يعرض للأمم نوازل وأوصاب، يمحّص اللّه عز وجلّ بها الصّابر من الجازع، ويمتحن بها العامل من القاعد﴿لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلٗا﴾(هود: 7)؛ ومن هذه البلايا التي تعصف بالأمم سنن اللّه الكونيّة -كالزّلازل والفيضانات- الجارية على الخلق في ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم.
والظّاهر أنّ كلّ أمّة لها منهجها الأخلاقي الخاصّ بها في تعاملها مع هذه السّنن. وتباين هذه المناهج راجع إلى تباين مرجعيّات الاعتقاد ومنطلقات التّفكير لكلّ أمّة. من هنا تأتي هذه الورقة للوقوف على الحقائق الإسلاميّة للتّعامل مع سنن اللّه في الكون. ويحسن بنا قبل هذا أن نستعرض حقيقة هذه السّنن الكونيّة في الاصطلاح، ونميّز بينها وبين السّنن الشّرعيّة.
|