د.جهاد معلى |
الأحكام الجاهزة بين التصديق والتحقيق (2-2) : 202 - 2024/05/03 |
تبيّنا إذن أنّ المؤوّل لا يمكن أن يكون في حاضره منقطعا عن ماضيه، فالزمن الماضي هو الزمن القادح للحاضر وكلّما اتّخذت الذّات من الماضي متّكأً يكون ذلك أفيد في إنتاج المعارف، فنلفي الشعراء يستحضرون الذكريات الماضية لأنّها تبني كيانا ولا يقتصرون على استحضار الذكريات الخاصة. فتنتقل المرجعيّة من فرديّة إلى جماعيّة، ونلمس ذلك في قصيدة البحتري «الذئب» |
اقرأ المزيد |
الأحكام الجاهزة بين التصديق والتحقيق (1-2) : 201 - 2024/04/05 |
لعلّ المعارف المتقادمة ما تفتأ تخضع لإعادة النّظر فتكون في مواجهة تأويليّة لا يقر لها قرار مع المعارف الجديدة إذ تستند إلى نشاط حدسي كليّ فتدعو الذّات إلى النّظر في المعارف السّابقة لإدراك أهميّتها ولفكّ شفرات النصّوص، لكنّها ليست معارف ثابتة يقينيّة إنّها تقتضى إعادة النظر والتدقيق والتمحيص عبر آليّة الشكّ التي تتوسّلها الذّات المؤوّلة الباحثة عن الحقيقة، من أجل ذلك تكون النتائج المعرفية التي إليها توصّل السّابقون في حالة من الإرجاء المستمرّ إذ أنّ الذّات المؤوّلة تنطلق في مقاربتها لنصّ من النصّوص من مستند يتمثّل في معطيات ما قبليّة تولّد مسندا بعده، فتتعاظم المسانيد وتكبر دائرة المعارف، ويحيلنا ذلك على الدّائرة الهرمينيطقية (le cercle hermentique) وهي آليّة لتحصيل المعارف، ويعني أنّ تأويلنا للنّصوص لا يمكن أن ينطلق من العدم، فالقائم بالتأويل (l’interprétation) يسعى إلى فهم النصّ إلاّ وهو مسلّح بجملة من المعارف السّابقة من تراث وذاكرة وتجارب وما إلى ذلك وهو ما يسمّى بالحاصل(1). |
اقرأ المزيد |