مقاييس تطور البلدان و تحضرها فإذا أردت أن تعرف بلد ما من الداخل بكل أسراره فما عليك سوى ركوب الحافلة و إمتطاء القطار لأن وسائل النقل العام تمكّنك من مخالطة كل فئات الشعب و من معرفة مدى إحترام الوقت و درجة التحضر و الرفاه التي وصلها البلد. |
اقرأ المزيد |
القانون في خدمة الإنسانية : العدد 29 - 2013/05/03 |
القانون في خدمة الإنسانية و التشريع في خدمة المواطن و هكذا نريد لقوانيننا أن تكون القاطرة التي تقودنا إلى ما هو أفضل و أرقى و ليس قيودا تكبّلنا و أغلالا تجعلنا لا نتحرك قيد أنملة للأمام...في هذا الصدد أريد أن ألفت أنظار المشرّعين إلى مسألة يجب أن نوليها أهمية قصوى وهي الأم العاملة. |
اقرأ المزيد |
من أجل حق المساجين في الإنتخاب : العدد 26 - 2013/03/22 |
يعتبر إقصاء المساجين من العملية الإنتخابية أمرا سلبيا و لا يجد مبررات معقولة لكننا لم نسمع إلى حدّ الآن أحدا يحتجّ على إقصاء جزء من أبناء تونس من المشاركة في الحياة السياسية و تقرير مصير البلاد..لقد أصمّ العديد آذاننا و هم يندّدون بقانون تحصين الثورة بسبب إقصائه لرموز النظام السابق (في الترشّح و ليس في ممارسة الحق الإنتخابي) و لكن لا أحد منهم تطرّق للقوانين التي تقصي المساجين من الإنتخابات (على مستوى ممارسة الحق الإنتخابي) وهو ما يطرح أمامنا العديد من نقاط الإستفهام لأن السجن ينزع من السجين حريته و ليس مواطنته. |
اقرأ المزيد |
نداء تونس أو النسخة الثانية من حزب المؤتمر : العدد 25 - 2013/03/08 |
يحتلّ حزب نداء تونس منذ تأسيسه مكانا متميّزا في الساحة السياسية التونسية كما أن الأضواء الإعلامية مسلّطة عليه بشكل لافت بين من يعتبره منقذا لتونس من براثن الإسلاميين ومن حالة التخبط التي تعيشها البلاد ومـــــن يعتبــــره استنساخـــا للتجمع الــــذي انتقلــــت روحـــه وكــــوادره إلى هذا الحزب الجديد. بعيدا عن هذا الرأي الممجّد و الآخر المشيطن، يبدو لي حزب نداء تونس استنساخا لتجربة حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي يتشابه معه في عديد النقاط التي سنستعرضها لاحقا وهو ما يدعونا للتساؤل حول مستقبل هذا الحزب الجديد القديم. |
اقرأ المزيد |
شباب تونس بين الحرقان و الحرق : العدد 14 - 2012/10/05 |
شهدت بلادنا منذ مدّة حدثين مأساويين،الأول غرق قارب كان يقل مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين و الثاني مقتل أربع محتجّين أمام السفارة الأمريكية. من الوهلة الأولى لا يبدو أن هناك رابطا بين الحادثين سوى الموت الذي يتربص بشبابنا بحرا و برا ولكن إذا ألقينا نظرة مليّة سنجـــــد أن النقطة المشتركــــة بينهما إلى جانب الموت هي الشباب. لعلّنا نسجّل في البداية المفارقة الجوهرية التي نجد فيها أنفسنـا. ففي الحادثة الأولى لدينا شباب غامر بحياته ليصل للضفة الشماليّة غير مكترث بالأهوال و المخاطر فكان أن قضى نحبه في أعماق البحار. أما في الحادثة الثانية، فنحن أمام شباب لم يعُد يخشى الهراوات البوليسية و لا السجون و لا يبدو مكترثـــــا بالمعاهـــدات والمواثيق الدبلوماسية و لا حتى بهيبة الدولة التي يعيش في كنفها. فراح يهاجم سفارة الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية بثّ فيلم مسيء للرّسول فكان أن قتل أربعة من المحتجيـــــن وجرح أكثـــر من سبعين آخرين. |
اقرأ المزيد |
ثلاثة ورابعهم تجمّعيّ : العدد 3 - 2012/05/04 |
هؤلاء هم الذين يعرقلون الثورة و يشوّهونها أو ينحرفون بها عن مسارها أو يسعون للإنقلاب عليها. صحيح أن الثورات لا تحقق أهدافها بين عشية و ضحاها و أن المسيرة نحو التقدم و النماء و الإزدهار بدأت لتوّها بخطوات بطيئة (و لكنها ثابتة). صحيح أيضا أن الإرث الإستبدادي الثقيل (الذي يعود إلى عهد البايات و ليس فقط إلى بورقيبة الذي لم يكن سوى "بايا جمهوريا" في الأخير) مازال متغلغلا في نفوس أكثرنا تحرّرا و إنفتاحا و تعلّقـــا بالديمقراطيـــة. كل هذا صحيــح و لكن الثورة أيضا تئنّ اليوم تحــت ضربات موجعة تأتي أساسا من أربعة محاور: |
اقرأ المزيد |